لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (76%)

دِمَشْق، ومركز محافظة دمشق. وهي إحدى أقدم مدن العالم مع تاريخ غير منقطع منذ أحد عشر ألف عام تقريبًا، وأقدم مدينة - عاصمة في العالم. أصبحت عاصمة منطقة سوريا منذ عام 635.هناك عدة نظريات في شرح معنى اسم دمشق، أوفرها انتشارًا كون اللفظة سامية قديمة بمعنى الأرض المسقية؛ يعود ذلك لموقع المدينة الجغرافي في سهل خصيب يرويه نهر بردى وفروعه العديدة، مشكلاً بذلك غوطة دمشق؛ وأيضًا يتميز موقع المدينة بوجود جبل قاسيون فيها. اقتصرت تسمية دمشق على المدينة القديمة حتى القرون الوسطى، حين أخذت المدينة بالتوسع خارجها، حاليًا تتألف دمشق من خمسة عشر منطقة سكنية متصلة بمحيطها من الضواحي لتشكل ما يعرف باسم دمشق الكبرى.المدينة تعدّ المركز الإداري لمحافظة دمشق، بينما تتبع معظم الضواحي إداريًا لمحافظة ريف دمشق.9 مليون نسمة، لتكون بذلك ثاني أكبر المدن السورية بعد حلب،4 مليون نسمة، وبر الشام، وبغداد والرياض؛ وتبلغ مساحة المدينة 105 كم2؛ غالبية سكان دمشق التقليدية هم من عرب سوريا على صعيد العرق، عبر التاريخ، سكنت دمشق جماعات صغيرة العدد، بدواع مختلفة، انسجم أغلبها بمرور الوقت مع نسيج المدينة؛ بوصفها العاصمة، بما فيها البرلمان،منذ العصور القديمة، اشتهرت دمشق بوصفها مدينة تجارية، تقصدها القوافل للراحة أو التبضع، وموكب الحج الشامي، والقوافل المتجهة إلى فارس أو آسيا الصغرى أو مصر أو الجزيرة العربية. هذا الدور الاقتصادي البارز لعب دورًا في إغناء المدينة وتحويلها إلى مقصد ثقافي وسياسي أيضًا، فالمدينة كانت خلال تاريخها مركزًا لعدد من الدول أهمها الدولة الأموية - أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة في التاريخ، أما حاليًا، فيقوم اقتصاد دمشق على التجارة، والسياحة، وقد اعتبرت دمشق عام 2010 واحدة من أفضل المقاصد السياحية في العالم، إلا أنّ الأزمة السورية المندلعة منذ 2011، أفضت إلى تراجع كبير في اقتصاد المدينة، اعتبارًا من سبتمبر 2019، أي بعد مرور ما يُقارب ثماني سنوات على الحرب الأهلية، تم تصنيف دمشق على أنها المدينة الأقل ملاءمةً للعيش في العالم، من قبل وحدة الاستخبارات الاقتصادية.تُعرف أيضًا بأسماء عديدة منها الشام ومدينة الياسمين؛ والسياسة؛ وحظيت باهتمام الأدباء والشعراء والرحالة ونظم في وصفها العديد من النصوص الشعريّة والأدبيّة
أصل التسمية
من أقدم الوثائق التي ذكرت فيها دمشق على مرِّ التاريخ رُقم مدينة إيبلا العائدة إلى حوالي عام 2000 ق.م، إذ وردَ ذكرها تحتَ مُسمَّى داماسكي. كما أن ذكرها جاءَ أكثرَ من مرَّة في النصوص المصريَّة القديمة، ومن أبرزها ألواح تحتمس الثالث العائدة إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حيثُ ذكرت باسم تيمساك، وفي رسائل تل العمارنة باسم تيماشكي. وفي الفترات التي تبعت ذلك تعاقبت عدة أسماء عليها مع كل دولة جديدة كانت تحكم المنطقة، فأطلق عليها الآشوريون دَمَشْقا وأحياناً استخدموا اسم إيميري شو أيضًا، ومنه في العصور الأنتيكية، عرف في اللغة اللاتينية، ومنها اللغات الأوروبية المعاصرة ببعض التحريف في النطق ليُصبح داماسْكُس (باللاتينية: Damascus).بعد الفتح الإسلامي للشام عُرفت المدينة بالكثير من الأسماء، منها دمشق الشام تمييزاً لها عن مدينة غرناطة في الأندلس التي سُميت أيضاً دمشق العرب، وذاتَ العِماد لكثرة الأعمدة في أبنيتها، وباب الكعبة لوُجودها على طريق مكة، والفَيْحَاء لاتساعها ورائحتها الزكية، بالإضافة إلى عدة أسماء وألقاب أخرى منها جِلَّق وحصن الشام وفسطاط المسلمين. كما تُسمَّى أيضاً الشام، على طريقة تسمية الفرع باسم الأصل. يُوجد خلاف كبيرٌ وافتراضات عديدة بشأن أصل اسم دمشق نفسه وطريقة اشتقاقه في العربية؛ فأنصار الجذر العربي للاسم يرونه ناجمًا عن مصطلح دَمْشَقَ في العربية القديمة أي «إذا أسرع»، أو لاتينية، لا العربية، فيرون أنه اشتق من كلمة دُومَسْكَس بمعنى المسك أو الرائحة الطيِّبة، فيما يَرى آخرون أنها سُمِّيت تيمناً بالقائد اليونانيّ دماس الذي أسَّسَ المدينة، كما ساد الاعتقاد بأن الكلمة مشتقة من اسم أحد أحفاد النبي نوح دَمَاشِق.في الأيام الراهنة، وجلّق، إلى جانب عدد من الألقاب الأقل انتشارًا مثل درة الشرق، الدار المسقية. iii,المنطقة العالم العربي **
الإحداثيات 33°30′47″N 36°17′31″E تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
تاريخ الاعتماد
الدورة 3
السنة 1979
خريطةويكيميديا | خريطة الشارع المفتوحة
* اسم الموقع كما هو مدون بقائمة مواقع التراث العالمي
** تقسييم اليونسكو لمناطق العالم
تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب
ما قبل العصر البرونزي
000 عام أي خلال مرحلة الصيد والانتقال، وقد عثر إضافة لآثار الإنسان العاقل على آثار لإنسان نياندرتال، وأبرز ما آثر عن تلك الحقبة فؤوس ومقاحف حجرية وغيرها من الأدوات اليدوية،000 عام وحتى 30, وكذلك في تاريخ سائر الشرق الأوسط عمومًا، ثم تعود الآثار البشرية والحضرية للظهور مع دخول العصر الزراعي قبل 30, إذ عثر على العديد من القرى والمستوطنات البدائية، خصوصًا في منطقة تل الأسود وتل الغريفة، وقد عُثر في هاتين البقعتين من دمشق على أقدم مخازن الحبوب في العالم وبعض حبيبات من الشعير والقمح المتفحم، أما عن نمط الحياة حينها فقد بنى السكان الأوائل أكواخًا بيضوية صغيرة الحجم استخدم في بنائها الطين واللبن والقصب وهي من المواد التي كانت متوفرة بكثرة في المستنقعات والبحيرات التي كانت تسوّر المدينة، وجفّت مع تتالي الحُقب.وبحسب تحليل مادة الكربون 14 فإن موقع تل الرماد يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من الألف السابع قبل الميلاد وربما نحو 6300 قبل الميلاد، وقد شهدت المستوطنة البشرية تطورًا حياتيًا فاستعمل الحجر في بنائها ورصفت شوارعها بالحجارة أيضًا، وعثر في موقع تل الغريقة على أقبية ومخازن ومواقد للشيْ، وطور السكان نظام سقاية بسيط، كما عثر أيضًا على عدد وافر من عظام الماعز والغنم وغيرها من الحيوانات المدجنة، ورغم عدم تمكن المنقبين من وضع تصور دقيق حول الفن والحياة الاجتماعية والدين في دمشق خلال تلك الفترة، إلا أنّ المكتشفات تدلّ على وجود نوع من الفن وحياة اجتماعية متكاملة في كلا الموقعين. غير أنه خلال الفترة نفسها بنيت مستوطنة ثالثة شمال الغوطة، ويشير الباحثون إلى أن عددًا من السكان عاد إلى التنقل بدلاً من الاستقرار بدليل آثار المنازل الضعيفة الصنع، والتي تشير إلى تنقل مستمر بين المناطق، وإلى وفرة عظام الحيوانات، ما يدلّ على امتهان الرعي. كما يشير تحليل الكربون 14 في ولعلّ تطور الحركة العمرانية في المدينة يبدأ من الألف الثاني قبل الميلاد. كانت دمشق جزءًا من مقاطعة آمورو القديمة في عهد مملكة الهكسوس، ما بين 1720-1570 قبل الميلاد، وتذكر بعض السجلات المصرية القديمة من رسائل تل العمارنة حوالي 1350 قبل الميلاد، أنها كانت تسمى في ذلك العهد ديماسكو، وأنها تحت سيطرة ملك مصر القديمة بيرياوازا. حوالي عام 1260 قبل الميلاد، أصبحت دمشق فضلا عن بقية البلاد، ساحة معركة بين الحيثيين من الشمال والمصريين من الجنوب، وحوالي 1200 قبل الميلاد، ما وضع علامة على نهاية العصر البرونزي في المنطقة ودخول العصر الحديدي؛ والذي لم تكن دمشق فيه، في الجزء الطرفي في الصورة، بل أثرت على عدد من المراكز السكانية في سوريا القديمة.في سوريا الآرامية
المقالة الرئيسية: آرام دمشق
يعود ظهور دمشق كمدينة على جانب من الأهمية إلى فترة سوريا الآرامية حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد؛ إذ أسس الآراميون سلسلة ممالك متحالفة مع بعضها البعض كانت آرام دمشق المذكورة في الكتاب المقدس إحداها؛ أنشأ الآراميون نظام توزيع للمياه، وهو ما ساهم بازدهار الزراعة وزيادة عدد السكان، خصوصًا من ناحية وفود قبائل آرام زوبة من سهل البقاع المجاور لدمشق، واستقرارهم في المدينة، حتى القرن العاشر قبل الميلاد، حين تمكّن إيزرون عام 965 قبل الميلاد من الإطاحة بـآرام زوبة مؤسسًا الكيان المستقل المعروف بآرام دمشق؛ التي بزرت كالقوة المتفوقة في جنوب سوريا الآرامية، وسعت للتوسع واحتكار طرق التجارة مع الشرق، وحاربت مملكة إسرائيل، لاسيّما في عهد بن حدد الأول (880 - 841 قبل الميلاد)، وفي عهد خلفه حزائيل غدت باشان المعروفة اليوم باسم حوران إلى مملكته؛ إلا أن بن حدد الثاني فشل في حصار السامرة ووقع في الأسر، ما اضطره إلى فتح المجال التجاري لليهود في دمشق؛ بكل الأحوال فإن التهديد الذي شكلته الإمبراطورية الآشورية كان أحد أهم أسباب عقد معاهدة السلام بين آرام دمشق ومملكة إسرائيل، لمواجهة الخطر المشترك على كليهما.في عام 853 قبل الميلاد، قام الملك هدادايزر من دمشق بقيادة تحالف سوريا الآرامية، وقد شمل هذا التحالف قوات من شمال مملكة حماة، والقوات التي وفرها أحاب ملك إسرائيل؛ واحتدم القتال في معركة قرقر ضد الجيش الآشوري، والذي انتهى بانتصار التحالف الآرامي. قتل هدادايزر على يد خليفته حزائيل الثاني، وإنهار التحالف المعقود مع مملكة إسرائيل، فحاولت آرام دمشق غزوا مملكة إسرائيل مجددًا لكن الغزو الآشوري الثاني أفضى لإلغاء الخطة. أمر حزائيل الثاني بالتراجع إلى الجزء المحصن من دمشق، في حين نهب الآشوريون ما تبقى من المملكة، إلا أنهم فشلوا من دخول مدينة دمشق ذاتها، معلنين سيادتهم على حوران والبقاع. وبحلول القرن الثامن قبل الميلاد، تمكنت الإمبراطورية الآشورية من الاستيلاء على جميع الممالك الآرامية في سوريا بما فيها دمشق؛ وبالرغم من الاضطرابات السياسية والثورات التي شهدتها هذه الفترة، إلا أن المدينة اشتهرت كمركز تجاري وثقافي في سوريا الآرامية؛ ولم تضمحل اللغة أو الثقافة الآرامية بل انتشرت نحو الأجزاء الشرقية من الهلال الخصيب؛ وبحلول سنة 605 قبل الميلاد اضمحلت السيطرة الآشورية بعد سقوط نينوى بيد الميديين والبابليين، التي أضحت أو بعض أجزائها على الأقل ومنها دمشق ضمن نطاق سيطرة الفرعون نخاو الثاني، لفترة وجيزة، إلا أن الإمبراطورية البابلية الثانية تمكنت من استعادتها بعد فترة قصيرة. وأصبحت المدينة لاحقا بعد صعود الأخمينيين جزأ من إمبراطوريتهم.في سوريا الأنتيكية
المقالات الرئيسية: سوريا الرومانية وحلف الديكابولس
نصب تحول بولس إلى المسيحية في باب كيسان.لحوالي الألف عام وبدءًا من 331 قبل الميلاد، كانت دمشق جزءًا من سوريا الأنتيكية، أساسًا عبر حكمي الدولة السلوقية ثم ولاية سوريا الرومانية؛ وخلال بعض الفترات كانت دمشق جزءًا من ممالك الحكم الذاتي السورية، كدولة الأنباط في القرن الأول، ومملكة تدمر في القرن الثالث، ويذكر أن سكان دمشق استنجدوا بالملك النبطي الحارث الثالث عام 84 لحمايتهم من قطاع الطرق، وبذلك بلغت الدولة النبطية أقصى اتساعها. واكتسبت دمشق وضع مدينة حرّة، وهو ما كان يعفيها من الضرائب ويشجّع فيها التجارة، وشكلت حلف المدن العشر أو «الديكابوليس» بدءًا من القرن الأول قبل الميلاد؛ ومنحت في عهد الإمبراطور هادريان وضح متروبول أي مدينة كبرى، وإن لم تكن مركزًا لولاية حتى عام 400 حين قسّم البيزنطيون البلاد إلى أربعة ولايات، والتي كانت دمشق بموجبها عاصمة ولاية فينيقيا الثانية. ولعلّ أكبر كارثة حلّت بالمدينة، الاجتياح الفارسي عام 614 بقيادة كسرى الثاني، والذي انتهى عام 629 حين تمكن هرقل من طرد الفرس في سوريا.مكثت دمشق سريانية اللغة والثقافة في العصور الأنتيكية، رغم انتشار اليونانية فيها لاسيّما في الطبقات العليا، واحتوت كعواصم العالم الإغريقي، وحمامات، وأقواس نصر، ومدافن فخمة، نمو سورها، وأبوابها، ويضيف بعض المؤرخين قلعتها. خلال مرحلة ما قبل الميلاد، انتشرت عبادة الإله الآرامي حدد - وهو المقابل لجوبتير الروماني، وشيّد على اسمه معبد جوبتير؛ ووجدت في دمشق جماعات ضخمة من يهود سوريا من مرحلة قبل الميلاد، وانتشرت فيها المسيحية منذ قرنها الأول، وحسب سفر أعمال الرسل، فإن القديس بولس، تحوّل إلى المسيحية قرب دمشق،أع 9:3] ومنها انطلق في النشاط التبشيري، بعد أن تمّت تدليته في سلة من إحدى نوافذ السور، إذ أراد الحاكم إلقاء القبض عليه وقتله.2كو 11:33]
الخلافة الراشدة والأموية
المقالات الرئيسية: فتح دمشق 635 وجند دمشق ومعركة مرج راهط
في سبتمبر 635م فتح خالد بن الوليد دمشق سلمًا بعد ستة أشهر من الحصار، ومنح في إثرها الأمان لسكانها حسب صكّ التسليم المبرم بينه وبين أسقفها سرجون بن منصور؛ وفي العام التالي (13هـ/636م) وقعت معركة اليرموك الحاسمة في تاريخ فتوح الشام. وبذلك انتقلت عاصمة البلاد من أنطاكية إليها؛ وبعد أربع سنوات من الفتح عيّن معاوية بن أبي سفيان واليًا على دمشق، وخلال فتنة مقتل عثمان أعلن معاوية التمرد على الخليفة علي بن أبي طالب، وبعد خمس سنوات من القتال، انتهت الحرب في عام الجماعة (40هـ) بإعلان الدولة الأموية وعاصمتها دمشق؛ وبذلك يكون معاوية قد حكم دمشق أربعين عامًا عشرون منها كوالي، وحسب بعض الروايات المتأخرة، منه تم الفتح.وخلال «الفتنة الثانية» والتي كان قائدها في دمشق يزيد بن معاوية، نقل إلى دمشق رأس الإمام الحسين وعدد من نساء أهل البيت منهم السيدة زينب؛ كما استقر في دمشق عدد من زوجات النبي، والصحابة، ودفنوا فيها. وفي أعقاب حكمه لا سيّما أيام ابنه عبد الملك، وحفيديه الوليد وهشام، فمع توسع الدولة وتدفق أموال الجباية على عاصمتها تكاثرت في دمشق القصور والحمامات وغيرها من المباني والمحال العامة، ويروي المؤرخون أن الناس إذا التقوا بعضهم في أيّام الوليد وهشام، كان حديثهم عن العمارة، ومجمل ما يمكن استنتاجه من خلال مصادر المؤرّخين، أن مدينة دمشق في العهد الأموي كانت تحفل بحلّة جميلة بعد أن نعمت بالمركز الممتاز، والخير العميم، والازدهار الاقتصادي، ويحدّث المؤرخون عن أحواض المياه والنواعير والسّقايات التي كانت منبّثة على أطراف الشوارع، وعلى أبواب المباني العامّة، وعند أبواب المدينة، ولعلّ «دار الإمارة» التي شيدها معاوية لتكون مقرًا له والتي سميت أيضًا «الدار الخضراء» نظرًا لقبتها الخضراء، إحدى أول وأبرز المشاهد العمرانية الأمويّة في المدينة، كما شيّد الأمويون مستشفيان كبيران داخل المدينة ودارًا للخيول.وبنى الوليد الجامع الأموي وأسرف في تزينه بالفسيفساء، وكذلك الحال في حلب، وكان الجامع الأموي مسجد دمشق الوحيد داخل الأسوار إلى جانب مصليين صغيرين خارجها، ولم يبن الأمويون سواهم. ونتيجة هذا الازدهار استقر حولها على ضفاف نهر بردى عدد من القبائل، وشقّ «نهر يزيد» من نهر بردى لتأمين الريّ لمساحة أكبر من الأراضي؛ كما اهتمّ الوليد أيضًا بالطرقات وربط المدن بعضها ببعض لا سيّما بين دمشق والبادية، وشهدت المدينة بالتزامن مع ذلك نهضة ثقافيّة. وبعد وفاة هشام أصيبت الدولة بالتصدع، واندلعت فيها فتن دامية بين العرب من القيسية واليمنية، وخلع البيت الأموي نفسه خليفتين، ونقل مروان بن محمد آخر الأمويين، عاصمته إلى حران، ولم يتوقف تداعي صرح الدولة في عهده، وبختام العصر الأمويّ زال عهد دمشق الذهبي.الخلافة العباسية
النقطة التي دخل منها العباسيون إلى المدينة.تابعت قوات الثورة العباسية تقدمها في أملاك الدولة بعد انتصارها على الأمويين في معركة الزاب عام 749م، ثم تمكّن المحاصِرون من نقب السور عند باب الصغير، وفتحت المدينة للعباسيين، الذين ارتكبوا فيها قسطًا وافرًا من عمليات القتل، والنهب، والتدمير، وقد أهملت المدينة في العصر العباسي الاول، وشهدت عدة ثورات ضد الولاة العباسيين، وثورة 850 ضد المتوكل على الله لما مارسه واليها من «استذلال» لأهلها، ثم عام 868 بقيادة عيسى بن الشيخ الذي أعلنها دولة مستقلة استمرت حتى عام 896، حيث كلف المعتمد على الله أماجور التركي بالقضاء على دولة عيسى بن الشيخ، وهو ما تمّ له فعلاً. كذلك فقد اندلعت فتن وحروب أهلية بين القيسية واليمانية داخل المدينة بين 792 - 796، وفي عام 802 أيضًا. ويذكر أنّ المتوكل على الله أراد نقل حاضرة الخلافة من سامراء إلى دمشق، غير أنه لم يمكث فيها سوى شهرين وعاد إلى سامراء تحت ضغط رجال دولته الأتراك. ولم يترك العباسيون أثرًا معماريًا هامًا في المدينة باستثناء ما ذهب إليه عدد من المؤرخين بأن قبة الخزنة في الجامع الأموي إنما بنيت في خلافة محمد المهدي عام 774."قبة الخزنة" في الجامع الأموي، التي يعود بنائها للخليفة المهدي.خلال القرن العاشر الذي تميّز بضعف الدولة في بغداد، وانتشار الدويلات المستقلة في أرباضها، ثم الإخشيديون، وتلا الإخشيد الحمدانيون 968 حين استعادها الإخشيد مجددًا عام 967، وكانت جزءًا من أملاك خلفائهم الفاطميين حتى 947، حين استنجد أهل دمشق بالقائد التركي أفتكين الذي وصل حمص، فزحف منها إلى دمشق للسيطرة عليها، وقد وقعت اثنتي عشرة معركة بين أفتكين والقائد الفاطمي جوهر، كان آخرها معركة الشاغور، التي خرجت بنتيجتها الشام عن حكم الفاطميين؛ إلا أنهم عادوا بعد فترة قصيرة، وساءت أيام الفاطميين أحوال المعيشة وهجرها السكان بنتيجة الغلاء، فانخفض عدد قاطنيها بشكل كبير، وقامت ثورات أحداث عامي 982 و999، واستمرّ حكم الفاطميين حتى 1075 حين سيطر عليها السلاجقة، بقيادة تتش بن ألب أرسلان ثم ابنه دقاق؛ اهتم السلاجقة بالناحية الدينية في دمشق خصوصًا إثر انتشار المذهب الشيعي في أعقاب سيطرة الفاطميين على المدينة، فأنشؤوا عددًا من المدارس الدينية مجانًا، كما اعتنوا ببناء البيمارستانات، وقد تحولت دمشق إلى دولة سلجوقية مستقلة بعد انفراط عقد الدولة السلجوقية الموحدة إلى مجموعة من الدول المسيطرة على المدن الكبرى في الشام.قبة مدفن نور الدين زنكي في دمشق القديمة.بعد نجاح الحملة الصليبية الأولى في تأسيس إمارات لها في الساحل الشامي، وتعرضت حوران لغارات عديدة من قبلهم، وهو ما هدد أمن دمشق واقتصادها، لكون حوران مصدر قمحها؛ وأبرمت دمشق السلجوقية عام 1110 هدنة مع مملكة بيت المقدس، وفي 1129 اتهم السلاجقة الإسماعيليون بالخيانة وقتل 6,000 إسماعيلي من سكان المدينة مع قادتهم؛ وشهد عام 1132 انتقام الإسماعيلية باغتيال تاج الدين البوري، فقام تاج الدين بوري بالتحالف مع عماد الدين زنكي بهدف منع تقدم الجيش وهو ما نجح في تحقيقه؛ وفي عام 1148 ضربت الحملة الصليبية الثانية حصارًا حول دمشق إلا أنه باء بالفشل بجهود نور الدين زنكي حاكم حلب، تبعت دمشق حكم صلاح الدين والدولة الأيوبية التي شملت في عهده الشام، ومصر، والحجاز، إلا أنه بعد وفاته عام 1193 انقسمت دولته بين الورثة، فكانت دمشق دولة أيوبية مستقلة بين 1193 - 1201، و1218 - 1245، و1250 - 1260. خلال فترة الحروب الصليبية، اكتسبت دمشق سمعة كبيرة لدى الصليبيين، فالحرير والخشب المزخرف والمطعم وغيرها من سلع الرفاهية إنما كانت تنقل عبر دمشق ومنها إلى أوروبا.عهد السلطنة المملوكية
اعتبر المماليك الذين حكموا البلاد بدءًا من 1250 دمشق ثاني مدنهم بعد القاهرة لموقعها الحربي وغنى أراضيها؛ واعتبروها مركز نيابة بلاد الشام. وتتالت على دمشق في القرن الثالث عشر غزوات المغول المتلاحقة، وقد بلغ عدد قتلى سكان المدينة حوالي مائة ألف شخص حسب ما نقل عن قدماء المؤرخين، إلى جانب إحراق مكتباتها وأسواقها، غير أنهم فشلوا في اقتحام قلعتها لمناعة موقعها وحصانة سورها المزدوج، فخرجوا من المدينة وأعيدت الخطبة لسلطان مصر.المكتبة الظاهرية في المدينة، وغدت اليوم دارًا للكتب ومتحفًا للوثائق والمخطوطات القديمة.وفي عام 1402، قام المغول بحملة ثانية على دمشق بقيادة تيمورلنك، وقد أحرقت المدينة بما فيها الجامع الأموي، وسُبي منها بنتيجة الحملة عدد وافر من الصنّاع والحرفيين والعلماء إلى سمرقند، فساهموا بنهضتها الثقافية. وفي عهد السلطان برسباي (1422 - 1438) أصيبت بلاد الشام بدءًا من حلب وانتهاءً بالكرك بوباء مجاعة، حتى مات الناس من الجوع أو من الطاعون، ولعلّ عدم إيلاء المماليك للزراعة الاهتمام الكافي من ساهم في انتشاره، على أن المماليك لم يهملوا الزراعة فحسب بل الأمن أيضًا وباستثناء قلعة دمشق التي يتولى شؤون حراستها حامية معينة من القاهرة، فإن أحياء دمشق وحاراتها كانت معرضة لغزو البدو وقطاع الطرق، هذا ما دفع أهالي الأحياء لتسليح أنفسهم وتنظيم فرق من أهالي الحيْ تتولى الدفاع عن الحي، ثم أصبح لهذه القوى من الأمن ذاتي ما يشبه نقابات خاصة؛ كذلك فقد حُصر بآل السيوفي منصب شيخ المدينة، يتناقله أعضائها بالوراثة، ومن مهام شيخ المدينة تمثيل الأهالي ومطالبهم أمام الوالي، والتوسط لهم في القضايا المختلفة. إضافة إلى ظهور أحياء جديدة وضواحي على أطرافها، وإلى جانب النمو الديموغرافي فإن نموًا اقتصاديًا شهدته المدينة خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وقامت عدد من الأسواق كسوق الدباغين وسوق الخيل وسوق ساروجة الذي كان أكبرها وأسرعها نموًا. وقد اهتم المماليك بتأسيس المدارس الشرعية الإسلامية ومنها المدرسة الظاهرية التي اشتهرت بزخرفتها، وأداروا ستة مستشفيات كبيرة تعرف باسم «البيمارستان» خلال مدة حكمهم، ومنذ القرن الخامس عشر غدت دمشق مركزًا هامًا للصوفيين، وقد برز من المدينة خلال حكم المماليك عدد من الشعراء والمؤرخين والفقهاء وغيرهم.في سوريا العثمانية
المقالات الرئيسية: ولاية دمشق وإيالة دمشق
الأمير فخر الدين المعني الأوّل يلقي خطابه بين يديّ السلطان سليم في دمشق
أوليت دمشق أهمية خاصة خلال زمن الدولة العثمانية ولقبت «بالشام الشريف»؛ وبعد معركة مرج دابق، دخل السلطان سليم الأول دمشق يوم 26 سبتمبر 1516، وكان أول أعماله ترميم الجامع الأموي؛ وقضى السلطان سليم في دمشق فترتين الأولى عام 1516، والثانية بعد عودته من مصر عام 1517، حيث أنفق معظمها في تنظيم الشؤون الإدارية للولاية، وفي عام 1524 ثارت دمشق بقيادة واليها جان بردي الغزالي، وانضمت إليها مدن أخرى كحمص وحماه، فقضى على التمرد قبل امتداده.بين العصرين المملوكي والعثماني استمرت الكتابة في مصنفات تربية الأطفال وتأديبهم، ونذكر من مصنفات تلك الحقبة ابن حجر الهيتمي (974-909هـ/1566 – 1503 م) الذي وضع وهو في مكة مصنفه الشهير"تحرير المقال في آداب وأحكام وفوائد يحتاج إليها مؤدبو الأطفال. ويبين الهيتمي في مؤلفه هذا ما يحتاج إليه مؤدبو الأطفال من المعارف المتصلة بالتربية، ويعرض لأهم المبادئ التربوية التي توجه عمل المؤدبين في دور العلم. وبخاصة فيما يتصل بارتكاب الفواحش والجهر بها من شرب الخمر، وممارسة اللواط، وانتشار بنات الهوى في الأسواق. ويكشف ابن طولون الصالحي (ت:953هـ/1546م) بأن لبنات الهوى بيوتاً خاصة بهن؛ إذ يذكر في أحداث شهر جمادى الأولى سنة 885هـ/ تموز 1480م أنه تم تخريب «. ثم انتقلت بنات الخطأ إلى جوار المدرسة اليونسية بالشرف الأعلى»
غير أن اهتمام العثمانيين بالمدينة لم ينقص، فشيّدوا التكية السليمانية، ورمموا حي الصالحية، الذين لا يزالا ماثلين إلى اليوم، كأحد منجزات العثمانيين المعمارية المبكرة في سوريا، ولم يكن استقرار الولاة من شيم العهد العثماني، وهكذا تعاقب على دمشق في 148 سنة الأولى من حكم العثمانيين فيها ما لا يقلّ عن 138 واليًا ولم يدم منهم في وظيفته مدة سنتين إلا ثلاثة وثلاثون واليا؛ وبين عامي 1815 و1895 توالى 61 والي بمعدل والي في كل سنة ونصف. وكان الولاة دائمي النزاع مع الولايات المجاورة، فعلى سبيل المثال نشبت الحرب بين والي دمشق ووالي طرابلس الشام بين عامي 1664 و1667.أصبحت دمشق ميناءً بريًا للقوافل التجارية بين مختلف مناطق الدولة، وحسب شهادة الرحالة الفرنسي لوران دارفيو في القرن السابع عشر، فإن سكّان دمشق يحبون العيش برفاهة واقتناء الآثاث الفاخر، وأن منازل المدينة توحي بالعظمة لروعتها، أما فيما يخصّ التجارة فقد كتب درافيو أن دمشق واحدة من الأسواق الرئيسية في الدولة العثمانية فهي محط القوافل التجارية القادمة من مكة والهند وبلاد فارس محمّلة بمختلف السلع، ومكان لصناعة الأقمشة التي اشتهرت بها المدينة. وإلى جانب القوافل التجاريّة، فإن المدينة والتي كانت نقطة تجمّع لقوافل الحجاج المسلمين، قد اعتمدت على قوافل الحج في تأمين الوفرة النقدية وتنشيط عمليات البيع والشراء. لسوء الحظ، فإن قوافل الحج في أواسط القرن الثامن عشر قد تعرضت لهجمات من قبل البدو أو من قبل مقاتلي الحركة الوهابية وفشل الولاة المتعاقبون في الغالب في تأمين الحجيج ولعلّ أكبر الحوادث ما وقع عام 1757 حين نهبت القافلة التي كانت تحوي ستين ألف حاج بكامل ما تحمل. ونتيجة انعدام الأمن خلال تلك المرحلة انخفض عدد الحجاج إلى نحو ألفي حاج فقط ما أثر على اقتصاد دمشق بشكل بالغ السوء.في عام 1724 أسندت ولاية دمشق إلى إسماعيل باشا العظم وهو «خير وال عرفته المدينة في العصر العثماني»، وله يعود تشيييد قصر العظم الذي اعتبره فيليب حتي «أروع أثر عربي في القرن الثامن عشر»، وفي عام 1771 دخلت المدينة في حوزة والي عكا ضاهر العمر إلا أنه اضطر للتنازل عنها سلمًا في العام التالي. وفي عام 1782 غدا أحمد باشا الجزار واليًا وكان حكمه قاسيًا إذ أضنك الشعب بالضرائب وضاعف من الأتاوة على التجار، وحين أعيد تعيينه واليًا عام 1803 أغلق أهل دمشق باب المدينة في وجه مندوبه سليمان باشا، ولذلك فرض عليهم غرامات طائلة وصادر أملاكهم ومكث واليًا إلى أن توفي عام 1804 قبل أن يعود الولاة العثمانيين المتعاقبين على تسيير شؤونها.سوق الحميدية أحد أشهر الأسواق، ويعود تاريخ تشييده إلى لفترة العثمانية.وفي فبراير 1831 ثارت دمشق بعد إعلان الوالي ضريبة جديدة اعتبرها السكان باهظة، وشكّل أهالي حي الميدان ذي الغالبية الفقيرة نواة المنتفضين، الذين قاموا بمحاصرة الوالي وكبار حاشيته في القلعة، ثم اقتحموها قاتلين الوالي وكبار حاشيته، وساحلين جثته جارين إياها من حي إلى حي في شوارع دمشق.وفي العام نفسه، دخل إبراهيم باشا دمشق سلمًا باسم والده والي مصر محمد علي باشا، وكان حكم إبراهيم باشا في الشام إصلاحيًا من مختلف الجوانب، إذ اضطر للانسحاب بضغط القوى الكبرى العسكري في 17 سبتمبر 1840. في عام 1845 نهب البدو قافلة تجار دمشق المتوجهة إلى بغداد وكانت مكونة من ثلاثة آلاف جمل فأفلس تجار المدينة وأصبحت طريق التجارة مع بغداد تمرّ بحلب والموصل أي أطول مما كانت عليه بثلاث مرات، وشهدت دمشق مجازر 1860 التي أفضت لقتل آلاف المسيحيين؛ على أنّ الهزيع الأخير من القرن التاسع عشر كان عهد نهضة، لاسيّما في عهود الولاة المصلحين أمثال مدحت باشا، وغدت دمشق خلال تلك الفترة، إحدى ميادين النهضة العربية وتأسست بها صحف ومجلات، وانتشرت المدارس وأسست نواة الجامعة السورية، والجمعيات السياسية، والمسرح برعاية أبو خليل القباني، وتزايدت الآثار العمرانية وشقت ساحات المدينة البازرة أمثال ساحة المرجة فضلاً عن انطلاق سكة حديد الحجاز والاتصال بالتلغراف معها.دمشق المعاصرة
المقالات الرئيسية: المملكة السورية العربية ومعركة ميسلون والانتداب الفرنسي على سورية ولبنان ودولة دمشق ومعركة دمشق 1941 وتفجيرات دمشق 1981 والجيش الخامس (الدولة العثمانية)
يوسف العظمة قائد المدافعين عن دمشق في معركة ميسلون
عانت دمشق خلال الحرب العالمية الأولى من ضنك العيش بنتيجة المجاعة التي اجتاحت البلاد وموجات الهجرة، فضلاً عن كونها مقر الجيش العثماني الخامس، وتعسّف الحاكم العسكري جمال باشا السفّاح، الذي أسس ديوانًا للأحكام العرفية فيها، وبلغ ذروة قرارته بإعدام سبعة من وجهاء المدينة في 6 مايو 1916 وهو ما تحوّل إلى عيد للشهداء. وفي اليوم التالي وصلتها قوات من جيش الثورة العربية الكبرى، وبعدها بأيام فيصل بن الحسين، الذي نصّب في دمشق يوم 8 آذار/مارس 1920 ملكًا على سوريا (التي كانت تعني كامل بلاد الشام) خلال حفل إعلان الاستقلال وإنشاء المملكة السورية العربية. غير أن عهد الاستقلال لم يستمرّ طويلاً، إذ دخلت القوات الفرنسية دمشق بعد معركة ميسلون في 24 يوليو 1920، في عام 1922 نقلت عاصمة البلاد إلى حمص ضمن الاتحاد السوري، على أن تبقى دمشق عاصمة إقليم دمشق فقط، وهو ما ألغي عام 1925 بعودة دمشق عاصمة الدولة السورية.«قاعة القبة» في مبنى البرلمان، رمز الحياة النيابية، خلال الجمهورية الأولى
عام 1925 وصلت الثورة السورية الكبرى إلى دمشق، وتحولت الغوطة إلى إحدى معاقلها الرئيسية، ولعلّ أبرز مرحلة في تلك الفترة أحداث 18 أكتوبر حين استولى الثوار على أحياء الميدان والشاغور ووصلوا حتى سوق البزورية وقصر العظم مقر مندوبي المفوضيّة الفرنسيّة العليا، وطردوا جميع عناصر الشرطة واستطاعوا الاستيلاء على ما فيها من أسلحة، وبلغ التماس ساحة المرجة، إلا أن قصف المدينة بالمدفعية الثقيلة من قاسيون أجبر المقتحمين على الانسحاب. في 1936 كانت دمشق شرارة الإضراب الستيني، وبعدها انطلقت منها احتجاجات 1939، نشبت معركة دمشق عام 1941 والتي أفضت لسيطرة الحلفاء ممثلين بالجيش البريطاني وقوات فرنسا الحرة على المدينة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اندلعت من دمشق انتفاضة الاستقلال التي شهدت قصف دمشق للمرة الثانية، ونزول قوات بريطانية فيها، وبشكل عام أدت الانتفاضة لنيل الجلاء. بعد الاستقلال كانت دمشق مسرحًا لعدد من الانقلابات العسكرية أهمها انقلاب آذار 1949 وانقلاب 1954، وكرد فعل على حرب فلسطين وإنشاء إسرائيل، شهدت المدينة عام 1948 احتجاجات ومظاهرات تعرضت خلالها مواقع لليهود في المدينة وعدد من مقار البعثات الدبلوماسية، بما فيها مقر الأمم المتحدة، لعمليات نهب واعتداء، خلال تمرد الإخوان المسلمين في الثمانينات، واستهدافات بالسيارات المفخخة كان أكبرها تفجير الأزبكية. تأثرت المدينة بالصراع مع إسرائيل، فتعرضت دمشق الكبرى لاستهدافات صهيونية في أزمنة الحرب، مثل حرب حزيران 1967، وخارج أزمنة الحرب مثل اغتيال عماد مغنية عام 2008 وقصف مركز البحوث العلمية في جمرايا مرتين في 2013.تطورت المدينة على صعيد الخدمات والتخطيط العمراني وزادت المرافق العامة وغدت أكثر حداثة، وبرزت المشاريع المعمارية الضخمة فيها؛ كما أفضت الهجرة من الريف إلى المدينة والنزوح من الجولان وفلسطين إلى نشوء ضواحٍ سكنية ملحقة بدمشق مثل مخيم اليرموك والحجر الأسود.المقالات الرئيسية: الأزمة السورية ومعركة الغوطة وبركان دمشق وزلزال سوريا
وشهدت دمشق احتجاجات سلمية لمدة سنة كاملة، مما أنشأ أنواع مختلفة من الاحتجاجات المعارضة، التي تحولت إلى نزاع مسلح مع النظام؛ في 6 يناير 2012 انفجرت أول سيارة مفخخة في دمشق ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا؛ وتكررت عمليات الاستهداف فيما بعد ولعلّ عملية بركان دمشق وزلزال سوريا، التي استهدفت قيادات بارزة في النظام، أهم عملية تفجير داخل المدينة. فإن المعارك الحربية، عازلة المدينة عن أجزاء واسعة من ريفها، وعن بعض ضواحيها، وأفضت لحركة نزوح واسعة إلى المدينة؛ وبشكل عام تكررت الاشتباكات والمعارك في ريف دمشق وبعض ضواحي المدينة نفسها كمخيم اليرموك، وكذلك الاستهدافات بالسيارات المفخخة، وبقذائف الهاون والصواريخ، في حين عانت المدينة من الغلاء، وانقطاع الطرق، وانتشار الحواجز الأمنية بشكل كثيف إضافة إلى نزوح الآلاف من المناطق المحيطة بدمشق إلى المناطق الأمنة.التشكل الجيولوجي


النص الأصلي

تلخيص


دِمَشْق، عاصمة الجمهورية العربية السورية، ومركز محافظة دمشق. وهي إحدى أقدم مدن العالم مع تاريخ غير منقطع منذ أحد عشر ألف عام تقريبًا، وأقدم مدينة - عاصمة في العالم. أصبحت عاصمة منطقة سوريا منذ عام 635.


هناك عدة نظريات في شرح معنى اسم دمشق، أوفرها انتشارًا كون اللفظة سامية قديمة بمعنى الأرض المسقية؛ يعود ذلك لموقع المدينة الجغرافي في سهل خصيب يرويه نهر بردى وفروعه العديدة، مشكلاً بذلك غوطة دمشق؛ وأيضًا يتميز موقع المدينة بوجود جبل قاسيون فيها. اقتصرت تسمية دمشق على المدينة القديمة حتى القرون الوسطى، حين أخذت المدينة بالتوسع خارجها، حاليًا تتألف دمشق من خمسة عشر منطقة سكنية متصلة بمحيطها من الضواحي لتشكل ما يعرف باسم دمشق الكبرى.


المدينة تعدّ المركز الإداري لمحافظة دمشق، بينما تتبع معظم الضواحي إداريًا لمحافظة ريف دمشق. حسب إحصاءات عام 2013 فإن عدد سكان دمشق بلغ 1.9 مليون نسمة، لتكون بذلك ثاني أكبر المدن السورية بعد حلب، بينما يبلغ عدد سكان دمشق الكبرى (حسب إحصاء 2010) 4.4 مليون نسمة، لتكون بذلك أكبر تجمع سكاني في سوريا، وبر الشام، وضمن أكبر عشر مدن في الوطن العربي بعد القاهرة، وبغداد والرياض؛ وتبلغ مساحة المدينة 105 كم2؛ غالبية سكان دمشق التقليدية هم من عرب سوريا على صعيد العرق، ومن المسلمين السنة على صعيد الدين. عبر التاريخ، سكنت دمشق جماعات صغيرة العدد، من أصول أوروبية - بلقانية بشكل أساسي - وعربية، بدواع مختلفة، انسجم أغلبها بمرور الوقت مع نسيج المدينة؛ تحوي دمشق أيضًا أعدادًا كبيرة من المواطنين المنحدرين من سائر المدن والمحافظات السورية، كمقيمين دائمين فيها. بوصفها العاصمة، فإن دمشق مقر جميع الوزرات والمقرات الهامة في الدولة السورية، بما فيها البرلمان، والمحكمة الدستورية العليا.


منذ العصور القديمة، اشتهرت دمشق بوصفها مدينة تجارية، تقصدها القوافل للراحة أو التبضع، كانت المدينة إحدى محطات طريق الحرير، وطريق البحر، وموكب الحج الشامي، والقوافل المتجهة إلى فارس أو آسيا الصغرى أو مصر أو الجزيرة العربية. هذا الدور الاقتصادي البارز لعب دورًا في إغناء المدينة وتحويلها إلى مقصد ثقافي وسياسي أيضًا، فالمدينة كانت خلال تاريخها مركزًا لعدد من الدول أهمها الدولة الأموية - أكبر دولة إسلامية من حيث المساحة في التاريخ، وفيها أقامت ودفنت شخصيات بارزة في تاريخ الشرق مثل صلاح الدين الأيوبي والظاهر بيبرس. أما حاليًا، فيقوم اقتصاد دمشق على التجارة، والصناعة المنتشرة في الضواحي، والسياحة، وقد اعتبرت دمشق عام 2010 واحدة من أفضل المقاصد السياحية في العالم، إلا أنّ الأزمة السورية المندلعة منذ 2011، أفضت إلى تراجع كبير في اقتصاد المدينة، وبروز أزمات اجتماعية واقتصادية فيها. اعتبارًا من سبتمبر 2019، أي بعد مرور ما يُقارب ثماني سنوات على الحرب الأهلية، تم تصنيف دمشق على أنها المدينة الأقل ملاءمةً للعيش في العالم، من قبل وحدة الاستخبارات الاقتصادية.


تُعرف أيضًا بأسماء عديدة منها الشام ومدينة الياسمين؛ وقد احتلت مكانة إقليمية بارزة على صعيد الفنون، والآداب، والسياسة؛ وحظيت باهتمام الأدباء والشعراء والرحالة ونظم في وصفها العديد من النصوص الشعريّة والأدبيّة


أصل التسمية
من أقدم الوثائق التي ذكرت فيها دمشق على مرِّ التاريخ رُقم مدينة إيبلا العائدة إلى حوالي عام 2000 ق.م، إذ وردَ ذكرها تحتَ مُسمَّى داماسكي. كما أن ذكرها جاءَ أكثرَ من مرَّة في النصوص المصريَّة القديمة، ومن أبرزها ألواح تحتمس الثالث العائدة إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، حيثُ ذكرت باسم تيمساك، وفي رسائل تل العمارنة باسم تيماشكي. وفي الفترات التي تبعت ذلك تعاقبت عدة أسماء عليها مع كل دولة جديدة كانت تحكم المنطقة، فأطلق عليها الآشوريون دَمَشْقا وأحياناً استخدموا اسم إيميري شو أيضًا، والآراميون كانوا يُطلقون عليها اسم ديماشقو، كما ورد اسمي دارميساك أو دارميسيق في بعض النصوص الآرامية الذي قد يَعني «الدَّار/الأرض المسقية» أو «المكان الوافر بالمياه» أو «أرض الحجر الكلسي». ومنه في العصور الأنتيكية، عرف في اللغة اللاتينية، ومنها اللغات الأوروبية المعاصرة ببعض التحريف في النطق ليُصبح داماسْكُس (باللاتينية: Damascus).


بعد الفتح الإسلامي للشام عُرفت المدينة بالكثير من الأسماء، منها دمشق الشام تمييزاً لها عن مدينة غرناطة في الأندلس التي سُميت أيضاً دمشق العرب، وذاتَ العِماد لكثرة الأعمدة في أبنيتها، وباب الكعبة لوُجودها على طريق مكة، والفَيْحَاء لاتساعها ورائحتها الزكية، بالإضافة إلى عدة أسماء وألقاب أخرى منها جِلَّق وحصن الشام وفسطاط المسلمين. كما تُسمَّى أيضاً الشام، على طريقة تسمية الفرع باسم الأصل. يُوجد خلاف كبيرٌ وافتراضات عديدة بشأن أصل اسم دمشق نفسه وطريقة اشتقاقه في العربية؛ فأنصار الجذر العربي للاسم يرونه ناجمًا عن مصطلح دَمْشَقَ في العربية القديمة أي «إذا أسرع»، ولذلك يُقال أن المدينة سُميت باسمها لأن «أبناءها دَمْشَقوا – أي أسرعوا – في بنائها». أما غالب المؤرخين الذين أعادوا اللفظة لكونها سريانية، أو لاتينية، لا العربية، فيرون أنه اشتق من كلمة دُومَسْكَس بمعنى المسك أو الرائحة الطيِّبة، فيما يَرى آخرون أنها سُمِّيت تيمناً بالقائد اليونانيّ دماس الذي أسَّسَ المدينة، ونظراً إلى ذكر المدينة في رسائل تل العمارنة والكرنك في مصر باللغة الهيروغليفيِّة تحتَ مُسمَّى دِمَشْقُوا ودَمْشَقَا؛ كما ساد الاعتقاد بأن الكلمة مشتقة من اسم أحد أحفاد النبي نوح دَمَاشِق.


في الأيام الراهنة، تعرف دمشق في اللهجة السورية باسم الشام؛ أما أكثر ألقابها شهرة فهي، مدينة الياسمين، وجلّق، والفيحاء، إلى جانب عدد من الألقاب الأقل انتشارًا مثل درة الشرق، شامة الدنيا، شام شريف والتي كانت منتشرة بشكل رسمي خلال سوريا العثمانية، كنانة الله، الدار المسقية.


التاريخ
دمشق القديمة
موقع اليونيسكو للتراث العالمي


مكتب عنبر
الدولة سوريا
النوع ثقافي
المعايير i, ii, iii, iv, vi
رقم التعريف 20
المنطقة العالم العربي **
الإحداثيات 33°30′47″N 36°17′31″E تعديل قيمة خاصية (P625) في ويكي بيانات
تاريخ الاعتماد
الدورة 3
السنة 1979
(الاجتماع الثالث للجنة التراث العالمي)
خريطةويكيميديا | © خريطة الشارع المفتوحة



  • اسم الموقع كما هو مدون بقائمة مواقع التراث العالمي
    ** تقسييم اليونسكو لمناطق العالم
    تعديل مصدري - تعديل طالع توثيق القالب
    ما قبل العصر البرونزي
    بحسب عمليات التنقيب والبحث التي تركزت في الغوطة ووادي نهر بردى فإن منطقة دمشق مأهولة بالبشر منذ ما يقارب 10,000 عام أي خلال مرحلة الصيد والانتقال، وقد عثر إضافة لآثار الإنسان العاقل على آثار لإنسان نياندرتال، وأبرز ما آثر عن تلك الحقبة فؤوس ومقاحف حجرية وغيرها من الأدوات اليدوية، غير أن الفترة الممتدة من انقراض إنسان نياندرتال قبل 40,000 عام وحتى 30,000 عام تلبث شديدة الغموض في تاريخ دمشق، وكذلك في تاريخ سائر الشرق الأوسط عمومًا، ثم تعود الآثار البشرية والحضرية للظهور مع دخول العصر الزراعي قبل 30,000 عام تقريبًا، إذ عثر على العديد من القرى والمستوطنات البدائية، خصوصًا في منطقة تل الأسود وتل الغريفة، وقد عُثر في هاتين البقعتين من دمشق على أقدم مخازن الحبوب في العالم وبعض حبيبات من الشعير والقمح المتفحم، أما عن نمط الحياة حينها فقد بنى السكان الأوائل أكواخًا بيضوية صغيرة الحجم استخدم في بنائها الطين واللبن والقصب وهي من المواد التي كانت متوفرة بكثرة في المستنقعات والبحيرات التي كانت تسوّر المدينة، وجفّت مع تتالي الحُقب.


وبحسب تحليل مادة الكربون 14 فإن موقع تل الرماد يرجع تاريخه إلى النصف الثاني من الألف السابع قبل الميلاد وربما نحو 6300 قبل الميلاد، وقد شهدت المستوطنة البشرية تطورًا حياتيًا فاستعمل الحجر في بنائها ورصفت شوارعها بالحجارة أيضًا، وعثر في موقع تل الغريقة على أقبية ومخازن ومواقد للشيْ، وطور السكان نظام سقاية بسيط، كما عثر أيضًا على عدد وافر من عظام الماعز والغنم وغيرها من الحيوانات المدجنة، ورغم عدم تمكن المنقبين من وضع تصور دقيق حول الفن والحياة الاجتماعية والدين في دمشق خلال تلك الفترة، إلا أنّ المكتشفات تدلّ على وجود نوع من الفن وحياة اجتماعية متكاملة في كلا الموقعين. مستوطنة تل الغريقة دمرت في الألف الخامس قبل الميلاد، غير أنه خلال الفترة نفسها بنيت مستوطنة ثالثة شمال الغوطة، ويشير الباحثون إلى أن عددًا من السكان عاد إلى التنقل بدلاً من الاستقرار بدليل آثار المنازل الضعيفة الصنع، والتي تشير إلى تنقل مستمر بين المناطق، وإلى وفرة عظام الحيوانات، ما يدلّ على امتهان الرعي. كما يشير تحليل الكربون 14 في ولعلّ تطور الحركة العمرانية في المدينة يبدأ من الألف الثاني قبل الميلاد. كانت دمشق جزءًا من مقاطعة آمورو القديمة في عهد مملكة الهكسوس، ما بين 1720-1570 قبل الميلاد، وتذكر بعض السجلات المصرية القديمة من رسائل تل العمارنة حوالي 1350 قبل الميلاد، أنها كانت تسمى في ذلك العهد ديماسكو، وأنها تحت سيطرة ملك مصر القديمة بيرياوازا. حوالي عام 1260 قبل الميلاد، أصبحت دمشق فضلا عن بقية البلاد، ساحة معركة بين الحيثيين من الشمال والمصريين من الجنوب، وانتهت المعركة بتوقيع معاهدة بين هاتوسيلي الثالث ورمسيس الثاني، والتي سلمت مقاليد السيطرة على منطقة دمشق لرمسيس الثاني عام 1259 قبل الميلاد. وحوالي 1200 قبل الميلاد، وصلت شعوب البحر إلى دمشق، ما وضع علامة على نهاية العصر البرونزي في المنطقة ودخول العصر الحديدي؛ والذي لم تكن دمشق فيه، في الجزء الطرفي في الصورة، بل أثرت على عدد من المراكز السكانية في سوريا القديمة.


في سوريا الآرامية
المقالة الرئيسية: آرام دمشق
يعود ظهور دمشق كمدينة على جانب من الأهمية إلى فترة سوريا الآرامية حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد؛ إذ أسس الآراميون سلسلة ممالك متحالفة مع بعضها البعض كانت آرام دمشق المذكورة في الكتاب المقدس إحداها؛ ويعود لتلك الفترة اكتساب دمشق لأقدم أشكال اسمها الحالي ديماشقو. أنشأ الآراميون نظام توزيع للمياه، وبنوا الترع وقنوات الري على أطراف نهر بردى، وهو ما ساهم بازدهار الزراعة وزيادة عدد السكان، خصوصًا من ناحية وفود قبائل آرام زوبة من سهل البقاع المجاور لدمشق، واستقرارهم في المدينة، وهو ما جعل دمشق تابعة لمركزهم في البقاع، حتى القرن العاشر قبل الميلاد، حين تمكّن إيزرون عام 965 قبل الميلاد من الإطاحة بـآرام زوبة مؤسسًا الكيان المستقل المعروف بآرام دمشق؛ التي بزرت كالقوة المتفوقة في جنوب سوريا الآرامية، وسعت للتوسع واحتكار طرق التجارة مع الشرق، وحاربت مملكة إسرائيل، لاسيّما في عهد بن حدد الأول (880 - 841 قبل الميلاد)، وفي عهد خلفه حزائيل غدت باشان المعروفة اليوم باسم حوران إلى مملكته؛ إلا أن بن حدد الثاني فشل في حصار السامرة ووقع في الأسر، ما اضطره إلى فتح المجال التجاري لليهود في دمشق؛ بكل الأحوال فإن التهديد الذي شكلته الإمبراطورية الآشورية كان أحد أهم أسباب عقد معاهدة السلام بين آرام دمشق ومملكة إسرائيل، لمواجهة الخطر المشترك على كليهما.


في عام 853 قبل الميلاد، قام الملك هدادايزر من دمشق بقيادة تحالف سوريا الآرامية، وقد شمل هذا التحالف قوات من شمال مملكة حماة، والقوات التي وفرها أحاب ملك إسرائيل؛ واحتدم القتال في معركة قرقر ضد الجيش الآشوري، والذي انتهى بانتصار التحالف الآرامي. قتل هدادايزر على يد خليفته حزائيل الثاني، وإنهار التحالف المعقود مع مملكة إسرائيل، فحاولت آرام دمشق غزوا مملكة إسرائيل مجددًا لكن الغزو الآشوري الثاني أفضى لإلغاء الخطة. أمر حزائيل الثاني بالتراجع إلى الجزء المحصن من دمشق، في حين نهب الآشوريون ما تبقى من المملكة، إلا أنهم فشلوا من دخول مدينة دمشق ذاتها، معلنين سيادتهم على حوران والبقاع. وبحلول القرن الثامن قبل الميلاد، تمكنت الإمبراطورية الآشورية من الاستيلاء على جميع الممالك الآرامية في سوريا بما فيها دمشق؛ وبالرغم من الاضطرابات السياسية والثورات التي شهدتها هذه الفترة، إلا أن المدينة اشتهرت كمركز تجاري وثقافي في سوريا الآرامية؛ كما ازدهرت كموقع للقوافل التجارية نحو الشرق والجنوب؛ ولم تضمحل اللغة أو الثقافة الآرامية بل انتشرت نحو الأجزاء الشرقية من الهلال الخصيب؛ وبحلول سنة 605 قبل الميلاد اضمحلت السيطرة الآشورية بعد سقوط نينوى بيد الميديين والبابليين، الذين ورثوا حكم سوريا، التي أضحت أو بعض أجزائها على الأقل ومنها دمشق ضمن نطاق سيطرة الفرعون نخاو الثاني، لفترة وجيزة، إلا أن الإمبراطورية البابلية الثانية تمكنت من استعادتها بعد فترة قصيرة. وأصبحت المدينة لاحقا بعد صعود الأخمينيين جزأ من إمبراطوريتهم.


في سوريا الأنتيكية
المقالات الرئيسية: سوريا الرومانية وحلف الديكابولس


نصب تحول بولس إلى المسيحية في باب كيسان.
لحوالي الألف عام وبدءًا من 331 قبل الميلاد، كانت دمشق جزءًا من سوريا الأنتيكية، أساسًا عبر حكمي الدولة السلوقية ثم ولاية سوريا الرومانية؛ وخلال بعض الفترات كانت دمشق جزءًا من ممالك الحكم الذاتي السورية، كدولة الأنباط في القرن الأول، ومملكة تدمر في القرن الثالث، ويذكر أن سكان دمشق استنجدوا بالملك النبطي الحارث الثالث عام 84 لحمايتهم من قطاع الطرق، وبذلك بلغت الدولة النبطية أقصى اتساعها. واكتسبت دمشق وضع مدينة حرّة، وهو ما كان يعفيها من الضرائب ويشجّع فيها التجارة، وشكلت حلف المدن العشر أو «الديكابوليس» بدءًا من القرن الأول قبل الميلاد؛ ومنحت في عهد الإمبراطور هادريان وضح متروبول أي مدينة كبرى، وإن لم تكن مركزًا لولاية حتى عام 400 حين قسّم البيزنطيون البلاد إلى أربعة ولايات، والتي كانت دمشق بموجبها عاصمة ولاية فينيقيا الثانية. ولعلّ أكبر كارثة حلّت بالمدينة، الاجتياح الفارسي عام 614 بقيادة كسرى الثاني، والذي انتهى عام 629 حين تمكن هرقل من طرد الفرس في سوريا.


بقايا معبد جوبيتير في دمشق.
مكثت دمشق سريانية اللغة والثقافة في العصور الأنتيكية، رغم انتشار اليونانية فيها لاسيّما في الطبقات العليا، ولم تحلّ لغة الانثقاف مكان اللغة الأصلية كما حصل في مناطق عديدة لاسيّما في الساحل، وبرزت من دمشق شخصيات سورية يونانية الثقافة على مستوى الإمبراطورية مثل أبولودور؛ وشهدت دمشق في مرحلة سوريا الأنتيكية، ازدهارًا عمرانيًا، وتخطيطًا على نمط هيبوداموس وتوسعًا، واحتوت كعواصم العالم الإغريقي، مسارح، وساحات لسباق الخيل، وحمامات، وأقواس نصر، ومدافن فخمة، ويعود لتلك الحقبة من تاريخ دمشق، نمو سورها، وأبوابها، ويضيف بعض المؤرخين قلعتها. خلال مرحلة ما قبل الميلاد، انتشرت عبادة الإله الآرامي حدد - وهو المقابل لجوبتير الروماني، وزيوس اليوناني، ضمن سياسة توفيق الآلهة - في المدينة؛ ووصف بكونه سيّد دمشق، وشيّد على اسمه معبد جوبتير؛ ووجدت في دمشق جماعات ضخمة من يهود سوريا من مرحلة قبل الميلاد، وانتشرت فيها المسيحية منذ قرنها الأول، وحسب سفر أعمال الرسل، فإن القديس بولس، تحوّل إلى المسيحية قرب دمشق،أع 9:3] ومنها انطلق في النشاط التبشيري، بعد أن تمّت تدليته في سلة من إحدى نوافذ السور، إذ أراد الحاكم إلقاء القبض عليه وقتله.2كو 11:33]


الخلافة الراشدة والأموية
المقالات الرئيسية: فتح دمشق 635 وجند دمشق ومعركة مرج راهط
في سبتمبر 635م فتح خالد بن الوليد دمشق سلمًا بعد ستة أشهر من الحصار، ومنح في إثرها الأمان لسكانها حسب صكّ التسليم المبرم بينه وبين أسقفها سرجون بن منصور؛ وهو الصك الذي استسلمت بموجبه سائر المدن السورية؛ وفي العام التالي (13هـ/636م) وقعت معركة اليرموك الحاسمة في تاريخ فتوح الشام. بعد الفتح استقرّ الولاة في دمشق، وبذلك انتقلت عاصمة البلاد من أنطاكية إليها؛ وبعد أربع سنوات من الفتح عيّن معاوية بن أبي سفيان واليًا على دمشق، خلفًا لأخيه يزيد بن أبي سفيان؛ وخلال فتنة مقتل عثمان أعلن معاوية التمرد على الخليفة علي بن أبي طالب، واستقلّ بحكم الشام، وبسط نفوذه في مصر عبر عامله عمرو بن العاص، وبعد خمس سنوات من القتال، انتهت الحرب في عام الجماعة (40هـ) بإعلان الدولة الأموية وعاصمتها دمشق؛ وبذلك يكون معاوية قد حكم دمشق أربعين عامًا عشرون منها كوالي، وعشرون أخرى كخليفة.


باب شرقي في نهاية الشارع المستقيم، وحسب بعض الروايات المتأخرة، منه تم الفتح.
وخلال «الفتنة الثانية» والتي كان قائدها في دمشق يزيد بن معاوية، نقل إلى دمشق رأس الإمام الحسين وعدد من نساء أهل البيت منهم السيدة زينب؛ كما استقر في دمشق عدد من زوجات النبي، والصحابة، ودفنوا فيها. خلال الصراع بين فروع الأسرة الأموية على الحكم وقعت معركة مرج راهط قرب دمشق بين أتباع الأمويين وأتباع عبد الله بن الزبير، والتي ثبتت البيت المرواني وزعيمه مروان بن الحكم في السلطة؛ وفي أعقاب حكمه لا سيّما أيام ابنه عبد الملك، وحفيديه الوليد وهشام، عاشت دمشق أزهى أيامها، فمع توسع الدولة وتدفق أموال الجباية على عاصمتها تكاثرت في دمشق القصور والحمامات وغيرها من المباني والمحال العامة، ويروي المؤرخون أن الناس إذا التقوا بعضهم في أيّام الوليد وهشام، كان حديثهم عن العمارة، وفنون البناء، ومجمل ما يمكن استنتاجه من خلال مصادر المؤرّخين، أن مدينة دمشق في العهد الأموي كانت تحفل بحلّة جميلة بعد أن نعمت بالمركز الممتاز، والخير العميم، والازدهار الاقتصادي، ويحدّث المؤرخون عن أحواض المياه والنواعير والسّقايات التي كانت منبّثة على أطراف الشوارع، وعلى أبواب المباني العامّة، وفي الأسواق والسّاحات، وعند أبواب المدينة، ولقد عدّد ابن عساكر عشرين منها كانت باقية إلى عهده يرجع أكثرها إلى عصر بني أميّة؛ ولعلّ «دار الإمارة» التي شيدها معاوية لتكون مقرًا له والتي سميت أيضًا «الدار الخضراء» نظرًا لقبتها الخضراء، إحدى أول وأبرز المشاهد العمرانية الأمويّة في المدينة، كما شيّد الأمويون مستشفيان كبيران داخل المدينة ودارًا للخيول.


وبنى الوليد الجامع الأموي وأسرف في تزينه بالفسيفساء، وكذلك الحال في حلب، وكان الجامع الأموي مسجد دمشق الوحيد داخل الأسوار إلى جانب مصليين صغيرين خارجها، ولم يبن الأمويون سواهم. ونتيجة هذا الازدهار استقر حولها على ضفاف نهر بردى عدد من القبائل، وشقّ «نهر يزيد» من نهر بردى لتأمين الريّ لمساحة أكبر من الأراضي؛ كما اهتمّ الوليد أيضًا بالطرقات وربط المدن بعضها ببعض لا سيّما بين دمشق والبادية، حيث شيّد الأمويون ما يزيد عن عشرين قصرًا للتنزه وممارسة الرياضات المختلفة، وشهدت المدينة بالتزامن مع ذلك نهضة ثقافيّة. وبعد وفاة هشام أصيبت الدولة بالتصدع، وتعاقب عليها ضعاف الخلفاء، واندلعت فيها فتن دامية بين العرب من القيسية واليمنية، وخلع البيت الأموي نفسه خليفتين، ونقل مروان بن محمد آخر الأمويين، عاصمته إلى حران، ولم يتوقف تداعي صرح الدولة في عهده، وبختام العصر الأمويّ زال عهد دمشق الذهبي.


الخلافة العباسية
المقالات الرئيسية: اجتياح دمشق 750 وحصار دمشق 1148 وأيوبيو دمشق


باب الصغير في دمشق القديمة، النقطة التي دخل منها العباسيون إلى المدينة.
تابعت قوات الثورة العباسية تقدمها في أملاك الدولة بعد انتصارها على الأمويين في معركة الزاب عام 749م، حتى فرضت حصارًا على دمشق دام شهرًا ونصف الشهر، ثم تمكّن المحاصِرون من نقب السور عند باب الصغير، وفتحت المدينة للعباسيين، الذين ارتكبوا فيها قسطًا وافرًا من عمليات القتل، والنهب، والتدمير، وقد ذكرها مؤرخو تلك الفترة ومنهم المقدسي. وقد أهملت المدينة في العصر العباسي الاول، ولم تول أية أهمية، وشهدت عدة ثورات ضد الولاة العباسيين، منها ثورة عثمان الأزدي عام 753، وثورة 850 ضد المتوكل على الله لما مارسه واليها من «استذلال» لأهلها، ثم عام 868 بقيادة عيسى بن الشيخ الذي أعلنها دولة مستقلة استمرت حتى عام 896، حيث كلف المعتمد على الله أماجور التركي بالقضاء على دولة عيسى بن الشيخ، وهو ما تمّ له فعلاً. كذلك فقد اندلعت فتن وحروب أهلية بين القيسية واليمانية داخل المدينة بين 792 - 796، وفي عام 802 أيضًا. ويذكر أنّ المتوكل على الله أراد نقل حاضرة الخلافة من سامراء إلى دمشق، وكتب لواليه فيها بذلك، غير أنه لم يمكث فيها سوى شهرين وعاد إلى سامراء تحت ضغط رجال دولته الأتراك. ولم يترك العباسيون أثرًا معماريًا هامًا في المدينة باستثناء ما ذهب إليه عدد من المؤرخين بأن قبة الخزنة في الجامع الأموي إنما بنيت في خلافة محمد المهدي عام 774.


"قبة الخزنة" في الجامع الأموي، التي يعود بنائها للخليفة المهدي.
خلال القرن العاشر الذي تميّز بضعف الدولة في بغداد، وانتشار الدويلات المستقلة في أرباضها، تتالى على حكم دمشق الطولونيون حتى عام 906، ثم الإخشيديون، وتعرضت المدينة في عهدهم لغارات شنها القرامطة والبيزنطيون؛ وتلا الإخشيد الحمدانيون 968 حين استعادها الإخشيد مجددًا عام 967، وكانت جزءًا من أملاك خلفائهم الفاطميين حتى 947، حين استنجد أهل دمشق بالقائد التركي أفتكين الذي وصل حمص، فزحف منها إلى دمشق للسيطرة عليها، وقد وقعت اثنتي عشرة معركة بين أفتكين والقائد الفاطمي جوهر، كان آخرها معركة الشاغور، التي خرجت بنتيجتها الشام عن حكم الفاطميين؛ إلا أنهم عادوا بعد فترة قصيرة، وساءت أيام الفاطميين أحوال المعيشة وهجرها السكان بنتيجة الغلاء، فانخفض عدد قاطنيها بشكل كبير، وقامت ثورات أحداث عامي 982 و999، واستمرّ حكم الفاطميين حتى 1075 حين سيطر عليها السلاجقة، بقيادة تتش بن ألب أرسلان ثم ابنه دقاق؛ اهتم السلاجقة بالناحية الدينية في دمشق خصوصًا إثر انتشار المذهب الشيعي في أعقاب سيطرة الفاطميين على المدينة، فأنشؤوا عددًا من المدارس الدينية مجانًا، كما اعتنوا ببناء البيمارستانات، وقد تحولت دمشق إلى دولة سلجوقية مستقلة بعد انفراط عقد الدولة السلجوقية الموحدة إلى مجموعة من الدول المسيطرة على المدن الكبرى في الشام.


قبة مدفن نور الدين زنكي في دمشق القديمة.
بعد نجاح الحملة الصليبية الأولى في تأسيس إمارات لها في الساحل الشامي، بلغت حدود مملكة بيت المقدس أطراف دمشق الجنوبية في الجولان، وتعرضت حوران لغارات عديدة من قبلهم، وهو ما هدد أمن دمشق واقتصادها، لكون حوران مصدر قمحها؛ وأبرمت دمشق السلجوقية عام 1110 هدنة مع مملكة بيت المقدس، وفي 1129 اتهم السلاجقة الإسماعيليون بالخيانة وقتل 6,000 إسماعيلي من سكان المدينة مع قادتهم؛ وشهد عام 1132 انتقام الإسماعيلية باغتيال تاج الدين البوري، حاكم دمشق السلجوقي؛ واستغلّ صليبيو القدس الوضع مجهزين جيشًا من 60,000 جندي للهجوم على المدينة، فقام تاج الدين بوري بالتحالف مع عماد الدين زنكي بهدف منع تقدم الجيش وهو ما نجح في تحقيقه؛ وفي عام 1148 ضربت الحملة الصليبية الثانية حصارًا حول دمشق إلا أنه باء بالفشل بجهود نور الدين زنكي حاكم حلب، الذي عاد فخلع السلاجقة عام 1154 موحدًا سوريا تحت حكمه؛ وبعد وفاة نور الدين واندثار الدولة الزنكية، تبعت دمشق حكم صلاح الدين والدولة الأيوبية التي شملت في عهده الشام، ومصر، والحجاز، واليمن؛ إلا أنه بعد وفاته عام 1193 انقسمت دولته بين الورثة، فكانت دمشق دولة أيوبية مستقلة بين 1193 - 1201، و1218 - 1245، و1250 - 1260. خلال فترة الحروب الصليبية، اكتسبت دمشق سمعة كبيرة لدى الصليبيين، فالحرير والخشب المزخرف والمطعم وغيرها من سلع الرفاهية إنما كانت تنقل عبر دمشق ومنها إلى أوروبا.


عهد السلطنة المملوكية
اعتبر المماليك الذين حكموا البلاد بدءًا من 1250 دمشق ثاني مدنهم بعد القاهرة لموقعها الحربي وغنى أراضيها؛ واعتبروها مركز نيابة بلاد الشام. وتتالت على دمشق في القرن الثالث عشر غزوات المغول المتلاحقة، وأشدها «غزوة غازان» التي وقعت في عام 1300، وقد بلغ عدد قتلى سكان المدينة حوالي مائة ألف شخص حسب ما نقل عن قدماء المؤرخين، إلى جانب إحراق مكتباتها وأسواقها، غير أنهم فشلوا في اقتحام قلعتها لمناعة موقعها وحصانة سورها المزدوج، فخرجوا من المدينة وأعيدت الخطبة لسلطان مصر.


المكتبة الظاهرية في المدينة، وقد بناها الظاهر بيبرس لتكون مدرسة شرعيّة، وغدت اليوم دارًا للكتب ومتحفًا للوثائق والمخطوطات القديمة.
وفي عام 1402، قام المغول بحملة ثانية على دمشق بقيادة تيمورلنك، وقد أحرقت المدينة بما فيها الجامع الأموي، وسُبي منها بنتيجة الحملة عدد وافر من الصنّاع والحرفيين والعلماء إلى سمرقند، فساهموا بنهضتها الثقافية. وفي عهد السلطان برسباي (1422 - 1438) أصيبت بلاد الشام بدءًا من حلب وانتهاءً بالكرك بوباء مجاعة، حتى مات الناس من الجوع أو من الطاعون، ولعلّ عدم إيلاء المماليك للزراعة الاهتمام الكافي من ساهم في انتشاره، ويقول نقولا زيادة أنه لو لم تكن دمشق غزيرة المياه وخصبة الأراضي لما عادت إليها الحياة المزدهرة بسرعة ما كان، على أن المماليك لم يهملوا الزراعة فحسب بل الأمن أيضًا وباستثناء قلعة دمشق التي يتولى شؤون حراستها حامية معينة من القاهرة، فإن أحياء دمشق وحاراتها كانت معرضة لغزو البدو وقطاع الطرق، هذا ما دفع أهالي الأحياء لتسليح أنفسهم وتنظيم فرق من أهالي الحيْ تتولى الدفاع عن الحي، ثم أصبح لهذه القوى من الأمن ذاتي ما يشبه نقابات خاصة؛ كذلك فقد حُصر بآل السيوفي منصب شيخ المدينة، يتناقله أعضائها بالوراثة، ومن مهام شيخ المدينة تمثيل الأهالي ومطالبهم أمام الوالي، والتوسط لهم في القضايا المختلفة. رغم ذلك فإن عدد سكان المدينة كان ينمو باطراد وحينها كان حي الصالحية أكبرها، إضافة إلى ظهور أحياء جديدة وضواحي على أطرافها، وإلى جانب النمو الديموغرافي فإن نموًا اقتصاديًا شهدته المدينة خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وقامت عدد من الأسواق كسوق الدباغين وسوق الخيل وسوق ساروجة الذي كان أكبرها وأسرعها نموًا. وقد اهتم المماليك بتأسيس المدارس الشرعية الإسلامية ومنها المدرسة الظاهرية التي اشتهرت بزخرفتها، وأداروا ستة مستشفيات كبيرة تعرف باسم «البيمارستان» خلال مدة حكمهم، ومنذ القرن الخامس عشر غدت دمشق مركزًا هامًا للصوفيين، وقد برز من المدينة خلال حكم المماليك عدد من الشعراء والمؤرخين والفقهاء وغيرهم.


في سوريا العثمانية
المقالات الرئيسية: ولاية دمشق وإيالة دمشق


الأمير فخر الدين المعني الأوّل يلقي خطابه بين يديّ السلطان سليم في دمشق
أوليت دمشق أهمية خاصة خلال زمن الدولة العثمانية ولقبت «بالشام الشريف»؛ وبعد معركة مرج دابق، دخل السلطان سليم الأول دمشق يوم 26 سبتمبر 1516، وكان أول أعماله ترميم الجامع الأموي؛ وقضى السلطان سليم في دمشق فترتين الأولى عام 1516، والثانية بعد عودته من مصر عام 1517، حيث أنفق معظمها في تنظيم الشؤون الإدارية للولاية، وفي عام 1524 ثارت دمشق بقيادة واليها جان بردي الغزالي، وانضمت إليها مدن أخرى كحمص وحماه، فسار فرحات باشا والي حلب بأمر من سليمان القانوني إليها، فقضى على التمرد قبل امتداده.


بين العصرين المملوكي والعثماني استمرت الكتابة في مصنفات تربية الأطفال وتأديبهم، ونذكر من مصنفات تلك الحقبة ابن حجر الهيتمي (974-909هـ/1566 – 1503 م) الذي وضع وهو في مكة مصنفه الشهير"تحرير المقال في آداب وأحكام وفوائد يحتاج إليها مؤدبو الأطفال. ويبين الهيتمي في مؤلفه هذا ما يحتاج إليه مؤدبو الأطفال من المعارف المتصلة بالتربية، ويعرض لأهم المبادئ التربوية التي توجه عمل المؤدبين في دور العلم.


ووقف المؤرخون الدمشقيون اللاحقون (م1546) أمام انتشار ظاهرة فساد الأخلاق في فترة القرن الذي سبقهم، والتي كانت محل استهجان ورفض ونقد لموقف السلطة السياسية منها، وبخاصة فيما يتصل بارتكاب الفواحش والجهر بها من شرب الخمر، وممارسة اللواط، وانتشار بنات الهوى في الأسواق. ويكشف ابن طولون الصالحي (ت:953هـ/1546م) بأن لبنات الهوى بيوتاً خاصة بهن؛ إذ يذكر في أحداث شهر جمادى الأولى سنة 885هـ/ تموز 1480م أنه تم تخريب «..بيوت بنات الخطأ بين جامع التوبة وجامع الجديد بعد أن اشتريت القيسارية من ابن الصقر التاجر بمبلغ ثلاثين أشرفية، ثم انتقلت بنات الخطأ إلى جوار المدرسة اليونسية بالشرف الأعلى»


غير أن اهتمام العثمانيين بالمدينة لم ينقص، فشيّدوا التكية السليمانية، ورمموا حي الصالحية، الذين لا يزالا ماثلين إلى اليوم، كأحد منجزات العثمانيين المعمارية المبكرة في سوريا، ولم يكن استقرار الولاة من شيم العهد العثماني، وهكذا تعاقب على دمشق في 148 سنة الأولى من حكم العثمانيين فيها ما لا يقلّ عن 138 واليًا ولم يدم منهم في وظيفته مدة سنتين إلا ثلاثة وثلاثون واليا؛ وبين عامي 1815 و1895 توالى 61 والي بمعدل والي في كل سنة ونصف. وكان الولاة دائمي النزاع مع الولايات المجاورة، فعلى سبيل المثال نشبت الحرب بين والي دمشق ووالي طرابلس الشام بين عامي 1664 و1667.


التكية السليمانية التي أنشأت بأمر السلطان سليمان القانوني في القرن السادس عشر.
أصبحت دمشق ميناءً بريًا للقوافل التجارية بين مختلف مناطق الدولة، وحسب شهادة الرحالة الفرنسي لوران دارفيو في القرن السابع عشر، فإن سكّان دمشق يحبون العيش برفاهة واقتناء الآثاث الفاخر، وأن منازل المدينة توحي بالعظمة لروعتها، أما فيما يخصّ التجارة فقد كتب درافيو أن دمشق واحدة من الأسواق الرئيسية في الدولة العثمانية فهي محط القوافل التجارية القادمة من مكة والهند وبلاد فارس محمّلة بمختلف السلع، ومكان لصناعة الأقمشة التي اشتهرت بها المدينة. وإلى جانب القوافل التجاريّة، فإن المدينة والتي كانت نقطة تجمّع لقوافل الحجاج المسلمين، قد اعتمدت على قوافل الحج في تأمين الوفرة النقدية وتنشيط عمليات البيع والشراء. لسوء الحظ، فإن قوافل الحج في أواسط القرن الثامن عشر قد تعرضت لهجمات من قبل البدو أو من قبل مقاتلي الحركة الوهابية وفشل الولاة المتعاقبون في الغالب في تأمين الحجيج ولعلّ أكبر الحوادث ما وقع عام 1757 حين نهبت القافلة التي كانت تحوي ستين ألف حاج بكامل ما تحمل. ونتيجة انعدام الأمن خلال تلك المرحلة انخفض عدد الحجاج إلى نحو ألفي حاج فقط ما أثر على اقتصاد دمشق بشكل بالغ السوء.


في عام 1724 أسندت ولاية دمشق إلى إسماعيل باشا العظم وهو «خير وال عرفته المدينة في العصر العثماني»، وله يعود تشيييد قصر العظم الذي اعتبره فيليب حتي «أروع أثر عربي في القرن الثامن عشر»، وفي عام 1771 دخلت المدينة في حوزة والي عكا ضاهر العمر إلا أنه اضطر للتنازل عنها سلمًا في العام التالي. وفي عام 1782 غدا أحمد باشا الجزار واليًا وكان حكمه قاسيًا إذ أضنك الشعب بالضرائب وضاعف من الأتاوة على التجار، وأصيبت دمشق وغوطتها بالقحط والجفاف عام 1793، وحين أعيد تعيينه واليًا عام 1803 أغلق أهل دمشق باب المدينة في وجه مندوبه سليمان باشا، ولذلك فرض عليهم غرامات طائلة وصادر أملاكهم ومكث واليًا إلى أن توفي عام 1804 قبل أن يعود الولاة العثمانيين المتعاقبين على تسيير شؤونها.


سوق الحميدية أحد أشهر الأسواق، ويعود تاريخ تشييده إلى لفترة العثمانية.
وفي فبراير 1831 ثارت دمشق بعد إعلان الوالي ضريبة جديدة اعتبرها السكان باهظة، وشكّل أهالي حي الميدان ذي الغالبية الفقيرة نواة المنتفضين، الذين قاموا بمحاصرة الوالي وكبار حاشيته في القلعة، ثم اقتحموها قاتلين الوالي وكبار حاشيته، وساحلين جثته جارين إياها من حي إلى حي في شوارع دمشق.


وفي العام نفسه، دخل إبراهيم باشا دمشق سلمًا باسم والده والي مصر محمد علي باشا، وكان حكم إبراهيم باشا في الشام إصلاحيًا من مختلف الجوانب، رغم الفترة القصيرة التي مكث بها في السلطة، إذ اضطر للانسحاب بضغط القوى الكبرى العسكري في 17 سبتمبر 1840. في عام 1845 نهب البدو قافلة تجار دمشق المتوجهة إلى بغداد وكانت مكونة من ثلاثة آلاف جمل فأفلس تجار المدينة وأصبحت طريق التجارة مع بغداد تمرّ بحلب والموصل أي أطول مما كانت عليه بثلاث مرات، وفي عام 1851 طبّق نظام التجنيد الإجباري للمرة الأولى بعد سقوط حكم محمد علي مع ما تركه من آثار سلبية تمثلت بالهجرة الداخليّة والخارجيّة على حد سواء وتراجع الاقتصاد وقسمة العائلات للحصول على إعفاء الرجل الوحيد؛ وشهدت دمشق مجازر 1860 التي أفضت لقتل آلاف المسيحيين؛ على أنّ الهزيع الأخير من القرن التاسع عشر كان عهد نهضة، لاسيّما في عهود الولاة المصلحين أمثال مدحت باشا، وغدت دمشق خلال تلك الفترة، إحدى ميادين النهضة العربية وتأسست بها صحف ومجلات، وانتشرت المدارس وأسست نواة الجامعة السورية، والجمعيات السياسية، والمسرح برعاية أبو خليل القباني، وتزايدت الآثار العمرانية وشقت ساحات المدينة البازرة أمثال ساحة المرجة فضلاً عن انطلاق سكة حديد الحجاز والاتصال بالتلغراف معها.


دمشق المعاصرة
المقالات الرئيسية: المملكة السورية العربية ومعركة ميسلون والانتداب الفرنسي على سورية ولبنان ودولة دمشق ومعركة دمشق 1941 وتفجيرات دمشق 1981 والجيش الخامس (الدولة العثمانية)


يوسف العظمة قائد المدافعين عن دمشق في معركة ميسلون
عانت دمشق خلال الحرب العالمية الأولى من ضنك العيش بنتيجة المجاعة التي اجتاحت البلاد وموجات الهجرة، فضلاً عن كونها مقر الجيش العثماني الخامس، وتعسّف الحاكم العسكري جمال باشا السفّاح، الذي أسس ديوانًا للأحكام العرفية فيها، وبلغ ذروة قرارته بإعدام سبعة من وجهاء المدينة في 6 مايو 1916 وهو ما تحوّل إلى عيد للشهداء. في 30 سبتمبر 1918 انسحبت القوات العثمانية والوالي العثماني من دمشق مؤذنًة بانتهاء عصر سوريا العثمانية. وفي اليوم التالي وصلتها قوات من جيش الثورة العربية الكبرى، وبعدها بأيام فيصل بن الحسين، الذي نصّب في دمشق يوم 8 آذار/مارس 1920 ملكًا على سوريا (التي كانت تعني كامل بلاد الشام) خلال حفل إعلان الاستقلال وإنشاء المملكة السورية العربية. غير أن عهد الاستقلال لم يستمرّ طويلاً، إذ دخلت القوات الفرنسية دمشق بعد معركة ميسلون في 24 يوليو 1920، وفي سبتمبر أعلنت دولة دمشق المصغّرة ضمن خطة الانتداب الفرنسي لتقسيم سوريا إلى دويلات. في عام 1922 نقلت عاصمة البلاد إلى حمص ضمن الاتحاد السوري، على أن تبقى دمشق عاصمة إقليم دمشق فقط، وهو ما ألغي عام 1925 بعودة دمشق عاصمة الدولة السورية.


«قاعة القبة» في مبنى البرلمان، رمز الحياة النيابية، خلال الجمهورية الأولى
عام 1925 وصلت الثورة السورية الكبرى إلى دمشق، وتحولت الغوطة إلى إحدى معاقلها الرئيسية، ولعلّ أبرز مرحلة في تلك الفترة أحداث 18 أكتوبر حين استولى الثوار على أحياء الميدان والشاغور ووصلوا حتى سوق البزورية وقصر العظم مقر مندوبي المفوضيّة الفرنسيّة العليا، وطردوا جميع عناصر الشرطة واستطاعوا الاستيلاء على ما فيها من أسلحة، وبلغ التماس ساحة المرجة، إلا أن قصف المدينة بالمدفعية الثقيلة من قاسيون أجبر المقتحمين على الانسحاب. في 1936 كانت دمشق شرارة الإضراب الستيني، وبعدها انطلقت منها احتجاجات 1939، التي أفضت لنزول وحدات الجيش الفرنسي السنغالية واحتلالها ساحات المدينة. خلال الحرب العالمية الثانية، نشبت معركة دمشق عام 1941 والتي أفضت لسيطرة الحلفاء ممثلين بالجيش البريطاني وقوات فرنسا الحرة على المدينة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اندلعت من دمشق انتفاضة الاستقلال التي شهدت قصف دمشق للمرة الثانية، ونزول قوات بريطانية فيها، وبشكل عام أدت الانتفاضة لنيل الجلاء. بعد الاستقلال كانت دمشق مسرحًا لعدد من الانقلابات العسكرية أهمها انقلاب آذار 1949 وانقلاب 1954، الذي انطلق من حلب وأدى إلى حالة فوضى في دمشق لمدة يومين تخللتها عمليات سلب ونهب. وكرد فعل على حرب فلسطين وإنشاء إسرائيل، شهدت المدينة عام 1948 احتجاجات ومظاهرات تعرضت خلالها مواقع لليهود في المدينة وعدد من مقار البعثات الدبلوماسية، بما فيها مقر الأمم المتحدة، لعمليات نهب واعتداء، وكان أكبر هذه الاعتداءات تفجير كنيس المنشارة. خلال تمرد الإخوان المسلمين في الثمانينات، وقعت في دمشق عدة تفجيرات بين 1981 - 1986، واستهدافات بالسيارات المفخخة كان أكبرها تفجير الأزبكية. تأثرت المدينة بالصراع مع إسرائيل، فتعرضت دمشق الكبرى لاستهدافات صهيونية في أزمنة الحرب، مثل حرب حزيران 1967، وخارج أزمنة الحرب مثل اغتيال عماد مغنية عام 2008 وقصف مركز البحوث العلمية في جمرايا مرتين في 2013.


تطورت المدينة على صعيد الخدمات والتخطيط العمراني وزادت المرافق العامة وغدت أكثر حداثة، وبرزت المشاريع المعمارية الضخمة فيها؛ كما أفضت الهجرة من الريف إلى المدينة والنزوح من الجولان وفلسطين إلى نشوء ضواحٍ سكنية ملحقة بدمشق مثل مخيم اليرموك والحجر الأسود.


في الأزمة السورية
المقالات الرئيسية: الأزمة السورية ومعركة الغوطة وبركان دمشق وزلزال سوريا
اندلعت الأزمة السورية في مارس 2011، وشهدت دمشق احتجاجات سلمية لمدة سنة كاملة، قابلها النظام بعنف مفرط، مما أنشأ أنواع مختلفة من الاحتجاجات المعارضة، التي تحولت إلى نزاع مسلح مع النظام؛ في 6 يناير 2012 انفجرت أول سيارة مفخخة في دمشق ما أسفر عن مقتل 26 شخصًا؛ وتكررت عمليات الاستهداف فيما بعد ولعلّ عملية بركان دمشق وزلزال سوريا، التي استهدفت قيادات بارزة في النظام، أهم عملية تفجير داخل المدينة. أيضًا، فإن المعارك الحربية، احتدمت في مناطق ريف دمشق، عازلة المدينة عن أجزاء واسعة من ريفها، وعن بعض ضواحيها، وأفضت لحركة نزوح واسعة إلى المدينة؛ وبشكل عام تكررت الاشتباكات والمعارك في ريف دمشق وبعض ضواحي المدينة نفسها كمخيم اليرموك، وكذلك الاستهدافات بالسيارات المفخخة، وبقذائف الهاون والصواريخ، ما بعد مرحلة تحول الأزمة إلى صيغة العسكرة الكاملة؛ في حين عانت المدينة من الغلاء، وانقطاع الطرق، وانتشار الحواجز الأمنية بشكل كثيف إضافة إلى نزوح الآلاف من المناطق المحيطة بدمشق إلى المناطق الأمنة.


الجغرافيا
التشكل الجيولوجي


خارطة بالأقمار الصناعية لمناطق دمشق الكبرى.
بدأ تشكل المنطقة التي تحتلها دمشق حاليًا منذ العصر الطباشيري، وتشير المعلومات المتوافرة أنه مع بداية الزمن الرابع كانت تغطي المنطقة بحيرة واسعة امتدت من الكسوة حتى الضمير، وكانت شواطئها أعلى من شواطئ بحيرة العتيبة الحالية بحوالي 125 مترًا، ويقوم نهر بردى ونهر الأعوج برفدها بالمياه باستمرار إضافة إلى الأمطار والأودية الفرعية والأنهار الموسمية الأخرى، ما أدى إلى قيام مناخ بارد وماطر وانتشار غابات كثيفة. منذ حوالي 500,000 سنة حصل جفاف نسبي في المناخ فتراجعت مياه البحيرة حتى بلغ ارتفاعها 15 مترًا فقط، وأدى تراجعها إلى تشكل تربة غوطة دمشق ومنطقة التربة السوداء الخصبتين نتيجة جملة نشاطات سيلية حتية، ولم يبق من هذه البحيرة سوى بحيرة العتيبة حاليًا، مع العلم أنه قبل حوالي 10,000 سنة حصل جفاف مناخي آخر أدى إلى تراجع مستوى ما تبقى من البحيرة لحدود 6 أمتار فقط.


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Definition: HTS...

Definition: HTS is an approach that combines sensitive detectors, robotics, microspotting, data proc...

The antimicrobi...

The antimicrobial preservative efficacy of the eye-drops challenged with E. coli, S. aureus and P....

تعتبر الثقافة ب...

تعتبر الثقافة بمفهومها العام من اكثر العوامل المؤثرة على سلوك الزبون وهي من المحددات الرئيسية لرغبات...

الكربون يمتلك خ...

الكربون يمتلك خصائص فريدة مثل رباعية التكافلية والتسلسل الكربوني والايزوميرية والمجموعات الوظيفية، و...

يستكشف "علم نفس...

يستكشف "علم نفس صنع القرار" العمليات المعقدة الكامنة وراء الاختيارات البشرية، ويدمج النظريات من علم ...

حيث هدف البحث إ...

حيث هدف البحث إلى تحليل تطورات سعر الصرف في جمهورية مصر العربية في الفتره (۲۰۱۵): (۲۰۱۹) ، أثر تقلبا...

مرحلة نظرية الو...

مرحلة نظرية الوزير: بمقتضى نص صادر 1790 منع القضاء من الفصل في المنازعات الإدراة فإن أخطأت الادارة ك...

عند تقريب مغناط...

عند تقريب مغناطيس او ابعاده من ملف او عندما يقطع سلك مجال مغناطيسي يتولد قوة دافعة كهربائية مستحثة ت...

- Microfluidic ...

- Microfluidic systems within collagen matrices replicate in vivo-like for disease modeling. - Exam...

عزيزي/تي قتيبه،...

عزيزي/تي قتيبه، تم حجز موعد في عيادة العلاج الطبيعي ب 01/01/2024 10:00AM الرجاء الحضور قبل الموعد بـ...

اهم ثلاث نقاط ل...

اهم ثلاث نقاط لتكون شابا ناجحا : 1. تحمل المسؤولية الكاملة عن حياتك كن مسؤولًا عن مكان وجودك في ...

جغرافيتها تطورت...

جغرافيتها تطورت الحضارة العربية الإسلامية خلال العصور التي درج المؤرخين الأوروبيين على تسميتها بالعص...