خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
كان التوسع السعودي في شبه الجزيرة العربية، مصدر تهديد للدولة العثمانية ومكانتها في العالم الإسلامي، وبخاصة بعد سيطرة السعوديين على الحرمَين الشريفَين. وحرصت الدولة العثمانية على استعادة تلك المكانة، والقضاء على الدولة السعودية. فكلفت والي بغداد، الذي أرسل حملة ثويني بن عبدالله، في تخليص الحجاز من الحكم السعودي. لم يكن أمام الدولة العثمانية من خيار، القيام بمهمة القضاء على الدولة السعودية. كان من قبل السلطان العثماني، وقد أرسل محمد علي باشا إلى السلطان، يعتذر عن القيام بهذه المهمة الصعبة، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة في مصر، واستيلاء المماليك على الصعيد، والخشية من أطماع الدول الأوروبية في مصر. ولما كرر السلطان تكليفه محمد علي باشا، خشي أن يكون هناك شرك تنصبه له الدولة. عذره بأن قوته العسكرية غير كافية للقضاء على السعوديين؛ إلى جانب قوة مصر. بدأ يقترح على الدولة وجوب تسيير الجيوش البرية من الشام، لتجهيز السفن اللازمة لإبحار الجنود. وأرسل يطلب من الباب العالي، وبلغ عدد رجال الحملة ثمانية آلاف رجل. حيث ستلتقى القوات جميعها. قد راسل الشريف غالب بن مساعد، ليتأكد أنه سيقف إلى جانبه. طمأن الشريف بثقة الدولة به. وطلب منه أن يساند القوات القادمة إلى الحجاز. يتطلع إلى الخلاص من الدولة السعودية، وانقطاع الحجاج من الولايات العثمانية، الذين كانوا يتقاضون إتاوات على قوافل الحج. وبدأت قوات محمد علي باشا سفرها إلى الحجاز في 19 رجب 1226هـ/8 أغسطس 1811م، ووصلت إلى ميناء ينبع، القاطنة قرب ميناءَي المويلح وينبع، لتكون سنداً لقواته، وذلك بإغرائها بالأموال والهدايا. وجرى أول اشتباك بين فرقة من القوات السعودية، وكانت الفرقة السعودية بقيادة جابر بن جبارة، ونزلت الهزيمة بها، وسارع قائداها في الانضمام إلى القوات السعودية الرئيسية. وواصلت الحملة المصرية سيرها نحو المدينة المنورة، بعد اشتباكات يسيرة مع الفرق السعودية، من الاستيلاء على قريتَي السويقة وبدر. وفي ممر وادي الصفراء، بقيادة عبدالله بن سعود، قد تمكنت من احتلال الروابي المرتفعة في الوادي. وأنزلت قوات السعوديين هزيمة قاسية بقوات محمد علي، ولاذ أحمد طوسون باشا بالفرار إلى ينبع، وأحصى طوسون باشا الذين وصلوا سالمين إلى ينبع من قواته، فأسرع يطلب المدد من والده. استغل محمد علي باشا هذا الموقف، يصور له شراسة القوات السعودية، واهتم الباب العالي بطلب محمد علي باشا إسناد ولاية الشام إليه، غض الطرف عنه إلى حين، ورمى بكل ثقله في حرب الحجاز، وبذل جهده في إرسال المدد لابنه، بقيادة أحمد بونابرت (الخازندار)، من نقل مركز قيادته إلى بدر، وزحف بها إلى وادي الصفراء، تقدمت قوات طوسون إلى المدينة المنورة، وبسبب طول مدة الحصار، وقطع الماء والطعام عن المدينة، استسلمت القوات السعودية المتحصنة بالمدينة. وأرسل طوسون البشارة إلى والده مصحوبة بثلاثة آلاف من آذان القتلى، ومفاتيح الحرم النبوي الشريف. صارت قواته مسيطرة على المنطقة الشمالية من الحجاز. وكثر عدد المنضمين إليهم، أصبح جهد القوات السعودية منصباً على الاحتفاظ بمكة المكرمة وما جاورها. وظهرت حاجة قواته إلى مرفأ، فكانت عينه على جدة. ليسمح لبعض قواته بدخول مرفأ جدة. وسمح لقوات طوسون بدخول جدة، وكان ذلك في 12محرم عام 1228هـ /15 يناير عام 1813م. وأخذت قوات طوسون طريقها، تمكنت القوات المصرية من دخول مكة، بعد أن كانت قوات عبدالله بن سعود، قد انسحبت إلى قرية العبيلاء، وعم مصر والآستانة السرور بهذا الحدث. وبعد أن استتب الأمر لطوسون في مكة، حيث كانت تعسكر القوات السعودية. وعلى أثر مناوشات بسيطة، أخلت القوات السعودية العبيلاء، فلم يقر به المقام في الطائف، بعد انسحاب عبدالله بن سعود، دخلت المدن الحجازية الكبيرة تحت سيطرة طوسون. وحققت القوات المصرية الهدف الأساسي للدولة العثمانية، فهي لا تزال قوية، التي تثق بولاء سكانها. وأحدثت القوات السعودية تغييراً في خططها العسكرية، يقوم على إخلاء مواقعها، وتركيز قواتها في الأراضي النجدية، ثم استدراج قوات طوسون إلى نجد، حيث الصحارى والوديان، أبعدتها عن مراكز تموينها وخطوط مواصلاتها، فيسهل الإيقاع بها وهزيمتها. قاد الأول الإمام سعود بن عبدالعزيز نفسه، وزحف به صوب الحناكية، إلى الشرق من المدينة المنورة، للسيطرة على الطريق الرئيسي بين المدينة والقصيم. ونجح هذا الجيش في أسر القوة، قوامها ثلاثمائة رجل، أرسلوا مخفورين إلى العراق، محمد بن عبد المحسن بن علي . ثم قام جيش سعود بعدد من الحملات التأديبية ضد البدو، الذين وقفوا مع جيش طوسون، بقيادة فيصل بن سعود، وقبض على عثمان وأرسله إلى مصر التي ساقته إلى الآستانة، وأرسل طوسون إلى والده، يخبره بأمر هزيمة قواته في تربة، وأنه يجهل مصير الحامية في الحناكية، لسيطرة الإمام سعود على الطرق الموصلة إليها، وأنه خشى أن تنكث العربان عهودها، وألح على والده في سرعة إرسال نجدة إليه. والإرهاق الذي أصابهم من البيئة الصحراوية، إنقاذ ما بقي من قواته، إلى حين وصول إمدادات من مصر. وبخاصة أن الهدف من حملة طوسون وهو تخليص الحجاز من الحكم السعودي، ولكنهما لم يتوصلا إلى تفاهم حول شروط الصلح، نظراً إلى إصرار محمد علي باشا، على أن يدفع سعود كل ما صرف على حملة الحجاز، وحضور سعود بنفسه لمقابلة محمد علي. وعدّ سعود بن عبدالعزيز هذه الشروط إهانة له. وقرر الطرفان مواصلة القتال. وصمم محمد علي باشا على خوض القتال بنفسه، وبنزول محمد علي باشا إلى ميدان القتال، يبدأ دور جديد في حرب محمد علي مع السعوديين . وعهد والي مصر إلى ولدَيه، أ. وصول محمد علي باشا إلى جدة ووقف على حقيقة وضع قوات ابنه، وبدأ بالتخطيط للمرحلة المقبلة من الحرب. فاتخذ عدداً من الإجراءات المهمة. فعمل على تخفيف الضرائب، المفروضة على العربان، ليقضي على أي تذمر بينهم، وصرف رواتب شهرية، لمن أسندت إليه منهم عمليات حفظ الأمن. هو المستودع الرئيسي للعتاد الحربي. ورتب وسائل نقل العتاد والمؤن، على رأس جيش من المشاة والفرسان، لملاقاة جيش الإمام سعود بن عبدالعزيز، وتوجه محمد علي نفسه إلى مكة، وألقى القبض على الشريف غالب، وبعث به إلى القاهرة، نقل الشريف غالب إلى الآستانة، ثم نفي إلى سلانيك Salonika، فشلت في الاستيلاء على تربة. واضطرت إلى الانسحاب إلى الطائف، بعد أن تكبدت خسائر فادحة. بعد ما رأوا ما حل بالشريف غالب. وصاروا لا يثقون بمحمد علي، وانضم إلى القوات السعودية في تربة. ثم خرج الشريف يحيى بن سرور من مكة، ولم تتمكن قوات محمد علي باشا، وهي مركز المقاومة السعودية في الجنوب، واستيلائه على آبار الماء، توفي الإمام سعود بن عبدالعزيز، في 11 جمادى الأولى عام 1229هـ/مايو 1814م. ورأى محمد علي خطر منطقة الجنوب على قواته في الحجاز، لإجلاء القوات السعودية المتحصنة بوادي زهران، ويقودها طامي بن شعيب. وضرب عابدين بك الحصار على تلك القوات، وتعقبت القوات السعودية قوات محمد علي باشا، وضربت حصارها على البلدة، فأسرعت إلى نجدتهم قوات، يقودها محمد علي باشا بنفسه. اصطحب محمد علي باشا ابنه، حيث أخذا يدربان الجيش تدريباً قاسياً، قامت بين قوات محمد علي باشا، وبين قوات السعوديين، بقيادة فيصل بن سعود، الواقعة بين الطائف وتربة. وتمكنت قوات محمد علي باشا من احتلال هذا الموقع السعودي. معسكراً عاماً لقوات محمد علي باشا. صدرت الأوامر من الباب العالي إلى محمد علي باشا، تحثه على أن يتوجه إلى مقاتلة القبائل، فزحفت قوات محمد علي باشا نحو الجنوب، التي هي مفتاح الطريق إلى اليمن، على الرغم من الصعوبات الجمة، وتمكنت من إلحاق الهزيمة بقوات سعودية، يقودها طامي بن شعيب، ثم تقدمت القوات التابعة لمحمد علي في مناطق عسير وتهامة، وبعد أن اطمأن محمد علي باشا إلى القضاء على القواعد السعودية، وجاءت الأنباء إلى محمد علي باشا عن حوادث عصيان، واحتمال قيامه بحملة جديدة على مصر. ويحرز الانتصارات على القوات السعودية. ووصل بزحفه إلى بلدة الرس، وذلك قبل وصول قوات عبدالله بن سعود إليها، التي كانت متمركزة في بلدة الرويضة، بمساعدة بعض عشائر حرب ومطير، من الاستيلاء على عدد من بلدان منطقة القصيم، ب. الصلح بين عبدالله بن سعود وطوسون باشا حيث تجهل قواته المنطقة، ولا تتقن حروب الصحراء، وتعرف دروبها وبلدانها، حول إمكانية الانسحاب إلى المدينة المنورة. وكان عبدالله بن سعود عاجزاً عن إدارة المعركة، متردداً في الخروج إلى طوسون، على الرغم من كثرة قواته، أن يعقد صلحاً مع الإمام عبدالله بن سعود. احتلال جيش طوسون الدرعية. إعادة آل سعود كل ما أخذوه من الحجرة النبوية الشريفة. وضع عبدالله بن سعود نفسه تحت تصرف جيش طوسون، فيسافر إلى الجهة التي يحددها له، خضوع عبدالله بن سعود لحاكم المدينة من قبل محمد علي باشا، إلى حين الموافقة على الصلح. لا يتم إلا بعد إقرارها من محمد علي باشا. وعدّ عبدالله بن سعود هذه الشروط إهانة له. قرر إرسال وفد من قبله، للتفاوض مع محمد علي باشا مباشرة. فأرسل القاضي عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم، وعبدالله بن محمد بن بنيان. ووصل الوفد إلى القاهرة، كما أرسل عبدالله بن سعود رسائل إلى السلطان محمود الثاني، وألقى في هذه الرسائل تبعة ما حدث على الشريف غالب، واتهمه بتزوير رسائل على لسان والده، يطلب منه السماح له بالعودة إلى مصر، فاستأذن محمد علي باشا الباب العالي في ذلك، بعد تعهد والي مصر بالقضاء على قوة السعوديين، فلما قدما عليه (محمد علي) في مصر، ولم يتوصل الطرفان إلى صلح بينهما، لأنه فرض على الوفد السعودي شروط قاسية، وحضور عبدالله بن سعود نفسه إلى مصر، بعد انسحاب طوسون وقواته من القصيم، قاد الإمام عبدالله بن سعود عدة حملات تأديبية، من أهل الأحساء وعمان ووداي الدواسر وجبل شمر والجوف. واستولى على البكيرية وغيرها من بلدان المنطقة. وواصل عملياته التأديبية إلى قرب المدينة المنورة. كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق، التي اختير لقيادتها ابن محمد علي، وشهدت الموانئ المصرية على البحر الأحمر، حركة متزايدة في نقل العساكر والمعدات والمؤن. وعمل محمد علي باشا على تلافي الأخطاء، للإشراف الصحي على جنودها. وعلى رأسهم المسيو فاسيير( Vassière )، الذي كان أركان حرب لإبراهيم باشا. في الأول من ذي القعدة عام 1231هـ/23 سبتمبر 1816م. وفي ينبع بدأت قوات إبراهيم باشا تقوم بمناورات، لإرهاب من ينوي الخروج عن الطاعة، لإظهار الاستعداد الكبير، الذي أعد للقضاء على الدولة السعودية. وقد أدت هذه المناورات الهدف منها. فتسابقت الأخبار إلى القبائل، فجددت ولاءها لمحمد علي. اتجه إبراهيم باشا بقوات إلى المدينة المنورة. واستولى على بلدتَي الصويدرة والحناكية، إلى الشرق من المدينة المنورة. قد بنت خطتها الحربية، على أساس استدراج قوات إبراهيم باشا إلى الصحراء، والقيام بعملية التفاف حولها، وقطع خطوط المواصلات بينها وبين مراكز تموينها، ومن ثم تطويقها والقضاء عليها. فقد انطلق الإمام عبدالله بن سعود، في 20 جمادى الأولى عام 1232هـ/أبريل 1817م، ونزل قرب بلدة الرس. ولحقت به قوات أهل القصيم، بقيادة حجيلان بن حمد. وسار الجيش إلى وادي الرُّمَة، المعروف باسم "العلم"، ليهاجم البوادي المتعاونة مع إبراهيم باشا. فلما علموا بمقدم الإمام عبدالله بن سعود، رحلوا إلى بلدة الحناكية، ارتحل منها إلى نجخ القصر، نزل عند ماء "ماوية"، بالاشتباك مع قوات إبراهيم باشا، عند ماء "ماوية"، مما أدى إلى انهيار الخطة العسكرية السعودية. انضمام فيصل الدويش، إلى جانب إبراهيم باشا. وتراجعت القوات السعودية إلى بلدة الخبراء، حيث تحصنت بها. وحاصرها لمدة ثلاثة أشهر ونصف. واستماتت الحامية السعودية في الدفاع عنها، على الرغم من طول مدة الحصار، وأرسل الإمام عبدالله بن سعود، نجدات عسكرية إلى الرس، بقيادة حسن بن مزروع، وأنذر إبراهيم باشا أمير الرس، وفعلاً استمر القتال والحصار، حتى طلب أمير الرس الصلح مع إبراهيم باشا، أن يقدم له اثنان من أبناء عبدالله بن سعود، طلبوا من الإمام عبدالله بن سعود، وإلا فليسمح لهم بطلب الصلح من إبراهيم باشا. وزاد إبراهيم باشا من شدة حصاره ومضايقته للرس. فاضطر إلى قبول عقد الصلح مع أمير الرس، منع دخول جنود إبراهيم باشا وضباطه، عدم إجبار أهل الرس على تقديم شيء من المؤن والذخيرة للجيش، أو على دفع غرامة أو ضريبة. إذا استولى جيشه على عنيزة دون قتال. فيعد القتال متجدداً بين الطرفَين. ولم يكن إبراهيم باشا ليقبل هذه الشروط، لو لم تمتنع عليه الرس والحامية السعودية فيها. واتبعت القوات السعودية خطة تقوم على توزيع قوات إبراهيم باشا، وإرهاقها بعمليات الحصار، متبعة في ذلك أسلوب حرب العصابات، لا يمكنها من المواجهة المباشرة مع قوات إبراهيم باشا. فوزعت قواتها على عدد من الحصون. تقدم إبراهيم باشا إلى عنيزة، واستسلمت الحامية السعودية الموجودة فيها، بقيادة الأمير محمد بن حسن بن مشاري بن سعود، عدا الحامية المقيمة بقصر الصفا، حتى رماها إبراهيم باشا بالقبوس والقنابر (أي المدافع والقنابل) رمياً هائلاً، فصالحهم على دمائهم وأموالهم وسلاحهم، السماح للحامية بالذهاب أنّى شاءت. تسليم الحامية ما لديها من الأسلحة والذخائر والمؤن، وطبقاً للشرط الأخير من شروط الصلح مع أمير الرس، أرسل إبراهيم باشا فرقة من جيشه، وقبل أميرها حجيلان بن حمد شرط إبراهيم باشا، وقد أدى سقوط مدن القصيم الرئيسية، إلى إذعان القبائل هناك لقيادته. وتحصن بها للدفاع عن الدرعية. ونزل بلدتَي أشيقر والفرعة، وقصد بلدة شقراء، بقيادة أميرها حمد بن يحيي. وهاجمها ودار قتال عنيف، مما اضطر أهلها إلى طلب الأمان، فخرج إلى الباشا عبدالعزيز بن إبراهيم بن عيسى، من رفاق عبدالله بن سعود، كانوا جاءوا لنجدة المدينة. أن يلتزم أهل شقراء ببيع ما عندهم من الميرة والمؤن للجنود. وإذا أخلوا فستحل دماؤهم. وكان سقوط شقراء تمهيداً لسقوط إقليم الوشم، وقد نزل الرعب بأهل الأقاليم المجاورة. فتوافد على إبراهيم باشا شيوخ وادي الدواسر، مقابل خضوعها لطاعة محمد علي باشا، فأجابهم إلى طلبهم. ونزلت في المزاحميات شرقي البلدة. واعترضتها الحامية السعودية فيها، بقيادة سعود بن عبدالله بن محمد بن سعود، وأوقعت بعض الخسائر بها. الذي كانت تتقدم فيه قوات إبراهيم باشا نحو الدرعية، كان هناك قوات أخرى لمحمد علي، تقوم بالقضاء على الجيوب السعودية، وتوطد حكم محمد علي في تلك الجهات بتعيين رؤساء جدد للقبائل،
كان التوسع السعودي في شبه الجزيرة العربية، مصدر تهديد للدولة العثمانية ومكانتها في العالم الإسلامي، وبخاصة بعد سيطرة السعوديين على الحرمَين الشريفَين. وحرصت الدولة العثمانية على استعادة تلك المكانة، والقضاء على الدولة السعودية. فكلفت والي بغداد، الذي أرسل حملة ثويني بن عبدالله، وحملة الكيخيا علي باشا. وقد باءتا بالفشل.
ثم كان والي الشام، هو مناط آمال الدولة، في تخليص الحجاز من الحكم السعودي. ولكن هذا الوالي، لم يحرك ساكناً في هذا السبيل.
وأخيراً، لم يكن أمام الدولة العثمانية من خيار، سوى تكليف والي مصر، محمد علي باشا، القيام بمهمة القضاء على الدولة السعودية.
إن أول تكليف لمحمد علي باشا، كان من قبل السلطان العثماني، مصطفى الرابع، عام 1222هـ/1807م.
وقد أرسل محمد علي باشا إلى السلطان، يعتذر عن القيام بهذه المهمة الصعبة، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة في مصر، الناتجة من انخفاض فيضان النيل، واستيلاء المماليك على الصعيد، والخشية من أطماع الدول الأوروبية في مصر.
ولما كرر السلطان تكليفه محمد علي باشا، خشي أن يكون هناك شرك تنصبه له الدولة. وأبدى، هذه المرة، عذره بأن قوته العسكرية غير كافية للقضاء على السعوديين؛ ولا بد من حشد طاقات عسكرية كبيرة، من ولايات العراق والشام، إلى جانب قوة مصر. كما أنه، منذ عام 1223هـ/1808م، بدأ يثير مشكله تخوفه من والي الشام، سليمان باشا، الذي يتهمه بالتعاون مع خصومه، المماليك، وربط قبوله هذه المهمة، بعزل هذا الوالي، وإسنادها إلى صديقه، والي الشام السابق، يوسف كنج، الذي لجأ إلى مصر، فاراً من الدولة. وبعد ذلك، بدأ يقترح على الدولة وجوب تسيير الجيوش البرية من الشام، بقيادة سليمان باشا نفسه، ليأمن جانب غدره به، أثناء تغيبه في الحجاز. وفي الحقيقة، كان محمد علي باشا، يطمع في أن تسند إليه ولاية الشام، إضافة إلى ولاية مصر.
ولما وجد محمد علي باشا، أن محاولاته للتخلص من تلك المهمة العسيرة، لا تنجح ـ جنّد طاقاته، وأعد الجيوش، البرية والبحرية، وعاونه، مالياً، على ذلك، رئيس تجار مصر، السيد المحروقي. ودبّ النشاط في مرافق بناء السفن، في السويس والقاهرة، لتجهيز السفن اللازمة لإبحار الجنود.
وحانت لمحمد علي باشا الفرصة، للتخلص من خصومه، أمراء المماليك، في مذبحة القلعة، التي دبّرها، في الجمعة 6 صفر 1226هـ/1 مارس 1811م، في مأدبة، أقامها لهم هناك، وغدر بهم.
وأرسل يطلب من الباب العالي، أن يمده بلوازم للجيش، تكفي لستة أشهر. وطلب مدافع ومهمات للسفن، وهدايا وخلعاً، لتقديمها إلى مشايخ القبائل، لاستمالتهم إلى جانبه. ولكن الدولة، لم تسعفه بشيء من هذا، سوى عدد قليل من المدافع.
وبلغ عدد رجال الحملة ثمانية آلاف رجل. منهم خمسة آلاف من المشاة والمدفعية، أقلتهم ثلاث وستون سفينة. وثلاثة آلاف من الفرسان، انطلقوا، براً، بقيادة أحمد طوسون، ابن محمد علي، عبر العقبة، نحو ينبع، حيث ستلتقى القوات جميعها.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
عام. يمكن القول إن نظام المعلومات يعزز شفافية السوق من خلال توفير المعلومات اللازمة ويعزز تداولية ال...
In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...
في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...
أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...
تم في هذا المشروع تطبيق مكونات الواجهة الأمامية (Front-end) والواجهة الخلفية (Back-end) الشائعة لضما...
تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...
كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...
--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...
أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...
ث- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...
تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...
زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...