الأودية والعيون والنزل السياحية والأماكن العامة، مشاهد تعكس حالة غير مرضية للسياحة الداخلية، ومشهد يخبرنا بأن واقع السياحة في المحافظات ما زال لم يصل إلى الطموح. وفي المشهد ذاته يبدو أن جزءا من الشعب لم تروقه هذه الحالة فوجد بأن توجهه لدول الجوار لقضاء الإجازة خيارا فرض نفسه، فأعداد المركبات والازدحام الحاصل في المنافذ الحدودية البرية المتجهة إلى دول الجوار والتي بدأت منذ ظهر الثلاثاء وتأخر المتجهين إليها لساعات طويله ينبئ هو الآخر عن الصورة التراكمية التي تعيشها السياحية الداخلية، والصورة القاتمة التي ما زالت ترافقها رغم التوجهات الوطنية في إعادة تنشيط هذا القطاع ومنح المحافظات الصلاحيات الواسعة. إلا أن المنتوج المقدم لا يزال يفتقر للاستدامة والتأثير والاحتواء والجودة والتكاملية والترابط في الأنشطة السياحية بالمحافظات. وما زالت القدرات السياحية الوطنية لم تستوعب أحلام العمانيين والمقيمين ولم تجب عن التساؤلات التي يطرحها المواطن كمبرر مقنع لذهابه إلى دول الجوار. هو أنه رغم تنوع المكون السياح، بحيث يجد فيها المواطنين بغيتهم وفرصتهم التي تضعهم أمام خيار صعب في قبول تحدي التوجه إلى دول الجوار، ما يؤكد على أهمية تصحيح المسار السياحي ومراجعة الحسابات الوطنية الموجهة للسياحية، وتوحيد الجهود الحكومية والأهلية عبر الثقة بمشاركة القطاع الخاص في صناعة السياحة عالية التأثير والجودة.