خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
أثرت الحروب الصليبية اجتماعياً على بلاد الشام بشكل كبير، مُسببة سيولة سكانية نتيجة المذابح والتهجير والاستيطان وتبادل السيطرة على المناطق. تغيرت التركيبة السكانية المتنوعة أصلاً (عرب، أتراك، أكراد، سوريانيون، أرمن، بيزنطيون) بشكل جذري، مع تحول بعض الأقليات إلى أغلبية في مناطق، والعكس في أخرى. بلغ عدد سكان بلاد الشام حوالي 2.7 مليون نسمة، وقد انخفض هذا العدد نتيجة للحروب والهجرات. عاش سكان الشام الأصليون في المناطق الإسلامية والصليبية، إلا أن المسلمين كانوا أقلية في المدن الصليبية الكبرى. لم تكن معاملة الصليبيين للمسلمين حسنة، على عكس تصرف صلاح الدين بعد استعادة القدس، حيث عامل الأسرى الصليبيين معاملة حسنة. أدت الحروب إلى اضطراب أمني وانعدام استقرار، مع انتشار اللصوصية وقطع الطرق. كما ساهمت في انتشار التصوف، كنوع من الهروب من واقع الحروب. أدت الحروب الصليبية إلى تغيرات ثقافية في أوروبا الغربية، باستعارة تقنيات زراعية وصناعية، وأساليب معيشية من الشرق، إلا أن تأثيرها كان محدوداً وغير إيجابي على الصعيد التاريخي العالمي.
التأثير الاجتماعي
لقد كان تأثير الحروب الصليبية من الناحية الاجتماعية واضحا في بلاد الشام أكثر منه في أي منطقة أخرى من العالم العربي، إذ إن البيئة السكانية، وعلاقات القوى الاجتماعية والنظام القيمي والأخلاقي قد اهتزت كثيرا نتيجة الاستيطان الصليبي الذي عاش فوق تراب هذه المنطقة حوالي قرنين من الزمان، كما أن الحروب المستمرة تركت تأثيراتها السلبية أيضا.
عندما جاءت جيوش الحملة الصليبية الأولى كانت التركيبة السكانية في بلاد الشام تضم عناصر عربية وتركية، وكردية، وسوريانية، فضلا عن الأرمن والبيزنطيين، وبينما كانت العناصر العربية تشكل أغلبية السكان كانت عناصر الأتراك السلاجقة والتركمان تمثل العنصر السكاني الذي يلي العرب في الأهمية، وقد زادت أهميتهم بفضل نشاطهم العسكري والإمارات التي نجحوا في حكمها ببلاد الشام قبيل وأثناء الحروب الصليبية أما الأكراد فقد كانوا موجودين في المنطقة قبل قدوم الصليبيين حقا. ولكن أهميتهم الاجتماعية زادت بعد أن صاروا يمثلون أغلبية جيوش صلاح الدين، مما أدى إلى اشتعال العلاقات بينهم وبين التركمان. كذلك يمثل الدروز أحد عناصر السكان الهامة في بلاد الشام، وعلى الرغم من مشاركتهم في الحرب ضد الصليبيين إلا أنهم عاشوا حياة أقرب إلى العزلة والانغلاق جعلتهم نهبا لكثير من الأقاويل والروايات المثيرة. وقد تحدث المؤرخون الصليبيون والرحالة الذين زاروا بلاد الشام زمن الحروب الصليبية عن مدى تعدد أجناس السكان في هذه البلاد.
يتضح أن تنوع عناصر السكان كان يوازيه تنوع آخر في دياناتهم ومذاهبهم. وعندما جاء الصليبيون جاءت معهم عناصر جديدة زادت من تنوع الفسيفساء السكانية في بلاد الشام من جهة، كما أدت إلى جعل هذه التركيبة السكانية الفسيفسائية في حال من السيولة وعدم الاستقرار من جهة ثانية، إذ إن المذابح الصليبية، والتهجير الجماعي، والاستيطان، وإعادة الشوطين، فضلا عن تبادل السيادة على بعض مناطق الحضر والريف بين المسلمين والصليبيين خلال الصراع الطويل كل ذلك أدى إلى حال من السيولة السكانية ربما أن بعض مناطق أخرى، فقد تحولت أقليات إلى أغلبيات في بعض المناطق أخرى شهدت العكس، أو شهدت تحول السكان عن دياناتهم. كذلك صحبت الهجمات حالات كثيرة تحول فيها السكان إلى عبيد يباعون ويشترون على حين بقى عدد منهم للقيام بواجبات الخدمة في مدن العدو، وقبل أن نقدم بعض الأمثلة الدالة على حال السيولة السكانية، ربما يكون مفيدا أن نشير إلى أن سكان بلاد الشام في عصر الحروب الصليبية كان حوالي مليونين وسبعمائة نسمة حسب تقديرات بعض الباحثين. وهذا الرقم الذي توصل إليه الباحث اعتمد على أدلة استقرائية وتحليلية ولم يعتمد على إحصائيات دقيقة لعدم توفرها، يبدو لنا معقولا في ضوء الحقيقة القائلة إن بلاد الشام في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي – أي بعد قرن كامل من قدوم الحملة الأولى – كانت قد فقدت الكثير من سكانها نتيجة المذابح الصليبية الشهيرة، ونتيجة الهجمات الاستردادية الإسلامية، ونتيجة الهجرات الإجبارية التي تصحب الاستيلاء على كل مدينة. ومن ناحية أخرى فإن أعداد الصليبيين الذين بقوا في فلسطين بعد الحملة الأولى كان قليلا. ولم يكن ممكنا أبدا تعويض نقص السكان في المستوطنات الصليبية بأعداد القادمين من أوروبا التي كانت تتناقض باستمرار.
. وكان ما حدث في المدينة المقدسة مثالا لما حدث في سائر المدن التي استولى عليها الصليبيون، بيد أن المسلمين الذين هجروا المدن الشامية والفلسطينية التي احتلها الصليبيون لم يلبثوا أن عادوا لسكن مدنهم والإقامة فيها نتيجة الاستقرار ونمو الإمكانيات الاقتصادية في مدن الساحل على نحو خاص. ولكن المصادر التاريخية لا تمدنا بأي معلومات عن أعداد أولئك العائدين، أو نسبتهم العامة قياسا إلى سكان المدن التي حكمها الصليبيون وأقاموا فيها. لقد عاش سكان الشام الأصليون في المدن والريف والصحراء؛ سواء في القطاع الإسلامي أو القطاع الصليبي. ولكن ما بلفت النظر هو أن نسبة المسلمين منهم كانت قليلة في المدن الصليبية الكبيرة على حين تزايدت أعدادهم في المراكز العمرانية الصغيرة. وكان المسلمون في المناطق الصليبية يعانون من وطأة الضرائب الإضافية، ومن التعاسة التي تسببها تسميتهم «الكلاب»، أو الكفار» في بعض الأحيان. وفي الجانب الإسلامي كان يعيش عدد من الصليبيين في حال متدنية في المناطق التي حررها المسلمون طوال تلك المواجهة. وربما يكون مفيدا في هذا المقام أن نشير إلى حقيقة أن القضاء على مملكة الصليبيين، وإماراتهم، في القرن الثالث عشر الميلادي، لم يكن يعني على الإطلاق أن جميع الفرنج قد رحلوا عن بلاد الشام. فقد رحل القادة والفرسان والقادرون على الرحيل على حين بقى عامة الصليبيين الذين اعتنق بعضهم الإسلام، وبقى البعض الآخر على دينه، ودخل في التركيبة الفسيفسائية للبنية السكانية في بلاد الشام. أما المسيحيون الذين عاشوا في المناطق الصليبية فإنهم لم يلقوا معاملة حسنة من الصليبيين الذين اعتبروهم منشقين وخارجين على الدين المسيحي. كذلك فإن الصليبيين لم يقيموا أي علاقة ودية مع أي طائفة مسيحية باستثناء الموارنة في لبنان (1). حاول مؤرخو الغرب وتابعهم بعض المؤرخين العرب أن يبرروا الحملات الصليبية على العالم الإسلام بأنها إنما كانت مجرد حملات لاسترداد بيت المقدس، وأنها إنما تحركت لتحرير الطريق إلى قبر السيد المسيح، وحمايته من مظالم السلاجقة الذين اضطهدوا الحجاج المسيحيين، وأن بطرس الناسك قد زار القدس، وعاد بهيج الخواطر، ويثيرها على سوء المعاملة والحق، أن هذه إحدى افتراءات التاريخ الكبرى التي عاشت طويلا دون أن تجد ما يحققها أو يدفعها، فليس هناك أي دليل، أو أي وثيقة تثبت مثل هذه الاتهامات، وكل ما عرف في هذا المجال هو أمر الضريبة المقررة على الحجاج والتي زعموا أنها فاحشة، أما الاعتداء على حجاج القبر المقدس فلم تتأكد بدليل واحد، أو شاهد منصف وإذا وجدت حوادث فردية فهي مما لا تخلو منه مملكة. ومن المؤرخين المنصفين الذين عاشوا تلك الفترة وزاروا الشام بردناري فيس» الذي كتب في مذكراته أنه يقول: «إن السلام ساد فوق تلك الربوع بين النصارى والمسلمين حتى أني لو كنت مسافراً ونفق بعيري أو حماري الذي ينقل أمتعني، وتركتها كلها دون حارس ولا رقيب، وسرت إلى أقرب مدينة لأجلب لي بعيراً أو حماراً آخر لوجدت عند عودتي أنها باقية على ما هي عليه. وقال العلامة منزو: كانت تلك الفظائع المنسوبة إلى المسلمين ممزوجة بكثير من الأقاوية التوابل» لتوافق روح ذلك العصر الذي كان أشد توحشا من عصرنا هذا، وكان النصارى يأخذون قصص تلك الفظائع على علاتها.
تجمع المصادر على أن المسلمين لم يعاملوا الفرنجة بالمثل، بالرغم من مظاهر العنف البالغة، والانتقاض والنكث بالعهود، والتآمر الذي نفذها الأوروبيون وكرروها في أكثر من موقف. كان المسلمون في جميع أدوار الحروب الصليبية يتصرفون في حدود مفهوم الإسلام وأيديولوجيته رفقا وعدلا في دار الحرب والسلم، ويسجل المؤرخون أن الصليبيين في الحملة الأولى سفكوا دماء المسلمين حتى في المسجد الأقصى بحيث كان الفارس منهم وهو راكب تصل إلى رجليه دماء المسلمين الذين قتلوا (كتاب التاريخ العام للأفيس ورامبو)
كما أحرقوا دار الحكمة في طرابلس. وكان فيها نحو مائة ألف مجلد من الفكر العربي، فإذا راجعنا ما فعله صلاح الدين بعد سيطرته على القدس واستعادتها منهم عام 589هـ. وكان بها مائة ألف من الفرنجة والصليبيين (منهم 60 ألف راجل وفارس) غير النساء والأطفال، لوجدنا تصرفا يختلف كل الاختلاف، لقد حفظ صلاح الدين حياة هؤلاء جميعا واستوصى بهم، وسمح لهم أن يخرجوا بكل ما يملكون من ذهب وفضة واكتفى بأن فرض على كل منهم عشرة دنانير، وعلى كل امرأة خمسة، وعلى كل طفل دينارين. وتحمل عمن عجز منهم، فأعفى كثيرين من هذه الفدية. وأدى الملك العادل أخو صلاح الدين الفدية عن ألف منهم، وعومل النساء معاملة غاية في السماحة واللطف، وأغضى عن كل ما حملوا معهم من غنائم، وأباح للبطريرك الأكبر أن يخرج آمنا بأموال البيع، وذخائر الجوامع التي غنمها الصليبيون في هجومهم الأول. ورفض صلاح الدين ما ذهب إليه مستشاروه من أن البطريك سيتقوى بما أخذ على حرب المسلمين ثانية.
مع استمرار المعارك، وتبادل النصر والهزيمة، كانت هناك باستمرار أعداد من الأسرى من الجانبين. وكان بعضهم يتحول إلى رقيق يباع في الأسواق النخاسية، على حين يبقى البعض الآخر من الرجال والنساء لأداء الأعمال الحقيرة وهم في حال الأسر. والراجح لدينا أن هذه الأعداد الأعمال الكبيرة من الأسرى، خصوصا من يباع منهم في أسواق الرق، كانوا يدخلون في نسيج التركيبة السكانية لبلاد الشام ويزيدونها تنوعا وثراء. وقد أثر هذا في الملامح الجسدية لسكان بلاد الشام نتيجة التزاوج والاندماج الذي أذاب الفروق العرقية بمرور الأجيال. هكذا، إذا تمثلت النتيجة الأولى للوجود الصليبي والصراع ضده، في سيولة البنية السكانية في بلاد الشام. فقد هرب غير المقاتلين من السكان الأصليين أثناء العمليات العسكرية. وحين عاد أبناء المدن التي احتلها الصليبيون لم يعودوا جميعا، كما أن التركيب السكاني لم يعد إلى سابق عهده، إذ كان لا بد من توفير الأماكن للفرنج المستوطنين على حساب السكان الأصليين. وقد توالت أعداد الصليبيين من أوروبا لتسبب خللا دائما، وسيولة مستمرة في التركيب السكاني. ومن ناحية أخرى كانت الهجرة من بلاد الشام صوب مصر سببا في زيادة عدد السكان. حقيقة أن مصر قد تعرضت لهجمات الصليبيين على أراضيها بين الحين والحين والآخر جعلتها تتعرض لعمليات عسكرية تسببت في هجرات داخلية، مثلما حدث أثناء الصراع بين جيوش أسد الدين شيركوه وجيوش الصليبيين بقيادة أمالويك الأول (عموري)، ومثلما حدث لأهالي دمياط والمناطق المجاورة أثناء أحداث الحملة الصليبية السابعة، بيد أن عدم نجاح الصليبيين في احتلال الأرض المصرية لفترة طويلة، مثلما حدث في بلاد الشام، جعل التأثيرات السلبية في البنية السكانية محدودة للغاية. وعندما تولى سلاطين المماليك حكم مصر والشام صارت هي المعقل الأخير الأمن للحضارة العربية والإسلامية، وبينما كان الصراع ضد الصليبيين في بلاد الشام يمر بأطواره الأخيرة لصالح المسلمين دفعت الغزوات التترية بالكثيرين من أهل العراق والشام إلى مصر، كما أن هجوم الكاثوليك على مسلمي الأندلس دفع بالكثيرين إلى مصر. فإذا أضفنا إلى ذلك عدد من هاجروا طوال قرن ونصف قرن (قبل تولي المماليك الحكم) من فلسطين وشمال الشام تحت وطأة الحروب الصليبية أدركنا مدى تزايد معدل النمو السكاني في مصر في تلك الأثناء. ومن المهم أيضا أن نشير إلى أن أولئك المهاجرين قد عوضوا النقص الفادح في أعداد السكان نتيجة المجاعة الكبرى التي عرفت باسم الشدة المستنصرية» في عهد الخليفة المستنصر» الفاطمي. وقد كانت لأحداث الحروب الصليبية تأثيراتها السلبية من الناحية الاجتماعية، أي من ناحية الحياة اليومية في بلاد الشام. وقد تجلت هذه التأثيرات السلبية في عدة مستويات. فمنذ نجاح الصليبيين في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي، وقيام مملكتهم وإمارتهم الثلاث في القدس، وإنطاكية، والرها، وطرابلس، باتت بلاد الشام نهبا للمنازعات السياسية والصراعات السياسية التي أفرزت نتائج سلبية خطيرة على الحياة الاجتماعية في بلاد الشام، إذ إن النزاع والحروب لم تتوقف بين المسلمين والصليبيين، وبين السنة والشيعة، وبين أمراء المناطق الحضرية ونظرائهم في المناطق الريفية أو الصحراوية والجبلية، وبين أبناء الأسر الحاكمة ووزرائهم الطامعين وبين عامة السكان وكانت أغلبيتهم من العرب) - والعساكر والوافدين (وأغلبيتهم السلاجقة والتركمان) – وبين الأتراك والأكراد. كانت هذه المنازعات والصراعات المسلحة مصدر اضطراب أمني وخلل اجتماعي خطير، إذ كان أحدهما يكفي لتعكير صفوة الحياة اليومية والإضرار بالصالح العام للمجتمع. بيد أنها تجمعت لتنشر مظاهر انعدام الأمن وحدة الخروج على القانون بشكل متصاعد، وبروز اللصوصية، وقطع الطريق، والسطو. ويشير أسامة بن منقل إلى وجود عصابات لقطع الطريق في تخوم بعلبك، وشيزر، ونابلس. ولم تكن تلك هي المناطق الوحيدة التي راحت نهبا لعبث مثل تلك العصابات بطبيعة الحال. وعلى الرغم من ذلك فإن الحياة استمرت في سيرها ولم تتوقف وعادت الحياة تزدهر مرة أخرى في بعض المناطق التي حررتها جيوش صلاح الدين، بيد أن بعض المناطق التي دمرها لاعتبارات أمنية عسكرية، مثل عسقلان، خربت بعد أن كانت من المراكز الحضرية المزدهرة، بحيث بكي الناس وأسفوا عليها كذلك ازدهرت الحياة في المناطق التي كانت بعيدة عن خطوط الحرب التقليدية. فكلما كانت المنطقة منطقة حرب كان التدهور السكاني والاجتماعي واضحا، والعكس صحيح تماما. إذ إن المناطق التي شهدت نوعا من التعايش السلمي، بسبب الضرورات الاقتصادية، مثلما حدث في بانياس عندما اقتسم أهل دمشق والصليبيون المناطق الزراعية ومثلما كانت الضرورة الاقتصادية تسمح بالحفاظ على أمن طرق التجارة وقوافلها في عكا. هذه المناطق عاشت قدرا من الازدهار النسبي، بيد أنه لم يلبث أن تدهور في ظل الحركة الاستردادية التي قادها صلاح الدين الأيوبي وأحداث الحملة الصليبية الثالثة .
عمد الصليبيون حين استقر بهم المقام في المناطق التي استخلصوها من المسلمين على توزيع الأراضي المغتصبة فيما بين أمرائهم وقادتهم ومنتقديهم، وحكموا هذه الأراضي وفق النظام الإقطاعي الذي كان سائدا في أوروبا أنذاك،
أما تأثير الحروب الصليبية في النظام القيمي والأخلاق في العالم العربي، فيمكن أن نرصده من خلال الحقيقة القائلة إن تلك الحروب الطويلة المرهقة كان لها من الإفرازات السلبية ما يفوق إفرازات الحروب العادية. فقد وقعت أحداث الحملة الصليبية الأولي في زمن كان العالم العربي الإسلامي يعاني من شرور التمزق والتشرذم السياسي، بحيث فشل في القضاء على الموجة الصليبية الأولى؛ على الرغم من موارده الهائلة بشريا واقتصاديا، وقبل أن يستوعب المسلمون الصدمة كانت قد مر حوالي خمسين عاما .
هذه الحقيقة كانت لها انعكاساتها على جماهير الناس في العالم العربي، فامتلأت النفوس بالغضب ومشاعر الإحباط والمرارة التي زادت من حدتها أعداد اللاجئين الهاربين من وحشية الصليبيين عند كل هجوم جديد. لقد شعر الناس في المنطقة العربية بمدى عجز الحكام، وامتلأت النفوس في كل مكان بروح العجز، وشاعت روح من التقوى السلبية، والتدين العاطفي الهروبي. وقد تجسد هذا كله في انتشار الطرق الصوفية الجاهلية من الدراويش وأتباعهم الذين رددوا الخرافات وأنباء معجزات الدراويش وكراماتهم المزعومة على أنها من حقائق التاريخ. ومع أن التصوف – بمعنى النسك والزهد والتفقه في الدين - قد ظهر على استيحاء في القرن الثالث الهجري ثم انتشر رويدا رويدا، فإنه لم يتخذ شكل الظاهرة السائدة في الحياة الاجتماعية قبل العصر الأيوبي. لقد كان هناك فريق من المتصوفة، أقرب إلى الفلاسفة، يميلون إلى العقل أكثر مما يجنحون إلى الخرافات والغيبيات، ولكن مصرع شهاب الدين السهروردي - المعروف باسم السهرودي المقتول ) - بأمر من صلاح الدين الأيوبي عام 587هـ ، بتحريض من علماء حلب وبفتوى منهم، كان مؤشرا على اتجاه يناصر الدراويش الذين كانت تؤيدهم جيوش المريدين من العامة . وتمثل اهتمام الأيوبيين بهذا النمط من التصوف في اعتماد صلاح الدين الأيوبي عليهم في إذكاء حماسة الجنود من جهة، وإنشاء المؤسسات اللازمة لخدمتهم ووقف الأوقاف السخية عليها من جهة أخرى. وبينما توارى المتصوفة الفلاسفة ظهر المتصوفة الدراويش وأصحاب الطرق. ومع مرور الوقت بدأت تظهر أنماط غربية من الدراويش لا سيما في عصر سلاطين المماليك حتى وجد منها حوالي ست وثلاثين فرقة في ذلك العصر. لقد اتخذ الاتجاه العالم للتصوف اتجاها سلبيا ضم الكثير من الدراويش والمجاذيب. وكان التفاف عامة الناس حول هذا النمط من المتصوفة الدراويش تعبيرا عن روح اليأس، والهروب على المجهول، التي سيطرت على قطاعات كبيرة من سكان المنطقة العربية زمن الحروب الصليبية. وقد استغل سلاطين المماليك الصوفية في تدعيم سلطانهم، والترويج لأنفسهم عند عامة الناس. ومنذ البداية كان السلطان الظاهر بيبرس يقرب المشعوذين والدراويش والمجاذيب وكذلك فعل المنصور قلاوون، وسائر سلاطين المماليك، وكانت أوقافهم على الصوفية، واهتمامهم ببناء الخانقات لهم، تعبيرا عن ذلك الموقف. لقد ورث المماليك عن سادتهم الأيوبيين الاهتمام بالصوفية وتشجيعها مثلما ورثوا عنهم كثير من الأمور الأخرى. وبينما كانت البداية نابعة من رغبة صلاح الدين في استخدام الصوفية للتعبئة المعنوية لجنوده، ومحاربة التشيع انتهى الأمر في عصر سلاطين المماليك بالرغبة في تدعيم سلطة السلطان ومكانته عند جماهير العامة. وعندما بدأت حركة الجهاد لتحرير الإسلامية تشتد استخدم الأيوبيون الحركة الصوفية لتعبئة المشاعر الدينية ضد الأعداء، أن نجاح هذا السلاح المعنوي زمن صلاح الدين كان يوازنه تحول في الحركة الصوفية، بحيث باتت عنصراً إيجابيا في الحياة الاجتماعية في عصر سلاطين المماليك. وتقتضي منا التاريخية أن نقرر أن التيار الإيجابي الذي مثلته الحركة الصوفية كان هو البذرة التي تمت منها شجرة الجهاد. فقد شن عدد من الفقهاء هجوما قاسيا على الذين أرادوا صرف الناس عن واجب الجهاد ضد الصليبيين، وأن تقتدوا بالصوفية المجاهدين (1). هل كانت للحملات الصليبية عواقب اجتماعية مباشرة؟ كان الفرسان المشتركون الرئيسيون في هذه الحروب. وكانت فرقهم الصليبية شاسعة جدا بالإجمال. أما عدد أشهر العائلات الإقطاعية التي أقامت علاقات ثابتة مع الأرض المقدسة، فإنه يبدو، بالعكس، غير كبير نسبيا؛ وعلى العموم لم يكن عدد الصليبيين «الأشراف الذين استقروا بثبات في الشرق، حسبما يبدو متطابقا مع توقعات ملهميهم. ومنذ أواخر القرن الثاني عشر وبخاصة منذ بداية القرن الثالث عشر، كانت الأراضي البيزنطية تغري كثيرين من الأسياد أكثر بكثير؛ وأخذ تدفق الارستقراطيين من الغرب إلى دول الصليبيين في سوريا ولبنان وفلسطين يقل أكثر فأكثر، وعدا ذلك، وجد عدد لا يستهان به من الفرسان مع مر الزمن، مخرجا من الرغبة في القتال والحرب بالانتماء إلى الجمعيات الرهبانية العسكرية التي لم يكن نشاطها يرتبط بالدفاع عن الشرق اللاتيني فقط. وعلى كل حال، كانت الحملات الصليبية تعني بالنسبة للطبقة الإقطاعية في أوروبا الغربية سفك الدماء بمقادير هائلة؛ ذلك أن النجاحات في الشرق، وهذا هو الرئيسي – استنبعت الحملات الصليبية تغيرات ملحوظة جدا أحيانا، في توزيع ملكية الأرض في بلدان الغرب. وعلى الأخص أسهم رحيل الفرسان إلى ما وراء البحارة في توسيع ملكية الكنيسة للأراضي. ومن عواقب اشتراك الإقطاعيين في الحركة الصليبية، ارتفاع مستوى وعيهم الذاتي الطبقي ؛ فباشتراكهم في المعارك ضد العدو المشترك بوصفهم القوة الحاسمة، أدركوا بجلاء انتماءهم إلى فئة اجتماعية واحدة ذات مصالح مشتركة. وليس من باب العبث إذا كانت مدونات الأخبار، بصورة رئيسية مدونات أولى الحملات الصليبية التي اشتركت فيها كذلك جماهير غفيرة من أهل الريف، تعارض الفرسان بكل جلاء بالفلاحين بالعامة، التي لا تصلح للحرب والجبانة». وأن مدون أخبار الحملة الصليبية الأولى فولهير من شارتر، ويبرز على الخصوص بجميع الوسائل نبل مسلك الإقطاعيين أثناء معركة إنطاكية؛ فبعد الاستيلاء على المدينة، عمد الشعب بلا رادع ولا كابح إلى نهب كل ما كان في الشوارع أو في البيوت، أما الفرسان، فقد بقوا، حسب زعم فولهير، للشرف الفروسي .
خلاصة القول أن الحملات الصليبية شقت ثلما أعمق يفصل الأسياد عن الفلاحين الفقراء : فإن الفرسان قد اضطروا رغم أنوفهم إلى رص صفوفهم، وليس فقط أمام الأعداد الكفار، بل أيضا أمام «الرعاع المتمردين والذين يستحيل إصلاحهم البر من آخن). وفي إنطاكية، اضطر الأمير ريمون من تولور، والأمير بوهيموند من تارنتو، اللذان كانا يتنافسان بضراوة، إلى التصالح في أواخر عام 1098 حين واجها خطر فتنة فلاحية في صفوف القوات المسلحة، وهكذا أسهم النضال من أجل الأهداف المشتركة والنزاعات التي رافقته مع القرويين ذوي الأخلاق الفظة المنفلتين، الذين لا انضباط التلاحم والتراص . ثم إن التعرف على الشرق أسهم تغيرات في نمط حياة الأسياد في الغرب. فإن الفارس الصليبي كانت تستحوذ عليه، بعد عودته إلى الوطن، مطامح جديدة، وكانت تظهر عنده أدلة تقييمية جديدة. ولم يكن ليعارض الاستعانة عن اللباس الخشن المغزول في البيت بالالبسة الشرقية الناعمة والجميلة؛ وتزيين جدران بيته بالسجاجيد والاستعاضة عن المرأة من البرونز المصقولة أو من الفولاذ بالمرآة من الزجاج ولماذا لا يستكمل المائدة القروية البسطية بمآكل متأنقة من المطبخ الشرقي، وبالتوابل؟ ولماذا لا يشرب هو نفسه، ولماذا لا يبهر في جولة الفرسان أو أثناء حفلة في القصر بسيف ذي قبضة مطعمة ومرصعة باناقة وبخناجر من الذهب والعاج؟ وأي خير إذا ما قدم لضيف أمضى معه النهار بشكل مستطاب إلى مائدة فاخرة سلة من الفواكه النادرة الواصلة للتو من وراء البحار ؟ خلاصة القول أن حاجات الإقطاعيين تزايدت، وأن بنيتها تغيرت؛ وفي الوقت نفسه أخذت تدخل حيز الخدمة أكثر فأكثر وسيلة موثوقة لتلبية الحاجات هي النقود.
يبقى أن ندرس النتائج الثقافية التاريخية للحملات الصليبية. في الأدب الغربي لا يزال يشيع رأي كان واسع الانتشار فيما مضى، مفاده أن الحملات الصليبية كانت في هذا المجال مثمرة على وجه الخصوص، وأنها، بإدخال الأوروبيين الغربيين إلى عالم جديد بالنسبة لهم من القيم الثقافية، قد أدت إلى ارتفاع مستوى الثقافة، وحتى عنت فيها مرحلة جديدة. هذا الرأي متحيز وسطحي، ولا يرتكز على وقائع كافية وقابلة للتصديق نوعا ما. لاريب في أن الشرق العربي وثقافته بأوسع معاني هذا المفهوم) قد أثرا تأثيرا بالغا في شتى جوانب الحياة المادية والروحية في المجتمع الإقطاعي الأوروبي الغربي. اقتبس الغرب الكثير من الشعوب الشرقية في مضمار التكنيك. ومن الشرق إلى أوروبا راح الطاحون الهوائي؛ ففي الغرب بدأوا يبنون الطواحين الهوائية منذ القرن الثاني عشر بعد أن شاهدها الصليبيون في سوريا. ومن سوريا أيضا أخذ الغرب الدولاب المائي المحسن؛ وقد كان معروفا في الشرق منذ أرمان روما، وحسنه الميكانيكيون العرب وكان في القرنين الثاني عشر والثالث عشر يستعمل على نطاق واسع في سوريا حيث اشتهر على الأخص حرفيو إنطاكية بمهارة صنع هذا المحرك. فمنذ أواخر القرن الثاني عشر، مثلا، شرعوا في أوروبا يربون ويستعملون للأغراض الحربية في بادئ الأمر) الحمام الزاجل الذي كان مستخدما من قديم الزمان في بلدان المشرق؛ ففي القرن التاسع، كان الحمام يؤمن خط البريد بين الموصل وبغداد وغيرهما من المدن. ثم إن الأوروبيين اقتبسوا في الشرق بعضا من مزروعات الحقول والبساتين والقرعيات لم يكونوا يعرفونها الحنطة السوداء، الرز البطيخ المشمش الليمون الحامض وبعض أصناف الزهور الورد الدمشقي). وخلال زمن طويل كان العسل المنتوج الغذائي الحلو الوحيد في الغرب، ولم يدخل سكر القصب قيد الاستهلاك إلا منذ القرن الثاني عشر. وللمرة الأولى تعرف المقاتلون الإفرنج على قصب السكر عندما جاءوا في إنطاكية عام 1098 .
وفي القرن الثاني عشر أيضا تطور صنع الأقمشة حسب النمط الشرقي ومنها نوعا الداما والموصلين (نسبة إلى مدينتي دمشق والموصل). ونوع الأطلس. كذلك انعكس تأثير الشرق على نطاق واسع جدا في ميدان الآداب والمعيشة. فمنذ الحملات الصليبية شرع الأوروبيون يربون اللحى ويرتدون العمائم على الطريقة الشرقية، ويأخذون الحمامات الساخنة، ويغيرون أحيانا كثيرة نسبيا الألبسة التحتانية والفوقانية (ففي القرون الوسطي الأولى كانوا في أوروبا لا يغتسلون إلا بالماء البارد، ونادرا فقط، وكانوا يلبسون الأثواب حتى تبلى).
كذلك نقل الغزاة الغربيون إلى أروربا سمات الأسلوب الشرقي في الهندسة المعماري. وقد كان جامع الخليفة عمر في القدس الموديل والمثال الأولى للهياكل ذات القبب - وقد بدأ بناء الهياكل من هذا الطراز في الغرب في القرنين الثاني عشر والثالث عشر؛ فنقلا عن جامع عمر، بنيت القبب في كنائس الرهبان الهيكليين؛ وفي القرن الثاني عشر بنى عدد كبير آخر من المعابد، وبخاصة في فرنسا، نقلا عن كنيسة القبر المقدس في القدس. ثم إن الصليبيين حملوا إلى أوروبا بعض الأدوات الموسيقية. ومنذ زمن الحملات الصليبية قامت عادة عزف المؤلفات الموسيقية العسكرية في مجرى القتال في مكان تواجد القائد؛ فإن أصوات الموسيقى كانت دليلا لأجل المقاتلين. ومن الشرق أخذ الغربيون بعض أشكال المعاملة في المعيشة. ولكن الوقائع من هذا النوع ليست كثيرة جداء والرئيسي أن أهميتها من حيث تقديم المجتمع الأوروبي ليست عظيمة بالقدر المظنون؛ فهي تنحصر في أطر ضيقة، ناهيك بأنها أطر قروسطية بحتة، وفضلا عن ذلك من الضروري أن يؤخذ بالحسبان إن المنجزات الثقافية التي حققها الغزاة بالذات في تربة الاتصالات مع الشرق كانت قليلة جدا. فقد طفقوا يربون اللحى ويرتدون العمائم، بل إن بعض ممثلي البيوت الإقطاعية الأوروبية كانوا أحيانا يعاشرون الأعيان المسلمين عن كثب. بل إنهم دخلوا في علاقات زواج مع السريانيات والأرمنيات أو مع المسلمات المعمدات وكانوا، كما قال فولهير من شارتر، يعيشون حسب عادة زوجاتهم. خلاصة القول إن الأسياد الإفرنج قد تكيفوا خارجيا للوضع الجديد عليهم، ونسوا وطنهم»
أخذت حياكة الحرير، مثلا تنتشر أكثر فأكثر في الغرب منذ القرن الثاني عشر. طيب وما في الأمر؟ لا شأن البتة للحملات الصليبية في هذا المجال؛ فإن العرب واليونانيين قد نقلوا إلى أوروبا فن صنع الأقمشة الحريرية الغالية؛ وكانت صقلية حلقة الوصل. وعندما استولى ملك صقلية روجه الثاني الصقلي، في أواخر الأربعينيات من القرن الثاني عشر، على کورنتوس وثيبة وغيرهما من المدن اليونانية، التي كانت منذ القرن الحادي عشر مراكز صناعة الأقمشة الحريرية، أسكن في باليرمو المعلمين في حياكة الحرير وبدأ يشجع بجميع الوسائل إنشاء مؤسسات الأقمشة الحريرية. أو إليكم واقعا آخر ثابتا أيضا كل الثبات منذ القرن الثاني عشر شرعوا في البلدان الغربية يستعملون الورق، ولكن ليست دول الشرق اللاتيني أبدا هي التي نقلت هذا المستحدث إلى أوروبا. فقد سبق أن تعلم العرب من الصينيين صنع الورق في القرن الثامن؛ وفي القرن العاشر، كانوا يستعملون الورق على نطاق واسع في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين، وكانت إسبانيا العربية وصقلية العربية الوطن الأوروبي لهذه المادة الكتابية؛ فمن صقلية انتقل إنتاج الورق إلى إيطاليا (لا) قبل عام (1270)، ومن إسبانيا انتقل إلى فرنسا ومنها في القرن الرابع عشر إلى ألمانيا. وفي التجارة مفاهيم ومصطلحات كثيرة عربية الأصل أيضا، ولكنه يوجد في ميدان التجارة عدد لا يستهان به من المصطلحات ومن الأحكام الحقوقية المقتبسة من إسبانيا وصقلية وليس البستة من مناطق شرقي البحر الأبيض المتوسط. ففي القرن العاشر مثلا، انتقل سند الدين (الحوالة، الكمبيالة) الذي أصبح فيما بعد جزءا لا يتجزأ من العمليات التجارية والنقدية في أوروبا الغربية. وكانت لوحة مماثلة تظهر في ميدان المعيشة. لقد ذكرنا أعلاه الاغتسال بالماء الساخن وتدبير الحمامات التي استوعبها الغزاة الصليبيون في سوريا ولبنان وفلسطين وبيزنطية. ولكن أوروبا الغربية تلقت كذلك في إسبانيا العربية أيضا دروس الاستحمام في الحمام. ولكن القضية لا تقوم في زمان ومكان انطلاق التأثيرات الشرقية.
وهكذا اضطلعت الحملات الصليبية بالإجمال على الصعيد التاريخي العالمي بدور سلبي ولم تضطلع البتة بدور إيجابي.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
يعتبر فول الصويا من المحاصيل الغذائية والصناعية الهامة على المستوى العالمي نظراً لاحتواء بذوره على ن...
Traffic Padding: inserting some bogus data into the traffic to thwart the adversary’s attempt to use...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اليوم ذهب إلى دورة القرآن وتعلمت القرآن ثم عدت إلى منزلي ومكتبي قلي...
يجمع نظام التكاليف بجوار المحاسبة على الفعليات،التوفيق في ظروف حدوثها وأسبابها ومدى الكفاءة في التنف...
نطاق البحث يركز هذا البحث على تحليل الأطر القانونية والمؤسساتية لعدالة الأحداث، مع دراسة النماذج الد...
نفيد بموجب هذا الملخص أنه بتاريخ 30/03/1433هـ، انتقل إلى رحمة الله تعالى المواطن/ صالح أحمد الفقيه، ...
العدل والمساواة بين الطفل واخواته : الشرح اكدت السنه النبويه المطهرة علي ضروره العدل والمساواة بين...
آملين تحقيق تطلعاتهم التي يمكن تلخيصها بما يلي: -جإعادة مجدهم الغابر، وإحياء سلطانهم الفارسي المندثر...
Network architects and administrators must be able to show what their networks will look like. They ...
السيد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يجيب عن أسئلة شفوية بمجلس النواب. قدم السيد مح...
حقق المعمل المركزي للمناخ الزراعي إنجازات بارزة ومتنوعة. لقد طوّر المعمل نظامًا متكاملًا للتنبؤ بالظ...
رهف طفلة عمرها ١٢ سنة من حمص اصيبت بطلق بالرأس وطلقة في الفك وهي تلعب جانب باب البيت ، الاب عامل بسي...