حي بن يقظان رواية تحكي قصة شخص يدعى حي بن يقظان نشأ في جزيرة وحده، وشارك في تأليفها عدة أشخاص من الأدباء العرب والمسلمين فكان أول مؤلف لقصة حي بن يقظان هو الفيلسوف ابن سينا، ثم أعاد بناءها الشيخ شهاب الدين السهروردي، وبعدها أعاد كتابتها الفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، ثم كانت آخر رواية للقصة من قبل ابن النفيس الذي تنبه إلى بعض المضامين الأصلية الخاصة برواية ابن سينا، فأعاد صياغتها لتكون رواية حي بن يقظان عن صالح بن كامل. إن أشهر مؤلف من بين هؤلاء الأربعة التصقت القصة باسمه هو ابن طفيل. فكانت هذه الرواية هي الأساس لعديد من روائع الفكر والأدب العالمي مثل كتاب (عقيدة القس من جبل السافوا) للفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو، وكذلك نجد الأحداث المشتركة واضحة بينها وبين رواية (روبنسون كروزو) للكاتب دانييل ديفو، إن ولادة حي بن يقظان تبقى لغزا، ومع ذلك فإن الرواية السائدة تقول أن حي بن يقظان قد ولد ولادة عادية مألوفة من أم هي شقيقة ملك إحدى الجزر الهندية، فوضعت الطفل في تابوت وألقته في البحر. فحملت الأمواج التابوت حتى ألقته على ساحل جزيرة مجاورة هي جزيرة الواق واق. وصادف أن مرت في المكان الذي استقر فيه التابوت ظبية كانت تبحث عن ابنها الذي فقدته فسمعت صوت بكاء الطفل فاتجهت نحوه، يكبر حي بن يقظان وتمر حياته في سبع مراحل. ثم بعد ذلك وفاة الظبية وتشريحها من قبل حي لمعرفة سبب الوفاة، أما المرحلة الثالثة فكانت في اكتشاف النار. أما المرحلة الرابعة فكانت في تصفحه لجميع الأجسام التي كانت موجودة حوله، بدأ حي مرحلته السادسة وهي الاستنتاج بعد التفكير، فتوصل إلى أن النفس منفصلة عن الجسد وهو في التوق إلى الموجِد واجب الوجود. في المرحلة السابعة على أن سعادته تكون في ديمومة المشاهدة لهذا الموجِد الواجب الوجود ورغبته في البقاء داخل حياة رسمها هو لنفسه. الفلسفة والعقل والدين ابن طفيل يركز في هذه الرواية على إيجاد حلول للمشكلات الرئيسية الثلاث التي نوقشت خلال فترة عصره وهي على النحو التالي: أمكانية الفرد للوصول إلى المعلومات وحقائق مطلقة وأنه أي إنسان قادر على تحقيق ذلك. وتمثل القصة العقل الإنساني الذي يغمره نور العالم العلوي، فيصل إلى حقائق الكون والوجود بالفطرة والتأمل بعد أن تلقاها الإنسان عن طريق النبوة. وقد تركت آثارها على كثير من الجامعات والمفكرين وتُرجمت إلى اللاتينية واللغات الأوروبية الحديثة. وإن كان قالب القصة ليس سوى إطار لصب الآراء الفلسفية والصوفية في النص. الذي نشر في أوروبا عام 1671م، هي الترجمة اللاتينية التي أعدها إدوارد بوكوك للقصة العربية (حي بن يقظان)، لمؤلفها الكاتب العربي الأندلسي ابن طفيل،