لخّصلي

في تفسير عالقة الصحافة، بالسلطة، في المجتمع، عبر التاريخ، ظهرت مجموعة
من النظريات التي تفسر تطور الصحافة، ودورها في المجتمع، وعالقتها بالسلطة
الحاكمة، أو فلسفة الصحافة بشكل عام، وقد ابتكر فريد سيبرت وريودور بيترسون
وويلبر شرام منظري االتصاالت األساس لتصنيف نظرتنا ألنظمة الوسائل في
و هو
عام ،1956
كتابهم مأربع نظريات الصحافةم، الذي نشرته جامعة إيلينو ي
المصدر المثالي ال
ُ
يشار إليه بالبنان عند الرغبة في الكتابة عن نظريات
ي
ذ
فقد حدد المؤلفون أشكال الصحافة التي يعتقدون أنها يمكن
االتصال الجماهيري،
تُعرف هذه النظريات المعيارية أي اض أن تتخذ في جميع أنحاء العالم، ولذا ا
بالنظريات الغربية لوسائل اإلعالم، و تختلف النظريات المعيارية عن نظريات
،Bajracharya
نظريات الصحافة األربعة، 2019(. االتصال األخرى ألنها ال تستند إلى تفسيرات وتوقعات علمية )
و هناك عالقة بين نظريات اإلعالم وفلسفة اإلعالم ففلسفة اإلعالم هي بحث
أي تحليل التفاعل بين أسس
العالقة الجدلية بين اإلعالم وتطبيقاته في المجتمع،
اإلعالم كعلم وبين ممارساته الفعلية في الواقع االجتماعي، ويرى المنظر ون أن
نظريات اإلعالم هي جزء من فلسفة اإلعالم، وذلك ألن فلسفة اإلعالم أعم
وكثيرا ما شاع استخدام نظريات اإلعالم باعتبارها فلسفة اإلعالم أو
شمل،
و أ
ا مذاهب اإلعالم، ولكن في واقع األمر أن استخدام تعبير نظريات اإلعالم كان في
سا للحديث عن أيديولوجيات ومعتقدات اجتماعية واقتصادية أو
مجمله انعكا
الخ(،
الحديث عن أصول ومنابع العملية اإلعالمية)مرسل، ومستقبل، ووسيلة ...
وترتبط النظريات بالسياسات اإلعالمية في المجتمع، من حيث مدى التحكم في
الوسيلة من الناحية السياسية، وفرص الرقابة عليها وعلى المضمون الذي ينشر أويذاع من خاللها، فهل تسيطر عليها الحكومة أم لها مطلق الحرية أم تحددها
نها تتأثر بالقيم والمتغيرات،
و تختلف عملية االتصال مع تعدد المجتمعات حيث إ
السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ومن ثم فإن فعالية وسائل االتصال
ى ومذاهب وافكار
تتغير في المجتمعات طبقا لهذه المتغيرات وبذلك اختلفت ر أ
القائمين بعملية االتصال والدارسين لها وكان لذلك االختالف اثره في تعدد هذه
المذاهب ونشؤ النظريات المفسر لهذا االختالف حيث مازالت هناك أربعة نظريات
تسيطر على وسائل االتصال أو اإلعالم وتحدد طبيعة النظام اإلعالمي فيها
وتوصف في بعض التراث اإلعالمي والتصالي بنظم أو نظريات االتصال أو
اإلعالم وهي النظرية السلطوية، النظرية الشيوعية، النظرية الليبرالية، نظرية
المسئولية االجتماعية(
ُ
يشير إلى طبيعة الصراع الحاصل بين السلطة
مما
،
وقد وجدت هذه النظريات
والمجتمع ودور وسائل اإلعالم أو االتصال في ذلك،
)نظرية االتصال، 2019(. كحل إلشكالية المتعلقة حول حرية اإلعالم والمسؤولية االجتماعية لوسائل اإلعالم
وقد تساءل المفكرين والباحثين عن حجم تأثير الدولة على اإلعالم واستخدامه
كوسيلة للهيمنة والغرس الثقافي، والطريقة التي يستخدم بها المجتمع المدني وسائل
وبصيغة أخرى:
اإلعالم في خدمة أهدافه باعتبارها وسائل مراقبة ونقد واستقصاء،
أيهما يسيطر على اإلعالم بشكل أكبر، الدولة أم المجتمع وفي هذا الشأن تنقسم
اا على المجتمع ويملك قدرة عالية نظريات اإلعالم إلى قسمين رئيسيين، يفترض األول أن الدولة أو النظام الحاكم
على توجيهه من خالل اإلعالم،
م
تما
مسيطر
هو من يصنع المحتوى ويسيطر عليه بشكل أكبر من النظام )مرسي، 2019(. بينما يفترض القسم الثاني من النظريات اإلعالمية أن الجمهور والمجتمع ومع بدايه القرن التاسع عشر ظهرت عدة آراء ونظريات تتحدث عن وسائل اإلعالم بالمجتمع وتأثير السلطة السياسية على كل منها، وقد جاءت هذه كنتيجة للتطوّر العلمي والتكنولوجي وكردّة فعل علي التطورات السياسية التي شهدتها الساحه الدوليه إلى اليوم لا تازل بعض النظريات تسيطر علي وسائل الاعلام سواء المكتوبة أو المسموعة أو المرئية