Lakhasly

أ - الدينامية الداخلية للجماعات : كل فرد يأتي إلى الجماعة ومعه بعض الصفات المعيّنة الخاصة به هو . وتتضمن هذه الخصائص إهتماماته ، وقدراته ، وأمنياته ، أو رغباته ، كما تتضمن أيضاً معوّقاته ، وإخفاقاته وتكيفه معها ، بمعنى أخر يأتي ومعه شخصيّته ، وتُسهم جميع هذه القوى في دينامية الجماعة . وتُعتبر كلمة الدينامية الجماعة هي الكلمة الوحيدة التي تطورت لتعني في طيّاتها جميع الطاقات والقوى المشتقة من كل من الأفراد ، ومن تفاعلهم بعضهم مع بعض ، وكذلك تعني حصيلة وتحليل هذه القوي تتحوّل إلى سلوك نشط بعكس ما يُقابله من سلوك جامد ثابت . ويوضح الشكل التالي هذه القوى

• جو الجماعة ، ويتضمن الحالة المزاجية ، أو الأسلوب ، أو الشعور الذي يتخلّل الجماعة . وتجدر الإشارة إلى أن الوضع المادي الذي تعمل الجماعة في ظله له أهميته في المساعدة على تحديد جوّ الجماعة ، حيث أن الإضاءة والتهوئة ، وإنقباض أو ضياء الغرفة قد تكون من العوامل التي تسهم في تكوين جوّ الجماعة . كما أن نظام جلوس الأعضاء له أهميته أيضاً ، فإن الجلوس في نظام دائري أو بيضاوي يمكن من رؤية كل عضو بالجماعة ، وحيث لا يجلس بعض الأفراد في أماكن تسلطيّة قد تكون له قيمه لخلق جو ودي وسمح ومن المهم أيضاً التأكد من أن كل عضو بالجماعة أتيحت له الفرصة للتعرف بعض الشيء على الأعضاء الآخرين ، ممّا يُحسّن جو العمل بالجماعة . ويتحدد سلوك عضو الجماعة لدرجة كبيرة بإدراكه لنوع إستجابة الجماعة له . فالفرد الذي يشعر بالأمن والطمانينة ، والذي يرى في نفسه المهارات الجماعية المناسبة ، غالباً ما يملك زمام القيادة في مناشط الجماعة . ويمكن معرفة جميع مصادر الجماعة بطريقة أكثر ملاءمة عندما يشعر جميع الأفراد بحرية الإشتراك والمناقشة أثناء تقدّم الجماعة نحو تحقيق أهدافها وتصل الدّافعيّة والروح المعنوية إلى المستويات العليا في ظل الجو التيمقراطي الشمح حيث يتوافر الإشتراك الأشيط لكل من قادة وأعضاء الجماعة .


• أنماط الإتصال : حيث ينبثق الكثير من مشكلات الجماعة نتيجة لعجز قادة أو أعضاء الجماعة من الإتصال بالأعضاء الآخرين بالجماعة . فنحن نقصد أن نقول شيئاً معيّناً ، ولكن ربما قد تخطى التعبير عنه ، ونفترض أن كل فرد في الجماعة يفهمنا أو يفهم وجهة نظرنا . ولكن قد تعني نفس الكلمات أشياء مختلفة لمختلف الأفراد . ويميل أعضاء الجماعة إلى الشعور بأنهم مهملون وغير واثقين بأنفسهم عندما لا يتوافر لهم سبيل الإتصال المتبادل بينهم وبين الأفراد الآخرين . وعندما يشعر عضو الجماعة أنه يستطيع الحصول على المعلومات المناسبة ، فإنه يكون أكثر إنتاجاً .


• المشاركة : يعتبر الإندماج الشخصي والسيكولوجي للأفراد في شؤون الجماعة واحداً من أهم القوى الداخلية الخاصة بالمشاركة الجماعية ، فإنّ الإشتراك في عملية تحليل وإتخاذ القرارات يؤدي إلى مقاومة أقل للتغيير ، كما يؤدّي إلى تغيير جذري أقل في أعضاء الجماعة ، وإلى قدرة أكبر على الإنتاج وشعور أكبر بالرضا عن الجماعة نفسها وعن الإنتماء كعضو بها .


• مستويات الجماعة : يُمكن تحديد مستويات الجماعة على أنها مستوى الآراء الذي تتقبله الجماعة نفسها وربما تعرف بعض الجماعات بمستوياتها العالية فيما يتعلق بالمؤهلات التي يجب توافرها ليصبح الفرد عضواً بها . وقد تضع هذه الجماعات أيضاً مستويات عالية فيما
  يتعلق بسلوك العضو ، والإشتراك في أوجه نشاط الجماعة ، واتخاذ القرارات ، وإتمام العمل بنجاح .


• الضبط الاجتماعي : يُطلق هذا المصطلح على الشبل التي تستطيع بها الجماعة تحقيق إمتثالها لتوقعات أعضائها ، وقد يكون هذا في صورة المكافآت التي تُعطى لأعضاء الجماعة نظير إتباعهم لمستوياتها . وقد تتضمن هذه المكافآت تقدير الأعضاء أمام الجماعة ، أو إنتخابهم لبعض المناصب القيادية ، أو وضعهم في مكانة معيّنة ، أو منحهم بعض أنواع التقدير المحسوسة . وقد يكون الضبط أيضاً في هيئة عقوبات تنزل بالأعضاء ، فاللوم ، أو السخرية ، أو اليد ، أو س حب المميزات . . . كلها أمثلة من الضبط . ومن المهم أن تطبق الضوابط الإجتماعية على جميع أعضاء الجماعة دون تفرقة . - الشعور بال نحن أو التوحد : يتضمن هذا الشعور مشاركة وجدانية عامة ، وأحياناً ثعالج هذه القوة على أنها تعني تماسك الجماعة أو روحها المعنوية أو روح الجماعة . كما تتضمن شعور الأفراد أنّ لهم مصلحة مشتركة ، وأنهم ينتمون للجماعة ، وأنهم جزء لا يتجزأ منها . إن الظروف الماديّة التي تسمح لأعضاء الجماعة بالجلوس متقاربين بعضهم إلى بعض تشجع التفاعل ، وبالتالي فهي تشجع الشعور بالتطابق مع الجماعة أو الإنضواء . كما ترتبط الطريقة التي يُثاب بها العضو عن طريق الإشتراك في مناشط الجماعة بقدرته على الشعور بالتوحد .


• مهارات العلاقات الإنسانيّة : يُنظر إلى المهارة على أنها قدرة المرء على إستخدام ما لديه من معرفة إستخداماً فعالاً . ويختلف أعضاء الجماعة فيما بينهم في مستويات فهمهم العلاقات الإنسائيّة ، ويُعتبر القادة الذين يفهمون أسس العلاقات الإنسانيّة السويّة ويُسهلون تحقيقها في جماعاتهم أنجح القادة على الإطلاق . وتزداد دافعية عضو الجماعة ، ومشاركته ، وإنتاجيّته ، وشعوره بالرّضا عندما يكون مستوى مهارات الأعضاء في مجال العلاقات الإنسانيّة مستوى مرتفع نسبياً .


• التجانس وعدم التجانس : يميل الأفراد عادة إلى تجميع أنفسهم على المستويين المعرفي والرسمي على اساس التجانس النسبي طبقاً لبعض الخصائص مثل المبول ، والمركز الإجتماعي ، والذكاء ، والمهنة . ومع هذا ، فنحن في هذه الجماعات المتجانسة نسبياً ، نجد أنه توجد درجة كبيرة من عدم التجانس ، إذا تمت المقارنة على أساس بعض الخصائص مثل العمل ، والمستويات الخلقية ، والقيم . إن الجماعات التي تقضي الوقت في تحليل مصادرها في ض وه نواحي التجانس وعدم التجانس تستطيع أن تفيد بدرجة أكبر من الإمكانيات الجماعية المتاحة لها ، وتستطيع أن تصل إلى مستوى إنتاجي أعلى . فإذا ما أدركت الجماعة تفرّج أعضائها فإنها تستطيع أن تعمل على تكامل هؤلاء الأفراد مع الجماعة بطريقة أفضل ، كما أنها تستطيع إستخدام إمكانياتهم بطريقة أنجح لتحقيق الصالح العام للجماعة .


• حجم الجماعة ، ويعتبر أحد المتغيرات التي قد تحدّ من كميّة ونوع الإتصال الذي يمكن حدوثه بين أفراد الأعضاء في الجماعة . وعلى هذا ، كلما زاد حجم الجماعة ، فسيكون على كل عضو بالجماعة تحقيق مجموعة من العلاقات الإجتماعيّة أكثر تعقيداً . وكلما زاد عدد الأعضاء كلما توافر للعضو وقتاً أقل نسبياً للحفاظ على هذه العلاقات الإجتماعية . وتشير بعض الدراسات إلى أن إزدياد نسبة أعضاء الجماعة يؤدي إلى شعور بالتهديد ، والإحباط ، والتوتر . - تقويم الجماعة : قد يكون التقويم قوة داخليّة فعالة تؤثر في إنتاجيّة الجماعة ، وللتقويم مكانة دائمة في الجماعات ، ومن المرغوب فيه أن تقوم الجماعات بوضع نظام رسمي بساعدها على تقويم التبيل الذي تتخذه من وقت لآخر ، كما يساعدها أيضاً على تقويم أنواع التقدّم الأخرى .


• الديناميه الخارجيه للجماعات: تؤثر القوى الخارجيّة في جميع المناشط الجماعيّة ، ومن هذه القوى قيم المجتمع المحلي وتوقعاته ، وقيم المؤسسات المختلفة ، والإرتباطات بالجماعة الأم وما تفرضه من حكم وضبط ، والمناقشات بين الجماعات ، والمكانة ، والمركز الإجتماعي . وتنعكس هذه القوى على دافعيّة الأعضاء ، وأهدافهم ، وسبلهم ، ومجالات نشاطهم المستمر .


• المجتمع المحلي ، ويتكون من الأفراد الذين يتفاعلون بعضهم مع بعض كأفرد وفي إطار جماعات ، ليقوموا بالمناشط التي يعتبرونها ضرورية لسدّ حاجاتهم ، وترتبط حرية أي جماعة من الجماعات للقيام بأوجه نشاطها في المجتمع المحلي بالتحديد الكلي الذي يضعه هذا المجتمع لمهمة تلك الجماعة والدور الذي تقوم به ، فلكل مجتمع محلي نظام للقيم ، حيث هناك نمط للأهداف وللوسائل المتقيلة للسعي نحو تحقيق تلك الأهداف . كما لكل جماعة مكانة في المجتمع المحلي ، ويعتمد تحديد مكانة الجماعة وكيفية وضعها في مركز معين على درجة موافقة أهدافها وأغراضها ووسائها مع القيم العامة للمجتمع المحلي وقد تنافس جماعتان أو أكثر في وقت ما لنتوء مكانة إجتماعيّة معيّنة ، وقد تؤثر واحدة من هذه القوى أو جميعها في الأهداف التي تضعها الجماعة ، وفي كيفية محاولتها تحقيق تلك الأهداف ، وعلى مدى الجهد الذي تبذله في سبيل هذا الأمر


• الهيئات الرئيسية ( الأم ) : تنتمي الكثير من الجماعات المحلية إلى بناء تنظيمي خارج نطاق المجتمع المحلي ، وتتمتع هذه الجماعات بدرجة كبيرة من الإستقلال المحلي . وتواجه أحياناً الجماعات بعض المشكلات في هذا المجال ، لأنها مرتبطة بجماعات خارجيّة لا تؤمن بنفس القيم التي يؤمن بها المجتمع المحلي . فمثلاً ، قد تضع الهيئة الرّئيسيّة مواقف معيّنة في السياسة العامة على مستوى قومي ، وقد لا تتقبل بعض الجماعات المحليّة هذه السياسات العامة تقبلاً تاماً . ويجب على الجماعات التي لها إرتباطات بهيئات خارجة عن المجتمع المحلي أن تسير بحذر للتوفيق بين ميول كل واحد من أفراد أعضاء الجماعة ، وقيم المجتع المحلي ، وقيم الهيئة العليا " .
  د - تعدّد العضوية بالجماعات : إن أرتباطات أفراد أعضاء الجماعة بالجماعات الأخرى بخلق نمطاً آخر من القوى التي تؤثر في كل جماعة . فقد ينتمي أعضاء الجماعة إلى جماعات أخرى كالأسرة ، والمحافل ، وجماعات الأصدقاء ، والأَمر ، والإتحادات . وتبقى مشاركة الفرد في أي جماعة من الجماعات على تقويمه للأهميّة النسبية لأغراض الجماعة وأهدافها في ضوء أغراضه وأهدافه الخاصة ، أي في ضوء نظام قيمه وفلسفته في الحياة . إن الوقت والجهد الذي يبذله في أي جماعة من الجماعات مبني على تقويمه الشخصي لمدى ما تحققه تلك الجماعة من هذه الرغبات بمقارنتها بالجماعات الأخرى التي ينتمي هو إليها ، أو بمقارنتها بالأشياء الأخرى التي قد يستطيع هو القيام بها في وقت فراغه هذا .