Lakhasly

Online English Summarizer tool, free and accurate!

Summarize result (50%)

ﯾﻳسعى ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلفصل إﺇلى تحلﯿﻴل اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ، ٬ اﺍعتمادﺩاﺍ على فرضﯿﻴة
٬1 وﻭخلاصتﮭﻬا أﺃنﻥ اﺍلكلمة اﺍلمنطوقة في اﺍلوعي اﺍلعامﻡ للثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة2 تحمل قوةﺓ في ذﺫاﺍتﮭﻬا، ٬ وﻭلكنﮭﻬا أﺃسلوبﺏ للفعل اﺍلمادﺩيﻱ في اﺍلعالم، ٬ وﻭھﮪﮬﻫو ما ناقشﮫﻪ أﺃوﻭنج في إﺇطﻁارﺭ تحلﯿﻴلﮫﻪ للدﯾﻳنامﯿﻴاتﺕ اﺍلنفسﯿﻴة للثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة. وﻭسنبدأﺃ بتحدﯾﻳد اﺍلإطﻁارﺭ اﺍلنظريﻱ اﺍلمستمد من أﺃوﻭنج، ٬ ثم تطبﯿﻴق اﺍلفرضﯿﻴة اﺍلسابقة على اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ، ٬ لما ﯾﻳتجلى فﯿﻴﮭﻬا من علاقة تفاعل بﯿﻴن اﺍلشاعر وﻭإﺇحدىﻯ مفردﺩاﺍتﺕ اﺍلعالم اﺍلمادﺩيﻱ من حولﮫﻪ )اﺍلطلل( تسعى لتغﯿﻴﯿﻴر حالة اﺍلطلل؛ أﺃيﻱ للفعل اﺍلمادﺩيﻱ فﯿﻴﮫﻪ وﻭذﺫلك عبر اﺍلكلمة بصورﺭةﺓ أﺃساسﯿﻴة. وﻭمن اﺍلمﮭﻬم اﺍلإشارﺭةﺓ إﺇلى أﺃنﻥ اﺍلتحلﯿﻴل لن ﯾﻳتوقف عند حدوﻭدﺩ اﺍلأبﯿﻴاتﺕ اﺍلتي تم اﺍلتعارﺭفﻑ علﯿﻴﮭﻬا بوصفﮭﻬا اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة، ٬ لما أﺃظﻅنﮫﻪ من أﺃثر ممتد لأبﯿﻴاتﺕ اﺍلطلل فﯿﻴما
ﯾﻳبدأﺃ أﺃوﻭنج تحلﯿﻴلﮫﻪ للسماتﺕ اﺍلنفسﯿﻴة للشفﮭﻬﯿﻴة بتحدﯾﻳد وﻭضعﯿﻴة اﺍلكلمة وﻭمكانتﮭﻬا في اﺍلثقافاتﺕ
اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة بقولﮫﻪ :
٬ وﻭعلى اﺍلأرﺭجح كلﮭﻬا، اﺍلكلماتﺕ بوصفﮭﻬا ذﺫاﺍتﺕ قوةﺓ تأثﯿﻴر سحرﯾﻳة ھﮪﮬﻫذهﻩ اﺍلنظرةﺓ ترتبط على اﺍلأقل في لاوﻭعﯿﻴﮭﻬم بإحساسﮭﻬم بﮭﻬا من حﯿﻴث ھﮪﮬﻫي بالضروﻭرﺭةﺓ منطوقة، ھﮪﮬﻫذاﺍ في حﯿﻴن ﯾﻳنسى اﺍلشعب اﺍلمستوعب للطباعة بعمق أﺃنﻥ ﯾﻳنظر إﺇلى اﺍلكلماتﺕ على أﺃنﮭﻬا شفاھﮪﮬﻫﯿﻴة في اﺍلمحل اﺍلأوﻭلﻝ، ذﺫلك أﺃنﻥ اﺍلكلماتﺕ عندھﮪﮬﻫم تقتربﺏ من اﺍلأشﯿﻴاء ، ٬ اﺍلعددﺩ 182 /1994. ٬ وﻭھﮪﮬﻫو بذلك ﯾﻳمﯿﻴز بﯿﻴن تلك اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة وﻭما ﯾﻳدعوهﻩ "اﺍلشفاھﮪﮬﻫﯿﻴة اﺍلثانوﯾﻳة" وﻭھﮪﮬﻫي تلك "اﺍلتي تتمﯿﻴز بﮭﻬا اﺍلثقافاتﺕ ذﺫاﺍتﺕ اﺍلتكنولوجﯿﻴا اﺍلعالﯿﻴة في اﺍلوقت اﺍلحاضر، ٬ وﻭاﺍلوسائل اﺍلإلكتروﻭنﯿﻴة اﺍلأخرىﻯ اﺍلتي ﯾﻳعتمد وﻭجودﺩھﮪﮬﻫا وﻭأﺃدﺩاﺍؤﺅھﮪﮬﻫا لوظﻅﯿﻴفتﮭﻬا على اﺍلكتابة وﻭاﺍلطباعة" )أﺃوﻭنج/59 ( . اﺍلكلمة اﺍلمنطوقة بوصفﮭﻬا قوةﺓ وﻭفعلا
٬ فﮭﻬي لﯿﻴست أﺃفعالا، وﻭﯾﻳمكننا أﺃنﻥ نمثل لذلك بما كانﻥ وﻭلم ﯾﻳزلﻝ قائما في اﺍلثقافة اﺍلعربﯿﻴة من اﺍستخداﺍمﻡ للكلماتﺕ، ٬ وﻭكذلك ﯾﻳمكن أﺃنﻥ ﯾﻳنطبق اﺍلتحلﯿﻴل اﺍلسابق على اﺍعتقادﺩ اﺍلعربي اﺍلقدﯾﻳم في فعالﯿﻴة اﺍلاسم اﺍلذيﻱ ﯾﻳطلقﮫﻪ على اﺍلمولودﺩ في حماﯾﻳتﮫﻪ وﻭإﺇكسابﮫﻪ اﺍلقوةﺓ، ٬ إﺇلى غﯿﻴر ذﺫلك من اﺍلمعاني اﺍلسحرﯾﻳة اﺍلمرتبطة في اﺍلأساسﺱ بالإﯾﻳمانﻥ بالقوةﺓ اﺍلسحرﯾﻳة للكلمة
اﺍلمنطوقة كما ﯾﻳذھﮪﮬﻫب أﺃوﻭنج . اﺍلكلماتﺕ إﺇذﺫنﻥ ناتجة عن قوةﺓ وﻭمشحونة بقوةﺓ تحولﮭﻬا إﺇلى أﺃحداﺍثﺙ في ذﺫاﺍتﮭﻬا. تصبح اﺍللغة في اﺍلثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة كما لاحظ مالﯿﻴنوفسكى "أﺃسلوبا للفعل وﻭلﯿﻴس مجردﺩ 4
وﻭسﯿﻴحاوﻭلﻝ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلبحث إﺇثباتﺕ أﺃنﻥ اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ ھﮪﮬﻫي تمثﯿﻴل وﻭاﺍضح للفكرةﺓ اﺍلسابقة؛ وﻭذﺫلك عن طﻁرﯾﻳق محاوﻭلة تلمس اﺍلأثر اﺍلذيﻱ ﯾﻳسعى اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي لإحداﺍثﮫﻪ في اﺍلطلل عبر شعرهﻩ/كلماتﮫﻪ بالأساسﺱ. تبدوﻭ اﺍلصورﺭةﺓ اﺍلأوﻭلﯿﻴة اﺍلتي ﯾﻳواﺍجﮭﻬﮭﻬا اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي للطلل دﺩاﺍلة على اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلوحشة
٬ وﻭھﮪﮬﻫو ما تعبر عنﮫﻪ مبدئﯿﻴا كلمة "اﺍلأطﻁلالﻝ". فالطلل ھﮪﮬﻫو اﺍلأثر "اﺍلباقي"، ٬5 أﺃيﻱ ھﮪﮬﻫو اﺍلعلامة اﺍلمادﺩﯾﻳة اﺍلوحﯿﻴدةﺓ اﺍلمحملة بظلالﻝ من قطنوهﻩ، ٬ وﻭفي اﺍلوقت نفسﮫﻪ ھﮪﮬﻫو اﺍلفاعل اﺍلرئﯿﻴس في اﺍستثارﺭةﺓ أﺃحاسﯿﻴس اﺍلشاعر وﻭدﺩفعﮫﻪ للإنشادﺩ. 5 تعد مفeرTاﺍraةﺓدﺩcلأثaرL من اﺍلمفردﺩاﺍتﺕ اﺍلأثﯿﻴرةﺓ لدىﻯ جاكﻙ دﺩرﺭﯾﻳداﺍ في محاوﻭلتﮫﻪ إﺇثباتﺕ عدمﻡ وﻭجودﺩ معنى منفردﺩ وﻭجوھﮪﮬﻫريﻱ في
٬ إﺇذﺫ ﯾﻳكمن في كل معنى نقﯿﻴضﮫﻪ بما ﯾﻳشكل ھﮪﮬﻫوﯾﻳتﮫﻪ . ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلمثالﻝ طﻁرحﮫﻪ دﺩرﺭﯾﻳداﺍ بالجدلﻝ نفسﮫﻪ اﺍلذيﻱ ﯾﻳستخدمﮫﻪ اﺍلبحث ، ٬ وﻭاﺍلبقاء لأنﮫﻪ بذاﺍتﮫﻪ ھﮪﮬﻫو اﺍلجزء اﺍلمتبقي من ذﺫلك اﺍلزمن وﻭمن ھﮪﮬﻫؤلاء اﺍلناسﺱ . ٬ من لﯿﻴفي شتراﺍوﻭسﺱ إﺇلى دﺩرﺭﯾﻳداﺍ، ٬ مقدﺩمة في نظﻅرﺭﯾﻳة اﺍلأدﺩبﺏ، ٬ ترجمة: أﺃحمد حسانﻥ، ٬ اﺍلﮭﻬﯿﻴئة اﺍلعامة لقصورﺭ اﺍلثقافة، ٬ فإنﻥ اﺍلوقوفﻑ على اﺍلأطﻁلالﻝ ﯾﻳبدوﻭ محاوﻭلة من اﺍلشاعر لتغلﯿﻴب أﺃحد اﺍلمعنﯿﻴﯿﻴن اﺍللذﯾﻳن ﯾﻳفجرھﮪﮬﻫما اﺍلطلل في شعورﺭهﻩ بما ﯾﻳمكن اﺍلنظر إﺇلﯿﻴﮫﻪ كفعل مقاوﻭمة من زﺯاﺍوﻭﯾﻳة أﺃخرىﻯ للصورﺭةﺓ اﺍلأوﻭلى اﺍلتي تملأ اﺍلعﯿﻴن حﯿﻴن ﯾﻳتبدىﻯ اﺍلطلل، ٬ وﻭھﮪﮬﻫي صورﺭةﺓ اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلموتﺕ كما
اﺍلشعر إﺇذﺫنﻥ ﯾﻳتعرضﺽ لﮭﻬذهﻩ اﺍلصورﺭةﺓ اﺍلصادﺩمة للطلل، ٬ عبر اﺍلوصف اﺍلأوﻭلي اﺍلذيﻱ لا ﯾﻳملك
اﺍلشاعر سوىﻯ أﺃنﻥ ﯾﻳسجلﮫﻪ لما أﺃصابﺏ اﺍلحي من خراﺍبﺏ بما ح ّولﮫﻪ إﺇلى أﺃثر. غﯿﻴر أﺃنﻥ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلوصف ھﮪﮬﻫو تمﮭﻬﯿﻴد لمحاوﻭلة اﺍلشاعر أﺃنﻥ ﯾﻳحولﻝ دﺩلالة اﺍلطلل، ٬ أﺃوﻭ لنقل إﺇنﮫﻪ تمﮭﻬﯿﻴد للتركﯿﻴز على اﺍلبعد اﺍلثاني في دﺩلالة اﺍلكلمة وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳتصل بالحﯿﻴاةﺓ وﻭاﺍلإنباتﺕ وﻭاﺍلبﮭﻬجة اﺍلتي ﯾﻳحاوﻭلﻝ اﺍلشاعر بعد ذﺫلك عبر اﺍلكلمة
لكن ما اﺍلذيﻱ ﯾﻳحاوﻭلﻝ اﺍلشاعر عبر اﺍلكلمة أﺃنﻥ "ﯾﻳفعلﮫﻪ" بالطلل؟ ﯾﻳقولﻝ اﺍمرؤﺅ اﺍلقﯿﻴس في مقدمتﮫﻪ اﺍلطللﯿﻴة :
قفا نبك من ذﺫكرىﻯ حبﯿﻴب وﻭمنزلﻝ بسقط اﺍللّوىﻯ بﯿﻴن اﺍل َّدخولﻝ فح ْومل6 ََِِِِ
ْ
ف ت و ض َح ف ا ل ِم ق ر اﺍ ِةﺓ ل م ﯾﻳ َ ْع ُف رﺭ س ُم ﮭﻬ ا ل م ا ن س ج ت ﮭﻬ ا م ن ج ن و بﺏ وﻭ ش م ـ ـ أ ِلﻝ
ترىﻯ بعر اﺍلأ ْرﺭآﺁمﻡ في عرصاتﮭﻬا وﻭقﯿﻴعانـﮭﻬا كأنﮫﻪ حــ ّب فـلفـل
ﯾﻳقولونﻥ لا ت ْﮭﻬلك أﺃ ًسى وﻭتجمــل ِِّّ
وﻭجارﺭتﮭﻬا أﺃمﻡ اﺍلربـابﺏ بمأســل ِ
ٌٌ
كدأﺃبك من أﺃمﻡ اﺍلحوﯾﻳرثﺙ قبلﮭﻬا إﺇذﺫاﺍ قامتا تضوعﻉ اﺍلمس ُك منﮭﻬما ففاضت دﺩموعﻉ اﺍلعﯿﻴن منى صبابةً
لمﻡ ﯾﻳعفﻑ: لمﻡ ﯾﻳنمح. 8 اﺍلسمرﺭاﺍتﺕ: نوﻭعﻉ منﻥ اﺍلشجرﺭ. ﯾﻳرىﻯ دﺩ. ناصف:
فذكراﺍلحب إﺇذﺫنﻥ ﯾﻳمكنأﺃنﻥﯾﻳدلﻝبإﯾﻳماءةﺓغﯿﻴربعﯿﻴدةﺓ
بعض، ٬ وﻭﯾﻳؤدﺩىﻯ كل نمط منﮭﻬا إﺇلى ما عداﺍهﻩ، اﺍللازﺯمة للخطابﺏ اﺍلشعريﻱ. كل شاعر في اﺍلعصر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي لا ﯾﻳبدأﺃ اﺍلحدﯾﻳث، ٬ وﻭلا ﯾﻳخاطﻁب
فالذاﺍكرةﺓ ھﮪﮬﻫا ھﮪﮬﻫنا حﯿﻴة نشﯿﻴطة ﯾﻳبعث على نشاطﻁﮭﻬا ما
وﻭكل شيء عند اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي ﯾﻳنبض بروﻭعة
9 شرﺭحﺡ اﺍلمعلقاتﺕ اﺍلسبع للزوﻭزﺯني، ٬ 57. 11 اﺍلسابقﻕ، اﺍلحﯿﻴاةﺓ تؤدﺩىﻯ إﺇلى طﻁبقة أﺃخرىﻯ تغﯿﻴب في أﺃثنائﮭﻬا
٬ وﻭأﺃدﺩأﺃبت
12
تسم اﺍلطلل من حﯿﻴث ھﮪﮬﻫو علامة على اﺍلخراﺍبﺏ. ٬ ثم ھﮪﮬﻫو ﯾﻳدخل في حالة من اﺍلتقمص لتلك اﺍلذكرىﻯ، ٬ بما ﯾﻳحولﮭﻬا إﺇلى ما ﯾﻳشبﮫﻪ اﺍلواﺍقع اﺍلحاضر وﻭذﺫلك في اﺍلبﯿﻴت اﺍلتالي حﯿﻴن ﯾﻳقولﻝ:
إﺇذﺫاﺍ قامتا تَ ّض ّوعﻉ اﺍلمسك منﮭﻬمــا نسﯿﻴم اﺍل َصبَا جاءتﺕ برﯾﻳّا اﺍلقرنف ِل فالفعل "تضوعﻉ" في اﺍلمضارﺭعﻉ دﺩاﺍخل أﺃسلوبﺏ شرطﻁي ﯾﻳعطي إﺇﯾﻳحاء بتكراﺍرﺭ اﺍلفعل )فعل
اﺍلقﯿﻴامﻡ وﻭاﺍلحركة(، ٬ وﻭكأنﮫﻪ ﯾﻳقولﻝ: كلما قامتا ﯾﻳتضوعﻉ اﺍلمسك منﮭﻬما. ﯾﻳقولﻝ : إﺇذﺫاﺍ قامت أﺃمﻡ اﺍلحوﯾﻳرثﺙ وﻭأﺃمﻡ اﺍلربابﺏ فاحت رﺭﯾﻳح اﺍلمسك منﮭﻬما
نسﯿﻴم ھﮪﮬﻫب على قرنفل وﻭأﺃتى برﯾﻳاهﻩ، 13
وﻭأﺃفعالﻝ حاضرةﺓ في محﯿﻴط اﺍلشاعر، ٬ إﺇذﺫ عادﺩةﺓ ما ﯾﻳقف بالتحلﯿﻴل عند
حدوﻭدﺩ اﺍلبﯿﻴت اﺍلذيﻱ ﯾﻳشرحﮫﻪ وﻭعلاقاتﮫﻪ بما سبقﮫﻪ وﻭلﯿﻴس بما ﯾﻳلﯿﻴﮫﻪ. ﯾﻳتبدىﻯ اﺍلشاعر كمن ﯾﻳحاوﻭلﻝ دﺩفع اﺍلذكرىﻯ إﺇلى اﺍلتجسد عبر اﺍلكلمة بصورﺭةﺓ أﺃساسﯿﻴة، 13 اﺍلسابقﻕ، اﺍلسﯿﻴر: تابعتﮫﻪ تعني اﺍلكلمة، ٬ إﺇذﺫنﻥ، ٬ اﺍلاستمراﺍرﺭ وﻭاﺍلتكراﺍرﺭ ) اﺍلعادﺩةﺓ ( وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳناقض حالة اﺍلتوقف اﺍلتي
اﺍلخ
وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳتجسد في قولﮫﻪ قبل ذﺫلك :
اﺍلفعل اﺍلنفسي ھﮪﮬﻫنا، ﯾﻳمكن اﺍختبارﺭ اﺍلفكرةﺓ نفسﮭﻬا في مقدمة طﻁرفة اﺍلطللﯿﻴة حﯿﻴث ﯾﻳقولﻝ :
وﻭقوفا بﮭﻬا صحبي عل ّى مطﯿﻴّﮭﻬم
كأنﻥ حدوﻭجﺝ اﺍلمــالكﯿﻴة غدوﻭةﺓً
َع َدوﻭلﯿﻴةٌ أﺃوﻭ من سفﯿﻴن اﺍبن ﯾﻳامن ٍِ
ﯾﻳش ُّق حبابﺏ اﺍلماء حﯿﻴزوﻭمﮭﻬا بﮭﻬا كما قسم اﺍلتربﺏ اﺍلمفاﯾﻳ ُل بالﯿﻴــد ََُِِ
وﻭفي اﺍلحي أﺃحوىﻯ ﯾﻳنف ُض اﺍلم ْر َدﺩ شادﺩ ٌنﻥ ُمظا ِھﮪﮬﻫ ُر ِس ْمطي لؤلؤ وﻭزﺯبــرج ِد ٍ
خذوﻭ ٌلﻝ تراﺍعي رﺭبربـا بخمﯿﻴل ٍة تَنَاوﻭ ُلﻝ أﺃطﻁراﺍ َفﻑ اﺍلبرﯾﻳـر وﻭترتديﻱ ِ
تخلل ح َّر اﺍلرمل دﺩع ٌص لﮫﻪ نـد َُُِِِِ
علﯿﻴﮫﻪ نق ّى اﺍللونﻥ لم ﯾﻳَتَ َخـــ َّد ِدﺩ ب َع ْوجا َء مرقا ٍلﻝ تروﻭحﺡ وﻭتغتديﻱ14
لعل وﻭجودﺩ اﺍلشادﺩنﻥ في اﺍلطلل ضمن قطﯿﻴع من اﺍلبﮭﻬم اﺍلوحشﯿﻴة ﯾﻳلقى في رﺭوﻭعﻉ اﺍلمتأمل
للوھﮪﮬﻫلة اﺍلأوﻭلى حالة اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلوحشة اﺍلتي صارﺭتﺕ إﺇلﯿﻴﮭﻬا اﺍلدﯾﻳارﺭ؛ سقتﮫﻪ أﺃﯾﻳـاةﺓُ اﺍلشمس إﺇلا لثاتﮫﻪ ِ
وﻭتبسم عن أﺃلمى كأ ّنﻥ منــ ّورﺭاﺍ
٬ وﻭأﺃﯾﻳضا
اﺍلأحوىﻯ ظﻅبى في لونﮫﻪ حوةﺓ، ٬ وﻭاﺍلشادﺩنﻥ أﺃحوىﻯ لشدةﺓ سواﺍدﺩ أﺃجفانﮫﻪ
15
اﺍلثاني من اﺍلبﯿﻴت بوصف ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلشادﺩنﻥ بأنﮫﻪ "مظاھﮪﮬﻫر سمطي لؤلؤ وﻭزﺯبرجد" وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳنقل دﺩلالة
إﺇلى أﺃنﻥ اﺍلشاعر ﯾﻳتحدثﺙ عن حبﯿﻴب "شبﮭﻬﮫﻪ بالظبي في ثلاثة أﺃشﯿﻴاء: في كحل اﺍلعﯿﻴنﯿﻴن، ٬ وﻭحوةﺓ
٬.. فعلى ھﮪﮬﻫذاﺍ شادﺩنﻥ صفة أﺃحوىﻯ، ٬ وﻭقﯿﻴل بد ٌلﻝ من أﺃحوىﻯ . إﺇذﺫ ﯾﻳستمر اﺍلوصف اﺍلسابق للشادﺩنﻥ
بقولﻝ طﻁرفة:
٬ ثم أﺃخبر أﺃنﮫﻪ متحل بعقدﯾﻳن من لؤلؤ وﻭزﺯبرجد"
ﯾﻳبدوﻭ اﺍلمشﮭﻬد اﺍلذيﻱ ﯾﻳصورﺭهﻩ اﺍلبﯿﻴت اﺍلسابق غﯿﻴر ملبس؛ فﮭﻬو وﻭصف لظبﯿﻴة "خذلت أﺃوﻭلادﺩھﮪﮬﻫا
وﻭذﺫھﮪﮬﻫبت مع صواﺍحبﮭﻬا في قطﯿﻴع من اﺍلظباء ترعى معﮭﻬا في أﺃرﺭضﺽ ذﺫاﺍتﺕ شجر أﺃوﻭ ذﺫاﺍتﺕ رﺭملة منبتة
17
16 اﺍلسابقﻕ، أﺃرﺭاﺍدﺩهﻩ اﺍلشاعر في اﺍلبﯿﻴت فﯿﻴقولﻝ "وﻭإﺇنما خص تلك اﺍلحالﻝ )اﺍلتي للظبﯿﻴة( لمدھﮪﮬﻫا عنقﮭﻬا إﺇلى ثمر 18
ﯾﻳستمر اﺍلوصف في اﺍلأبﯿﻴاتﺕ اﺍلتالﯿﻴة مازﺯجا بﯿﻴن اﺍلظبﯿﻴة وﻭاﺍلحبﯿﻴبة دﺩوﻭنﻥ حسم وﻭاﺍضح لقصدهﻩ
إﺇحداﺍھﮪﮬﻫما؛ "فالألمى" وﻭاﺍلذيﻱ "سقتﮫﻪ أﺃﯾﻳاةﺓ اﺍلشمس" وﻭاﺍلوجﮫﻪ اﺍلذيﻱ "لم ﯾﻳتخددﺩ" كلﮭﻬا أﺃوﻭصافﻑ ﯾﻳصح أﺃنﻥ توصف بﮭﻬا "اﺍلخذوﻭلﻝ" وﻭاﺍلحبﯿﻴبة على حد سواﺍء. وﻭما أﺃظﻅنﮫﻪ ھﮪﮬﻫو أﺃنﻥ اﺍلشاعر حﯿﻴن وﻭقف على اﺍلطلل وﻭرﺭأﺃىﻯ اﺍلظباء وﻭاﺍلوحوشﺵ ترعى فﯿﻴﮫﻪ بعد أﺃنﻥ ھﮪﮬﻫجرهﻩ أﺃھﮪﮬﻫلﮫﻪ خلق مشﮭﻬداﺍ تصوﯾﻳرﯾﻳا ﯾﻳمزجﺝ فﯿﻴﮫﻪ بﯿﻴن صورﺭةﺓ اﺍلظبﯿﻴة وﻭصورﺭةﺓ اﺍلحبﯿﻴبة،


Original text

قوةﺓ اﺍلكلمة

ﯾﻳسعى ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلفصل إﺇلى تحلﯿﻴل اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ،٬ اﺍعتمادﺩاﺍ على فرضﯿﻴة
طﻁرحﮭﻬا وﻭاﺍلتر جﺝ.أﺃوﻭنج في كتابﮫﻪ "اﺍلشفاھﮪﮬﻫﯿﻴة وﻭاﺍلكتابﯿﻴة،٬1 وﻭخلاصتﮭﻬا أﺃنﻥ اﺍلكلمة اﺍلمنطوقة في اﺍلوعي اﺍلعامﻡ للثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة2 تحمل قوةﺓ في ذﺫاﺍتﮭﻬا،٬ إﺇنﮭﻬا لﯿﻴست مجردﺩ تعبﯿﻴر عن فكر مجردﺩ،٬ وﻭلكنﮭﻬا أﺃسلوبﺏ للفعل اﺍلمادﺩيﻱ في اﺍلعالم،٬ وﻭھﮪﮬﻫو ما ناقشﮫﻪ أﺃوﻭنج في إﺇطﻁارﺭ تحلﯿﻴلﮫﻪ للدﯾﻳنامﯿﻴاتﺕ اﺍلنفسﯿﻴة للثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة. وﻭسنبدأﺃ بتحدﯾﻳد اﺍلإطﻁارﺭ اﺍلنظريﻱ اﺍلمستمد من أﺃوﻭنج،٬ ثم تطبﯿﻴق اﺍلفرضﯿﻴة اﺍلسابقة على اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ،٬ لما ﯾﻳتجلى فﯿﻴﮭﻬا من علاقة تفاعل بﯿﻴن اﺍلشاعر وﻭإﺇحدىﻯ مفردﺩاﺍتﺕ اﺍلعالم اﺍلمادﺩيﻱ من حولﮫﻪ )اﺍلطلل( تسعى لتغﯿﻴﯿﻴر حالة اﺍلطلل؛ أﺃيﻱ للفعل اﺍلمادﺩيﻱ فﯿﻴﮫﻪ وﻭذﺫلك عبر اﺍلكلمة بصورﺭةﺓ أﺃساسﯿﻴة. وﻭمن اﺍلمﮭﻬم اﺍلإشارﺭةﺓ إﺇلى أﺃنﻥ اﺍلتحلﯿﻴل لن ﯾﻳتوقف عند حدوﻭدﺩ اﺍلأبﯿﻴاتﺕ اﺍلتي تم اﺍلتعارﺭفﻑ علﯿﻴﮭﻬا بوصفﮭﻬا اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة،٬ لما أﺃظﻅنﮫﻪ من أﺃثر ممتد لأبﯿﻴاتﺕ اﺍلطلل فﯿﻴما
بعدھﮪﮬﻫا.
ﯾﻳبدأﺃ أﺃوﻭنج تحلﯿﻴلﮫﻪ للسماتﺕ اﺍلنفسﯿﻴة للشفﮭﻬﯿﻴة بتحدﯾﻳد وﻭضعﯿﻴة اﺍلكلمة وﻭمكانتﮭﻬا في اﺍلثقافاتﺕ
اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة بقولﮫﻪ :
نظرةﺓ اﺍلشعوبﺏ اﺍلشفاھﮪﮬﻫﯿﻴة في عمومﮭﻬا،٬ وﻭعلى اﺍلأرﺭجح كلﮭﻬا،٬ إﺇلى
اﺍلكلماتﺕ بوصفﮭﻬا ذﺫاﺍتﺕ قوةﺓ تأثﯿﻴر سحرﯾﻳة ھﮪﮬﻫذهﻩ اﺍلنظرةﺓ ترتبط على اﺍلأقل في لاوﻭعﯿﻴﮭﻬم بإحساسﮭﻬم بﮭﻬا من حﯿﻴث ھﮪﮬﻫي بالضروﻭرﺭةﺓ منطوقة،٬ ذﺫاﺍتﺕ صوتﺕ،٬ وﻭمن ثم ناتجة عن قوةﺓ. ھﮪﮬﻫذاﺍ في حﯿﻴن ﯾﻳنسى اﺍلشعب اﺍلمستوعب للطباعة بعمق أﺃنﻥ ﯾﻳنظر إﺇلى اﺍلكلماتﺕ على أﺃنﮭﻬا شفاھﮪﮬﻫﯿﻴة في اﺍلمحل اﺍلأوﻭلﻝ،٬ أﺃيﻱ على أﺃنﮭﻬا أﺃحداﺍثﺙ مشحونة لا محالة بالقوةﺓ. ذﺫلك أﺃنﻥ اﺍلكلماتﺕ عندھﮪﮬﻫم تقتربﺏ من اﺍلأشﯿﻴاء ،٬ اﺍلقائمة ھﮪﮬﻫناكﻙ على سطح منبسط . وﻭلا ترتبط
1 وﻭاﺍلتر جﺝ.أﺃوﻭنج،٬ اﺍلشفاھﮪﮬﻫﯾﻳة وﻭاﺍلكتابﯾﻳة،٬ تﺕ: دﺩ. حسن اﺍلبنا عز اﺍلدﯾﻳن،٬ مراﺍجعة: دﺩ. محمد عصفورﺭ،٬عالم اﺍلمعرفة،٬ اﺍلكوﯾﻳت،٬ اﺍلعددﺩ 182 /1994. 2 ﯾﻳحددﺩ أﺃوﻭنج اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة بأنﮭﻬا "شفاھﮪﮬﻫﯿﻴة أﺃناسﺱ لم تكن اﺍلكتابة مألوفة لدﯾﻳﮭﻬم على اﺍلإطﻁلاقﻕ" )أﺃوﻭنج/52 ( وﻭﯾﻳعرفﮭﻬا في موضع آﺁخر بقولﮫﻪ إﺇنﮭﻬا "شفاھﮪﮬﻫﯿﻴة اﺍلثقافة اﺍلتي لم تمسﮭﻬا مطلقا أﺃﯾﻳة معرفة بالكتابة أﺃوﻭ اﺍلطباعة" )أﺃوﻭنج/59 (،٬ وﻭھﮪﮬﻫو بذلك ﯾﻳمﯿﻴز بﯿﻴن تلك اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة وﻭما ﯾﻳدعوهﻩ "اﺍلشفاھﮪﮬﻫﯿﻴة اﺍلثانوﯾﻳة" وﻭھﮪﮬﻫي تلك "اﺍلتي تتمﯿﻴز بﮭﻬا اﺍلثقافاتﺕ ذﺫاﺍتﺕ اﺍلتكنولوجﯿﻴا اﺍلعالﯿﻴة في اﺍلوقت اﺍلحاضر،٬ حﯿﻴث تحافظ شفاھﮪﮬﻫﯿﻴة جدﯾﻳدةﺓ على وﻭجودﺩھﮪﮬﻫا وﻭاﺍستمراﺍرﺭھﮪﮬﻫا في وﻭظﻅﯿﻴفتﮭﻬا من خلالﻝ اﺍلتلﯿﻴفونﻥ،٬ وﻭاﺍلراﺍدﺩﯾﻳو،٬ وﻭاﺍلتلفازﺯ،٬ وﻭاﺍلوسائل اﺍلإلكتروﻭنﯿﻴة اﺍلأخرىﻯ اﺍلتي ﯾﻳعتمد وﻭجودﺩھﮪﮬﻫا وﻭأﺃدﺩاﺍؤﺅھﮪﮬﻫا لوظﻅﯿﻴفتﮭﻬا على اﺍلكتابة وﻭاﺍلطباعة" )أﺃوﻭنج/59 ( .
اﺍلكلمة اﺍلمنطوقة بوصفﮭﻬا قوةﺓ وﻭفعلا

"أﺃشﯿﻴاء" كﮭﻬذهﻩ بالسحر بسﮭﻬولة،٬ فﮭﻬي لﯿﻴست أﺃفعالا،٬ بل ھﮪﮬﻫي مﯿﻴتة أﺃساسا
3
وﻭﯾﻳمكننا أﺃنﻥ نمثل لذلك بما كانﻥ وﻭلم ﯾﻳزلﻝ قائما في اﺍلثقافة اﺍلعربﯿﻴة من اﺍستخداﺍمﻡ للكلماتﺕ،٬
بصورﺭتﮭﻬا اﺍلمنطوقة أﺃساسا،٬ في صنع اﺍلرقى وﻭاﺍلتعاوﻭﯾﻳذ،٬ وﻭكذلك ﯾﻳمكن أﺃنﻥ ﯾﻳنطبق اﺍلتحلﯿﻴل اﺍلسابق على اﺍعتقادﺩ اﺍلعربي اﺍلقدﯾﻳم في فعالﯿﻴة اﺍلاسم اﺍلذيﻱ ﯾﻳطلقﮫﻪ على اﺍلمولودﺩ في حماﯾﻳتﮫﻪ وﻭإﺇكسابﮫﻪ اﺍلقوةﺓ،٬ إﺇلى غﯿﻴر ذﺫلك من اﺍلمعاني اﺍلسحرﯾﻳة اﺍلمرتبطة في اﺍلأساسﺱ بالإﯾﻳمانﻥ بالقوةﺓ اﺍلسحرﯾﻳة للكلمة
اﺍلمنطوقة كما ﯾﻳذھﮪﮬﻫب أﺃوﻭنج . اﺍلكلماتﺕ إﺇذﺫنﻥ ناتجة عن قوةﺓ وﻭمشحونة بقوةﺓ تحولﮭﻬا إﺇلى أﺃحداﺍثﺙ في ذﺫاﺍتﮭﻬا. وﻭبناء على ذﺫلك
برغم أﺃنﮭﻬا تقبل أﺃنﻥ تبعث بطرﯾﻳقة دﺩﯾﻳنامﯿﻴة .
تصبح اﺍللغة في اﺍلثقافاتﺕ اﺍلشفﮭﻬﯿﻴة اﺍلأوﻭلﯿﻴة كما لاحظ مالﯿﻴنوفسكى "أﺃسلوبا للفعل وﻭلﯿﻴس مجردﺩ 4
علامة مقابلة للفكر" . وﻭسﯿﻴحاوﻭلﻝ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلبحث إﺇثباتﺕ أﺃنﻥ اﺍلمقدماتﺕ اﺍلطللﯿﻴة في اﺍلمعلقاتﺕ ھﮪﮬﻫي تمثﯿﻴل وﻭاﺍضح للفكرةﺓ اﺍلسابقة؛ وﻭذﺫلك عن طﻁرﯾﻳق محاوﻭلة تلمس اﺍلأثر اﺍلذيﻱ ﯾﻳسعى اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي لإحداﺍثﮫﻪ في اﺍلطلل عبر شعرهﻩ/كلماتﮫﻪ بالأساسﺱ.
اﺍلصورﺭةﺓ اﺍلأوﻭلﯿﻴة للطلل
تبدوﻭ اﺍلصورﺭةﺓ اﺍلأوﻭلﯿﻴة اﺍلتي ﯾﻳواﺍجﮭﻬﮭﻬا اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي للطلل دﺩاﺍلة على اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلوحشة
وﻭاﺍلموتﺕ،٬ وﻭھﮪﮬﻫو ما تعبر عنﮫﻪ مبدئﯿﻴا كلمة "اﺍلأطﻁلالﻝ". غﯿﻴر أﺃنﻥ اﺍلكلمة نفسﮭﻬا تحمل نقﯿﻴض ما سبق؛ فالطلل ھﮪﮬﻫو اﺍلأثر "اﺍلباقي"،٬5 أﺃيﻱ ھﮪﮬﻫو اﺍلعلامة اﺍلمادﺩﯾﻳة اﺍلوحﯿﻴدةﺓ اﺍلمحملة بظلالﻝ من قطنوهﻩ،٬ وﻭفي اﺍلوقت نفسﮫﻪ ھﮪﮬﻫو اﺍلفاعل اﺍلرئﯿﻴس في اﺍستثارﺭةﺓ أﺃحاسﯿﻴس اﺍلشاعر وﻭدﺩفعﮫﻪ للإنشادﺩ. من ھﮪﮬﻫنا ﯾﻳظﮭﻬر لنا
3 اﺍلسابقﻕ،٬ 91.
4 اﺍلسابقﻕ،٬ 91. 5 تعد مفeرTاﺍraةﺓدﺩcلأثaرL من اﺍلمفردﺩاﺍتﺕ اﺍلأثﯿﻴرةﺓ لدىﻯ جاكﻙ دﺩرﺭﯾﻳداﺍ في محاوﻭلتﮫﻪ إﺇثباتﺕ عدمﻡ وﻭجودﺩ معنى منفردﺩ وﻭجوھﮪﮬﻫريﻱ في
ذﺫاﺍتﮫﻪ وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳمﯿﻴز اﺍلفكر اﺍلقائم على اﺍلثنائﯿﻴاتﺕ اﺍلمتضادﺩةﺓ ) أﺃعلى أﺃدﺩنى / نﮭﻬارﺭ لﯿﻴل / شعريﻱ نثرىﻯ ... اﺍلخ ( ،٬ إﺇذﺫ ﯾﻳكمن في كل معنى نقﯿﻴضﮫﻪ بما ﯾﻳشكل ھﮪﮬﻫوﯾﻳتﮫﻪ . ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلمثالﻝ طﻁرحﮫﻪ دﺩرﺭﯾﻳداﺍ بالجدلﻝ نفسﮫﻪ اﺍلذيﻱ ﯾﻳستخدمﮫﻪ اﺍلبحث ،٬ فالأثر ) وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳقابل اﺍلطلل تقرﯾﻳبا ( ﯾﻳحمل دﺩلالتﯿﻴن متناقضتﯿﻴن ھﮪﮬﻫما اﺍلفناء لكونﮫﻪ علامة على اﺍنقضاء زﺯمن ما وﻭأﺃناسﺱ ما،٬ وﻭاﺍلبقاء لأنﮫﻪ بذاﺍتﮫﻪ ھﮪﮬﻫو اﺍلجزء اﺍلمتبقي من ذﺫلك اﺍلزمن وﻭمن ھﮪﮬﻫؤلاء اﺍلناسﺱ . فﯿﻴما ﯾﻳتعلق بﮭﻬذهﻩ اﺍلفكرةﺓ عند دﺩرﺭﯾﻳداﺍ ﯾﻳمكن مراﺍجعة ذﺫلك في ترجماتﺕ عربﯿﻴة مثل:
جوناثانﻥ كلر ،٬ جاكﻙ دﺩرﺭﯾﻳداﺍ،٬ ضمن كتابﺏ : اﺍلبنﯾﻳوﻭﯾﻳة وﻭما بعدﺩھﮪﮬﻫا ،٬ من لﯿﻴفي شتراﺍوﻭسﺱ إﺇلى دﺩرﺭﯾﻳداﺍ،٬ تحرﯾﻳر: جونﻥ ستروﻭكﻙ،٬ ترجمة: دﺩ. محمد عصفورﺭ. 207 وﻭما بعدھﮪﮬﻫا.
تﯿﻴرىﻯ إﺇﯾﻳجلتونﻥ،٬ مقدﺩمة في نظﻅرﺭﯾﻳة اﺍلأدﺩبﺏ،٬ ترجمة: أﺃحمد حسانﻥ،٬ كتاباتﺕ نقدﯾﻳة،٬ اﺍلﮭﻬﯿﻴئة اﺍلعامة لقصورﺭ اﺍلثقافة،٬ اﺍلعددﺩ ،٬1991/11 155 وﻭما بعدھﮪﮬﻫا.

اﺍزﺯدﺩوﻭاﺍجﺝ اﺍلدلالة اﺍلقائم في وﻭعي اﺍلشاعر. وﻭإﺇذﺫاﺍ كانت اﺍلكلمة كما ﯾﻳطرحﺡ أﺃوﻭنج تمثل نمطا للفعل محملا بقوةﺓ اﺍلفعل في اﺍلعالم،٬ فإنﻥ اﺍلوقوفﻑ على اﺍلأطﻁلالﻝ ﯾﻳبدوﻭ محاوﻭلة من اﺍلشاعر لتغلﯿﻴب أﺃحد اﺍلمعنﯿﻴﯿﻴن اﺍللذﯾﻳن ﯾﻳفجرھﮪﮬﻫما اﺍلطلل في شعورﺭهﻩ بما ﯾﻳمكن اﺍلنظر إﺇلﯿﻴﮫﻪ كفعل مقاوﻭمة من زﺯاﺍوﻭﯾﻳة أﺃخرىﻯ للصورﺭةﺓ اﺍلأوﻭلى اﺍلتي تملأ اﺍلعﯿﻴن حﯿﻴن ﯾﻳتبدىﻯ اﺍلطلل،٬ وﻭھﮪﮬﻫي صورﺭةﺓ اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلموتﺕ كما
سبقت اﺍلإشارﺭةﺓ .
اﺍلشعر إﺇذﺫنﻥ ﯾﻳتعرضﺽ لﮭﻬذهﻩ اﺍلصورﺭةﺓ اﺍلصادﺩمة للطلل،٬ عبر اﺍلوصف اﺍلأوﻭلي اﺍلذيﻱ لا ﯾﻳملك
اﺍلشاعر سوىﻯ أﺃنﻥ ﯾﻳسجلﮫﻪ لما أﺃصابﺏ اﺍلحي من خراﺍبﺏ بما ح ّولﮫﻪ إﺇلى أﺃثر. غﯿﻴر أﺃنﻥ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلوصف ھﮪﮬﻫو تمﮭﻬﯿﻴد لمحاوﻭلة اﺍلشاعر أﺃنﻥ ﯾﻳحولﻝ دﺩلالة اﺍلطلل،٬ أﺃوﻭ لنقل إﺇنﮫﻪ تمﮭﻬﯿﻴد للتركﯿﻴز على اﺍلبعد اﺍلثاني في دﺩلالة اﺍلكلمة وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳتصل بالحﯿﻴاةﺓ وﻭاﺍلإنباتﺕ وﻭاﺍلبﮭﻬجة اﺍلتي ﯾﻳحاوﻭلﻝ اﺍلشاعر بعد ذﺫلك عبر اﺍلكلمة
بالأساسﺱ أﺃنﻥﯾﻳغرسﮭﻬافيرﺭؤﺅﯾﻳتﮫﻪلذلك"اﺍلرسماﺍلداﺍرﺭسﺱ".
قوةﺓ اﺍلكلمة إﺇحﯿﻴاء اﺍلطلل
لكن ما اﺍلذيﻱ ﯾﻳحاوﻭلﻝ اﺍلشاعر عبر اﺍلكلمة أﺃنﻥ "ﯾﻳفعلﮫﻪ" بالطلل؟ ﯾﻳقولﻝ اﺍمرؤﺅ اﺍلقﯿﻴس في مقدمتﮫﻪ اﺍلطللﯿﻴة :
قفا نبك من ذﺫكرىﻯ حبﯿﻴب وﻭمنزلﻝ بسقط اﺍللّوىﻯ بﯿﻴن اﺍل َّدخولﻝ فح ْومل6 ََِِِِ
7
ْ
ف ت و ض َح ف ا ل ِم ق ر اﺍ ِةﺓ ل م ﯾﻳ َ ْع ُف رﺭ س ُم ﮭﻬ ا ل م ا ن س ج ت ﮭﻬ ا م ن ج ن و بﺏ وﻭ ش م ـ ـ أ ِلﻝ
َ
ترىﻯ بعر اﺍلأ ْرﺭآﺁمﻡ في عرصاتﮭﻬا وﻭقﯿﻴعانـﮭﻬا كأنﮫﻪ حــ ّب فـلفـل
َََ ِ
كأني غداﺍةﺓَ اﺍلبﯿﻴن ﯾﻳومﻡ تح ّملــواﺍ لدىﻯ َس ُمراﺍتﺕ اﺍلح ّي ناق ُف حنظ ِل8
ﯾﻳقولونﻥ لا ت ْﮭﻬلك أﺃ ًسى وﻭتجمــل ِِّّ
فﮭﻬل عند رﺭسم دﺩاﺍرﺭسﺱ من معو ِلﻝ
وﻭجارﺭتﮭﻬا أﺃمﻡ اﺍلربـابﺏ بمأســل ِ
ٌٌ
وﻭإﺇنﻥ شفائي عـبرةﺓ مﮭﻬراﺍقــة
كدأﺃبك من أﺃمﻡ اﺍلحوﯾﻳرثﺙ قبلﮭﻬا إﺇذﺫاﺍ قامتا تضوعﻉ اﺍلمس ُك منﮭﻬما ففاضت دﺩموعﻉ اﺍلعﯿﻴن منى صبابةً
نسﯿﻴم اﺍلصبا جاءتﺕ برﯾﻳا اﺍلقرنف ِل على اﺍلنحر حتى ب ّل دﺩمعي محملي)9(
وﻭقوفا بﮭﻬا صحبي على مطﯿﻴّﮭﻬم
6 سقطﻁ اﺍللوﻭىﻯ: نﮭﻬاﯾﻳة اﺍلرﺭملﻝ اﺍلمتعرﺭجﺝ. اﺍلدﺩخوﻭلﻝ وﻭحوﻭملﻝ: موﻭاﺍضع توﻭضح وﻭاﺍلمقرﺭاﺍةﺓ: موﻭاﺍضع. لمﻡ ﯾﻳعفﻑ: لمﻡ ﯾﻳنمح. جنوﻭبﺏ وﻭشمألﻝ: رﺭﯾﻳح اﺍلجنوﻭبﺏ وﻭرﺭﯾﻳح اﺍلشمالﻝ. وﻭاﺍلنسج ھﮪﮬﻫوﻭ تعاقبﺏ اﺍلرﺭﯾﻳحﯾﻳنﻥ فإذﺫاﺍ 7 غطﻁتﮭﻬا رﺭﯾﻳح بالرﺭمالﻝ أﺃتتﺕ اﺍلأخرﺭىﻯ فكشفتﮭﻬا،٬ وﻭھﮪﮬﻫي لذﺫلكﻙ لمﻡ تختفﻑ. 8 اﺍلسمرﺭاﺍتﺕ: نوﻭعﻉ منﻥ اﺍلشجرﺭ.
ﯾﻳرىﻯ دﺩ. مصطفي ناصف أﺃنﻥ اﺍلشاعر ﯾﻳحاوﻭلﻝ إﺇنباتﺕ اﺍلحﯿﻴاةﺓ دﺩاﺍخل اﺍلطلل عبر تشبﯿﻴﮫﻪ بعر
اﺍلآرﺭاﺍمﻡ بـ "حب اﺍلفلفل"،٬ وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳمثل اﺍلحركة اﺍلأوﻭلى للفعل عبر اﺍلكلمة اﺍلشعرﯾﻳة. ﯾﻳقولﻝ دﺩ. ناصف:
وﻭلكن بﯿﻴت اﺍمرئﺉ اﺍلقﯿﻴس ﯾﻳستوقفنا على اﺍلخصوصﺹ عند فكرةﺓ
اﺍل َح ّب،٬ وﻭھﮪﮬﻫي تعبر عن رﺭغبة لا شعورﺭﯾﻳة غالبا في إﺇنباتﺕ حﯿﻴاةﺓ جدﯾﻳدةﺓ،٬
وﻭﯾﻳحاوﻭلﻝاﺍمرؤﺅاﺍلقﯿﻴس بعبارﺭةﺓأﺃخرىﻯ أﺃنﻥﯾﻳتصورﺭاﺍلحﯿﻴاةﺓطﻁبقاتﺕﯾﻳختلف
بعضﮭﻬاعنبعض.فذكراﺍلحب إﺇذﺫنﻥ ﯾﻳمكنأﺃنﻥﯾﻳدلﻝبإﯾﻳماءةﺓغﯿﻴربعﯿﻴدةﺓ
تماما على ھﮪﮬﻫذهﻩ اﺍلرتب: فالحﯿﻴاةﺓ متداﺍخلة اﺍلرتب ﯾﻳنفذ بعض طﻁبقاتﮭﻬا في
بعض،٬ وﻭﯾﻳؤدﺩىﻯ كل نمط منﮭﻬا إﺇلى ما عداﺍهﻩ،٬ وﻭمن ثم تكونﻥ اﺍلآرﺭاﺍمﻡ طﻁبقة من
10
فإنﮫﻪ قد أﺃشارﺭ إﺇلى فعل اﺍلذاﺍكرةﺓ،٬ في حدوﻭدﺩ أﺃنﻥ بعث مكوناتﮭﻬا ھﮪﮬﻫو أﺃحد اﺍلطقوسﺱ اﺍلاجتماعﯿﻴة
اﺍللازﺯمة للخطابﺏ اﺍلشعريﻱ. ﯾﻳقولﻝ:
كل شاعر في اﺍلعصر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي لا ﯾﻳبدأﺃ اﺍلحدﯾﻳث،٬ وﻭلا ﯾﻳخاطﻁب
اﺍلمجتمع اﺍلذيﻱ ﯾﻳنتمي إﺇلﯿﻴﮫﻪ إﺇلا عن طﻁرﯾﻳق بعث اﺍلماضي. فالماضي ﯾﻳأخذ
صفة اﺍلإلحاحﺡ اﺍلمستمر على عقل اﺍلشاعر... إﺇنﻥ محتوﯾﻳاتﺕ ھﮪﮬﻫذهﻩ اﺍلذاﺍكرةﺓ
تحتاجﺝ إﺇلى اﺍلبحث؛ فالذاﺍكرةﺓ ھﮪﮬﻫا ھﮪﮬﻫنا حﯿﻴة نشﯿﻴطة ﯾﻳبعث على نشاطﻁﮭﻬا ما
نسمﯿﻴﮫﻪ اﺍلدمن وﻭاﺍلآثارﺭ. وﻭكل شيء عند اﺍلشاعر اﺍلجاھﮪﮬﻫلي ﯾﻳنبض بروﻭعة
11
حب اﺍلفلفل بل تمتد إﺇلى اﺍستحضارﺭ صورﺭةﺓ وﻭرﺭاﺍئحة حبﯿﻴبتي اﺍمرئﺉ اﺍلقﯿﻴس ) أﺃمﻡ اﺍلحوﯾﻳرثﺙ وﻭأﺃمﻡ اﺍلربابﺏ (؛ وﻭلنقف بالتحلﯿﻴل قلﯿﻴلا عند كلمة "كدأﺃبك" حﯿﻴث ﯾﻳقولﻝ اﺍلزوﻭزﺯني شارﺭحا :
9 شرﺭحﺡ اﺍلمعلقاتﺕ اﺍلسبع للزوﻭزﺯني،٬ مرجع سابق،٬ 9 14. 10 مصطفي ناصف،٬ قرﺭاﺍءةﺓ ثانﯾﻳة لشعرﺭنا اﺍلقدﺩﯾﻳمﻡ،٬ مرجع سابق،٬ 57.
11 اﺍلسابقﻕ،٬ 55.
اﺍلحﯿﻴاةﺓ تؤدﺩىﻯ إﺇلى طﻁبقة أﺃخرىﻯ تغﯿﻴب في أﺃثنائﮭﻬا
وﻭعلى رﺭغم أﺃنﻥ توجﮫﻪ اﺍلتحلﯿﻴل لدىﻯ ناصف لا ﯾﻳتقصي أﺃثر شفﮭﻬﯿﻴة اﺍلوعي كما ﯾﻳﮭﻬدفﻑ ھﮪﮬﻫذاﺍ
.
اﺍلتذكر وﻭقدسﯿﻴة اﺍلذاﺍكرةﺓ وﻭما ﯾﻳمكن إﺇضافتﮫﻪ تتبعا لتحلﯿﻴل ناصف ھﮪﮬﻫو أﺃنﻥ عملﯿﻴة اﺍلإنباتﺕ أﺃوﻭ اﺍلإحﯿﻴاء لم تقتصر على
.
اﺍلبحث

ْ اﺍلدأﺃبﺏ وﻭاﺍلدأﺃبﺏ بتسكﯿﻴن اﺍلﮭﻬمزةﺓ وﻭفتحﮭﻬا: اﺍلعادﺩةﺓ،٬ وﻭأﺃصلﮭﻬا متابعة
اﺍلعمل وﻭاﺍلجد في اﺍلسعي؛ ﯾﻳقالﻝ دﺩأﺃبﺏ ﯾﻳدأﺃبﺏ دﺩأﺃبا وﻭدﺩئابا وﻭدﺩؤﺅوﻭبا،٬ وﻭأﺃدﺩأﺃبت
12
تسم اﺍلطلل من حﯿﻴث ھﮪﮬﻫو علامة على اﺍلخراﺍبﺏ. إﺇنﻥ اﺍلشاعر شرعﻉ مرةﺓ ثانﯿﻴة منذ "كدأﺃبك" في إﺇنباتﺕ اﺍلذكرىﻯ تماما كما حاوﻭلﻝ من قبل إﺇنباتﺕ اﺍلحﯿﻴاةﺓ عبر حب اﺍلفلفل،٬ ثم ھﮪﮬﻫو ﯾﻳدخل في حالة من اﺍلتقمص لتلك اﺍلذكرىﻯ،٬ بما ﯾﻳحولﮭﻬا إﺇلى ما ﯾﻳشبﮫﻪ اﺍلواﺍقع اﺍلحاضر وﻭذﺫلك في اﺍلبﯿﻴت اﺍلتالي حﯿﻴن ﯾﻳقولﻝ:
إﺇذﺫاﺍ قامتا تَ ّض ّوعﻉ اﺍلمسك منﮭﻬمــا نسﯿﻴم اﺍل َصبَا جاءتﺕ برﯾﻳّا اﺍلقرنف ِل فالفعل "تضوعﻉ" في اﺍلمضارﺭعﻉ دﺩاﺍخل أﺃسلوبﺏ شرطﻁي ﯾﻳعطي إﺇﯾﻳحاء بتكراﺍرﺭ اﺍلفعل )فعل
اﺍلقﯿﻴامﻡ وﻭاﺍلحركة(،٬ وﻭإﺇمكانﻥ حدوﻭثﮫﻪ في اﺍلمستقبل اﺍلقرﯾﻳب،٬ وﻭكأنﮫﻪ ﯾﻳقولﻝ: كلما قامتا ﯾﻳتضوعﻉ اﺍلمسك منﮭﻬما. وﻭحتى إﺇذﺫاﺍ لاحظنا اﺍلشرحﺡ اﺍلمباشر اﺍلذيﻱ ﯾﻳقدمﮫﻪ اﺍلزوﻭزﺯني،٬ أﺃمكن أﺃنﻥ نلاحظ غﯿﻴابﺏ اﺍلإحساسﺱ بالمضي في لغتﮫﻪ . ﯾﻳقولﻝ اﺍلزوﻭزﺯني:
ﯾﻳقولﻝ : إﺇذﺫاﺍ قامت أﺃمﻡ اﺍلحوﯾﻳرثﺙ وﻭأﺃمﻡ اﺍلربابﺏ فاحت رﺭﯾﻳح اﺍلمسك منﮭﻬما
كنسﯿﻴم اﺍلصبا إﺇذﺫاﺍ جاءتﺕ بعرفﻑ اﺍلقرنفل وﻭنشرهﻩ. شبﮫﻪ طﻁﯿﻴب رﺭﯾﻳاھﮪﮬﻫما بطﯿﻴب
نسﯿﻴم ھﮪﮬﻫب على قرنفل وﻭأﺃتى برﯾﻳاهﻩ،٬ ثم لما وﻭصفﮭﻬما بالجمالﻝ وﻭطﻁﯿﻴب اﺍلنشر
13
وﻭأﺃفعالﻝ حاضرةﺓ في محﯿﻴط اﺍلشاعر،٬ وﻭلعل اﺍلزوﻭزﺯني نفسﮫﻪ قد قامﻡ بما ﯾﻳشبﮫﻪ فعل اﺍلتذكﯿﻴر للقارﺭئﺉ وﻭرﺭبما لنفسﮫﻪ بأ ّنﻥ ھﮪﮬﻫذاﺍ قد مضى فأضافﻑ جملة توضح ما سﯿﻴأتي من معنى اﺍلمضي وﻭاﺍلأسى في اﺍلبﯿﻴت اﺍلتالي )ثم لما وﻭصفﮭﻬما ...اﺍلخ( على غﯿﻴر عادﺩتﮫﻪ في اﺍلشرحﺡ،٬ إﺇذﺫ عادﺩةﺓ ما ﯾﻳقف بالتحلﯿﻴل عند
حدوﻭدﺩ اﺍلبﯿﻴت اﺍلذيﻱ ﯾﻳشرحﮫﻪ وﻭعلاقاتﮫﻪ بما سبقﮫﻪ وﻭلﯿﻴس بما ﯾﻳلﯿﻴﮫﻪ.
ﯾﻳتبدىﻯ اﺍلشاعر كمن ﯾﻳحاوﻭلﻝ دﺩفع اﺍلذكرىﻯ إﺇلى اﺍلتجسد عبر اﺍلكلمة بصورﺭةﺓ أﺃساسﯿﻴة،٬ وﻭھﮪﮬﻫو
اﺍلدفع اﺍلذيﻱ ﯾﻳصنع مراﺍوﻭحة لأحاسﯿﻴسﮫﻪ بﯿﻴن ما كانﻥ من أﺃمر اﺍلطلل وﻭما ھﮪﮬﻫو كائن،٬ لﯿﻴأتي اﺍلبﯿﻴت اﺍلتالي نتﯿﻴجة مباشرةﺓ لﮭﻬذهﻩ اﺍلمراﺍوﻭحة :
12 شرﺭحﺡ اﺍلمعلقاتﺕ اﺍلسبع للزوﻭزﺯني،٬ مرجع سابق،٬ 14. 13 اﺍلسابقﻕ،٬ 14.
اﺍلسﯿﻴر: تابعتﮫﻪ تعني اﺍلكلمة،٬ إﺇذﺫنﻥ،٬ اﺍلاستمراﺍرﺭ وﻭاﺍلتكراﺍرﺭ ) اﺍلعادﺩةﺓ ( وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳناقض حالة اﺍلتوقف اﺍلتي
وﻭصف حالﮫﻪ بعدھﮪﮬﻫما . فلو أﺃننا تخﯿﻴلنا أﺃنﻥ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلشرحﺡ منقطع من سﯿﻴاقﮫﻪ لأمكن أﺃنﻥ نظنﮫﻪ وﻭصفا حﯿﻴا لأشخاصﺹ
َ
.

ففاضت دﺩمو ُعﻉ اﺍلعﯿﻴ ِن منى صبابةً على اﺍلن َّحر حتى ب ّل دﺩمع َي محملي ِ
ﯾﻳعبر اﺍلبﯿﻴت عن رﺭؤﺅﯾﻳتﮫﻪ اﺍلمبدئﯿﻴة لصورﺭةﺓ اﺍلطلل اﺍلأوﻭلﯿﻴة ) اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلسكونﻥ وﻭاﺍلموتﺕ ... اﺍلخ
( وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳتجسد في قولﮫﻪ قبل ذﺫلك :
وﻭإﺇنﻥ شفائي عـبرةﺓ ُمﮭﻬراﺍقةٌ فﮭﻬل عند رﺭسم دﺩاﺍرﺭسﺱ من مع َّو ِلﻝ
اﺍلفعل اﺍلنفسي ھﮪﮬﻫنا،٬ مثلﮫﻪ كمثل محاوﻭلة اﺍلفعل اﺍلمادﺩيﻱ في اﺍلطلل )إﺇنباتﺕ اﺍلحﯿﻴاةﺓ عبر تشبﯿﻴﮫﻪ
بعر اﺍلآرﺭاﺍمﻡ بحب اﺍلفلفل( قائمانﻥ بصورﺭةﺓ أﺃساسﯿﻴة على اﺍلإﯾﻳمانﻥ بقوةﺓ فعل اﺍلكلمة.
ﯾﻳمكن اﺍختبارﺭ اﺍلفكرةﺓ نفسﮭﻬا في مقدمة طﻁرفة اﺍلطللﯿﻴة حﯿﻴث ﯾﻳقولﻝ :
تلوحﺡ كباقي اﺍلوشم في ظﻅاھﮪﮬﻫر اﺍلﯿﻴد ِِِ
ّ
ﯾﻳقولونﻥ لاتَ ْﮭﻬلِك أﺃ ًسى وﻭتجــل ِد
وﻭقوفا بﮭﻬا صحبي عل ّى مطﯿﻴّﮭﻬم
كأنﻥ حدوﻭجﺝ اﺍلمــالكﯿﻴة غدوﻭةﺓً
َع َدوﻭلﯿﻴةٌ أﺃوﻭ من سفﯿﻴن اﺍبن ﯾﻳامن ٍِ
خلاﯾﻳا سفﯿﻴن بالنواﺍصف من دﺩدﺩ
ٍ
ﯾﻳجو ُرﺭ بﮭﻬا اﺍلملا ُحﺡ طﻁورﺭاﺍ وﻭﯾﻳﮭﻬتديﻱ
ِِ
ﯾﻳش ُّق حبابﺏ اﺍلماء حﯿﻴزوﻭمﮭﻬا بﮭﻬا كما قسم اﺍلتربﺏ اﺍلمفاﯾﻳ ُل بالﯿﻴــد ََُِِ
وﻭفي اﺍلحي أﺃحوىﻯ ﯾﻳنف ُض اﺍلم ْر َدﺩ شادﺩ ٌنﻥ ُمظا ِھﮪﮬﻫ ُر ِس ْمطي لؤلؤ وﻭزﺯبــرج ِد ٍ
خذوﻭ ٌلﻝ تراﺍعي رﺭبربـا بخمﯿﻴل ٍة تَنَاوﻭ ُلﻝ أﺃطﻁراﺍ َفﻑ اﺍلبرﯾﻳـر وﻭترتديﻱ ِ
تخلل ح َّر اﺍلرمل دﺩع ٌص لﮫﻪ نـد َُُِِِِ
أﺃس َّف وﻭلم تَ ْكدمﻡ علﯿﻴﮫﻪ بإثمـــد ِِِْ
علﯿﻴﮫﻪ نق ّى اﺍللونﻥ لم ﯾﻳَتَ َخـــ َّد ِدﺩ ب َع ْوجا َء مرقا ٍلﻝ تروﻭحﺡ وﻭتغتديﻱ14
لعل وﻭجودﺩ اﺍلشادﺩنﻥ في اﺍلطلل ضمن قطﯿﻴع من اﺍلبﮭﻬم اﺍلوحشﯿﻴة ﯾﻳلقى في رﺭوﻭعﻉ اﺍلمتأمل
للوھﮪﮬﻫلة اﺍلأوﻭلى حالة اﺍلخراﺍبﺏ وﻭاﺍلوحشة اﺍلتي صارﺭتﺕ إﺇلﯿﻴﮭﻬا اﺍلدﯾﻳارﺭ؛ وﻭھﮪﮬﻫي اﺍلصورﺭةﺓ اﺍلأوﻭلﯿﻴة للطلل اﺍلتي ﯾﻳحاوﻭلﻝ اﺍلشاعر أﺃنﻥ ﯾﻳنفﯿﻴﮭﻬا،٬ كحالﻝ اﺍمرئﺉ اﺍلقﯿﻴس،٬ عبر اﺍلتركﯿﻴز على اﺍلبعد اﺍلثاني للدلالة وﻭھﮪﮬﻫو
حالة اﺍلحﯿﻴاةﺓ اﺍلتي لم تنقطع عن اﺍلطلل متمثلة في اﺍلحﯿﻴواﺍناتﺕ اﺍلوحشﯿﻴة نفسﮭﻬا.
أﺃوﻭدﺩ اﺍلتركﯿﻴز على اﺍلمزجﺝ اﺍلواﺍضح بﯿﻴن اﺍلحبﯿﻴبة وﻭاﺍلشادﺩنﻥ؛ فبعد أﺃنﻥ ﯾﻳصورﺭ اﺍلشاعر مشﮭﻬد رﺭحﯿﻴل اﺍلحبﯿﻴبة في رﺭكبﮭﻬا ﯾﻳقولﻝ إﺇنﻥ "في اﺍلحي أﺃحوىﻯ"،٬ وﻭاﺍلأحوىﻯ كما ﯾﻳشرحﺡ اﺍلزوﻭزﺯني:
14 اﺍلسابقﻕ،٬ 65 70.
ُ
سقتﮫﻪ أﺃﯾﻳـاةﺓُ اﺍلشمس إﺇلا لثاتﮫﻪ ِ
وﻭوﻭج ٍﮫﻪ كأنﻥ اﺍلشمس أﺃلقت رﺭدﺩاﺍءھﮪﮬﻫا وﻭإﺇني لأمضي اﺍلﮭﻬ َّم عن َد اﺍحتضارﺭهﻩ
لخولةَ أﺃطﻁلا ٌلﻝ ببرقة ثﮭﻬمـد
وﻭتبسم عن أﺃلمى كأ ّنﻥ منــ ّورﺭاﺍ

اﺍلذيﻱ في شفتﯿﻴﮫﻪ سمرةﺓ،٬ وﻭاﺍلأنثى اﺍلحواﺍء،٬ وﻭاﺍلجمع اﺍلحو،٬ وﻭأﺃﯾﻳضا
اﺍلأحوىﻯ ظﻅبى في لونﮫﻪ حوةﺓ،٬ وﻭاﺍلشادﺩنﻥ أﺃحوىﻯ لشدةﺓ سواﺍدﺩ أﺃجفانﮫﻪ
15
حتى ھﮪﮬﻫذهﻩ اﺍللحظة ﯾﻳبدوﻭ طﻁرفة وﻭاﺍصفا لشادﺩنﻥ ﯾﻳرعى في اﺍلطلل،٬ غﯿﻴر أﺃنﮫﻪ ﯾﻳثني في اﺍلشطر
اﺍلثاني من اﺍلبﯿﻴت بوصف ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلشادﺩنﻥ بأنﮫﻪ "مظاھﮪﮬﻫر سمطي لؤلؤ وﻭزﺯبرجد" وﻭھﮪﮬﻫو ما ﯾﻳنقل دﺩلالة
اﺍلوصف إﺇلى اﺍلإنسانﻥ،٬ وﻭرﺭبما كانﻥ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلانتقالﻝ ھﮪﮬﻫو ما دﺩعا اﺍلزوﻭزﺯني للاطﻁمئنانﻥ إﺇلى أﺃنﻥ اﺍلشاعر
"صرحﺡ بأنﮫﻪ ﯾﻳرﯾﻳد إﺇنسانا،٬ وﻭقالﻝ قد لبس عقدﯾﻳن أﺃحدھﮪﮬﻫما من اﺍللؤلؤ وﻭاﺍلآخر من اﺍلزبرجد" وﻭﯾﻳبررﺭ
اﺍلزوﻭزﺯني اﺍستنتاجﮫﻪ اﺍلأخﯿﻴر بأنﻥ اﺍلشاعر ﯾﻳرﯾﻳد إﺇنسانا من خلالﻝ لبس اﺍلشادﺩنﻥ لﮭﻬذﯾﻳن اﺍلعقدﯾﻳن،٬ فﯿﻴنتﮭﻬي
إﺇلى أﺃنﻥ اﺍلشاعر ﯾﻳتحدثﺙ عن حبﯿﻴب "شبﮭﻬﮫﻪ بالظبي في ثلاثة أﺃشﯿﻴاء: في كحل اﺍلعﯿﻴنﯿﻴن،٬ وﻭحوةﺓ
16
وﻭمقلتﯿﻴﮫﻪ،٬... فعلى ھﮪﮬﻫذاﺍ شادﺩنﻥ صفة أﺃحوىﻯ،٬ وﻭقﯿﻴل بد ٌلﻝ من أﺃحوىﻯ .
. ﯾﻳبدوﻭ اﺍلشك في مقصد
اﺍلشاعر مضمنا في تحلﯿﻴل اﺍلزوﻭزﺯني للبﯿﻴت،٬ فﮭﻬو ﯾﻳظﮭﻬر وﻭكأنﮫﻪ ﯾﻳجﯿﻴب عن تساؤﺅلﻝ غﯿﻴر معلن عمن ﯾﻳقصدهﻩ اﺍلشاعر بالوصف في اﺍلبﯿﻴت أﺃھﮪﮬﻫو اﺍلشادﺩنﻥ أﺃمﻡ اﺍلحبﯿﻴب؟ وﻭاﺍلنﮭﻬاﯾﻳة اﺍلتي اﺍنتﮭﻬى إﺇلﯿﻴﮭﻬا اﺍلزوﻭزﺯني تسﯿﻴر طﻁبقا لأحكامﻡ اﺍلمنطق اﺍلعامﻡ؛ فلﯿﻴس من اﺍلمعقولﻝ أﺃنﻥ ﯾﻳلبس اﺍلشادﺩنﻥ عقدﯾﻳن من لؤلؤ وﻭزﺯبرجد !! غﯿﻴر أﺃنﻥ اﺍنفتاحﺡ اﺍلبﯿﻴت على ماﯾﻳلﯿﻴﮫﻪ من أﺃبﯿﻴاتﺕ ﯾﻳزﯾﻳد اﺍلمسالة تعقداﺍ؛ إﺇذﺫ ﯾﻳستمر اﺍلوصف اﺍلسابق للشادﺩنﻥ
بقولﻝ طﻁرفة:
خذوﻭ ٌلﻝ تراﺍعى رﺭبربا بخمﯿﻴل ٍة تَنَاوﻭ ُلﻝ أﺃطﻁراﺍ َفﻑ اﺍلبرﯾﻳــر وﻭترتديﻱ ِ
اﺍلشفتﯿﻴن،٬ وﻭحسن اﺍلجﯿﻴد،٬ ثم أﺃخبر أﺃنﮫﻪ متحل بعقدﯾﻳن من لؤلؤ وﻭزﺯبرجد"
ﯾﻳبدوﻭ اﺍلمشﮭﻬد اﺍلذيﻱ ﯾﻳصورﺭهﻩ اﺍلبﯿﻴت اﺍلسابق غﯿﻴر ملبس؛ فﮭﻬو وﻭصف لظبﯿﻴة "خذلت أﺃوﻭلادﺩھﮪﮬﻫا
وﻭذﺫھﮪﮬﻫبت مع صواﺍحبﮭﻬا في قطﯿﻴع من اﺍلظباء ترعى معﮭﻬا في أﺃرﺭضﺽ ذﺫاﺍتﺕ شجر أﺃوﻭ ذﺫاﺍتﺕ رﺭملة منبتة
17
تتناوﻭلﻝ أﺃطﻁراﺍفﻑ اﺍلأرﺭاﺍكﻙ وﻭترتديﻱ بأغصانﮫﻪ" . وﻭاﺍلسؤاﺍلﻝ ھﮪﮬﻫنا : من ﯾﻳكونﻥ اﺍلأساسﺱ في اﺍلوصف؛ أﺃھﮪﮬﻫي اﺍلحبﯿﻴبة اﺍلتي ﯾﻳشبﮭﻬﮭﻬا اﺍلشاعر بالظبﯿﻴة،٬ أﺃمﻡ اﺍلظبﯿﻴة اﺍلتي ﯾﻳلبسﮭﻬا اﺍلشاعر صورﺭةﺓ اﺍلحبﯿﻴبة؟ وﻭما ﯾﻳدعو لﮭﻬذاﺍ اﺍلسؤاﺍلﻝ ھﮪﮬﻫو عدمﻡ وﻭجودﺩ وﻭجﮫﻪ للشبﮫﻪ في اﺍلبﯿﻴت اﺍلسابق اﺍلذيﻱ ﯾﻳبدوﻭ فﯿﻴﮫﻪ اﺍلوصف منصبا على اﺍلظبﯿﻴة فقط،٬ وﻭﯾﻳبدوﻭ أﺃنﻥ ھﮪﮬﻫذاﺍ اﺍلتخصﯿﻴص قد حﯿﻴر اﺍلزوﻭزﺯني فجعلﮫﻪ ﯾﻳفترضﺽ اﺍفتراﺍضا وﻭجﮭﻬا للشبﮫﻪ
15 اﺍلسابقﻕ،٬ 67 68. 16 اﺍلسابقﻕ،٬ 68. 17 اﺍلسابقﻕ،٬ 68.

أﺃرﺭاﺍدﺩهﻩ اﺍلشاعر في اﺍلبﯿﻴت فﯿﻴقولﻝ "وﻭإﺇنما خص تلك اﺍلحالﻝ )اﺍلتي للظبﯿﻴة( لمدھﮪﮬﻫا عنقﮭﻬا إﺇلى ثمر 18
.
ﯾﻳستمر اﺍلوصف في اﺍلأبﯿﻴاتﺕ اﺍلتالﯿﻴة مازﺯجا بﯿﻴن اﺍلظبﯿﻴة وﻭاﺍلحبﯿﻴبة دﺩوﻭنﻥ حسم وﻭاﺍضح لقصدهﻩ
إﺇحداﺍھﮪﮬﻫما؛ "فالألمى" وﻭاﺍلذيﻱ "سقتﮫﻪ أﺃﯾﻳاةﺓ اﺍلشمس" وﻭاﺍلوجﮫﻪ اﺍلذيﻱ "لم ﯾﻳتخددﺩ" كلﮭﻬا أﺃوﻭصافﻑ ﯾﻳصح أﺃنﻥ توصف بﮭﻬا "اﺍلخذوﻭلﻝ" وﻭاﺍلحبﯿﻴبة على حد سواﺍء. وﻭما أﺃظﻅنﮫﻪ ھﮪﮬﻫو أﺃنﻥ اﺍلشاعر حﯿﻴن وﻭقف على اﺍلطلل وﻭرﺭأﺃىﻯ اﺍلظباء وﻭاﺍلوحوشﺵ ترعى فﯿﻴﮫﻪ بعد أﺃنﻥ ھﮪﮬﻫجرهﻩ أﺃھﮪﮬﻫلﮫﻪ خلق مشﮭﻬداﺍ تصوﯾﻳرﯾﻳا ﯾﻳمزجﺝ فﯿﻴﮫﻪ بﯿﻴن صورﺭةﺓ اﺍلظبﯿﻴة وﻭصورﺭةﺓ اﺍلحبﯿﻴبة،٬ أﺃوﻭ كما ﯾﻳقولﻝ دﺩ. ناصف: "فالظبﯿﻴة في كلامﻡ طﻁرفة عالم ﯾﻳتداﺍخل فﯿﻴﮫﻪ اﺍلطلل وﻭاﺍلحﯿﻴواﺍنﻥ اﺍلجمﯿﻴل وﻭاﺍلإنسانﻥ اﺍلمحبوبﺏ"،٬19 وﻭﯾﻳمكن أﺃنﻥ نحددﺩ لﮭﻬذاﺍ اﺍلتداﺍخل ھﮪﮬﻫدفﯿﻴن : أﺃوﻭلﮭﻬما اﺍستحضارﺭ اﺍلحبﯿﻴبة،٬ وﻭثانﯿﻴﮭﻬما إﺇحﯿﻴاء اﺍلطلل عبر حركة اﺍلظباء اﺍلتي لم تعد خالﯿﻴة من اﺍلمعنى بعد اﺍلمزجﺝ اﺍلسابق،٬ وﻭاﺍلﮭﻬدفانﻥ ﯾﻳتحققانﻥ بقوةﺓ اﺍلكلمة اﺍلتي تخلق عالما ﯾﻳصعب أﺃنﻥ نصفﮫﻪ بأنﮫﻪ خﯿﻴالي تماما؛ فالظبﯿﻴة موجودﺩةﺓ وﻭاﺍلحبﯿﻴبة تجسدتﺕ فﯿﻴﮭﻬا وﻭاﺍلحالة اﺍلتي تجمعﮭﻬما نتجت عن اﺍلفعل اﺍلقوىﻯ
لكلماتﺕ اﺍلشاعر فحسب.


Summarize English and Arabic text online

Summarize text automatically

Summarize English and Arabic text using the statistical algorithm and sorting sentences based on its importance

Download Summary

You can download the summary result with one of any available formats such as PDF,DOCX and TXT

Permanent URL

ٌYou can share the summary link easily, we keep the summary on the website for future reference,except for private summaries.

Other Features

We are working on adding new features to make summarization more easy and accurate


Latest summaries

إذا كان إعمال ق...

إذا كان إعمال قواعد قانون الإجراءات الجنائية يمثل قيداً على حقوق وحريات الأفراد وخاصة فيما يتعلق بإج...

الغرابة ، بعيدة...

الغرابة ، بعيدة عن القبول في أحكام العقل جد البعد ، وتلزم المسيحيين بها ، وتفرضها عليهم فرضا ، ومن ق...

In 1095 Pope Ur...

In 1095 Pope Urban II proclaimed the First Crusade to regain the Holy Land. Preaching at the Council...

الذكاء الاصطناع...

الذكاء الاصطناعي : ستخدم المطورون الذكاء الاصطناعي لأداء المهام التي يتم تنفيذها يدويا بكفاءة أكبر، ...

الافراط في الاع...

الافراط في الاعطاء والمنح ؟ لقد أتى حين من الدهر من بعد أن أعطى رجال الدين أنفسهم ذلك الحق ، أن أفرط...

يعود الطرحُ إلى...

يعود الطرحُ إلى طلبٍ قدّمته السلطةُ الفلسطينية خريف العام 2011، ولم يُنظَر وقتها مُقابل التعويض عنه ...

ظاهره التعسف ظا...

ظاهره التعسف ظاهره قديمه غدا وجود البشريه فهي نتيجه حاله نفسيه غريزيه تعتري الانسان في حد ذاته فكل ف...

Objectives 1.1 ...

Objectives 1.1 Reasons for Studying Concepts of Programming Languages 1.2 Programming Domains 1.3 La...

تتكون عجلة الأل...

تتكون عجلة الألوان للأمن السيبراني من فرق متنوعة، كل منها يقوم بأدوار ومسؤوليات فريدة من نوعها ،من خ...

تحت رعاية سعادة...

تحت رعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس مركز قطر للقيادات، احتفل المركز بتخريج...

Preventing and ...

Preventing and lessening the psychological harm of cyberbullying Education and dissemination of info...

Procedure i. Th...

Procedure i. The mouth of a subject is washed well with tap water. ii. The breath gas is expired int...