Lakhasly

ینصب الاهتمام على التحرر من التهدیدات المخيّمة على حياة الناس، سواء أكانت تهدیدات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادیة؛ آما أن هذه الأجندة تؤكد في المقام الأول على فكرة أن احترام حقوق الإنسان والحریات الدیمقراطية وتعزیز التنمية البشریة هي أمور لا غنى عنها لحمایة الأمن البشري وتعزیزه. وفي واقع الأمر، فإن الارتقاء بحقوق الإنسان والتنمية البشریة والأمن البشري وهي المفاهيم الثلاثة التي تتشابك ویرتبط بعضها بعضا، وتمثل الأساس الذي یستند عليه تصور نظام عالمي مجدد لا یمكن له أن یتحقق إلاّ في المجتمعات التي لا تسود فيها قيم دیمقراطية فحسب، وإنما تعم فيها أیضاً ممارسة تلك القيم.
هذا ولن یتحقق إلا في ظل الدیمقراطية التحرر من الخوف ومن التهدیدات التي یتعرض لها وجود المرء ذاته؛ وتتطلب التنمية البشریة توفير الوسائل والحریات التي یحتاج إليها المرء لكي ینمي قدراته الإنسانية على نحو تام . ویقتضي الأمن البشري التحرر من الجوع، والحرب، والكوارث البيئية، وفساد إدارة الشئون العامة، وغير ذلك من العقبات التي تعترض سبيل حياة في ظل العدالة والتضامن وتكافؤ الفرص للجميع.
وخلاصة القول، فإن المشاركة التي تقوم على الانصاف والحریة والدیمقراطية في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادیة في دولة أو في مجتمع محلي هي وحدها التي من شأنه أن تعزز الأمن البشري. آما أن السبيل الوحيد لتأمين أن یتحول الأمن البشري من مجرد مثالٍ دبلوماسي جدید إلى قاعدة عریضة لتحقيق الدیمقراطية في مجال صنع القرارات والتعاون الدولي إنما یتمثل في ضمان حقوق الإنسان على نحو تام، وتشاطر إدارة الشؤون العامة، واقرار سلطة القانون، وتحقيق التنمية المستدامة، واتاحة الانتفاع المنصف بالموارد.
هي شكل من أشكال إدارة الشؤون العامة، وفي ظلها، تُستمد سلطة الدولة من الشعب. وتُشتق كلمة "دیمقراطية" من كلمتين یونانيتين قدیمتين هما : "دیموس"، وتعني "شعب"، و "كراتس"، وتعني "سلطة". ولقد تطورت مبادئ الدیمقراطية الحدیثة بالتدریج ابتداءً من الحركة الدینية الكلفينية أثناء القرن السابع عشر، ولاسيما في اسكتنلندا وانجلترا وهولندا، حيث بدأت المجتمعات المحلية في دعم وتشاطر ليس فقط الأفكار الدینية، ولكن أیضاً الأفكار السياسية. هذا وقد انبثقت فلسفة الحریة والمساواة للجميع، وتعززت أثناء عصر التنویر، وتم التسليم بها باعتبارها الأساس الذي تستند عليه قيم الدیمقراطية.
یصعب على المرء أن یقدّر إلى أي مدى یمكن القول بأن المجتمع یتمتع بالدیمقراطية . ومع ذلك، فهناك عدد من العناصر الأساسية التي من شأنها أن تشكل أساس أي مجتمع دیمقراطي. ویقوم التعليم والتربية بدور أساسي من أجل فهم تلك العناصر على نحوٍ أفضل.
المساواة یعني مبدأ المساواة أن كل الناس یولدون متساوین، وأن لهم حق التمتع بفرص متساویة، وحق الاشتراك في حياة المجتمع السياسية، وكذلك الحق في معاملة متساویة أمام القانون. ویشمل هذا المبدأ أیضاً تحقيق المساواة الاجتماعية والاقتصادیة بين النساء والرجال.