خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
ذلك طبعًا عندما كان لي بيت وصاحب كنتُ أُحبهم جميعًا، ذلك يَحْدُثُ دائما في الصباح، وقد عَرَفْتُ مبكرًا كيفَ أَقسم وقت اليوم على كل المهام التي أقوم بها في الصباح تقوم سيدة المنزل بتنظيف البيت وإعداد الطعام، أضحو نشيطا في وقت العصر حيث تبدأ رحلتي بالقرب من أطراف الحقول هناك أساعد «ناصر» في رعي الماعز والأغنام، وأكلي مُعَدًا، عمره إحدى عشرة سنة . قال ناصر : فَهِمْتُ يا أبي، هذا لا يصح ولا يجوز، أما الطيبونَ الرُّحْمَاءُ فَهُم سعداء دائمًا يَحُوطُهم رِضا الله وحبُّ الناس. والرياح تحرك تراب الأرض. ومن بعيد ، أنا أعرفُ أَنَّهُ رُبَّما يكون ابن جارنا ، يحافظ على حياة صاحبِهِ وأمواله، تذكَّرْتُ كلَّ ذلك ولم أستطع أنْ أُخفي الدموع، لكنني لم أحب أن أتناول طعامه تركت اللحم كما هو وبعدتُ عنه قليلا ضحك منصور، أتوا جميعًا التفوا حول منصور، نعم رأيتُ دموعه وسمعته يقولُ: لقد أكل كلبنا سُمَّا. لقد قضَى كلبُنا منصور عمره كله الصف يحمينا، وأصبحت هذه الجائزة التي يُطلق عليها اسم «سعفة الكلبة من الجوائز المنتظمة التي يقدمها المهرجان إلى جانب جائزته الشهيرة «السعفة الذهبية». وقالت مريم انظر يا ناصر كيف يحترمون الحيوان في المجتمعات المتحضرة! بل منا من هو أكثر عطفا، كنتُ مخنوقا من الظُّلمة وقلة الهواء، كلما ضربني أحدهم نبحث وجريت نحوه، ولم أفكر . قفزت بكل جسمي في آخر عربات ار الأسأله لماذا فعل بي هكذا؟ لكننى لا أعرف ماذا حدث، كان حولي كلاب كثيرة مريضةٌ، كان من بين هذه الكلاب مَنْ لَهُ صاحب يزوره ويتابع حالته،
لا أَذْكُرُ بالضَّبْطِ كَيْفَ وَصَلْتُ إلى هنا...
لكني سأحكي لكُمُ الأمر من البداية.. اسْمِي مَحْرُوس، كَانَ اسْمِي مَحْروسًا، ذلك طبعًا عندما كان لي بيت وصاحب
هناك في القرية الطيبة الجميلة.. كنتُ أعيش مع أسرة صاحبي هو وزوجته وأولاده الظُّرفاء، كنتُ أُحبهم جميعًا، وكيف لا وهُمْ وَدُودُونَ مبتسمونَ مَرِحُونَ ؟! عمل، وتعرفون؟! كُنا نلعب معا، ذلك طبعا في الأوقات التي لا يكون فيها عندي. في بعض الأحيان كانَ عَمَلِي هو أن الاعبهم، ذلك يَحْدُثُ دائما في الصباح، وقد عَرَفْتُ مبكرًا كيفَ أَقسم وقت اليوم على كل المهام التي أقوم بها في الصباح تقوم سيدة المنزل بتنظيف البيت وإعداد الطعام، ويكون أكثر ما يُفْلِتُها هو تسلية أطفالها الصغار حتى لا يتكوا أثناء انشغالها بالعمل عندها يكون محروس جاهزا تبتسم لي وتقول . محروس لاعبهُمْ وَاخْرُسْهُمْ. انبح تبحثين طويلتين، تضحك صاحبتي وتتركنا معا نقضي وقتنا في الجري والقفز. وفي بعض الأحيان يستندون على ظهري وهُمْ يُقَهتهون في الظهيرة، وبعد أن تكون أم الأولاد قد عجنت العجين وجهزت الأرغفة على شكل أقراص تنتظر أن تَخْمُر لا تحتاج السيدة إلى الكلام، أنا من نَفْسي أَعرِفُ أَنَّهُ موعد عملي الثاني، تتسلم هي الأطفال تُحممهم وتطعمهم، بينما أتولى أنا مسئولية حراسة الخبز وتخويف القطط والماعز وحتى العصافير من الاقتراب منه. حتى الظهر عملي بالمنزل، وبعد أن أحدَ غَفُوةً صغيرةً، أضحو نشيطا في وقت العصر حيث تبدأ رحلتي بالقرب من أطراف الحقول هناك أساعد «ناصر» في رعي الماعز والأغنام، وعندما يعود هو إلى البيت أذهب أنا إلى البحيرة.. لا لا، ليس للاستحمام بها. أذهب إليها لأقوم بمهمة مضحكة جدا
تعرفون الإورا نعم ذلك الطائر الشبية بالبط، لكن رقبته أطول، أنا المسئول في وقت الغروب عن مهمة إرشاد الإوزات الخاصَّةِ بِأُمِّ ناصر إلى طريق البيت. ذلك لأن الإوزات تنسى وتتوه. ورُبَّما تأخذها الثرثرة مع صاحباتها من الإوزات الأخريات فتنسى وتذهب معها إلى منازلها، عندها أنبحُ أنا عليها وأذكرها بطريق العودة وحين نعود يكون الجو جميلا جدا، وأكلي مُعَدًا، وإذا كان الجو حارا فإن مريم ثانية أولاد أسرة صاحبي تشترك مع أخيها ناصر لأخُذَ أنا حَمَّامًا منعشًا. أما إذا كان الجو لطيفًا فنجلس كلنا في ظل الشجرة المجاورة للبوابة الكبيرة. هم يشربون الشاي ويأكلون الفاكهة ويحكون الحكايات، وأنا أستمع لهم بحب وبهجة. وعادة ما أكون جالسًا باسطًا ذراعي أمامي مُستندًا برأسي عليهما. وقد أخُذُ . غفوة أخرى قصيرة. الصف 8 وحِينَ يَذهَبُ الجَميعُ للنَّوْمِ أَسْتَعِدُّ أنا لأقوم بدوري الرئيسي وعملي الأساسي المهم. طبعا كلكم تعرفونه، أسهَرُ أنا لحماية المنزل
انا وناصر
وناصر هو الابن الأكبر لصاحبي، عمره إحدى عشرة سنة .. صبي مدهش ذكي وطبيب ولطيف، ما زلت أذكر تلك الأيام عندما كنتُ أنا طفلا صغيرًا، كان عمري اثني عشر أسبوعا تقريبًا. قال أبو ناصر ناصر، تعال لندرب محروس» على الحركة والسكون، ندربه على أن يفهمنا، لقد صار واحدا من البيت. قال ناصر: لكنه صغير يا أبي. قال الأب: لا ليس صغيرًا، إنها السِّنّ المناسبة لتدريبه الكلاب يا ولدي ذكية ووهية لأصحابها، وتسعى دائمًا لِرِضَاهُمْ، من الآن وحتى سن سنةٍ يُمكننا تعويده على كل التصرُّفات التي تُفَضِّل وجودها فيه. قال ناصر : فَهِمْتُ يا أبي، لَكِنْ كَيفَ سنفعل ذلك؟ قال أبوه: سَنُعْطِيهِ حِصَّةٌ كلَّ يومٍ مُدَّةٍ ساعةٍ أو نصف ساعة، وبقليل من الصبر وكثير من الحب سيتعلم كل شيء. كان والد ناصر رجلًا ذكيًا، وكان ناصر مثل أبيه من والده تعلَّمْتُ بعضَ الجُمَلِ اذْهَبْ إلى البيت، أخرُس المحصول، قِفْ هُنا، نَم هُنا، وصل صاحبي فلانًا لبيت فلان، نادِ على ناصر ... كنتُ مُطيعا له جدا وكان هو كريمًا جدًّا، يَهَبُني الذَّا . الطَّعام ويعاملني برفق وحُبِّ. أما ناصر فقد تعلَّمْتُ منهُ أشياءَ أُخْرَى كثيرةً : تعلَّمْتُ كيفَ أَكُل، كيفَ أشربُ، أينَ أَقْضِي حاجتي، كيف ألعب، كيف أحافظ على سَيْرِ الغَنَم، علَّمني بهدوءٍ وصبر وحب وعطف كبير كانت حياتي سعيدة جدًّا في منزل «أبو ناصر»
قالَ أَبو ناصر: غَدًا أَكَلِّمُ أَياهُمْ. في الصباح وقف صاحبي يكلم السيد سعيد بهدوء، قال له: لو سمحت، امنع أولادك من إهانة كلبنا، هذا لا يصح ولا يجوز، وهو حرام. ضحك سعيد وقال: حرام 15 ليس حراما، إِنَّ الكلب نجس، ويستحقُ كُلَّ أَذًى. قال أبو ناصر: لماذا تكلم هكذا يا سيد سعيد، إن الرحمة بالحيوان تدعولها كل الأديان والرفق صفة إنسانية مطلوبة وجميلة، ثمَّ إن الكلب مذكور في القرآن، ألم تسمع قصة أصحاب الكهف؟! قال سعيد: عموما سأجعلهم يَكُفُّونَ عَنهُ بِشَرطِ أَنْ تَمَنعَهُ من النباح! قال أبو ناصر: إنه لا ينبع لكي يُزعجك، إنه ينبح ليحذرنا من شيء، أو لينبهنا إلى شيء. أو ليطلب شيئًا، ونباحه ليس كثيرًا، وخدماته لنا لا تُعَدُّ، لَيْتَكَ تشتري لك كلبًا مثله قال سعيد: لا، أنا لا أحبُّ الكلاب. قال هذا ومشى دون أن يُحيي صاحبي رَبَتْ صاحبي على ظهري وقالَ: لَا تَخَفْ إِنَّهُ رجل مسكين، إن قساة القلوب أمثال هذا الرجل مساكين: لأنهم لا يجدونَ مَنْ يُحِبُّهم، أما الطيبونَ الرُّحْمَاءُ فَهُم سعداء دائمًا يَحُوطُهم رِضا الله وحبُّ الناس. نبحث ، بصوت متوسط، وهَزَزْتُ ذَيْلي أكثر من مرة تعبيرًا عن أنني فَهِمْتُ. صَدَّقْتُ صاحبي، لكن ما حدث لي بعد ذلك كان رهيبا
توم كله غيوم.. يوم كان الخريف قد اقتربت نهايته، الغيوم تملا السماء، والرياح تحرك تراب الأرض. وأنا أناقش الرياح بنباحي، أطلب منها أن تهدأ، لكنَّها لا تستجيب. ومن بعيد ، رأيته، رأيتُ ابْن سعيد ذلك الولد القاسي، وكان قد أحضَرَ معه أولادًا آخرين ملامحهم تشبه ملامحه، وكانوا يسحبون خلفَهُمْ كَلبَيْنِ هَزِيلَيْنِ، يَرُبِطونهما بحبل خشن، وكان الكلبان ينبحان بوهن وضعف، وحرّ الحبل على رقبتيهما واضح، والأولاد يتحركون بغباء ويشدون الكلاب شدًّا عنيفًا. نبحث بقوة: أنتم لماذا تفعلون هكذا؟! لو تعرفونَ مَنْ نحنُ إنَّنا من أقدم الحيوانات الأليفة التي عَرَفَها الإنسانُ، من أيَّام ا الحجري، بداية منذ حوالي تسعة آلاف سنة قبل الميلاد. العصر نبحت لكنهم لم يفهموا ما أقولُ، اقتربَ جارُنا مني بهدوء، تخيَّلْتُ أَنَّهُ يحاول التودد لي، أو حتى الاعتذار، لكن بعد لحظة اكتشفت حقيقة الأمر، كان الولد يُمَرِّرُ الحبل الليفي حول رقبتي، وراحَ يُضَيِّقُ الحبلَ ويَسْحبني، أنا أقاوم الحركة ولا أريدُ أنْ أهْجِمَ عليه، أولا لأنَّه طفل، وثانيًا لأنَّه جارنا .. لم يفهم، نبحت بشدة وأظهرت له أنيابي، أَرَدْتُ أَنْ أَذَكرَهُ أنني من الفصيلة الكلبيَّة وأنَّ أبناء عمومتي الثعالب والذئاب وابْنُ آوَى !!!، قُلْتُ بنباحي إنَّنا أكثر من أربعمائة سُلالة، وإنَّني لو أردتُ فلن ينجو من عضتي. ضحك الولد ولم يهتم ، ولما ارتفع ،نباحي، ووقفَ ذَيّلي، وتحول لون عينيَّ إلى الاحمرار خاف وتركني وراح يجري، كانت تجربتي هذه سخيفةً جدًّا، ولما رآني أبو ناصر عَرَفَ ما حدث نظر حول رقبتي، ثم رَبَتْ عليَّ برفق
وقال بضيق: لَيْتَكَ تستطيعُ الكلام لتشهد علَى مَنْ فعل بك هذا، أنا أعرفُ أَنَّهُ رُبَّما يكون ابن جارنا ، لكنَّهُ سَيُنكر الأمر ، وأنتَ مسكين يا محروس لن تستطيع أن تنطق وتشهد عليه، لكن اطمئن ، إن لم تشهد أنتَ فربنا يعلم، ولن يترك حقك أبدًا. في المساء جلستُ أفكر، لماذا يقوم هؤلاء الأولاد بهذه التصرُّفات، ألا يعرفونَ أَنَّني من مخلوقات الله التي لا تُؤذي أحدًا؟، ألا يعلمونَ أنَّه حرام أن يعذَّبوا حيوانًا دونما سبب؟ ماذا فعلت أنا والكلاب الأخرى لهم؟ وماذا نقدِّم لبني الإنسان؟! إِنَّ مَنْ يعمل منا ككلب حراسة يقوم بواجبه دائمًا ، يحافظ على حياة صاحبِهِ وأمواله، وإخوتنا الذين يعملون بالشرطة يساعدون البوليس في القبض على المجرمين، وهناك إخوةٌ لنا يساعدونَ الإنسانَ في الصَّيدِ ، وآخرون يساعدون الإنسان في رعاية الأغنام ويخوفون الذئاب والثعالب من الاقتراب من الماشية والغنم والدواجن. تذكَّرْتُ كلَّ ذلك ولم أستطع أنْ أُخفي الدموع، ورُحْتُ دونَ أَنْ أَشْعَرَ أَنبَحُ بِأَلم حَتَّى قارب صوتي العواء. ولقد سمعت . عن تلك الكلاب التي تدرَّبَتْ على مصاحبة فاقدي البصر من بني الإنسان، وكيفَ أنَّهم يساعدونهم في السَّيْرِ ، بل ويُمكنهم أن يعبروا بهم الطريق، ويدافعوا عنهم، لماذا ينسى بعضُ النَّاسِ كل طيبة ووفاء الكلاب لهم؟! ـصف عِنْدَها أطلَّ ابنُ جارنا سعيد من نافذة بيتهم وراح ينظر لي بغيظ شديد
نهار آخر. مرت أيام ونصار لا يتركني أتحرَّك بمفردي، حتَّى شَعَرْتُ وكَأَنَّهُ يحرُسُني هو بدلا من أنْ أحَرُسَهُ أنا. حزنتُ ولم أعُد أشتهي الطَّعام، وذبل جسمي ونَحل، وجلست مريم إلى جواري تَرْبتُ على ظهري وتقول: لا تحزن يا محروس ، لا بُدَّ أن يأتي يوم ويعرف أمثال هذا الولد قيمتَكَ، إِنَّهُ ولدٌ جاهل جاحدٌ لا يفهم ، لقد قرأت في كتاب عن الكلاب وعرَفْتُ عن تاريخكم وفضلكم الكثير، عرفتُ - مثلا - أنَّ الفراعنة كانوا يتَّخذونكم رفاقا في رِحْلاتِ الصَّيْدِ وأيضًا في المعارك الحربية، وهناك لوحات مرسومةٌ لكُم على المعابد الفرعونية، رسومات رشيقة جميلة. وأنَّكم أولُ مَنْ وصل إلى القمر، كانَ ذلك عندما أرسلَ الرُّوسُ أول مَرْكَبَةٍ فضائية إلى القمر وأرادوا أن يكتشفوا الأمر بدون إنسان، فكان اختيارهم للكلبة لايكا التي كانت أوَّلَ مَنْ صعد إلى الفضاء. لم أفهم كلُّ كلام مريم، لكنَّني أحسست بحبها الشديد، والحقيقة أنَّ هذا الاهتمام من مريم وناصر ساعدني على العودة إلى طبيعتي مرَّةً أُخْرَى، حَتَّى أتى ذلك النَّهَارُ، وكنتُ مُمدَّدًا أمام البيت ) ، أخُذُ غَفْوتي في الظهيرة، وعندما شعرتُ بيد تقدم لي قطعة لحم شهية ناضجةً، لم أصدق عيني، كان جارنا الولد المزعج هو مَنْ يقفُ أَمامي، نبحث وفتحت عيني جيدا، جرى الولد سريعًا، لم أفهم، لكنني لم أحب أن أتناول طعامه تركت اللحم كما هو وبعدتُ عنه قليلا
في هذه الأثناء اقترب منصور» كلبُ الحاج محمد جارنا الآخر، قال لي منصور: لماذا لا تأكل هذا الطَّعام؟ قُلْتُ: أَحْضَرَهُ شَخص لا أحبه. قال منصور: أيمكنني أن أكله أنا؟ قلت: طبعا . ضحك منصور، كان كلبًا طيبًا وبسيطًا ، ثُمَّ راح يأكلُ، أَنْهَى قطعة تماما. اللحم بعدها نظر لي مبتسمًا وشكرني على كَرَمي وكرَم بَنِي الإنسانِ مَعَنَا خُطُوتَانِ وراح منصور يترنح نبع مرَّةً واحدةً ولم يُكرّرها. فجأة وقع منصور على الأرض بدون حركة. رُحْتُ أصرخُ عاليًّا ، حضرت أم ناصر إليَّ، شهقت مفزوعة وهي تدفعُ صغارها ليدخلوا إلى المنزل، بينما هي تنادي على أسرة الحاج محمد ، أتوا جميعًا التفوا حول منصور، نظر الحاج محمد له وبكى، نعم رأيتُ دموعه وسمعته يقولُ: لقد أكل كلبنا سُمَّا. قال الحاج محمد هذا ثُمَّ أكمل: حَسْبُنا الله، لقد قضَى كلبُنا منصور عمره كله الصف يحمينا، ولم نستطع نحن أن نحميه من شر النفوس الشريرة
انفض الجمع، وفي المساء . ، جلستُ أُسرتُنا كعادتها أمام الدوار، لكن كان هناكَ حزن يُخيم على جلستنا ، قالت أم ناصر : كان منصور كلبا طيبا جدا. قال زوجها: أَتَذْكُرينَ يومَ أنقذ صغيرنا من الغرق في التَّرعة؟ بكي ناصر وقال: إلى متى نسكتُ؟ كلنا يعرفُ مَنْ يصنع هذه الأفعال ا قال أبوه: معكَ حقٌّ يا ،ناصر لا بُدَّ أن نتكلم مع سعيد وأولاده، لقد زاد الأمرُ عن الحد. في اليوم التالي تكلم أ ر مع جارهم سعيد، لكنه أنكر أي صلة له بالحادث
يوم الاخيـر
بدأ اليوم بشكل عادي ولطيف، وفي وقت العصر وقبل أن نذهب أنا وناصر لرعاية الغنم، جلست مريم إلى جوارنا تضحك وفي يدها جريدة تشير فيها إلى صورة لكلبين لطيفين، قالت مريم انظر يا محروس هذان الكلبان فنانان وفازا بجائزة. أمسك ناصر الجريدة وراح يقرأُ: اقتنص كلبان من فصيلة البولدوج اسمهما «إيدجر» و «هوفر» جائزة أفضل أداء تمثيلي للكلاب في مهرجان كان السينمائي، وكان الكلبان قد قدما عرضًا قويًّا في الفيلم التسجيلي «موندو فينو» من إخراج جوناثان نوسيتر، الذي يتناول أوضاع بساتين الكروم حول العالم. وأصبحت هذه الجائزة التي يُطلق عليها اسم «سعفة الكلبة من الجوائز المنتظمة التي يقدمها المهرجان إلى جانب جائزته الشهيرة «السعفة الذهبية». ضحك ناصر ومريم، وقالت مريم انظر يا ناصر كيف يحترمون الحيوان في المجتمعات المتحضرة!
قال ناصر: ونحن كذلك، بل منا من هو أكثر عطفا، ألا تذكرين خالتي سميرة وكيف كانت تصنع لكلبها رداء في الشتاء لتحميه من البرد، وتشتري له طعامًا مخصوصا ، وتحممه وترهه؟ والحقيقة أنه أيضًا كان يُؤنسها ويحرسها، ولقد أنقذها من حريق منزلها وهي نائمة. قالت مريم نعم راح ينبح عليها ويشدها من ملابسها حتى أيقظها ، وحكت لي خالتي كيف كان يُرشدها للخروج بعيدا عن النار، وأنه أصيب بحروق شديدة ولم يهرب أو يتعب، وعندما أخرجها بأمان ورآها تقف بينَ النَّاسِ وقع من شدة التعب قال ناصر: ما زلتُ أذكر خالتي وهي تعالج كلبها عند الطبيب البيطري، كنتُ سعيداً بها جدًّا، ساعتها عَرَفْتُ أَنَّ القلبَ الرَّحِيمَ يَزِيدُ صَاحِبَهُ جمالا، وكانت خالتنا تقولُ: كلُّ ما يمكنني أن أفعله من أجل كلبي سيكون قليلا أمام جميله عليَّ بعد أن أنقذني. كان كل شيء جميلا كما قُلْتُ من قَبْلُ، ذهبنا إلى الحقل ورجعت إلى البحيرة، ونامَ الكل مبكرا في ذلك اليوم، وسهرتُ أحرُسُهم كما تعودت ، ومع ظهور الفجر أخذتني غفوة قصيرة استيقظتُ بعدها على رداء يلف جسمي، بدا الأمر لي كأَنَّه كابوس. لم أستطع أن أنبع، كنتُ مخنوقا من الظُّلمة وقلة الهواء، بعد قليل انفتح الجوال لأجد نفسي وسط مجموعة من الأولاد أصدقاء ابن جارنا سعيد. كان في يد كل منهم عصا غليظة، كلما ضربني أحدهم نبحث وجريت نحوه، هرب وضربني الآخر من الخلف.. أستديرُ فيهرُبُ ويضربني غيره. ظلَّ الأمر هكذا، أنا أتألم وأصرخُ وهم يضربون ويضحكون. لحظة واستطعتُ بعدها أن أخرج من دائرتهم ورُحْتُ أجري وهم ورائي أجري.. أجري، وهم خلفي يقذفونني بالحجارة، جَرَيْتُ.. جريت، كان قضيب القطار بيني وبين الطريق الذي يُوصلني إلى بيتنا
وشَعَرْتُ بصوت القطار قريبًا، لكن الأولاد كانوا خَلفي والحجارة تضربني.. قفزت ومر القطار بعربته الأولى على قدمي. صرخت كانَ الدَّمُ ينساب ساخنًا، ولم أفكر .. قفزت بكل جسمي في آخر عربات ار الأسأله لماذا فعل بي هكذا؟ لكننى لا أعرف ماذا حدث، يبدو أنني رحت في القطار إغماءة.. المهم استيقظت ووجدت نفسى هنا في هذه العيادة البيطرية أنام بجوار مجموعة من الكلاب المريضة مثلي قدمي مربوطة بشاش أبيض، ولا أعرف لماذا أشعر وكأنها صارت أقصر، صحوتُ لأرى أمامي امرأة لطيفة تبتسم لي وتَرْبتُ عليَّ بحنان. قالت: أنا الدكتورة منى، نحن لا نعرف اسمك يا عزيزي، لكنني سأدعوك ركس قلت ها و ها و اسمي محروس لم تفهمني طبعا، وخرجت من أمامي بعد أن أعطتني الدواء. كان حولي كلاب كثيرة مريضةٌ، وعرفتُ منهم من قطع ذيله ، و ومنا وكانوا جميعا لم يفعلوا شيئًا، فقد كانوا يعيشون أرادوا فقط أن يعيشوا بسلام بجوار ن أصيب بطلق ناري بني الإنسان. كان من بين هذه الكلاب مَنْ لَهُ صاحب يزوره ويتابع حالته، وكان من بينها الوحيد الذي بلا صاحب، وكنتُ أنا فقط الذي له صاحب لكنني وحيد. لم يعرف ناصر مكاني طبعا، ولا أظُنُّه سيعرف
هذا ما حدث اليومَ فَهِمْتُ من الكلاب المجاورة لي في العيادةِ أَنَّ رجلا طيبًا أَتَى بي إلى هنا، قَالَ إنه وجدني أنزف داخل القطار وقد قطعت رجلي، وعرفت منهم أيضا أنني هكذا لن أجد لي صاحبًا بسهولة، فمن سيرحب بكلب أعرج في بيته؟ سيشك الناس في قدرتي على أداء أعمالي، سيفكرون أنني قد لا أستطيع الحراسة أو الجري أو اللعب معهم... حزنت ولم أعرف ماذا أفعل. قالت لي كلبة طيبة : لا تحزن يا ابن عمي، لقد سَرَقَ الأولاد الأشقياء أولادي الجراء حديثي الولادة وألقوا بهم في صندوق القمامة، ولا أعرفُ مصيرهم ، امتنعت عن الأكل حتَّى هزلتُ، وأنت بي صاحبتي إلى هنا لتعالجني، وأقولُ لك شيئًا.... نظرتُ ولم أر .. أكملت الكلبة وقالت صاحبتي امرأة طيبة جدًّا، وسأحاول أن أجعلها تأخذك معنا لتعيش بيننا. شكرتُ الكلبة الطيبة، ورُحْتُ أفكرُ، هُنا أيضًا في المدينة يوجد أولاد قساة أمثال هؤلاء الذين في القرية، فكَّرْتُ بمَ يشعر هذا الطفل وهو يعذِّبنا هكذا ؟؟ هل تصور نفسه مكاننا؟ هل أغمض عينيه لحظات وراح يفكر لو كان هو مكاني كيف كان سيشعر وأنا أضربُهُ بالحجارة وأحرقه بالنار وأحاول إغراقه أو تسميمه أو قطع ذيله...١٩ يا لها من مشاعر سيئة جدا هل تتصوّر أن يحدث لك شيء من هذا ؟!
أتمنى أن تفكروا جميعًا في الأمر.. وأرجوكم ، أرجوكم بعد أن تقرءوا قصتي هذه أعطوها لأقرب صديق لكم ليقرأها انشروها لعلها تصل إلى يد الأطفال الأشقياء الذين يتصرفون هكذا، فيفكرون ويكفون عن تصرفاتهم.. وربما، ربما يصل الكتاب إلى يد ناصر صديقي الحبيب فيعرف ما حدث لي، وربما يأتي ليأخذني. عمومًا أنا هنا في العيادة التابعة لدار محبي الكلاب.. نعم هناك مجموعة من الناس الطيبين يؤمنون بضرورة الرفق بالحيوان ويحبوننا، أنا عندهم الآن، فإن وصلك كتابي يا ناصر، فتعال حتَّى أراك، لأنني أفتقدك جدًّا، أفتقدكُم جميعًا
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
- عمل الإستعمار الفرنسي على إلغاء الزراعات التقليدية و إستغلالها و إدخال الإستعمار الكولونيالي ما يع...
3. تخفيف إجهاد الملح من خلال استراتيجيات مختلفة في النباتات طورت النباتات أنظمة مرنة للتعامل مع إجها...
لقد واجهت الباحث عدة صعوبات نذكر منها أن طبيعة الظاهرة السياسية على مستوى ديناميتها وتشابكها وتداخله...
2.موقف الفلاسفة من مسألة "علم الله بالجزئيات" و( أي هل يعلم الله التفاصيل الدقيقة للأشياء أم الكليا...
، وهو من النوافذ السورية الهامة على تركيا وأوروبا، حيث تبعد قرية "أوردو التركية عن المعبر الحدودي مس...
أول أسبوع من إجازة الصيف ,, يوم الأربعاء ,, فـ قاعه من قاعات الخبـر كان زواج صاحب أباء أبطال روايتنا...
تشكلت دول المدن اليونانية القديمة، مثل أثينا وإسبرطة وكورنث، تجارب سياسية متنوعة أثرت في الفكر السيا...
العنف كل ماذكر الأنانية ، العنف والعدوانية ،الانسحاب الاجتماعي العنف -الانتصار - البطولة -المكسب - ...
جراءات التعامل مع الديون المشكوك في تحصيلها: 1. تكوين مخصص بنسبة 50% من قيمة القرض إذا: o كان هناك أ...
تُعد المياه عنصرًا أساسيًا في حياتنا اليومية، ويتجاوز دورها إرواء العطش إلى دعم وظائف الجسم الحيوية....
يهدف البحث إلى التعرف على تأثير تمرينات تاهيلية باستخدام السلسلة الحركية المغلقة تحسين المصابين الذي...
المقطع الخامس : التجربة الجزائرية في مكافحة الفساد مقدمة المقطع : تعتبر مكافحة الفساد الإداري من أب...