فمن الأمور التي تكاد تكون مسلمة من حيث الواقع التاريخي ذلك الخلط الواقع بين الديني والثقافي في جميع الأديان، وقد وقع أيضا في تاريخ المسلمين ويدل عليه ما علق بالتراث الفقهي الإسلامي من شوائب ثقافية ، وعرفية تلبست ببعض الأحكام الدينية وهي ليست منها، فمثلا لو أخذنا المجتمع العربي - زمن النبوة - بوصفه مجتمع الرسالة، كان متعودا على سلوك ثقافي متواضعا عليه، كالأعراف والتقاليد العربية في المأكل والمشرب والملبس والزواج. والمسكوت عنه فيه نظر ويثير إشكالات عديدة، ولاسيما لما ينقل في كتب «الحديث» أن النبي فعله أو فعله أصحابه بوصفهم ينتمون على الأقل ثقافيا إلى المجتمع العربي، ففي هذه الحالة تحتاج هذه الأفعال النبوية والصحابية إلى بحث دقيق للتمييز فيها بين ما هو ثقافي، أي فعله النبي بوصفه عربيا،