إن البحث في مجال علوم اإلعالم واالتصال ليس سردا كميا للمعلومات فحسب، بل يجب أن يؤسس الباحث لبحثه بالرجوع إلى الخلفية النظرية التي لها عالقة بموضوع بحثه، مسبقا على النظريات اإلعالمية واالجتماعية المرتبطة بالموضوع، أي يعتمد على مستويين بنيويين في اختيار المقاربة النظرية، الرمزية، ب- مستوى التراث النظري اإلعالمي المتخصص: وذلك بالرجوع إلى النظريات اإلعالمية المتخصصة كنظرية ترتيب األولويات، نظرية االستخدامات واإلشباعات، نظرية االعتماد على وسائل اإلعالم. إلى غير ذلك. كما ظهر جيل ثان من المقاربات النظرية األكثر تخصصا، التي برزت وانتقلت معها بحوث االتصال من مجالها الكالسيكي إلى مجالها الرقمي الجديد، فظهرت مقاربات جديدة تتواءم مع هذا الواقع البحثي الجديد كنظرية الشبكة، مدخل نيغروبونتي لفهم اإلعالم الجديد. إلى غير ذلك. فالباحث يختار مقاربته من التراث النظري الكلي، أو األكثر تخصصا إذا اندرج بحثه في مجال دراسات الوسائط الجديدة، وكلما كان اختياره من التراث النظري المتخصص، كلما كان ذلك أفضل، فالقرب المفاهيمي واالبستمولوجي لنظرية متخصصة يجعل بحثه أقرب لمجاله وأكثر تأسيسا وجدوى. 5 -توظيف النظرية إلنجاز الجانب الميداني للبحث: بل تحددها تطبيقيا؛ حيث توجه وترافق الباحث في جمع بياناته ومعطياته. ومن ثم تمكنه من تقييمها وتصنيفها وعزل البيانات غير الضرورية منها، والتي تتناقض أو ال تتوافق مع توجهات النظرية،