- يقول ابن تيمية (ت 728 هـ) في كتاب الإيمان : أن الحقيقة والماز من عوارض الألفاظ وبكل حال فهذا التقسيم هو اصطلاح حادث بعد القضاء القرون الثلاثة لم يتكلم به أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أحد من الأئمة المشهورين في العلم كمالك والثوري والأوزاعي وأبي حنيفة والشافعي بل ولا تكلم به الله اللغة والنحو كالحليل وأول من عرف أنه عمرو بن العلاء المجاز معمر بن المثنى في كتابه، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقي وإنما على بسحار الآية. أهل اللغة على ذلك بأن يقولوا: هذا حقيقة وهذا مجاز، فقد تكلم بلا علم، قالوا هذا ولم يقل ذلك أحد من أهل اللغة ولا من سلف الأمة وعلمائها وإنما هذا اصطلاح حادث والغالب أنه كان من جهة المعتزلة ونحوهم من المتكلمين کلام اللغة أحد من أهل الفقه والأصول والتفسير والحديث ونحوهم من الشافعي هو أول من جرد الكلام في " أصول الفقه " لم يقسم هذا التقسيم " ولا تكلم بلفظ " الحقيقة والمحار ". وكذلك محمد بن الحسن له في المسائل المنية على العربية كلام معروف في " الجامع الكبير وغيره، ولم يتكلم بلفظ الحقيقة والمجاز، وكذلك سائر الأئمة لم يوجد لفظ المحاز في كلام احد منهم إلا في كلام أحمد بن حنبل، فذكر أن هذا مجاز اللغة احتج على مذهبه من أصحابه من قال: إن في " القرآن " مجازا كالقاضي أبي يعلى عقيل وأبي الخطاب. ويقول في معرض رده على الأمدي ودعواه أن الخلاف بين مثيق المجاز ونقائه، وهذا التفريق اصطلاح حادث لم يتكلم به العربي، ولا السلف كان المتكلم بالألفاظ الموجودة التي تكلموا بها، ونزلها القرآن أولى من التكلم باصطلاح حادث لو لم يكن فيه مفسدة، فإن قيل: وما المفاسد؟ قبل من المقاصة أن لفظ المجاز المقابل للحقيقة، لا سيما ومن علامات المجاز صحة إطلاق نفيه، وقالله إلى أن يستتاب - فإن تاب وإلا قتل - أقرب منه إلى أن يجعل من علماء المسلمين. وأن المتكلم لا يعدل إليه إلا إذا ضاقت به الحقيقة، ومن قول السيوطي تفهم بأن الرافضين للمجاز يعدونه ضربا من الكتب، وهذا وصف لا يمكن إطلاقه على الله - سبحانه وتعالى -وابن تيمية - رحمه الله - يصرح بأن النزاع في المجاز ليس لفظيا، في أصل تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، وهذا كان كل وليس النزاع فيه لفظيا بل يقال نفس هذا ما يذكرونه من الفروق تبين أنها فروق باطلة. وعليه، تبين لنا سبب إنكار ابن تيمية - رحمه الله - للمجاز: هو دخول المحار في مباحث العقيدة والتوحيد، وادعوا أن لكل لفظ في القرآن ظاهرا وباطنا، وذكر مثلا فوضاهم في التأويل، أو لغوية جمالية، وهكذا كل ما أضيف إلى الله مما يوهم ظاهره التشبيه والتجسيم، كالجهات والمعية والفوقية والاستواء والمجيء والنزول. أن الذين تحدثوا عن المجاز، لا حجة لهم في ذلك ولا دليلا،