لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (47%)

(تلخيص بواسطة الذكاء الاصطناعي)

تلخص هذه النصوص تاريخ الحركة الوطنية المصرية في بداية القرن العشرين، بدءًا من فترة الركود التي أعقبت الاحتلال البريطاني وحتى ظهور الأحزاب السياسية. يُبرز النص دور الخديوي عباس حلمي الثاني في محاولة استعادة بعض الاستقلال، ومواجهته مع كرومر، ثم تحوله لاحقًا إلى التعاون مع الاحتلال. يلعب مصطفى كامل دوراً محورياً بتأسيس الحزب الوطني، داعياً للجلاء واستناداً للدين والجامعة الإسلامية، على عكس حزب الأمة بزعامة أحمد لطفي السيد، الذي سعى للاستقلال تدريجياً مع التعاون مع البريطانيين. يُبرز النص أيضًا دور محمد فريد في تطوير الحزب الوطني بالتوجه نحو العمال والفلاحين، ثم ينتهي بتفصيل ظهور أحزاب أخرى صغيرة متنوعة الأهداف والمصائر، مع التأكيد على أسباب صعود وسقوط هذه الأحزاب في سياق السياسة المصرية والحوادث الدولية في ذلك العصر. وأخيرا، يُبيّن النص أسباب ظهور الأحزاب في مصر، بما فيها العوامل الاجتماعية والاقتصادية والحوادث الدولية مثل حادثة طابا.


النص الأصلي

محاضرات في


الفلاحين والصناع وصغار التجار وأرباب الحرف، كما توجد بين الطبقتين السابقتين ، طبقة وسطي تضم شرائح من أرباب المهن المحامين والمهندسين الطلاب والمعلمين وغيرهم) والموظفين المنخرطين في الجهاز الإداري ولم تكن هناك بورجوازية صناعية - بشكل واضح منذ عصر محمد علي، الذي كان لتحطيمه طبقة التجار المحليين والحرفيين، أثره في عرقلة نمو هذه الطبقة الوسطي. للدولة، وفئات من رجال الدين تجارية


وعلي ذلك فإن الإدارة الإنجليزية يعزي إليها إحداث تغييرات كمية وتطورات في الأنظمة ، دونما إحداث تغيير في البناء الهرمي للمجتمع من الناحية الكيفية ، اللهم إلا زيادة حدة التناقضات الطبقية ، بين كبار ملاك الأراضي - الذين ازداد معدل النمو في ملكياتهم - وصغارها الذين أخذوا في التحول إلي أجراء أو معدمين ، كما فشلت سلطات الاحتلال أن تكسب إلى صفها شرائح كبيرة من الطبقة الوسطي خاصة من سكان المدن و المثقفين و البورجوازيين ، وبالتالي ساد روح الرفض والكراهية للاحتلال البريطاني الذي لم يستطع تحطيم بذور الحركة الوطنية المصرية التي ظلت تتابع عملها کنار من تحت الرماد .


فجر الحركة الوطنية


با


إذا كانت الحركة الوطنية قد همدت في السنوات العشر الأولي التي تلت الاحتلال ، فإن الوضع قد تغير بعد اعتلاء عباس حلمي الثاني كرسي الخديوية عقب وفاة أبيه في 7 يناير ۱۸۹۲ ، وكان عباس الثاني شاباً طموحاً لم يكن قد تجاوز الثامنة عشر من عمره عندما استدعي من النمسا حيث كان يتعلم في مدرسة الأمراء وكان عباس شديد الإعجاب بجده إسماعيل وكان يحتقر والده لضعفه واستسلامه ، وساءه عندما عاد إلي مصر أن رأي الإنجليز قد فرضوا سيطرتهم علي وزارات الحكومة ومصالحها ، فاعتزم وضع حد لهذا التدخل غير المشروع وقد نقل عنه أنه قال عند توليه السلطة " إما أن أكون خديوياً بالمعني الصحيح ، وإما أن أحمل حقيبتي و أرحل


ولقد شجعه مستشاروه علي استرداد حقوقه باعتبار أن فرنسا – ومن ورائها روسيا - تسندان استقلال مصر الذاتي ، وقام عباس بتغيير الحاشية التي أحاطت بوالده وتودد إلي المصريين الذين أحبوه واستبشروا به خيراً الدرجة أن كرومر اعتقد أن المبادئ العرابية قد عادت إلى الظهور تحت اسم بدء ثورة عرابي ، و جديد هو لقب الخديوية و أن الحالة قد أصبحت كثيرة الشبه بما كانت عليه عند وفي الواقع كان عباس جريئا واسع الأمل " مصريا بحتاً " كما حكم عليه كرومر منذ لقائهما الأول ، وعندما حاول الخديو القضاء علي


محاضرات في


س الموقف في مصر . سيطرة الاحتلال اصطدم بكرومر الذي قرر أن يلقنه درسا يفهمه حقيقة


تاريخ مصر الحديث


، ۱۸۹۳ بدا عباس مقاومة الاحتلال فأقال وزارة مصطفي فهمي في يناير وكانت وزارة موالية وخاضعة للنفوذ يناير عام كرومر وتأييده ، ولذلك كانت إقالة الوزارة هي أول دور من الإنجليزي وتحظي بثقة أدوار ذلك النزاع الخطير ، احتج كرومر بشدة علي مسلك الخديو ولم يعترف بوزارة حسين فخري باشا التي عينها عباس مكان الوزارة المقالة ، و أيدت الحكومة البريطانية كرومر فاضطر عباس إلي التراجع و الموافقة علي اقتراح كرومر بتولية رياض باشا علي رأس وزارة جديدة ، و بالإضافة إلى ذلك استصدر كرومر نصيحة من الحكومة البريطانية لعباس بألا يجري تعديلا وزاريا دون استشارة المعتمد البريطاني ، ولقد أثار موقف عباس هذا عطف الشعب المصري و التفافه حوله ، ولكن السياسي العجوز " كرومر " تصيد فرصة أخري لتوجيه لطمة قوية إلي عباس عندما احتك الخديو بكتشنر - سردار الجيش وقتذاك - فبادر كرومر إلي الاتصال برياض باشا يطلب تقديم اعتذار رسمي من الخديو عباس ينشر في الصحيفة الرسمية ويهدد بخلعه ، ولم يجد عباس بدا من الاعتذار .


فلقد وجد الخديو نفسه وحيداً أمام كرومر لا سيما وأن قنصلي فرنسا وروسيا اللذين كانا يشجعانه على مقاومة الإنجليز قد تخليا عنه، ولكن لم يكن من خصال عباس الشاب الاستسلام للهزائم، وحاول عباس الاحتماء بالدولة العثمانية والسلطان صاحب السيادة الشرعية على مصر من الإنجليز، فارتمي بين أحضان السلطان عبد الحميد، لكنه لم يلق من السلطان سوي النصائح والتشجيع على مقاومة الاحتلال لأن السلطان نفسه كان عاجزاً عن مقاومة الدول الأوربية والتخلص من هذا الشأن يقول " إن السلطان نصح للخديوي بطريقة أبوية أن يفوض أمره نفوذها. وكتب سفير بريطانيا . في إستانبول في حي إلى الله، ويرضي بما قسم له، يثق بفعل الزمن، محافظاً دائماً على العلاقات الحسنة مع الإنجليز.


أما في داخل مصر فلم يدع عباس حلمي فرصة للاتصال بالشعب إلا اقتنصها ولذلك مدحه الشعراء ومجدوا فيه وطنيته الصادقة وكانت شيئاً جديداً من جانب أسرة محمد علي التي عاملت المصريين من قبل بكثير من الترفع. وحاول عبد الله النديم أن يجمع المصريين حوله عن طريق صحيفته " الأستاذ واستأنف جهاده الذي بدأه مع عرابي برغم ما ذاق في سنوات اختفائه العشر من آلام. ووجد عباس في مصطفي كامل ضالته ، فقد . قدر استطاعته أن يجعل من حاول مصطفي كامل الشعب والقصر قوة واحدة تواجه الاستعمار.
أول حديث له نشر في جريدة الأهرام فى ١٨٩٥ بالمطالبة بالجلاء، فما كان من عباس أن يتفق مع مصطفى كامل على تشكيل لجنة سرية من بعض الشبان الممتازين بالوطنية ممن بلغوا التعليم العالى في مصر والخارج.


كانت نشأة مصطفي كامل تختلف . عن نشأة أحمد عرابي وغيره من زعماء الثورة العرابية، فهو لم يتلق تعليمه فى الأزهر بل تلقاه في المدارس الأميرية ثم أكمله في فرنسا لأن عباساً اصطفاه وأرسله في هذه البعثة، وفى الا تعرف مصطفي كامل الفرنسيين الي ان ما عدا السياسة البريطانية فران السيدة "جولييت آدم "أعظم شخصيات فرنسا في عالم الوطنية والسياسية والأدب و المسيو فرنسوا الكون كلام اللي انا الاب الالفي وعضو البرلمان الفرنسي. وقد زار مصطفي كامل مجلس النواب الفرنسي في عام ١٨٩٥ وقدم إليه عريضة تطالب حكومة فرنسا بالعمل لاستقلال مصر. وعلى الرغم من أن مصطفي كامل قد سلم بالمفهوم الليبرالي للوطنية فأنه كان ممن ورثوا الفكر السياسي لدي جمال الدين الأفغاني، فكان قوي العقيدة الدينية ورأي " أن الدين والوطنية توأمان متلازمان، وأن الرجل الذي يتمكن الدين من فؤاده يحب وطنه حباً صادقاً ويفديه بروحه وما تملك يداه . ولقد أمن مصطفي كامل بأن مصر كياناً مستقلاً ولكنه أيد النفوذ العثماني في مصر، إذ أعتقد أن في ذلك هو السبيل الوحيد لمناوأة الاستعمار ولما كان مصطفي كامل يعتمد في مطالبته بالجلاء وتمتع مصر باستقلالها الذاتي على ما للدولة العثمانية من حقوق دولية في مصر، فإنه كان من الطبيعي أن يؤيد حركة " الجامعة الإسلامية " تحت لواء السلطان العثماني. وكتب مصطفي كامل في عام ۱۸۹۸ كتاباً بعنوان " المسألة الشرقية " دافع فيه عن الدولة العثمانية دفاعاً عليه السلطان في عام ١٩٠٤ رتبة الباشوية. مجيدا وأكد ضرورة المحافظة علي سلامة الإمبراطورية العثمانية. ولقد أنعم


وقد أوضح مصطفي كامل سياسته في مكافحة الاحتلال البريطاني لمصر في حديثه له مع أحد الصحفيين الأمريكيين بقوله " أننا نبني نجاحنا على أمرين: الأول خارجي، وهو الإفادة من الحوادث الدولية والآخر داخلي، وهو نشر العلوم والمعارف بين إخواننا المصريين والتشهير بأخطاء الاحتلال البريطاني لترقي بالقلوب وبذلك تقترب الأمة شيئا فشيئا من الوطن حتى تلتف الله والصيرا معا جسماً واحداً لا قدرة لأي طائفة من الناس أو أية حكومة الا ما كانت قوتها أن تبعث بكيانه أو تفصل أجزاءه." ولقد وقف مصطفي كامل للاحتلال البريطاني بالمرصاد ، خصوصاً في احتلالها للسودان وفرض اتفاقية الحكم الثنائي على مصر عام ١٨٩٩ ، وكانت تنص علي حكم السودان


محاضرات و


حكماً بين مصر و إنجلترا ، ، ولم يكن هذا الحكم في حقيقة الأمر ثنائيا و إنما حكماً فرديا انفردت به إنجلترا دون مصر ، ولم يكن للمصريين من مظاهر الحكم إلا الاسم فقط ثار مصطفي كامل علي عقد هذه الاتفاقية و أعلن مخالفتها للقوانين الدولية وبطلانها لأن مصر كطرف في الاتفاق لم تكن حرة في قبول هذه الاتفاقية أو رفضها نظراً لاحتلالها بقوات إنجليزية ، فالاتفاقية إذن باطلة لعدم توافر الحرية أثناء التوقيع عليها.


لكن مصطفي كامل لم يلبث أن خاب أمله في فرنسا وصدمت الحركة الوطنية صدمتين: الصدمة الأولي بعد حادث فاشودة عام ١٨٩٨ الذي دل / على أن فرنسا لا تنوي معارضة إنجلترا في احتلال مصر، والصدمة الثانية بعد الاتفاق الودي ١٩٠٤ ، وبلك ضعف أمل مصطفي كامل في تدخل أوربا لإنقاذ مصر وانهار ركن من أهم أركان سياسته.


وفي سنة ١٩٠٦ وقعت حادثة دنشواي وقبضت السلطات البريطانية علي من اتهمتهم بأنهم السبب في موت أحد جنودها، وقدمتهم إلى المحاكمة في مكان الحادث، وقبل أن تبدأ في استجوابهم كانت المشانق قد أعدت، وقد استغل مصطفي كامل حادثة دنشواي أيما استغلال، فأخذ يهاجم السياسة البريطانية في مصر بكل شدة وعنف، ويندد بما كانوا يتشدقون به من مهمتهم الحضارية في مصر ونجح مصطفي كامل في إلهاب الشعور القومي. بالتزامن مع حملة شرسة شنها خصوم كرومر عليه في لندن بسبب أحكام دنشواي وقدموا العديد من الاستجوابات في مجلس العموم بشأن الحادثة، حاول كرومر تهدئة الأوضاع بتعيين سعد زغلول المعروف باعتداله من جهة ومقبول من الوطنيين من جهة أخرى ناظرًا " وزيرًا" للمعارف لكن ذلك لم يثن المعارضة البريطانية عن مهاجمته مما دفع كرومر لتقديم استقالته متعلل بتدهور صحته.


ن استمر مصطفي كامل في طريقه يحمل علم الجهاد منادياً بالجلاء، ولقد استطاع مصطفي كامل أن يجتذب إليه بعض الأعيان المتصلين بالسراي وكثيراً من الفئات المثقفة من الطبقة الوسطي، من الموظفين والطلبة والمحامين. وبدأت مظاهر اليقظة تظهر في الشباب المثقف بشكل علمي في عام ١٩٠٥ عندما فكروا في إنشاء ناد للمدارس العليا وتم افتتاحه في إبريل عام ١٩٠٦ وكان هذا النادي بمثابة معهد وطني علمي أخلاقي تكون فيه جيل من خيرة الشباب المصري، وقد ظل النادي قائماً يؤدي مهمته خير أداء حتى أغلق بأمر السلطة العسكرية البريطانية في أوائل الحرب العالمية الأولي.


مصطفي كامل طويل بعد الله لم تمنع من الروح في " ". ولم من تكوين تيار ١٠ فبراير عام ١٩٠٨ ولكن حياته القصيرة لم تمنع أفكاره . قوي استمر قرابة عشر سنوات من بعد وفاته. وكانت زعامة الحركة الوطنية قويصيب محمد فريد، فور انتخابه رئيسا للحزب الوطني أرسل إلى السير إدوار جراي وزير خارجية إنجلترا برقية نصف عامل الجمعية العمومية للحزب الوطني انتخبتني رئيسا بدل المرحوم مصطفي كامل باشا، وكلفتني بأن أجدد احتجاجها على احتلال القطر المصري بلا حق، وتعلن عزمها على السير في خطة المرحوم الرئيس حتى تفي إنجلترا بوعودها يتوقف محمد عن المطالبة بالدستور وعندما أجابت الحكومة على طلب الحزب الوطني بإنشاء المجلس النيابي في ۸ فبراير ۱۹۰۸ بأن الوقت لم يحن بعد لتشكيل مجلس نواب يرجي منه النفع العام، علق فريد بأنها حجة واهية يلجأ إليها الحكام الذين يشتهون استمرار السلطة في أيديهم. عمد فريد إلى تأليف مدارس الشعب الليلية لتعليم الصناع مجانا، فأنشأ ببولاق أول مدرسة من هذا النوع وتطوع الشباب من أعضاء الحزب للتدريس المواد المختلفة، وبلغ عدد المدارس التي أنشائها الحزب سنة ۱۹۰۹ وحدها لتعليم العمال أربع مدارس في أقسام الخليفة وبولاق وشبرا والعباسية. كما كان لنداءات الزعيم محمد فريد أثرها في تراجع الجمعية العمومية عن قرارها بمد أجل امتياز قناة السويس أربعين عاما، ويعتبر من أوائل الداعين لتأسيس الجامعة المصرية ومن المساهمين في الحركة التعاونية وفي نقابات العمال ومن المطالبين بإنصاف الفلاحين ونشر الثقافة وإشراك الشعب في تقرير مصيره.


في المقابل، لم يستمر موقف الخديو عباس حلمي الثاني من الاحتلال فترة طويلة إذ ضعف أمام اللطمتين القاسيتن اللتين تلقاهما من كرومر وفقد الأمل في أية مساعدة حقيقة من المصادر التي كان يرجو مساعدتها ، فبدأ سياسة التسليم للاحتلال بعد حادثة فاشودة ، ووافق علي اتفاقية السودان ۱۸۹۹ وتوالي خضوعه للاحتلال إذ شهد العرض الذي كان يقيمه جيش الاحتلال في ميدان عابدين بمناسبة ميلاد الملكة فيكتوريا ثم إدوارد السابع بعدها ووقف للمرة الأولي تحت العلم البريطاني بجوار اللورد كرومر في عام ١٩٠٤ ، ووادي انحراف عباس إلى تحول الشعب عنه وسخطه عليه ، وهكذا خضعت " السلطة الشرعية الحاكمة " في مصر للاحتلال البريطاني منذ عام ١٨٩٩ حتي عام ۱۹۰٦ ، ولم يبد الخديو أي اعتراض علي تزايد السيطرة البريطانية في الإدارة. بل وصار صديقا للمعتمد البريطاني جورست.


نشأة التجربة الحزبية
تعددت الأسباب التي أدت إلى قيام التجربة الحزبية في مصر، يأتي على رأسها الأسباب الاجتماعية، فلقد حدث بروز لطبقتي الأعيان والأفندية؛ فبالنسبة للأعيان - كبار كبار ومتوسطي الملاك فلقد اتسعت أملاكهم شرائهم لجزء أملاك الحكومة والخديوي التي كانت مرهونة لصالح الدائنين أو الأجانب، كما أن صغار الملاك اضطر إلى بيع أراضيهم لمواجهة الأزمات الدورية التي عايشوها بسبب استدانتهم من المرابين. لقد كانت تلك الثروة التي تراكمت في أيدي الأعيان دافعًا لزيادة رغبتهم في المشاركة في العمل السياسي. أما طبقة الأفندية فلقد اتسع حجمه بتضاعف عدد المتعلمين؛ حيث زاد عدد تلاميذ المدارس الحكومية بين عامي ١٨٩٠ و ١٩٠٥ كما أن البعثات التي يديرها الأهالي والإرساليات استمرت وكانت في غالبها منصبه على العلوم الإنسانية مما جعل أبناء هذه الطبقة أجدر على العمل الحزبي. فلقد تيسر للأعيان والمثقفين - وهما الطبقتان الأساسيتان اللتان لعبتا الدور الأساسي في الحياة الحزبية في مصر - الاتصال بأوربا وبفكرها السياسي، كما شهدت الفترة التي سبقت قيام الأحزاب وواكبتها صدور مجلات وجرائد اهتمت كثيراً بنشر الفكر الأوربي ففي عام ۱۸۹۸ في مصر تصدر ١٦٩ جريدة ومجلة وبلغ عددها عام ۱۹۱۳ إلى ۲۸۲ وهذه الصحف وإن كانت تعبر أساساً عن وجهات نظر سياسية قد تضمنت كثيراً من الأعمال الفكرية ذات القيمة. وكانت سلطة


تاريخ مصر الحديث


الاحتلال قد سعت إلى إقامة نوع من التوازن بين القوى الاجتماعية صاحبة المصالح الاقتصادية في البلاد، فاحتضنت طبقة كبار الملاك الزراعيين، وحرصت على أن يظل التوازن قائما بين شرائحها المختلفة: الذوات " الأتراك" وأعيان المصريين " أو الفلاحين كما كان يسمونهم" ليتمكن الاحتلال من أن يلعب دور الحكم بينهم ويستخدمه وقتما يشاء، ومن ذلك تحريض بريطاني تلك الطبقة على تأسيس حزب سياسي - وهو حزب الأمة - مواجه لحزب مصطفى كامل.


كما أن بعض الحوادث الدولية دفعت إلى إنشاء الأحزاب السياسية؛ منها حادثة طابا ۱۹۰۶ ، حين احتلت قوات تابعة للدولة العثمانية منطقة طابا، وكان هدفها المعلن والذي لاقى أصداء فى القاهرة هو تأمين قوافل الحج التي تسلك الطريق البري إلى الحجاز، كذلك للتمهيد لإنشاء خط سكة حديد يربط إسطنبول بالحجاز، وينتهي جنوباً في اليمن، مما أثار بريطانيا وحملها على الاحتجاج على تركيا وانتهت الأزمة بالرضوخ إلى الضغوط البريطانية التي تواكبت مع إنزال بحري بريطاني في المنطقة. لقد ألقت تلك الحادثة بظلالها على الجماعة السياسية بين مؤيد للعثمانيين ممثل في مصطفى كامل وحزبه ومعارض لهم ممثل في أحمد لطفي السيد وجماعته.


محاضرات في


حزب الأمة


بعد عام ١٩٠٧ عام نشأة الأحزاب السياسية، فلم تجد دعوة مصطفى كامل تجاوبا بين طبقة كبار ملاك الأراضي الزراعية والمثقفين من أبنائهم امل تماما على صيانة أهدافهم الطبقية و انه بال ملك الى ظهورهم في تكتل يعرف باسم حزب الأمة. ولقد شعر المثقفون في أنباء تلك الطبقة بحاجتهم إلى صحيفة تعبر عن اتجاههم؛ فدعا أحمد لطفي السيد لاجتماع وضعت فيه خطة العمل والمبادئ التي تقوم عليها جريدة مستقلة تنطق بلسان مصر وحدها دون أن يكون لها ميل خاص إلى الدولة العثمانية أو إلى الخديو أو سلطات الاحتلال البريطاني في مصر وبعد إقناع كبار الملاك الأراضي الزراعية تألفت شركة " الجريدة " - وهو أسم الصحيفة السياسية - واكتتبوا لإنشائها بمبلغ عشرين ألف جنية وصدر العدد الأول منها في ٩ مارس عام ١٩٠٧. وفي ٢١ سبتمبر من نفس العام قرر أعضاء شركة الجريدة تحويلها إلي حزب سياسي أطلقوا عليه أسم " حزب الأمة " على أن تكون صحيفة الجريدة هي لسان حال هذا الحزب. وكان قوام هذا الحزب جماعة من الباشوات والملاك مثل محمود سليمان باشا ، وحسن باشا عبد الرزاق، وسليمان أباظة وعلي شعراوي باشا وعبد الخالق ثروت ، وقد رأس الحزب بعد تألفيه محمود سليمان باشا العضو بمجلس شورى القوانين وأحد كبار أثرياء الصعيد وتولي وكالته حسن عبد الرزاق الذي كان صديقاً حميماً لمحمد عبده، ثم خلفه فيها علي شعراوي. وقد أطلق اللورد كرومر على رجال هذا الحزب أسم " الشيخ محمد عبده ، وذكر أنهم مجردون عن الصيغة الإسلامية.


كان لطفي السيد يدرك أن مصر لم تفد شيئاً من العلاقة الشرعية التي تربطها بالدولة العثمانية التي نظمتها معاهدة لندن في يوليو عام ١٨٤٠ وتحقق أنه لا يمكن الاعتماد على فرنسا ولا أية دولة أخري في المسألة المصرية فلن " يحرر مصر إلا المصريون " ولم يجد لطفي السيد وسيلة يدعو بها المصريون سوي الصحافة التي كان يهواها، ومن ثم كان التفكير في إصدار صحيفة " الجريدة " التي كان ظهورها يعتبر بداية التبلور الكامل لفكرة القومية المصرية. وإذا كان حزب الأمة قد تكون من عنصرين هما عنصر المفكرين من ذوي العقائد الحرة، وعنصر الأعيان من أصحاب الأملاك الواسعة، فإن العنصر الأول هو الذي كان يقود المعركة. وكان المثقفون من أعضاء هذا الحزب أصحاب مذهب سياسي اجتماعي، إذ تشبعوا بالنظريات الأوروبية الليبرالية وتعاليم محمد عبده، فلم يتمسكوا بأهداب التقاليد بل رحبوا بالتطورات الاجتماعية ودعوا إلى التحرر الفكري وإلي
التعاون معة والسياسيين في كل ميادين الحياة ومجالات النشاط الثقافية والاقتصادية


وقد جاء في ديباجة برنامج الحزب أن الاستقلال التام لا يمكن الحصول عليه بالكلام وأن هناك مقدمات ينتج عنها هذا الاستقلال وأن لهذه المقدمات أغراض يجب السعي إليها. وبعد ذلك تضمن برنامج الحزب المبادئ التالية:


(1) أن يعضد بسعيه وأمواله ونصائحه حركة التعليم العام والمشروعات التي تساعد على تحقيق رغباته العامة من التقدم والمدنية.


(٢) أن يوجه همه للحصول علي حقه الطبيعي وهو الاشتراك مع الحكومة في وضع القوانين والمشروعات العامة، بالسعي في توسيع اختصاصات مجالس المديريات ومجلس شورى القوانين والجمعية العمومية حتى يكون له رأي في القوانين مثل قانون المحاكم الأهلية والإدارة.


(۳) أن يواصل السعي في مساعدة نهضة التعليم فيكون في المدارس الابتدائية مجانيا وإجباريًا.


(٤) أن تعطي الوظائف في المصالح المصرية للوطنيين بمقتضي الكفاءة والاستحقاق مع تقليل عدد الأجانب بقدر الإمكان حتى يتأتى للمصريين أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم.


ومن الواضح أن حركة حزب الأمة استهدفت أهدافاً مستمدة من طبيعة نشأته وتكوينه. وكان من أهمها المطالبة بالدستور، لأنه يتيح لهذه الطبقة الاشتراك في الحكم مع السلطة الشرعية (الخديو) والفعلية (الإنجليز). أما الهدف الثاني فكان الاستقلال عن الدولة العثمانية. مع السعي إلى الاستقلال التام عن بريطانيا ولكن على أساس التدرج، فالاحتلال في نظره قوة أتت بها ظروف سياسية وتذهب بها ظروف سياسية، ومن هنا كان حزب الأمة يري أن تقوية الأمة سوف يؤدي إلى زوال الاحتلال، ولذلك دعا قبل كل شيء إلى إعداد الأمة وتعليم الشعب الجاهل بعكس الحزب الوطني الذي كان يري أن الاحتلال هو علة العلل. وقد أدي هذا الاختلاف بين الحزبين في النظر إلى الاحتلال إلى وجود اختلاف في التعامل معه. ففي الوقت الذي رفض الحزب الوطني الاعتراف بالاحتلال أو التعامل نعه ، اعترف حزب الأمة بالإنجليز حقيقة واقعه ورأي ضرورة التعامل معهم لوضع أيديهم علي مواطن الإصلاح بوصفهم القوة الفعلية في البلاد ، وكانت الجريدة تصور الاحتلال علي أنه حقيقة واقعة ، وتري أن عدم الاعتراف بشرعيته لا يعني عدم وجوده و لا يقلل من سلطته أو نفوذه وكان مذهب المثقفين من أعضاء حزي الأمة هو " أن الوطنية ينبغي ألا تكون اندفاعاً عاطفياً أعمي يتخبط علي غير هدي من
محاضرات في


تقام - المنطق السليم و التفكير الهادئ المتزن ، وينبغي ألا علي أساس من الأوهام التي لا سبيل إلى تحقيقها من ان الافكار تعلق بالجامعة الإسلامية الون الرابطة العثمانية . والأحرى بالمصري أن يفكر في نفسه أولاً، وفي مصلحته قبل كل شيء، وهي مصلحة يتفق فيها سائر المصريين . ي كان في مصر من استوطنوها - على اختان اعلام و مذاهبهم. ولقد حظي هذا الحزب بتقدير كرومر خصوت آثارها العلاقة قوية ربط الأبناء الروحي للحزب محمد عبده بكرومر ظهرت آثارها بشكل قوي عندما حاول الخديوي عباس حلمي الثاني أن يعزل عبده من منصبه كمفت للديار المصرية موجوداً. إذ بشكل قاطع ع وأكد أنه "لن يسمح بعزله . وهم يعنون بهم من الإفتاء ما دام هو


الحديث


لكن الكثيرين من المصريين لم يستجيبوا لآراء حزب الأمة ودعوته مثلما استجابوا لأسلوب مصطفي كامل واللواء، فلم تلق أيديولوجية " القومية المصرية " قبولاً يماثل قبول أيديولوجية " الجامعة الإسلامية " التي وجدت رواجاً كبيراً في مجتمع عاش طول عمره إسلامياً. كما أن صحيفة الجريدة لم تحظ بانتشار يماثل جرائد الحزب الوطني، التي كانت تقدم لقرائها المقالات الحماسية التي تخاطب العاطفة


الحزب الوطني:


بعد أن تشكيل حزب الأمة بقليل ظهر الحزب الوطني على مسرح الأحداث السياسية بصفة رسمية، وعلى أية حال قام هذا الحزب أولاً "حركة " سياسية قبل قيامه حزبا سياسيا منظما. فلقد فكر مصطفي كامل عام ١٩٠٠ في جعل حركته حزباً منظماً علي غرار الأحزاب الأوروبية ، ولكنه اعتزم تنفيذ فكرته بعد ظهور "الجريدة " حيث شك فيها ميولها الإنجليزية ، وعندما عاد من أوربا في أكتوبر عام ۱۹۰۷ ألقي خطبة مهمة بالإسكندرية في ۲۲ أكتوبر ۱۹۰۷ جعلها دعوة عامة إلي الانضمام إلي الحزب الوطني ، واتخذ " الجلاء " مبدأ للحزب ، حتي صار أصح تعريف له أنه " حزب الجلاء " وقد تكلم مصطفي كامل في خطبته عن حياة مصر الوطنية بعد الاتفاق الودي ، ونوه بالخطوات الواسعة التي خطتها الحركة الوطنية برغم هذا الاتفاق بعد أن كان الإنجليز يظنون أنه سيقضي علي أمل الأمة ، وأبان لأول مرة أن اعتماد علي نفسها هو سبيلها إلى الاستقلال


ولقد اشتمل برنامج الحزب على ما يأتي:


۱ - استقلال مصر كما قررته معاهدة لندن في عام ١٨٤٠ وضمنته الفرمانات السلطانية - ذلك الاستقلال الضامن عرش مصر لا سرة محمد علي.


-- ايجاد حكومة دستورية في البلاد بحيث تكون الهيئة الحاكمة مسئولة أمام مجلس نيابي تام كمجالس النواب في أوربا.


احترام المعاهدات الدولية والاتفاقات المالية التي ارتبطت بها حكومة مصر السداد الديون وقبول مراقبة مالية كالمراقبة الثنائية ما دامت مدينة لأوربا، وما دامت أوروبا تطلب هذه المراقبة.



  • العمل لنشر التعليم في أنحاء الديار على أساس وطني صحيح بحيث ينال الفقراء النصيب الأوفر منه ونشر المبادئ الدينية السلمية الداعية للرقي وحث الأغنياء والقادرين على بذل المساعدة لنشر التعليم بتأسيس الكليات في البلاد وإرسال الإرساليات إلى أوربا، وفتح المدارس الليلية للصناع والعمال


ه - ترقية الزراعة والصناعة والتجارة وكل فروع الحياة، والعمل والجد وراء نيل الأمة استقلالها العلمي والاقتصادي.


٦- بذل الجهود لتقوية علائق المحبة والارتباط والتعلق التام بين مصر والدولة العلية وإنماء علائق المحبة والثقة بين مصر والدول الأوروبية ونفي كل تهمة عن مصر والعمل لإيجاد أنصار لها في كل أنحاء العالم حتى يكون لها قوة أدبية سامية تساعد على اعتراف الغير بحقوقها الشرعية والتغلب على المساعي التي تعمل ضدها ويراد بها إخفاء الحقيقة.


وهكذا كان الحزب الوطني يختلف عن حزب الأمة في مبدأين أساسين أولهما هو عنفه في مهاجمة الاستعمار ، ثانيهما هو إقامة دعوته إلى الوطنية وإلى القومية المصرية على أساس من الدين ومن الدعوة إلى التضامن بين الأمم الإسلامية، والتمسك بمعاهدة عام ١٨٤٠ التي تمنح مصر استقلالا داخلياً وتعترف بالسيادة التركية


يؤكد عبد الرحمن الرافعي أن مصطفي كامل وحزبه لم يكتسب تأثيراً قوياً علي الفلاحين في القري وذلك لسببين : أولهما أن نشاط الحزب الوطني قد تركز في المدن دون القري ، وكان نشاطه الرئيسي في القاهرة و الإسكندرية ، وثانيهما : أن الاحتلال كسب مهادنة الفلاحين في الريف بإلغاء


السخرة و الكرباج وما أجاره من الإصلاحات الزراعية و المالية ويضاف إلي ذلك أن دعوة مصطفي كامل التي تتجه إلي توثيق الصلات بالدولة العثمانية ، لم تكن تلقي حماسة من الفلاحين الذين ذاقوا ألم التعسف التركي ، ولعل تخلص الدعوة الوطنية في عام ۱۹۱۹ من التعلق بالدولة العثمانية كان من ذلك يمكن الأسباب التي دفعت الفلاحين إلي الاشتراك في هذه الثورة .ومع القول بأن مصطفي كامل كان قد لقي استجابة كبيرة لدي الفلاحين بعد موقفه الرائع من مأساة دنشواي . اب ما


محاضرات في


للعمال أما الطبقة العمالية فقد بدأت محاولات الحزب الوطني لاجتذابها جديا عندما انتقلت قيادته إلي محمد فريد ، فظهرت فيه الدعوة إلى إنشاء نقابات للعمال ونشر الجمعيات التعاونية وتنظيم نشر الثقافة الشعبية في مدارس الشعب الليلية التي كانت تعلم العمال القراءة و الكتابة ومبادئ التربية الوطنية و الدین و تاريخ مصر و التاريخ الإسلامي ، فقام محمد فريد مثلا بإنشاء نقابة في عام ۱۹۰۹ باسم نقابة عمال الصنائع اليدوية ، وأصبح لها ١١ فرعا تضم ۸۰۰ عامل غير العمال المساعدين ، كما طالب بإعادة النظر في القوانين الضريبية لإعفاء العمال و الفلاحين و الطبقات الفقيرة من الضرائب وتقرير التأمين الاجتماعي للفئات العاملة وتحقيق مستوي لائق لهم من الناحية الصحية و التعليمية . على أن أهم ما عمله الحزب الوطني هو اجتذاب طلبة . المدارس إلى الحركة الوطنية ويعتبر الطلبة عنصراً جديداً قوياً من عناصر المقاومة الشعبية بحكم كثرتهم وانتمائهم إلى طبقات مختلفة وخصوصاً الطبقات الوسطي والفقيرة


تاريخ مصر الحديث


ولكن الحزب الوطني لم يلبث أن تلقي ضربات قاصمة من الإنجليز، بعد مقتل بطرس غالي عام ۱۹۱۰ علي يد إبراهيم ناصف الورداني أحد أعضاء الحزب بسبب توقيعه اتفاقية السودان عام ۱۸۹۹ ورياسة المحكمة المخصوصة في حادثة دنشواي، وإعادة قانون المطبوعات، ثم سعيه في إنفاذ مشروع مد امتياز القناة، فكان الحزب الوطني يري أن بطرس غالي هو عضد الخديو الأمين في سياسته الجديدة. وكانت بريطانيا قد عينت اللورد كتشنر خلفاً لجورست وعمد إلى تتبع عناصر الحزب الوطني وعقدت لهم سلسة من المحاكمات مما دفع بالكثير من رجال الحزب إلى الهرب خارج البلاد، وبقيام الحرب العالمية الأولي ينتهي الدور التاريخي للحزب الوطني في قيادة الحركة الوطنية بفعل تشتيت أعضاء الحزب، ثم لم تكد تنتهي الحرب حتى كانت الظروف الدولية والأيديولوجية التي كان الحزب يعمل فيها وبمقتضاها قد تغيرت فرنسا أصبحت حليفة لبريطانيا، والدولة العثمانية انهارت انهيارا تاما، وفضلاً عن ذلك كانت وفاة محمد فريد واختفاء زعامته القوية عاملاً آخر من عوامل تخلف الحزب، ولكن أهم سبب لتخلف الحزب الوطني هو ظهور قيادة منظمة جديدة تمثلت في " الوفد المصري " الذي كان علي رأسه زعيم وخطيب جماهيري فذ هو سعد زغلول. بالإضافة لحزبي الأمة والوطني تأسست أحزاب أخرى، فلقد أسس الشيخ على يوسف صاحب جريدة «المؤيد» حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية في 9 ديسمبر ۱۹۰۷ ، وكان حزبا مواليا للخديو عباس حلمى الثاني ومؤيدا له، وقد انتهى الحزب بوفاة مؤسسه سنة ۱۹۱۳ . كذلك تم تأسيس الحزب الوطني الحر


برئاسة وحيد بك الأيوبي وكان حزبا مواليا للاحتلال البريطاني، وقد اختار جريدة «المقطم» التي كانت تعتبر بمعنى ما لسان حال سلطات الاحتلال في مصر، ليعلن من خلالها برنامجه، وقد علقت صحيفة الديلي تليجراف اللندنية على قيام الحزب بقولها: «إن هذا الحزب الحر قد قام لمناهضة مصطفى كامل في حملته ونمائمه، ولدفع الضرر الذي لحق من تلك الحملة بمصالح مصر وبمبدأ الحرية، في إشارة إلى حملة مصطفى كامل في الداخل والخارج ضد سياسة الاحتلال، وقد تغير اسم الحزب فيما بعد إلى حزب الأحرار بعد أن أصدر جريدة تحمل هذا الاسم في عام ١٩٠٨ ، وقد انتهى هذا الحزب في أغسطس من عام ۱۹۱۰ بعد أن أدين مؤسسه في قضية تبديد أموال وحكم عليه بالسجن لمدة شهرين. وشهد عام ١٩٠٧ أيضا تأسيس الصحفي حافظ أفندي عوض لحزب سياسي حمل اسم الحزب الوطني، وقد نشر برنامجه في جريدة المؤيد التي عمل فيها لمدة عشر سنوات، وكان برنامجه يتحدث عن التعاون مع سلطات الاحتلال، وقال فيه: «إننا رجال الحزب الوطني نعتقد أن مصالح مصر وإنجلترا واحدة»، ويبدو أن حزبه كان حزبا على الورق فقط، وقد انضم في يناير عام ۱۹۰۸ بعد تأسيس مصطفى كامل للحزب الوطني الحقيقي إلى حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية، كذلك تأسس في ذلك العام حزب صغير حمل اسم الحزب الجمهوري دعا إلى إنهاء حكم أسرة محمد على أسسه مجموعة صغيرة العدد من الصحفيين والمثقفين، وكان هذا الحزب يرى أن النظام الجمهوري أقرب النظم إلى مبادئ العدل والإنصاف، ولم يستمر هذا الحزب فى الوجود طويلا واختفى من


تاريخ مصر الحديث


الوجود.


وفي الأعوام التي تلت عام الأحزاب عام ١٩٠٧ ، تأسست في مصر مجموعة أخرى من الأحزاب نعرف منها الحزب المصري الذي أسسه أخنوخ فانوس في ۱۹۰۸ ، ونشر برنامجه فى صحيفة المقطم، وتقوم فلسفته على محاولة الحصول على استقلال مصر عن طريق الصداقة مع إنجلترا وكسب ثقة الإنجليز، ولم يعش هذا الحزب طويلا ولم يترك أثرا في الحياة السياسية. ومن الأحزاب الأخرى التي ظهرت على الساحة ولم تستمر طويلا في الأعوام التي سبقت الحرب العالمية الأولى حزب العمال الذي تأسس في يوليو سنة أحمد، وحزب النبلاء الذي تأسس في أكتوبر ۱۹۰۸ ، والحزب الاشتراكي المبارك الذي رأسه الدكتور حسن فهمي جمال الدين وتم الإعلان عن الاساسات في أكتوبر ۱۹۰۹ ، وتضمن برنامجه حمان الدوال الفلاحين ومنح معاشات للعجزة والمرضى منهم وتنظيم العلاقة بينهم ۱۹۰۸ وأسسه الصحفي . وبين كبار الملاك.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

عام. يمكن القول...

عام. يمكن القول إن نظام المعلومات يعزز شفافية السوق من خلال توفير المعلومات اللازمة ويعزز تداولية ال...

In this present...

In this presentation, I will focus on main points: First, I will provide a definition of the concep...

في خسائر فادحة ...

في خسائر فادحة للذرة، والمحاصيل السكرية، والأعلاف النجيلية، والكينوا. لمواجهة هذه التحديات بفعالية،...

أدى الإنترنت وا...

أدى الإنترنت والتطور الرقمي إلى إحداث تحول جذري في أساليب التواصل وتبادل المعلومات بين الأفراد. فنحن...

تم في هذا المشر...

تم في هذا المشروع تطبيق مكونات الواجهة الأمامية (Front-end) والواجهة الخلفية (Back-end) الشائعة لضما...

تُعد عدالة الأح...

تُعد عدالة الأحداث من أهم القضايا التي تشغل الأنظمة القانونية والاجتماعية في مختلف دول العالم، نظرًا...

كان تحالف ديلوس...

كان تحالف ديلوس في البداية قوة دفاعية ناجحة، لكنه تحول مع الوقت إلى أداة للسيطرة الأثينية، مما أدى إ...

--- ### **التع...

--- ### **التعريف:** عوائق التعلم التنظيمي هي **عوائق إدراكية، أو ثقافية، أو هيكلية، أو شخصية** تم...

أولا شعر الحزب ...

أولا شعر الحزب الزبيري بدا يتنصيب عبد الله بن الزبير نفسه خليفة على الحجاز، واستمر تسع سنوات، وانته...

ث‌- الصراع: يع...

ث‌- الصراع: يعتبر من المفاهيم الأقرب لمفهوم الأزمة، حيث أن العديد من الأزمات تنبع من صراع بين طرفين...

تعرض مواطن يدعى...

تعرض مواطن يدعى عادل مقلي لاعتداء عنيف من قبل عناصر مسلحة تابعة لمليشيا الحوثي أمام زوجته، في محافظة...

زيادة الحوافز و...

زيادة الحوافز والدعم المالي للأسر الحاضنة لتشجيع المشاركة. تحسين تدريب ومراقبة العاملين الاجتماعيين...