لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (100%)

بدأ هذا الوضع الراهن المرتقب والمستقر يتغير في الستينيات. اشتعلت توترات الحرب الباردة من جديد عندما تفادى كلا من رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف والرئيس الأمريكي جون كينيدي بصعوبة الصراع في كوبا ومع تصاعد التدخل الأمريكي في فيتنام. على الرغم من هذه البداية غير المشجعة، بحلول نهاية العقد أصبح ما كان في الأساس منظمة قائمة على الدفاع يجسد ظاهرة جديدة: الانفراج وهو تهدئة التوترات بين الكتل الغربية والشرقية نتيجة القبول على مضض للوضع الراهن. انتقل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمقر الأعلى للقوات المتحالفة في اوربا خلال هذا العقد بشكل مفاجئ إلى موطن جديد. عزمها على الانسحاب من هيكل القيادة العسكرية المتكاملة لحلف شمال الأطلسي وطالبت بإزالة جميع مقار الحلفاء من الأراضي الفرنسية. أُنشئ مقر جديد للمقر الأعلى للقوات المتحالفة في اوربا في كاستو الواقعة في بلجيكا في أذار عام 1967 وانتقل المقر الرئيسي للناتو إلى بروكسل في تشرين الأول من نفس العام. و بشكل ملحوظ بقيت فرنسا داخل الحلف وأكدت باستمرار على عزمها للوقوف جنبًا إلى جنب مع حلفائها في حالة الأعمال العدائية. كما أثبتت فرنسا أنها من بين المساهمين الأكثر قيمة في قوات الحلف خلال عمليات حفظ السلام اللاحقة. كانت المرونة دائمًا مفتاح نجاح الناتو وأظهر الانسحاب الفرنسي من هيكل القيادة العسكرية المتكاملة للناتو أن الناتو بامكانه تقبل وجهات النظر المختلفة بين أعضائه، على عكس حلف وارسو. وللتذكير بهذه النقطة، قاد الاتحاد السوفيتي في أب عام 1968 غزوًا لتشيكوسلوفاكيا وضع نهاية لفترة التحرر السياسي في ذلك البلد عُرف باسم "ربيع براغ". مثل غزواً مماثلاً لهنغاريا في عام 1956 وقمع عسكري في برلين في عام 1953، أظهرت الإجراءات السوفيتية ما أصبح يعرف باسم عقيدة بريجنيف: بالنظر إلى الاختيار بين السيطرة قصيرة الأمد على الدول العميلة لأوروبا الشرقية والإصلاح السياسي والاقتصادي طويل الأمد، سيختار الاتحاد السوفيتي الحفاظ على سيطرة قصيرة المدى. و ستنتظر نهاية هذه السياسة زعيم سوفيتي مستعد لاختيار الإصلاح على الأمد الطويل. سعت سياسة Ostpolitik ( تعني السياسة الشرقية الجديدة) الخاصة بمستشار ألمانيا الغربية، إلى تشجيع الاستقرار الأوروبي من خلال توثيق العلاقات بين أوروبا الشرقية والغربية. سعت استراتيجية الرئيس الأمريكي جون أف. كينيدي المتمثلة في "الرد المرن" إلى استبدال الانقسام المطلق للانتقام الجسيم بين السلام أو الحرب النووية الكاملة. أعتمدت الاستجابة المرنة في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية وقد عززت الاستجابة المرنة الموقف الدفاعي التقليدي للناتو من خلال تقديم ردود عسكرية أقل من التبادل النووي الكامل في حالة الصراع. أوصى تقرير قدمه وزير الخارجية البلجيكية، في كانون الأول عام 1967 إلى مجلس شمال الأطلسي بعنوان "المهام المستقبلية للحلف" بأن يكون للناتو مسارًا سياسيًا يعزز الحوار والانفراج بين الناتو وبلدان حلف وارسو. أصبح دور الناتو ليس مجرد الحفاظ على الوضع الراهن وانما للمساعدة في تغييره. ساعد تقرير وزير الخارجية البلجيكية، على إرساء الأساس لعقد مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا في عام 1973. بعد ذلك بعامين، إلى التفاوض على وثيقة هلسنكي النهائية. ألزم القانون الموقعين عليه - بما في ذلك الاتحاد السوفيتي وأعضاء حلف وارسو - باحترام الحريات الأساسية لمواطنيهم بما في ذلك حرية الفكر أو الضمير أو الدين أو المعتقد. قلل الحكام السوفييت داخليًا من أهمية هذه البنود في القانون و ولوا أهمية أكبر على الاعتراف الغربي بالدور السوفيتي في أوروبا الشرقية. و لكن في النهاية علم السوفييت أنهم ربطوا أنفسهم بأفكار مؤثرة وربما تخريبية. أدى الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 والنشر السوفيتي للصواريخ الباليستية SS-20 Sabre في أوروبا إلى توقيف الانفراج. حيث اتخذ الحلفاء قرار"المسار المزدوج" لنشر صواريخ بيرشينج 2 ذات القدرة النووية وصواريخ كروز الأرضية في أوروبا الغربية مع استمرار المفاوضات مع السوفييت، وذلك لمواجهة النشر السوفيتي. لم يكن من المقرر أن يبدأ النشر حتى عام 1983. يأملون في تحقيق اتفاقية الحد من الأسلحة التي من شأنها أن تلغي الحاجة إلى الأسلحة. عانى أعضاء الناتو من الخلاف الداخلي عندما بدأ الانتشار في عام 1983. بعد صعود ميخائيل جورباتشوف بصفة رئيس وزراء سوفيتي في عام 1985، وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي معاهدة القوات النووية متوسطة الأمد (INF) في عام1987حيث تقضي القوات على جميع الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز النووية والصواريخ البالستية وذات المدى المتوسط. يعتبر هذا الآن مؤشرًا أوليًا على أن الحرب الباردة كانت على وشك الانتهاء. شهدت الثمانينيات أيضًا انضمام أول عضو جديد في الناتو منذ عام 1955. انضمت إسبانيا الديمقراطية الجديدة في عام 1982 إلى التحالف عبر الأطلسي. اعتقد معظم المراقبين الدوليين، أن الشيوعية السوفيتية قد خسرت المعركة الفكرية مع الغرب. فكك المنشقون الدعم الأيديولوجي للأنظمة الشيوعية وهي عملية ساعدت في استعادة الأحداث الماضية من خلال التزام الاتحاد السوفيتي الظاهري بمبادئ حقوق الإنسان التي حددها قانون هلسنكي الاخير. و بحلول أواخر الثمانينيات وجدت الحكومة الشيوعية في بولندا نفسها مضطرة للتفاوض مع نقابة العمال المستقلة المضطهدة سابقًا "تضامن" وزعيمها، وسرعان ما بدأ النشطاء الديمقراطيون الآخرون في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي نفسه في المطالبة بهذه الحقوق بالذات. وفي ذلك الوقت كانت اقتصادات القيادة في حلف وارسو تتفكك. كان الاتحاد السوفيتي ينفق ثلاثة أضعاف ما تنفقه الولايات المتحدة على الدفاع باقتصاد يبلغ ثلث حجمه. إلى السلطة بهدف إجراء إصلاح جذري للنظام الشيوعي. لم يتدخل الاتحاد السوفيتي عندما بدأ نظام ألمانيا الشرقية في الانهيار في عام 1989 مما عكس عقيدة بريجنيف. و اختار السوفييت هذه المرة الإصلاح طويل الأمد على سيطرة قصيرة الأمد كانت تتجاوز قدراتهم باستمرار مما أدى إلى انطلاق سلسلة من الأحداث التي أدت إلى تفكك حلف وارسو. بدا أن سقوط جدار برلين في 9 تشرين الثاني عام 1989 أعلن حقبة جديدة من الأسواق المفتوحة والديمقراطية والسلام استجاب الحلفاء بفرح لا يصدّق عندما أطاح المتظاهرون المتشجعون بالحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية. ولكن كانت هناك أيضًا شكوك مخيفة. هل ستكون ألمانيا الموحدة محايدة؟ ماذا سيحدث للأسلحة النووية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق؟ هل ستلعن القومية مرة أخرى السياسة الأوروبية؟ بالنسبة للناتو، كان السؤال مصيري: هل هناك أي حاجة أخرى للحلف الأطلسي؟
في عام 1991 كما في عام 1949، كان من المقرر أن يكون الناتو حجر الأساس لبنية أمنية أكبر في عموم أوروبا. أسس الحلفاء مجلس تعاون شمال الأطلسي في كانون الأول 1991، و الذي أعيدت تسميته إلى مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية في عام 1997. وقد جمع هذا المنتدى الحلفاء مع جيرانهم من أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى لإجراء مشاورات مشتركة. رأى العديد من هذه البلدان المحررة حديثًا - أو الشركاء ، كما أطلق عليهم قريبا- أن العلاقة مع الناتو أساسية لتطلعاتهم الخاصة في الاستقرار والديمقراطية والتكامل الأوروبي. كما امتد التعاون الى الجنوب. حيث أسس الحلف في عام 1994 الحوار المتوسطي مع ستة بلدان غير أعضاء تقع على البحر المتوسط : مصر وإسرائيل والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس وانضمت الجزائر أيضًا في عام 2000. ويسعى هذا الحوار إلى المساهمة في الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال تحسين التفاهم المتبادل. لقد أفسح انهيار الشيوعية الطريق أمام صعود القومية والعنف العرقي لا سيما في يوغوسلافيا السابقة. تردد الحلفاء في البداية في التدخل فيما كان يُنظر إليه على أنه حرب أهلية يوغوسلافية. و أصبح ينظر إلى الصراع في وقت لاحق على أنه حرب عدوانية وتطهير عرقي حيث قرر الحلف التحرك. عرض الناتو في البداية دعمه الكامل لجهود الأمم المتحدة لإنهاء جرائم الحرب بما في ذلك العمل العسكري المباشر في شكل حظر بحري. سرعان ما أدى فرض منطقة حظر طيران إلى غارات جوية ضد أسلحة ثقيلة تنتهك قرارات الأمم المتحدة. شن الحلف حملة جوية لمدة تسعة أيام في كانون الأول عام 1995 حيث لعبت دورًا رئيسيًا في إنهاء الصراع. نشر الناتو قوة متعددة الجنسيات في كانون الأول من ذلك العام متكونة من 60 ألف جندي، بتفويض من الأمم المتحدة للمساعدة في تنفيذ اتفاقية دايتون للسلام وتهيئة الظروف لتحقيق سلام مستدام ذاتيًا. سلم الناتو هذا الدور إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004. أظهرت تجارب الناتو في البوسنة وكوسوفو أن النقاش حول ما إذا كان على الناتو أن يفرض سلامًا أوروبيًا كان موضع نقاش: لقد فرضت الأحداث سيطرة الحلف. قبل سقوط جدار برلين، منظمة ثابتة و مجرد وجودها كافياً لردع الاتحاد السوفيتي. بدأ تدخل البلقان تحويل الحلف إلى منظمة أكثر حيوية واستجابة. أختفت عقيدة الحرب الباردة الخاصة بالانتقام النووي وبدلاً منها، التصميم على استخدام القوة التي تم دراستها وتطبيقهابعناية، بعد أن فشلت جميع الوسائل السلمية، جنبًا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والإنسانية لوقف الصراع ، إذا لزم الأمر من نطاق شمال الأطلسي التقليدي لحلف شمال الأطلسي. اعتمد الحلف مفهومًا استراتيجيًا جديدًا يصف أهداف الحلف وأولوياته. تم تصنيف معظم المفاهيم الإستراتيجية السابقة. أصدر الحلف في عام 1991 و لأول مرة مفهومًا غير سري في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي. نص المفهوم الذي أعقب ذلك في عام 1999 على أنه منذ نهاية الحرب الباردة واجه العالم "مخاطر جديدة معقدة على السلام والأمن في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي ، بما في ذلك القمع والصراع العرقي والازمة الاقتصادية وانهيار النظام السياسي وانتشار أسلحة الدمار الشامل ". أظهرت الهجمات الإرهابية في 11 ايلول 2001 على مركز التجارة العالمي والبنتاغون للحلفاء بأن الاضطرابات السياسية في أجزاء بعيدة من العالم يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة في الوطن. استند الناتو ولأول مرة في تاريخه إلى بند الدفاع الجماعي (المادة 5). استخدمت الجهات الفاعلة الرئيسية - في هذه الحالة، جماعة القاعدة الإرهابية - أفغانستان كقاعدة لتصدير عدم الاستقرار إلى العالم الصناعي واستخدمت الطائرات المخطوفة كأسلحة بدائية للدمار الشامل لقتل الآلاف من المدنيين. بما في ذلك تفجيرات اسطنبول في تشرين الثاني عام 2003 والهجوم على نظام قطار ركاب مدريد في 11 اذار عام 2004 ونظام النقل العام في لندن في 7 تموز عام 2005، أن المتطرفين العنيفين مصممون على استهداف السكان المدنيين. في أعقاب هجمات الحادي عشر من ايلول تدخل تحالف من الدول – متضمن العديد من حلفاء الناتو - عسكريًا في أفغانستان في خريف عام 2001. وكان الهدف من المهمة "عملية الحرية الدائمة" حرمان القاعدة من قاعدة عمليات واحتجاز أكبر عدد ممكن من قادة القاعدة. عقب الإطاحة بنظام طالبان في كانون الأول 2001، أجاز قرار مجلس الأمن رقم 1386 نشر قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، وهي قوة متعددة الأطراف في كابول وحولها للمساعدة في استقرار البلاد وتهيئة الظروف السلام المستدام ذاتيا. تولى الناتو قيادة وتنسيق قوة إيساف في أب عام 2003. وخلال ذلك الوقت واصل الناتو قبول أعضاء جدد وبناء شراكات جديدة. تأسس مجلس الناتو وروسيا في عام 2002 بحيث يمكن للدول الأعضاء في الناتو وروسيا العمل كشركاء متساوين في القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك. أطلق الحلف في عام 2004 مبادرة اسطنبول للتعاون كوسيلة لتقديم تعاون أمني ثنائي عملي لدول منطقة الشرق الأوسط الأوسع. وأخيرًا جلبت جولات التوسيع اللاحقة المزيد من الحلفاء إلى المنظمة- بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في عام 2004 وألبانيا وكرواتيا في عام 2009 ومونتنيغرو في عام 2017 ومقدونيا الشمالية في عام 2020 وفنلندا في عام 2023. كما في البوسنة وكوسوفو، أن القوة العسكرية ليست كافية لضمان السلام والاستقرار. لقد أصبح حفظ السلام على الأقل بنفس صعوبة صنع السلام. لقد أصبح حفظ السلام الناجح لا يستلزم مجرد توفير خط أساس للأمن وانما المساعدة في بناء الحداثة نفسها. هذه المهمة تتجاوز الناتو والحلفاء يعرفون بذلك. الحلف ليس ولا يمكن أن يكون وكالة إعادة إعمار مدنية وانما يمكن للناتو أن يقدم مساهمة كبيرة على أن يكون جزءًا من استجابة دولية منسقة. التزم الحلف بالتعامل مع "جميع مراحل الأزمة - قبل وأثناء وبعد" - وهو مبدأ شامل ينطوي على دور أكبر للأمن التعاوني. هذه الفكرة هي في صميم "النهج الشامل". يتطلب عدم الاستقرار الجيوسياسي حلول معقدة تجمع بين القوة العسكرية والدبلوماسية واستقرار ما بعد الصراع. يمكن فقط لأوسع تحالف ممكن من الجهات الفاعلة الدولية أن يوفر عناصر الثلاثة. لا يطور الحلف فقط شراكات أمنية مع دول عبر البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج وحتى منطقة المحيط الهادئ ، وانما يصل أيضًا للمنظمات الدولية القرينة والمنظمات غير الحكومية الأخرى التي لديها تفويضات في مجالات مثل المؤسسات - البناء والحوكمة والتنمية وإصلاح القضاء. ومع ذلك فإن القرن الحادي والعشرون لن يتمحور حول بناء السلام. يعد ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وهجومها غير المبرر على أوكرانيا تذكيرًا واقعيًا بأهمية المهمة الأساسية للناتو: الدفاع الجماعي. إلى جانب الصراع السوري وصعود داعش والإرهاب (وغالباً الإرهاب الوطني)، حقيقة وحشية في العديد من القارات. خلال ذلك الوقت تتصاعد التوترات عندما يسعى المهاجرون إلى اللجوء من الصراع في البلدان التي تعاني من ثقل الصراع العرقي والديني والضغوط الديموغرافية وضعف الأداء الاقتصادي. أصبحت الهجمات الإلكترونية أكثر تكرارا وأكثر تدميرا من أي وقت مضى. ينشر معارضو المجتمعات الليبرالية المفتوحة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل معلومات مضللة ودعاية تسعى إلى تقويض القيم التي لطالما سعى الناتو إلى حمايتها وتعزيزها. فإن تعقيد البيئة الأمنية الحالية يجعل مرونة الناتو تخضع للاختبار مرة أخرى. يواجه الناتو عددًا متزايدًا من التهديدات الجديدة في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين. يجب أن يكون الناتو مستعدًا لمواجهة هذه التحديات، بصفته حجر الأساس للسلام والحرية عبر المحيط الأطلسي. و لذلك وافق قادة الناتو على مفهوم استراتيجي جديد للحلف في قمة مدريد في 29 حزيران 2022 ، حيث حدد أولويات الناتو ومهامه الأساسية ونهجه للعقد القادم. يصف المفهوم الاستراتيجي لعام 2022 البيئة الأمنية التي تواجه الحلف ويعيد التأكيد على قيمه ويوضح الغرض الرئيسي للناتو المتمثل في ضمان الدفاع الجماعي لحلفائه. كما تحدد المهام الأساسية الثلاث للناتو وهي الردع والدفاع و منع الأزمات وإدارتها والأمن التعاوني.


النص الأصلي

من الدفاع إلى الانفراج
بدأ هذا الوضع الراهن المرتقب والمستقر يتغير في الستينيات. اشتعلت توترات الحرب الباردة من جديد عندما تفادى كلا من رئيس الوزراء السوفيتي نيكيتا خروتشوف والرئيس الأمريكي جون كينيدي بصعوبة الصراع في كوبا ومع تصاعد التدخل الأمريكي في فيتنام. على الرغم من هذه البداية غير المشجعة، بحلول نهاية العقد أصبح ما كان في الأساس منظمة قائمة على الدفاع يجسد ظاهرة جديدة: الانفراج وهو تهدئة التوترات بين الكتل الغربية والشرقية نتيجة القبول على مضض للوضع الراهن.


انتقل حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمقر الأعلى للقوات المتحالفة في اوربا خلال هذا العقد بشكل مفاجئ إلى موطن جديد. أعلنت فرنسا، في أذار عام 1966، عزمها على الانسحاب من هيكل القيادة العسكرية المتكاملة لحلف شمال الأطلسي وطالبت بإزالة جميع مقار الحلفاء من الأراضي الفرنسية. أُنشئ مقر جديد للمقر الأعلى للقوات المتحالفة في اوربا في كاستو الواقعة في بلجيكا في أذار عام 1967 وانتقل المقر الرئيسي للناتو إلى بروكسل في تشرين الأول من نفس العام. و بشكل ملحوظ بقيت فرنسا داخل الحلف وأكدت باستمرار على عزمها للوقوف جنبًا إلى جنب مع حلفائها في حالة الأعمال العدائية. كما أثبتت فرنسا أنها من بين المساهمين الأكثر قيمة في قوات الحلف خلال عمليات حفظ السلام اللاحقة. كانت المرونة دائمًا مفتاح نجاح الناتو وأظهر الانسحاب الفرنسي من هيكل القيادة العسكرية المتكاملة للناتو أن الناتو بامكانه تقبل وجهات النظر المختلفة بين أعضائه، على عكس حلف وارسو.
وللتذكير بهذه النقطة، قاد الاتحاد السوفيتي في أب عام 1968 غزوًا لتشيكوسلوفاكيا وضع نهاية لفترة التحرر السياسي في ذلك البلد عُرف باسم "ربيع براغ". مثل غزواً مماثلاً لهنغاريا في عام 1956 وقمع عسكري في برلين في عام 1953، أظهرت الإجراءات السوفيتية ما أصبح يعرف باسم عقيدة بريجنيف: بالنظر إلى الاختيار بين السيطرة قصيرة الأمد على الدول العميلة لأوروبا الشرقية والإصلاح السياسي والاقتصادي طويل الأمد، سيختار الاتحاد السوفيتي الحفاظ على سيطرة قصيرة المدى. و ستنتظر نهاية هذه السياسة زعيم سوفيتي مستعد لاختيار الإصلاح على الأمد الطويل.
كان للانفراج وجوه عديدة. سعت سياسة Ostpolitik ( تعني السياسة الشرقية الجديدة) الخاصة بمستشار ألمانيا الغربية، ويلي برانت، إلى تشجيع الاستقرار الأوروبي من خلال توثيق العلاقات بين أوروبا الشرقية والغربية. سعت استراتيجية الرئيس الأمريكي جون أف. كينيدي المتمثلة في "الرد المرن" إلى استبدال الانقسام المطلق للانتقام الجسيم بين السلام أو الحرب النووية الكاملة. أعتمدت الاستجابة المرنة في أعقاب أزمة الصواريخ الكوبية وقد عززت الاستجابة المرنة الموقف الدفاعي التقليدي للناتو من خلال تقديم ردود عسكرية أقل من التبادل النووي الكامل في حالة الصراع. وخلال هذا الوقت أيضًا، أوصى تقرير قدمه وزير الخارجية البلجيكية، بيير هارمل، في كانون الأول عام 1967 إلى مجلس شمال الأطلسي بعنوان "المهام المستقبلية للحلف" بأن يكون للناتو مسارًا سياسيًا يعزز الحوار والانفراج بين الناتو وبلدان حلف وارسو. أصبح دور الناتو ليس مجرد الحفاظ على الوضع الراهن وانما للمساعدة في تغييره.
ساعد تقرير وزير الخارجية البلجيكية، بيير هارمل، على إرساء الأساس لعقد مؤتمر الأمن والتعاون في أوروبا في عام 1973. أدى المؤتمر، بعد ذلك بعامين، إلى التفاوض على وثيقة هلسنكي النهائية. ألزم القانون الموقعين عليه - بما في ذلك الاتحاد السوفيتي وأعضاء حلف وارسو - باحترام الحريات الأساسية لمواطنيهم بما في ذلك حرية الفكر أو الضمير أو الدين أو المعتقد. قلل الحكام السوفييت داخليًا من أهمية هذه البنود في القانون و ولوا أهمية أكبر على الاعتراف الغربي بالدور السوفيتي في أوروبا الشرقية. و لكن في النهاية علم السوفييت أنهم ربطوا أنفسهم بأفكار مؤثرة وربما تخريبية.


إنعاش الحرب الباردة
أدى الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979 والنشر السوفيتي للصواريخ الباليستية SS-20 Sabre في أوروبا إلى توقيف الانفراج. حيث اتخذ الحلفاء قرار"المسار المزدوج" لنشر صواريخ بيرشينج 2 ذات القدرة النووية وصواريخ كروز الأرضية في أوروبا الغربية مع استمرار المفاوضات مع السوفييت، وذلك لمواجهة النشر السوفيتي. لم يكن من المقرر أن يبدأ النشر حتى عام 1983. كان الحلفاء، خلال هذا الوقت، يأملون في تحقيق اتفاقية الحد من الأسلحة التي من شأنها أن تلغي الحاجة إلى الأسلحة.
في ظل عدم عقد الاتفاقية المأمولة مع السوفييت، عانى أعضاء الناتو من الخلاف الداخلي عندما بدأ الانتشار في عام 1983. بعد صعود ميخائيل جورباتشوف بصفة رئيس وزراء سوفيتي في عام 1985، وقعت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي معاهدة القوات النووية متوسطة الأمد (INF) في عام1987حيث تقضي القوات على جميع الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز النووية والصواريخ البالستية وذات المدى المتوسط. يعتبر هذا الآن مؤشرًا أوليًا على أن الحرب الباردة كانت على وشك الانتهاء. شهدت الثمانينيات أيضًا انضمام أول عضو جديد في الناتو منذ عام 1955. انضمت إسبانيا الديمقراطية الجديدة في عام 1982 إلى التحالف عبر الأطلسي.
اعتقد معظم المراقبين الدوليين، بحلول منتصف الثمانينيات، أن الشيوعية السوفيتية قد خسرت المعركة الفكرية مع الغرب. فكك المنشقون الدعم الأيديولوجي للأنظمة الشيوعية وهي عملية ساعدت في استعادة الأحداث الماضية من خلال التزام الاتحاد السوفيتي الظاهري بمبادئ حقوق الإنسان التي حددها قانون هلسنكي الاخير. و بحلول أواخر الثمانينيات وجدت الحكومة الشيوعية في بولندا نفسها مضطرة للتفاوض مع نقابة العمال المستقلة المضطهدة سابقًا "تضامن" وزعيمها، ليخ واسا. وسرعان ما بدأ النشطاء الديمقراطيون الآخرون في أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي نفسه في المطالبة بهذه الحقوق بالذات.
وفي ذلك الوقت كانت اقتصادات القيادة في حلف وارسو تتفكك. كان الاتحاد السوفيتي ينفق ثلاثة أضعاف ما تنفقه الولايات المتحدة على الدفاع باقتصاد يبلغ ثلث حجمه. وصل، ميخائيل جورباتشوف، إلى السلطة بهدف إجراء إصلاح جذري للنظام الشيوعي. لم يتدخل الاتحاد السوفيتي عندما بدأ نظام ألمانيا الشرقية في الانهيار في عام 1989 مما عكس عقيدة بريجنيف. و اختار السوفييت هذه المرة الإصلاح طويل الأمد على سيطرة قصيرة الأمد كانت تتجاوز قدراتهم باستمرار مما أدى إلى انطلاق سلسلة من الأحداث التي أدت إلى تفكك حلف وارسو.
بدا أن سقوط جدار برلين في 9 تشرين الثاني عام 1989 أعلن حقبة جديدة من الأسواق المفتوحة والديمقراطية والسلام استجاب الحلفاء بفرح لا يصدّق عندما أطاح المتظاهرون المتشجعون بالحكومات الشيوعية في أوروبا الشرقية. ولكن كانت هناك أيضًا شكوك مخيفة. هل ستكون ألمانيا الموحدة محايدة؟ ماذا سيحدث للأسلحة النووية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق؟ هل ستلعن القومية مرة أخرى السياسة الأوروبية؟ بالنسبة للناتو، كان السؤال مصيري: هل هناك أي حاجة أخرى للحلف الأطلسي؟
في عام 1991 كما في عام 1949، كان من المقرر أن يكون الناتو حجر الأساس لبنية أمنية أكبر في عموم أوروبا. أسس الحلفاء مجلس تعاون شمال الأطلسي في كانون الأول 1991،و الذي أعيدت تسميته إلى مجلس الشراكة الأوروبية الأطلسية في عام 1997. وقد جمع هذا المنتدى الحلفاء مع جيرانهم من أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى لإجراء مشاورات مشتركة. رأى العديد من هذه البلدان المحررة حديثًا - أو الشركاء ، كما أطلق عليهم قريبا- أن العلاقة مع الناتو أساسية لتطلعاتهم الخاصة في الاستقرار والديمقراطية والتكامل الأوروبي. كما امتد التعاون الى الجنوب. حيث أسس الحلف في عام 1994 الحوار المتوسطي مع ستة بلدان غير أعضاء تقع على البحر المتوسط : مصر وإسرائيل والأردن وموريتانيا والمغرب وتونس وانضمت الجزائر أيضًا في عام 2000. ويسعى هذا الحوار إلى المساهمة في الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأبيض المتوسط من خلال تحسين التفاهم المتبادل.
سرعان ما تم اختبار هذا التعاون الناشئ. لقد أفسح انهيار الشيوعية الطريق أمام صعود القومية والعنف العرقي لا سيما في يوغوسلافيا السابقة. تردد الحلفاء في البداية في التدخل فيما كان يُنظر إليه على أنه حرب أهلية يوغوسلافية.و أصبح ينظر إلى الصراع في وقت لاحق على أنه حرب عدوانية وتطهير عرقي حيث قرر الحلف التحرك. عرض الناتو في البداية دعمه الكامل لجهود الأمم المتحدة لإنهاء جرائم الحرب بما في ذلك العمل العسكري المباشر في شكل حظر بحري. سرعان ما أدى فرض منطقة حظر طيران إلى غارات جوية ضد أسلحة ثقيلة تنتهك قرارات الأمم المتحدة. أخيرا، شن الحلف حملة جوية لمدة تسعة أيام في كانون الأول عام 1995 حيث لعبت دورًا رئيسيًا في إنهاء الصراع. نشر الناتو قوة متعددة الجنسيات في كانون الأول من ذلك العام متكونة من 60 ألف جندي، بتفويض من الأمم المتحدة للمساعدة في تنفيذ اتفاقية دايتون للسلام وتهيئة الظروف لتحقيق سلام مستدام ذاتيًا. سلم الناتو هذا الدور إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004.


أظهرت تجارب الناتو في البوسنة وكوسوفو أن النقاش حول ما إذا كان على الناتو أن يفرض سلامًا أوروبيًا كان موضع نقاش: لقد فرضت الأحداث سيطرة الحلف. حيث كان الناتو، قبل سقوط جدار برلين، منظمة ثابتة و مجرد وجودها كافياً لردع الاتحاد السوفيتي. بدأ تدخل البلقان تحويل الحلف إلى منظمة أكثر حيوية واستجابة. أختفت عقيدة الحرب الباردة الخاصة بالانتقام النووي وبدلاً منها، التصميم على استخدام القوة التي تم دراستها وتطبيقهابعناية، بعد أن فشلت جميع الوسائل السلمية، جنبًا إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية والإنسانية لوقف الصراع ، والقيام بذلك ، إذا لزم الأمر من نطاق شمال الأطلسي التقليدي لحلف شمال الأطلسي.
وبناءً على ذلك، اعتمد الحلف مفهومًا استراتيجيًا جديدًا يصف أهداف الحلف وأولوياته. تم تصنيف معظم المفاهيم الإستراتيجية السابقة. أصدر الحلف في عام 1991 و لأول مرة مفهومًا غير سري في أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي. نص المفهوم الذي أعقب ذلك في عام 1999 على أنه منذ نهاية الحرب الباردة واجه العالم "مخاطر جديدة معقدة على السلام والأمن في منطقة أوروبا والمحيط الأطلسي ، بما في ذلك القمع والصراع العرقي والازمة الاقتصادية وانهيار النظام السياسي وانتشار أسلحة الدمار الشامل ". ستثبت هذه الكلمات قريبًا أنها تنبؤية.
أظهرت الهجمات الإرهابية في 11 ايلول 2001 على مركز التجارة العالمي والبنتاغون للحلفاء بأن الاضطرابات السياسية في أجزاء بعيدة من العالم يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة في الوطن. استند الناتو ولأول مرة في تاريخه إلى بند الدفاع الجماعي (المادة 5). استخدمت الجهات الفاعلة الرئيسية - في هذه الحالة، جماعة القاعدة الإرهابية - أفغانستان كقاعدة لتصدير عدم الاستقرار إلى العالم الصناعي واستخدمت الطائرات المخطوفة كأسلحة بدائية للدمار الشامل لقتل الآلاف من المدنيين. و أوضحت الهجمات اللاحقة، بما في ذلك تفجيرات اسطنبول في تشرين الثاني عام 2003 والهجوم على نظام قطار ركاب مدريد في 11 اذار عام 2004 ونظام النقل العام في لندن في 7 تموز عام 2005، أن المتطرفين العنيفين مصممون على استهداف السكان المدنيين.
في أعقاب هجمات الحادي عشر من ايلول تدخل تحالف من الدول – متضمن العديد من حلفاء الناتو - عسكريًا في أفغانستان في خريف عام 2001. وكان الهدف من المهمة "عملية الحرية الدائمة" حرمان القاعدة من قاعدة عمليات واحتجاز أكبر عدد ممكن من قادة القاعدة. عقب الإطاحة بنظام طالبان في كانون الأول 2001، أجاز قرار مجلس الأمن رقم 1386 نشر قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف)، وهي قوة متعددة الأطراف في كابول وحولها للمساعدة في استقرار البلاد وتهيئة الظروف السلام المستدام ذاتيا. تولى الناتو قيادة وتنسيق قوة إيساف في أب عام 2003.
وخلال ذلك الوقت واصل الناتو قبول أعضاء جدد وبناء شراكات جديدة. تأسس مجلس الناتو وروسيا في عام 2002 بحيث يمكن للدول الأعضاء في الناتو وروسيا العمل كشركاء متساوين في القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك. أطلق الحلف في عام 2004 مبادرة اسطنبول للتعاون كوسيلة لتقديم تعاون أمني ثنائي عملي لدول منطقة الشرق الأوسط الأوسع. وأخيرًا جلبت جولات التوسيع اللاحقة المزيد من الحلفاء إلى المنظمة- بلغاريا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا في عام 2004 وألبانيا وكرواتيا في عام 2009 ومونتنيغرو في عام 2017 ومقدونيا الشمالية في عام 2020 وفنلندا في عام 2023.
نهج جديد لقرن جديد
رأى الحلفاء في أفغانستان، كما في البوسنة وكوسوفو، أن القوة العسكرية ليست كافية لضمان السلام والاستقرار. لقد أصبح حفظ السلام على الأقل بنفس صعوبة صنع السلام. لقد أصبح حفظ السلام الناجح لا يستلزم مجرد توفير خط أساس للأمن وانما المساعدة في بناء الحداثة نفسها. هذه المهمة تتجاوز الناتو والحلفاء يعرفون بذلك. الحلف ليس ولا يمكن أن يكون وكالة إعادة إعمار مدنية وانما يمكن للناتو أن يقدم مساهمة كبيرة على أن يكون جزءًا من استجابة دولية منسقة. التزم الحلف بالتعامل مع "جميع مراحل الأزمة - قبل وأثناء وبعد" - وهو مبدأ شامل ينطوي على دور أكبر للأمن التعاوني. هذه الفكرة هي في صميم "النهج الشامل".
يتطلب عدم الاستقرار الجيوسياسي حلول معقدة تجمع بين القوة العسكرية والدبلوماسية واستقرار ما بعد الصراع. يمكن فقط لأوسع تحالف ممكن من الجهات الفاعلة الدولية أن يوفر عناصر الثلاثة. وبناء عليه، لا يطور الحلف فقط شراكات أمنية مع دول عبر البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الخليج وحتى منطقة المحيط الهادئ ، وانما يصل أيضًا للمنظمات الدولية القرينة والمنظمات غير الحكومية الأخرى التي لديها تفويضات في مجالات مثل المؤسسات - البناء والحوكمة والتنمية وإصلاح القضاء.
ومع ذلك فإن القرن الحادي والعشرون لن يتمحور حول بناء السلام. يعد ضم روسيا غير القانوني لشبه جزيرة القرم في عام 2014 وهجومها غير المبرر على أوكرانيا تذكيرًا واقعيًا بأهمية المهمة الأساسية للناتو: الدفاع الجماعي. حيث أصبح هذا، إلى جانب الصراع السوري وصعود داعش والإرهاب (وغالباً الإرهاب الوطني)، حقيقة وحشية في العديد من القارات. خلال ذلك الوقت تتصاعد التوترات عندما يسعى المهاجرون إلى اللجوء من الصراع في البلدان التي تعاني من ثقل الصراع العرقي والديني والضغوط الديموغرافية وضعف الأداء الاقتصادي. أصبحت الهجمات الإلكترونية أكثر تكرارا وأكثر تدميرا من أي وقت مضى. ينشر معارضو المجتمعات الليبرالية المفتوحة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل معلومات مضللة ودعاية تسعى إلى تقويض القيم التي لطالما سعى الناتو إلى حمايتها وتعزيزها. و إجمالاً، فإن تعقيد البيئة الأمنية الحالية يجعل مرونة الناتو تخضع للاختبار مرة أخرى.
يواجه الناتو عددًا متزايدًا من التهديدات الجديدة في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين. يجب أن يكون الناتو مستعدًا لمواجهة هذه التحديات، بصفته حجر الأساس للسلام والحرية عبر المحيط الأطلسي.
و لذلك وافق قادة الناتو على مفهوم استراتيجي جديد للحلف في قمة مدريد في 29 حزيران 2022 ، حيث حدد أولويات الناتو ومهامه الأساسية ونهجه للعقد القادم. يصف المفهوم الاستراتيجي لعام 2022 البيئة الأمنية التي تواجه الحلف ويعيد التأكيد على قيمه ويوضح الغرض الرئيسي للناتو المتمثل في ضمان الدفاع الجماعي لحلفائه. كما تحدد المهام الأساسية الثلاث للناتو وهي الردع والدفاع و منع الأزمات وإدارتها والأمن التعاوني.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

تؤخذ النظرية ال...

تؤخذ النظرية الاستبدادية كنظرية تستخدمها الحكومات الديكتاتورية ، ولكن يمكن أيضا رؤيتها في الدول الدي...

اَلْحَرْبُ ٱلْع...

اَلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُوّلَىٰ عُرِفَتْ حينئذٍ بالْحَرِبِ ٱلْعُظْمَىٰ هي حرب عالمية نشبت بدا...

تشهد الجزائر مش...

تشهد الجزائر مشاركة الباحثين الجزائريين في المؤتمرات الدولية في مختلف المجالات العلمية. تعتبر المشار...

على المدى القصي...

على المدى القصير يُنظر إلى الذاكرة الآن على أنها تتكون من أكثر من مكون واحد (الذاكرة العاملة). في...

تعتبر صناعة الس...

تعتبر صناعة السفن الخشبية واحدة من الصناعات التراثية التي عرفتها دولة الإمارات وسجّلت حضورًا مهمًا و...

بحث عن: )أسالي...

بحث عن: )أساليب التدريب الحديثة: رواد الابتكار في التعليم( تعتبر أساليب التدريب الحديثة ورواد ا...

**Reproduction ...

**Reproduction des virus :** Les virus se reproduisent en utilisant les mécanismes cellulaires des ...

الإنزال في 6 يو...

الإنزال في 6 يونيو لم يكن يتوقع الألمان أن الإنزال سيبدأ في شهر يونيو لسببين، الأول هو ان المنطقة شد...

دور أخصائيي الت...

دور أخصائيي التطوير التنظيمي: المنصب: يشغل متخصصو تطوير المنظمة مناصب إما داخل المنظمة أو خارجها. ال...

تعد مساحات اللع...

تعد مساحات اللعب عنصر مهم واساسي داحل الاحياء حيث انها فضاء خاص لتوفير ال ا رحة والأمان للأطفال حيث ...

في عالم أصبح في...

في عالم أصبح فيه العنف عقيدة وممارسة يومية، في عالم تضاءلت فيه مساحات التسامح وتراجعت معه قيم السلام...

1- واقع مستوى ا...

1- واقع مستوى التنمية البشرية في العالم العربي و العوامل المفسرة له : 1-1: يتباين مستوى التنمية البش...