Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (46%)

نماذج من انجازات العمانيين في المجالات الاقتصادية
يتوقف النشاط الاقتصادي لأي مجتمع أو إقليم وتأثيره محلياً وعالمياً على جملة من العوامل الجغرافية والتاريخية والثقافية وغيرها، حيث تتفاعل هذه العوامل وتطبع بطابعها الشخصية الاقتصادية للمجتمع وتكسبه قدراته الانتاجيّة والابداعيّة.تؤثر العوامل الجغرافية كالمناخ مثلاً في النشاط الزراعي، كما يؤثر الموقع على انفتاح الدولة على البحار والمحيطات فيؤثر ذلك في النشاط الملاحي والتجاري، وتؤثر التركيبة الجيولوجية وما تحويه من ثروات مختلفة على نشاط السكان زراعياً كان أم صناعياً، وتؤثر العوامل الفكرية في السكان من حيث تقبلهم للتطوير والإفادة من الانفتاح.لقد كان لعمان على مرّ التاريخ رئتان تتنفس بهما وتشكلان معاً تكاملاً في جسد واحد، مع احتفاظ كل منهما بمعالم واضحة وسمات مميزة تنفرد بها عن الأخرى،كان الساحل أكثر اتصالاً بالعالم الخارجي، وقد اكتسب سكانه على مر العصور خبرة كبيرة في مجال الملاحة وبناء السفن والتجارة، بينما انصرف سكّان الداخل إلى الزراعة والتعدين والصناعات والحرف اليدويّة. م كانت عمان أرضاً عامرة يقوم اقتصادها على أنظمة زراعية تعتمد على الري من السيول والأمطار والغيول والآبار الجوفية، فقد توزعت المستوطنات الزراعية في الداخل إلى وحدات شبه مستقلة وفق مجرى الماء.كشفت التنقيبات الأثرية عن نوع من المنشآت الزراعية يسمى )الجلول( أو المصاطب الزراعية التي بناها العمانيون في بلادهم على حواف الوديان وسفوح الجبال لمنع انجراف التربة، شبيه بالمصاطب الزراعية في اليمن وفي مناطق الجبال في بلاد الشام ، كما أقاموا السدود البسيطة والتي بنيت لحفظ الماء لاستعماله للري كسد )وادي سمد( في المنطقة الشرقية.تم إدخال تحسينا جديدا لمنشآت الري في عمان تمثل في ابتكار جديد شهدته عمان لنقل الماء إلى الصحراء عبر شبكة دقيقة من القنوات المقامة تحت سطح الأرض وفوقه تعرف باسم الأفلاج. يقصد بالفلج الماء الجاري عبر قناة مشقوقة وقد انتشر نظام الأفلاج في عدد من المناطق العمانية وخاصة في المناطق الداخلية من البلاد من الألف الثالث قبل الميلاد، وليس كما يعتقد البعض بأنه أكثر حداثة.- تطلّب شق هذه القنوات )الأفلاج(مهارة هندسية دقيقة تقوم على عدد من الأسس العلمية منها :
• -معرفة منسوب الماء في الخزان المائي الجوفي، ووفقاً لهذا المنسوب يخططون الأخدود الذي يشقونه بين المرتفعات.• - كيفية شق الأخدود بحيث انحداره تدريجياً نحو السهل المستفيد من هذا الماء، وقد تتفرع من هذه الأفلاج الرئيسة أفلاج أخرى فرعية أصغر الغرض منها ري القرى الصغيرة المتناثرة على جوانب الأودية الكبرى.• - وضع قواعد محددة وأحكام ثابتة لتوزيع الماء توزيعاً عادلاً بين المستفيدين منه، والاعتماد في ذلك على ضوابط دقيقة،عرف العمانيون صناعة الفخار منذ عصور مبكرة، فقد كشفت بعثات الآثار في كل من (حفيت(، و)رأس الجينز (، ومناطق أخرى على فخاراً محلياً يمثل المرحلة الحضارية التي وصل إليها المجتمع العماني، فترة يعود تاريخها إلى العصور الحجرية.منذ النصف الثاني من الألف الثالث ق.م ، نجد أن إنتاج المستوطنات العمانية من الفخار آخذ في الازدياد والتميز من حيث الشكل والنوع حيث امتاز بجودته وجماله، وقد ساعده في ذلك التطور استخدام الدولاب لصناعة الأواني الفخارية، كما تنوعت ألوانه لتشمل اللون الأحمر و البرتقالي، وقد زين ذلك الفخار بزخارف سوداء متداخلة وأشكال مثلثة أو معَّينيٍة.عثر في عمان على أصناف متنوعة من الفخار، وقد شملت رسومات تلك الأواني الفخارية على رسومات الحيوانات والأفاعي والطيور والنباتات،الصناعات الحجرية:
كشفت التنقيبات عن نماذج متميزة من الصناعات الحجرية فقد شكّل العمانيون قديماً الحجر الصابوني وحجر الكلوريت، ووجدت مراكز فعلية لتصنيع حجر الصوان عند الاطراف البعيدة من الوادي، والنصال. بتطور صناعة الحجارة نجد هناك أنواع جديدة من الأدوات كالأقداح الحجرية الاسطوانية المزخرفة تم الكشف عنها في كل من مدافن )حفيت(، ومدفن )هيلي( الكبير، ومدافن )ميسر (كما تم العثور على علب حجرية، وأوان منزلية متنوعة حملت تلك الأدوات زخارف لدوائر بداخلها نقط، تم العثور عليها في مواقع متفرقة من شبه جزيرة عمان منها موقع )أم النار).بعض الصناعات الحجرية تحمل تأثير خارجي تؤكد الاتصال الثقافي والتجاري بين عمان قديماً وحضارات العالم القديم منذ عصور موغلة في القدم.أما أجمل قطعة أثرية صنعت من الحجارة فهي مبخرة عثر عليها في موقع رأس الجنز يعود تاريخها إلى الألف الثالث ق.التعدين:
أثبتت المعطيات الأثرية المكتشفة في عدد من المواقع في السلطنة على وجود ما يزيد عن 55 موقعاً تعدينياً قديماً، والأصيل.قامت في تلك المواقع مستوطنات تعدين صغيرة، وحصون، لإطعام السكان،الصناعات المعدنية:
ازدهرت في عمان منذ الألف الثالث ق. والبرونزية، والحديدية، وأصبحت الأدوات المعدنية أكثر شيوعاً. أتيح للمشتغلين بالمعادن صناعة مصنوعات متنوعة، والرماح، والفؤوس، ورؤوس السهام لدليل واضح على وجود هذا النوع من الصناعات. والبرونزية الطويلة والقصيرة .الأختام:
عثر في سلطنة عمان على عدد كبير من الأختام التي تبرهن وجود كيان قوانين اقتصادية تحفظ حق التاجر والدولة، ففي مستوطنة )ميسر( عثر على ختم ذي مقطع شبه منحرف، نقش على أطرافه الثلاثة صور لحيوانات مختلفة.في مستوطنة رأس الجنيز عثر على عدد من الأختام أبرزها ختم مستطيل الشكل عثر عليه في2233 ق.م نقش عليه صورة لشخصين متشابكي الأيدي يقفان بجوار صورة نبات من المحتمل أنه سعف نخيل. وعلى تشابك المصالح الاقتصادية.الأصداف:
والعظام.• صناعة المراكب
أشارت كتابات ملوك بلاد الرافدين إلى بنائي سفن ماجان، فقد أشار الملك السومري دونجي ) 2353 ق.م ( على لوحة من مدينة )لج ( السومرية إلى وجود بنائين للسفن في أكاد وماجان. وقد كانت سفينة ماجان مصنوعة من القصب ) الخيزران( .في رأس الجنز عثر على دلائل مادية تؤكد حقيقة قيام سكان ماجان بصناعة قوارب البو، فقد احتوت غرف عدد من البيوت الطينية على ألواح قارب من مراكب القصب، وكتل من القار كانت تستخدم لطلاء وسد الفراغات في القوارب التي كانت تصنع من حزم القصب، وظهرت على بعض قطع القار آثار طبعات حزم القصب والحصير والحبال والعوالق البحرية.من خلال تلك المعطيات الأثرية يبدو أن سكان ماجان قد أقاموا في موقع )رأس الجنز( ورشة لصناعة سفن ماجان، وفي أم النار عثر على قطع من الحصير المغطى بالقار بعضها تحمل طبعات خشب.مؤلف كتاب )الطواف حول البحر الارتيري( 1 والذي يعود تاريخ إلى القرن الأول الميلادي، يتحدث عن أن عمان تصنع نوعاً من السفن تسمى )المدرعة(، وأنها كانت تستورد دعائم وألواح السفن من )بريجازا( وقد صدّرت عمان هذه السفن المحلية المخيطة إلى اليمن في تلك الفترة.شهد القرن السابع الميلادي تقدماً وازدهاراً في صناعة السفن، وكان )الشاشة) أحد القوارب التي صنعتها عمان مبكراً وهو عبارة عن زورق مصنوع من حزم من سعف النخيل المربوطة. وقارب آخر هو )الهوري(مصنوع من ألواح خشبية مخيطة بألياف جوز الهند.في الوقت الراهن مازالت القوارب المخيطة الألواح، والبوم والتي استخدمت في الرحلات الطويلة تصنع حتى الآن بالطرق التقليدية في ميناء )صور( العماني.• صناعة النسيج :
كشفت التنقيبات الأثرية في موقع )رأس الجنز( على بقايا نوع من الأقمشة.أهم إشارة عن النسيج العماني جاء في تقرير )الطواف حول البحر الأرتيري(مؤلفه بحار يوناني مجهول، ذكر في سياق حديثه صادرات عمان من بينها النسيج.في العهد الإسلامي أشارات المصادر الإسلامية إلى النسيج الصحاري، نستنتج من تلك الإشارات الطفيفة أن العمانيين قديماً قد عرفوا النسيج واستعملوه في نسج الثياب والأربطة والأشرعة.التجارة
التجارة والملاحة البحريّة في العصور القديمة:
ومن تضاريس شواطئهم التي هيأت لهم مرافئ طبيعية وفرت الملجأ الآمن للسفن من أخطار العواصف، ومن القرصنة. بفضل تلك الطبيعة المتميزة تألق العمانيون في الملاحة وأصبحوا من روادها في الألف الثالث قبل الميلاد.منذ تلك الفترة ارتبطت عمان )ماجان( مع بلاد الرافدين،ساهمت السفن العمانية في الوساطة البحرية التجارية بين مراسي الخليج العربي، ومراسي )السند( وغيرها.ازدهرت تلك الصلات البحرية بين عمان وبلاد الرافدين والسند بسبب القرب الجغرافي بين المركزين الحضاريين، وسهولة الانتقال البحري بينهما، والسند، وعمان لسلع بعضهما البعض. أن الرحلات البحرية قديما كانت تتخذ من المراكز التجارية البحرية العربية في الخليج، موانئ وأسواق تجارية، والأحجار، والتمور، والبصل وغير ذلك
وأما الواردات فكانت: الفخار والأوزان وعقود الخرز والأختام والذهب والفضة والعاج والأواني العاجية والأخشاب وغير ذلك.التجارة والملاحة البحريّة في العصور الاسلامية:
كان التجار العمانيون يتعاملون مع الشرق الأقصى من القرن الثاني للهجرة.وصل التجّار العمانيون إلى اندونيسيا والصين شرقاً، وإلى مدغشقر جنوباً. واحتل الساحل العماني موقعاً مثالياً في التجارة بين أفريقيا والهند حيث استقرت أعداد كبيرة من العمانيين على الساحل الشرقي لأفريقيا خلال القرن الأول الهجري.• يقول المسعودي: إن العمانيون من عرب الأزد هم الملاحون الذين يملكون السفن التي تسير إلى بحر بربرة وبحر الزنج.• عمل العمانيون على إعادة تصدير بعض السلع المستوردة من الهند والصين مثل المنسوجات والمصنوعات الحديدية والنحاسية والزجاجية.اكتسبت الطرق التجارية البرية منها والبحرية التي ربطت عمان قديماً بحضارات العالم القديم، أهمية تجارية خاصة،من المعلوم أن طبوغرافية المنطقة، ومناهل المياه وتوفير الحماية، من الشروط الأساسية التي تحدد اتجاه الطريق الذي تسلكه القوافل البرية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الطريق البري قد يتحول أحياناً تبعاً لعوامل سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، وقد ينتج عن ذلك ظهور مدن واندثار أخرى. ومن الملاحظ أن كثيراً من الطرق البرية قد فقدت معالمها عبر الأزمنة التاريخية فتاريخها الذي يعود إلى أكثر من ) 5333 ( خمسة آلاف عام بحاجة إلى بحث ودراسة علمية تسهم في أحياء الحضارة الإنسانية في عمان القديم.وفّرت الطبيعة العمانيّة شبكة داخلية على درجة كبيرة من الأهمية للتبادل التجاري بين مستوطنات الداخل ومستوطنات الساحل، وشبكة اتصالات خارجية مع مراكز الحضارة القديمة، ضمن نظام التجارة الطويلة المدى خلال فترة الألف الثالث ق.من أبرز تلك الطرق طريق يبدأ من وادي )الجزي(، ماراً عبر مراعي الحجر الغربي الشمالية متجها غرباً، وهو الطريق الذي لعب دوراً أساسياً في التجارة حيث يتم مقايضة النحاس والحبوب والتمور من الداخل المحاروالسمك من الساحل منذ الألف الثالث ق. م، ويشكل طريق البريمي حلقة وصل استراتيجية تلتقي عندها طرق عديدة تخدم شرقي شبه الجزيرة،


Original text

الدرس السادس
نماذج من انجازات العمانيين في المجالات الاقتصادية
يتوقف النشاط الاقتصادي لأي مجتمع أو إقليم وتأثيره محلياً وعالمياً على جملة من العوامل الجغرافية والتاريخية والثقافية وغيرها، حيث تتفاعل هذه العوامل وتطبع بطابعها الشخصية الاقتصادية للمجتمع وتكسبه قدراته الانتاجيّة والابداعيّة.
تؤثر العوامل الجغرافية كالمناخ مثلاً في النشاط الزراعي، كما يؤثر الموقع على انفتاح الدولة على البحار والمحيطات فيؤثر ذلك في النشاط الملاحي والتجاري، وتؤثر التركيبة الجيولوجية وما تحويه من ثروات مختلفة على نشاط السكان زراعياً كان أم صناعياً، وتؤثر العوامل الفكرية في السكان من حيث تقبلهم للتطوير والإفادة من الانفتاح.
لقد كان لعمان على مرّ التاريخ رئتان تتنفس بهما وتشكلان معاً تكاملاً في جسد واحد، مع احتفاظ كل منهما بمعالم واضحة وسمات مميزة تنفرد بها عن الأخرى، وهاتان الرئتان هما الساحل والداخل.
كان الساحل أكثر اتصالاً بالعالم الخارجي، وقد اكتسب سكانه على مر العصور خبرة كبيرة في مجال الملاحة وبناء السفن والتجارة، بينما انصرف سكّان الداخل إلى الزراعة والتعدين والصناعات والحرف اليدويّة.
الزراعة
منذ الألف الثالث ق. م كانت عمان أرضاً عامرة يقوم اقتصادها على أنظمة زراعية تعتمد على الري من السيول والأمطار والغيول والآبار الجوفية، فقد توزعت المستوطنات الزراعية في الداخل إلى وحدات شبه مستقلة وفق مجرى الماء.
كشفت التنقيبات الأثرية عن نوع من المنشآت الزراعية يسمى )الجلول( أو المصاطب الزراعية التي بناها العمانيون في بلادهم على حواف الوديان وسفوح الجبال لمنع انجراف التربة، شبيه بالمصاطب الزراعية في اليمن وفي مناطق الجبال في بلاد الشام ، كما أقاموا السدود البسيطة والتي بنيت لحفظ الماء لاستعماله للري كسد )وادي سمد( في المنطقة الشرقية.
تم إدخال تحسينا جديدا لمنشآت الري في عمان تمثل في ابتكار جديد شهدته عمان لنقل الماء إلى الصحراء عبر شبكة دقيقة من القنوات المقامة تحت سطح الأرض وفوقه تعرف باسم الأفلاج.
يقصد بالفلج الماء الجاري عبر قناة مشقوقة وقد انتشر نظام الأفلاج في عدد من المناطق العمانية وخاصة في المناطق الداخلية من البلاد من الألف الثالث قبل الميلاد، وليس كما يعتقد البعض بأنه أكثر حداثة.



  • تطلّب شق هذه القنوات )الأفلاج(مهارة هندسية دقيقة تقوم على عدد من الأسس العلمية منها :
    • -معرفة منسوب الماء في الخزان المائي الجوفي، ووفقاً لهذا المنسوب يخططون الأخدود الذي يشقونه بين المرتفعات.
    • - كيفية شق الأخدود بحيث انحداره تدريجياً نحو السهل المستفيد من هذا الماء، وقد تتفرع من هذه الأفلاج الرئيسة أفلاج أخرى فرعية أصغر الغرض منها ري القرى الصغيرة المتناثرة على جوانب الأودية الكبرى.
    • - وضع قواعد محددة وأحكام ثابتة لتوزيع الماء توزيعاً عادلاً بين المستفيدين منه، والاعتماد في ذلك على ضوابط دقيقة، نهارية وليلية.
    الصناعات
    صناعة الفخار:
    عرف العمانيون صناعة الفخار منذ عصور مبكرة، فقد كشفت بعثات الآثار في كل من (حفيت(، و)هيلي(، و)بات(، و)البريمي(، و)رأس الجينز (، ومناطق أخرى على فخاراً محلياً يمثل المرحلة الحضارية التي وصل إليها المجتمع العماني، فترة يعود تاريخها إلى العصور الحجرية.
    منذ النصف الثاني من الألف الثالث ق.م ، نجد أن إنتاج المستوطنات العمانية من الفخار آخذ في الازدياد والتميز من حيث الشكل والنوع حيث امتاز بجودته وجماله، وقد ساعده في ذلك التطور استخدام الدولاب لصناعة الأواني الفخارية، كما تنوعت ألوانه لتشمل اللون الأحمر و البرتقالي، وقد زين ذلك الفخار بزخارف سوداء متداخلة وأشكال مثلثة أو معَّينيٍة.
    عثر في عمان على أصناف متنوعة من الفخار، وقد شملت رسومات تلك الأواني الفخارية على رسومات الحيوانات والأفاعي والطيور والنباتات، وقد كان التأثير الهندي والفارسي واضحا على بعض القطع.
    الصناعات الحجرية:
    كشفت التنقيبات عن نماذج متميزة من الصناعات الحجرية فقد شكّل العمانيون قديماً الحجر الصابوني وحجر الكلوريت، ووجدت مراكز فعلية لتصنيع حجر الصوان عند الاطراف البعيدة من الوادي، ومن كتل تلك الحجارة صنعوا أدوات حياتية كالمكاشط، والمعاول، وأدوات مهذبة، والنصال.
    بتطور صناعة الحجارة نجد هناك أنواع جديدة من الأدوات كالأقداح الحجرية الاسطوانية المزخرفة تم الكشف عنها في كل من مدافن )حفيت(، ومدفن )هيلي( الكبير، ومدافن )ميسر (كما تم العثور على علب حجرية، وأوان منزلية متنوعة حملت تلك الأدوات زخارف لدوائر بداخلها نقط، تم العثور عليها في مواقع متفرقة من شبه جزيرة عمان منها موقع )أم النار).
    بعض الصناعات الحجرية تحمل تأثير خارجي تؤكد الاتصال الثقافي والتجاري بين عمان قديماً وحضارات العالم القديم منذ عصور موغلة في القدم.
    أما أجمل قطعة أثرية صنعت من الحجارة فهي مبخرة عثر عليها في موقع رأس الجنز يعود تاريخها إلى الألف الثالث ق.م، لا زالت تحمل بقايا البخور تعد من أقدم المباخر في العالم.


التعدين:
أثبتت المعطيات الأثرية المكتشفة في عدد من المواقع في السلطنة على وجود ما يزيد عن 55 موقعاً تعدينياً قديماً، تركز معظمها في الجبال الواقعة خلف صحار كمواقع عرجا، وبيضا، والأصيل.
قامت في تلك المواقع مستوطنات تعدين صغيرة، فبجوار كل منجم كانت تقام مستوطنة صغيرة الحجم جيدة التنظيم، تحتوي على منازل، ومخازن، وورش ، وحصون، كما أن تلك المستوطنة كانت دون شك بحاجة إلى الحقول المروية اللازمة لإنتاج كميات معينة من الخضار والمحاصيل الموسمية، لإطعام السكان، بالإضافة إلى تموين كافي من العلف اللازم لإطعام الأعداد الكبيرة من الحيوانات التي تقوم بنقل مادة النحاس.
الصناعات المعدنية:
ازدهرت في عمان منذ الألف الثالث ق. م، عدد من الصناعات النحاسية، والبرونزية، والحديدية، وأصبحت الأدوات المعدنية أكثر شيوعاً.
أتيح للمشتغلين بالمعادن صناعة مصنوعات متنوعة، ولا غرابة في ذلك فوفرة النحاس والقصدير دفعت الإنسان العماني منذ تلك الحقبة الزمنية على أن يطوعه ويستخدمه في صناعة عدد من مستلزماته وأسلحته.
ما عثر عليه في بعض المواقع من مشغولات نحاسية وحديدية كالسيوف، والخناجر، والرماح، والفؤوس، ورؤوس السهام لدليل واضح على وجود هذا النوع من الصناعات.
عثر في بعض القبور بعمان على نوعيات من السيوف الحديدية، والبرونزية الطويلة والقصيرة .
الأختام:
عثر في سلطنة عمان على عدد كبير من الأختام التي تبرهن وجود كيان قوانين اقتصادية تحفظ حق التاجر والدولة، ففي مستوطنة )ميسر( عثر على ختم ذي مقطع شبه منحرف، نقش على أطرافه الثلاثة صور لحيوانات مختلفة.
في مستوطنة رأس الجنيز عثر على عدد من الأختام أبرزها ختم مستطيل الشكل عثر عليه في2233 ق.م نقش عليه صورة لشخصين متشابكي الأيدي يقفان بجوار صورة نبات من المحتمل أنه سعف نخيل.
بالإضافة إلى الأختام العمانية فقد عثر على مجموعة من الأوزان ووحدات القياس ذات التأثير الهندي التي تعد دليلاً إضافيا على متانة العلاقات التجارية بين المركزين الحضاريين، وعلى تشابك المصالح الاقتصادية.
الأصداف:
كشفت التنقيبات عن مجموعة من الأصداف البحرية عثر عليها في موقع )راس الحمراء( حوّلها الإنسان العماني القديم إلى صنارات صيد وغوايش أو خواتم يحمل بعضها التأثير الهندى، ومن أدوات الزينة التي عثر عليها في نفس الموقع نجد الخرز، والأحجار والنحاس، والعظام.
• صناعة المراكب
أشارت كتابات ملوك بلاد الرافدين إلى بنائي سفن ماجان، فقد أشار الملك السومري دونجي ) 2353 ق.م ( على لوحة من مدينة )لج ( السومرية إلى وجود بنائين للسفن في أكاد وماجان. وقد كانت سفينة ماجان مصنوعة من القصب ) الخيزران( .
في رأس الجنز عثر على دلائل مادية تؤكد حقيقة قيام سكان ماجان بصناعة قوارب البو، فقد احتوت غرف عدد من البيوت الطينية على ألواح قارب من مراكب القصب، وكتل من القار كانت تستخدم لطلاء وسد الفراغات في القوارب التي كانت تصنع من حزم القصب، وظهرت على بعض قطع القار آثار طبعات حزم القصب والحصير والحبال والعوالق البحرية.
من خلال تلك المعطيات الأثرية يبدو أن سكان ماجان قد أقاموا في موقع )رأس الجنز( ورشة لصناعة سفن ماجان، وفي أم النار عثر على قطع من الحصير المغطى بالقار بعضها تحمل طبعات خشب.
مؤلف كتاب )الطواف حول البحر الارتيري( 1 والذي يعود تاريخ إلى القرن الأول الميلادي، يتحدث عن أن عمان تصنع نوعاً من السفن تسمى )المدرعة(، وأنها كانت تستورد دعائم وألواح السفن من )بريجازا( وقد صدّرت عمان هذه السفن المحلية المخيطة إلى اليمن في تلك الفترة.
شهد القرن السابع الميلادي تقدماً وازدهاراً في صناعة السفن، وكان )الشاشة) أحد القوارب التي صنعتها عمان مبكراً وهو عبارة عن زورق مصنوع من حزم من سعف النخيل المربوطة. وقارب آخر هو )الهوري(مصنوع من ألواح خشبية مخيطة بألياف جوز الهند.
في القرن العاشر الميلادي يحدثنا المسعودي عن وجود بنائين للسفن في عمان.
في الوقت الراهن مازالت القوارب المخيطة الألواح، وقوارب الشوعى، والبوم والتي استخدمت في الرحلات الطويلة تصنع حتى الآن بالطرق التقليدية في ميناء )صور( العماني.
• صناعة النسيج :
كشفت التنقيبات الأثرية في موقع )رأس الجنز( على بقايا نوع من الأقمشة.
أهم إشارة عن النسيج العماني جاء في تقرير )الطواف حول البحر الأرتيري(مؤلفه بحار يوناني مجهول، ذكر في سياق حديثه صادرات عمان من بينها النسيج.
في العهد الإسلامي أشارات المصادر الإسلامية إلى النسيج الصحاري، نسبة لمدينة صحار.
نستنتج من تلك الإشارات الطفيفة أن العمانيين قديماً قد عرفوا النسيج واستعملوه في نسج الثياب والأربطة والأشرعة.
التجارة
التجارة والملاحة البحريّة في العصور القديمة:
انتفع العمانيون من مزايا موقعهم الجغرافي، ومن تضاريس شواطئهم التي هيأت لهم مرافئ طبيعية وفرت الملجأ الآمن للسفن من أخطار العواصف، ومن القرصنة.
بفضل تلك الطبيعة المتميزة تألق العمانيون في الملاحة وأصبحوا من روادها في الألف الثالث قبل الميلاد.
منذ تلك الفترة ارتبطت عمان )ماجان( مع بلاد الرافدين، ووادي السند )ملوخا( بعلاقات تجارية وثيقة حدثتنا عنها المصادر المسمارية لملوك بلاد الرافدين .
ساهمت السفن العمانية في الوساطة البحرية التجارية بين مراسي الخليج العربي، ومراسي )السند( وغيرها.
ازدهرت تلك الصلات البحرية بين عمان وبلاد الرافدين والسند بسبب القرب الجغرافي بين المركزين الحضاريين، وسهولة الانتقال البحري بينهما، ومساعدة هبوب الرياح الموسمية في تسيير الرحلات التجارية المنتظمة بينهما، وحاجة كل من بلاد الرافدين، والسند، وعمان لسلع بعضهما البعض.
تأكد اليوم وبعد مضي اكثر من نصف قرن على أعمال التنقيب والاستكشاف في سلطنة عمان ومناطق الخليج العربي، أن الرحلات البحرية قديما كانت تتخذ من المراكز التجارية البحرية العربية في الخليج، موانئ وأسواق تجارية، وكان الملاحون يبحرون بمحاذاة الساحل مستعينين بهبوب الرياح الموسمية..
أما صادرات ماجان فكانت تتمثل في: النحاس، والأحجار، خاصة أحجار )الديوريت(، واللؤلؤ )عيون السمك( كما جاء في الكتابات المسمارية، والتمور، والبصل وغير ذلك
وأما الواردات فكانت: الفخار والأوزان وعقود الخرز والأختام والذهب والفضة والعاج والأواني العاجية والأخشاب وغير ذلك.
التجارة والملاحة البحريّة في العصور الاسلامية:
كان التجار العمانيون يتعاملون مع الشرق الأقصى من القرن الثاني للهجرة. وقد كانت رحلة أبي عبيدة عبد الله بن القاسم إلى الصين أول رحلة تجاريّة بحريّة عربيّة وثّقتها كتب التاريخ.
وصل التجّار العمانيون إلى اندونيسيا والصين شرقاً، وإلى مدغشقر جنوباً. واحتل الساحل العماني موقعاً مثالياً في التجارة بين أفريقيا والهند حيث استقرت أعداد كبيرة من العمانيين على الساحل الشرقي لأفريقيا خلال القرن الأول الهجري.
• يقول المسعودي: إن العمانيون من عرب الأزد هم الملاحون الذين يملكون السفن التي تسير إلى بحر بربرة وبحر الزنج.
• كانت أهم صادرات عمان إلى تلك المناطق : التمور والفواكه والحنطة والشعير والزعفران واللبان.
• عمل العمانيون على إعادة تصدير بعض السلع المستوردة من الهند والصين مثل المنسوجات والمصنوعات الحديدية والنحاسية والزجاجية.
طرق التجارة البريّة:
اكتسبت الطرق التجارية البرية منها والبحرية التي ربطت عمان قديماً بحضارات العالم القديم، أهمية تجارية خاصة، تلك الأهمية التي لم تقتصر على حجم البضائع وقيمتها الاقتصادية؛ بل بما يتمخض عن ذلك الاتصال من تبادل حضاري وثقافي هام.
من المعلوم أن طبوغرافية المنطقة، ومناهل المياه وتوفير الحماية، من الشروط الأساسية التي تحدد اتجاه الطريق الذي تسلكه القوافل البرية، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الطريق البري قد يتحول أحياناً تبعاً لعوامل سياسية أو اقتصادية أو عسكرية، وقد ينتج عن ذلك ظهور مدن واندثار أخرى.
ومن الملاحظ أن كثيراً من الطرق البرية قد فقدت معالمها عبر الأزمنة التاريخية فتاريخها الذي يعود إلى أكثر من ) 5333 ( خمسة آلاف عام بحاجة إلى بحث ودراسة علمية تسهم في أحياء الحضارة الإنسانية في عمان القديم.
وفّرت الطبيعة العمانيّة شبكة داخلية على درجة كبيرة من الأهمية للتبادل التجاري بين مستوطنات الداخل ومستوطنات الساحل، وشبكة اتصالات خارجية مع مراكز الحضارة القديمة، ضمن نظام التجارة الطويلة المدى خلال فترة الألف الثالث ق.م
من أبرز تلك الطرق طريق يبدأ من وادي )الجزي(، ماراً عبر مراعي الحجر الغربي الشمالية متجها غرباً، وهو الطريق الذي لعب دوراً أساسياً في التجارة حيث يتم مقايضة النحاس والحبوب والتمور من الداخل المحاروالسمك من الساحل منذ الألف الثالث ق. م، ويشكل طريق البريمي حلقة وصل استراتيجية تلتقي عندها طرق عديدة تخدم شرقي شبه الجزيرة، وتعد محوراً بين صحاري الجنوب الكبيرة وساحل الباطنة، ومناطق الحجر الداخلية والظاهرة وأجزاء عمان الأخرى، ولا زال هذا الطريق يحتفظ بأهميته على مدى التاريخ.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

صورة لمكان بديع...

صورة لمكان بديع، منظره ملئ بالأشجار الجميلة والجبال العالية وبها ترى منظر السماء الصافية رائعًا ، من...

Trojan horses: ...

Trojan horses: They are programs that appear to have one function but actually perform another funct...

تركيب الغلاف ال...

تركيب الغلاف الجوي  ٌتركب الغلاف الغازي أساسا من أربعة غازات رئٌسٌة هً النتروجٌن والأكسجٌن والأ...

Zara's initiati...

Zara's initiatives and policies must be evaluated to determine their effectiveness in addressing the...

تطوير هيكل معدن...

تطوير هيكل معدني مستدام ومقاوم للعوامل البيئية يسهم في تقليل النفايات والتأثير البيئي السلبي تنفيذ...

فذهبنا إلى حمام...

فذهبنا إلى حمام السباحة؛ والماء الدافئ ينادينا، فأحضرنا كرة الماء ونزلنا الماء نسبح ونلعب، وأخذنا نن...

I . تلوث الهواء...

I . تلوث الهواء بالغبار 1 . المصادر ینشأ یاح الغبار عن الصناعات المختلفة اضافة الى ھبوب الر یة الجاف...

في عالم مليئ با...

في عالم مليئ بالتحديات الواسعه تتنافس شركتي شركه ارامكس وشركه دي اتش ال كلاهما يتميزوا بميزات ولكنه...

Artificial Inte...

Artificial Intelligence (AI) strives to create intelligent machines with human-like abilities. Howev...

[6:38 pm, 19/04...

[6:38 pm, 19/04/2024] Israa Meslh: The husband and children make a new home without the alcoholic St...

. تبين أن تنازع...

. تبين أن تنازع القوانين عبر الزمن يمكن أن يؤدي إلى تضارب في تطبيق القانون على العقود والعلاقات القا...

في أواخر القرن ...

في أواخر القرن التاسع عشر، شهدت مصر نهضة علمية غير مسبوقة ولكن لفترة وجيزة. ويعاني الكثير من المصريي...