والقاعدة الكلية: أن المسلمين يهابون ويتخوفون من الكذب على رسول الله  لعلمهم أن النبي  حذر من الكذب عليه في قوله : ((من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار)) إذن لما كان الغالب من المسلمين مهابة الكذب على رسول الله  اكتفينا برواية الواحد، فالأصل في هذا الواحد الذي ينقل لنا خبر الرسول أن يكون صادقًا، وأن يكون بعيدًا عن الكذب على رسول الله  بخلاف الشهادة، بخلاف الرواية عن النبي  لأن الرواية عن النبي نقل لدين النبي  أما شهادة الزور فقد يكذب الإنسان، لهذا قال أهل العلم: يشترط في الشهادة العدد بخلاف الرواية، هذه حكمة في هذا الفرق بين الرواية والشهادة. فإن ترك الإنسان نفسه وقع في شهادة الزور، بخلاف الرواية عن النبي  فما وجدنا مسلمًا بينه وبين رسول الله  عداوة أبدًا، بل الأصل المحبة بين المسلمين وبين رسولهم . الثالثة: أن الحديث قد ينفرد به راو واحد -كما قلت لكم- يعني: قد يسمع الحديث من الرسول  راوٍ واحد فقط، فلو لم يقبل -لو قلنا: لا بد من وجود عدد- فهذا يؤدي إلى أننا لا نقبل رواية الراوي الواحد الذي سمع من رسول الله  مباشرة، ونحن نقول: لا نقبل رواية الراوي الواحد، وذلك بخلاف الشهادة؛ بخلاف لو رددنا الخبر الذي رواه راو واحد عن رسول الله، من هنا قال أهل العلم: إنَّ الرواية لا يشترط فيها العدد بخلاف الشهادة.