ولماذا لا يذهب قادتها مثل السنوار والضيف للمنافي الاختيارية؟. حتى يتجنب المدنيون في غزّة ويلات الدمار. في الساعة العاشرة صباحًا وقف أحد الضباط الكبار في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان بين جنوده، كان يعتقد أن اليوم روتيني كغيره. فسأل أحد الجنود الإسرائيليين. صعقوا وقرّروا السماح للإسرائيليين بالتقدم. كان ذلك إيذانًا ببدء الغزو الإسرائيلي للبنان. عملية اغتيال مشبوهة لدبلوماسي إسرائيلي في لندن واسمه شلومو أرجوف، وأنه لا بد من غزو لبنان لطرد الفصائل الفلسطينية المقاتلة، وتطهير دول الطوق من أية أعمال عسكرية ضد الإسرائليين. سبق وجربّت إسرائيل نسخة مروّعة منه في بيروت. قصفت إسرائيل العاصمة اللبنانية قصفًا مروعًا لم يسبق أن شاهده العرب. كانت إسرائيل تبحث عن ياسر عرفات تحديدًا، ومن بعده صلاح خلف ( أبو إياد ) وخليل الوزير ( أبو جهاد) وكلاهما مسئول لعقود طويلة عن الأمن والتدريب والمخابرات في حركة فتح. ويسانده في ذلك فصائل لبنانية تحالفت مع الفلسطينيين وخصوصًا الحزب الشيوعي اللبناني، خروج عرفات ورجاله من بيروت مقابل وقف الحصار وانسحاب إسرائيلي من بيروت. ‏هذا سوف يقودنا لأسوأ هزيمة جويّة تعرّض لها جيش عربي بعد حرب 1967. قبل قيام إسرائيل بغزو لبنان. كانت تعلم جيدًا أن القوات السورية موجودة لتأمين الخط الواصل بين دمشق وبيروت وتتمركز بأعداد كبيرة في منطقة سهل البقاع اللبنانية. كان ذلك جزء من الترضية الأميركية للأسد بعد حرب 1973. أن يُسمح للسوريين بنفوذ عسكري في لبنان، وكانت إسرائيل لا ترغب في استفزاز الوجود العسكري السوري في لبنان حتى تتقدّم قواتها بسهولة. ‏وقف مناحم بيجن أمام الكنيست الإسرائيلي يُعلن أن سوريا ليست مستهدفة في لبنان. وذهب المبعوث الأميركي فيليب حبيب لدمشق والتقى حافظ الأسد شخصيًا وأخبره أن إسرائيل لن تمسّ القوات العسكرية السورية في سهل البقاع. باغتت إسرائيل الجيش السوري في سهل البقاع بهجوم كاسح. دمّرت الفانتوم الإسرائيلية 90 طائرة مقاتلة سورية وقتلت ما يزيد عن ألف جندي فيما سوف يعرف بمعركة ‘‘سهل البقاع‘‘. مجزرة للطائرات لم يتسامح معها السوفييت لاحقًا عندما أرسلوا وزير دفاعهم للقاء وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس للاستفسار عن سبب الفشل السوري الساحق في استخدام السلاح السوفياتي. وكانت أزمة قصيرة في العلاقات إلى أن عهدت موسكو لألمانيا الشرقية بإعادة بناء القوة الجوية السورية. ‏كانت سمعة الوساطة الأميركية بعد سهل البقاع في الحضيض. وعلم الفلسطينيون أن الاستسلام بالشروط الأميركية يعني سحقًا كاملًا. لكن حلفاء عرفات وبعد سقوط أكثر من 18 ألف قتيل مدني في بيروت. بينما نصح وليد جنبلاط عرفات -برفق- أن يُنهي المعركة وينسحب من لبنان. خروج من بيروت صوب تونس رفقة ألفي مقاتل فلسطيني بسلاح خفيف. ولأول مرّة أصبحت دول الطوق بكاملها آمنة لإسرائيل. الأردن بعد طرد منظمة التحرير عام 1970، ثم سوريا التي لم تطلق رصاصة على إسرائيل ولا توجد بها قواعد قتالية متقدمة للفصائل الفلسطينية. سيرى الفلسطينيون بأم أعينهم معنى الرفاه والرخاء الإسرائيلي بعد استسلام المقاومة. بعد 16 يوم فقط من خروج عرفات إلى تونس. ورئيس أركانه رافائيل إيتان مع قادة ميلشيا القوات المارونية اللبنانية وبالأخص إيلي حبيقة ومارون مشعلاني على سحق المدنيين الفلسطينيين في صابرا وشاتيلا. أضاءات قوات شارون سماء المخيم بالقنابل الفسفورية، وتقدّمت الميلشيات المسيحية صوب المخيمات وقتلت في 3 ساعات أكثر من 3000 مدني فلسطيني،