أتذكر قبل سنوات من فراقك يا أخي في ذاك الوقت كنا نجهز لي زفاف أختنا نور ولم يعد على زفافها الكثير من الوقت. كنت أقول في نفسي عجبا له وأشد العجب كيف يُفضل تلك البندقية علينا جميعا ؟! كيف يفعل هذا ؟. كنت أود لو أمحي بندقيتك التي تشاركني فيك بكل كبرياء؛ يبدوا أنها فعلا ذات حظٍ وشأن عظيم ؛ ليتني كنت إياها فأذهب واغدوا معك ولم يعتصر فؤادي فراقك ما أبشع تلك الأيام وما أثقلها علي قلبي، أذكر ذلك اليوم الذي عدت فيه بعد أيام من رحيلك، وقد كانت عيناك مستبشرة وهببت من مكانك قائلا: فإن لم يكن من نصيبنا النصر فإن الاستشهاد هو الغاية، وفرح لرأيك بخير وسلام، قبل أن تأتي تلك البندقية وتحتضنك بعيدا ؛ في الواقع إن بيني وبين البندقية قصة غيره قديمة ؛ كنت أتساءل؟ كيف يُفضلها كل المجاهدين علي عائلاتهم ، فهيا مدلله بين ايديهم وها أنا قد تم توديعي على عجلة وسرعة، لتذهب هي معك وأبقى أنا أترقب أثار خطواتك، تساءلت في خاطري هل سيكون لهذا النهار شروق؟ هل ستطل علينا الشمس أم إننا سنودع الأرض والشمس وكل شيء أين الأمان يا ترى ؟ في تلك الايام لم نسمع إلا باسم الجثث. الجثث! مصطلح جديد وكلمه مجهولة ؛ هل إذا ناديتك ستشعر بي وترد علي.