حياة العرب في العصر الجاهلي العصر الجاهلي هو العصر الذي يسبق بعثة الرسول محمد (عليه الصلاة والسلام، ما قبل الإسلام، وقد سمي بهذا الإسم تعبيرًا عن الجهل في الدين، وليس الجهل الفكري أو الحضاري، فقد كان العرب في ذلك العصر في تطور فكري ذو طراز رفيع، ولكن يقصد بالجهل هنا عبادة الأصنام والغلظة والسفه الذي كان منتشرًا في طباع العرب، أي الجهل الذي يناقض بمعناه الحلم؛ وليس الجهل الذي يناقض بمعناه العلم، - يَظُنُّونَ بِاللهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى انتشرت في ذلك العصر صفات كالشدة والغلظة نظرًا لطبيعة البيئة القاسية التي كان يحيى فيها الإنسان العربي؛ فهي بيئة صحراوية قاحلة تجبر المرء على صعوبة العيش والتنقل من مكان لمكان. كما انتشرت الحروب بين القبائل لأسباب تافهة أحيانًا ، وآمن العرب بالثأر إيمانًا عميقا، ولكن مع ذلك فقد عرف عنهم القوة والمروءة والكرم والكرامة، كما عرف عن العربي حسن الضيافة؛ فقد كانوا يساعدون الضالين ويأمنونهم حتى ولو كانوا أعداء لهم، وعرفوا أيضًا بالعفو ولكنهم اشترطوا اقترانه بالمقدرة وإلا كان ضعفًا. كما أن الشجاعة والقوة كانا من أهم صفات العربي، وكان العربي مغرماً بالفروسية ويسعى دائما لخوض دور البطولة والشعور بالانتصار. انقسمت القبائل إلى القبائل الشمالية وهي العدنانية، والقبال الجنوبية وهي القحطانية، عرف عرب الجنوب بالتحضر وبعض من عرب الشمال، لكن معظم عرب الشمال كانوا بدو رحل ينتقلون في شبه الجزيرة بين القبائل، وأما عرب الجنوب المعروفين بالتحضر فكانت حياتهم مستقرة، استغلوا الأرض وعملوا في الزراعة والحرف، وأما البدو فكانوا في تنقل دائم باحثين عن المأكل والمشرب. - آمن العرب بأنسابهم واعتزوا بها، وكانت مدعاة للتفاخر بينهم ما كان يشعل الصراعات والحروب بينهم، خاصة بين القبال القحطانية والعدنانية (قبائل الشمال وقبائل الجنوب). آمن العرب أيضا بنظام القبيلة، التي كانت كالملاذ لأبنائها، تحميهم وتدافع عنهم.