الأسرة لغة: ومن معانيه: الإمساك والقيد، قال تعالى: }وَنَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ{، أي: شددنا خلقهم، وأسرة الرجل: عشيرته ورهطه الأدنون لأنه يتقوى بهم. ويفهم من ذلك أن الأسرة للفرد هي مصدر القوة والمنعة فبها يشد الأفراد بعضهم بعضا ويتقوى بعضهم ببعض، من خلال أواصر قوية تجعل علاقاتهم صلبة، وعليه فالأسرة هي الدرع الحصينة لأنها تحمي أفرادها داخل حصنها المنيع، الأسرة اصطلاحا: رابطة شرعية تتكون من زوج وزوجة وأولاد غالبا، وتحكمها مجموعة من الحقوق والواجبات , وقد أخذت هذه الرابطة وثاقتها من خلال عقد النكاح الذي سماه القرآن الكريم: }ميثاقا غليظا { مع ملاحظة أن التكوين الأسري كما هو معروف يعتمد بالدرجة الأولى على الأم والأب والأبناء ويربط هؤلاء بروابط القرابة والدم وربما تزداد الأسرة وتتعدى هذه الدرجات من القربى لتشمل الجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة، ومهما زاد عدد أفرادها تبقى الأسرة عنواناً جامعاً لهذا التكوين الاجتماعي، كما تبقى قيمها وأخلاقها العنصر الضروري الحياة الأسرة ورقيها وتقدمها تكمن أهمية الأسرة في كونها اللبنة الأساسية في المجتمع ومنها يتكون، وترسيخ القيم الحضارية، وفيما يلي بيان لأهم المظاهر الدالة على أهمية الأسرة المسلمة: تحقيق السعاده الانسانيه: لأسرة المسلمة تُغدق على أفرادها صوراً من السعادة الإنسانية، فيتحقق من خلالها السكن والمودة والرحمة والتشارك في الحقوق والواجبات بين أفرادها على منهج الله تعالى وهي بذلك تشبع حاجات الإنسان الجسمية والنفسية والروحية فيصلح بذلك أمره ويحيى حياة طيبة، قال تعالى:} ومن آياته ان خلق لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً ورحمة {، وقيام الأسرة بهذا الدور يحصن المجتمع من الانحرافات السلوكية والنفسية والفكرية والتي تعتبر عائق امام كل تقدم حضاري 2- توفر للإنسان الطاقات اللازمة لتأهيليه في مراحل نشأته الأولى: فعملية بناء الانسان ليقوم بدوره الاستخلافي الذي وكل به في الارض، تحتاج إلى زمن طويل حافل بالرعاية ليصبح الإنسان بعد ذلك مهياً للمشاركة الفعالة في بناء المجتمع، ومن أهم من يقوم بهذا الدور الأسرة المسلمة التي تربي أبناءها وتنشئهم على هذه القيم وتلك المفاهيم ٣- تتولى الأسرة مهمة تربية الأبناء وتعليمهم وفق الشريعة الإسلاميةيمكن تصور تقدم حضاري بدون تقدم تربوي وتعليمي، فالعالم يدرك الآن أكثر من أي وقت مضى محورية الارتقاء بعقل الإنسان ونفسه في النهضة والتقدم الحضاري، فالنهضة الحضارية تظل شيئا غير ممكن من غير نهضة تربوية شاملة، ومن هنا تنبع أهمية دور الأسرة في التربية لكونها أشبه بإعادة صياغة الفرد؛ حيث يتم من خلالها استكمال بشريته وتكوينه الإنساني،