Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (70%)

قلنا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج كل يوم إلى أسرة ياسر, وكان قلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم وهم يتلقون العذاب ما لا طاقة لهم به. وذات يوم وهو يعودهم ناداه عمّار:
" يا رسول الله. لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ". صبرا آل ياسر. فإن موعدكم الجنة". ولقد وصف أصاب عمّار العذاب الذي نزل به في أحاديث كثيرة. فيقول عمرو بن الحكم:
" كان عمّار يعذب حتى لا يدري ما يقول". ويقول عمرو بن ميمون:
" أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنار, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به, ويمر يده على رأسه ويقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمّار, كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم". وان فدح ظهره ودغدغ قواه. ولم يشعر عمار بالهلاك حقا, فمن الكي بالنار, في ذلك اليوم إذ فقد وعيه تحت وطأة هذا العذاب فقالوا له: اذكر آلهتنا بخير, وأخذوا يقولون له, وهو يردد وراءهم القول في غير شعور. وبعد أن أفاق قليلا من غيبوبة تعذيبه, تذكّر ما قاله فطار صوابه, وتجسمت هذه الهفوة أما نفسه حتى رآها خطيئة لا مغفرة لها ولا كفارة. أوقع به الشعور بالإثم من العذاب ما أضحى عذاب المشركين تجاهه بلسما ونعيما. !!
ولو ترك عمّار لمشاعره تلك بضع ساعات لقضت عليه لا محالة. لقد كان يحتمل الهول المنصّب على جسده, أما الآن وهو يظن أن الهزيمة أدركت روحه فقد أشرفت به همومه وجزعه على الموت والهلاك. لكن الله العليّ القدير أراد للمشهد المثير أن يبلغ جلال ختامه. وبسط الوحي يمينه المباركة مصافحا بها عمّارا, فجعل يمسح دموعه بيده, ويقول له:
فغطوك في الماء, فقلت كذا. وكذا. فقل لهم مثل قولك هذا". !!
ثم تلا عليه الآية الكريمة:
إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان). واستردّ عمّار سكينة نفسه, ولم يعد يجد للعذاب المنقض على جسده ألما, لقد ربح روحه, ولقد ضمن القرآن له هذه الصفقة المباركة, فليكن بعدئذ ما يكون. !!
وصمد عمّار حتى حل الإعياء بجلاديه, وارتدّوا أمام إصراره صاغرين. استقرّ المسلمون بالمدينة بعد هجرة رسولهم إليها, ويستكمل نفسه. ووسط هذه الجماعة المسلمة المؤمنة, أخذ عمار مكانه عليّا. !!
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا حمّا, : إن عمّارا ملئ إيمانا إلى مشاشه". وحين وقع سوء تفاهم بين عمار وخالد بن الوليد, قال رسول الله:" من عادى عمارا, وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة اثر نزولهم بها, فيقولون:
لا يستوي من يعمر المساجدا
يدأب فيها قائما وقاعدا
ومن يرى عن الغبار حائدا
وكان عمار يعمل من ناحية المسجد فأخذ يردد الأنشودة ويرفع بها صوته. فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم قال:
ويدعونه إلى النار. فلا بد أن يكون إيمانه, وبلاؤه, وعظمة نفسه, ويرفعه بين أصحابه قدوة ومثلا فيقول:
" اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر. " كان طوّالا, رحب ما بين المنكبين. من أطول الناس سكوتا, فكيف سارت حياة هذا العملاق, الصامت الأشهل, الذي يحمل جسده آثار تعذيبه المروّع, كما يحمل في نفس الوقت وثيقة صموده الهائل, والمذهل وعظمته الخارقة. ؟؟
لقد شهد مع معلّمه ورسوله جميع المشاهد. بدرا, وأحدا, والخندق وتبوك. وبقيّتها جميعا. ولما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى, واصل العملاق زحفه. ومع الروم, جنديا باسلا أمينا, ومؤمنا ورعا جليلا, لا تأخذه عن الله رغبة. وحين كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاة المسلمين في دقة وتحفّظ من يختار مصيره, وجعل ابن مسعود معه على بيت المال. " إني بعثت إليكم عمّار بن ياسر أميرا. وإنهما من النجباء, ومن أهل بدر". ولقد سار عمّار في ولايته سيرا شق على الطامعين في الدنيا تحمّله حتى تألبوا عليه أو كادوا. لقد زادته الولاية تواضعا وورعا وزهدا. " رأيت عمّار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها, ويمضي بها إلى داره". !!
ويقول له واحد من العامّة وهو أمير الكوفة:" يا أجدع الأذن يعيّره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة. فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه:
لقد أصيبت في سبيل الله". ويهدي إليه المنايا والدمار. وإذا يرى في المسلمين فتورا يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل, فيندفعون كالسهام المقذوفة. يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:
أمن الجنة تفرّون. ؟ أنا عمّار بن ياسر, هلموا إلي. !!!
وليسأل نفسه: هل يقدر على إنجاب هذا الطراز الرفيع سوى رسول كريم, لا عن النصر. !!
وللرسول الذي ربّاهم. وقبل الدين والرسول, ويعالج سكرات الموت حين سأله أصحابه الحافون حوله قائلين له" بمن تأمرنا, اذا اختلف الناس". فأجابهم حذيفة, وهو يلقي بآخر كلماته:
" عليكم بابن سميّة. أجل إن عمارا ليدور مع الحق حيث يدور. والآن نحن نقفو آثاره المباركة, ونتتبع معالم حياته العظيمة, ولكن قبل أن نواجه هذا المشهد في روعته وجلاله, في تفانيه وإصراره, في تفوقه واقتداره, تعالْوا نبصر مشهد مشهدا يسبق هذا المشهد, ويتنبأ به, وقد نهض الرسول الأمين وحوله الصحابة الأبرار, ويقيمون مسجده. وابتهلت حمدا لربها وشكرا. الجميع يعملون في خبور وأمل. يحملون الحجارة, أو يعجنون الملاط. أو يقيمون البناء. فوج هنا وفوج هناك. والأفق السعيد يردد تغريدهم الذي يرفعون به أصواتهم المحبورة:
لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل
هكذا يغنون وينشدون. اللهم إن العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة
وتغريدة ثالثة:
لا يستوي من يعمّر مسجدا
يدأب فيها قائما وقاعدا
إنهم جنوده, يحملون لواءه, ويرفعون بناءه. ورسوله الطيّب الأمين معهم, وأصواتهم المغرّدة تحكي غبطة أنفسهم الراضية المخبتة. والحياة المتهللة تشهد أبهى أعيادها. !!
وعمار بن ياسر هناك وسط المهرجان الحافل يحمل الحجارة الثقيلة من منحتها إلى مستقرّها. فيأخذه إليه حنان عظيم, !! تقتله الفئة الباغية". وتتكرر النبوءة مرّة أخرى حين يسقط جدار كان يعمل تحته, فيذهب ينعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويفزّع الأصحاب من وقع النبأ. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طمأنينة وثقة:
" ما مات عمّار تقتله الفئة الباغية". فمن تكون هذه الفئة يا ترى. ؟؟
ومتى. ؟ وأي. ولكنه لم يروّع. وهو مرشّح للموت والشهادة في كل لحظة من ليل أو نهار. ومضت الأيام. ثم لحق به إلى رضوان الله أبو بكر. وولي الخلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه. وتحاول أن تربح بالغدر وإثارة الفتن ما خسرته في الحرب. وكان مقتل عمر أول نجاح أحرزته هذه المؤامرات التي أخذت تهبّ على المدينة كريح السموم من تلك البلاد التي دمّر الإسلام ملكها وعروشها. وأغراها استشهاد عمر على مواصلة مساعيها, ولعل عثمان رضي الله عنه, لم يعط الأمور ما تستحقه من الاهتمام والحذر, وفي الخلافة. وتعددت اتجاهات الصحابة. جاعلا شعاره كلمة ابن عمر:
" من قال حيّ على الصلاة أجبته. ومن قال حيّ على الفلاح أجبته. قلت: لا؟. ومنهم من انحاز إلى معاوية. ومنهم من وقف إلى جوار عليّ صاحب البيعة, أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" مرحبا بالطيّب المقدام, ائذنوا له". لقد وقف إلى جوار عليّ ابن أبي طالب, لا متحيّزا ولا متعصبا, وحافظا للعهد. فعليّ خليفة المسلمين, وصاحب البيعة بالإمامة. ولقد أخذ الخلافة وهو لها أهل وبها جدير. وعليّ قبل هذا وبعد هذا, إن عمارا الذي يدور مع الحق حيث دار, فأخذ مكانه إلى جواره. وفرح علي رضي الله عنه بنصرته فرحا لعله لم يفرح يومئذ مثله وازداد إيمانا بأنه على الحق ما دام رجل الحق العظيم عمّار قد أقبل عليه وسار معه. وجاء يوم صفين الرهيب. وخرج الإمام علي يواجه العمل الخطير الذي اعتبره تمرّدا يحمل هو مسؤولية قمعه. كان عمار قد بلغ من العمر يومئذ ثلاثة وتسعين. ثلاث وتسعون عاما ويخرج للقتال. أجل ما دام يتعقد أن القتال مسؤوليته وواجبه. ولقد قاتل أشدّ وأروع مما يقاتل أبناء الثلاثين. كان الرجل الدائم الصمت, القليل الكلام, عائذ بالله من فتنة. ".
وبعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظلت هذه الكلمات ابتهاله الدائم. وكلما كانت الأيام تمر, كان هو يكثر من لهجه وتعوّذه. وحين وقع الخطر ونشبت الفتنة, كان ابن سميّة. يعرف مكانه فوقف يوم صفين حاملا سيفه وهو ابن الثالثة والتسعين كما قلنا ليناصر به حقا من يؤمن بوجوب مناصرته. سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان, ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره, ولكنهم ذاقوا الدنيا, واستمرءوها, وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم. وما كان لهؤلاء سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم, ولا الولاية عليهم, ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على إتباع الحق. وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكا؟. ثم أخذ الراية بيده, وصاح في الناس قائلا:
لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, لعلمت أننا على الحق, وأنهم على الباطل". وآمنوا بصدق كلماته. يقول أبو عبدالرحمن السلمي:
" شهدنا مع عليّ رضي الله عنه صفين, فرأيت عمار ابن ياسر رضي اله عنه لا يأخذ في ناحية من نواحيها, إلا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم". كان عمّار وهو يجول في المعركة ويصول, يؤمن أنه واحد من شهدائها. وقد كانت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتلق أمام عينيه بحروف كبيرة:


Original text

قلنا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج كل يوم إلى أسرة ياسر, محيّيا صمودها, وبطولتها.. وكان قلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم وهم يتلقون العذاب ما لا طاقة لهم به.


وذات يوم وهو يعودهم ناداه عمّار:


" يا رسول الله.. لقد بلغ منا العذاب كل مبلغ"..


فناداه الرسول: صبرا أبا اليقظان..


صبرا آل ياسر..


فإن موعدكم الجنة"..


ولقد وصف أصاب عمّار العذاب الذي نزل به في أحاديث كثيرة.


فيقول عمرو بن الحكم:


" كان عمّار يعذب حتى لا يدري ما يقول".


ويقول عمرو بن ميمون:


" أحرق المشركون عمّار بن ياسر بالنار, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به, ويمر يده على رأسه ويقول: يا نار كوني بردا وسلاما على عمّار, كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم"..


على أن ذلك لهول كله لم يكن ليفدح روح عمار, وان فدح ظهره ودغدغ قواه..


ولم يشعر عمار بالهلاك حقا, إلا في ذلك اليوم الذي استنجد فيه جلادوه بكل عبقريتهم في الجريمة والبغي.. فمن الكي بالنار, إلى صلبه على الرمضاء المستعرة تحت الحجارة الملتهبة.. إلى غطّه في الماء حتى تختنق أنفسه, وتتسلخ قروحه وجروحه..


في ذلك اليوم إذ فقد وعيه تحت وطأة هذا العذاب فقالوا له: اذكر آلهتنا بخير, وأخذوا يقولون له, وهو يردد وراءهم القول في غير شعور.


في ذلك اليوم, وبعد أن أفاق قليلا من غيبوبة تعذيبه, تذكّر ما قاله فطار صوابه, وتجسمت هذه الهفوة أما نفسه حتى رآها خطيئة لا مغفرة لها ولا كفارة.. وفي لحظات معدودات, أوقع به الشعور بالإثم من العذاب ما أضحى عذاب المشركين تجاهه بلسما ونعيما..!!


ولو ترك عمّار لمشاعره تلك بضع ساعات لقضت عليه لا محالة..


لقد كان يحتمل الهول المنصّب على جسده, لأن روحه هناك شامخة.. أما الآن وهو يظن أن الهزيمة أدركت روحه فقد أشرفت به همومه وجزعه على الموت والهلاك..


لكن الله العليّ القدير أراد للمشهد المثير أن يبلغ جلال ختامه..


وبسط الوحي يمينه المباركة مصافحا بها عمّارا, وهاتفا به: انهض أيها البطل.. لا تثريب عليك ولا حرج..


ولقي رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه فألفاه يبكي, فجعل يمسح دموعه بيده, ويقول له:


" أخذك الكفار, فغطوك في الماء, فقلت كذا.. وكذا..؟؟"


أجاب عمّار وهو ينتحب: نعم يا رسول الله...


فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم:" إن عادوا, فقل لهم مثل قولك هذا"..!!


ثم تلا عليه الآية الكريمة:


( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان)..


واستردّ عمّار سكينة نفسه, ولم يعد يجد للعذاب المنقض على جسده ألما, ولم يعد يلقي له وبالا..


لقد ربح روحه, وربح إيمانه.. ولقد ضمن القرآن له هذه الصفقة المباركة, فليكن بعدئذ ما يكون..!!


وصمد عمّار حتى حل الإعياء بجلاديه, وارتدّوا أمام إصراره صاغرين..!!


استقرّ المسلمون بالمدينة بعد هجرة رسولهم إليها, وأخذ المجتمع الإسلامي هناك يتشكّل سريعا, ويستكمل نفسه..


ووسط هذه الجماعة المسلمة المؤمنة,أخذ عمار مكانه عليّا..!!


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه حبا حمّا, ويباهي أصحابه بإيمانه وهديه..


يقول عنه صلى الله عليه وسلم:


: إن عمّارا ملئ إيمانا إلى مشاشه".


وحين وقع سوء تفاهم بين عمار وخالد بن الوليد, قال رسول الله:" من عادى عمارا, عاداه الله, ومن أبغض عمارا أبغضه الله"


ولم يكن أمام خالد بن الوليد بطل الإسلام إلا أن يسارع إلى عمار معتذرا إليه, وطامعا في صفحه الجميل..!!


وحين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة اثر نزولهم بها, ارتجز الإمام علي كرّم الله وجهه أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه, فيقولون:


لا يستوي من يعمر المساجدا


يدأب فيها قائما وقاعدا


ومن يرى عن الغبار حائدا


وكان عمار يعمل من ناحية المسجد فأخذ يردد الأنشودة ويرفع بها صوته.. وظن أحد أصحابه أن عمارا يعرض به, فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول صلى الله عليه وسلم قال:


" ما لهم ولعمّار..؟


يدعوهم إلى الجنة, ويدعونه إلى النار..


إن عمّارا جلدة ما بين عينيّ وأنفي"...


وإذا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما إلى هذا الحد, فلا بد أن يكون إيمانه, وبلاؤه, وولاؤه, وعظمة نفسه, واستقامة ضميره ونهجه.. قد بلغت المدى, وانتهت إلى ذروة الكمال الميسور..!!


وكذلكم كان عمار..


لقد كال الله له نعمته وهداه بالمكيال الأوفى, وبلف في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول صلى الله عليه وسلم يزكّي إيمانه, ويرفعه بين أصحابه قدوة ومثلا فيقول:


" اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر... واهتدوا بهدي عمّار"..


ولقد وصفه الرواة فقالوا:


" كان طوّالا, أشهل, رحب ما بين المنكبين.. من أطول الناس سكوتا, وأقلهم كلاما"..


فكيف سارت حياة هذا العملاق, الصامت الأشهل, العريض الصدر, الذي يحمل جسده آثار تعذيبه المروّع, كما يحمل في نفس الوقت وثيقة صموده الهائل, والمذهل وعظمته الخارقة..؟!


كيف سارت حياة هذا الحواري المخلص, والمؤمن الصادق, والفدائي الباهر..؟؟


لقد شهد مع معلّمه ورسوله جميع المشاهد.. بدرا, وأحدا, والخندق وتبوك.. وبقيّتها جميعا.


ولما ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى, واصل العملاق زحفه..


ففي لقاء المسلمين مع الفرس, ومع الروم, ومن قبل ذلك في لقائهم مع جيوش الردّة الجرّارة كان عمّار هناك في الصفوف الأولى دوما.. جنديا باسلا أمينا, لا تنبو لسيفه ضربة.. ومؤمنا ورعا جليلا, لا تأخذه عن الله رغبة..


وحين كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يختار ولاة المسلمين في دقة وتحفّظ من يختار مصيره, كانت عيناه تقعان دوما في ثقة أكيدة على عمّار بن ياسر"..


وهكذا سارع إليه وولاه الكوفة, وجعل ابن مسعود معه على بيت المال..


وكتب إلى أهلها كتابا يبشرهم فيه بواليهم الجديد, فقال:


" إني بعثت إليكم عمّار بن ياسر أميرا.. وابن مسعود معلما ووزيرا..


وإنهما من النجباء, من أصحاب محمد, ومن أهل بدر"..


ولقد سار عمّار في ولايته سيرا شق على الطامعين في الدنيا تحمّله حتى تألبوا عليه أو كادوا..


لقد زادته الولاية تواضعا وورعا وزهدا..


يقول ابن أبي الهذيل, وهو من معاصريه في الكوفة:


" رأيت عمّار بن ياسر وهو أمير الكوفة يشتري من قثائها, ثم يربطها بحبل ويحملها فوق ظهره, ويمضي بها إلى داره"..!!


ويقول له واحد من العامّة وهو أمير الكوفة:" يا أجدع الأذن يعيّره بأذنه التي قطعت بسيوف المرتدين في حرب اليمامة.. فلا يزيد الأمير الذي بيده السلطة على أن يقول لشاتمه:


" خير أذنيّ سببت.. لقد أصيبت في سبيل الله"..!!


أجل لقد أصيب في سبيل الله في يوم اليمامة, وكان يوما من أيام عمّار المجيدة.. اذا انطلق العملاق في استبسال عاصف يحصد في جيش مسيلمة الكذاب, ويهدي إليه المنايا والدمار..


وإذا يرى في المسلمين فتورا يرسل بين صفوفهم صياحه المزلزل, فيندفعون كالسهام المقذوفة.


يقول عبدالله بن عمر رضي الله عنهما:


" رأيت عمّار بن ياسر يوم اليمامة على صخرة, وقد أشرف يصيح: يا معشر المسلمين.. أمن الجنة تفرّون..؟ أنا عمّار بن ياسر, هلموا إلي.. فنظرت إليه, فإذا أذنه مقطوعة تتأرجح, وهو يقاتل أشد القتال"..!!!


ألا من كان في شك من عظمة محمد الرسول الصادق, والمعلم الكامل, فليقف أمام هذه النماذج من أتباعه وأصحابه, وليسأل نفسه: هل يقدر على إنجاب هذا الطراز الرفيع سوى رسول كريم, ومعلم عظيم؟؟


اذا خاضوا في سبيل الله قتالا اندفعوا اندفاع من يبحث عن المنيّة, لا عن النصر..!!


وإذا كانوا خلفاء وحكّاما, ذهب الخليفة يحلب شياه الأيامى, ويعجن خبز اليتامى.. كما فعل أبو بكر وعمر..!!


وإذا كانوا ولاة حملوا طعامهم على ظهورهم مربوطا بحبل.. كما فعل عمّار.. أو تنازلوا عن راتبهم وجلسوا يصنعون من الخوص المجدول أوعية ومكاتل, كما صنع سلمان..!!


ألا فلنحن الجباه تحيّة وإجلالا للدين الذي أنجبهم, وللرسول الذي ربّاهم.. وقبل الدين والرسول, الله العليّ الكبير الذي اجتباهم لهذا كله..


وهداهم لهذا كله.. وجعلهم روّادا لخير أمة أخرجت للناس..!!


كان الحذيفة بن اليمان, الخبير بلغة السرائر والقلوب يتهيأ للقاء الله, ويعالج سكرات الموت حين سأله أصحابه الحافون حوله قائلين له" بمن تأمرنا, اذا اختلف الناس"..؟


فأجابهم حذيفة, وهو يلقي بآخر كلماته:


" عليكم بابن سميّة.. فانه لن يفارق الحق حتى يموت"..


أجل إن عمارا ليدور مع الحق حيث يدور.. والآن نحن نقفو آثاره المباركة, ونتتبع معالم حياته العظيمة, تعلوْا نقترب من مشهد عظيم..


ولكن قبل أن نواجه هذا المشهد في روعته وجلاله, في صولته وكماله, في تفانيه وإصراره, في تفوقه واقتداره, تعالْوا نبصر مشهد مشهدا يسبق هذا المشهد, ويتنبأ به, ويهيئ له...


كان ذلك اثر استقرار المسلمين في المدينة, وقد نهض الرسول الأمين وحوله الصحابة الأبرار, شعثا لربهم وغبرا, بنون بيته, ويقيمون مسجده.. قد امتلأت أفئدتهم المؤمنة غبطة, وتألقت بشرا, وابتهلت حمدا لربها وشكرا..


الجميع يعملون في خبور وأمل.. يحملون الحجارة, أو يعجنون الملاط.. أو يقيمون البناء..


فوج هنا وفوج هناك..


والأفق السعيد يردد تغريدهم الذي يرفعون به أصواتهم المحبورة:


لئن قعدنا والنبي يعمل لذاك منا العمل المضلل


هكذا يغنون وينشدون..


ثم تتعالى أصواتهم الصادحة بتغريدة أخرى:


اللهم إن العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة


وتغريدة ثالثة:


لا يستوي من يعمّر مسجدا


يدأب فيها قائما وقاعدا


ومن يرى الغبار عنه حائدا


أنها خلايا لله تعمل.. إنهم جنوده, يحملون لواءه, ويرفعون بناءه..


ورسوله الطيّب الأمين معهم, يحمل من الحجارة أعتاها, ويمارس من العمل أشقه.. وأصواتهم المغرّدة تحكي غبطة أنفسهم الراضية المخبتة..


والسماء من فوقهم تغبط الأرض التي تحملهم فوق ظهرها.. والحياة المتهللة تشهد أبهى أعيادها..!!


وعمار بن ياسر هناك وسط المهرجان الحافل يحمل الحجارة الثقيلة من منحتها إلى مستقرّها...


ويبصره الرحمة المهداة محمد رسول الله, فيأخذه إليه حنان عظيم, ويقترب منه وينفض بيده البارّة الغبار الذي كسا رأسه, ويتأمّل وجهه الوديع المؤمن بنظرات ملؤها نور الله, ثم يقول على ملأ من أصحابه جميعا:


" ويح ابن سميّة..!! تقتله الفئة الباغية"...


وتتكرر النبوءة مرّة أخرى حين يسقط جدار كان يعمل تحته, فيظن بعض إخوانه أنه قد مات, فيذهب ينعاه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ويفزّع الأصحاب من وقع النبأ.. لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طمأنينة وثقة:


" ما مات عمّار تقتله الفئة الباغية"..


فمن تكون هذه الفئة يا ترى..؟؟


ومتى..؟ وأي..؟


لقد أصغى عمّار للنبوءة إصغاء من يعرف صدق البصيرة التي يحملها رسوله العظيم..


ولكنه لم يروّع.. فهو منذ أسلم, وهو مرشّح للموت والشهادة في كل لحظة من ليل أو نهار...


ومضت الأيام.. والأعوام..


ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.. ثم لحق به إلى رضوان الله أبو بكر.. ثم لحق بهما إلى رضوان الله عمر..


وولي الخلافة ذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه..


وكانت المؤامرات ضدّ الإسلام تعمل عملها المستميت, وتحاول أن تربح بالغدر وإثارة الفتن ما خسرته في الحرب..


وكان مقتل عمر أول نجاح أحرزته هذه المؤامرات التي أخذت تهبّ على المدينة كريح السموم من تلك البلاد التي دمّر الإسلام ملكها وعروشها..


وأغراها استشهاد عمر على مواصلة مساعيها, فألّبت الفتن وأيقظتها في معظم بلاد الإسلام..


ولعل عثمان رضي الله عنه, لم يعط الأمور ما تستحقه من الاهتمام والحذر, فوقعت الواقعة واستشهد عثمان رضي الله عنه, وانفتحت على المسلمين أبواب الفتنة.. وقام معاوية ينازع الخليفة الجديد عليّا كرّم الله وجهه حقه في الأمر, وفي الخلافة...


وتعددت اتجاهات الصحابة.. فمنهم من نفض يديه من الخلاف وأوى إلى بيته, جاعلا شعاره كلمة ابن عمر:


" من قال حيّ على الصلاة أجبته...


ومن قال حيّ على الفلاح أجبته..


ومن قال حيّ على قتل أخيك المسلم وأخذ ماله, قلت: لا؟..


ومنهم من انحاز إلى معاوية..


ومنهم من وقف إلى جوار عليّ صاحب البيعة, وخليفة المسلمين..


ترى أين يقف اليوم عمّار؟؟


أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:


" واهتدوا بهدي عمّار"..؟


أين يقف الرجل الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم:


" من عادى عمّارا عاداه الله"..؟


والذي كان اذا سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته يقترب من منزله قال:


" مرحبا بالطيّب المقدام, ائذنوا له"..!!


لقد وقف إلى جوار عليّ ابن أبي طالب, لا متحيّزا ولا متعصبا, بل مذعنا للحق, وحافظا للعهد..


فعليّ خليفة المسلمين, وصاحب البيعة بالإمامة.. ولقد أخذ الخلافة وهو لها أهل وبها جدير..


وعليّ قبل هذا وبعد هذا, صاحب المزايا التي جعلت منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كمنزلة هارون من موسى..


إن عمارا الذي يدور مع الحق حيث دار, ليهتدي بنور بصيرته وإخلاصه إلى صاحب الحق الأوحد في النزاع.. ولم يكن صاحب الحق يومئذ في يقينه سوى عليّ, فأخذ مكانه إلى جواره..


وفرح علي رضي الله عنه بنصرته فرحا لعله لم يفرح يومئذ مثله وازداد إيمانا بأنه على الحق ما دام رجل الحق العظيم عمّار قد أقبل عليه وسار معه..


وجاء يوم صفين الرهيب.


وخرج الإمام علي يواجه العمل الخطير الذي اعتبره تمرّدا يحمل هو مسؤولية قمعه.


وخرج معه عمار..


كان عمار قد بلغ من العمر يومئذ ثلاثة وتسعين..


ثلاث وتسعون عاما ويخرج للقتال..؟


أجل ما دام يتعقد أن القتال مسؤوليته وواجبه.. ولقد قاتل أشدّ وأروع مما يقاتل أبناء الثلاثين...!!


كان الرجل الدائم الصمت, القليل الكلام, لا يكاد يحرّك شفتيه حين يحرّكهما إلا بهذه الضراعة:


" عائذ بالله من فتنة...


عائذ بالله من فتنة..".


وبعيد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ظلت هذه الكلمات ابتهاله الدائم..


وكلما كانت الأيام تمر, كان هو يكثر من لهجه وتعوّذه.. كأنما كان قلبه الصافي يحسّ الخطر الداهم كلما اقتربت أيامه..


وحين وقع الخطر ونشبت الفتنة, كان ابن سميّة. يعرف مكانه فوقف يوم صفين حاملا سيفه وهو ابن الثالثة والتسعين كما قلنا ليناصر به حقا من يؤمن بوجوب مناصرته..


ولقد أعلن وجهة نظره في هذا القتال قائلا:


" أيها الناس:


سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرون لعثمان, ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره, ولكنهم ذاقوا الدنيا, واستمرءوها, وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم..


وما كان لهؤلاء سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم, ولا الولاية عليهم, ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على إتباع الحق...


وإنهم ليخادعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان.. وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكا؟...


ثم أخذ الراية بيده, ورفعها فوق الرؤوس عالية خافقة, وصاح في الناس قائلا:


" والذي نفسي بيده.. لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهأنذا أقاتل بها اليوم..


والذي نفسي بيده. لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هجر, لعلمت أننا على الحق, وأنهم على الباطل"..


ولقد تبع الناس عمارا, وآمنوا بصدق كلماته..


يقول أبو عبدالرحمن السلمي:


" شهدنا مع عليّ رضي الله عنه صفين, فرأيت عمار ابن ياسر رضي اله عنه لا يأخذ في ناحية من نواحيها, ولا واد من أوديتها, إلا رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يتبعونه كأنه علم لهم"..!!


كان عمّار وهو يجول في المعركة ويصول, يؤمن أنه واحد من شهدائها..


وقد كانت نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم تأتلق أمام عينيه بحروف كبيرة:


" تقتل عمّار الفئة الباغية"..


من أجل هذا كان صوته يجلجل في أفق المعركة بهذه التغريدة:


"اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه"..!!


ثم يندفع كقذيفة عاتية صوب مكان معاوية ومن حوله الأمويين ويرسل صياحا عاليا مدمدما:


لقد ضربنــــاكم على تنزيله


واليوم نضربكم على تأويله


ضربا يزيل الهام عن مقليه


ويذهل الخليــــل عن خليله


أو يرجع الحق إلى سبيــله


وهو يعني بهذا أن أصحاب الرسول السابقين, وعمارا منهم قاتلوا الأمويين بالأمس وعلى رأسهم أبو سفيان الذي كان يحمل لواء الشرك, ويقود جيوش المشركين..


قاتلوهم بالأمس, وكان القرآن الكريم يأمرهم صراحة بقتالهم لأنهم مشركون..


أما اليوم, وإن يكونوا قد أسلموا, وان يكن القرآن الكريم لا يأمرهم صراحة بقتالهم, إلا أن اجتهاد عمار رضي الله عنه في بحثه عن الحق, وفهمه لغايات القرآن ومراميه يقنعانه بقتالهم حتى يعود الحق المغتصب إلى ذويه, وحتى تنطفئ إلى الأبد نار التمرّد والفتنة..


ويعني كذلك, أنهم بالأمس قاتلوا الأمويين لكفرهم بالدين والقرآن..


واليوم يقاتلون الأمويين لانحرافهم بالدين, وزيغهم عن القرآن الكريم وإساءتهم تأويله وتفسيره, ومحاولتهم تطويع آياته ومراميه لأغراضهم وأطماعهم..!!


كان ابن الثالثة والتسعين, يخوض آخر معارك حياته المستبسلة الشامخة.. كان يلقن الحياة قبل أن يرحل عنها آخر دروسه في الثبات على الحق, ويترك لها آخر مواقفه العظيمة, الشريفة المعلمة..


ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمّار ما استطاعوا, حتى لا تقتله سيفهم فيتبيّن للناس أنهم الفئة الباغية..


بيد أن شجاعة عمار الذي كان يقتل وكأنه جيش واحد, أفقدتهم صوابهم, فأخذ بعض جنود معاوية يتحيّنون الفرصة لأصابته, حتى اذا تمكّنوا منه أصابوه...


كان جيش معاوية ينتظم من كثيرين من المسلمين الجدد.. الذين أسلموا على قرع طبول الفتح الإسلامي في البلاد الكثيرة التي حررها الإسلام من سيطرة الروم والفرس.. وكان أكثر هؤلاء وقود الحرب التي سببها تمرّد معاوية ونكوصه على بيعة علي.. الخليفة, والإمام, كانوا وقودها وزيتها الذي يزيدها اشتعالا..


وهذا الخلاف على خطورته, كان يمكن أن ينتهي بسلام لو ظلت الأمور بأيدي المسلمين الأوائل.. ولكنه لم يكد يتخذ أشكاله الحادة حتى تناولته أيد كثيرة لا يهمها مصير الإسلام, وذهبت تذكي النار وتزيدها ضراما..


شاع في الغداة خبر مقتل عمار وذهب المسلمون يتناقل بعضهم عن بعض نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سمعها أصحابه جميعا ذات يوم بعيد, وهم يبنون المسجد بالمدينة..


" ويح ابن سمية, تقتله الفئة الباغية".


وعرف الناس الآن من تكون الفئة الباغية.. إنها الفئة التي قتلت عمّارا.. وما قتله إلا فئة معاوية..


وازداد أصحاب عليّ بهذا إيمانا..


أما فريق معاوية, فقد بدأ الشك يغز قلوبهم, وتهيأ بعضهم للتمرد, والانضمام إلى عليّ..


ولم يكد معاوية يسمع بما حدث. حتى خرج يذيع في الناس أن هذه النبوءة حق , وأن الرسول صلى الله عليه وسلم تنبأ حقا بأن عمّارا ستقتله الفئة الباغية.. ولكن من الذي قتل عمّارا...؟ ثم صاح في الناس الذين معه قائلا:


" إنما قتله الذين خرجوا به من داره, وجاءوا به إلى القتال"..


وانخدع بعض الذين في قلوبهم هوى بهذا التأويل المتهالك, واستأنفت المعركة سيرها إلى ميقاتها المعلوم...


أمّا عمّار, فقد حمله الإمام علي فوق صدره إلى حيث صلى عليه والمسلمون معه.. ثم دفنه في ثيابه..


أجل في ثيابه المضمّخة بدمه الزكي الطهور.. فما في كل حرير الدنيا وديباجها ما يصلح أن يكون كفنا لشهيد جليل, وقدّيس عظيم من طراز عمّار...


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

نظرية البنية ال...

نظرية البنية الاجتماعية والثقافية / إيميل دوركايم E.Durkheim يعتبر مؤسس علم الاجتماع "إيميل دوركهايم...

1- تعريف أعمال ...

1- تعريف أعمال الأرضيات والوزرات: أعمال الأرضيات والوزرات هي عبارة عن عمليات تركيب وتجهيز الأسطح وال...

تشجع الإمارات ع...

تشجع الإمارات على الحفاظ على اللغة العربية والتقاليد والعادات الإماراتية التقليدية. وتنظم العديد من ...

عناصر الانترنت ...

عناصر الانترنت : Internet Elements تتكون شبكة الانترنت من ثلاثة عناصر رئيسة هي: ١ / المكونات المادية...

ﺍ (M L K J I H...

ﺍ (M L K J I H G F E D) :ﻝﺎﻘﻓ ﺪﺴﳉﺍ N) :ﻝﺎﻘﻓ ،ﺐﻠﻘﻟﺍ ﺓﺭﻮﻋ ﱰﺴﻴﻟ ￯ﻮﻘﺘﻟﺍ ﺔﻨﻤﺑ ﺎﻬﻌﺒﺗﺃ ﻢﺛ ﻢﻜﺗﺀﻮﺳ ﱰﺴﺗ ﻦﻤﻓ...

شهدت العديد من ...

شهدت العديد من الدول والمؤسسات حول العالم تحولاً رقمياً كبيراً في السنوات الأخيرة، وهو ما أثر بشكل ك...

Enzymes have fo...

Enzymes have four levels of structures These are: * Primary structure * * ⁠Secondary structure * ...

Réactions acido...

Réactions acido-basiques 1- Définitions: Parmi les différentes théories des acides et des bases, l...

1. Records Mana...

1. Records Management: Records management refers to the systematic control and organization of reco...

الفصل الأول: ال...

الفصل الأول: المؤسسة الإعلامية المبحث الأول: ماهية المؤسسة الإعلامية: قبل الغوص في موضوع المؤسسة ال...

وتكون التقارير ...

وتكون التقارير شفهية أو مكتوبة ويفضل المديرون بالطبع التقارير المكتوبة ، حتى بالنسبة للموضوعات التي ...

On April 22, a ...

On April 22, a panel discussion was held at the AUK theater, focusing on energy and environmental su...