لخّصلي

تتناول المحاضرة الأولى ماهية الخدمة الصحية، مُعرّفةً إياها حسب منظمة الصحة العالمية بأنها "حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والاجتماعية، لا مجرد انعدام المرض أو العجز". وتشمل أبعاد الصحة: البدنية، النفسية، الاجتماعية، بمستويات تتراوح بين الصحة المثالية (خلوّ كامل من الأمراض) إلى الاحتضار. وتُعرّف الخدمات الصحية بأنها "المنفعة أو مجموع المنافع لتحقيق حالة كاملة من السلامة الجسدية والنفسية والاجتماعية، وليس فقط علاج الأمراض".

تُحدد المحاضرة وظائف المؤسسات الصحية، متضمنة الوظيفة العلاجية (الرعاية الطبية للمرضى)، والوقائية (حفظ صحة المجتمع)، والتدريب والتعميم، والبحثية (إضافة للمعرفة الطبية)، وخدمة المرضى في منازلهم.

كما تُصنّف الخدمات الصحية حسب عدة معايير: أولاً، حسب المستفيدين: خدمات الصحة العامة (لجميع السكان، تشمل الوقاية، الترويج الصحي، صحة البيئة) وخدمات الصحة الفردية (لشخص مُعين، تشمل الوقاية، العلاج، التأهيل). ثانياً، حسب الجهة المقدمة: خدمات القطاع العام (مُجانية أو بأسعار رمزية)، خدمات القطاع الحكومي (للموظفين وعائلاتهم)، وخدمات القطاع الخاص (هادفة للربح). ثالثاً، حسب الوظائف: خدمات علاجية، وقائية، وإنتاجية (أدوية، مُعدّات طبية). رابعاً، حسب مستوى الخدمات: خدمات أساسية (وقائية، جراحية، طوارئ، عناية مركزة) وخدمات مساعدة (مبيت، غذاء، أدوات طبية).

لمحاضرة الأولى: ماهية الخدمة الصحية
الخدمة الصحية مطمبا أساسي لكل إنسان في الحياة، تسعى المجتمعات الإنسانية إلى تحقيقو ميما كان
الإختلاف في أنظمتيا السياسية والإقتصادية، كما نجد أن مختمف الدول تعمل عمى توفير الإمكانيات
المناسبة في مؤسساتيا الصحية، سواء كانت بشرية، أو تقنية، أو مالية، للارتقاء بمستوى أداء الخدمة
الصحية.
تعريف الخدمات الصحية:
حسب منظمة الصحة العالمية الصحة ىي : "حالة من اكتمال السلامة البدنية والعقمية والاجتماعية
والنفسية لا مجرد انعدام المرض أو العجز".
والمرض ىو حالة الانحراف عن الحالة الطبيعية لمفرد جسميا وعقميا اجتماعيا ونفسيا. ومنو لنا أن نقول
بأن:
-الصحة لا تعني مجرد الخمو من المرض؛
-الصحة ليا أربعة أبعاد :تكامل بين الجوانب البدنية والعقمية والاجتماعية والنفسية؛
-الصحة نسبية وليست مطمقة مثالية؛ تتضمن المستويات التالية:
•الصحة المثالية :حالة التكامل الكمي لجميع الجوانب البدنية والنفسية والاجتماعية بمعنى الخمو من كل
الأمراض؛ کيدف بالنسبة لممنظمة بعيد المنال.
•الصحة الايجابية :قدرة الفرد عمى مجابية المشاكل والمؤثرات الجسمية والنفسية والاجتماعية بكفاءة
عالية دون حدوث أي أعراض مرضية.
•السلامة المتوسطة :وىي وقوع الفرد في حالة مرضية لمجرد التعرض لمؤثرات خارجية أو داخمية.
•المرض غير الظاهر :وجود قصور صحي غير ظاىر )يظير لما نجري التحميل و التشخيص(.
•المرض الظاهر :الظيور العمني للأعراض المرضية والتي يعبر عنيا بألم وقمق ظاىر؛
•الاحتضار :فقدان القدرة عمى أداء الوظائف الحيوية.
من خلال ما سبق تعرف الخدمات الصحية أو الخدمة الصحية بأنها :"المنفعة أو مجموع المنافع التي
تقدم لممستفيد التي يتمقاها عند حصوله عمى الخدمة والتي تحقق له حالة مكتممة من السلامة
الجسمانية والعقمية والنفسية والاجتماعية، وليس فقط علاج الأمراض والعمل."وظائف المؤسسات الصحية ليا العيد من الوظائف، نذكر منيا:
الوظيفة العلاجية :ھذه الوظيفة ھي أساس وجود المؤسسة الصحية، وھي تشمل كل ما يتعمق بقيام
الرعاية الطبية لممرضى والمصابين، سواء تم ذلك في الأقسام الداخمية، أوفي العيادات الخاصة.
الوظيفة الوقائية: يعتبر بعض الباحثين دور المؤسسات الصحية الوقائي جزء من أخلاقياتيا لموفاء
بالمسؤولية الاجتماعية الممقاة عمى عاتقيا كمؤسسة اجتماعية نشطة من مؤسسات المجتمع المحمي، كما
أن ھناك اتجاه عام نحو وجوب قيام المؤسسات الصحية، بدورھا الصحيح في مجال حفظ وصيانة صحة
المجتمع المحمي، لما يتوفر لدیھا من إمكانيات وطاقات فنية وبشرية كبيرة، تمكنھا من القيام لدور
ممموس في ھذا الاتجاه، وعمى اعتبارھا الم ؤسسة الرئيسية التي تقدم الخدمات الصحية لممجتمع.
وظيفة التعميم والتدريب: تمعب المؤسسات الصحية بمختمف أنواعيا وتخصصيا دورا ھاما، في مجالات
التعميم والتدريب الطبي والتمريض، والعموم الطبية المساعدة.
الوظيفة البحثية: اليدف النيائي لمبحث الطبي والبحوث الأخرى في مجال العموم الطبية المساندة ھو
إضافة إلى المعرفة والعموم الطبية واث ارئيا والتي تنعكس بدورىا عمى تحسين خدمات رعاية وعلاج
المرضى فلا بد لكل مؤسسة صحية وحسب إمكانياتيا من القيام بدورھا في مجال البحث العممي.
الوظيفة الممتدة إلى المنزل : إن المؤسسة الصحية كمؤسسة اجتماعية نشطة، دائمة التأثر والتأثير
بالبيئة المحيطة لا بد ليا كذلك من مد خدماتيا خارج أسوارىا لتصل إلى بعض المرضى في بيئتيم
المنزلية وخاصة الحالات المرضية المزمنة التي لا تتطمب الرعاية الطبية المركزة في المؤسسة الصحية،
والتي قد لا تتمكن من الحضور إلى المؤسسة الصحية لمتابعة العلاج .
تصنيف أو أنواع الخدمات الصحية نجد العديد من المعايير لتصنيف الخدمات الصحية، وىذا نتيجة تعدد
التعريفات التي تناولتيا، من جية وتعدد الأنشطة التي تقوم بيا من جية أخرى، نذكر منيا:
أولا: التصنيف حسب المستفيدين من الخدمات الصحية حسب ىذا المعيار تتضمن الخدمات الصحية:
خدمات الصحة العامة ويقصد بيا كل الخدمات المقدمة لكافة السكان وىي تتضمن الخدمات التالية:
خدمات تحسين الصحة، خدمات الوقاية من الأمراض المعدية والمتنقمة ومكافحة الأمراض الطفيمية،
خدمات الترويج والترشيد الصحي أي الارشادات الصحية، خدمات صحة البيئة والخدمات التعميمية
والاستشفائية لمصحة العامة.
خدمات الصحة الفردية وىي تمك الخدمة المقدمة لشخص معين وىي عادة تقدم من طرف أخصائيين
وتشمل عمى: خدمات الوقاية من الحوادث والأمراض والأخطار المينية، خدمات ترشيد الفرد نحواستعمال بعض الأغذية لمنع ظيور أمراض سوء التغذية والحد من مضاعفاتيا، خدمات العلاج
والتشخيص، خدمات التأىيل الطبي وىي تشمل الانعاش وأخيرا خدمات البحث والتكوين أي التدريب.
ثانيا التصنيف طبقا لمجهات التي تقدم الخدمات الصحية تنقسم الخدمات الصحية طبقا لمجيات التي
تقدميا الى ثلاثة أنواع:
خدمات القطاع العام وىي المنظمات الصحية التابعة لمدولة وتقدم خدماتيا مجانا أو بأسعار رمزية لكل
المواطنين بدون استثناء، والتي تدار من طرف وزارة الصحة والسكان والتي تضم المستشفيات باختلاف
أحجاميا وأنواع الخدمات التي تقدميا، ومنيا الصغيرة والمتوسطة وكبير ة الحجم من حيث عدد الأسرة
المخصصة فييا، اضافة الى المراكز الصحية وقاعات العلاج المختمفة والعيادات الخارجية التابعة لمدولة.
خدمات القطاع الحكومي: والتي تدار بواسطة الوزارات وتقدم الخدمات لموظفييا وعائلاتيم كالمستشفيات
التابعة لوزارة الدفاع الوطني، الأمن الوطني وامكانية الاستفادة من خدمات المستشفيات والعيادات التابعة
لوزارة الصحة.
خدمات العلاج الخاص: وتقدم ىذه الخدمات بواسطة الأفراد والأطباء أو الييئات الخاصة التي تممك
عيادات خاصة، وتقدم خدمات من خلال ىذه العيادات والوحدات الصحية المختمفة من تحاليل طبية
وايواء والقيام بالتشخيص والقيام ببعض العمميات الج ارحية كالعيون والقمب. الا أن أىدافيا تختمف عن ما
ىو موجود في القطاع العام فيدفيا السعي الى تحقيق الربح.
ثالثا التصنيف حسب وظائفها يمكن توضيح الخدمات الصحية بحسب وظائفيا الى ما يمي:
خدمات علاجية: ترتبط بجميع الخدمات الصحية لمختمف التخصصات الموجية لمفرد عمى مستوى
المؤسسات الصحية، اضافة الى الخدمات المساعدة (الأشعة، التحاليل، خدمات التغذية، والنظافة.،...)
خدمات وقائية: ىي خدمات مدعمة لمخدمات العلاجية، وتعمل عمى تسييميا ، يتمثل دورىا في حماية
المجتمع والبيئة من الأمراض المعدية والأوبئة.
خدمات انتاجية: تتضمن انتاج المقاحات، الأدوية، الأمصال، العتاد والأجيزة الطبية المختمفة.
رابعا التصنيف حسب مستويات الخدمات الصحية يتم تصنيفيا كالآتي:
الخدمات الأساسية: وتشمل الخدمات الوقائية والعمميات الجراحية والعلاج وأقسام الطوارئ، علاج الجياز
التنفسي، العناية المركزة، التصوير بالأشعة الالكترونية، الخدمات النفسية لمطوارئ، خدمات اعادة
التأىيل، زراعة الأعضاء، خدمات التدريب والتعميم الصحي..الخ.الخدمات المساعدة: وتشمل كافة الخدمات الصحية التي تقدميا المؤسسات الصحية عند اقامة المريض
من المبيت والغذاء، والخدمات التي تؤدييا الآلات والأدوات المستخدمة في تسييل عممية التشخيص
والعلاج بالاضافة الى الوسائل المستخدمة في خدمات الوقاية.