وبعد أن انعقاد المؤتمر الصهيوني في مدينة بازل بسويسرا في 23-8-1897م ونص على إنشاء وطن قومي، ومن الطبيعي إنه يهود مصر وما تمتعوا به ثروات كانوا خير عون، وقد أرسل المسؤولون عنها إلى هيرتزل في العام نفسه يبلغانه نباء تأسيس هذه الجمعية ويطلبون الناس الفرنسية كتاب الدولة اليهودية. ولقد اتجهت أطمع هيرتزل لسيناء ولقد استقبلت العائلات اليهودية المصرية استقبالا مستمرا وسعى لإقامة وطن قومي في سيناء وكان هرتزل قد حاول بكل الوسائل تأسيس وطن قوي لليهود في أي مكان وكان قد عرضت عليه قبرص ولكنه رفض لأنه يرى أن أهلها من الأتراك والمسيحيين سيرفضون ورأى أن سيناء أفضل وقد حاولوا بكافة الوسائل تأسيس الوطن القومي فيها، الخلفية التاريخية للصهيونية: يظن الكثيرون أن قواعد اللعبة الصهيونية بدأت المؤتمر الصهيوني الأول الذي نجح هيرتزل في عقدة في مدينة بازل بسويسرا عام 1897، (مة مستوطنات يهودية في فلسطين بالمفهوم الحالي لفكرة المستوطنات، عندما كانت ضمن ممتلكات الإمبراطورية العثمانية، وأحياء القومية الصربية التي أوحت إليه بالدعوة إلى قومية يهودية تسير على نهجها، وبالتالي فالصهيونية مستوحاه من ظواهر اجتماعية مادية وليس من تعاليم دينية روحية ، فقد أضفت على التفسيرات الدينية منظورا دنيوياً، الذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم. تاريخ الصهيونية في شبه جزيرة سيناء: إن الفكر الصهيوني بأطماعه في المنطقة لم يكن وليد وعد بلفور إنما كانت هذه الأطماع نتيجة الادعاءات والافتراءات من بني إسرائيل في الأرض المباركة وبداية وضوح أطماعهم في سيناء أبان الحكم العثماني لمصر، حيث بدأت تظهر هذه الأطماع الصهيونية صاحبت الحركة اليهودية نشاطات ملموسة متعددة الجوانب والزوايا والمجالات للعلاقات التي تمت بين الأوساط اليهودية والقوى الاستعمارية والإمبريالية الزاحفة على المنطقة العربية، وبذلك ربط اليهود أنفسهم بصفات الدين والعنصر واللغة، ترجع أطماع اليهود في المنطقة منذ أن أخذت الأطماع الاستعمارية تظهر بوضوح في المنطقة العربية منذ القرن السادس عشر ميلادي حينما أخذ الضعف والانهيار يدب في الدولة العثمانية ويتولى سلاطين ضعاف شؤون الدولة، وقد رفضت الدولة العثمانية هذه المشاريع الاستيطانية لخطورتها على أوضاع سيناء، نظرا لأهمية سينا أنذاك بالنسبة للعثمانيين كمحطة في رابط الولايات العثمانية في شمال أفريقيا بقلب الدولة العثمانية في إسطنبول، وربما من أهم وأخطر هذه المحاولات مشروع (بول فريدمان) للاستيطان في المنطقة كل المحاولات الصهيونية المبكرة للاستيطان فشلت لعدة أسباب منها: أن هذه الجماعة الإسرائيلية لم تحسن معاملة الأهالي إضافة إلى تشكك الأهالي في نيته هؤلاء الأوروبيين الأغراب تجاه أراضيهم وقد سبق في عام 1882م أنا انقضوا على "بعثة بالمر" الذي تتجه نحو سيناء وتوغل بها مما أثار شك وحفيظة الأهالي فقد كانوا جواسيس للجيش البريطاني أثناء الثورة العرابية ومن ثم قاتلوا بعضا من أعضاء البعثة ولا شك أن هناك تشابه شديدا في سلوك رد فعل البدء بين أهل شبه جزيرة سيناء وأهل الحجاز حيث يرفضون الغريب ويغارون على بلادهم، ظلت أطماع اليهود في سيناء مستمرة وكانت ترى فيها وسيلة لإحكام القبضة على فلسطين وامتداد أراضي الصهاينة إلى سيناء والعريش فلقد ظلت الأطماع متصلة لم تنتهي ولقد استخدمت الصهيونية كل الوسائل في محاولة ثانيه في عام 1910-1911م قامت في فلسطين جماعة من الصهاينة أرادت استعمار جانب من الأراضي المصرية بصحراء سيناء، الصهيونية بنية فكرية سياسية متناسقة لا تكاد تختلف في مضمونها عن الأساطير الدينية اليهودية (كأسطورة شعب الله المختار وأرض الميعاد) وتقوم الصهيونية بتطويع الدين اليهودي لتكتسب أبعادا تاريخية وإنسانية. فألتقى في لندن باللورد روتشايلد عام 1902م الذي عرض على هرتزل موافقة إنجلترا على منح الحركة الصهيونية امتيازا بإنشاء مستعمرة يهودية في اوغندا إلا أن هرتزل أعترض على هذا العرض البريطاني معبرا عما يجول بخاطرة بأن كتب ورقة صغيرة (شبه جزيرة سيناء- فلسطين المصرية- قبرص). حيث رأى تشمبرلين كغيره من الساسة البريطانيين الذين عملوا على تشجيع سيء الحركة الصهيونية نحو إيجاد حل للمشكلة اليهودية في بريطانيا- إمكانية إخضاع هذه الرغبة الصهيونية لخدمة المصالح البريطانية فأبدأ الوزير البريطاني رغبة في تبني اقتراحات هرتزل الذي أراد بدورة استغلال هذه المصلحة البريطانية لتحقيق هدفه وقد تبنت الحكومة البريطانية هذا المشروع برغم علمها بأن سيناء لم تكن من ناحية القانونية من الممتلكات البريطانية بل أنها كانت خاضعة للسيادة العثمانية الاسمية لم يكن في مقدور مصر التنازل عن جزء من مياه النيل في ذلك الوقت نتيجة لمعاناتها من مشكلة عدم قدرتها على رأي حوالي 95% من أراضيها القاحلة.