وكأنى بهذا الشاعر رأى الموت رأى العين فراح يرثى نفسه قبل أن يقبض روحه ويأخذ منه عمره وحياته بكل ما فيها. إنه الشاعر مالك بن الريب الذى رثى نفسه فى لحظات موته بأبدع قصيدة رثاء فى الشعر العربي، وقف أمام لحظة الموت يسأل الأسئلة الوجودية الكبرى عن ذلك الإنسان الضعيف الذى أتعبه الفقر والتشرد، وعندما قرر أن يغترب بحثا عن حياة أفضل، وجد الموت ينتظره هناك بعيدا عن أهله وعشيرته. وقف الشاعر أمام عجائب القدر حائراً لا يملك إلا أن يرثى نفسه وحياته وأهله بعد أن أصبح بعيداً عنهم آلاف الأميال.