لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (73%)

تصب مختلف كتابات ماكلوهان في إشكالية العلاقة بين البشر والتكنولوجيا التي شدَّت اهتمام الكثير من الباحثين. فوظَّف أطروحة هارولد إينيس التي تعتمد على عنصرين: الفضاء والزمن، لتفسير دور وسائط الاتصال في نشوء الإمبراطوريات واستمرارها. لقد آمن ماكلوهان بأن كل وسيط يملك خصائص تسمح له بالتحكُّم في أحد العنصرين المذكورين. ومن أجل ديمومة الإمبراطوريات يجب إحداث التوازن بين الوسيط الذي يروم التحكُّم في الفضاء، والوسيط الذي يسعى إلى إعادة إنتاجه عبر التحكُّم في الزمن مستثمرًا الخصائص التالية: الخفة/الثقل، وإن كان ماكلوهان استوحى أطروحاته من تبعات هذه الثنائية على النظام المركزي، والسرعة في نقل الأوامر والمعلومات، فإن قوة مقاربته تكمن في فكرة التحول الذي يطرأ على الوسيلة وما تحدثه من تغيير في البيئة في الوقت الذي كانت البحوث الإعلامية عاكفة على دراسة قدرتها على نقل الرسائل(30)، من الصعوبة بمكان تلخيص جُلِّ أفكار مارشال ماكلوهان التي تضمَّنتها كتبه ومقالاته التي حررها في مجلة "إكسبلوريشنز" (Explorations)(31)، لذا سنكتفي بعرض أبرز أطروحاته في المحاور المتداخلة التالية:
أولًا: من الوسيط كامتداد للإنسان إلى البيئة الإعلامية
آمن ماكلوهان بأن "الوسيط (Medium) هو امتداد للإنسان"(32). وجهاز التليفزيون، وتوسِّع نشاطه، ووصفها بأنها امتداد للإنسان لكونها تتوسل بأحد مؤهلاتنا البدنية أو الحسية. ذهب بعض الكتَّاب، على سبيل المثال، بل إن الإنسان ذاته تحول إلى ميديا، وهذا يحيلنا إلى كتاب "نحن الميديا"(34). وعندما يتحدث ماكلوهان عن الوسيط فيقصد به البيئة أحيانًا، والتي تعنى أن ظهور أي ميديا جديد يخلق بيئته الخاصة التي تسعى إلى تغيير شروط الإدراك الحسي الخاص الذي يميز هذه الثقافة(35). في سبعينات القرن الماضي، يختلف عن المعنى الذي اكتسبته في مطلع الألفية الحالية، والتكنولوجيات، ومحتويات المنتجات في مجال مخصوص أو المتعلق بموضوع معين"(36). في انتقاله من التفكير في الوسيط إلى البيئة الإعلامية، توصل ماكلوهان إلى فكرة مهمة جدًّا مفادها أن كل ميديا لا تولد مكتملة، بل تسعى في بدايتها إلى استعمال محتويات الميديا التي سبقتها وحتى لغتها. وهذا ينطبق تمامًا على كل وسائل الإعلام تقريبًا. في 1946، هذه الفكرة في الجملة التالية: "إن التليفزيون يتوجه بإمكانيات الإذاعة إلى جمهور ينتظر منه أن يُقدِّم له ما يعادل السينما"(37)، ثانيًا: الرسالة المُضَعَّفة
إلا أنه تضمن فكرة أصيلة، لم يلتفت إليها مجايلوه أو من سبقوه إلى الدراسات الاتصالية والإعلامية، تجسدها المقولة التالية: "إن الوسيلة هي الرسالة". لقد شكَّلت هذه المقولة مركز الثقل في فكر ماكلوهان. ففي الوقت الذي هيمنت فيه المدرستان: الوظيفية والسلوكية على بحوث الإعلام والاتصال لغاية سياسية (الدعاية) أو تجارية (الإعلان)، طرح ماكلوهان "إشكالية ظلَّت غائبة عن بحوث زمانه وترتبط بعلاقة أنماط الاتصال في المجتمعات. لقد ورد الوسيط في مخطط الاتصال الذي وضعه هارولد لازويل (Harold Lasswell) بيد أن معظم النظريات لم تركز عليه، بشكل ما، لتوضيح فكرته هذه، ضرب مارشال ماكلوهان مثلًا بمصنع الصناعات الميكانيكية الذي يؤثِّر على عماله وعلى المجتمع بصرف النظر عمَّا ينتجه، ففي هذا الإطار، يمكن أن نفهم كيف ربط ماكلوهان المطبعة بتشكُّل القوميات ونشوء الإمبراطوريات (الرومانية على سبيل المثال) والحروب "الدينية" في القرن السادس عشر. إن الميديا من منظور ماكلوهان تتضمن في الغالب رسالة مُضَعَّفة. أو أوبرا، وتأثير الفيلم لا علاقة له بمحتواه(40). ثالثًا: من الخصائص التاريخية للميديا إلى الخصائص الميدياتيكية للتاريخ(41)
لم تكن غاية ماكلوهان التحقيب التاريخي لوسائل الاتصال، بل سعى إلى الكشف عن التحول الذي أحدثته وسائل الاتصال في نماذج الإدراك لدى البشر وتأثيرها الاجتماعي والثقافي على المجتمعات. لذا قسَّم التاريخ البشري إلى ثلاث مراحل أساسية انطلاقًا من هيمنة وسيلة الاتصال في كل مرحلة، تسيطر فيها الكلمة، التي يعتبرها ماكلوهان أول ميديا وأول تكنولوجيا في تاريخ البشرية، والتي تنجز التواصل عن طريق الصوت. لقد سيطرت فيها حاسة السمع لإدراك الكلام، مثل الهندسة الإقليدية.
ومرحلة الكتابة والطباعة (مجرًّة غوتنبرغ): تُشكِّل الكتابة في نظر ماكلوهان مرحلة انتقال حاسمة في تاريخ البشرية؛ إذ أزاحت هيمنة الاتصال السمعي لصالح الاتصال المرئي: بروز الثقافة المرئية بعد الثقافة السمعية، التي رُسِّخَت أكثر بفعل اكتشاف المطبعة التي مَكْنَنَة الثقافة، وعملت على توطيد التصور الخطي للزمن والفضاء، ورسخت التفكير العقلاني، وأحدثت التخصصات المعرفية، وأقامت نظامًا من التراتيب الاجتماعية في المجتمع، وأسهمت في تطوير القوميات وتعزيز الديمقراطية. أي المرحلة الشفوية. فدمجت ما شذَّرته المطبعة، وبعثت أشكال التنظيم الاجتماعي القديمة ممثلة في القبيلة. مثل القول: إن الكتاب امتداد للعين، والكلام امتداد للأذن، فالثقافة المرئية والسمعية سمحت ببعث النزعة الجماعية والمصلحة العامة التي تشكِّل "القرية العالمية"(43). بالطبع، جعلت من هذه القرية واقعًا ملموسًا(44). وبهذا، تحققت تنبؤات ماكلوهان. لم يطعن الباحث روبرت لوغان في التقسيم الذي وضعه ماكلوهان لوسائل الإعلام، بل حاول تكييف أفكار هذا الأخير مع التطور التكنولوجي ما بعد العصر الإلكتروني، واقترح إضافة مرحلتين إليه، وهما: مرحلة الاتصال عبر الميمات (memes) قبل المرحلة الشفوية، ومرحلة "الميديا الجديدة". ففي نظره أن الاتصال الإلكتروني الذي تحدَّث عنه ماكلوهان يشمل عصر الاتصال الجماهيري، يعتقد ديريك دي كيركوف (Derrick de Kerckhove)(46)، من جهته، أن التأمل في الميديا الرقمية يساعد على فهم حدود أفكار ماكلوهان، ويدعو إلى الاستعانة بها في الوقت ذاته للمضي إلى أبعد مما وصل إليه ماكلوهان. واقترح إضافة مرحلة رابعة، وهي مرحلة اللاسلكي التي تستند إلى الوظيفية التقنية للميديا الرقمية، والتي تُحَرِّر الجسد من إكراهات الوقت والمكان بإدماج مستخدميها في المسار الإعلامي. ومن "مجرة ماركوني" استوحى ماكلوهان استعارة "الإنسان غير المجسم" للدلالة على أن الشخص الذي يتكلَّم عبر الهاتف أو الإذاعة يتحوَّل عبر هذا الجهاز إلى مجرد صوت دون بدن. وأضحى باستطاعة محركات البحث، جمع أكبر عدد من البيانات التي تشكِّل "المستخدم غير المجسم"(47). وفي إطار هذا المعنى، مثل: الإنسان الرقمي (Homo Numericus)(48)، و"الإنسان العاري"، والإنسان وثيقة كأي وثيقة أخرى(50). رابعًا: تصنيف وسائل الإعلام
صنَّف ماكلوهان وسائل الإعلام إلى صنفين: ساخنة (Hot) وباردة (Cool). فتلك التي تتطلب مشاركة ضعيفة من قِبَل المتلقي/الجمهور، والأفلام، والقراءة، لكونها تركز على حاسة واحدة تسخنها وتخدِّر بقية الحواس؛ التي تستدعي كل الحواس. وتحقِّق توازنها. لقد توصل ماكلوهان من تصنيفه هذا إلى نتائج مذهلة؛ إذ يقول على سبيل المثال: إن التليفزيون يجذب، فيتفاعل إحساسنا وعقلنا معه عبر الإنارة والبلورات الزجاجية(51). 4. عودة الاهتمام بنظرية ماكلوهان
توجد العديد من العوامل التي ساعدت على عودة الاهتمام بأفكار ماكلوهان إلى درجة بات الاعتقاد راسخًا بـ"إعادة اكتشاف" ماكلوهان في العصر الحالي. سنقتصر على عاملين فقط يبدوان غير مفصليين، وهما:
أولًا: تطور التكنولوجيا الرقمية
في استحضار دور العامل التقني في عودة نجم ماكلوهان إلى السطوع لا يسعنا سوى القول: ما أشبه اليوم بالبارحة. يرى الكاتب الأميركي، سدني فنكلستين (Sideny Finkelstein)، أن قطاعًا واسعًا من الأميركيين كانوا يعيشون في ستينات القرن الماضي حالة شديدة الاضطراب إِنْ لم تكن أزمة، نتيجة تنامي القلق الكبير الذي انتابهم من تجدُّد الحرب الساخنة والباردة والتسابق نحو التسلح، وتزايد البطالة والخوف من تفشيها بعد أتمتة الإنتاج، وسطوة التليفزيون على المجتمع والإدمان على مشاهدة برامجه السطحية والمبتذلة. وكانوا يتساءلون: هل التطور التقني الذي يعيشونه يخدم ازدهار البشرية أو يُسبِّب خرابها؟ لقد وجدوا في كتاب ماكلوهان: "كيف نفهم وسائل الإعلام؟" الإجابة التي تُطمئِنهم، فقد بدأوا يخشون من سطوة شبكة الإنترنت وتطبيقاتها، هناك من يعتقد أن الميديا، التي تحدث عنها ماكلوهان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، لا وجود لها اليوم، لذا لم يكن باستطاعته التكهُّن بالكمبيوتر وتطبيقاته(54) وما تُحدثه من تغيرات على الصعيدين الماكرو والميكرو اجتماعي، ورأوا أنها تجمع كل هذه الوسائط. وبلغ الحماس بتلميذه الوفي، ثانيًا: انتشار الفكر ما بعد الحداثي
لم يكن لمؤلفات ماكلوهان تأثير في الأوساط الأكاديمية الأميركية التي انشغلت بالاتصال والإعلام إلا بعد أن تبنَّاها منظِّرو ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة الفرنسيون، حقيقة، لقد اعترف ماكلوهان بأن كتاباته لا تمتُّ بأية صلة لبنيوية فرديناند دو سوسير (Ferdinand de Saussure)، لكن الباحث الأميركي، دونالد ثيال (Donald Theall)، ولشرح هذه الفكرة، يمكن القول: إن ماكلوهان نشر كتابه "العروس الميكانيكية" في 1951، أي قبل أن ينشر رولان بارث مؤلفه: "ميثولوجيا" في 1956، لكنهما تشابها بشكل مذهل، فكلاهما تضمَّن نقدًا اجتماعيًّا من خلال معالجة وقائع الحياة الثقافية الشعبية وتأثيرها على المجتمع. لذا وُصف ماكلوهان بأنه "بارثي" قبل رولاند بارث. واعتقد جون فكيت (John Fekete) أن جاك دريدا استعار الكثير من الموضوعات والمفاهيم التي تناولها ماكلوهان في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، مثل: "التمركز العقلي" (Logocentrism)، و"التمركز الصوتي" (Phonocentrism)، والحس المتزامن (Simultaneity Synaesthesia). لذا اعْتُبِر ماكلوهان "داريدي" قبل الأوان. تسأل الباحث، باتريس فليشي (Patrice Flichy)، قائلًا: ألا يعتبر ماكلوهان، في آخر المطاف، أول مفكر في تيار ما بعد الحداثة؟
أكد بعض الباحثين تأثر بودريار بماكلوهان -لذا قيل: إن ماكلوهان "بودرياري" قبل الأوان- لكن الباحثة مرجوري فرغيسون (Marjorie Ferguson) استنتجت أن بودريار "نقل حتمية ماكلوهان التكنولوجية إلى عدمية تقنية (. وقد نتج عن هذا النقل نموذج أكثر حتمية لم يتنبَّأ به ماكلوهان قط. فوسائل الإعلام فائقة الواقعية أورولية (نسبة إلى جورج أورويل- George Orwell) في العالم الشمولي والاستبدادي الذي وصفه في روايته الشهيرة"(59). وعاد الاهتمام بأفكار ماكلوهان أيضًا بعد أن تأسست مجموعة "الميديولوجيا" (La médiologie) -من قِبَل نخبة من الكُتَّاب والفلاسفة والفنانين الفرنسيين، ولويز مرزو (Louise Merzeau)، وكاترين بيرتو-لافنير (Catherine Bertho-Lavenir) بقيادة الفيلسوف ريجيس دوبري (Régis Debray)- التي اهتمت بالوساطة التقنية والعديد من المواضيع والأفكار التي تضمنتها كتابات ماكلوهان، لاسيما موضوع الوسيط الذي نحتت منه اسمها. والمُشَوِّش والمهرج"(60) إلا أنه سعى ومجموعته إلى إضفاء الطابع "الميدياتيكي على التاريخ البشري". فقسَّمه إلى "لوغوسفير" (Logosphere) و"الغرافوسفير" (Graphosphere) و"الفيديوسفير" (Videosphere) محاكيًا في ذلك التقسيم الماكلوهاني للتاريخ البشري إلى المراحل التالية: العصري الشفاهي، ومجرة ماركوني(61). 5. ماكلوهان في الدرس الإعلامي "العربي"
للبحث عن موقع ماكلوهان في الدرس الإعلامي العربي استبعدنا من الدراسة الكتب المترجمة إلى اللغة العربية، واعتمدنا عينة قصدية من الكتب قوامها 32 كتابًا،


النص الأصلي

مرتكزات الفكر الماكلوهاني
تصب مختلف كتابات ماكلوهان في إشكالية العلاقة بين البشر والتكنولوجيا التي شدَّت اهتمام الكثير من الباحثين. فوظَّف أطروحة هارولد إينيس التي تعتمد على عنصرين: الفضاء والزمن، لتفسير دور وسائط الاتصال في نشوء الإمبراطوريات واستمرارها. لقد آمن ماكلوهان بأن كل وسيط يملك خصائص تسمح له بالتحكُّم في أحد العنصرين المذكورين. ومن أجل ديمومة الإمبراطوريات يجب إحداث التوازن بين الوسيط الذي يروم التحكُّم في الفضاء، والوسيط الذي يسعى إلى إعادة إنتاجه عبر التحكُّم في الزمن مستثمرًا الخصائص التالية: الخفة/الثقل، والديمومة/شدة الزوال(29). وإن كان ماكلوهان استوحى أطروحاته من تبعات هذه الثنائية على النظام المركزي، وبسط النفوذ، واحتكار المعرفة، والسرعة في نقل الأوامر والمعلومات، فإن قوة مقاربته تكمن في فكرة التحول الذي يطرأ على الوسيلة وما تحدثه من تغيير في البيئة في الوقت الذي كانت البحوث الإعلامية عاكفة على دراسة قدرتها على نقل الرسائل(30)، وتحليل مضمون ما تنقله.


من الصعوبة بمكان تلخيص جُلِّ أفكار مارشال ماكلوهان التي تضمَّنتها كتبه ومقالاته التي حررها في مجلة "إكسبلوريشنز" (Explorations)(31)، ومقابلاته الصحفية. لذا سنكتفي بعرض أبرز أطروحاته في المحاور المتداخلة التالية:


أولًا: من الوسيط كامتداد للإنسان إلى البيئة الإعلامية
آمن ماكلوهان بأن "الوسيط (Medium) هو امتداد للإنسان"(32). ولم يحصره في وسائل الإعلام التي تحظى بالإجماع، مثل: الصحيفة، والمجلة، والمذياع، وجهاز التليفزيون، بل رآه في كل وسائل النقل والمواد والتجهيزات التي تُمدِّد حواس الإنسان، وتوسِّع نشاطه، ووصفها بأنها امتداد للإنسان لكونها تتوسل بأحد مؤهلاتنا البدنية أو الحسية.


في تأويل مقولة: "إن الميديا امتداد للإنسان" في البيئة الرقمية، ذهب بعض الكتَّاب، مثل: بول لفينسون (Paul Levinson) وروبرت لوغان (Robert Logan) إلى التأكيد أن "مستخدم الميديا الاجتماعي أصبح عبارة عن محتوى"، أي إن الإنسان الذي يستخدم الويب 2، على سبيل المثال، قادر على إنتاج المحتوى أو يسهم فيه(33)، بل إن الإنسان ذاته تحول إلى ميديا، وهذا يحيلنا إلى كتاب "نحن الميديا"(34).


وعندما يتحدث ماكلوهان عن الوسيط فيقصد به البيئة أحيانًا، والتي تعنى أن ظهور أي ميديا جديد يخلق بيئته الخاصة التي تسعى إلى تغيير شروط الإدراك الحسي الخاص الذي يميز هذه الثقافة(35). وغني عن القول: إن هذا المعنى الذي منحه ماكلوهان للبيئة الإعلامية، في سبعينات القرن الماضي، يختلف عن المعنى الذي اكتسبته في مطلع الألفية الحالية، "أي إنها منظومة الفاعلين، والتكنولوجيات، ومحتويات المنتجات في مجال مخصوص أو المتعلق بموضوع معين"(36).


في انتقاله من التفكير في الوسيط إلى البيئة الإعلامية، توصل ماكلوهان إلى فكرة مهمة جدًّا مفادها أن كل ميديا لا تولد مكتملة، بل تسعى في بدايتها إلى استعمال محتويات الميديا التي سبقتها وحتى لغتها. وهذا ينطبق تمامًا على كل وسائل الإعلام تقريبًا. لقد لخَّص أول معدٍّ لشبكة البرامج في التليفزيون الفرنسي، في 1946، هذه الفكرة في الجملة التالية: "إن التليفزيون يتوجه بإمكانيات الإذاعة إلى جمهور ينتظر منه أن يُقدِّم له ما يعادل السينما"(37)، وبالتدريج تستقل الميديا عمَّا سبقها من وسائط الاتصال بعد أن تفرض خصوصيتها، أي تشكِّل بيئتها الخاصة.


ثانيًا: الرسالة المُضَعَّفة
على الرغم من الطابع المطاطي الذي يتسم به تعريف ماكلوهان للوسيط، إلا أنه تضمن فكرة أصيلة، لم يلتفت إليها مجايلوه أو من سبقوه إلى الدراسات الاتصالية والإعلامية، تجسدها المقولة التالية: "إن الوسيلة هي الرسالة". لقد شكَّلت هذه المقولة مركز الثقل في فكر ماكلوهان. ففي الوقت الذي هيمنت فيه المدرستان: الوظيفية والسلوكية على بحوث الإعلام والاتصال لغاية سياسية (الدعاية) أو تجارية (الإعلان)، طرح ماكلوهان "إشكالية ظلَّت غائبة عن بحوث زمانه وترتبط بعلاقة أنماط الاتصال في المجتمعات. لقد ورد الوسيط في مخطط الاتصال الذي وضعه هارولد لازويل (Harold Lasswell) بيد أن معظم النظريات لم تركز عليه، ولم تسأل قط عن البعد التقني المحض في الاتصال الاجتماعي. لقد ظل الوسيط (الوسيلة)، بشكل ما، علبةً سوداء تُرِكَت مُهِمَّة شرحها وطريقة تشغيلها وبثها لمؤرخي التقنية والمهندسين"(38).


لتوضيح فكرته هذه، ضرب مارشال ماكلوهان مثلًا بمصنع الصناعات الميكانيكية الذي يؤثِّر على عماله وعلى المجتمع بصرف النظر عمَّا ينتجه، بل إن تأثير وجوده في حدِّ ذاته يكون أكثر أهمية من تأثير منتجاته(39). ففي هذا الإطار، يمكن أن نفهم كيف ربط ماكلوهان المطبعة بتشكُّل القوميات ونشوء الإمبراطوريات (الرومانية على سبيل المثال) والحروب "الدينية" في القرن السادس عشر.


إن الميديا من منظور ماكلوهان تتضمن في الغالب رسالة مُضَعَّفة. فالقول بأن تأثير الوسيط قوي وكثيف، لأننا مَكَّناه من وسيط ثان كـ"محتوى". فمحتوى الفيلم هو رواية، أو أوبرا، وتأثير الفيلم لا علاقة له بمحتواه(40).


ثالثًا: من الخصائص التاريخية للميديا إلى الخصائص الميدياتيكية للتاريخ(41)
لم تكن غاية ماكلوهان التحقيب التاريخي لوسائل الاتصال، بل سعى إلى الكشف عن التحول الذي أحدثته وسائل الاتصال في نماذج الإدراك لدى البشر وتأثيرها الاجتماعي والثقافي على المجتمعات. لذا قسَّم التاريخ البشري إلى ثلاث مراحل أساسية انطلاقًا من هيمنة وسيلة الاتصال في كل مرحلة، وهي: المرحلة الشفوية، تسيطر فيها الكلمة، التي يعتبرها ماكلوهان أول ميديا وأول تكنولوجيا في تاريخ البشرية، والتي تنجز التواصل عن طريق الصوت. لقد سيطرت فيها حاسة السمع لإدراك الكلام، وشكَّلت بذلك الفضاء الصوتي الذي يمنح له ماكلوهان الكثير من الأهمية في تفسير العديد من الظواهر العلمية، مثل الهندسة الإقليدية.


ومرحلة الكتابة والطباعة (مجرًّة غوتنبرغ): تُشكِّل الكتابة في نظر ماكلوهان مرحلة انتقال حاسمة في تاريخ البشرية؛ إذ أزاحت هيمنة الاتصال السمعي لصالح الاتصال المرئي: بروز الثقافة المرئية بعد الثقافة السمعية، التي رُسِّخَت أكثر بفعل اكتشاف المطبعة التي مَكْنَنَة الثقافة، وعملت على توطيد التصور الخطي للزمن والفضاء، ورسخت التفكير العقلاني، وأحدثت التخصصات المعرفية، وأقامت نظامًا من التراتيب الاجتماعية في المجتمع، وأسهمت في تطوير القوميات وتعزيز الديمقراطية.


وأعادت وسائط الاتصال الإلكترونية البشرية إلى مرحلتها الأولى، وفق ما ذهب إليه ماكلوهان، أي المرحلة الشفوية. فدمجت ما شذَّرته المطبعة، وبعثت أشكال التنظيم الاجتماعي القديمة ممثلة في القبيلة. فالميديا الإلكترونية لا تعتبر في نظر ماكلوهان امتدادًا لحاسة واحدة، مثل القول: إن الكتاب امتداد للعين، والكلام امتداد للأذن، بل تُعد عبارة عن شبكة عصبية بأكملها(42). فالثقافة المرئية والسمعية سمحت ببعث النزعة الجماعية والمصلحة العامة التي تشكِّل "القرية العالمية"(43). بالطبع، لقد تجلَّت صورة هذه القرية لماكلوهان في مجرة "ماركوني" عبر التكنولوجيا التناظرية. فماذا عن هذه القرية في ظل التكنولوجيا الرقمية؟ يعتقد الكثير من الباحثين أن التكنولوجيا الرقمية، وشبكة الإنترنت تحديدًا، جعلت من هذه القرية واقعًا ملموسًا(44). وبهذا، تحققت تنبؤات ماكلوهان.


لم يطعن الباحث روبرت لوغان في التقسيم الذي وضعه ماكلوهان لوسائل الإعلام، بل حاول تكييف أفكار هذا الأخير مع التطور التكنولوجي ما بعد العصر الإلكتروني، واقترح إضافة مرحلتين إليه، وهما: مرحلة الاتصال عبر الميمات (memes) قبل المرحلة الشفوية، ومرحلة "الميديا الجديدة". ففي نظره أن الاتصال الإلكتروني الذي تحدَّث عنه ماكلوهان يشمل عصر الاتصال الجماهيري، وعصر التكنولوجيات الرقمية التفاعلية(45).


يعتقد ديريك دي كيركوف (Derrick de Kerckhove)(46)، من جهته، أن التأمل في الميديا الرقمية يساعد على فهم حدود أفكار ماكلوهان، ويدعو إلى الاستعانة بها في الوقت ذاته للمضي إلى أبعد مما وصل إليه ماكلوهان. واقترح إضافة مرحلة رابعة، وهي مرحلة اللاسلكي التي تستند إلى الوظيفية التقنية للميديا الرقمية، والتي تُحَرِّر الجسد من إكراهات الوقت والمكان بإدماج مستخدميها في المسار الإعلامي.


ومن "مجرة ماركوني" استوحى ماكلوهان استعارة "الإنسان غير المجسم" للدلالة على أن الشخص الذي يتكلَّم عبر الهاتف أو الإذاعة يتحوَّل عبر هذا الجهاز إلى مجرد صوت دون بدن. ويصبح الذي يتحدث في التليفزيون مجرد صوت وصورة! لقد أُوِّلت هذه الاستعارة وكُيِّفت مع البيئة الرقمية لتدل على مقدرة التكنولوجيا الرقمية على جمع أكبر عدد من البيانات عن مستخدم الإنترنت من خلال ما يخلِّفه من آثار في إبحاره في هذه الشبكة. وأضحى باستطاعة محركات البحث، وتطبيقات التجسس في الإنترنت، جمع أكبر عدد من البيانات التي تشكِّل "المستخدم غير المجسم"(47). وفي إطار هذا المعنى، استُلهمت بعض الاستعارات التي تؤكد سيطرة التكنولوجيا على الإنسان، مثل: الإنسان الرقمي (Homo Numericus)(48)، و"الإنسان العاري"، والإنسان وثيقة كأي وثيقة أخرى(50).


رابعًا: تصنيف وسائل الإعلام
صنَّف ماكلوهان وسائل الإعلام إلى صنفين: ساخنة (Hot) وباردة (Cool). واستند في تصنيفه إلى مدى مشاركة الجمهور بحواسه في تعامله مع الوسيلة. فتلك التي تتطلب مشاركة ضعيفة من قِبَل المتلقي/الجمهور، وهي ذات مستوى عال من الوضوح، صُنِّفت ساخنة على غرار الإذاعة، والطباعة، والصور الفوتوغرافية، والأفلام، والقراءة، لكونها تركز على حاسة واحدة تسخنها وتخدِّر بقية الحواس؛ بمعنى أن الحواس تفقد توازنها في استخدامها. وهذا خلافًا للوسيلة الباردة التي تتطلب مشاركة قوية، مثل الهاتف، والخطابة، وأفلام الكارتون، والتليفزيون، التي تستدعي كل الحواس. وتحقِّق توازنها. لقد توصل ماكلوهان من تصنيفه هذا إلى نتائج مذهلة؛ إذ يقول على سبيل المثال: إن التليفزيون يجذب، ويقود انتباهنا بشكل مكثف يكاد يكون تنويميًّا، فيتفاعل إحساسنا وعقلنا معه عبر الإنارة والبلورات الزجاجية(51).



  1. عودة الاهتمام بنظرية ماكلوهان
    توجد العديد من العوامل التي ساعدت على عودة الاهتمام بأفكار ماكلوهان إلى درجة بات الاعتقاد راسخًا بـ"إعادة اكتشاف" ماكلوهان في العصر الحالي. سنقتصر على عاملين فقط يبدوان غير مفصليين، وهما:


أولًا: تطور التكنولوجيا الرقمية


في استحضار دور العامل التقني في عودة نجم ماكلوهان إلى السطوع لا يسعنا سوى القول: ما أشبه اليوم بالبارحة. يرى الكاتب الأميركي، سدني فنكلستين (Sideny Finkelstein)، أن قطاعًا واسعًا من الأميركيين كانوا يعيشون في ستينات القرن الماضي حالة شديدة الاضطراب إِنْ لم تكن أزمة، نتيجة تنامي القلق الكبير الذي انتابهم من تجدُّد الحرب الساخنة والباردة والتسابق نحو التسلح، وتزايد البطالة والخوف من تفشيها بعد أتمتة الإنتاج، وسطوة التليفزيون على المجتمع والإدمان على مشاهدة برامجه السطحية والمبتذلة... وكانوا يتساءلون: هل التطور التقني الذي يعيشونه يخدم ازدهار البشرية أو يُسبِّب خرابها؟ لقد وجدوا في كتاب ماكلوهان: "كيف نفهم وسائل الإعلام؟" الإجابة التي تُطمئِنهم، وهذا ما يفسر كثرة الإقبال عليه ساعة صدوره. إذا كان الناس يخشون من سطوة التليفزيون في العقد السادس من القرن الماضي، فقد بدأوا يخشون من سطوة شبكة الإنترنت وتطبيقاتها، التي لا تكفُّ عن التطور، في مطلع الألفية الحالية. هكذا عاد الاهتمام بأفكار ماكلوهان لعلها تُهدِّئ من روعهم(53).


حقيقة، هناك من يعتقد أن الميديا، التي تحدث عنها ماكلوهان في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، لا وجود لها اليوم، لذا لم يكن باستطاعته التكهُّن بالكمبيوتر وتطبيقاته(54) وما تُحدثه من تغيرات على الصعيدين الماكرو والميكرو اجتماعي، لكن الكثير من الكُتَّاب انصرفوا إلى سحب ما قاله ماكلوهان عن المطبعة في بداية اختراعها، والهاتف والتليغراف والإذاعة والتليفزيون في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، على شبكة الإنترنت والمنصات الرقمية، ورأوا أنها تجمع كل هذه الوسائط. وبلغ الحماس بتلميذه الوفي، بول ليفينسون، درجة جعلته لا يرى ماكلوهان إلا في صورته الرقمية(55).


ثانيًا: انتشار الفكر ما بعد الحداثي


لم يكن لمؤلفات ماكلوهان تأثير في الأوساط الأكاديمية الأميركية التي انشغلت بالاتصال والإعلام إلا بعد أن تبنَّاها منظِّرو ما بعد البنيوية وما بعد الحداثة الفرنسيون، في مطلع سبعينات القرن الماضي. حقيقة، لقد اعترف ماكلوهان بأن كتاباته لا تمتُّ بأية صلة لبنيوية فرديناند دو سوسير (Ferdinand de Saussure)، ويعارضها جملة وتفصيلًا، لكن الباحث الأميركي، دونالد ثيال (Donald Theall)، رأى أن مؤلفات ماكلوهان تشكِّل كتابات ما قبل البارثية (نسبة إلى رولان بارث- Roland Barthes) والدريدية (نسبة إلى جاك ديريدا- Jacques Derrida) والليوتارية (نسبة إلى فرنسوا ليوتار- François Lyotard) والبودريارية (نسبة إلى جون بودريار- Jean Baudrillard). ولشرح هذه الفكرة، يمكن القول: إن ماكلوهان نشر كتابه "العروس الميكانيكية" في 1951، أي قبل أن ينشر رولان بارث مؤلفه: "ميثولوجيا" في 1956، لكنهما تشابها بشكل مذهل، فكلاهما تضمَّن نقدًا اجتماعيًّا من خلال معالجة وقائع الحياة الثقافية الشعبية وتأثيرها على المجتمع. لذا وُصف ماكلوهان بأنه "بارثي" قبل رولاند بارث. واعتقد جون فكيت (John Fekete) أن جاك دريدا استعار الكثير من الموضوعات والمفاهيم التي تناولها ماكلوهان في ستينات القرن الماضي وسبعيناته، مثل: "التمركز العقلي" (Logocentrism)، و"التمركز الصوتي" (Phonocentrism)، والحروف الصوتية وأثرها، و"التتابع الخطِّي" (linearity) الكابح للفكر متعدِّد الأبعاد، والحس المتزامن (Simultaneity Synaesthesia). لذا اعْتُبِر ماكلوهان "داريدي" قبل الأوان. وبناء عليه، تسأل الباحث، باتريس فليشي (Patrice Flichy)، قائلًا: ألا يعتبر ماكلوهان، في آخر المطاف، أول مفكر في تيار ما بعد الحداثة؟


أكد بعض الباحثين تأثر بودريار بماكلوهان -لذا قيل: إن ماكلوهان "بودرياري" قبل الأوان- لكن الباحثة مرجوري فرغيسون (Marjorie Ferguson) استنتجت أن بودريار "نقل حتمية ماكلوهان التكنولوجية إلى عدمية تقنية (...) وقد نتج عن هذا النقل نموذج أكثر حتمية لم يتنبَّأ به ماكلوهان قط. فوسائل الإعلام فائقة الواقعية أورولية (نسبة إلى جورج أورويل- George Orwell) في العالم الشمولي والاستبدادي الذي وصفه في روايته الشهيرة"(59).


وعاد الاهتمام بأفكار ماكلوهان أيضًا بعد أن تأسست مجموعة "الميديولوجيا" (La médiologie) -من قِبَل نخبة من الكُتَّاب والفلاسفة والفنانين الفرنسيين، مثل: دانيال بونيو (Daniel Bongnoux)، ولويز مرزو (Louise Merzeau)، وكاترين بيرتو-لافنير (Catherine Bertho-Lavenir) بقيادة الفيلسوف ريجيس دوبري (Régis Debray)- التي اهتمت بالوساطة التقنية والعديد من المواضيع والأفكار التي تضمنتها كتابات ماكلوهان، لاسيما موضوع الوسيط الذي نحتت منه اسمها. وعلى الرغم من أن ريجيس دوبري أكد أن مشروع "الميديولوجيا" لا صلة له بأطروحات ماكلوهان، ووجَّه نقدًا لاذعًا لهذا الأخير؛ إذ وصفه بـ"النبي الدجال، والمُشَوِّش والمهرج"(60) إلا أنه سعى ومجموعته إلى إضفاء الطابع "الميدياتيكي على التاريخ البشري". فقسَّمه إلى "لوغوسفير" (Logosphere) و"الغرافوسفير" (Graphosphere) و"الفيديوسفير" (Videosphere) محاكيًا في ذلك التقسيم الماكلوهاني للتاريخ البشري إلى المراحل التالية: العصري الشفاهي، ومجرة غوتنبرغ، ومجرة ماركوني(61).



  1. ماكلوهان في الدرس الإعلامي "العربي"
    للبحث عن موقع ماكلوهان في الدرس الإعلامي العربي استبعدنا من الدراسة الكتب المترجمة إلى اللغة العربية، وهي قليلة جدًّا. واعتمدنا عينة قصدية من الكتب قوامها 32 كتابًا، يعتبر الكثير منها مرجعًا في تدريس نظريات الإعلام والاتصال في كليات وأقسام الإعلام في المنطقة العربية. ولم نعثر سوى على ثمانية كتب فقط! تطرقت، بهذا القدر أو ذاك، إلى مارشال ماكلوهان وأطروحاته، كما هو مُبيَّن في هذا الجدول.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

من وجهة نظر الد...

من وجهة نظر الدكتور علي عجوة، الهدف الرئيسي للبحوث في مجال العلاقات العامة هو فهم أعمق للعلاقات بين ...

My family and I...

My family and I had a very great holiday, we found a very flight to Mecca and we went there. we stay...

نحو تنمية مستدي...

نحو تنمية مستديمهة التنمية المستديمة هي التنمية التي تلبي حاجات الحاضر دون المساومة على قدرة الأجيال...

Приступая к изу...

Приступая к изучению этого вопроса, необходимо выделить цель Новой Экономической Политики, которая, ...

Home Technology...

Home Technology Engineering Mechanical Engineering History The laser is an outgrowth of a suggestion...

. بإمكان وسائل ...

. بإمكان وسائل الإعلام أن ينجم عنها نتائج إيجابية أو سلبية. غالباً ما يقال – ونقوله هنا – إنّ وسائل ...

أنواع المقاصد ب...

أنواع المقاصد باعتبار تعلقها بعموم التشريع وخصوصه نتناول في هذا المقال - بمشيئة هللا تعالى - تقسيم ا...

Early in fetal ...

Early in fetal development, primitivegerm cells in the ovaries differentiate into oogonia. These ...

يتكون الطبع pri...

يتكون الطبع print عندما تترك المخلوقات طبعة أثارها على المواد الرسوبية الطرية، وعندما تجف هذه الرواس...

Democratic and ...

Democratic and Popular Algerian Republic Ministry of Higher Education and Scientific Research Ahmed ...

❑ معاملةالسطح •...

❑ معاملةالسطح • ترتبط معاملةالسطح بصفةأساسيةباألنماط، حيث أن معاملةالسطح هي الطريقةأو الطرق التي اتب...

Diana Taurasi I...

Diana Taurasi Issues Five-Word Warning to Caitlin Clark Amid WNBA Struggles.Caitlin Clark's WNBA car...