لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (90%)

بعد انتظار طويل طويل، استقرت أمام باب الشَّقَّةِ السُّفْلِيَّةِ في العمارة. قَرَعَ الرَّجلُ الجَرَسَ مرَّةً ومرتين وثلاثا، وَحِينَ لَمْ يَرُدَّ أَحَدٌ عَلَيْهِ غادَرَ مُنْصَرِفًا، كلمة (مُبارَك) على سطح الكرتونة تثير التساؤل والشَّهِيَّةَ والفُضول، سُكَانُ العِمارَةِ قَلَّما يَتَزاوَرُونَ، وإذا ما التقوا عِندَ الباب الرئيس يتفاجؤونَ، وكأَنَّهم لا يَسْكُنُونَ عِمارةً واحِدَةً ، يَتَسايَلونَ على الدَّرَج مِثْلَ سوائِلَ فَقَدَتْ وَظَائِفَها الحَقِيقِيَّةَ في الحياة؛ عمارة لها باب واحدٌ ، ولَكِنَّ مَشاعِرَ سُكَانِها مُوَزِّعَةٌ عَلَى سُقُوفٍ
الكرتونَةُ عَالَم وَرَقِيٌّ عَامِضٌ داهَمَهُمْ، شَوْكَةُ الأَسْئِلَةِ الحَادَّةُ وَخَرْتْ جِسمَ العِمارة، الكرتونَةُ هَبَّةُ ريح مُتَسَلَّلَةٌ إلى فضاءات تخلو من الاسْتِثْنَاءِ، هِيَ صَرَخَةٌ مُبَاغِتَةٌ فِي زاوِيَةٍ صَامِئَةٍ، مَضَتْ سنواتٌ رَتِيبَةٌ عَلا فيها صَدَأُ (العادية) على النفوس، العمارة إلى صندوق خال من الدَّهْشَةِ وارتعاشات الحياة. مر أول ساكن منْ سُكَانِ العِمارَةِ بالكرتونَةِ المُتَرَبِّصَةِ، لم يَعتد على رُؤيَةِ مِثْلِ هذا الشَّيْءِ، عَلِقَتْ عَيْنَاهُ بِكَلِمَةِ (بَرْدٌ) على أحد جوانبها ، بَدَتِ الحيرة على وَجْهِهِ حَوْلَ مَعْنى هَذِهِ الحُروفِ ارْتَقَتْ نَظَرَاتُهُ إِلى كَلِمَةِ (مُبَارَكٌ ) تَساءَلَ : ماذا يعني هَذا ؟ باوَصَ بِعَيْنَيْهِ وَهُوَ يُمِيلُ بِرَأْسِهِ يَمِينًا وشِمَالًا، ثُمَّ أَخَذَ يُقَلِّبُ شَفَتَهُ السُّفْلَى دِلالَةَ عَدَمِ الفَهم، وفي الأثناء اقتربَ مِنْهُ جَارٌ آخرُ شَدَّهُ الفضول إلى وقُفَةِ جَارِهِ، راح يتَأَمَّلُ الكَرْتُونَةَ وَيُرَحُلُ بَصَرَهُ بَيْنَها (2) مَا الَّذي تستنتجه من هذه العبارة؟ وبَيْنَ جَارِهِ الَّذِي لا يَعْرِفُ اسْمَهُ، وَصَارَ يُقَلِّبُها بَيْنَ شَفَتَيْها (كَسْتَناء)، تبادل الرجلان نظرات باردةً ، وخَرَجا مُتَتَابِعَينِ الْتَفَتَا مَرَّاتٍ عَدِيدَةً إِلى الخَلْفِ، الكرتونَةُ تَرْسُمُ أَسْئِلَتَها عَلَى وَجْهَيهِما ، وَإِنَّمَا وَقَفَ كُلُّ مِنْهُما على طَرَفِ الشارع، عُيونُهُما مُسَلَّطَةٌ عَلى العِمارَةِ، اقتربت سيدة وابْنَتُها الصَّبِيَّةُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ ، قَلَّبَتْ كَفَّيْهَا مُتَسَائِلَةً عَمَّا أَصَابَهُمَا؟ مَا الَّذِي أَوْقَفَهُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ في هذا المَكانِ؟ هَلْ يَنْتَظِرانِها ؟ دَخَلَتِ العِمارَةَ وَشَيْطَانُ الاسْتِغْرَابِ يَلْعَبُ بِها شَرْقًا وغَرْبًا، عَيْناها تَصْطَدِمانِ بالكَرْتُونَةِ إِيَّاهَا ، عاينتها بِدِقَةٍ وَحاوَلَتْ لَمْسَهَا، لَكِنَّهَا خَافَتْ ساوَرَها شُعور غريبٌ، وَقَدْ عَلِقَتْ كَلِمَةُ (مَطَرٌ) بَيْنَ شَفَتَيْهَا وَأَسْنانِها وَلِسانِها ، صارَتْ تُحسِّبُ وتُخَمِّنُ : هَديةٌ لِجارَتِنا، كَلِمَةُ (مُبَارَكٌ ) ماذا تعني ؟ قَدْ تَكُونُ شَيْئًا آخَرَ، خَافَتْ مِنْ هَذِهِ الخواطر وابتعدتْ صاعِدَةً وهي تَرْشُقُها بنَظَرَاتٍ هَلِعَةٍ ، في ذات الحين اقترب ساكِنُ آخَرُ مِنَ الكَرْتُونَةِ، وحَنى ظَهْرَهُ لِيَقِفَ على سرها ، التَزَمَ الرَّجُلُ الهدوء واللامبالاة، جَلَبَةٌ مُفَاجِئَةٌ قادِمَةٌ مِنَ الطَّابِقِ الأخير، وانفتاح أبواب وانْطِبَاقُها جَعَلَتِ الرَّجُلَ يتوارت خَلْفَ بَابِ شِقَّتِهِ الَّذِي جَعَلَهُ مُوارِبًا ، وَهُرِعَتْ إِلَيْهِ زَوْجَتُهُ مُسْتَفْسِرَةً فَأَخْبَرَها بِالْقِصَّةِ، أصوات وضجيج في الطَّابِقِ الأَرْضِي، العمارة منذ سنين لم تشهد مِثْلَ هَذِهِ الحَرَكَةِ ، حَلْقَةُ الْفُضولِ حَوْلَ الكَرْتُونَةِ تَتَّسِعُ، هَمْهَمَةٌ مُشْتَرَكَةٌ: «هذهِ الكَرْتونَةُ عَامِضَةٌ وما فيها خَطِيرٌ»، كَلِمَةُ (مُبَارَكٌ) مَعَ بعض الأمور الأخرى تعني أَشياء غير مفهومة. لا يَعْرِفُونَ أَهِيَ فِي الشَّقَةِ أَمْ خَارِجَهَا؟ قَرَعَ أَحَدُهُم الجَرَسَ، أَيْنَ تَعْمَلُ ؟ ما هُوَ عُنوانها وهاتفها ؟ صَمْتُ مُطْبِقٌ يَلُفُهِم جَمِيعًا، انْتَظَرُوها إزاء باب العمارة ساعات طويلة. وَنَصَارَةً وَجْهِهَا البَشوش هي وابنها يعيشان في هذهِ الشَّقَّةِ مُنْذُ زَمَنِ ، وَلَا تَحْفَظُ أَسْمَاءَهُمْ أَوْ أَلْقابَهُمْ ، أمامَ عَيْنَيْها هَدَفٌ سامٍ هُو ابنها، ولا تَخْطُو خُطوَةً واحدةً إِلا بِعَقْلٍ أَوْقَفَتْ سَيَّارَتَها حَيْثُ توقفها دائمًا، اقتربَتْ مِنْ بابِ العِمارَةِ، والسُّرُورُ يَفْرِدُ أَجْنِحَتَه على وَجْهِهَا، عَيْناها تَقَعان على سُكَانِ العِمارَةِ الذين بَدَوُوا يَلْتَفُونَ حَوْلَهَا، كانت دموعُها السّاحَةُ تَحْمِلُ بَشائر الفرح، قالت بصوت يضخُ الْحَياة فالصَّمْتِ: «الآنَ أَحْسَسْتُ أَنَّ فِي العِمارَةِ سُكَانًا. مُصَوِّبَةٌ إلى عَيْنَيْها ، «ماذا جرى ؟ ما أصابهم ؟ لم يكونوا هكذا!» تَنْتَالُ مِنْ داخلها أَسْئِلَةٌ مُفَاجِيَّةٌ، العِمارَةُ هي ذاتُ العِمارَةِ الَّتِي تَسْكُنُها ، وقعَ نَظَرُها عَلَى الكَرْتُونَةِ، قَرأَتْ ما كُتِبَ عَلَيْهَا فَاتَّسَعَتْ بَسْمَتُها ، عُيُونُهُمْ مُتَسَائِلَةٌ وشِفَاهُهُمْ مُطبِقَةٌ على سؤال غاطس في الصَّمْتِ، «ما الأمرُ ؟ فَتَحَتِ الباب، «ياه، ولكنكِ جِئْتِ أخيرًا. هَدَأَتْ حَرَكَتُها ، عيناه مُتَعَلِّقَتانِ على مِتْرَاسِ الباب، كانوا ينتظرونَ، وراحَ يُوَزِّعُ عَلَيْهِمُ
نَظَرَاتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ، رُبّما كانوا لا يَتَوَقَّعُونَ أَنْ تَفْتَحَ لَهُمُ البَابَ، نَطَقُوا بِلِسَانٍ واحدٍ: (مُبارك)
ابتسمت،


النص الأصلي

بعد انتظار طويل طويل، استقرت أمام باب الشَّقَّةِ السُّفْلِيَّةِ في العمارة. قَرَعَ الرَّجلُ الجَرَسَ مرَّةً ومرتين وثلاثا، وأَصاخَ السَّمْعَ مُنْتَظِرًا، وَحِينَ لَمْ يَرُدَّ أَحَدٌ عَلَيْهِ غادَرَ مُنْصَرِفًا، كلمة (مُبارَك) على سطح الكرتونة تثير التساؤل والشَّهِيَّةَ والفُضول، سُكَانُ العِمارَةِ قَلَّما يَتَزاوَرُونَ، وإذا ما التقوا عِندَ الباب الرئيس يتفاجؤونَ، وكأَنَّهم لا يَسْكُنُونَ عِمارةً واحِدَةً ، يَتَسايَلونَ على الدَّرَج مِثْلَ سوائِلَ فَقَدَتْ وَظَائِفَها الحَقِيقِيَّةَ في الحياة؛ بارَحَتْهُمْ حَمِيمِيَّةُ الجيران المعهودة، الابتسامات العفوية، التَّحِيَّةُ البريئة، المجاملة السريعة .. عمارة لها باب واحدٌ ، ولَكِنَّ مَشاعِرَ سُكَانِها مُوَزِّعَةٌ عَلَى سُقُوفٍ
مُنْفَصِلة. الكرتونَةُ عَالَم وَرَقِيٌّ عَامِضٌ داهَمَهُمْ، شَوْكَةُ الأَسْئِلَةِ الحَادَّةُ وَخَرْتْ جِسمَ العِمارة، الكرتونَةُ هَبَّةُ ريح مُتَسَلَّلَةٌ إلى فضاءات تخلو من الاسْتِثْنَاءِ، هِيَ صَرَخَةٌ مُبَاغِتَةٌ فِي زاوِيَةٍ صَامِئَةٍ، مَضَتْ سنواتٌ رَتِيبَةٌ عَلا فيها صَدَأُ (العادية) على النفوس، وَتَحَوَّلَتِ
العمارة إلى صندوق خال من الدَّهْشَةِ وارتعاشات الحياة.
مر أول ساكن منْ سُكَانِ العِمارَةِ بالكرتونَةِ المُتَرَبِّصَةِ، عَايَنَها ، لم يَعتد على رُؤيَةِ مِثْلِ هذا الشَّيْءِ، مَسَحَ نَظَارَتَهُ السَّميكَةَ، وَحَمْلَقَ بالكرتونَةِ ، عَلِقَتْ عَيْنَاهُ بِكَلِمَةِ (بَرْدٌ) على أحد جوانبها ، بَدَتِ الحيرة على وَجْهِهِ حَوْلَ مَعْنى هَذِهِ الحُروفِ ارْتَقَتْ نَظَرَاتُهُ إِلى كَلِمَةِ (مُبَارَكٌ ) تَساءَلَ : ماذا يعني هَذا ؟ باوَصَ بِعَيْنَيْهِ وَهُوَ يُمِيلُ بِرَأْسِهِ يَمِينًا وشِمَالًا، ثُمَّ أَخَذَ يُقَلِّبُ شَفَتَهُ السُّفْلَى دِلالَةَ عَدَمِ الفَهم، وفي الأثناء اقتربَ مِنْهُ جَارٌ آخرُ شَدَّهُ الفضول إلى وقُفَةِ جَارِهِ، لمْ يُسَلِّمْ أَوْ يَتَكَلَّمْ ، راح يتَأَمَّلُ الكَرْتُونَةَ وَيُرَحُلُ بَصَرَهُ بَيْنَها (2) مَا الَّذي تستنتجه من هذه العبارة؟ وبَيْنَ جَارِهِ الَّذِي لا يَعْرِفُ اسْمَهُ، الْتَقَطَ كَلِمَةً عَلَى الكرتونَةِ، وَصَارَ يُقَلِّبُها بَيْنَ شَفَتَيْها (كَسْتَناء)، تبادل الرجلان نظرات باردةً ، وخَرَجا مُتَتَابِعَينِ الْتَفَتَا مَرَّاتٍ عَدِيدَةً إِلى الخَلْفِ، الكرتونَةُ تَرْسُمُ أَسْئِلَتَها عَلَى وَجْهَيهِما ، لَمْ يَبْتَعِدًا كَثِيرًا، وَإِنَّمَا وَقَفَ كُلُّ مِنْهُما على طَرَفِ الشارع، عُيونُهُما مُسَلَّطَةٌ عَلى العِمارَةِ، والكَرْتُونَةُ وِسْواس في رَأْسَيْهِما .
اقتربت سيدة وابْنَتُها الصَّبِيَّةُ مِنَ الرَّجُلَيْنِ ، عَرَفَتْ أَنَّهُمَا مِنْ سُكَانِ العِمَارَةِ، طَأْطَأَتْ رَأْسَها ، وَمَرَّتْ دونَ كَلام، قَلَّبَتْ كَفَّيْهَا مُتَسَائِلَةً عَمَّا أَصَابَهُمَا؟ مَا الَّذِي أَوْقَفَهُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ في هذا المَكانِ؟ هَلْ يَنْتَظِرانِها ؟ دَخَلَتِ العِمارَةَ وَشَيْطَانُ الاسْتِغْرَابِ يَلْعَبُ بِها شَرْقًا وغَرْبًا، ويَسوطُها بِأَسْئِلَةٍ لا تَنْتَهي، عَيْناها تَصْطَدِمانِ بالكَرْتُونَةِ إِيَّاهَا ، أَلْوانُها لافتة، والكِتابَةُ عَلَيْهَا بِخُطُوطٍ مُلَوَّنَةٍ ، عاينتها بِدِقَةٍ وَحاوَلَتْ لَمْسَهَا، لَكِنَّهَا خَافَتْ ساوَرَها شُعور غريبٌ، فَهَرْ وَلَتْ صَاعِدَةَ الدَّرَجَ، وَقَدْ عَلِقَتْ كَلِمَةُ (مَطَرٌ) بَيْنَ شَفَتَيْهَا وَأَسْنانِها وَلِسانِها ، صارَتْ تُحسِّبُ وتُخَمِّنُ : هَديةٌ لِجارَتِنا، كَلِمَةُ (مُبَارَكٌ ) ماذا تعني ؟ قَدْ تَكُونُ شَيْئًا آخَرَ، رُبّما قُنْبُلَةٌ.. «أعوذُ باللهِ ، أعوذُ باللهِ»، خَافَتْ مِنْ هَذِهِ الخواطر وابتعدتْ صاعِدَةً وهي تَرْشُقُها بنَظَرَاتٍ هَلِعَةٍ ، في ذات الحين اقترب ساكِنُ آخَرُ مِنَ الكَرْتُونَةِ، وحَنى ظَهْرَهُ لِيَقِفَ على سرها ، الجارة فتحت الباب، ثُمَّ انْطَبَقَ بِقُوَّةٍ، التَزَمَ الرَّجُلُ الهدوء واللامبالاة، وراحَ يَصْعَدُ الدَّرَجَ، لكنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ شَفْتَهُ، وَإِنَّمَا دَلَّى رَأْسَهُ
مِنْ فَتَحاتِ الدرابزين؛ لِيُراقِبَ الكرتونة...جَلَبَةٌ مُفَاجِئَةٌ قادِمَةٌ مِنَ الطَّابِقِ الأخير، وانفتاح أبواب وانْطِبَاقُها جَعَلَتِ الرَّجُلَ يتوارت خَلْفَ بَابِ شِقَّتِهِ الَّذِي جَعَلَهُ مُوارِبًا ، وَهُرِعَتْ إِلَيْهِ زَوْجَتُهُ مُسْتَفْسِرَةً فَأَخْبَرَها بِالْقِصَّةِ، وَشَدَّها الفضول للخروج، ولكنَّهُ مَنَعَها . أصوات وضجيج في الطَّابِقِ الأَرْضِي، العمارة منذ سنين لم تشهد مِثْلَ هَذِهِ الحَرَكَةِ ، حَلْقَةُ الْفُضولِ حَوْلَ الكَرْتُونَةِ تَتَّسِعُ، هَمْهَمَةٌ مُشْتَرَكَةٌ: «هذهِ الكَرْتونَةُ عَامِضَةٌ وما فيها خَطِيرٌ»، كَلِمَةُ (مُبَارَكٌ) مَعَ بعض الأمور الأخرى تعني أَشياء غير مفهومة.خافوا على جارتهم ، لا يَعْرِفُونَ أَهِيَ فِي الشَّقَةِ أَمْ خَارِجَهَا؟ قَرَعَ أَحَدُهُم الجَرَسَ، لا أَحَد هُناكَ، أَيْنَ تَعْمَلُ ؟ ما هُوَ عُنوانها وهاتفها ؟ صَمْتُ مُطْبِقٌ يَلُفُهِم جَمِيعًا، انْتَظَرُوها إزاء باب العمارة ساعات طويلة. لا يَعْرِفُونَ مِنْهَا إِلَّا بَسْمَتَها، وَنَصَارَةً وَجْهِهَا البَشوش هي وابنها يعيشان في هذهِ الشَّقَّةِ مُنْذُ زَمَنِ ، هذا كُلُّ مَا يَعْرِفُونَهُ عَنْهَا ، هِيَ لَا تَعْرِفُهُمْ، وَلَا تَحْفَظُ أَسْمَاءَهُمْ أَوْ أَلْقابَهُمْ ، أمامَ عَيْنَيْها هَدَفٌ سامٍ هُو ابنها، تَرعَاهُ بِحُنُو؛ ليكون علىمنوال تُريدُهُ، لا تتحرك إِلَّا بِقَدْرٍ، ولا تَخْطُو خُطوَةً واحدةً إِلا بِعَقْلٍ أَوْقَفَتْ سَيَّارَتَها حَيْثُ توقفها دائمًا، اقتربَتْ مِنْ بابِ العِمارَةِ، والسُّرُورُ يَفْرِدُ أَجْنِحَتَه على وَجْهِهَا، عَيْناها تَقَعان على سُكَانِ العِمارَةِ الذين بَدَوُوا يَلْتَفُونَ حَوْلَهَا، عُيُونُهُم ابتسمت، كانت دموعُها السّاحَةُ تَحْمِلُ بَشائر الفرح، قالت بصوت يضخُ الْحَياة فالصَّمْتِ: «الآنَ أَحْسَسْتُ أَنَّ فِي العِمارَةِ سُكَانًا. مُصَوِّبَةٌ إلى عَيْنَيْها ، «ماذا جرى ؟ ما أصابهم ؟ لم يكونوا هكذا!» تَنْتَالُ مِنْ داخلها أَسْئِلَةٌ مُفَاجِيَّةٌ، العِمارَةُ هي ذاتُ العِمارَةِ الَّتِي تَسْكُنُها ، وَهَذِهِ سَاحَتُها ، والشَّارِعُ الْمُؤَدِّي إليها، «لا ، لا، أنا لست تائهة». أسرَعَتْ تجاه بابِ الشَّقَّةِ، وقعَ نَظَرُها عَلَى الكَرْتُونَةِ، فَابْتَسَمَتْ، قَرأَتْ ما كُتِبَ عَلَيْهَا فَاتَّسَعَتْ بَسْمَتُها ، عُيُونُهُمْ مُتَسَائِلَةٌ وشِفَاهُهُمْ مُطبِقَةٌ على سؤال غاطس في الصَّمْتِ، «ما الأمرُ ؟ فَتَحَتِ الباب، وسَحَبَتِ الكرتونة إلى
الدَّاخِلِ، وَأَغْلَقَتْهُ.
«ياه، ما أجمل غلافه طال الانتظار يا كرتونتي العزيزة، ولكنكِ جِئْتِ أخيرًا... ابنها يُبَعْثِرُ نُسَخَ الديوانِ فَرَحًا ، هَدَأَتْ حَرَكَتُها ، عيناه مُتَعَلِّقَتانِ على مِتْرَاسِ الباب، سؤال طافح بالإلحاح: «ما الذي أصاب الجيران؟ أَيَظُنُّونَ أَنَّ الكَرتونة ؟!..» ضَحِكَتْ، كَانَتْ تَسْمَعُ لَجَاجَهُمْ في الخارج، كانوا ينتظرونَ، أَخَذَتْ رُزْمَةً مِنَ الْكِتَابِ وَرَاحَتْ تَكْتُبُ عليها إهداء مشهورًا بِتَوْقِيعها ، حَمَّلَتِ ابْنَهَا الرُّزْمَةَ، وَفَتَحَتِ البابَ، وراحَ يُوَزِّعُ عَلَيْهِمُ
النَّسَخَ المُوَقَّعَةَ" مساءً تهادى الجيران إلى باب شِقَّتِها ، كُلُّهُمْ يَبْتَسِمُونَ، نَظَرَاتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ، أَيْدِيهِمْ تُلَوِّحُ بالسلامِ فِيمَا بَيْنَهُم، قَرَعَ أَحَدُهُمُ الْجَرَسَ.
لمْ يَطْلِ الانْتِظارُ ، رُبَّما كانَتْ تَتَوقَّعُ ذلك، رُبّما كانوا لا يَتَوَقَّعُونَ أَنْ تَفْتَحَ لَهُمُ البَابَ، وفتح الباب والبسمة ذاتُها تَنْفَرِشُ على وَجْهِهَا ، بَشَّتْ لَهُمْ فَدَخَلُوا، كَانتْ نُسَخُ ديوانها
بين أَيْدِيهِمْ، نَطَقُوا بِلِسَانٍ واحدٍ: (مُبارك)
ابتسمت، كانت دموعُها السّاحَةُ تَحْمِلُ بَشائر الفرح، قالت بصوت يضخُ الْحَياةَ في الصَّمْتِ: «الآنَ أَحْسَسْتُ أَنَّ فِي العِمارَةِ سُكَانًا».


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

الاجتهاد يعني أ...

الاجتهاد يعني أن يبذل العالم الجهد في استنباط القضايا الدينية، شرعية أو عقدية، وعقلية أو نقلية، وقطع...

CS Scanned with...

CS Scanned with CamScannel JW Joil ( ...

أهداف البحث: 1....

أهداف البحث: 1. تحديد دور المعلمين في التربية الخاصة التوصل الى كيفية معلمي التربية الخاصة أن يسهموا...

\وبموجب التصديق...

\وبموجب التصديق على الاتفاقية يترتب على دولة فلسطين تقديم التقارير الدورية للجنة سيداو؛ حيث تبلغها م...

انبثقت فكرة فري...

انبثقت فكرة فريق ملهم التطوعي في عام 2012 عن مجموعة من الشباب السوريين، الذين استشعروا ألم ومعاناة إ...

- النظرية النيو...

- النظرية النيوكنزية: تؤكد النظرية النيوكينزية على أن الحكومة لها دور محوري في توجيه وتحفيز عملية ال...

يرجى العلم بأنه...

يرجى العلم بأنه قد تم توقيع عقد المشروع بتاريخ 19-07-2022 وتم تمديد التواريخ المرحلية لمدة 366 يوم ل...

بهدف المشروع ال...

بهدف المشروع التمهيدي لهذا القانون إلى تحديد المبادئ الأساسية والقواعد العامة التي تحكم تنمية اقتصاد...

_______________...

_______________________________________________خ صائص المشهد الهجروي العالمي : ين، 􀙁􀘈 العقدين الأخ 􀊏...

التمسك بالعادات...

التمسك بالعادات والتقاليد رغم الحداثة رغم الحداثة، واستقرار البدو في المدن والأرياف، يستمر البدو با...

إحدى مفاتيح الت...

إحدى مفاتيح التنمية الحقيقية هو التعليم الحديث المتطور باستمرار، ولا سيما التعليم الأساسي. وللأسف إن...

إنضمت دولة فلسط...

إنضمت دولة فلسطين الى إتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز العنصري "سيداو" في الأول من نيسان من الع...