البيئة أو المحيط العام و تطورها عرف مفهوم المنظمة تطورا كبيرا على مستوى العصور تبعا لحجم الدراسات ونوعيتها في كل عصر ، فكانت تعتبر المنظمة في بداية الأمر مجرد آلة تقوم بتحويل مدخلات كالمواد الأولية إلى مخرجات من سلع و خدمات ، ما أنه لم يحظ الأثر البيئي باهتمام جدي في توجهات المدرستين الكلاسيكية و الإنسانية ، حيث اقتصر الاتجاه الأول على دور و أهمية العلاقات الرسمية و الهيكل التنظيمي للمنظمة ، في حين اتجهت الثانية إلى التوكيد على أهمية العلاقات غير رسمية في المنظمة ، و قد كان جل تركيزها على أهمية دور العنصر البشري وتوفير المناخ المرتبط بتحسين ظروف العمل و العلاقات السائدة بين الإدارة و العاملين وفي واقع الحال لم تعط تلك النظريات اهتمامات واضحة المسالة لبيئة الخارجية و التاثير المتبادل بينها و بين المنظمة كوحدة إنتاجية ، إلا أن المدارس المعاصرة اعطت للبيئة المحيطة بالمنظمة بشكل عام أهمية كبيرة سيما في مجال خلق التوازن مع البيئة تعمل أي منظمة في بيئة معينة يتعين أن يتكيف و تتفاعل معها في علاقة تأثير وتأثر فلا يوجد منظمة أعمال تكتفي ذاتيا دون أن تستمد مواردها من بيئتها او تغذي بينتها مما تنتجه من سلع أو خدمات ولكنها جزء من نظام اكير الا وهو البيئة المحيطة بها كما أن البيئة ليست ساكنة بل تتأثر بمتغيرات كثيرة تؤثر سلبا أو إيجابا على اتجاهات وقرارات المديرين في المنظمات إن السمة الأساسية المتغيرات البينة أنها غير قابلة للسيطرة و التحكم و الرقابة ولذالك يجب على المنظمات أن تقوم بدراسة متغيراتها وتحليل عناصرها و على المنظمات محاولة الاستفادة منها والتكيف معها إن البيئة أو السحيط تمثل المساحة أو الإطار أو المجال الحيوي الذي توجد فيه المنظمة وتعمل من خلاله ، وتعرف البيئة بأنها ( العوامل المحيطة بالتنظيم من طبيعية ومجتمعات بشرية ونظم وقوانين ومعايير اجتماعية واتصالات وعلاقات شخصية ) وفي هذا تحديد البينة بأنها البيئة الخارجية ويقابلها البينة الداخلية في بيئة العمل داخل التنظيم ، ويقصد بذلك عملية استكشاف العوامل الاقتصادية والتكنولوجية والسياسية والاجتماعية والثقافية وقوى المنافسة وذلك من اجل تحديد الفرص والتهديدات الموجودة في بيئة المنظمة الخارجية ، ومعرفة مصادر ومكونات هذه الفرص و التهديدات .