لقد شغلت المؤسسة حيزا معتبرا في كتابات وأعمال الاقتصاديين بمختلف اتجاهاتهم الإيديولوجية (الشرقية والغربية)، باعتبارها النواة الأساسية في نشاط الاقتصادي للمجتمع كما أنها تعتبر عن العلاقات اجتماعية، لأن العملية الإنتاجية داخلها، أو نشاطها بشكل عام يتم ضمن مجموعة من العناصر البشرية متعاملة فيها بينما من جهة ، ومع العناصر المادية والعناصر أخرى معنوية من جهة ثانية ، كما يشمل تعاملها المحيط. ولكن هذا التعريف التقليدي غير كافي فلقد أدخل العلماء الحديثين عنصرا آخر يهم (المعلومات) الموارد المعلوماتية، ويبقى هذا التعريف مرتبط بالتعبير الاقتصادي الكلاسيكي للمؤسسة الذي يدور حول العناصر الأساسية وهي رأس المال، اليد العاملة والمواد الطبيعية ، أصبحت المؤسسة حاليا ليس إلا مجموعة من الموارد ، بل مجموعة منظمة ومهيكلة تخضع لمنطق دقيق و لمقاييس محددة من الناحية الهندسية والناحية البشرية، ومن هذا المنطق تصبح المؤسسة ما كانت صناعية،إن التنظيم كما بينه العالمAlfred.Mrsball عنصرا أساسيا من عناصر الإنتاج،Fayol من الناحية التسيرية في بداية هذا القرن. وتنظم قواعد تسيرها على أساس المعرفة الدقيقة لمساهمة هذه العناصر في تكلفة الوحدة المنتجة ، وعلى هذا الأساس تعتبر المحاسبة التحليلية أداة أساسية للتسيير العلمي للمؤسسة ، بعدما كانت مجرد محاسبة تكاليف في بداية القرن تهتم خاصة بالحسابات، تطورت فأصبحت محاسبة تحليلية تهتم بإبراز ومعرفة مراكز التكلفة لتوجه التسيير إلى نمو مراكز الربح ، حيث أن معرفة مراكز التكلفة تهدف إلي تقوية المر دودية التي أصبحت ضرورة ممكنة في آن واحد بواسطة المحاسبة التحليلية التي تكون حاليا فرعا من فروع علوم التسيير .2. أنواع المؤسسات إلى عدة مجموعات وفق معايير متعددة أهمها:أولا ـ حسب طبيعة النشاط :تصنف المؤسسات بحسب طبيعة نشاطها إلى نوعين أساسيين: يقوم النوع الأول منها بإنتاج السلع أما الثاني فيقوم بأداء أو تقديم الخدمات على النحو التالي:1. ـ المؤسسة الإنتاجية :وهي تلك المؤسسات التي تقوم بأداء مهمة إنتاج السلع بغية تلبية حاجيات المجتمع ، فهي تخضع بعض أنواع المواد الأولية لتغيير معين ، بواسطة وسائل التشغيل المتاحة ، وبإشراف وإدارة تنفيذ القوي البشرية وهذا في ظل المعطيات الطبيعة ، وبمعنى آخر فهي ـ أي المؤسسة ـ عبارة عن وحدة إنتاجية تقوم بإنتاج السلع المادية عن طريق الاستخراج أو عن طريق تحويل الخصائص الفيزيائية أو الكيميائية للمواد الطبيعية ، وعن طريق التكوير أو التصفية لتقنية هذه المواد وعزلها عن الشوائب ، وبالتالي جعلها صالحة للاستعمال .وفي تلك المؤسسة التي تناط بها مهمة الخدمات بغية تلبية حاجيات المستهلكين كالمؤسسات التجارية ومؤسسات التأمين .وهي تضطلع بهذه المهمة عبر أو بواسطة وسائل التشغيل مختلفة وبإشراف وتنفيذ القوي العامة (البشرية).ثانيا ـ حسب الطبيعة القانونية: ترتبط الطبيعة القانونية للمؤسسة وبشكل ملكيتها على اعتبار أن شكل الملكية هي المحدد لنمط القوانين والأنظمة التي تحكم إجراءات قواعد تسييرها .ويتجلى تصنيف المؤسسة وفق هذا المعيار في ثلاثة أنواع ، على النحو التالي:1. المؤسسة الخاصة: وهي تلك المؤسسات التي تؤول ملكيتها إلى شخص واحد أو مجموعة من الأشخاص ، كالمشاريع الفردية وشركات الأشخاص والشركات ذات المسؤولية وشركات التضامن وشركات المساهمة. يحدد طرق وإجراءات تسييرها .2. المؤسسة المختلطة:3. المؤسسة العامة:وهي تلك المؤسسات التي تعود ملكيتها إلى الدولة باسم المجتمع، مثل المؤسسات الوطنية و الولائية والبلدية، وتدار وفق قوانين وإجراءات متميزة تحدد قواعد تسييرها. ثالثاـ حسب الأهمية: ويمكن أيضا النظر إلى المؤسسات من جهة أهميتها في المجتمع، كحجم المؤسسة ونوعية نشاطه{ محلي ،وطني ودولي } ويمكن التميز في هذا الشأن بين المؤسسات الصغيرة والمؤسسات المتوسطة والمؤسسات الكبيرة . كذلك يمكن التميز بين المؤسسات المنتجة للسلع الأساسية والمؤسسات المنتجة للسلع الكمالية، إلى غير ذلك.تصنف المؤسسات بحسب القطاع الذي تنتمي إليه تبعا لنشاطها الأساسي، فيتم التميز بين المؤسسات الزراعية والمؤسسات الصناعية والمؤسسات المالية .الخ .وهناك من يصنف المؤسسات بحسب نشاطها الأساسي إلى قطاع أولى أو أول ،الخ .3. أهداف المؤسسةيرتبط نشاط المؤسسة ـ عادة ـ بعديد من الأهداف التي تتجلى من خلالها الإستراتيجية المؤسسة في حد ذاتها ومن أهم هذه الأهداف:1. ـ اتجاه أصحاب الملكية: البحث عن تحسين المر دودية {تعظيم الأرباح،2. ـ اتجاه المستخدمين: يهدف هؤلاء للقيام بنشاط يبرز كفاءتهم ويحسن المراقبة لضمان العمل، وخاصة الترقية الداخلية بالتدريج.3. ـ اتجاه المستهلك: تنتج المؤسسة استجابة لحاجات المستهلكين ويمكن دورها الاقتصادي في محاولة الموازنة بين أهداف قيامها ومتطلبات هؤلاء .للمؤسسة عدة خصائص تتمثل فيما يلي:1- قيام المؤسسة بآداء الوظيفة التي وجدت من أجلها والمتمثلة في الإنتاج.2- يصعب على المؤسسة خدمة السوق كله، لذلك تقوم بتجزئة السوق أين تكون لها قدرة تنافسية.3- ملائمة المؤسسة للبيئة التي هي موجودة فيها واستجابتها لها.4- للمؤسسة شخصية قانونية من حيث امتلاكها للحقوق والصلاحيات ومن حيث واجباتها ومسؤولياتها.5- وجود المستهلك الفعلي أو المتوقع، لذلك يتعين عليها التقرب أكثر من هذا الأجير بهدف زيادة قدرتها الإنتاجية 6- خاصية الهيكلة المتطورة والملائمة: عبارة عن المخطط الذي يرمز للهيكل التنظيمي للمؤسسة والذي يبين لنا مختلف المديريات والمصالح الموجودة بالمؤسسة الاقتصادية 8- كل مؤسسة تسعى لتحقيق أهداف معينة،الأهداف الاقتصادية:- تحقيق الربح لضمان إمكانية رفع رأسمال المؤسسة والبقاء في السوق وتوسيع نشاطها للصمود أمام المؤسسات الموجودة في السوق - الاستعمال الرشيد والعقلاني لعوامل الإنتاجالأهداف الاجتماعية: