توفي حاكم الكويت - الرابع - الشيخ صباح بن جابر في العام ١٨٦٦ ، وانتقل الحكم من بعده - حسب العرف السائد - إلى ابنه الأكبر الشيخ عبدالله بن صباح الذي استمر حكمه لسبعة وعشرين عاماً ، شهدت الكويت فيها الكثير من الأحداث المهمة كـ مجاعة الهيلق وانتقال عائلة آل سعود إلى الكويت واعتراف السلطات العثمانية بالشيخ عبدالله قائمقام عليها . وفي العام ١٨٩٣ توفي الشيخ عبدالله عن عمر يناهز الثمانين عاماً ، وعلى الرغم من نضوج ابنيه جابر وخليفة ، فأسند للأول إدارة أموال الدولة ، وكلف الثاني بمهام الحرب وحماية القبائل الحليفة في الصحراء . بطبيعة الحال كانت مهمة الحرب والتنافس على كسب ولاءات شيوخ القبائل من الأعمال المكلفة والتي تحتاج إلى الاستمرار في بذل المال ، وهذا ما جعل مبارك في حاجة دائمة إلى طلب المال من جراح الذي لم يكن متجاوباً معه ، فساءت العلاقة بين الأخوين ، لأنه يرى المؤسس لن تقوم الحكومة بتكريم المتمردين عليها ، خصوصا وأن أغلب حكام المنطقة أدانوا هذا العمل ، فلم يبق أمام مبارك سوى القيام بإرسال كتب المطالبة بالاعتراف بنفسه إلى الحكومة العلية ، وقد تزامن ذلك مع وصول مسؤول الحجر الصحي التابع للسلطات العثمانية فتعامل مبارك مع الحدث بمرونة ولم يظهر اعتراضه على وجوده في الكويت ،