Lakhasly

المقدمة
تعاظم دور وسائل الإعلام في هذا العصر الذي اكتسب ملامحه من تنوع تقنية الاتصال وتطورها بما جعلها تشكل حضوراً فاعلاً داخل وحدات التيار الاجتماعي وتحدث تأثيرها الإيجابي أو السلبي في مفردات كل وحدة بدءاً بالفرد ومروراً بالأسرة والمجتمع وانتهاءً بالمجتمع الدولي.
ويشهد العصر الحالي تقدماً ملحوظاً في تقنيات وإمكانات وسائل الإعلام سواء من حيث الفاعلية أو سهولة الاستخدام ومدى تأثيرها على المتلقي وفقاً لإمكانات كل وسيلة، ولهذا وإزاء هذا التطور التقني في إمكانات هذه الوسائل فإننا نتوقع منها دوراً حيوياً وملموساً في مجال التوعية والتثقيف نظراً لقدرتها في الوصول إلى فئاتٍ متعددةٍ ومختلفةٍ من المجتمع وقيادة برامج التوعية المنظمة من خلال بثها في وقت واحد ولملايين البشر مما يمكنها من ربط المجتمع صحياً واجتماعياً وثقافياً مع بعضه البعض وتحقيق أهداف تحديد الأولويات الاجتماعية للعمل ودعم وتعزيز القيم والثوابت في المجتمع والتنسيق والتعاون مع المؤسسات ذات الأهداف المتماثلة .
ولما للتثقيف الصحي من أهميةٍ قصوى في حياة الأفراد والمجتمعات وخاصةً الموجهة لفئة المرأة بحكم ارتباطها القوي والتصاقها بمفاهيم هذا الجانب من التثقيف كان لزاماً أن نتعرف على ماهية الدور الحقيقي الذي تقوم به الوسائل الإعلامية في مجال التثقيف الصحي للمرأة السعودية من خلال البحث بأسلوب علمي عن ترتيب هذه الوسائل كمصادر إعلامية للتثقيف الصحي وأنماط الاستخدام والمتابعة لها ومدى الاستفادة منها في اكتساب السلوك الصحي السليم.
ولكي تتحقق الإجابة على هذه التساؤلات تأتي هذه الدراسة التي يأمل الباحث من خلالها أن يكون قد وفق في التطرق لجانبٍ مهمٍ ذي مساسٍ بحياة وصحة المرأة السعودية كشريحةٍ هامةٍ في مسيرة التطور والنماء التي تعيشها المملكة العربية السعودية.
الدراسات السابقة:
أجريت العديد من الدراسات عن تأثير ودور وسـائل الإعـلام فـي المجـالات المختلفة وقد قام الباحث بمراجعة العديد من هذه الدراسات وأكثرها قرباً مـن دراسـته حيث تم التوصل للدراسات التالية
١ / الدراسات الأجنبية: دراسة بعنوان "مصادر معلومات العناية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية" قام بها كل من ريجان وكولنز (١٩٨٧ (بفرضية أن وسائل الاتصال الجماهيري تأتي في المرتبة التالية من الأهمية بالنسبة للمتلقين مقارنة بوسائل الاتصال الشخصي من حيـث تزويدهم بمعلومات صحية محددة ، وقد طبقت الدراسة على عينة عشوائية بلغـت ٢١٩ شخصا وشملت منطقة الدراسة ثلاث مستشفياتٍ ومحطتي تلفزيون عامة وست محطاتٍ إذاعية تجارية ومحطتي إذاعة عامة، بالإضافة إلى صحفيتين يوميتين وقد توصلت الدراسة إلى صحة فرضية الباحثين حيث جاء الأطباء في المركز الأول (٤٤ (%كأهم مصدر للمعلومات حول خدمات المستشفيات ثم الأصدقاء والجيران (١٩ ،(%ثم جاءت الصحف وبقية المصادر الاتصالية فـي المراكـز الأخـرى ، وأن وسائل الإعلام كالإذاعة والتلفزيون لم يعتمد عليها كمصادر للمعلومات حـول أسـاليب العناية الصحية سوى فئة قليلة من المبحوثين تقل عن (١ (%من مجموع العينة وعلـى ذلك تم استبعادها من التحليل، وأن مصادر الاتصال الشخصي تعد من المصادر الرئيسية للحصول على معلومات محددة تتعلق بأحوالهم الصحية وتأتي الصـحف فـي المرتبـة الثانية من حيث الأهمية .
2 \ الدراسات العربية:
• دراسة تحت عنوان (أثر وسائل الإعلام على المجتمع السعودي المعاصر) قام بها سراج (١٩٧٨) أجريت على عدة قـرى ومنـاطق بالمملكـة العربيـة السعودية للتعرف على أثر وسائل الإعلام حول بعض العادات الخاطئـة التـي تعتمد على الدجل والخرافات والأوصاف الشعبية في التعامل مع الأمـراض . وقد توصلت إلى أن هناك رابطةً قويةً بين التعرض لوسائل الإعـلام وانتشـار الوعي الصحي بين أفراد العينة بمعنى أن الفئة التي تتعرض لوسائل الإعـلام بغزارة لا تستخدم الوسائل الشعبية في العلاج القائم على الدجل والخرافات بينما يستخدمها أحياناً من يتعرضون لوسائل الإعلام بدرجة أقل، وقد استفاد الباحـث من هذه الدراسة في تأكيد أهمية دراسته من خلال التعرف علـى دور وسـائل الإعلام في التثقيف الصحي للمرأة السعودية بشكل عام وليس في جزئيـةٍ مـن التثقيف الصحي وبالتالي التعرف على مدى التوافق أو الاختلاف معها حول أثر وسائل الإعلام عند التعرض لها من قبل المرأة السعودية كشريحةٍ هامةٍ للمجتمع السعودي وأكثر التصاقاً بمفاهيم التثقيف الصحي.
• دراسة تحت عنوان "التلفزيون السعودي والتثقيف الصحي "قام بهـا كـل مـن العوفي والعمودي (١٩٩٤ (وهي دراسة ميدانية أجريت لمعرفة آثـار مشـاهدة التلفزيون في بناء المعرفة الصحية، وقد طبقـت الدراسـة باسـتخدام المـنهج المسحي والأسلوب الوصفي لعينة عمدية شملت (٣٦٠ (مبحوثاً مـن الـذكور والإناث من المرضى والمراجعين تمثل جميع طبقات المجتمع السعودي من سبع مستشفيات حكومية وخاصة في مدينة الرياض، بهدف محاولة فهم العلاقة بـين مشاهدة التلفزيون السعودي والمعرفة الصحية لدى المتلقـي، والتعـرف علـى اتجاهات ورؤى المتلقي السعودي حول دور التلفزيون السـعودي فـي ثقافتـه الصحية. وقد توصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها: عدم وجـود علاقـة واضحة بين الوعي الصحي وكثافة التعرض للتلفزيون السعودي رغم شـعبيته بين أفراد العينة من حيث كثافة التعرض له عـن بقيـة الوسـائل الإعلاميـة الأخرى. وقد جاءت اتجاهات أفراد العينة نحو دور التلفزيون السـعودي فـي التوعية الصحية متضاربة كما أن تغطيته للأمور الصحية ليست متساوية فهـي كافية من وجهة نظرهم لبعض الأمور الصحية الأخرى مثل بث معلومات عـن الغذاء الصحي السليم والحمية بشكل عام. وتم إثبات وجـود علاقـة ارتباطيـة موجبة بين بعض أنواع البرامج خاصةً التعليمية منها والصحية وعملية الـوعي والثقافة الصحية. وقد ركزت دراسة العوفي والعمودي على التلفزيون كإحـدى الوسائل الإعلامية بينما في الدراسة الحالية سيتم دراسة تـأثير جميـع وسـائل الإعلام وترتيب أهميتها كمصادر للمعلومة الصحية والتثقيف الصحي، وفق مـا تراه المرأة السعودية ، كما أنه في هذه الدراسة سيتم دراسة المعلومة الصـحية المتعلقة بالغذاء الصحي والحمية وفي هذا سيتم التأكد من النتيجة التي توصـلت إليها الدراسة حول ضعف دور التلفزيون في بث معلومات عن الغذاء الصـحي السليم والحمية بشكل عام، والذي قد يرجعه الباحث إلى وجود عينة من الذكور في هذه الدراسة والتي عادة لا تهتم بمثل هذه الأمور.
مشكلة الدراسة وأهدافها:
إن لنشر التثقيف الصحي في كافة مجالاته بين أفراد المجتمع أهميةً بالغةً مرتبطةً بحياة الإنسان وصحته وسلامته، فالإنسان لا يستطيع المحافظة على صحته، إذا لم تكن لديـه الثقافة والوعي الصحي اللازمان لذلك، لذا فإنه من الضروري بذل الجهـود الجماعيـة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، لنشر التثقيف الصحي من خلال توعية الجمهور، وتدريب المسؤولين، وتنمية شعورهم، وإحساسهم تجاه أهمية التثقيف الصحي. ووسائل الإعلام تستطيع القيام بهذا الدور لما لها من تأثيرٍ واضحٍ وفعالٍ على الإنسـان وسلوكياته، فعليها يقع عبءٌ كبيرٌ في تثقيف الجمهور وإشعار كل فردٍ بمسئوليته تجـاه صحته وصحة من يرعاهم. كما تستطيع حث الأفراد على التعـاون مـع المؤسسـات والهيئات والمنظمات الصحية المحلية والإقليمية والعالمية.
ولكون المرأة السعودية من أكثر فئات المجتمع التصاقاً بمفاهيم التثقيف الصـحي الـذي يعني في هذه الدراسة دور الوسيلة الإعلامية في توفير المعلومـات الصـحية اللازمـة والضرورية لها من أجل الارتقاء بمستواها الصحي وإكسابها السلوك الصحي السليم فقد جاء الإحساس بأهمية إجراء هذا البحث الذي يستهدف إلى دراسة دور وسائل الإعـلام في التثقيف الصحي للمرأة السعودية كدراسةٍ مسحيةٍ ميدانيةٍ لتحقيق الأهداف التالية:
١-التعرف على مصادر التثقيف الصحي للمرأة السعودية.
٢-التعرف على مدى متابعة وسائل الإعلام في مجال التثقيف الصحي.
٣ -التعرف على مدى الاستفادة من وسائل الإعلام في التثقيف الصحي.
4- معرفة العلاقة بين استخدام المرأة السعودية لمصادر التثقيف الصحي ومسـتوى وعيها الصحي.
٥ -معرفة رأي واتجاهات المرأة السعودية نحو دور وسائل الإعـلام فـي عمليـة التثقيف الصحي.
٦ -الكشف عن علاقة المتغيرات الديموغرافية بالثقافة الصحية واسـتخدام وسـائل الإعلام من جانب المرأة السعودية.
تساؤلات الدراسة
ستحاول هذه الدراسة الإجابة عن التساؤلات المتعلقة بدور وسائل الإعلام في التثقيـف الصحي للمرأة السعودية والتي تتمثل في التساؤلات التالية
• ما مصادر التثقيف الصحي الإعلامية للمرأة السعودية؟
• ما مدى متابعة المرأة السعودية وسائل الإعلام في مجال التثقيف الصحي؟
• ما مدى استفادة المرأة السعودية من وسائل الإعلام في التثقيف الصحي؟
• ما علاقة استخدام المرأة السعودية لمصادر التثقيف الصحي ووعيها الصحي؟
• ما رأي أو اتجاهات المرأة السعودية نحو دور وسائل الإعلام في التثقيف الصحي؟

• ما العلاقة بين المتغيرات الديموغرافية والثقافة الصحية واستخدام وسائل الإعلام من جانب المرأة السعودية؟
منهج الدراسة:
تنتمي هذه الدراسة إلى مجال الدراسات الوصفية التي تعتمد على استخدام مـنهج المسح بالعينة الذي يستهدف الحصول على معلوماتٍ كاملةٍ ودقيقةٍ عن اتجاهات المـرأة السعودية ورؤاها المعرفية لدور وسائل الإعلام في نشر التثقيف الصحي لها وفق عوامل التثقيف الصحي المختارة في الدراسة والتي تمثل العوامـل التاليـة: أهميـة النظافـة الشخصية، أهمية الرياضة وممارستها، أهمية الإلمام بالإسعافات الأولية، أهمية الرضاعة الطبيعية وتغذية الطفل، الوقاية من الأمراض الشائعة والخطيرة، أهمية التغذية السليمة.
مجتمع الدراسة:
طبق الباحث دراسته على مجتمع النساء السعوديات بمدينة الرياض، حيث تـم اختيـار عينة ممثلة لأحياء مدينة الرياض (أحياءٌ راقيةٌ، أحياءٌ متوسطةٌ، أحياءٌ شعبيةٌ) وفقاً لارتفاع أو انخفاض مستوى تكلفة ونوع السكن بحيث مثل كل نوعٍ بحيٍ واحـدٍ وبهـذا يكون عدد الأحياء التي جرت فيها الدراسة ثلاثة (٣) أحياء، وقـام الباحـث بـإجراء الدراسة الميدانية على عينةٍ عشوائيةٍ من كل حي قوامها (١٥٠ امرأة)، وبهـذا يكـون إجمالي عدد من جرت عليهن الدراسة أربعمائة وخمسون (٤٥٠) امرأة سعودية.

• تم اختيار الأحياء وفق التقسيم المعتمد للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض.


• تم اختيار مدارس المرحلة الثانوية في الثلاثة أحياء التي تم اختيارها.


• تم اختيار الثانوية التي تقع في منطقةٍ متوسطةٍ من الحي بحيث يتوقع أن تكـون هذه المدرسة ممثلةً للمرأة السعودية المقيمة في الحي، مع اشتراط الحي كمتغيـرٍ رئيس عند توزيع البيانات على الطالبات


• تم حصر أسماء الطالبات في المدارس الثلاث للصف الأول ثانوي، حيث أن الأعداد في هذه الصفوف تكون أكثر من غيرها، كما أن سن الطالبـة في هذه المرحلة قد يعطي مؤشراً على تنوع عمر أمهاتهن أو أخـواتهن الأكبر منهن سناً المقيمات بالمنزل.


• تم اختيار العينة بطريقة العينة العشوائية المنتظمة مـن واقـع السـجلات المقيد فيها أسماء الطالبات، حيث تم البدء في المفردة الأولى من رقم (٣ (وهكذا حتى الانتهاء من فرز جميع مفردات الدراسة ومن الثلاث مـدارس التي تم اختيارها للعينة.
  أداة جمع البيانات
  نظراً لطبيعة المنهج المستخدم في هذا الدراسة فقد تم اسـتخدام استبانة لجمـع البيانات المتعلقة بالبحث بما يتناسب مع الخصائص الاجتماعية والثقافية لعينة الدراسـة وفق المحددات التي تم وضعها لاختيار العينة . وتشتمل على جزأين:
  نظراً لطبيعة المنهج المستخدم في هذا الدراسة فقد تم اسـتخدام اسـتبانه لجمـع البيانات المتعلقة بالبحث بما يتناسب مع الخصائص الاجتماعية والثقافية لعينة الدراسـة وفق المحددات التي تم وضعها لاختيار العينة . وتشتمل على جزأين:
  الجزء الأول: أسئلةٌ تتعلق بالبيانات الديموغرافية والاجتماعية للمرأة السـعودية تشـمل (العمر، المهنة، المستوى التعليمي، الحالة الاجتماعية، مستوى الدخل). الجزء الثاني: أسئلةٌ تتعلق بمتغيرات الدراسة والتساؤلات العلاقية الخاصة بهـا، وتـم تقسيمها في ستة مجالات وهي:
  • مصادر التوعية والتثقيف الصحي.
  • مشاهدة مصادر التثقيف الصحي.
  • متابعة مصادر التثقيف الصحي.
  • الاستفادة من مصادر التوعية الصحية في مجال التثقيف الصحي
  • أراء واتجاهات المرأة السعودية في مصادر التثقيف الصحي.
  • الوعي الصحي للمرأة السعودية.
  وقد تم إعداد أداة جمع البيانات وفق ما يلي:
  • مراجعة عددٍ من الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع دراستنا.
  • بعد الانتهاء من صياغتها في صورتها الأولية تم اعتمادها من مشرف الدراسة.
  • تم تعديل الاستمارة وفق ما وجه به مشرف الدراسة.
  طريقة تحليل المعلومات:
  بعد إتمام جمع استمارات البحث، سيقوم الباحث بترميـز الاسـتمارات وإدخالهـا فـي الحاسب الآلي باستخدام (Spss) الإحصائي ومن ثم عـرض نتـائج الدراسـة باستخدام:
  • الجداول التكرارية المفردة.
  • الجداول التكرارية المزدوجة.
  • النسب المئوية.
  • الترتيب.
  تقسيمات الدراسة:
  المجال البشري: المرأة السعودية ممن تنطبق عليها محددات الدراسة وهي:
  • أن تكون سعودية.
  • أن تكون مقيمةً في مدينة الرياض.
  • أن تكون مقيمةً في أحد الأحياء التي تم اختيارها للدراسة.
  • أن تكون لدى هذه المرأة سواء كأمٍ أو شقيقةٍ كبرى طالبـةٌ منتظمةٌ في الصف الأول الثانوي في الثانويات التـي تـم اختيارها كمجالٍ مكاني لجمع البيانات.
  المجال المكاني: مدينة الرياض في المملكة العربية السعودية.
  المجال الزمني: وهو وقت جمع بيانات الدراسة وكانت في الفصل الدراسـي الأول من العام الجامعي ١٤٢٣/١٤٢٤