لقد رجّحت معظم الدراسات التاريخيّة إلى أنَّ فن المقامة قد أتت نشأته في الأصل إلى أحاديث أبي بكر بن دُريد وأحمد بن فارس، ولا ريب في أنّ بين أحاديث ابن دريد وبين خصائص المقامة شبهًا كبيرًا من حيث استخدام أسلوب القصّ والسجع، أمّا بالنسبةِ لانتشار المقامات في الأدب العربي؛ غير أنّ هناك نفرًا من الأدباء كابن عبد ربّه وابن قتيبة والحصري قالوا بأنّ بديع الزمان هو أوّل من اشتقّ فن المقامات من فنون قصصيّة سابقة، والفرق بين ما روي عن العرب من الأحاديث الكثيرة وبين خصائص المقامة التي ابتدعها الهمذاني من حيث الأسلوب والغاية كبير جدًا، وهو أبو الفضل أحمد بن يحيى بن سعيد الهمذاني،