إن مفردة الإرهاب في اللغة لها معان عدة منها : الخشية، ومنها : الرعب والخوف قال تعالى : قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم (الأعراف : ١١٦)، وفي معاجم اللغة العربية، كان القاسم المشترك فيما يتعلق بمشتقات كلمة ( رهب) الخوف والتخويف والفزع. وجاء بمعنى العنف والذعر والفزع واستخدام القوة. الإرهاب في الاصطلاح ليس هناك اتفاق على تعريف واحد للإرهاب، الإرهاب: هو عنف منظم ومتصل بقصد خلق حالة من التهديد العام الموجه إلى دولة أو جماعة سياسية، العمل الإرهابي هو : فعل إجرامي تحركه دوافع دنيئة، يرتكبه فرد أو جماعة من الأفراد بأسلوب يعتمد على نشر الرعب في النفوس ، ويلاحظ في هذا التعريف عنصر «الرعب» وهو جوهر الفعل الإرهابي، ومن ثم فلا يشترط دائماً أن يكون الهدف من الفعل الإرهابي سياسياً، فقد يكون اجتماعياً أو ثقافياً أو اقتصادياً أو دينياً عقائدياً . كما أنه لا يشترط أن يكون الفعل الإرهابي عنيفاً، فقد يقع عمل إرهابي أشد ضراوة وأكثر خطورة دون استخدام العنف، ولا حتى التهديد به مثل تلويث مصادر المياه بالأوبئة والجراثيم والكيميائيات، وتسيير بعض السحب المحملة بالإشعاع فوق عواصم معينة (محب الدين ١٤١٩، الإرهاب كل اعتداء على الأرواح والممتلكات العامة، سواء قام به فرد أو جماعة أو دولة، يمكن القول إن هناك إشكاليات حقيقية ثلاثا بين المتخصصين الأولى بشأن تعريف الإرهاب، والتعاون الدولي والحلول والعلاج وأياً كانت دواعي وفلسفات هذه الإشكاليات فإن ثمة حقيقة مفادها صعوبة اتفاق على تعريف جامع مانع ومتفق عليه للإرهاب. ومع هذا قد يكون بداية الاتجاه السليم نحو تقريب وجهات النظر إزاء تعريف موحد للإرهاب، ما جاء في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي جاءت بتعريف موحد للإرهاب توصل إليه وزراء الداخلية والعدل العرب في عام ١٤١٨هـ ١٩٩٨ ينص على أن: الإرهاب هو : كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أياً كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر، أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، ترتكب تنفيذا لغرض إرهابي في أي من الدول المتعاقدة، أو على رعاياها أو ممتلكاتها أو مصالحها يعاقب عليها قانونها الداخلي، عدا ما استثنته منها تشريعات الدول المتعاقدة أو التي لم تصادق عليها وهي: . اتفاقية طوكيو الخاصة بالجرائم والأفعال التي ترتكب على متن الطائرات والموقعة بتاريخ ١٩٦٣/٩/١٤م. اتفاقية اختطاف واحتجاز الرهائن في ۱۹۷۹/۱۲/۱۷م. دخلت بريطانيا في سلسلة الأعمال الإرهابية الخطيرة من جانب جيش إيرلندا الجمهوري IRA . ظهرت في أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية مشكلة العنف الإرهابي المتطرف للجماعات اليمينية، ففي سنة ۱۹۹۲م شنت أكثر من ألفي هجمة من جانب جماعات اليمين المتطرف خلفت (۱۷) قتيلاً وأكثر من ألفي مصاب، وقدر وزير داخلية ألمانيا الجماعات اليمينية المتطرفة فيها بأنها تزيد على ٧٥ جماعة نشطة ينخرط فيها ( ٦٥٠٠٠) عضو نشط (۱۰) منهم لهم سابقة استعمال العنف، وفيما بين ۱۹۹۱ و ۱۹۹۳م قتلت الجماعات المتطرفة اليمينية (۳۰) شخصاً . ظهرت الأنشطة الإرهابية للأجنحة العسكرية اليسارية في كل من فرنسا وبلجيكا وإن كانت قد قلت الآن نتيجة لنشاط الأجهزة الأمنية في كلتا الدولتين (عيد، ١٤٢٠هـ). فضلاً عما تقوم به أجهزة العدالة الجنائية والأجهزة التشريعية من تدابير. ظهر الجيش الأحمر الألماني ومجموعة بادر ما ينهوف في ألمانيا التي خطفت هانز مارتن شلوبر رئيس اتحاد المقاولين سنة ١٩٧٧م واغتالته . ولا يمكن أن تنسب بحال من الأحوال إلى أديان تلك الشعوب، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن ينسب ما يحصل ممن يحسبون على المسلمين إلى الإسلام، والإسلام من أعمالهم الإرهابية براء، وإلا لجاز تسمية المتطرفين من الكاثوليك والبروتستانت والبوذيين وغيرهم بأديانهم، ومثال ذلك ما حدث في المبنى الإداري في أوكلاهوما سيتي عام ۱۹۹٥م، ومن ثم حاصرته القوات الأمريكية في مزرعته ومعه أتباعه وذلك في عام ۱۹۹۳م، وعندما رفض التسليم هاجمته القوات الأمريكية واشتعلت النيران في المعسكر فمات دافيد كورش و ٧٥ شخصاً من أتباعه بينهم نساء وأطفال. وفي عام ۱۹۷۸م أقدمت جماعة متطرفة أمريكية على الانتحار الجماعي لأكثر من ۷۷۵ شخصاً أمريكياً ينتمون لطائفة معبد الشمس التي تزعمها جيم جونز، وهي طائفة اعتزلت المجتمع الأمريكي. وهناك جماعة الحقيقة المطلقة (أوم) اليابانية التي وضعت غاز السارين في أنفاق طوكيو فقتل ۱۲ شخصاً وأصيب ۵۵۰۰ وكانوا يخططون لقتل أربعين ألف شخص من مستخدمي مترو الأنفاق، وكان ذلك عام ١٩٩٥م إلى غير ذلك مما حصل في التاريخ الغربي والشرقي من تصفيات وثورات. والناظر في الواقع والأحداث التاريخية يجد أنه بعد غزو الاتحاد السوفييتي السابق لأفغانستان في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، ولدوافع سياسية لدى البعض الآخر. كما قامت الدول العربية والإسلامية على الإجمال بالتدخل في هذا الصراع إلى أن تحقق النصر على السوفييت وإيديولوجيته. (الوسط، نمت ظاهرة ما يطلق عليهم «الأفغان العرب» الذين استقطبوا من مختلف شرائح المجتمعات. أو تلك التي غير ذلك تقاطعت مصالحها معهم إبان الحرب ضد الشيوعيين في أفغانستان، ع(۱۱۲۲۹). مع جهل بالواقع والتاريخ والسير، وبروز التناقضات في حياتهم، (ناجح ل أربعين والشريف، لابد من تقسيمهم إلى طبقتين رئيستين هما : وطبقة الأعضاء المنفذين وينقسم كل منهما أيضاً إلى قسمين ، فهناك نوعان من القادة هما: في حين هناك نوعان من الأعضاء، والأعضاء الاستقطابيون وقد اتضح من خلال تحليل السير الذاتية للقادة والمنظرين، أو الميدانيين لهذه الجماعات يقعون في الفئات العمرية (٢٥ ٥٠٠) سنة. في حين أن القادة الميدانيين بعضهم أو الكثير منهم لا يحمل شهادة جامعية، إلا أن لديهم تدريباً عالياً وخبرات قتالية، وقد برع بعضهم في علوم الحاسب وقاموا بتصميم بعض المواقع الجهادية وكان لهم نشاط ملموس في توظيف الشبكة العالمية للإنترنت لخدمة الجماعات ونشر فكرها عالمياً. أو المنظرين الشرعيين لهذه الجماعات متزوجون وبعضهم لديهم أبناء، هذا بالإضافة إلى أن بعضهم كان ملتحقاً بالعمل الحكومي. كما تبين أيضاً أن نسبة كبيرة وخصوصا من القادة الميدانيين الذين سبق لهم الجهاد في أفغانستان، قد تلقوا دورات مكلفة في العلوم العسكرية، إضافة إلى أن بعضهم لديه دورات عالية في صنع المتفجرات، حيث تتراوح أعمارهم بين السابعة عشرة، وتبين هذه النتيجة أن الكثير من المنتمين إلى هذه الجماعات قد تم التغرير بهم من قبل بعض مروجي الفكر سواء كانوا معلمين، فإنه يهمل ولا يحرص على استقطابه . والميدانيون هذه الخاصية لدى الشباب فيغرونهم بالحور العين ويخبرونهم أن زوجاتهم من الحور ينتظرونهم في الجنة وأن ليس بينهم وبينهن إلا ثوان معدودة. ولا يحمل هماً تجاه هذا الأمر أو خوفاً عليهم بعد وفاته (الخليفة، أو لديه شهادة جامعية. حيث إن اجتماع صغر السن، وتدني المستوى التعليمي يجعل هذه الفئة سهلة الانقياد والتوجيه، على أنه لابد من الإشارة إلى أن الكثير من المغرر بهم من دول مجلس التعاون على وجه الخصوص، وأن منهجهم مضاد لمنهج السلف الصالح سرعان ما يتراجعون للحق والوسطية، خاصة بعد المناصحة بالتي هي أحسن. لاشك أن الإسلام والإرهاب نقيضان لا يجتمعان، فالإسلام رحمة ونور ولين ورفق واعتدال ونظام وإصلاح وسلام، بينما الإرهاب بما هو متعارف عليه الآن على النقيض من ذلك: قسوة وظلام وشدة وعنف وغلو وتطرف وهدم وإفساد، والإرهابيون يتعاونون على الإثم والعدوان، والإرهابيون قساة أفظاظ ، غلاظ القلوب على نقيض الرحمة واللين ورهافة الحس ورقة القلب، والإرهابيون يبغون الفساد في الأرض، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((من خرج على الطاعة وفارق الجماعة فميتته جاهلية)) (رواه مسلم)، ويقول صلى الله عليه وسلم: ستكون بعدي هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر المسلمين وهم جميع، وقال تعالى في حكم البغاة وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) (سورة الحجرات، ومن السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم: ((من أتاكم وأمركم جميعًا، يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه))، قوم يحسنون القول ويسيئون العمل، يمرقون عن الدين كما يمرق السهم من الرمية، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ما يدعون إلى الله وليسوا منه في شيء من قتلهم كان أولى بالله منهم)) (رواه البخاري ومسلم). وقال عليه الصلاة والسلام )) لزوال الدنيا وما عليها أهون عند الله من قتل رجل مسلم )) (رواه أبو داود والترمذي ) ، وقال عليه الصلاة والسلام من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما)) (في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر بن العاص)، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية)) (رواه مسلم في صحيحه) وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من خلع يداً في طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، وبناء عليه ولكون الإرهاب أحد التهديدات الرئيسة للسلم والأمن الدوليين، فإن الإسلام يرفض الإرهاب وهو بريئ مما ينسب اليه اعدائه وان الأحكام الشرعية تدور من حيث الجملة على وجوب حماية الضرورات الخمس الدين النفس العرض، ولذلك قرر العلماء مايلي : انه من ثبت شرعاً انه قام بعمل من أعمال التخريب والإفساد في الأرض التي تزعزع الأمن بالإعتداء على الأنفس والممتلكات الخاصة أو العامة فإنه يعاقب بالعقوبة المقررة شرعاً بعد استكمال الإجراءات الثبوتية اللازمة من جهة المحاكم الشرعية وهيئات التمييز،