Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

لم يتغير شيء من عهد عاشور الناجي. خلفه شمس الدين راعيا للحرافيش شاكما للسادة والأعيان وثابر الفتوة على عمله سواقا للكارو، كما اشتغل كل من رجل من رجاله بحرفته. ولم يتخل عن شقته الصغيرة مسكنا وسد أذنه دون همسات امه المتوسلة. امتلأت أعطافه بالعظمة الحقيقية وروى ظمأ قلبه بحب الناس وإعجابهم ، وسرعان ما صار من رواد الزاوية وأصدقاء الشيخ حسين قفة . ومن أموال الإتاوات جدد أثاث الرواية ، ورحب باقتراح للشيخ حسين قفة فأنشا کتابا جديدا فوق السبيل.ولم يغفل عن مسئوليته حيال الحارة والناس أبدا . شعر بثقل الأمانة وخطورتها شأن المخلصين من الرجال . ولا شك أن فتوات الخيارات المجاورة قدم استردوا أنفاسهم باختفاء العملاق المهيب ، وراحوا يتحرشون ببعض الباعة المتجولين من أبناء الحارة . فلکی يؤكد قوته وينفض عنها شبهات الظنون ، ولكي يثبت أن ملاحته ورشاقته لا ينقصان من فتونته ، قرر أن يتحدى أقوى الفتوات وهو فتوة العطوف. وتحين فرصة زفة عطوفية فتعرض لها في ميدان القلعة ، فدارت بين الفريقين معركة حامية انتصر فيها انتصارا حاسما اجتاحت أنباؤه الحارات جميعا. فأيقن كل من داعبه أمل التحدي أن شمس الدين لا يقل عن عاشور قوة وبأسا.
هكذا حافظت الحارة على نظامها المثالي في الداخل وعلى سمعتها خارج نطاق الميدان .رغم ذلك رجع شمس الدين من معركة العطوف مبلبل الخاطر . الزوبعة الثملة بالقوة والنصر تتشرب بالأتربة والقاذورات . لقد قال له فتوة العطوف وهو يتوثب للالتحام.- أقدم یا بن الزانية . أقدم یا بن عاهرة خمارة درويش !
وملأ سبابه الأسماع . هلل له رجاله وزمجر الآخرون . أهو محض سباب مما تفتتح به المعارك ؟ أم هو تاريخ يعلمه الجميع ويجهله هو بحکم حداثة سنه ؟.إن امرأة يختارها عاشور الناجي زوجة له ووعاء لذريته لا يمكن أن ترتقي إليها شبهة من الشبهات .واطمأن قلبه ، لم يسترد الصفاء ، وهامت في صدره الهواجس مثل السحائب في اليوم المطير . وفي وقت راحته جعل يسترق النظرات إلى فلة . إنها في الأربعين أو دون ذلك . مليحة ملاحة فائقة . صغيرة الجسم رشيقة فاتنة . عيناها تنفثان سحرا خالصا . لا يمكن أن يتصور ذلك ، و الويل لمن تسول له نفسه اقتحام محرابها ! کم تعلق بها لدرجة الهوس حتى قال له عاشور الناجي يوما :
- الرجل الحق لا يتعلق بأمه مثلما تفعل . واستصحبه معه وهو صغير ، فكان يأكل وينام فوق الكارو ، ودار في فلك أبيه منتزعا من الأحضان الدافئة.ترى ماذا شهدت خمارة درويش ؟. هل يوجد رجال يعرفون من خفايا أمه ما لا يمكن أن يعرف ؟!. كان يمضي بالكارو نحو الميدان فاعترضته معركة عجيبة ناشبة بين فتاة وفتی : كانت الفتاة تشب كالنمر فتلطم الفتی ، قاذفة إياه بسيل من الشتائم، والناس من حولهما يتفرجون ويتضاحكون.ولما رأى الناس شمس الدین حیوه ، وراحت الفتاة تلتقط ملاءتها من الأرض وتلتف بها وهي ترامقه في حياء .أعجب شمس الدين بحيويتها ، ونضارة وجهها ،فتمتم باسما :
- عجيمة.ألاتذكروني يا معلم؟
كنا نلعب معا . - ولكنك لم تتذكرني . - تغيرت كثيرا ، أنت ابنة دهشان ؟ فحنت رأسها وذهبت.ابنة معاونه دهشان ، وأشعلت حواسه فتدفق شبابه مثل أشعة الظهيرة .وعند مشارف الغورية رأي عيوشة الدلالة وهي تشير إليه نتوقف . سيدة ذات بهاء يلفت الأنظار بملاءتها الكريشة وعروس برقعها الذهبية ، وجسمها المدمج الريان.وثب إلى مقدمة الكارو ، وهو يتمنى لو يخطف من المرأة نظرة أخرى . وجعلت عيوشة تقول :
ما أجمل أن تسوق الكارو يا فتوتنا وأنت إن شئت أن تعيش حياة الوجهاء ما منعك مانع!
إنه يسعد بدفء الحب ، ويمتلىء باريج العظمة الحقيقية ، حتى غادرت العربة في الدرب الأحمر . وأتبعها ناظريه وهي تمضي نحو رواق المشايخ.ولبثت عيوشة بمحلها فنظر نحوها متسائلا فتمتمت :
مضت العربة وهو صامت، وإذا بالعجوز تسأله :
- ألم تر من قبل ست قمر ؟
فشكر للمرأة فتحها الحديث وأجاب :
-کلا .من حارتنا ؟ - نعم ،فتساءل :
- و لم لا تستقل الحانطور ؟


Original text

لم يتغير شيء من عهد عاشور الناجي. خلفه شمس الدين راعيا للحرافيش شاكما للسادة والأعيان وثابر الفتوة على عمله سواقا للكارو، كما اشتغل كل من رجل من رجاله بحرفته. ولم يتخل عن شقته الصغيرة مسكنا وسد أذنه دون همسات امه المتوسلة. امتلأت أعطافه بالعظمة الحقيقية وروى ظمأ قلبه بحب الناس وإعجابهم ، وسرعان ما صار من رواد الزاوية وأصدقاء الشيخ حسين قفة . ومن أموال الإتاوات جدد أثاث الرواية ، ورحب باقتراح للشيخ حسين قفة فأنشا کتابا جديدا فوق السبيل.
ولم يغفل عن مسئوليته حيال الحارة والناس أبدا . شعر بثقل الأمانة وخطورتها شأن المخلصين من الرجال . ولا شك أن فتوات الخيارات المجاورة قدم استردوا أنفاسهم باختفاء العملاق المهيب ، وراحوا يتحرشون ببعض الباعة المتجولين من أبناء الحارة . فلکی يؤكد قوته وينفض عنها شبهات الظنون ، ولكي يثبت أن ملاحته ورشاقته لا ينقصان من فتونته ، قرر أن يتحدى أقوى الفتوات وهو فتوة العطوف. وتحين فرصة زفة عطوفية فتعرض لها في ميدان القلعة ، فدارت بين الفريقين معركة حامية انتصر فيها انتصارا حاسما اجتاحت أنباؤه الحارات جميعا. فأيقن كل من داعبه أمل التحدي أن شمس الدين لا يقل عن عاشور قوة وبأسا.

هكذا حافظت الحارة على نظامها المثالي في الداخل وعلى سمعتها خارج نطاق الميدان .
رغم ذلك رجع شمس الدين من معركة العطوف مبلبل الخاطر . الزوبعة الثملة بالقوة والنصر تتشرب بالأتربة والقاذورات . لقد قال له فتوة العطوف وهو يتوثب للالتحام.



  • أقدم یا بن الزانية .. أقدم یا بن عاهرة خمارة درويش !
    وملأ سبابه الأسماع .. هلل له رجاله وزمجر الآخرون . أهو محض سباب مما تفتتح به المعارك ؟ أم هو تاريخ يعلمه الجميع ويجهله هو بحکم حداثة سنه ؟.
    وخلا إلى شعلان الأعور و سأله عما يعنيه الرجل فقال له شعلان بحدة :

  • نباح كلب جريح!
    وقال له أيضا :
    إن امرأة يختارها عاشور الناجي زوجة له ووعاء لذريته لا يمكن أن ترتقي إليها شبهة من الشبهات ..
    واطمأن قلبه ، ولكن لفترة قصيرة . لم يسترد الصفاء ، وهامت في صدره الهواجس مثل السحائب في اليوم المطير . وفي وقت راحته جعل يسترق النظرات إلى فلة . إنها في الأربعين أو دون ذلك . مليحة ملاحة فائقة . صغيرة الجسم رشيقة فاتنة . عيناها تنفثان سحرا خالصا . تقية محترمة وذات شخصية مؤثرة . لا يمكن أن يتصور ذلك ، و الويل لمن تسول له نفسه اقتحام محرابها ! کم تعلق بها لدرجة الهوس حتى قال له عاشور الناجي يوما :

  • الرجل الحق لا يتعلق بأمه مثلما تفعل .. واستصحبه معه وهو صغير ، فكان يأكل وينام فوق الكارو ، ودار في فلك أبيه منتزعا من الأحضان الدافئة.
    ترى ماذا شهدت خمارة درويش ؟. هل يوجد رجال يعرفون من خفايا أمه ما لا يمكن أن يعرف ؟!.
    وغمغم بغضب : - الويل لمن تسول له نفسه اقتحام محرابها !
    وذات يوم رأي وجها أرجعه سنوات إلى عهد الطفولة . كان يمضي بالكارو نحو الميدان فاعترضته معركة عجيبة ناشبة بين فتاة وفتی : كانت الفتاة تشب كالنمر فتلطم الفتی ، تبصق على وجهه ، قاذفة إياه بسيل من الشتائم، وهو يتفادى من هجماتها، برد الشتائم بأقبح منها، والناس من حولهما يتفرجون ويتضاحكون.
    ولما رأى الناس شمس الدین حیوه ، وتوقفت المعركة ، فهرب الفتي ، وراحت الفتاة تلتقط ملاءتها من الأرض وتلتف بها وهي ترامقه في حياء .
    أعجب شمس الدين بحيويتها ، ونضارة وجهها ، ومرونة جسدها. ورأته يرنو إليها فقالت معتذرة :

  • قل أدبه یا معلمنا فأدبته ..
    فتمتم باسما :

  • أحسنت ، ما اسمك ؟

  • عجيمة..
    ثم بمزيد من الحياء:
    ألاتذكروني يا معلم؟
    وتذكرها فجأة فقال بدهشة:

  • بلي .. كنا نلعب معا ..

  • ولكنك لم تتذكرني .. - تغيرت كثيرا ، أنت ابنة دهشان ؟ فحنت رأسها وذهبت.
    ابنة معاونه دهشان ، ولكن لشد ما تغيرت . وأشعلت حواسه فتدفق شبابه مثل أشعة الظهيرة .
    وعند مشارف الغورية رأي عيوشة الدلالة وهي تشير إليه نتوقف . تبين له أنها بصبحة سيدة أخرى . سيدة ذات بهاء يلفت الأنظار بملاءتها الكريشة وعروس برقعها الذهبية ، وعينيها الكحولتين الجميلتين ، وجسمها المدمج الريان. وسرعان ما اتخذت المرأتان مجلسهما فوق العربة و عيوشة تقول بنبرتها العجوز :

  • الدرب الأحمر یا معلم ..
    وثب إلى مقدمة الكارو ، وهو يتمنى لو يخطف من المرأة نظرة أخرى . وجعلت عيوشة تقول :
    ما أجمل أن تسوق الكارو يا فتوتنا وأنت إن شئت أن تعيش حياة الوجهاء ما منعك مانع!
    نسعد بقولها ولكنه لم ينبس . إنه يسعد بدفء الحب ، ويمتلىء باريج العظمة الحقيقية ، ويمحق بذلك خطرات الضعف والغواية . وتوقع أن تقول الجميلة شيئا ولكنها لاذت بالصمت، حتى غادرت العربة في الدرب الأحمر . هناك ملأ منها عينيه ، وأتبعها ناظريه وهي تمضي نحو رواق المشايخ.
    ولبثت عيوشة بمحلها فنظر نحوها متسائلا فتمتمت :

  • القلعة ..
    مضت العربة وهو صامت، صمت رغم أنه رغب في التكلم . وإذا بالعجوز تسأله :

  • ألم تر من قبل ست قمر ؟
    فشكر للمرأة فتحها الحديث وأجاب :
    -کلا ..

  • هذا شأن السيدات المصونات !
    من حارتنا ؟ - نعم ، أرملة عالية في الجمال والغنى ..
    فتساءل :

  • و لم لا تستقل الحانطور ؟

  • رغبت في عربة فتوتنا !
    فالتفت نحوها فقرأ في عينيها الكليلتين نظرة باسمة ماكرة . اشتعلت حواسه مرة أخرى . استحضر صورة عجمية فتراقصت الصورتان في وجدانه وثمل .
    وقالت عيوشة :
    -- أعجبتك ولا شك ؟
    فسألها بخشونة مصطنعة :

  • عم تسألين يا ولية ؟
    فقالت ضاحكة :

  • مهنتي بيع الملابس والسعادة للناس ..
    فانقطع عنها في حذر
    وعند میدان القلعة غادرت العربة وهي تقول له :

  • الكلام بقية فلاتنس عيوشة...


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

Crusoe leaves h...

Crusoe leaves his home as a young man to go to sea, against his family's wishes. After several small...

تعمل النظرية أي...

تعمل النظرية أيضاً كمرشد أو دليل أو موجه. فهي تساعد الباحثين على اختيار البيانات للتحليل وعمل الملخص...

remember, you m...

remember, you made it through what you thought you wouldn't before. you'll make it through this time...

لليبيا تاريخ طو...

لليبيا تاريخ طويل في تقييد حرية الرأي والتعبير واضطهاد حرية الصحفيين في التعبير عن آرائهم ومعارضتهم ...

ومع ذلك، إذا تم...

ومع ذلك، إذا تم دفع العديد من الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى أن تظل صغيرة أو متوسطة الحجم جيرارد (199...

بدأت الرواية ال...

بدأت الرواية الفنية تظهر في مصر مع نمو الطبقة الوسطى في العصر الحديث بعد أن كان النظام الإقطاعي هو ا...

Les complexes d...

Les complexes de métaux de transition contenant des ligands de base de Schiff donneurs d'oxygène et ...

Alternative lub...

Alternative lubricant additives must have friction-reducing physicochemical properties and moderate ...

رمضان رمضان، شه...

رمضان رمضان، شهر الخير والبركة والغفران، وهو شهر تعمّ فيه البركات وتكثر فيه الحسنات وتقل فيه السيئات...

التطعيم بالرقعة...

التطعيم بالرقعة: تطبّق هذه الطريقة على الأشجار المثمرة ذات القشرة السميكة كالتوت والجوز، وتتم عبر أخ...

يُعد فن العمارة...

يُعد فن العمارة من أقدم الفنون والعلوم المعمارية الهندسية التي عرفها الانسان حين ابتدأ في التفكير لب...

It is the minim...

It is the minimum temperature where fuel ignites. The flashpoint of petrol and diesel ranges from 50...