Lakhasly

توفيق الحكيم بين أهل الكهف ورحلة الغد
استهل توفيق الحكيم حياته الأدبية بمسرحية وأهل الكهف التي أصدرها في عام ۳ ۱93م، ونالت نجاحا عظيما في الأوساط الأدبية في العالم العربي كله. ومنذا ذلك الوقت حتى اليوم توالى انتاج الحكيم الفكري، وكان من بين مسرحياته الأخيرة قبل اتجاهه إلى مذهب العبث مسرحية رحلة إلى الغد، التي أصدرها بعد أهل الكهف بنحو ثلاثين عاما. والواقع إن هناك صلة قوية بين أول أعمال الحكيم
الأدبية وهذه المسرحية وهي صلة يسمها الحكيم أولا بطابع شخصيته الذي ميزه وأسلوبه الذي يدل عليه، وثانيا نجد هذه الصلة تقوي بين فكرة المسرحيتين بحيث يوجد بينها ترابط واضح . فمسرحية »أهل الكهف، تدور فكرتها حول الحياة وهل هي حلم أو يقظة، وحول الزمان وهل هو حقيقة أو شبيء ابتكره عقل الإنسان. وقد عالج الحكيم فكرة الزمان في هذه المسرحية على أنه من خصائص
الحياة الإنسانية، لا ت تحدد ولا تظهر معالمها إلا إذا قيست بمقاي يس العادات والأخلاق والتقاليد والبيئة، أو بعبارة أخرى المقاي يس الإنسانية الطبيعية التي تكون حياة الفرد وتحدد وجوده وتشکل کيانه الإنساني. وحينما بُعث أبطال مسرحية وأهل الكهف من رقدتهم الطويلة التي استمرت ثلاثمائة من السنين وازدادت تسعا وخرجوا إلى الحياة التي كانوا قد غادروها إلى الكهف وجدوا الزمن قد دار دورة
هائلة والحياة قد تغيرت بما فيها من عادات وتقاليد وأخلاق، والبيئة نفسها قد اتخذت معالم جديدة تغاير تلك التي كانت تكتنفهم في سابق وجودهم، حينئذ شعروا بفارق الزمان وأحسوا أنهم جزء متخلف من ماض لن يعود، وحياة ولت، ووجود زال ف فقدوا تواز نهم الفكري، ولم يستطيعوا مواجهة الحياة الجديدة فعادوا إلى
الكهف يموتون فيه، أو بالأحرى يعودون إلى الماضي الذي كانوا جزء منه . وتشترك مسرحية »رحلة إلى الغد مع أهل الكهف، في أنها تدور هي الأخرى حول فكرة الحياة والزمان ، مع اختلاف واضح ف مدلول كل منهما في
المسرحيتين . ففكرة الحياة في » رحلة إلى الغد لا تدور على أنها حلم أو يقظة ،
أساسا على قيمتها والغايـة من ورائها والمعاني التي تثيرها، وهل يرضى الإنسان بالخلود إذا توصل إليه وما مدى ارتباط حياة الإنسان بالتقاليد والعادات والأخلاق والبيئة والعواطف والغايات و »أهل الكهف، تشترك مع
رحلة إلى الغد، في معالجة هذه النقطة الأخيرة كا تشترك معها في معالجة فكرة الزمان على اعتبار أنه من خصائص الحياة الإنسانية ت تضح معالمها وتحد د بقياسها بالمقاي يس الإنسانية الطبيعية التي تكون حياة الفرد كما سبق أوضحت.ولكنها تنبني غير أن هناك فارقا دقيقا بين المسرحيتين في هذه الناحية ، وهي أن أبطال
أهل الكهف ، كان ارتباطهم الزماني بالماضي أقوى بكثيرمن ارتباط أبطال رحلة إلى الغد، فمثلا ريمليخاو الراعي المتنسك حين يعود إلى الحياة يجد الناس غير الناس وغنمه أنت عليها السنون وطرسوس صارت بلدا آخر هو فيه غريب . وكذلك مشلينا ، يبعث فلا يجد دبريسکا ، حبيبته فتنقطع صلته بالحياة الجديدة ويموت شهيد أمله الضائع .أما في رحلة إلى الغد فكلا البطلين مجرم قاتل لفظه المجتمع رفض المستقبل عندهما حبل في عنقها ، وحين عرضت لهما فرصة النجاة بنسبة واحدفي المائة ضحيا بالأرض التي درجا عليها وفرا في الصاروخ الطائر إلى الكواكب البعيدة . . إلى المجهول وهما يعودان بعد ذلك إلى الأرض أمها العزيزة ، كما يسميانها ، دون أن توجد لديها الدوافع التي كانت عند أبطال أهل الكهف ، بل هما يعودان حين يشعران بتلاشي وجودهما كإنسانين ،ويكتشفان أن الإنسان هو ابن الأرض ، وأنها صارا بطاريتين تشحنان بالكهرباء آليا ، وهذه البطارية ليست في حاجة إلى طعام أو شراب أو نوم . أنها خالدان و دون مستقبل ودون حاجة إلى عمل أو حركة ويتضح هذا الدافع في قول السجين الثاني أرفض أن أصير قطعة من المعدن مشحونة
بالكهرباء .
وهكذا عاد البطلان إلى الأرض فرارا من الكوكب المجهول الذي هبطا عليه ولكنها حينا عادا اصطدما بحاجز الزمن الذي صدم من قبلهما أبطال أهل الكهف وقد جعل المؤلف مدة انقطاعهما عن الماضي مساوية لمدة بقاء أبطال أهل
الكهف فيه وهي تسع وثلاثمائة سنة ولكن الاصطدام بحاجز الزمن يختلف تأثيره على أبطال المسرحيتين ، إذ كان عنيفا على أبطال أهل الكهف حتى دفعههم إلى الموت دفعا ، وذلك لأنهم لم يجدوا مـا كانوا يؤملون في وجوده .
بطلا رحلة إلى الغد، فكان ارتباطهما بماضيها ضئيلا لغاية، بل كان محجلا إليهما ، وهذا يتضح من قول أحدهما : ما أشقى تلك الحياة التي تعتمد على صور الماضي وحدهاء وقد جعل المؤلف البطلين بلا أهل أو أحباء ، ولهذا لم يشأ
لهما أن يفرا من واقع الحياة الجديدة ويهربا منها بتعمد الموت ، ولكنه جعلها يصمدان ويثبتان في هـذه الحياة الجديدة عليها ، وكاأنها تطور طبيعي لبيئتهما
السابقة ،أنصارها لكي لا تكونه من أساطـير القرون الغابرة ، ولهذا جعل في المجتمع الجديد حزبين : حزب الماضي وحزب المستقبل وجعل كل بطل من بطليه
ينضوي إلى أحد الحزبين ويعشق فتاة من حزبه تشارکه أفكاره وتمنحه قلبها
ونفسها إن أراد .تلك إذن هي نواحي الاتفاق والاختلاف في الفكرة بين مسرحية أهل الكهف ، ورحلة إلى الغد ، وإذا كان الناس قدتوهموا من قبل أن و أهل
الكهف ، لم تكتب ل لمسرح ، وإنماوضعت على نمط مسرحي ل لقراءة ومتعة الذهن دون النظر فيبدو لي أنهم سيؤكدون أن مسرحية و رحلة إلى الغد إنما
هذا فقد حرص المؤلف على أن يجعـل ل لعواطف الإنسانية
كتبها الحكيم لتقرأ لذاتها لا للتمثيل . وقد يرى البعض أنها ستكون شيئا طريفا على المسرح لو أعدها مخرج ناجح واستطاع أن بهیىء منظر الصاروخ الطائر والكوكب المجهول والدنيا الجديدة التي أصبحت وسائل الانتقال فيها تملأ الأثير وتحرك في الغلاف الجوي . ولو استطاع هذا المخرج أن يتغلب على نقص شخصيات المسرحية في الفصلين الثالث والرابع بالذات ال لذين لا يوجد فيها
غير البطلين فحسب ، وذلك عن طريق حيوية الحوار والتفاتاته الذهنية الرائعة وعن طريق المؤثرات الصوتية وروعة الأداء. إذا استطاع المخرج معالجة هذا
النص فسيخلق من جمود الحركة في المسرحية نشاطا وفعالية . ومع ذلك كله فإني اعتقد اعتقادا جازما أن العمل الفني في رأهل الكهف وفي رحلة إلى الغد على الأخص لا يمكن فهمه إلا بجهد فكري وعن طريق هذا الجهد
الفكري ت تضح قيمة الأثر الفني الذي صنعه الحكيم . ولا شك أن مسرحية رحلة إلى الغد تحرك الفكر وتجعل الذهن يسبح في عوالم بعيدة من التأملات ، وتنبه العقل ليفكر في مدلولات الالفاظ والمعاني التي يسمعها دون أن يحتاج إلى بهرجة المناظر التي يمكن أن يراها مها بلغت حدا من الروعة في الإخراج والأداء .
وإذا تركنا الفكرة في مسرحية رحلة إلى الغد، وانتقلنا إلى شخوصها وان نعرف كيف رسمها المؤلف وجدنا أنه يرسم شخوصة بروح العالم النفسي الذي يحل ل المنازع ويشرح النفوس ، عن طريق الحوار الذي يجريه على ألسنة هؤلاء
الشخوص . على أن المتمعن في شخصية بطلي هذه المسرحية يجد أنها مسوقان من حيث لا يدريان إلى مصيرهما المحتوم دون أن ت تدخل حوادث المسرحية في
ترتيب هذا المصير ، بمعنى أن المؤلف أخذ يحرك هذين الشخصين دون أن يترك الأحداث المسرحية تلك المهمة .
أما طريقة عرض الحكيم لفكرة المسرحية فهو يبدأها بحركة هادئة لا ضجيج فيها ولا صخب شانه في مختلف مسرحياتـه ، وهو يستعين بتصوير
الشخصيات ودلالات الالفاظ وال لمسات الدقيقة العميقة على تسلسل الفكرة وتهيئة جو المسرحية لما يريد أن يعرضه . ويعتمد فن الحكيم في عرضه لفكرة مسرحية رحلة إلى الغد « وغيرها على الزمن . فالكوكب المجهول في رأي ي هو الأجواء الجديدة التي يتطلع الإنسان لكشفها وامتلاكها . والحياة في هذا الكوكب هي الخلود الذي يسعى إليه البشر ، والفرار من الكوكب المجهول معناه أن
الطبيعة الإنسانية لا تواءم مع الخلود ، ومع اكتفاء الإنسان من ناحية الطعام والشراب والصحة والأمن والراحة والحرية . . إلى ما سوى ذلك من معان ، فلا
بد ل لإنسان أن يجوع ويعرق ويمرض لتصح نسبته إلى البشرية ، ولا بد له أن يعيش مع غيره في مجتمع ، وينتظر أحداثا يجهلها حتى بحس آدميته . ولكن هناك نقطة هامة في بناء المسرحية وهي أن الكارثة التي واجهها الإنسان مثلا في بطلي المسرحية في ذلك الكوكب المجهول عن نفسها التي واجهته بعد العودة من الكوكب إلى الأرض ، أعني إحساسه بأنه صار مجرد آلة . وهذا الإحساس هو
الذي جعله يفر من الكوكب وهذا كله يتمشى مع تفاصيل المسرحية ورموزها. ولكن الذي يتعارض معهـا اختفاء فكرة الفرار من ذهن بطلي المسرحية ، ثم اختلاف إحساسها بكونها التين بفعل تأثير الفتاتين فحسب . دون أن يكون التطور فكرة المسرحية نفسها أدن أثر.
هذه ناحية والناحية الأخرى أن خاتمة المسرحية لا تحل الرموز الكثيرة التي بثها الحكيم في تضاعيف حواره . فالخاتمة تشير إلى أن الإنسان قبل الحياة
الجديدة وأذعن لها ، أي قبل أن يكون آلة تأكل وتشرب ويمتد بها العمر ، وتحصل على ما تريد ، حتى على الحب وال لذة الحسية دون أي ارتباط أو مجهود ،
ودون أن تعمل شيئا . والفارق الوحيد بين بطلي المسرحية في هذا الموقف أن أحدهما قبل هذا الوضع كله ، والآخر قبله إلا من ناحية العمل والعاطفة . فهو
يريد أن يعمل ويريد أن يحب ، ولكن إرادته لم تتحقق له ، إذ أجبرته قوة الحاكم على أن يقضي بقية حياته في مدينة السكون حيث فرضت عليه - إلى جانب ما سبق من قيود تحطم إنسانيته ـ العزلة القاتلة .
ملاحظاتنا العامة على مسرحية » رحلة إلى الغد ،، وقد بقيت نقطة أخيرة يجمل بي أن أشير إليها في هذا المقام ، وهي أن فكرة المسرحية في عمومها ربما تناولها من قبل كاتب أوروبي أو امريكي وربما ظهر ما يمائلها في أحد الأفلام الأمريكية الحديثة . وحينئذ قد يتوهم بعض النقـاد لأول وهلة أن توفيق الحكيم لم يبتدع تلك المسرحية ما دام اقتبس فكرتها . ومثل هذا الوهم وقع فيه بعض النقاد في وقت صدور هذه المسرحية بالنسبـة لبعض إنتاج الحكيم . وهذه في الواقع ليست المرة الأولى التي يصدر فيهـا مثل هذا الاتهام ، فقديما اتهم الحكيم بأن لمسرحيته و أهل الكهف أصلا في الآداب الأوروبية اقتبسها منه والواقع إن القاء مثل هذا الاتهام جزافا أمر يتسم بالخطورة والتسرع في آن واحد فكل فنان في أي عصر وفي أي مكان له أن يستعين بأفكار غيره وانطباعات سواء ، لأن ذلك كله ملك مشاع ومادة عامة ل لفن بصورة شاملة . ومنذ وقت بعيد استطاع النقاد الأوروبيون أن يفرقوا بين لفظ السرقة Plagiarism ولفظ الاحتذاء Imitation واللفظ الأول أصله الـلاتيني Plagiarus ويعني سارقا أو خاطف طفل، فاستخدام النقاد له يعني وجود سرقة محضة أي اتحاد فنانين في فكرة واحدة ، وألفاظ وعبارات مشتركة بعينها ، ويكون أحدهما سابقا على الآخر ، ومالم يكن الأمر على هذه الصورة من التفصيل فليس هناك سرقة على الإطلاق. وهذا ما أجمع عليه النقاد . ومع ذلك فقد حاول بعض النقاد المتسرعين السطحي ين م من نجدهم في كل أدب وفي كل عصر - إلقاء التهم هنا وهناك ، وحصر سرقات مزعومة لا أساس لها . ولم يسلم شاعر أو كاتب في أي أدب من الآداب ، وفي أي زمن من الاتهام بالسرقة . ومن ذلك مثلا ما ادعاه آلن أن رواية بيرسي ماکبث لشکسبير مسروقة من Arden Fekrsham والذي دعاه إلى هذا الاعتقاد الخاطیيء أن كلا من الروايتين تدور حول جريمة واحدة . فالاحتذاء إذن أو التحوير الفني هو أساس الفنون جميعا ، ولا يتنافي إطلاقا مع وجود أصالة فنية أو شخصية أدبية لها كيانها وم ميزاتها الفنية الخاصة بها. فقد كان مبدأ موليير : و إني آخذ المعنى الحسن حيث أجده ومع ذلك فليس هناك إلا مولي يرى واحد والابتكار في العمل الأدبي ليس معناه اختراع شيء من الهواء ولكن معناه وجود مادة تتفاعل مع شخصية قوية فت تمثل خلقا جديدا فلولا الأساطير القديمة لما وجد كتاب المسرحية اليونانية ، ولولا الأغاني الشعبية لما كتب الموسيقار العظيم
« موسيقاه الرائعة . وكل ذلك يعتمد على حقيقة واحدة وهي ليس إلا حلقة من سلسلة المبدعين . يقول جوته : في كل فن توجد صلة نسب فإنك إذا رأيت فنانا كبيرا فلا بد أنه قد وعي أحسن ما عند أسلافه ، وأن هذا هو الذي جعله عظيا . فالرجـال أمثال رافائيل لا ينبثقون من الأرض ، وإنما يأخذون أصلهم من القدیم أن الفنان ومن هذا كله يتضح لنا أن كاتبا أو شاعرأ أو أي فنان بوجه عام ، لا يمكنه أن يدعي فكرة أو معنى لنفسه ، إذ لا بد من وجود صلة قوية بين أفكاره ومعانيه وأفكار ومعاني الفنانين الذين سبقوه فــالفن كا يقول اليوت ، لا يتغير ولكن مادة الفن هي التي لا يمكن أن تبقى كما هي . وما تقدم نستطيع أن نقول مطمئنين أن فن الحكيم لا يستطيع أن ينال منه صحفي من هنا، واخر من هناك ، بسبب مشابهة عارضة بين بعض انتـاجه وبين أثر أوروبي أو أكثر ،فالاحتذاء الفني إذا كــان الحكيم يأخذ به حق طبيعي لـه ولكل فنان ، بل ان الفنان لا يكون فنانا إذا لم يحتذ فن سواه ويختزن في ذاكرته ما يقرأ وما يرى من روائع الفنانين ، ليخرج بعد ذلك فنا يحمل طابعه ويتميز بخصائصه ، تماما کفن توفيق الحکیم . أما فيما عدا تلك الحقيقة فهو لغوصحفي يبرأ منه النقد الحديث ، وهو عودة إلى جهل بعض النقاد العرب الأقدمين بطبيعة الفن والخلق الفني ووصمهم جميع الشعراء والكتاب بالسرقة ، مع أن العصر الذي كانت فيه مثل هذه الأوهام قد مضى منذ أكثر من ألف عام ولست أشك بعد ذلك كله أن مسرحية رحلة إلى الغد « تمثل مرحلة جديدة في فن توفيق الحيكم ، وفي المسرح العربي على السواء . ويقينا أنها لا بد
أن تلقى من القراء ما هي أهل له من تقدير ، كما ينالون منها من متعة الحوار وطرافة الفكرة وجمال الأداء الشيء الكثير
ماذا قدم الحكيم ل لمسرح العربي ؟ المسرح فن أدبي وفد على الشرق بتأثير الفكر العربي ، ولسنا في حاجة إلى محاولة تأصيله كعادة بعض الباحثين استلهاما من التراث ، باستكراه بعض المواقف الدرامية لتكون البذور الأولى لهذا الفن الأدبي .
جاء المسرح إلى مصر مع الحملة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر ، ولكنه كان محدود الأثر لاستخدامه في نطاق الترفيه عن أفراد الجيش الفرنسي ولأن لغته كانت الفرنسية ، وإن كان نابليون حرص على أن يمتد أثر المسرح للشعب المصري ، حتى إنه أرسل بعد عودته إلى فرنسا . . برسالة إلى خليفته
كليبر يقول : لقد عولت على أن أرسل إليك فرقة الكوميدي فرانسيز ، وتلك فكرة أحرص عليها، أولا : لتسلية جيوشنا ، وثانيا لتغي ير عوائد هذه البلاد بإثارة عواطفها ولم يغب فن المسرح في عهد الحملة الفـرنسية عن عين مؤرخنا العظیم الجبرتي ، فقد وصفه بقوله : وفیه كمل المكان الذي أنشأوه بالأزبكية عند المكان المعروف ب باب الهواء ، وهو المسمى في لغتهم بالكومدي ، وهو عبارة عن محل يجتمعون به كل عشر ليال ليلة واحـدة ، يتفرجـون بها على ملاعيب ، يلعبها بقصد التسلي والملاهي ، مقدار أربع ساعات من ال ليل ، وذلك منهم جماعة بلغتهم ، ولا يدخل أحد إليه إلا بورقة معلومة ، وهيئة مخصوصة