Lakhasly

حصلت غزوة حنين بعد فتح مكة في السنة 8 للهجرة . كانت قبائل المنطقة المندرة بسقوط المدينة والتي كانت قررت تقديم العون لها والتي مازالت تقاوم الاسلام ، تتوافد نحو مدينة الطائف ، مئات من الكيلومترات . ولم تكن مكة لنستطيع العيش دون مبادلاتها التجارية مع الطائف : كان يوجد بين مكة والطائف مسيرة ثلاثة أيام ، على طريق اليمن . وكانت الطائف تتألف من عدة قرى معتبرة جدة ( ... ) . كان هنالك عدد كبير من البساتين ، والحقول المستثمرة والكروم ، وكثير من جداول المية . وكان على سكان مكة العودة دائما إلى الطائف نظرا لأنه لم يكن يوجد في مكة لاكروم ، ولا أشجار ، ولا ثار . فكل الثمار التي توجد في مكة تأتي من الطائف التي تنتج كل أنواع فواكه الدنيا ، وكل واحد من أهل مكة يمتلك في الطائف كرمة او حذيفة ، وخلال أشهر الصيف الثلاثة ، لم يكن يتبقى احد في مكة ، باستثناء الفقراء ( 4 ) . فمن يأخذ مكة لن يتأخر عن أخذ الطائف . وقد تولى مالك بن عوف رئيس ثقيف ، القبيلة التي ترعى المدينة ، فيادة المقاومة . لقد نجح بتجنيد الجيوش في كل مكان ، إلا في قبيلة هوازن ، السعد بن بكر ، لأنهم كانوا تولوا رعاية النبي ص عندما كان رضيعا فيهم . وكانت تلك هي العادة عند سكان المدن في وضع ابنائهم الرضع خارج المدينة ، في وسط أكثر صحية . فهذه القبيلة رفضت أعطاء جنود المالك : أجابوه : محمد هو رضيعنا ، نشا بینا . ولا يمكننا محاربته . مع ذلك أجرى مالك مساعي أخرى بحيث حصل منهم أيضا على جماعة من المحاربين ( 0 ) غادر مالك الطائف على راس جيش من / ۳۰ / ألف جندي وتوقف في سهل حنين على مسيرة يومين من مكة . ولكي يجبر الأحلاف على المقاومة ضد محمد ها حتى الموت واعطى أوامره بان عل كل جندي أن ملي بامرأته وأطفاله معه ومالديه من مواشي » . وأعلم النبي ص بتجمع البدو في حنين ، فأعد جيشا مؤلفة من / ۱۲ / الف رجل منهم / ۲۰۰۰ / من الملكيين واعطي لأحد رجاله قيادة مكة وتوجه إلى حنين . لقد كانت معركة صعبة كاد الرسول ذاته أن يهلك فيها . وفي اللحظة الأخيرة نجح المسلمون ، ورغم تفوق الخصوم العددي فرر مالك أن ينسحب للطائف ، ليتمكن بشكل أفضل من الدفاع في مدينة محصنة . وند عرب حلفاؤه في حالة من الفوضى ، تاركين وراءهم النساء والأطفال ، فأمر النبي ، حسب العادة ، بملاحقة الهاربين على مسافة مسيرة ثلاثة أيام ( ... ) وقتل كل من يستطيعون ادراکه ، وسوق النساء والأطفال والقطعان " . كانت الغنيمة ضخمة : واصطحبت جيوش المسلمين كل القطعان التي كان الاعداء أنواها معهم ، أبقار وشیاء في كمية كبيرة لا يعلم عددها الا الله اضافة إلى ذلك كان يوجد ۶۰۰۰ امرأة وطفل ( ۲ )وكان بين الأسيرات ، اسهاء الأخت بالرضاعة من حليمة ، مرضعة محمد ص : وقد تعرف عليها النبي واذرف الدمع . وعلى الأثر نزع عباءته عن كتفيه ، وفرشها على الأرض واخذ بيد اسياء واجلسها على هذا الثوب . وفي الصباح ، سالها ، ماذا تفضل : البقاء عنده أو العودة لقبيلتها . ففضلت الرجوع لاملها ، وأرسلها النبي ص مع هدايا : ( عبدان ، رجل وامرأة ، جمل ، شاة أخذت على الغنيمة ( 0 ) . ويتصرف النبي ص هكذا اسناء الجنود الذين كانوا نادرا ما يشعرون بالرحمة معتبرين ان اساء تشكل جزءا من الغيمة . لكن اخطر ما حدث هو عندما أعلن مالك قائد ورئيس المقاومة الذي انعطف للطائف قراره باعتناق الإسلام هو وحلفاؤه ، اذ بفعل هذا يمكنه استعادة اسلابه وكل الغنيمة من نساء وأطفال وأموال ، فذلك هو قانون ومنطق الحرب المقدسة التي ما كانت غزوة عادية . إلا أن قرار مالك شوش الوضع بكليته ، فالنبي ص لم يعد يتمكن من التصرف بالغنيمة ، وعليه أن يمنع الجنود من المس بها : , فعمل على جلب كل الأسرى وجمع كل الغنيمة ، وأناط الحراسة عليها إلى مسعود بن عمرو على رأس عشرة آلاف رجل ، وذلك إلى حين عودته من الطائف ( . غير أن للحرب قوانينها ، ولا يستطيع النبي # أن يقرر شيئا دون موافقة الجيوش . واقترح على قبيلة بني سعد ان تنتنم فرصة الصلاة الجامعة يوم الجمعة كي تثير المسالة أمام الجميع 6وكان الوضع حرجة : فايهما أكثر أهمية الغنيمة أم الله بالنسبة للجندي المسلم في الصباح عندما كان النبي ص ينيم صلاة الصباح وكل الجيش بصلي وراءه ، وفي الفترة التي أدار ظهره فيها للحراب ، نهض الهوازنيون والثقفيون وبنو سعد واسمعوا النبي صل التاسهم بأن يرد اليهم نساءهم واطفالهم واستدار النبي الذي كان توقع هذا الطلب ، نحو الجموع وأعلن : د هؤلاء الأسرى لا يعودون إلي وحدي وانما إلى كل المسلمين ، ۱۷ ، وأضاف انه بذاته مستعد نيتنازل عن نصيبه من الغنيمة ، اما بالنسبة للباقي :: فإن لجيش المسلمين أن يقرر لنفسه ( 14 ) ذا . نقاش حاد في الجامع . ومارفض الجنود اعادته لم يكن القطيع وانا السبايا . ان كل كائن بشري كان يساوي عدة رؤوس من القطيع . وقال النبي ص للقادة الذين رفضوا التنازل عن الغنيمة : و حقكم أن تطلبوا الغنيمة ، لكن أيا من رجالكم يتخلى عن نصيبه من الأسرى سوف يتلقى مني ست شباه مقابل كل واسر ( ۱۹ ) . وتراجعت هذه الحرب المقدسة ، في هذا اليوم الجمعة في السنة 8 هجرية ( 130 ) إلى مساومة ضيقة جدا . حيث توقف الرسول ليوا - الأمر ويفي لاقناع جيوشه كي يروا في الأسيرة شيئا آخر غير الغنيمة ، وبخاصة اولئك المؤمنين بما أمن به . وعندما انتهت الصلاة لم يكن الأمر قد تمت تسويته . لقد نجح محمد ﷺ في السيطرة على الصدمة النفسية للمشهد . ناصحا المغلوبين بالدخول إلى الجامع ، وباعلان اعتناقهم الإسلام وبوضع الجند هكذا أمام الأمر الواقع , ولكن ما أن خرجوا ، حتى تجمع حوله الجند والجزوه للأمر بتوزيع الغنيمة : ولقد أصروا عليه إذن ، ليعمل على القسمة في المكان نفسه . ووعدهم النبي وأشاروا بأيديهم قائلين : « لن نتركك تذهب إلا اذا اجريت القمة ، واختطفوا عنه رداءه .. فقال : ردوا علي ردائي أيها الناس ، وصرخوا جميعا بشكل فظ " . وهكذا أكره النبي لاعادة توزيع الباقي من الغنيمة فورا حسب العادات القيلية ( ۲۲ )
لم يكن عندهم مفهوم واضح عن واجبات المؤمن وانا بقوا مرتبطين بامتيازاتهم الحربية ، معتبرين المراة الأسيرة كمال نه الأكثر قيمة ، وكان واضحا أن الوعد بالمساواة الذي بشر به محمد ص بين المؤمنين قد ادرك جده ذلك يجب أن يؤخذ في الحسبان تسلسل الأحداث التاريخية : ففي حنين ، كان الاسلام هو المنتصر . وعليه أثارت النساء الجدل حول الحرب والغنيمة قبل ذلك ، اثناء الفترة السيئة ، فترة السنوات من 4 ۸۰ الهجرة ، التي تراوحت بين هزيمة أحد وفتح مكة ، فترة كانت فيها معنويات الجنود قد تضاءلت ، ومست فيها مصداقية النبي ص بصفته رئيسة حربية . لا يمكن فهم تغير الاتجاه ضد النساء اذا لم يؤخذ في الحسبان السباق العسكري . فقد لوحظ في حنين ان نبيا منتصر هو ، قل ذلك أو كثر ، تحت رحمة جيوشه ، وعلى ذلك لنحاول تصور سلطته في مفاوضته مع جنوده ، عندما لا يستطيع حنى أن يقدم لهم مايحلمون به من غنائم لقد رأينا النبي - على أهبة التضرع لله اثناء معركة بدر : فبدون انتصار حربي ، لن يكون هنالك اسلام . إن هامش المناورة الذي كان لدى النبي ، في مدينة محكومة باقتصاد حرب ، كان ضيقة جداد ۲۴ ) إن تطبيق مبدأ المساواة الاجتماعية كان يضيف خطر اضطرابات إضافية ، لأنها كانت تزعزع استقرار العائلات باعطاء الحق للمرأة ، بصفتها مؤمنة ، لأن تطلب المساواة ، لأن الشفقة وحدها كانت منذئذ معيار الطبقية الأكثر تلا الله ، اکثر کم شفقة ، " ) . ان اعطاء النساء الجنة كان يطرح من المشاكل أقل م اعطائهم الحق بالارث والحق بالغنيمة ، وكان ذلك أيضا مضاعفة بشكل خطير للاضاحي التي يقدمها المؤمن الله فإذا كان الرجال حاجة من فقد كان الله يرى أيضا ضرورة وجود للرجال
تجاه هذا الخيال الصعبة : مباراة الجنسين أو بقاء الاسلام ، ذلك هو على الأقل ، ما دفع عبقرية محمد وعظمة ربه ، في بداية القرن السابع الوضعه ودفع الجماعة لتفكر فيه . إنه نقاش ، برفضه السياسيون بعد خمسة عشر فرنا كشيء غريب عن الثقافة ، غريب عن السنة ، ومن التقليد النبوي . آن النبي مص هو قبل كل شيء رجل يسيطر على فن الايقاع المقدس ، ایقاع التصميم : الصعب بين رب بعيد كل البعد ، غريب ساوي ، وبين الناس الذين يتألمون ، مساجين على الأرض حيث يعانون العنف والظلم . من زمن محمد ، فرخ المتنبئون ، أو بالأحرى الانبياء الكذبة ، حسب الصيغة المكرسة من المؤرخين المسلمين ، بسرعة في شبه الجزيرة العربية ، وبخاصة في اليمن ، حيث وجد فيها العني و مسيلمة الأكثر شهرة . وكان لدى هذا كل ما يتوجب للاغواء . كان رجلا فصيحا جدا ، بعرف التعبير بلدية جميلة مقفاة ، وقد اعتبر مسيلمة نفسه کند لمحمد ص واقترح عليه المشاركة من جهة أخرى : د انني نبي مثل محمد ، ذلك ما خاطب به جموع مدينة اليمامة ، في اليمن ، نصف الأرض لي والنصف الأخر له ۷۰ ) . وغالبا ما ضرب على العصب الوطني لاقناع مستمعيه ولن تجدوا نبيا أفضل مني ، فلماذا تتبعون نبيا غريبة ، ۱۹۶ ) .كذلك فإن هنالك نساء أدعين النبوءة ، سجاح بنت الحارس بن سويد التي تغنى بها شعراء قبيلتها كمجد لهم : أضحت نبينا انثي نطيف بها واصبحت انبياء الناس ذكران ) لقد ارتكبت عملا طائشة ، اذ مع ادعائها النبوة تركت نفسها تقاد بالعواطف ، ووقعت في حب مسيلمة لدرجة انها تزوجته : « وقد كانت مع ادعائها النبوة مكذبة بنبوة مسيلمة الكذاب ، ثم آمنت بنبوته ، وكانت قبل ادعائها النبوة متكهنة تزعم أن سبيلها ، سبیل سطيح وابن سلمة والمأمون الحارثي وغيرهم من الكهان ، وصارت إلى مسيلمة فنكحها ( ۷۵ ) الرجال والنساء ، وكل الأنبياء الذين أشار إليهم التقليد الاسلامي بأنهم كذبة فشلوا ، لأنهم لم يتقنوا ذلك الايقاع بين الاهي والبشري ، تلك الرغبة الحادة بالارتفاع نحو السماء ، وشق الأفق الأرضي للذهاب نحو الله ، إفية . فاذا كان مسيلمة قد فشل بشكل محزن ، فذلك لأنه خلط ، کالكثيرين من السياسيين في أيامنا ، ، بين النبوة والديماغوجية ( تملق الجماهير ) مخطئا باعتقاده أن نجاح مدعي الرسالة يكون في الابهار ( الاغواء ) في قدرته على نغلق الجماهير : ولقد قدم مسيلمة إلى مواطنيه مؤسسات دينية ، واعفاهم من الصلاة ، وأعلن شرعية التنزاني والخمر . لقد اعجبتهم هذه القوانين : فاعترفوا به نبيا وقبلوا وليصبح ديانته . لقد بدا بخطابات مقفاة ، غير ايقاعية ، وادعى أنه تلقاها من السماء.

أن النبي ، خلافا لما اعتقد مسيلمة ، يتكون بدفع الناس للمضي بعيدة بقدر ما يمكن ، وللامتداد نحو مجتمع مثالي . أن النبي ، مر أن بعلم تاجرة في المدينة ، لم ير أبعد من طعم الغنيمة ، أن المرأة يمكن أن تكون شيئا آخر غير السبية . النبي ، هو أن يظهر أمام ذهنية فظة ، سجينة نزعاتها وصلفها ، آفاقا جديدة من العلاقات البريئة . ومحمد ص كان بشكل نهائي ، نبيا مبدعة الأفاق واسعة لدرجة أن تأملها ببساطة يدوخ راس الانسان . ان الصحابة الشجعان لسنة ۱۲٤ - ۱۲۰ - ۱۲۷ حاولوا ان يتحملوا ، وترنحوا ، خطوة للامام ، وخطوة للوراء . لقد تقدموا بما استطاعوا التقدم . قضية النساء هذه ، مهما كانت مشوشة ، لها مظهر ايجابي : انها رصت صفوف الرجال . وأكثر من أي وقت آخر تبين لهم أن لكل منهم حاجة للأخر للدفاع ضد الأعداء في منازلهم كما على ساح المعركة . وتلاشت الخلافات والكراهية لتترك المكان الشركة نشيطة ، ولكن ، ومن اجل مقاومة جادة ، توجب ایجاد قائد ، من بينهم يكون له الاعتبار والتقدير من النبي . ولسوء حظ النساء وجد واحد ، من مستوى عمر بن الخطاب الصحابي المفضل .