لم يصبح العالم كوكبيا إلا بفضل التقدم الهائل الذي أبرزته تقنيات المعلومات والإعلام والاتصال. والذي يسمح بتجاوز حدود المكان والزمان ويجعل العالم كله حاضرا هنا الآن على مدار الساعة، هذه التقنيات تتكامل فيما بينها، وليس أدل على ذلك من انتشار قواعد المعلومات وتوسعها، وعلى رأسها الأنترنت بكل ما تحمله من إمكانات غير مسبوقة في تاريخ البشرية في التواصل والتفاعل والتبادل عن بعد، وما أتاحته من فيض القنوات الفضائية التي تبث آلاف البرامج على مدار الساعة، فمن المعروف أن كل جيل من هذه التقنيات يكاد يصبح متقادما منذ نزوله إلى السوق، لأن هذه التقنية تنمو على شكل طفرات قصيرة العمر، ويذهب تطورها ليس فقط في اتجاه فاعلية التقنية، بل كذلك بالانخفاض المستمر في كلفة أصولها وتشغيلها، ويخرجها من النخبوية إلى العمومية. وها هي بصدد أن تعم جميع مدارس الدول المتقدمة، والوصول إلى كل بيت ومرفق.