اغرورقت عينا رسول اللّه ع!ي!ه بالدموع وهو يقلب بيديه تلك القلادة التي جاء بها رجل من قريش ليفتدي بها أخاه الذي أسره المسلمون في معركة بدبى الكبرى ، أيقظت تلك القلادة في فواد رسول اللّه !ي! ذكريات تلك الإنسانة التي ملكت عليه قلبه قلبه ، لقد كانت هذه القلادة قلادة الإنسانة التي أحبته وواسته وسهرت على راحته ، كانت قلادة الإنسانة التي كانت تصعد جبال مكة الشاهقة لتضع الطعام والسراب له في غار حراء ثم تتركه هانئًا بخلوته، جبريل بالوحي لأول مرة ، كانت تواسيه بحنانها بعد كل مرة يستهزئ به كفار مكة في طرقاتها، الإنسانة كل معاني الحنان والطمأنينة ، أن كذّبه الناس ، وواسته يوم أن هجره الناس ، وساندته يوم أن تخلَّ عنه الناس ، تلئط الإنسانة الرقيقة التي ما سمع لها صوئا مرتفعًا طيلة ربع قرنٍ من الحياة الزوجية الهانئة ، والعطنثى بعد حصار الكفار للمسلمين يا سعب مكة ، القلادة بين يديه ذلك اليوم الذي خلعت به تلك الإنعسانة هذه القلادة من عنقها لكي تلبسها لابنتها زينب يوم زواجها وابتسامتها الرقيقة ترتسم على محياها لتملأ البيت السعادة التي حُرمها منذ طفولته ، سنين اليتم والحرمان التي عاشها طفلًا صغيرًا، الصادقة المخلصة البطلة خديجة بنت خويلد عليها السلام . كنت أظن أن الكتابة عن عظيمات الإسلام ستريحني قليلًا من العناء الذي تكبدته في البحث والتحقيق خلال أسهرٍ من الكتابة المتواصلة عن أولئك العظماء الذين كتبت عنهم إلى حد الاَن ، من الكتابة عن عظيميها! فنحن أمام سخصياقي من النساء العظيمات اللائي يعجز القلم المرأة ما هي إلاّ مقولة مهينة للمرأة ، عظيمًا في الوقت الذي تذهب هي فيه إلى عتمات التاريخ المظلم ، صحيحة من الناحية التاريخية هي "وراء كل أمة عظيمة امرأة !"، في الإسلام هي كل المجتمع وليس نصفه كما يزعم البعض ، تفوق بكثير مكانة مثيلاتها في دول العالم المتقدم ، تنعم بها المرأة المسلمة بعد أن رأيت بأم عيني ما تعانيه المرأة الأوروبية من ظلمٍ واستعباد! فالمرأة في بعض الدول الأوروبية تضطر لنزع ملابسها قطعة قطعة لكي تحصل على بعض "اليورووات " لطعامها مقابل أن تظهر في إعلالؤ تبدو فيه سبه عارية بجانب سيارةٍ يشتريها الرجال ! هناك تضطر الفتاة لخلع ملابسها لكي تظهر عارية في مجلة يستمتع بها الرجال لكي تاخد هي من صاحب المجلة ما تدفع به إيجار سقتها وما تسد يه رمقها ! وكم أحسست بالاسمئزاز عندما رأيت نساءً يعرضن أنفسهن سبه عرايا من وراء زجاج المحلات في إحدى المدن الأوروبية الكبرى ، سوق نخاسة من أسواق القرون الوسطى ! فإذا كنت طفلةً مسلمة ، وإذا كنت فتاة مسلمة، وإذا كنت سيدة مسلمة ، فارفعي رأسك عاليًا وناطحي بها سمس الأصيل وأفق السماء، فأنت ابنة خديجة التي أرسل اللّه لها السلام من فوق سبع سماوات برسالة أوصلها إليها كبير الملائكة جبريل لج! ! واعلمي أن دورك في هذه الأمة يفوق دور الرجال فيها، فأنت البطلة وأم البطل وزوجة البطل وأخت البطل ومعلمة البطل ، من دونك لا يساوي سيئا حتى وإن كان لا يظهر لك ذلك ! واعلمي أن أولادك عاتقه همّ قيام هذه الأمة من جديد، خديجة من قبل، فالئه اللّه يا نساء الإسلام ، الحرجة في تاريخ أمة محمد، مشغولاتٍ بالطبائخ والمعجنات ، يحملن هذا الدين في قلوبهن كما حملته خديجة في كل ذرة من كيانها، الدين لن يخرج من رحم امرأة تافهة تقضي وقتها بمشاهدة المسلسلات ، أبي سفيان أعظم مللئى في تاريخ المسلمين لم يكن ليفتح سبرا من الأرض للمسلمين لو أن أمه هند بنت عتبة لم تزرع فيه روح العظمة منذ نعومة أظافره ، "كان ليستطيع إكمال دربه لولا أن سخر اللّه له امرأة مثل خديجة عليها السلام ، خديجة بنت خويلد قدوتكن القادمة ، لا لكي تتعلمن منها فن الطبخ ، ومن أم المؤمنين خديجة ، إلى أم أخرى للمومنين . . . الاَن أقذر عملية طعن وتشويه تتعرض لها إنسانة في التاريخ ! فما الذي سوف تصنعه إذا ما علمت أن هناك من يتهم أمك بأنها زانيه