طيف التوحد يجعل صلاة الجماعة صعبة بسم الله الرحمان الرحيم، به ثقتي، و إيّاه أستعين. أمّا بعد، فإنّي شُخّصت فيما مضى بنوع خفيف من إضطرابات طيف التوحّد كان يسمّى متلازمة أسبرجر، هذه الحالة لا تدفعني إلى العزلة التامّة، و لكنّها تكبح اندفاعي الإجتماعي، و مهاراتي في التواصل، رغم ما تعززه من مثاليّة و نظام و قدراتٍ عقليّة. إنّي و بفضل الله ملتزم دينيّا، أقيم الصلاة حين دخول وقتها، و أتلو القرآن و أحفظ منه، و أسعى على الدوام إلى التحسين من نفسي و التقرّب إلى الله. إلّا أن مسألة صلاة الجماعة غدت ترهقني، فعندما أقصد المسجد و أقوم حذو الشيوخ و الشبان بالصفّ، أتحسسّ إلى -درجة الغضب الشديد- من بعض سلوكاتهم، على غرار إصدار أصوات غريبة من الفم، أو رفع الصوت بالدعاء أثناء السجود، أو التحريك السريع للسبابة في التشهّد. إلخ و هو ما يشتتني في الصلاة رغم كافة محاولاتي، حتى أنني أشعر برغبة ملحة في دفع ذلك الشخص أو تنبيهه. هذا الإنزعاج يجعلني أتجنب الصلاة في المسجد إلا في بعض الصلوات التي أتحامل فيها على نفسي، و ما مردّ هذا الشعور إلا إصابتي بذلك الطيف من التوحد، الذي يفاقم من رغبتي في العزلة و من تحسسي لأبسط الأشياء. أنا أشعر بالتمزق بين الإنزعاج من بعض المصلين و الرغبة في الصلاة بالمسجد، رغم أنني أجد خشوعي و راحتي في الصلاة بالمنزل غالبا، أفتوني أرجوكم، هل يحل لي أن أصلي بالدار بعض الصلوات المفروضة التي يكثر فيها المصلون (مثلا صلاة الصبح و الظهر) ؟ علما و أنني أحاول دائما (خاصة صلاة التراويح لأنها تستوجب الجماعة فيما أعلم) مع شكر مسبق موصول، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.