في مجال الأثاث حمل الأرنوفو تنوع عظيم للأساليب الأصلية للحركة ، ومعظم صانعي الأثاث لحركة الأر نوفو وبخاصة المعماريين منهم اهتموا بتمديد نطاقهم عبر التصميم الداخلي لمبانيهم ، و انصبت اهتماماتهم في ابداع قطع من الأثاث تتوافق مع مبانيهم, و يمكننا ان نلحظ الشد والجذب بين الزخرفة والتزيين باعتبارها تمثل الشكل بينما يمثل الإنشاء المضمون , ومثلما لوحظ ذلك في الأثاث فإنه أيضا كان واضحا في العمارة. كما أهتموا ايضا بتنمية العلاقة بين الزخرفة والإنشاء وكذا الشكل والوظيفة ، والتي برزت علي وجه الخصوص في صناعة الأثاث والعمارة واستخدم مصممي الأثاث في ذلك الوقت المنحنيات الرقيقة وأعمال النحاس والتذهيب والعاج ، وكان للخطوط المنحنية أثر كبير علي شكل الأثاث لإنتاج ابداعات ذات تميز رفيع المستوي . وفي بداية الأمر كانت منتجات حركة الأرنوفو مرتفعة الثمن وتخاطب الطبقة الراقية من المجتمع بالرغم من أفكار موريس اليوتوبية التي تنادى بأن الفن للجميع ، وبعدما بدأت عمليات الإنتاج بإسلوب الانتاج الكمي فقد أثاث الأرنوفو الكثير من حيويته الطبيعية ، نظراً لتحول الإسلوب في التصميم للتوافق مع تقنيات الإنتاج الحديث . أهم مصممي اتجاه الأر نوفو: كما يتميزان بالفردانية والابتكار , و كانت بلجيكا احد الدول الرائدة التي احتضنت حركة الآرنوفو وبخاصة العاصمة بروكسل عام 1880 وظهر إسلوب الارنوفو في العديد من المنشآت المختلفة العامة والخاصة هناك , واهم رواد الآرنوفو في بلجيكا المعماري فيكتور هورتا ويعرف اسلوبة بمنحني الآرنوفو Curve Art Nouveau والمعماري بول هانكز ويتميز إسلوبة بالآرنوفو الهندسي وكان متأثرا بمدارس الفن في فيينا واسكوتلندا ، بينما يجمع إسلوب هنري فان دي فيلد بينهما . ومثله مثل كثير من المصممين لم يستطع هورتا التخلص من تأثره الشديد بموضوعات التصميم الداخلي ذات الطابع الروكوكو , واتسمت ابداعاتة بسيطرة الخطوط اللولبية واستخدام الخامات الحديثة كالحديد والزجاج ، كما اهتم بمظهر العمارة أن تبدو خفيفة ورقيقة قدر الإمكان عن طريق فتحات النوافذ والمداخل الرحبة والبئر المفتوح للسلالم والتي تشكل فراغات داخلية أكثر اتساعا, واستخدام الأقبية الزجاجية الملونة في المداخل والتشكيلات الحديدية للواجهات الخارجية و الأعمدة والعوارض التي تنحني وتدور في أشكال لولبية تحمل الشرفات وتشكل الحواجز والدرابزينات والكوابيل التي اعتبرها هورتا خامة أساسية في تحقيق المرونة والدقة للأشكال الملتوية والمنحنية التي ميزت هذا الطراز و عبر فيها عن اهتماماته بالإمكانات التركيبية والتعبيرية الحرة , واهم أعماله مبني تاسيل 1890 – 1893 ومنزل سولفاي 1895 – 1900 و ايتفيلد 1897 . هنري فان دي فيلد ( 1863 – 1957 ) HENRY VAN DE VELDE من أهم المصممين البلجيكيين الذين ساهموا بدور فاعل في زهاء حركة الأرنوفو , ثم سافر إلي باريس لتعلم العمارة والفنون التطبيقية وتأثر في أعماله المبكرة بما بعد التأثيرية لكل من فان جوخ وجوجان والإسلوب التنقيطي للمصور جورج سورا , كما انجذب نحو الخطوط الإيقاعية للتصوير الرمزي، و تميزت أعماله برفض كل ما يتصل بالطرز التاريخية و الذي حددها بشكل واضح عند مقارنتها بأعمال هورتا الذي تأثر كثيرا بطراز الروكوكو، والتي تعتبر أن نشأتها الأساسية من الأشياء ذاتها في انسجام وتوافق مع العناصر التركيبية والضرورية لتلك الأشياء الطبيعية فجائت زخارفه مجردة تشكل وحدة منطقية بعيدا عن الأشكال الطبيعية المألوفة ، وبالرغم من الفردية والذاتية التي كان يتمتع بها يهدف إلي الموضوعية ويفترض أن الزخارف يجب أن تؤسس علي قوانين الجذب والتنافر, وكذا إيمانه الشديد بأن الخطوط كالألوان تتطلب متمما لها , كما تميز إسلوبه بالمزاوجة بين ما بعد الانطباعية والفنون والحرف الانجليزية, الخ . جوستاف سيرورية بوفي ( 1858 – 1910 ) GUSTAVE SERRURIER BOVY وتميزت أعماله بالأناقة والتماثل والخطية مستخدما أخشاب الماهوجي والمعادن كالحديد والنحاس والبرونز مثله مثل فناني الآرنوفو في بلجيكا , بول هانكر ( 1861 – 1901 ) PAUL HANKER ولم تكن إسهامات هانكر قاصرة علي انتاجه الإبداعي فحسب ولكن لعب دور هام في الدعاية لإسلوب الآرنوفو عن طريق العديد من النشرات والدورايات المتخصصة وباعتباره عضو في الكثير من المنظمات الفنية آنذاك . و في فرنسا تأثر المصممين الفرنسيين بالأعمال البلجيكية وبخاصة بعد زيارة هيكتور جيمارإلي بروكسل وقابل هورتا وتفقد منزله ( تاسيل ) والذي كان الملهم الأول لاسلوبه الجديد , وتعد كل من مدرسة باريس ونانسي من أهم المراكز الحيوية في فرنسا للآرنوفو واتسم إسلوب مدرسة باريس بالزخرفة اللاتماثلية والدعامات والركائز والأكتاف الأنيقة والنحت الرقيق للأشكال العضوية المجردة وأهم روادها هيكتور جيمار ، ايميل جال ( 1846 – 1904 ) EMILE GALLE فضلا عن تأثره الشديد بطراز الروكوكو الشهير بمدينة نانسي , و في عام 1884 قام جال بتصميم و إنتاج مجموعة من الأثاث اتسمت نتائجها الأولي بالضخامة و الثقل و التي تعوذها الرشاقة علي الرغم من تميزها بالثبات و الحيوية و التفاصيل الطبيعية الحية , والتي حوت علي عالم زاخر من أشكال الطبيعة والحشرات دون تقيد أو تكلف ، وأهم ما يميز أعماله نباتات الزنبق المائي و السوسن والأوركيد وقوس القزح ، كما منح بعض قطع الاثاث التي قام بتصميمها أسماء وعناوين مثله مثل المصورين والموسيقيين. وقام جال باستخدام نقوش لأبيات من الشعر الرمزي علي زهرياته قاصدا بهذا التمثيل الرمزي سلسلة ممتدة من موضوعات يتصل معظمها بالميلاد والحياة والموت والفساد ، ونقش معه ضوء الشمس الذي يوشك ان يشرق علي قرية ناعسة, كما صور جال باستحقاق العالم الفاسد في حمرة الشفق التي تكثر بها الخفافيش , هيكتور جيمار( 1867 – 1942 ) HECTOR GUIMARD معماري فرنسي تأثر بنظريات فيوليه لي دوك وبخاصة الأفكار التي تدعو إلي تحليل الأعمال المعمــارية و كذا النقوش البارزة الجريئة للأشكال الخيالية الحيوانية والأقنعة البشرية مثلما في الفن الياباني والأشكال الغير متماثلة والممتدة والملتفة ، وكان لجيمار العديد من الابتكارات في مجال تصميم الأثاث وورق الحائط والسجاد والأرضيات الموزاييك والأشغال المعدنية . أهم مصممي الأثاث الفرنسيين في هذه الحقبة ، حوي انتاجه الغزير علي موضوعات تتسم بالأناقة والفخامة ، واهم رواد الآرنوفو في إيطاليا رايموندو دارونكو وكارلو بوجاتي وارنستو بازيل وآخرين . رايموندو دارونكو ( 1857 – 1932 ) RAIMONDO DARONCO ومزج دارونكو خبرته بالآرنوفو البلجيكي فضلا عن شخصية الخاصة المتميزة وروح العمارة الإسلامية , و كان الشكل عنده متاثرا لحد كبير بالفترة التي قضاها في تركيا وكذا تأثره بأعمال جيمار الفرنسي واولبرخ النمساوي واهم أعمالة المعرض الدولي للفنون الزخرفية بتورين والمبني الرئيسي لسنترال الروتندا. كارلو بوجتي ( 1856 – 1940)CARLO BUGATTI حيث تجنب استخدام الطرز الأوروبية التاريخية كمرجع للإلهام وبخاصة الايطالية منها ورفض الأشكال التقليدية , و تميزت تصميماته في مجال الأثاث بالموضوعات المركبة المستوحاة من الطراز المغربي والمصري والبيزنطي و يقوم بمزجها بإسلوبه الخيالي الخاص الذي يعكس لنا حالة من الجاذبية والسحر والغرابة , وأنتج معظم الأثاث يدويا يحمل مزيج ثري من الخامات المختلفة كالأخشاب والمعادن النحاسية ذات اللون الأحمر والأصفر والبرونز والعاج واللؤلؤ والورق الرقي و التقنيات المتنوعة مثل أعمال الحفر والتلوين وطلاءات الخشب والنحاس بالورنيش لإكسابه جمال آخاذ , ويكتمل المظهر الغريب بإضافة الأهداب المزينة بالخصلات والنقوش الزخرفية والقوائم الهلالية ومساند الظهر المدرعة وأحيانا استخدام القوائم الرأسية التي تشبه المآذن . وذلك بقيادة الأب الروحي لها تشارلز ماكنيتوش . ولد ماكينتوش في مدينة جلاسجو, واهتم بالظل والنور واتسم إسلوبة الزخرفي بأشكال الأزهار والسيقان ذات الطابع التجريدي البسيط التي تتصاعد كالدخان ، كما تميز بعضها بالأشكال المربعة والشبكية والانحناءات الرقيقة . والذى هدفت تصميماته في مجال العمارة والتصميم الداخلي والأثاث الي التكامل مع بعضها البعض ، و استمد إسلوب ماكينتوش الأرستقراطي إلهامه من مصادر عدة أهمها الفنون السلتية و تصميمات فويزي التي شاعت خطوطها في حركة الفنون و الحرف ، كما ضمت موضوعاته رموز مختلفة مستمدة من الطبيعة , و علي الرغم من تميز ماكينتوش بهذه النوعية من المقاعد إلا أنه صمم أيضا مجموعة من المقاعد المنخفضة و التي يغلب عليها الطابع التكعيبي و بساطة الشكل المكعب و كونه أكثر الأشكال سكونا حيث تجمع الأجزاء الأساسية علي هيئة أسطح مطوية أو مركبة لتحفظ شخصيتها المنفصلة، أما المقاعد الطويلة التي تميل إلي الإسلوب التقليدي في تجميعها كانت علي الرغم من ذلك رقيقة لدرجة تجعلها رموزا خطية، وكان يفضل استخدام البلوط ذو الطلاءات باللون الأبيض مع اعمال التطعيم الدقيقة والأشغال المعدنية والزجاج المعشق بالرصاص في خطوط لينه ذات انحناءات رقيقة نابعة من الأشكال النباتية التجريدية ، واهم أعمالة مدرسة الفنون بجلاسجو ومنزل هيل ومنزل ويندي . ويقع مركزة بالعاصمة برشلونة واهم فنانيها انطوني جاودي الذي كان له بالغ الأثر في الحركة الحديثة , و حقق جاودي إنجازات بالغة الأثر في مجال العمارة ذات الطابع العضوي , و بالرغم من أن كثيرا من أعماله تذكرنا بالأرنوفو إلا أن لغته التشكيلية الخاصة ميزت أعماله دون غيره , و تميزت تصميماته في مجال الأثاث بالقوة والجرأة حيث الأشكال النحتية المنسابة و كأنها مشتقة عضويا من مادتها الحقيقية نتاج المزج الجيد بين خيالات جاودي و المهارة العالية للصناع، كما قام بتصميم مجموعة من الأرائك وكأنها تتمدد خارج حدود الزمان, واهمها المقاعد الخشبية الصلبة التي ترتكز علي أرجل عنكبوتية تمثل بعض الحالات النادرة في مجال تصميم الأثاث والتي تمحو التقاليد السالفة والمتعارف عليها في الفن ،