لخّصلي

i. طرح اشكالي حول:
المقصو د بالتفاعل الاجتماعي
➢ تمهيد :
يجب الاشارة اولا الى انه لا يوجد نوع واحد من التفاعل الاجتماعي بل في الواقع يوجد انواع من التفاعلات الاجتماعية تحدث داخل المجموعات البشرية و داخل المجتمعات ايضا ولكن عندما نتحدث عن التفاعل الاجتماعي فنحن نقصد مفهوم التفاعل الاجتماعي الذي يدرس في سياق المقربة السيكولوجية و تحديدا السيكو اجتماعية وايضا في سياق علم الاجتماع ) علم انشا ب الاساس ليفهم الظاهرة الاجتماعية بطريقة موضوعية علمية( ب الاضافة الى العلوم ال أنطربولوجية التي هي الاخرى تهتم بدراسته ) باعتبارها تهتم بالدراسات الانسانية وتاريخ الشعوب( و لا ننسى علم السياسة هو الاخر يهتم بفهم وفحص هذا المفهوم

فاذا هذا المصطلح شائع في مجال العلوم الاجتماعية وهو مفهوم شاسع ووا سع لكن يمكن ان ندرسه تحت مقاربة تخصصية )المقارب ة السيكو اجتماعية(
) سوف نبدأ بالتعريف اللغوي نضرا للضرورة المنهجي العلم ي(
a( التعريف اللغوي للتفاعل الاجتماعي ) يمكن الاعتماد على معجم المعاني او لسان العرب او اي معجم للرجوع الى اصل المعنى و الكلمة(
اذا حسب معجم المعاني في الل غة العربي ة تفاعلَ يتفاعل ، تفاعُلاً ، فهو متفاعِل وايضا يراد لمفهوم التفاعل الاجتماعي في اللغة بالتواصل
تفاعل الشَّيئان أثَّر كلٌّ منهما في الآخر : -تفاعلت مادّتان كيمياويتان.
تفاعل مع الحدث: تأثَّر به، أثاره الحدثُ فدفعه إلى تصرُّ ف ما: -تفاعل مع الأحداث الأخيرة

• تفاعلت الجماهير العربيّة مع الانتفاضة الفلسطينيةّ، - تفاعل الطّالبُ مع أستاذه.
  و نقول ايضا في اللغة اصبح بينهما تفاعل مستمر
  بمعنى وقع بينهم ت أثير متبادل - التفاعل هنى على وزن التبادل -
  وايضا يراد لمفهوم التفاعل الاجتماعي في اللغة بالتواصل
  ✓ فنلاحظ اذا حسب اللغة العربية واللسان العربي عموما يتم التحدث عن التفاعل بمعنى ان يتأثر الشخص او الشيء بشخص او شيء ما مما نستنتج انه نوع من التبادل و الحركة و التواصل

➢ أما في اللسان الفرنسي
Interaction /التفاعل
و الذي يعني الا ستجابة المتبادل/ réaction réciproque حيث يحدث تأ ثير و تأثر بين الاشياء ) كان الفرد بفعل معين و يقوم الاخر ب اصدار استجابة بناء على ذلك السياق فتحدث استجابة (
يجب الاشارة بالذكر انهى لا يوجد فقط التفاعل الاجتماعي بل هناك التفاعل الكيميائي و هو التغير و التحول الذي يحصل في المواد الكيميائية مثلا من حيت الشكل اللون الرائحة.. . ولا ننسى التفاعل الثقافي ويقصد به تأ ثر الثقافات في بعضها البعض أي المثاقفة
b( التعريف السيكولوجي للتفاعل الاجتماعي
تعريف مبدئي اولي
هو عبارة عن تأثير متبادل بين شخصين أو أ أكثر، و يعتمد على أليات ورموز اجتماعية، تعد اللغة من بين ركائزها الاساسية.
بمعنى هذا للتحدث عن وضعية تفاعلية لابد من شخصان فما فوق فلا يتحقق التفاعل الاجتماعي في الحالة الفردانية للشخص مثلا كاستحضا ره الاخرين ذهنيا عن طريق افكا ره وتمثلاثه ... أي بطريقة تخيلية غير واقعية لا يعتبر تفاعل اجتماعي
لكن التفاعل مع شخص في مواقع التواصل المختلفة او التحدث عبر المكالمات الهاتفية ) اليات التفاعل ( يعتبر ايضا تفاعل اجتماعي انساني افتراضي لأنه تحققت فيه اركان التفاعل الاجتماعي
❖ تساؤل اشكالي
هل يعتبر هناك تفاعل اجتماعي بين الانسان و الحيوان؟
الجواب = لا طبعا فهو لا يعتبر تفاعل اجتماعي انساني نضرا لغياب اللغة و التي هي اساسية وضرورية لخلق و اعتبار التفاعل انه تفاعل اجتماعي انساني وكدى الامر بين الانسان و الرموز و ايضا الألات
يمكن من حه تعريف اخر تحت ضل المقاربة السيكو اِ جتما عية و هو دراسة التفاعلات الانسانية وتحديدا ذات الأ ساس السيكولوج ي التي تفعل فعلها في التفاعل الاجتماعي كالحالات الانفعالية )من غضب فرح قلق (... ,و الاضطرابات) الهستيريا ,الوسواس ,الاكتئاب ...( فبلا شك كل هذه المصنفات تأثر في التفاعل الاجتماعي للأفراد
مثلا اتفاعل الاجتماعي الخاص بال طفل المصاب باضطراب فرط الحركة ليس هو التفاعل الاجتماع ي الخاص بال طفل السوي الغير مصاب

تعر ي ف آ خر التفاعل الاجتماعي هو تلك العملية المعقدة والمتشابكة التي يؤثر الناس بها على بعضهم البعض، من خلال التبادل المشترك للأ فكار والمشاعر وردود ال أفعال والمنافع المادية و المحكومة ايضا ) العملية ( ب أسس سيكولوجية
✓ نستنتج أن مفهوم التفاعل الاجتماعي هو مفهوم مركب وجب دراسته بطريقة اجرائية
المقصود بالهوي ة
يخت لف العديد من التخصصات كالفلسفة، ال انثروبولوجيا ، علوم ال اعصاب )علم
الاعصاب الهوية حيث يحاول البحث في كيف تتحدد الهوية الشخصية في الدماغ ( و علم
النفس العصبي المعرف ي. في تعاطيه مع هذا المفهوم المعقد وتعريفه ودراسته وتحديد
ابعاده المختلفة
a( التعريف اللغوي للهوية:
➢ فالهوية في معجم المعاني :
البئر البعيدة القعر
والهوة الحفرة البعيدة القعر،
و الهوة حسب لسان العرب هي البئر
✓ أي أن الهوية تحيل إلى العمق و الجوهر اي كل ما هو ثابت ولا يتغير وهو ثبات نسبي قد يحدث و يتغير غير مطلق
➢ الهوية حسب اللسان الفرنس ي) حسب لويس( :
الهوية تحيل إ الى التشابه والتماثل والمطابقة والوحدة والتفرد .
✓ نستنتج ان المعنى الفرنسي يحتوي معنيين متناقضين التشابه و التفرد، الا مر الذي يعكس لنا تعقد المفهوم وإ حالته إ الى الوضعية ال سيكولوجية و الوجودية
للكائن البشري المتشابكة و المعقدة حيث ان كل الافراد لهم ما يجعلهم متفردين و وحيدين و في نفس الوقت متشابهين و متماثلين )مما سيساعدنا على التمييز بين الهوية الشخصية و الهوية الاجتماعية( .
b( التعري ف الفلسف ي:
حقيقة الشخص أو الشيء وصفته الجوهرية التي تميزه عن غيره ، بمعنى أن يكون الشيء
أو الشخص هو هو
c( التعريف ال س يك و اجتماع ي:
هوية الشخص، أي العلامات والسمات الجوهرية التي تميزه عن غير
d( الهوية م ن الناحية القانونية و الادارية :
ايضا من الناحية القانونية توجد بطاقة الهوية التي تميز كل فرد عن غير حيث تحمل كل
معلوماته الشخصية بتفصيل كالاسم و النسب و الجنس, تاريخ الميلاد مكان الازدياد ,

اسم الابوين, الصورة الشخصية ... وتسمى هذه بطاقة ب البطاقة الوطنية التي تثبت ان
الشخص هو نفسه
❖ اساس ومرتكز الهوية الشخصية حس ب الف لاس فة :
I. حسب ديكارت )رائد الفلسفة العقلانية( :
حيث يعتقد ان اساس الهوية الشخصية هو الفكر او العقل و مبدأ هذه الفكرة هو الكوج يطو الديكارتي الذي يقول انا افكر اذا انا موجو د
و لتحديد منطلق هذا الطرح بعمق واكثر دقة يجب الاشارة الى ان ديكارت قد سبق و ذكر في كتابه انفعالات النفس اشكالية النفس و الجسد فهو لم يتخلص من الثنائية الفلسفية القديمة، أي النفس والجسم، ففي نظره أن العلم يستطيع تفسير ما يحدث في الجسم ويعجز عن تفسير الروح أو النفس
فالنفس هنا تعادل الفكر او العقل مما يدل ان النفس اذا جوهر مفكر اما الجسم جوهر
ممتد حيث انه يشعل حيزا من الفراغ و بالرجوع الى النفس ف هي تحل في الجسم بشكل من الأ شكال دون أن تشغل حيزا منه .
فبفضل النفس يسلك الانسان بطريقة واعية مقارنة بالحيوان الذي يسلك بطريقة غريزية فهو ليس له نفس او عقل فنستنتج ان ما يميز الانسان حسب ديكارت هو النفس و العقل -عن غيره -
وليستنتج ديكارت كل هذه الافكار قد سلك منهج بمجموعة من القواعد و الخطوات التي ابتكرها و يسمى هذا المنهج بالشك المنهجي حيث ابتعد كليا عن الحواس بحجة انها غير مؤكدة في نضره
في كتاب "قواعد في المنَج" لديكارت الذي شرح وتحدث عن المنهج الذي ابتكره
والقواعد المتبعة للتفكير بطريقة اكثر علمية و التفلسف و التي استوحاها من الرياضيات و هي :
القاعدة ا لاول ى حيث يقول : لن أتلقي أي شيء على أن ه حقيقة طالما لم أتمكن من التأكد أنه كذلك، وهذا يعني أنه يجب علي أن أتفادى التسرع في قبول ال احكام و الافكار طالما لم يتبين لي وضوحها العقلي وتميزها و عدم قابليتها للشك
اما القاعدة الثاني ة قال : يلزمني أن أقسم كل م سأ ل ة أعالجها، و أن أفحص كل واحد منَ ها بمفرده .
وفي القاعدة الثالث ة قال : يلزمني أن أ أنظم أفكاري ومعارفي مبتدئا بما هو أكثر بساطة ووضوحا الى ما هو أ أكثر تعقيدا .
و اخيرا القاعدة الرابع ة قال : يجب علي في الاخير أن أقوم بمراجعة تامة لعمليات فكري في كل مسألة حتى أتأكد من صحتها وتماسكها المنطقي، و أكون واثقا من أنني لم أفقد شيئا.
✓ لقيت افكار ديكارت صدا واسع و كبير الا انه يمكن انتقاده سيكولوجيا و علميا فأول حجة تبطل ما ي عتقده هذا الاخير هي انه لا يمكن اعتبار المجنون فاقد للهوية" . مي شيل فوكو :"يقول بأن الاحمق فقَد كل شيء إلا العقل، أي أ أنه فقد
•
•
•
•
•
•
مبدأ الواقع كما سيكولوجيا الشخص الذي يهذي قد نجد لديه هذيان نسقي
منضم ينساق اليه حتى الاسوياء فهو اذا لديه فكر و هو الاخر رغم اضطرابه فلا يمكن اعتباره فاقذ للهوية
II. حسب جون لوك )رائد الفلسفة التجريبية( :
الشخص العاقل والمفكر يبني هويته انطلاقا من الشعور والذاكرة، فالشخص حسب
"جون لوك:" هو كائن مفكر وقاد ر على التعق ل و ال تأمل والاهتداء بنفسه باعتبارها مطابقة له ل أنها هي نفس الشي ء الذي يفكر في ازمنة وامكنة مختلف ة ووسيلت ه الوحيدة للوصول الى ذلك ه و ذل ك الاحساس الذي يكون لكل وحد عن افعاله الخاصة. ..
يحمل جون لوك رأ يا مختلف ا حيث الهوية الشخصية تتكون انطلاقا من الشعور أو الا حساس الذي يميز الشخص المفكر والعاقل، ومن الذاكرة التي هي امتداد للشعور بالزمان والمكان
لان الذاكرة تخزن الشعور والمشاعر والاحا سيس و الاحداث
ف بال إحساس و الشعور يبنى العقل وتلك البنية المعقدة ) من افكار بسيطة الى افكار معقدة (
فاذا نستنتج ان جون لوك يؤكد بشدة على ضرورة الحواس في بناء المعرفة الإنسانية والذي يعطي هذا الاحساس او الشعور للشخص الامكانية بالشعور بكونه هو هو ومدركا لهويته الخاصة ولا ننسى دور الذاكرة في تخزين هذه الاحاسيس و التجارب السابقة =
يقول جون لوك : فالشعور مرتبط بالفكر بشكل دائم وهذا الذي يجعل كل واحد فينا متطابقا ومتماهيا مع ذاته، و من ثم متمايزا أو مختلفا عن كل شيء أخر، ف ان ذلك هو وحده ما ي كون الهوية الشخصية، أي ما يجعله كائنا عاقلا يبقى دائما هو هو. "..
III. حسب محمد عبد العزيز الجابي) با ل إجابة على اشكالية دور الاخر في بناء الهوي ة (
. حيث ناقش محمد العزيز الحابي اساس الهوية بطريقة سيكولوجية فلسفية فله كتابه من الكائن الى الشخص سنة 1962 و ي تحدث فيه عن الشخصانية وعن دور الآخر في بناء الهوية الشخصية. فبالنسبة له: الكائن الا نساني معطى خام أي أننا لا نولد أشخاصا، وإنما نصير أشخاصا، ف انما نولد كائنات خامة حيث يمكن أن يكتسب عدة إ مكانيات على م ستوى الهويات ،لكن بمجرد إ ندرا جه في مجال هوية واحدة تختفي ال إمكانيات الا خرى.
. و المثال الذي اعتمده للتبسيط عزيز الحبابي هو مثال قطعة القماش او الت ي تكون لذا
الخياط، هذه القطعة بإ مكانها أن تكون مجموعة من الممكنات سواء ا معطفا ،او فستان، او حتى سروال... أي أنها قطعة خام ، و لكن بعد ان ي خطها الخياط على الشكل الذي يريد فالخياط يكون بهذا حدد هوية هذه القطعة فقد يخيطها لتكون سروالا فاذا حدد كينونتها و اصبح القماش من شكل مجهول غير واضح الى سروال حيث لا يمكن تعينه لدور اخر او تسميته باسم اخر او اتخاده صفة اخرى من غير تلك الاولى التي منحت له ،

. و بالاستطراد في هذا المثال تتضح الفكرة فالأ مر كذلك عند الطفل ف عندما يولد يكون معطى
خام بدون هوية واضحة لكن بتدخلات المجتمع يتغير حاله فيصبح له معالم هوية محددة حيث المرء يجد نفسه مند ولادته يوضع له سجل على المستوى الاداري فيعطى له اسم ولقب خاص به اما على المستوى الاجتماعي الثقافي فقد يكون طفل لقيط او ابن تاجر... بمعنى يرفق بمجموعة من الاحكام و التصنيفات و التحديدات التي ستشكل صفته و هويته حتى و هو رضيع و التي هي بناء و نتاج للمجتمع و الثقافة و بهذا سينتقل من مرحلة الضهور الى مرحلة الوجود اي من كونه كائن الى كوننا شخص IV. حسب شوبنها و ر
• حيث يعتقد أن أساس الهوية الشخصية هي الا رادة، والتي تعد نواة وجود الانسان، ولا تتحدد
بالزمن ،باعتباره كأن واعي و حر
V. حسب عالم النفس ميسر
• يرى بان الهوية الشخصية بنية ذهنية مركبة، لها خصائص معرفية و أخرى وجدانية، تشمل إدراك الفرد لذاته ككائن متميز ومنسجم مع ذاته، ومختلف عن الآخرين في سلوكه وحاجاته ودوافعه و أهدافه ومواقفه أي لها بعد معرفي في بنائها .
VI. حسب إريكسو ن
• يضن ان الهوية هي ال احساس بوحدة الانا و الاحساس باستمرارية الزمان و المكان ففي المقابل سنجد الأشخاص المضطربين يجاهدون في ابقاء وحدوية ذواتهم و عدم الشك فيها وعدم إ ظهار هذا الخلل للغير ف الكثير من الاضطرابات تمس فيها جوهر الشخصية و ذلك الاحساس بوحدوية الانا وانسجامها
❖ استنتاجات
اذا تعرف الهوية الشخصية هي إحساس الشخص بذاته وفرديته، الامر الذي يمكن من الحفاظ على تكامله وانسجامه المعرفي والوجداني والاجتماعي والسلوكي وا لاخلاقي في مختلف المواقف .
الهوية سيرورة ولي ست حا لة، فهي دائما في تغير، وهناك ثبات نسبي، ول يس مطلقا، بدءًا من الطفولة الى المراهقة، الى الرشد، ثم الشيخوخة
هوياتنا تتغير انطلاقا من عدة مستويات:
على المستوى الجسدي: فالشخص كلما نَمَا كلما تغيرت ملامحه الجسمية الهوية الجسمية
على مستوى المواقف والتمثلات والافكار ،
وعلى مستوى البناء ال سيكولوجي .
الهو ية الشخصية تشمل ادراك الفرد لذاته وتمييزه عن الاخرين والذي ينبن ي هذا الادراك وفق مكن يزمات التي من بينها التفاعل الاجتماعي ) التفاعل الأسري
,التفاعل المدرسي (... حيث يسمح لنا تكوين أراء حول دواتنا و من تم ادراك الذات
كما لا ننسى جودة التفاعل الاجتماعي الذي يعتبر مهم في بناء و ارساء معالم الشخصية السوية
❖ الوظائف السيكولوجية لهوية الشخصية
الاحساس بالوجود ،
الاحساس بالوحدة والانسجام مع الذات ،
الاح ساس بالمغايرة والاختلاف عن الآخرين.
❖ تقاطعات الهوية الشخصية
تتقاطع الهوية الشخصية كمفهوم مع عدة مفاهيم اخرى في بعض المعاني و الخصائص و الحالات كمفهوم الذات و الشخصية و الانا
يجب الاشارة الى ان دراستنا لكل هذه المفاهيم التي تتقاطع مع الهوية الشخصية فهي تصب نحو دراسة شخصية الفرد A. مفهوم الذات وتقاطعه مع الهوية الشخصي ة )ضمن المقاربة السيكلوجي ة( :
الذات= الصورة التي يحملها الفرض حول نفسه فالفرد اذا لديه تمثل دقيق حول ذاته بكل مكوناتها ، سواء جيدة ام سيـئة ) بمعنى الفرد يعرف كل تفاصيل وكل جوانب ذاته جيدا من نقط الض عف مقابل نقاط القوة يعرف ما يفرحه وما يحزنه يعرف ما يشعره بالخوف وما يطمئنه...(
الذات= الفرد او الشخص او الكائن الحي )انا(
الذات= هي الفرد كما يعرف نفسه
الذات= تعني الصفات المميزة للفرد، ) وتكون هنا مرادفة لمصطلح الشخصية، لأن كلا منا له في شخصيته صفات وعلامات سيكولوجية خاصة به (
الذات= ادراك الفرد لذاته في شتى ابعادها البيولوجية و الجسمية المعرفية والاجتماعية و الوجدانية والاخلاقية والسلوكية
➢ نشأة مفهوم الذات من الناحية السيكولوجي ة )أي كمفهوم سيكلوج ي ( :
كانت على يد عالم النفس الامريكي ويليام جمس ) مؤسس النزعة البرغماتية( سنة 1890 أصدر مؤلفه المشهور "مبادئ علم النفس"، الذي خصص فيه فصل كاملا حول الشعور بالذات .
حيث اضاف بعدا اخر لمفهوم الذات وزاد في توسيعه فيقول في تعريفه: تمثل مجموع ما يعتبره الفرد ملكا له، ل يس جسمه وقدراته فقط، بل كذلك ما يتعلق بملابسه، منزله، و زوجه و أطفاله، أجداده, أصدقائه ب الاضافة الى شكل شهرته, عمله، أراضيه، خيوله، مركبه، حسابه البنكي... وهذا ما سماه "جيمس" بامتدادات الذات .
نستنتج اذا حسب جمس أن الذات لها بعدين الاول بعد ادراكي) بعد جوهري و أساسي للذات ( و الثاني بعد امتلاكي حيث هذا الاخير صنفه هو الاخر ضمن مستويات الذات )يصنفه ضمن أدنى مستويات الذات(
خلاصة: الذات هي بنية معرفية منظمة تمكن الفرد من الوعي بذاته في كليتها سواء من الناحية البيولوجية ام المعرفية او الاجتماعية او الوجدانية ...
B. مفهوم الشخصية وتقاطعه مع الهوية الشخصية )ضمن المقاربة السي ك ولوجي ة (
• نسق من العناصر البيولوجية و المعرفية و الوجدانية و الاجتماعية والثقافية المتفاعلة مع بعضها البعض )هي كل متكامل( وهذا التفاعل بين هده العناصر هو الذي يحدد هوية الفرد ويحدد شخصيته
➢ انواع الشخصية:
ميز يعض علماء الاجتماع والأنثروبولوجيا بين نوع ين من الشخصية :
الشخصية الاساسية : و هي الشخصية المشترك بين افراد المجتمع الواعي لهذا نقول الشخصية المغربية أو الشخصية الفرنسية أو ايضا الشخصية الامريكية... ف افراض هذه المجتمعات يشتركون في شخصية معينة فبهذا سمية الشخصي الاساسية حيث ان افراد المجتمع الواحد يتقاسمون سمات وخصائص ومواصفات محددة سواء علو المستوى المعرفي او الاجتماعي او السلوكي فمثلا الرجل المغربي من النحية الفلكلورية والقافية يتمز بالجلابة المغربية الفريدة وهذا يبني رمز تقافي للمفهوم الشخصية المغربية
.
الشخصية الوظيفية : حيث ترتبط بدور و مركز الفرد داخل المجتمع فأفراد المجتمع الوحد يشتركون في الشخصية الاساسية وفي نفس المجتمع سنجد ايضا الشخصيات الوظيفية كشخصية الطبيب مقابل شخصية المهندس مقابل شخصية البقال ...
➢ انواع الهوية:
عندما ندرس الهوية ونغوص في محاولة تحديد ابعادها ومعانيها المتعددة و بعض المفاهيم التي قدد تتقاطع معها في بعض الموصفات و الجوانب فلا يمكن ان نختزلها فقط في الهوية الشخصية و الهوية الاجتماعية )الثقافية( أي نعم هي المركزية لكن الهوية هي في الحقيقة متعدد فنتحدث عن :
الهوية الشخصية
الهوية الاجتماعية
الهوية القومية
الهوية الوطنية
الهوية الافتراضية
الهوية الدينية ) مثلا اغلب المغاربة بمعدل مرتفع لديهم هوية دينية اسلامية تميزهم عن غيرهم وقد يختل الفرد في العرق والاصل ولكن تجمعهم هوية دينية (
الهوية المهنية ) تلتقي مع مفهوم الشخصية الوظيفية (
الهوية العالمية ) المواطن العالمي الذي استطاع ان يخرج من قوقعته و من قبيلته...لينفتح عل العالم بأكمله يصبح له ثقافة عالمية (

العلاقة بين الهوية الشخصية والهوية الاجتماعية
الهوية الشخصية : ما يميز الفرد عن باقي الافراد الاخرين سواء على مستوى الاختيارات او على مستوى السلوكات والاهداف و المواقف و التمثلات )حيث كل هده المصنفات تختلف حتما من شخص الى اخر فيمكن تشبهها بالبصمة الخاصة لكل فرد ( التي تبدأ وتتبلور بدايتا من الطفولة الى المراهقة التي تليها الرشد واخيرا الشيخوخة على اعتبار ان الهوية سيرورة وليست حالة
الهوية الاجتماعية ) او الثقافية او الجماعية ( :جملة ما يكتسبه الفرد عير التنشئة الاجت ماعية من قيم ومعايير و توجهات الثقافية و القانونية والسياسية والتي ترتبط بالمجتمع خاصتا فيها يتعلق بالهوية الوطنية والهوية الدينية )فلبناء الهوية الشخصية من الضروري ان نغرف من الهوية الاجتماعية ليتم هذا البناء ( فنلاحظ اذا ان المجتمع يساهم في بناء الهوية بطرقة
مركبة نضرا لتعدد المؤسسات التي تساهم في بناء هوية الافراد بدءا بالمؤسسة الاسرية وتليها المدرسة ...
استنتا ج :
الفرد هو نتاج لسياقه التاريخي و الثقافي و السياسي فيعتبر الفرد في هذا السياق كأذاة للمجتمع لتحقيق هدفه المتمثل في بناء هوية الافراد وهذا عن طريق تمرير ثقافته لهم بالاستعانة بمجموعة من الاليات كالتنشئة الاسرية و المدرسة مما ينتج عنه مباشرة الحفاض اذا على استمراريته ولتأكيد الطرح هناك بعض القبائل بعد ان انقرض افرادها انقرضت بالتالي ثقافتها وبهذا تكون علاقة الفرد بالجماعة هي تأثير و تأثر =الهوية اساس استمرار المجتمع و بالتالي نستنتج ان لبناء الهوية الشخصي من الضروري و الماكد وجود هوية
اجتماعية كما ان الهوية الشخصية تضمن للهوية الاجتماعية استمرارها) علاقة تأثير وتأثر ونفعية (
خلاصة :
انطلاقا من ما سبق يمكن ان نقول ان الهوية متعددة المعاني فهي تدل على الشعور بالذات والوعي بالذات كما توحي ايضا على الشعور بالانتماء والاعتراف بالذات من لذى الجماعة معنى هذا ان الفرد لا تبنى لديه هوية بدون الانماء لجماعة والاعتراف من لذى الجماعة و الشعور بالانتماء داخلها
اللغة و الهوي ة
برزت نظرية الهوية بشكل اساسي مع الباحث الامريكي وعالم النفس الاجتماعي "جورج هربرت ميد " حيت درس دور التفاعل الاجتماعي في بناء الهوية الشخصية وخاضتا التواصل
اللغوي )أي حول الكشف عن دور التفاعل الاجتماعي عن طريق اللغة في بناء الهوية الذاتية( حيث اهتم بدراسة هذا الطرح عند الاطفال بدءا من اكتساب اللغة عند الاطفال حيث يقول ان الطفل رقى بشكل تدريج لاكتساب انا خاصة به بواسطة امتلاك العديد من الرموز الدالة حيث يستثمر الطفل تلك اللغة المكتسبة للتعبير عن رغباته و هويته احتياجاته...
الهوية تتكون اساسا في الطفولة التي تستمر طيلة حيات الفرد كما انها نتاج لتنشا اجتماعية مستمرة
▪
▪
•
•
•
•
•