خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة
المطلب الرابع : أسس نضرية التحليل النفسي عندنا نستخدم لفظي التحليل النفسي نقصد إلى أحد معنيين : الاول : الطريقة التي اتبعها فرويد لعلاج مرضاه والتي أحلها محل التنويم المغناطيسي في الوصول الى الحوادث المدفونة في اعماق النفس ، وقد استخدم فرويد هذي التسمية لكي يؤكد ناحية التحليل من جانب المعالج ؛ فهو يبحث ما يقوله المريض ويحلله لكي يصل الى ما يعتبره أساسا للأعراض العصبية. والثاني : مجموع النظريات التي وصل إليها فرويد فينا يتعقل بتكوين نفس الانسان ، والتي كان الوصول إليها نتيجة لإتباع الطريقة السالفة . فما كشفه فرويد من العلل النفسية أثناء عملية التحليل لمختلف المرضى جعله أساسا لبناء عليم التحليل النفسي الذي يختلف عن علم النفس التقليدي . 1 طريقة التحليل النفسي : وطريقة التحليل النفسي تتلخص في ان يطلب الطبيب الى مريضه ان يترك لنفسه العنان فلا يحاول ان يقود افكاره في اي اتجاه ، بل يتركها تحوّم حيث شاءت ، وأين يذكر كل مل يمر بخاطرها وهو في الحالة الطليقة من كل قيد، ويعبر عن خطراته التي تنسي بلا عائق تعبيرا حرا ، فلا يترك منها تافها او سخيفا او متناقضا اوغير لائق او كريها ، الا وذكره هو وهو يمر بخاطره ، فالمريض يترك افكاره تتداعى تداعيا طليقا لا تتدخل ارادته فيه بحال ما ؛ اذ يقلع عن كل محاولة لتوجيهها أي وجهة خاصة ، والمريض- والطبيب معه بطبيعة الحال . يلاقي عبثا كبيرا في مبدأ الامر ؛ لأن التداعي الطليق يتطلب منه أي يهجر ما تعود في مختلف أدوار حياته من توجيه أفكاره توجيها خاصا ، ثم إنه يتطلب منه أي يعبر باللفظ عن كل ما يخطر له . وهو أمر عسير إذا ذكرنا أننا نلتقي ونتخير مالا نستطيع أن نبوح به إلا لخاصة الخاصة من أصفيائنا ، وهناك مالا نستطيع أن نذكر لمخلوق ، فما بالك إذا طلب إلينا أن نبوح بكل ما يرد على خاطرنا للطبيب بدون محاولة لترتيب الكلام أو تنسيقه أو ادخال أي تحوير على الكيفية التي يتوارد بيها . والمريض لا يصل الى الحالة المطلوبة من السلامة والانطلاق إلا بعد جهد جهيد ؛ إذ يجد كثيرا من المقاومة التي يشعر هو بها ويدركها المحلل ؛ إذا تحول نفسه بينه وبين الانطلاق المطلوب في الأفكار ، وكثيرا ما ينبه المحلل إلى انه يعاني هذه المقاومة؟ ويشجع على الإفضاء والتغلي على العقبات النفسية التي تحول دونه ويظل به يخطيان معا هذه العقبات حتى يصلا بعد وقت طويل إلى العناصر الإنفعالية القديمة التي تفسر الأعراض الحديثة في حياة المريض، بعكس الحال في التنويم المغناطيسي، فيكون من اليسير عليه نسبيا أن يدرك المعنى الذي يكمن وراء الأعراض ، وأن يفهمها في ضوء جديد هو ضوء الحوادث الماضية من حياته ، فيواجهها مواجهة مبنية على التنور والفهم والمعرفة كل ذلك والمعالج يأخذ بيده حتى يصل إلى الهدوء والاستقرار اللذين يميزان الحياة العقلية السليمة . وتستغرق عملية التحليل عادة شهورا عديدة قبل أن يصل المعالج إلى الأسس البدائية للأعراض الحالية، والجلسات الاولى من التعليل تستنفد عاظة في إحكام الاتصال بين المريض والطبيب ، وفي تمرن المريض على شيء من التحرر من العوامل التقليدية في تعبيره ، وبالرغم من أن المريض يتحدث طول هذه الجلسات عن أعراضه ونفسه فإن ما يقوله يكون عادة قليل الجدوى ؛ لأنه لا يخرج عن محاولات في أغلبها شعورية لسرد حوادث أو ذكريات يخيل إليها أنها ذات علاقة بحالته . وكثيرا ما يأتي المريض وعنه تشخيص كامل يعرضه على الطبيب، وعلى هذا الاخير أن يصرفه شيئا فشيئا عن التمسك بشخصيه ويقنعه أن واجبه أي يقلع عن الايمان بنظريته، وأن يبدأ من جديد وهو خالي الذهن ، ويمر وقت طويل قبل أن يبدأ المريض في الإفضاء بما هو ذو قيمة في تشخيص حالته ويصحب ذلك عادة مظاهر من المقاومة لا تخطئها هين المجرب ، فمن نوبات ضيق المريض فيغادر حجرة التحليل مندفعا الى الخارج ، إلى ثورات على الطبيب ، ويكاد لسانه لا ينطق بكلمة. ، إلى غير ذلك من علامات قد تكون أقل درجة ، وهذه كلها علامات لا تخطئ . ولمس المواضع الحساسة . والذي حصل عادة أن تستمر المقاومة وقتا يطول أو يقصر ، ثم لا يلبث المريض أن يجد عنده رغبة شديدة ملحة في الإفضاء لا يستطيع مقاومتها ، فيحاول الإتصال بطبيبه في التو مهما كان الوقت غير مناسب فإن لم ينجح أصابه الضيق ولبث على أحر من الجمر في انتضار ساعة المقابلة . وتنتاب المريض في أثناء التحليل حالات تلفت النظر فهو يتراوح بين التعلق الشديد بالمحلل وبين النفور الشديد منه. وينتهي الأمر بنوه من التعلق يشبه تعلق الطفل بأمه أو أبيه ، فكأن المعالج قد حل من نفس المريض ذات المحل الذي كان يحل فيه الأب أثناء طفولته ، وبالرغم مما لهذا الإحلال من القيمة الكبيرة في العلاج فإنه مع تقدم التحليل يصبح نوعا من المرض يجب أن يتخلص منه المريض في الوقت المناسب . وإلا تعذر عليه أن يقف على قدميه ويواجه متاعب الحياة وحده ؟ وأصبح كالطفل يعتمد في كل كبيرة وصغيرة على هذا الأب البديل الذي لا يستطيع عنه بعادا . والطبيب يعمل من جانبه على إفهام المريض موقفه الجديد ، وعلى تدعيم ذاتيته المستقلة ، فإذا وصل الى هذا فقد بدأ يسير نحو حياة نفسية هادئة مستقرة . ويشمل التحليل النفسي ، تحليل الأحلام التي يراها المريض في منامه ، 2. نظرية التحليل النفسي: هذا عن التحليل النفسي كطريقة ، أما نضرية التحليل النفسي فهي مشتقة من الصورة التي كونها فرويد و غيره من الباحثين عن النفس كنتيجة لإستخدام هذه الطريقة، وتقوم هذه على عدة مبادء سيرد تفصيلها في الأبواب التالية ، والمبدأ الأساسي الذي تقوم عليه هذه النظرية هو مبدأ " الحتمية السيكولوجية " ويقرر هذا المبدأ أنه لا بد لكل حادثة نفسية من علة ترجع إليها ، فليس هناك من. فما نسميه "فلتات اللسان " وما يظهر على الشخص من فزع لرؤية حشرة أو حيوان صغير ، وما يميل إليه أو يكرهه من الالوان والأشكال، ونوع الأشخاص الذين ينجذب إليهم أو ينفر منهم ، والمواقف التي يرتاح إليها أو يضجر منها . كل هذه يكون سلوك الشخص فيها محتما لا يستطيع أن يحيد عنه؛ فهو محدود من قبل بماضي حياته . وبما مر عليه من حوادث سابقة ، أي أن تاريخهه القديم يحدد الصورة التي تحدث بها استجاباته للمواقف الجديدة. فإذا تتبعنا سلسلة الحوادث المرتبطة بهذا الكيفية فإنها ترجع بنا إلى عهد الطفولة؛ حيث نجد العلل الأساسية لإتجاهات السلوك الجديد. وهذه هي النظرة التي تتسق مع استخدام طريقة التحليل النفسي ، لأنه لولا هذا الإرتباط المادي بين محتويات العقل القديمة والحديثة لما أمكن الوصول إلى العلل الأساسية في حالات المرضى بأنواع الاضطراب العصبي . الاول : مبدأ الديناميكية أو الفاعلية النفسية : فنزرة التحليل النفسي للنفس نظرة ديناميكية وليست بنظرة استاتيكية ، وبعبارة أخرى ، فإن النفس تشمل قوى محركة فعالة لا مجرد صور ساكنة ، والكمون في التخليل النفسي ليس معناه الخمود ؛ فهذه القوى دائمة الضغط والتفاعل ، وليس هناك ظاهرة نفسية إلا وهي نتيجة تغلب إحداها على الأخرى ، والمغلوبة لا تخلي الميدان إلا وهي تبدأ في التمهيد للوصول إلى غايتها بطريقة ما . فالصورة العامة للنفس صورة حركة تدافع دائمين لا سكون فيها إطلاقا ، وما قد يظهر من السكون إنما هو صورة سطحية خداعة ، يقصد بها التعمية . فالنسيان مثلا ليس مجرد سقوط بعض العناصر من الذاكرة وإنما محاولة إيجابية من العقل لإستبعاظ هذه العناصر وإبقائها تخت الحفظ لأسباب تتعلق بالسلام والإنسجام النفسي العام . وفلتات اللسان التي نقولها ونندم عليها ليست مجرد كلمات صدرت عفوا، وإنما هي قد تدعفه دفعا إلى نطقنا بواسطة القوى اللاشعورية لتؤدي غرضا ترمي إليها هذه القوى . فهذه الصورة الحركية هي صورة العقل في التحليل النفسي ، ولعل هذه الحركة الدائمة في العقل ، تقابل الحركة الدائمة في الجسم. كما تزهر في فعل القلب والغدد والخلايا المختلفة . والثاني : مبدأ التوازن : فلا تنشأ في النفس قوة أو نزعة إلا وتنشأ معها بالضرورة قوة أو نزعة مضادة، ويكون سلوك الإنسان ناتجا عن محصلة النزعتين، ولعل هذا من أهم المبادئ الاي أخرجها لنا التحليل النفسي، ولكي ندرك هذا المبدأ نأخذ مثالا يمر بنا جميعا في حياتنا اليومية ؛ فالشخص النتعلق بعائلته ، الشديد المحبة لأبويه وزوجته وأولاده شخص قد حمل نفسه في ذات الوقت أعباءا ومسؤوليات نفسية جسيمة ، تجعل منه بدون أن يشعر عدو لأولئك الذين يحبهم، ففي هذه المحبة تكاليف تقضي عليه أن يحرم نفسه من كثير من ملذاته وأغراضه ، وينكر ما ترغب فيه مما تسمح به ظروفه ، فضلا عما يصيبه بالضرورة من هموم وأحزان لما يصيبهم ، فهل ترضى نفسه بهذا الحال أم تثور دونه ؟ الواقع أن الانسان قد يتحمل ذلك بكل نفس طيبة في الظاهر ، ولكنه في الباطن البعيد عن متناول شعوره ثائر على هذه القيوم التي قيد بها نفسه ، وهذه الثورة كثيرا ما تظهر في صورة متعددة ، لأن محبة الغير كما يفهمها الشعور تتنافى مع الأنانية المطلقة ، وهي مدبأ اللاشعور ، وهذه النزعة لتناقض أو الثنائية عامة في سلوك الإنسان ومما يلفت النظر أن الشبه في هذه الحالة كبير أيضا بين العقل كما يصوره التحليل النفسي وبين الجسم كما يصوره علم وظائف الأعضاء فالعمليات الحيوية للجسم يحكمها دائما مبدأن متضادان يعمل كل منهما في إتجاه . فعضلات القلب تغذيها أعصاب فاعلة وأخرى معطلة ، وعمل القلب نتيجة أو محصلة للأثر الناتج عنهما ، وكذلك نجد في إفرازات الغدد أمثلة كثيرة للتضاد أو التقابل الذي يسمح بكثير من المرونة في الإستجابة للمواقف المتفاوتة . والثالث:مبدأ التحول : فالطاقة النفسية الديناميكية طاقة قابلة للتحول من مجرى إلى آخر ، وفرويد يطلق على مجموع الدوافع اسم (الطاقة الغريزية ) . ويعتبر أن هذه الطاقة تتحول من إتجاه إلى آخر في حياة الإنسان ، وهذه القدرة على التحول هي أساس التطور في الحياة النفسية، حيث تلتمس أعضائه وحواسه لذات هذه الأعضاء والحواس ، إلى دور النرجسية ، حيث تتركو اللذة في ذات الشخص فيصبح موضع الحب والإعجاب من نفسه إلى دور المحبة الخارجية وهكذا، ثم إن هذه القدرة على التحول هي التي تسمح بإبدال الأشخاص أو الأشياء محل بعضهم أو بعضها البعض في توجيه المحبة أو الكراهية ، وبذلك فإنها تسمح بحدوث الإعلاء وهو توجيهالغريزية نحو الغايات الإجتماعية من خلقية وثقافية ويعبارة أخرى، فإن هذه القابلية للتحول هي أساس الرقي الإنساني ،
المطلب الرابع : أسس نضرية التحليل النفسي
عندنا نستخدم لفظي التحليل النفسي نقصد إلى أحد معنيين :
الاول : الطريقة التي اتبعها فرويد لعلاج مرضاه والتي أحلها محل التنويم المغناطيسي في الوصول الى الحوادث المدفونة في اعماق النفس ، وقد استخدم فرويد هذي التسمية لكي يؤكد ناحية التحليل من جانب المعالج ؛ فهو يبحث ما يقوله المريض ويحلله لكي يصل الى ما يعتبره أساسا للأعراض العصبية.
والثاني : مجموع النظريات التي وصل إليها فرويد فينا يتعقل بتكوين نفس الانسان ، والتي كان الوصول إليها نتيجة لإتباع الطريقة السالفة .فما كشفه فرويد من العلل النفسية أثناء عملية التحليل لمختلف المرضى جعله أساسا لبناء عليم التحليل النفسي الذي يختلف عن علم النفس التقليدي .
1 طريقة التحليل النفسي :
وطريقة التحليل النفسي تتلخص في ان يطلب الطبيب الى مريضه ان يترك لنفسه العنان فلا يحاول ان يقود افكاره في اي اتجاه ، بل يتركها تحوّم حيث شاءت ، وأين يذكر كل مل يمر بخاطرها وهو في الحالة الطليقة من كل قيد، ويعبر عن خطراته التي تنسي بلا عائق تعبيرا حرا ، فلا يترك منها تافها او سخيفا او متناقضا اوغير لائق او كريها ، الا وذكره هو وهو يمر بخاطره ، فالمريض يترك افكاره تتداعى تداعيا طليقا لا تتدخل ارادته فيه بحال ما ؛ اذ يقلع عن كل محاولة لتوجيهها أي وجهة خاصة ، والمريض- والطبيب معه بطبيعة الحال . يلاقي عبثا كبيرا في مبدأ الامر ؛ لأن التداعي الطليق يتطلب منه أي يهجر ما تعود في مختلف أدوار حياته من توجيه أفكاره توجيها خاصا ، ثم إنه يتطلب منه أي يعبر باللفظ عن كل ما يخطر له . وهو أمر عسير إذا ذكرنا أننا نلتقي ونتخير مالا نستطيع أن نبوح به إلا لخاصة الخاصة من أصفيائنا ، وهناك مالا نستطيع أن نذكر لمخلوق ، فما بالك إذا طلب إلينا أن نبوح بكل ما يرد على خاطرنا للطبيب بدون محاولة لترتيب الكلام أو تنسيقه أو ادخال أي تحوير على الكيفية التي يتوارد بيها .
والمريض لا يصل الى الحالة المطلوبة من السلامة والانطلاق إلا بعد جهد جهيد ؛ إذ يجد كثيرا من المقاومة التي يشعر هو بها ويدركها المحلل ؛إذا تحول نفسه بينه وبين الانطلاق المطلوب في الأفكار ، وكثيرا ما ينبه المحلل إلى انه يعاني هذه المقاومة؟ ويشجع على الإفضاء والتغلي على العقبات النفسية التي تحول دونه ويظل به يخطيان معا هذه العقبات حتى يصلا بعد وقت طويل إلى العناصر الإنفعالية القديمة التي تفسر الأعراض الحديثة في حياة المريض، وميزة التحليل النفسي على التنويم المغناطيسي أن المريض يتتبع بنفسه كل ما يقوله ، بعكس الحال في التنويم المغناطيسي، فيكون من اليسير عليه نسبيا أن يدرك المعنى الذي يكمن وراء الأعراض ، وأن يفهمها في ضوء جديد هو ضوء الحوادث الماضية من حياته ، فيواجهها مواجهة مبنية على التنور والفهم والمعرفة كل ذلك والمعالج يأخذ بيده حتى يصل إلى الهدوء والاستقرار اللذين يميزان الحياة العقلية السليمة .
وتستغرق عملية التحليل عادة شهورا عديدة قبل أن يصل المعالج إلى الأسس البدائية للأعراض الحالية، والجلسات الاولى من التعليل تستنفد عاظة في إحكام الاتصال بين المريض والطبيب ، وفي تمرن المريض على شيء من التحرر من العوامل التقليدية في تعبيره ، وبالرغم من أن المريض يتحدث طول هذه الجلسات عن أعراضه ونفسه فإن ما يقوله يكون عادة قليل الجدوى ؛ لأنه لا يخرج عن محاولات في أغلبها شعورية لسرد حوادث أو ذكريات يخيل إليها أنها ذات علاقة بحالته .وكثيرا ما يأتي المريض وعنه تشخيص كامل يعرضه على الطبيب، وعلى هذا الاخير أن يصرفه شيئا فشيئا عن التمسك بشخصيه ويقنعه أن واجبه أي يقلع عن الايمان بنظريته، وأن يبدأ من جديد وهو خالي الذهن ، ويمر وقت طويل قبل أن يبدأ المريض في الإفضاء بما هو ذو قيمة في تشخيص حالته ويصحب ذلك عادة مظاهر من المقاومة لا تخطئها هين المجرب ، فمن نوبات ضيق المريض فيغادر حجرة التحليل مندفعا الى الخارج ، إلى ثورات على الطبيب ، إلى فترات يكاد ذهنه يخلو فيها من كل فكرة ، ويكاد لسانه لا ينطق بكلمة. ، إلى غير ذلك من علامات قد تكون أقل درجة ، كالتنهد والإضطراب وإحمرار الوجع وتهدج الصوت ، وهذه كلها علامات لا تخطئ . تدل على وجود مقاومة فعالة تحول بيت المريض وبين الإفضاء دلالة على ان التحليل قد وصل إلى مناطق الحرج في النفس .ولمس المواضع الحساسة .
والذي حصل عادة أن تستمر المقاومة وقتا يطول أو يقصر ،ثم لا يلبث المريض أن يجد عنده رغبة شديدة ملحة في الإفضاء لا يستطيع مقاومتها ،فيحاول الإتصال بطبيبه في التو مهما كان الوقت غير مناسب فإن لم ينجح أصابه الضيق ولبث على أحر من الجمر في انتضار ساعة المقابلة .وتنتاب المريض في أثناء التحليل حالات تلفت النظر فهو يتراوح بين التعلق الشديد بالمحلل وبين النفور الشديد منه.
وينتهي الأمر بنوه من التعلق يشبه تعلق الطفل بأمه أو أبيه ، فكأن المعالج قد حل من نفس المريض ذات المحل الذي كان يحل فيه الأب أثناء طفولته ، وبالرغم مما لهذا الإحلال من القيمة الكبيرة في العلاج فإنه مع تقدم التحليل يصبح نوعا من المرض يجب أن يتخلص منه المريض في الوقت المناسب . وإلا تعذر عليه أن يقف على قدميه ويواجه متاعب الحياة وحده ؟ وأصبح كالطفل يعتمد في كل كبيرة وصغيرة على هذا الأب البديل الذي لا يستطيع عنه بعادا .
والطبيب يعمل من جانبه على إفهام المريض موقفه الجديد ، وعلى تدعيم ذاتيته المستقلة ، فإذا وصل الى هذا فقد بدأ يسير نحو حياة نفسية هادئة مستقرة .
ويشمل التحليل النفسي ،تحليل الأحلام التي يراها المريض في منامه ، وخصوصا تلك التي يراها أثناء فترات العلاج او التي يكرر ورودها .
هذا عن التحليل النفسي كطريقة ،أما نضرية التحليل النفسي فهي مشتقة من الصورة التي كونها فرويد و غيره من الباحثين عن النفس كنتيجة لإستخدام هذه الطريقة، وتقوم هذه على عدة مبادء سيرد تفصيلها في الأبواب التالية ، ونجملها في هذا الباب :
والمبدأ الأساسي الذي تقوم عليه هذه النظرية هو مبدأ " الحتمية السيكولوجية " ويقرر هذا المبدأ أنه لا بد لكل حادثة نفسية من علة ترجع إليها ، فليس هناك من.محتويات العقل ما يكمن أن ينسب إلى الصدفة العارضة بل إن لكل منها سببا يرج إليها .
فما نسميه "فلتات اللسان " وما يظهر على الشخص من فزع لرؤية حشرة أو حيوان صغير ، وما يميل إليه أو يكرهه من الالوان والأشكال، ونوع الأشخاص الذين ينجذب إليهم أو ينفر منهم ، والمواقف التي يرتاح إليها أو يضجر منها ..... كل هذه يكون سلوك الشخص فيها محتما لا يستطيع أن يحيد عنه؛ فهو محدود من قبل بماضي حياته . وبما مر عليه من حوادث سابقة ، أي أن تاريخهه القديم يحدد الصورة التي تحدث بها استجاباته للمواقف الجديدة.
فإذا تتبعنا سلسلة الحوادث المرتبطة بهذا الكيفية فإنها ترجع بنا إلى عهد الطفولة؛ حيث نجد العلل الأساسية لإتجاهات السلوك الجديد.
وهذه هي النظرة التي تتسق مع استخدام طريقة التحليل النفسي ،لأنه لولا هذا الإرتباط المادي بين محتويات العقل القديمة والحديثة لما أمكن الوصول إلى العلل الأساسية في حالات المرضى بأنواع الاضطراب العصبي .
وقد استبتع الأخذ بهذا المبدأ مع دراسة مستلزماته الأخذ ببضعة مبادئ فرعية :
الاول : مبدأ الديناميكية أو الفاعلية النفسية : فنزرة التحليل النفسي للنفس نظرة ديناميكية وليست بنظرة استاتيكية ، وبعبارة أخرى ، فإن النفس تشمل قوى محركة فعالة لا مجرد صور ساكنة ، والكمون في التخليل النفسي ليس معناه الخمود ؛ فهذه القوى دائمة الضغط والتفاعل ، وليس هناك ظاهرة نفسية إلا وهي نتيجة تغلب إحداها على الأخرى ، والمغلوبة لا تخلي الميدان إلا وهي تبدأ في التمهيد للوصول إلى غايتها بطريقة ما .
فالصورة العامة للنفس صورة حركة تدافع دائمين لا سكون فيها إطلاقا ، وما قد يظهر من السكون إنما هو صورة سطحية خداعة ، يقصد بها التعمية .
فالنسيان مثلا ليس مجرد سقوط بعض العناصر من الذاكرة وإنما محاولة إيجابية من العقل لإستبعاظ هذه العناصر وإبقائها تخت الحفظ لأسباب تتعلق بالسلام والإنسجام النفسي العام .
وفلتات اللسان التي نقولها ونندم عليها ليست مجرد كلمات صدرت عفوا، وإنما هي قد تدعفه دفعا إلى نطقنا بواسطة القوى اللاشعورية لتؤدي غرضا ترمي إليها هذه القوى .
فهذه الصورة الحركية هي صورة العقل في التحليل النفسي ، ولعل هذه الحركة الدائمة في العقل ، تقابل الحركة الدائمة في الجسم. كما تزهر في فعل القلب والغدد والخلايا المختلفة .
والثاني : مبدأ التوازن : فلا تنشأ في النفس قوة أو نزعة إلا وتنشأ معها بالضرورة قوة أو نزعة مضادة، ويكون سلوك الإنسان ناتجا عن محصلة النزعتين، ولعل هذا من أهم المبادئ الاي أخرجها لنا التحليل النفسي، ولكي ندرك هذا المبدأ نأخذ مثالا يمر بنا جميعا في حياتنا اليومية ؛ فالشخص النتعلق بعائلته ، الشديد المحبة لأبويه وزوجته وأولاده شخص قد حمل نفسه في ذات الوقت أعباءا ومسؤوليات نفسية جسيمة ، تجعل منه بدون أن يشعر عدو لأولئك الذين يحبهم، ففي هذه المحبة تكاليف تقضي عليه أن يحرم نفسه من كثير من ملذاته وأغراضه ، وينكر ما ترغب فيه مما تسمح به ظروفه ، فضلا عما يصيبه بالضرورة من هموم وأحزان لما يصيبهم ، فهل ترضى نفسه بهذا الحال أم تثور دونه ؟ الواقع أن الانسان قد يتحمل ذلك بكل نفس طيبة في الظاهر ، ولكنه في الباطن البعيد عن متناول شعوره ثائر على هذه القيوم التي قيد بها نفسه ، وهذه الثورة كثيرا ما تظهر في صورة متعددة ، ومعنى ذلك أن الإنسان حيث يحب بشعوره فإنه يكره من أعماق اللاشعور ، لأن محبة الغير كما يفهمها الشعور تتنافى مع الأنانية المطلقة ، وهي مدبأ اللاشعور ، وهذه النزعة لتناقض أو الثنائية عامة في سلوك الإنسان ومما يلفت النظر أن الشبه في هذه الحالة كبير أيضا بين العقل كما يصوره التحليل النفسي وبين الجسم كما يصوره علم وظائف الأعضاء فالعمليات الحيوية للجسم يحكمها دائما مبدأن متضادان يعمل كل منهما في إتجاه . فعضلات القلب تغذيها أعصاب فاعلة وأخرى معطلة ، وعمل القلب نتيجة أو محصلة للأثر الناتج عنهما ، وكذلك نجد في إفرازات الغدد أمثلة كثيرة للتضاد أو التقابل الذي يسمح بكثير من المرونة في الإستجابة للمواقف المتفاوتة .
والثالث:مبدأ التحول : فالطاقة النفسية الديناميكية طاقة قابلة للتحول من مجرى إلى آخر ، وفرويد يطلق على مجموع الدوافع اسم (الطاقة الغريزية ) .ويعتبر أن هذه الطاقة تتحول من إتجاه إلى آخر في حياة الإنسان ، وهذه القدرة على التحول هي أساس التطور في الحياة النفسية، فهي التي تجعل من الممكن أن يمر الطفل من دور الإشباع الذاتي ،حيث تلتمس أعضائه وحواسه لذات هذه الأعضاء والحواس ،إلى دور النرجسية ، حيث تتركو اللذة في ذات الشخص فيصبح موضع الحب والإعجاب من نفسه إلى دور المحبة الخارجية وهكذا، ثم إن هذه القدرة على التحول هي التي تسمح بإبدال الأشخاص أو الأشياء محل بعضهم أو بعضها البعض في توجيه المحبة أو الكراهية ،وبذلك فإنها تسمح بحدوث الإعلاء وهو توجيهالغريزية نحو الغايات الإجتماعية من خلقية وثقافية ويعبارة أخرى، فإن هذه القابلية للتحول هي أساس الرقي الإنساني ، وإن كانت في الوقت نفسه أساس المتاعب النفسية التي تحل بالأفاراد والجماعات ، لأن تحول الطاقة هو أيضا أساس ظهور الأعراض المرضية.
تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص
يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية
يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة
نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها
أ- الكارثة: هي حدث كبير ومدمر يحدث بشكل فعلي، يؤدي إلى أضرار وخسائر جسيمة في الممتلكات والأرواح، سو...
تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...
زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...
Because learning changes everything.® Chapter 13 Mutations and Genetic Testing Essentials of Biology...
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مصادر استخباراتية في الشرق الأوسط ومسؤولين إسرائيليين أن عز الدين ا...
تُعد طرائق التدريس من أهم العوامل التي تؤثر في جودة العملية التعليمية وفاعليتها. ومع تطور أساليب الت...
تعتبر بروفايلات الدول مهمة للغاية في تحسين الفهم والتواصل الثقافي والاقتصادي بين الدول، وكذلك بين ال...
هدفت هذه الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والتنويع الاقتصادي وأثرهما المشترك على تحقيق النمو ال...
is a comprehensive document that outlines a business's goals, strategies, and operational structure....
شدد الفريق أول عبدالمجيد صقر، على أهمية التنسيق بين القوات المسلحة المصرية ونظيراتها الدولية من أجل ...
تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية حملة ميدانية موسعة منذ أكثر من أسبوعين، استهدفت خلالها الباعة المتجولي...
"النمنم" حسب قصص الجدات والأهل، شخصية الرعب الأخطر، وهو يظهر بين آونة وأخرى، آكل لحوم بشرية من طراز ...