لخّصلي

منهج البحث في العلوم الطبيعية ( المنهج الاستقرائي التجريبي ) تعريف الاستدلال الاستقرائي: يمكن تعريف الاستقراء بأنه " العملية التي ينتقل فيها العالم من بحث حالات جزئية بحثا تجريبيا إلى حكم عام ينطبق على الحالات والحالات المماثلة لها " لا فالاستدلال التجريبي " الاستقراء " هو طريقة في البحث تستند على الملاحظة والتجربة بهدف التوصل إلى حكم عام على الظاهرة موضوع البحث فهو يبدأ في حالات جزئية محسوسة ليصل منها إلى حكم عام ينطبق على هذه الحالات الأخرى المماثلة " المشابهة " لها والتي لم تقع تحت البحث العالم حينما وصل إلى الحكم العام " المعادن تتمدن بالحرارة " فإنه قد بدأ بجزيئات الحديد وجزيئات من النحاس وأخرى من الذهب . فلاحظ أن جميع الجزيئات التي أختبرها تتمدد بالحرارة فقام بتعميم الحكم الذي وصل إلية بشأن هذه العينات على كل ما هنالك من حديد ونحاس وذهب والمعادن الذهب معدن يتمدد بالحرارة ( حالة خاصة ) أذن كل المعادن تتمدد بالحرارة ( حالة عامة ) من الواضح أن النتيجة أكبر من المقدمات لان المقدمات لم تتناول إلا أنواع محدودة من المعادن و إلي تعميم يشمل جميع أنواع المعادن ولذلك طريقة من الخاص للعام. 1) الاستقراء تراث إنساني : لقد دار جدل كبير حول من هو أول من وضع أساس الاستقراء ؟ حيث انقسم الباحثون الغربيون إلى أ ) يرى فريق أن أرسطو أول من حاول وضع منهج للتفكير يقوم على المشاهدة أو الملاحظة فقد ذكر في كتبه المنطقية منهجا آخر أسماه " الاستقراء " بوصفه منهجا متميزا عن القياس ، وبذلك يكون أرسطو هو الواضع الحقيقي لمنهج الاستقراء ب) يرى الفريق الآخر أن اهتمام أرسطو كان منصبا أساسا على القياس لذلك لم يقدم لنا في منهجه الاستقرائي شيئا له قيمة أما الذي يعود إليه الفضل في وضع منهج الاستقراء هو الفيلسوف الإنجليزي " فرنسيس بيكون " حيث تحدث عن هذا المنهج بصورة جديدة وبطريقة علمية

• ولكن يمكن أن نلاحظ على هذين الرأيين ما يلي : الله لقد يتجاهل الرأيان السابقان مساهمات أخرى لعبت دورا هاما في تطور المنهج العلمي الاستقرائي من أمثلتها : الخ فليس من المعقول أن يصل المصريون إلى كل هذا الإنجاز العلمي دون أن يكون على معرفة بالطريقة العلمية في التفكير والبحث وهذا ما أوضحه " جيمس هنري برستد (James Henry Breasted) (من ۲۷ أغسطس ١٨٦٥ إلى ٢ ديسمبر ١٩٣٥) " عـالـم آثـار ومؤرخ أمريكي. ٢) كما أن الحضارة الإسلامية صاحبة فضل كبير على العلم والمنهج العلمى حيث يموج تاريخنا العربي الإسلامي بشتى نماذج العلماء الذين كانت لهم اكتشافاتهم العلمية فى جميع ميادين العلم وفروعه ومن العلماء المسلمين الذين كان لهم باع طويل في هذا المجال جابر بن حيان والخوارزمي، والرازي والحسن بن الهيثم]، فهذا جابر بن حيان شيخ الكيميائيين يقول : وملاك" كمال هذه الصنعة العمل والتجربة؛ بعد أن امتحنَّاه وجربناه، وما استخرجناه نحن أيضًا قايسناه على أحوال هؤلاء القوم" ولذلك يُعد جابر أوَّل مَنْ أدخل التجربة العلمية المخبرية في منهج البحث العلمي الذي أرسى قواعده، ومن لم يكن دَرِبًا لم يكن عالمًا، وعليه يكون جابر قد قطع خطوة أبعد مما قطع علماء اليونان قبله في وضع التجربة أساس العمل لا اعتمادًا على التأمل الساكن. يقول قدري طوقان: يمتاز جابر على غيره من العلماء بكونه في مقدمة الذين عملوا التجارب على أساس علمي، كما دعا إلى التأنّي وترك العجلة، وقال: إن واجب المشتغل في الكيمياء هو العمل وإجراء التجربة، ولعل الرازي يكون هو أول طبيب في العالم يستخدم هذا المنهج التجريبي، وذلك من خلال إجراء تجاربه على الحيوانات، لاختبار طرق العلاج الجديدة قبل أن يُجْرِيَها على الإنسان، ففي منهجه الذي سار عليه تراه يقول: "عندما تكون الواقعة التي تواجهنا متعارضة مع النظرية السائدة يجب قبول الواقعة، حتى وإن أخذ الجميع بالنظريات السائدة تأييدًا لمشاهير العلماء فهو يقرر أن الجميع قد ينبهر بآراء العلماء المشهورين الكبار، ويتضح منهج ابن الهيثم العلمي إجمالاً من مقدمة كتابه (المناظر)، فقد بين فيه بإيجاز الطريقة التي هداه تفكيره إلى أنها الطريقة المثلى في البحث، يقول ابن الهيثم: ". ونبتدئ في البحث باستقراء الموجودات، جميع الميل مع الآراء" بعيدًا عن الظنون والأوهام والأهواء. رجاله في كل العصور لله وإن كان هذا المنهج قد تطور تطورا هائلا في أوربا في العصر الحديث إلا أن ذلك لم يبدأ من فراغ بل أن العلماء الأوربيون استوعبوا جهود السابقين عليهم وخاصة العلماء المسلمين التي ترجمت أعمالهم إلى اللاتينية في فترة الحضارة الإسلامية بأوربا عن طريق الأندلس الإستقراء عند أرسطو الإستقراء التام عند أرسطو

1. هو نوع من الاستقراء يقوم على أساس صدق قضية عامة ٢. من خلال فحص كل الحالات التي تتضمنها تلك القضية مثاال : من خلال فحص السجلات تبين أن كل من يلتحق بوظيفة محامي حاصل على ليسانس الحقوق نستنتج من خلال فحص السجلات أن ليسانس الحقوق هو شرط للالتحاق بوظيفة محامي الاستقراء الناقص عند أرسطو ١. هو نوع من الاستقراء يقوم على أساس فحص عينة من ظاهرة معينة ٢. ينتقل منها إلى التعميم على كل الحالات المشابهة لتلك العينة 3. نقد الاستقراء التام عند أرسطو في الاستقراء التام لا توجد قفزة استقرائية وهو الانتقال من المعلوم إلى المجهول ٢. لا مجال للحديث عن تعميم استقرائي حقيقي وهو الانتقال من المعلوم إلى المجهول . الاستقراء التام مستحيل إذا كانت الفئة التي نتحدث عنها لا تشمل أعداد لا يمكن فحص كل واحدة منها على حدة مثل حبات الرمال المنهج العلمي عند فرنسيس بيكون أوهام الجنس البشرى ١. هي الأخطاء التي يقع فيها النوع الإنساني كله وموجودة في تركيب في العقل الإنساني ٢. تمثل أوهام الكهف نقاط الضعف البشرية في كل شخص على حده أوهام السوق الناس في كل زمان ومكان يقعون تحت تأثير الآراء المشهور ترتيب المعلومات في ثلاث قوائم هي : أ - قائمة الحضور: هي التي تحضر فيها الظاهرة ٤. تفسير الظاهرة (القانون) تعقيب على منهج بيكون رأى بيكون أن الاستقراء هو أهم وسيلة للكشف والاختراع ٢. رأى بيكون أن الاستقراء هو الانتقال من الوقائع الجزئية إلى التعميمات العامة ٣. اغفل بيكون خطوة فرض الفروض رغم أهميتها كمرحلة أساسية في الوصول إلى القانون ه . تعتمد طريقة الاستبعاد عند بيكون على الحالات السلبية التي تنفى الحالات الايجابية ٦ . خطوات المنهج الاستقرائى التجريبي (التقليدي) المشاهدة الدقيقة لظاهرة معينة يوجه فيها الباحث حواسة أو أدواته نحو فحص جزئيات الظواهر المدروسة للكشف عن صفاتها فهي تعد تدخلاً ايجابياً من جانب العقل لإدراك الصلات بين الظواهر التي تعجز العمليات الحسية عن ادراكها . الملاحظة = العقل + الحواس ۲- شروط الملاحظة العلمية: ٢. التهيئة النفسية : يجب أن يكون الملاحظ مهيئاً ومستعداً للملاحظة حتى لا يخطأ. ه. ٢- الفرض العلمي هو تفسير مؤقت للظاهرة التي يقوم بها الباحث وهذا يعنى أن الفرض هو الخطوة الأساسية نحو وضع القانون. شروط الفرض العلمى : ٢- أن يكون قابلاً للتحقيق التجريبي: بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وإلا كان متناقضاً معها كان من العبث أثبات صدقه أو يلاحظ أن هذا الشرط من الحقائق التي كنا نسلم بها. عدم التمسك بالفروض الخاطئة: ينبغى على الباحث ألا يتمسك بالفرض إذا لم يثبت من صحته وأن يكون مستعداً للتخلى عنه أو تعديله في حالة مخالفته للواقع. التجربة والتحقق من صحة الفروض : التفسير شروط التجربة العلمية : -۲

• الفهم والإدراك : أن يتفهم القائم على التجربة الطرق الفنية التي يستخدمها وأن يدرك حدودها ولا يتعداها. إذا تحقيق الفرض عن طريق الملاحظات والتجارب فإنه يصبح التفسير النهائي للظاهرة
• وهو المرحلة النهائية في البحث العلمي والهدف من كل العمليات السابقة. • يضرب لنا عالم الفسيولوجيا الفرنسي كلود برنار ) ۱۸۱۲. ۱۸۷۸ م ) في كتابة عن الطب التجريبي مثالاً يوضح معني الملاحظات والتجارب والفروض العلمية ذات يوم أحضرت أرانب من السوق وحين وضعتها على منضدة المختبر تبولت باعتبار أنها حيوانات تأكل الأعشاب في حين أن بول الحيوانات التي تأكل اللحوم يكون كما هو معلوم صافياً وحمضياً . • وقد قادتني ملاحظتي للحموضة في بول الأرانب إلى تصور أن هذه الحيوانات قد أخضعت لنظام غذائي يناسب الحيوانات أكلة اللحوم .

منهج البحث في العلوم الطبيعية ( المنهج الاستقرائي التجريبي )
تعريف الاستدلال الاستقرائي: يمكن تعريف الاستقراء بأنه " العملية التي ينتقل فيها العالم من بحث حالات جزئية بحثا تجريبيا إلى حكم
عام ينطبق على الحالات والحالات المماثلة لها "
لا فالاستدلال التجريبي " الاستقراء " هو طريقة في البحث تستند على الملاحظة والتجربة بهدف التوصل
إلى حكم عام على الظاهرة موضوع البحث فهو يبدأ في حالات جزئية محسوسة ليصل منها إلى حكم
عام ينطبق على هذه الحالات الأخرى المماثلة " المشابهة " لها والتي لم تقع تحت البحث
مثال :
•
العالم حينما وصل إلى الحكم العام " المعادن تتمدن بالحرارة " فإنه قد بدأ بجزيئات الحديد وجزيئات من النحاس وأخرى من الذهب ... فلاحظ أن جميع الجزيئات التي أختبرها تتمدد بالحرارة فقام بتعميم الحكم الذي وصل إلية بشأن هذه العينات على كل ما هنالك من حديد ونحاس وذهب والمعادن
الأخرى
الحديد معدن يتمدد بالحرارة ( حالة خاصة )
الفضة معدن يتمدد بالحرارة ( حالة خاصة )
الذهب معدن يتمدد بالحرارة ( حالة خاصة )
أذن كل المعادن تتمدد بالحرارة ( حالة عامة )
من الواضح أن النتيجة أكبر من المقدمات لان المقدمات لم تتناول إلا أنواع محدودة من المعادن و إلي تعميم يشمل جميع أنواع المعادن ولذلك طريقة من الخاص للعام. 1) الاستقراء تراث إنساني :
انتقلت منها
لقد دار جدل كبير حول من هو أول من وضع أساس الاستقراء ؟ حيث انقسم الباحثون الغربيون إلى
فريقين :
أ ) يرى فريق أن أرسطو أول من حاول وضع منهج للتفكير يقوم على المشاهدة أو الملاحظة فقد ذكر في كتبه المنطقية منهجا آخر أسماه " الاستقراء " بوصفه منهجا متميزا عن القياس ، وبذلك يكون أرسطو هو الواضع الحقيقي لمنهج الاستقراء
ب) يرى الفريق الآخر أن اهتمام أرسطو كان منصبا أساسا على القياس لذلك لم يقدم لنا في منهجه
الاستقرائي شيئا له قيمة أما الذي يعود إليه الفضل في وضع منهج الاستقراء هو الفيلسوف الإنجليزي
" فرنسيس بيكون " حيث تحدث عن هذا المنهج بصورة جديدة وبطريقة علمية
•

• ولكن يمكن أن نلاحظ على هذين الرأيين ما يلي :
  الله لقد يتجاهل الرأيان السابقان مساهمات أخرى لعبت دورا هاما في تطور المنهج العلمي الاستقرائي من أمثلتها :
  (١) المساهمات التي قدمتها الحضارات القديمة ( السابقة على أرسطو ( كالحضارة البابلية حيث نبوغهم في علم الفلك وكذلك الحضارة المصرية حيث براعتهم في الطب والكيمياء والتحنيط... الخ فليس من المعقول أن يصل المصريون إلى كل هذا الإنجاز العلمي دون أن يكون على معرفة بالطريقة العلمية في التفكير والبحث وهذا ما أوضحه " جيمس هنري برستد (James Henry Breasted) (من ۲۷ أغسطس ١٨٦٥ إلى ٢ ديسمبر ١٩٣٥) " عـالـم آثـار ومؤرخ أمريكي. من أشهر علماء الآثـار والمصريات الغربيين عندما علق على بردية مصرية عن الجراحة والطب وما تزال محفوظة بالمتحف البريطاني بلندن كتبت منذ أكثر من خمسة ألاف سنة .
  ٢) كما أن الحضارة الإسلامية صاحبة فضل كبير على العلم والمنهج العلمى حيث يموج تاريخنا العربي الإسلامي بشتى نماذج العلماء الذين كانت لهم اكتشافاتهم العلمية فى جميع ميادين العلم وفروعه ومن العلماء المسلمين الذين كان لهم باع طويل في هذا المجال جابر بن حيان والخوارزمي، والرازي والحسن بن الهيثم]، وابن النفيس وغيرهم كثير.
  فهذا جابر بن حيان شيخ الكيميائيين يقول : وملاك" كمال هذه الصنعة العمل والتجربة؛ فمَنْ لم يعمل ولم يجرب لم يظفر بشيء أبدًا"وفي كتاب (الخواص الكبير) المقالة الأولى يقول: "إننا نذكر في هذه الكتب خواص ما رأيناه فقط دون ما سمعناه، أو قيل لنا وقرأناه، بعد أن امتحنَّاه وجربناه، فما صح أوردناه، وما بَطَل
  رفضناه، وما استخرجناه نحن أيضًا قايسناه على أحوال هؤلاء القوم" ولذلك يُعد جابر أوَّل مَنْ أدخل التجربة العلمية المخبرية في منهج البحث العلمي الذي أرسى قواعده، وكان أحيانًا ما يُسمّي التجربة بالتدريب، فكان يقول: "فَمَنْ كان دَرِبًا كان عالمًا حقًّا، ومن لم يكن دَرِبًا لم يكن عالمًا، وحسبك بالدُّرْبَة في جميع الصنائع أن الصانع الدرب يحذق، وغير الدرب يعطل"!!
  وعليه يكون جابر قد قطع خطوة أبعد مما قطع علماء اليونان قبله في وضع التجربة أساس العمل لا اعتمادًا على التأمل الساكن. يقول قدري طوقان: يمتاز جابر على غيره من العلماء بكونه في مقدمة الذين عملوا التجارب على أساس علمي، وهو الأساس الذي نسير عليه الآن في المعامل والمختبرات؛ إذ دعا إلى الاهتمام بالتجربة وحثّ على إجرائها مع دقة الملاحظة، كما دعا إلى التأنّي وترك العجلة، وقال: إن واجب المشتغل في الكيمياء هو العمل وإجراء التجربة، وإن المعرفة لا تحصل إلا بها.
  ولعل الرازي يكون هو أول طبيب في العالم يستخدم هذا المنهج التجريبي، وذلك من خلال إجراء تجاربه على الحيوانات، وخاصة القرود، لاختبار طرق العلاج الجديدة قبل أن يُجْرِيَها على الإنسان، وهو منهج علمي رائع لم يُقرَّه العالم إلا منذ فترة وجيزة؛ ففي منهجه الذي سار عليه تراه يقول: "عندما تكون الواقعة التي تواجهنا متعارضة مع النظرية السائدة يجب قبول الواقعة، حتى وإن أخذ الجميع بالنظريات السائدة تأييدًا لمشاهير العلماء فهو يقرر أن الجميع قد ينبهر بآراء العلماء المشهورين الكبار، ويتوقف عند نظرياتهم، إلا أن التجربة أحيانًا ما تتعارض مع النظرية، فهنا يجب علينا رفض النظرية - وإن كانت لمشاهير العلماء - وقبول التجربة والواقعة، والبدء في تحليلها والاستفادة منها.
  وبسبب المنهج التجريبي أيضًا حفلت كتب ابن الهيثم بانتقادات كثيرة لنظريات إقليدس وبطليموس ،مع علوّ قدرهما العلمي، ويتضح منهج ابن الهيثم العلمي إجمالاً من مقدمة كتابه (المناظر)، فقد بين فيه بإيجاز الطريقة التي هداه تفكيره إلى أنها الطريقة المثلى في البحث، والتي اتبعها في بحوثه، يقول ابن الهيثم: "... ونبتدئ في البحث باستقراء الموجودات، وتصفح أحوال المبصرات، وتمييز خواص الجزئيات، ونلتقط باستقراء
  ما يخص البصر في حال الإبصار ، وما هو مطرد لا يتغيَّر، وظاهر لا يشتبه من كيفية الإحساس، ثم نرتقي في البحث والمقاييس على التدريج والترتيب مع انتقاد المقدّمات والتحفظ في النتائج، ونجعل غرضنا في
  جميع
  ما نستقريه ونتصفّحه استعمال العدل لا اتباع الهوى، ونتحرى في سائر ما نميزه وننتقده طلب الحق لا
  الميل مع الآراء"
  وهكذا يكون المسلمون قد توصلوا إلى المنهج العلمي التجريبي، والذي من خلاله تعلمت البشرية كيف تصل إلى الحقيقة العلمية بثقة واقتدار، بعيدًا عن الظنون والأوهام والأهواء.
  له ومن ثم فإن إرجاع الفضل في وضع الاستقراء إمـا إلـى أرسطو أو بيكون أمر ينطوى على بعض التعصب فهذا المنهج هو في حقيقة الأمر تراث إنساني ساهمت جميع الحضارات فيه بنصيب وكان له
  رجاله في كل العصور
  لله وإن كان هذا المنهج قد تطور تطورا هائلا في أوربا في العصر الحديث إلا أن ذلك لم يبدأ من فراغ بل أن العلماء الأوربيون استوعبوا جهود السابقين عليهم وخاصة العلماء المسلمين التي ترجمت أعمالهم
  إلى اللاتينية في فترة الحضارة الإسلامية بأوربا عن طريق الأندلس
  •
  الله ولكن مع هذا فإننا لا ننكر مساهمة كل من أرسطو وبيكون في وضع أساس هذا المنهج وفضلهم في
  تحديد معالمه
  الإستقراء عند أرسطو
  هو إقامة البرهان على قضية كلية بالرجوع إلى أمثلة جزئية تؤيد صدقها هو الانتقال من المعلوم إلى المجهول أو الانتقال من حالات فردية إلى قضية كلية
  الإستقراء التام عند أرسطو

1. هو نوع من الاستقراء يقوم على أساس صدق قضية عامة
   ٢. من خلال فحص كل الحالات التي تتضمنها تلك القضية
   . مثاال : من خلال فحص السجلات تبين أن كل من يلتحق بوظيفة محامي حاصل على ليسانس الحقوق نستنتج من خلال فحص السجلات أن ليسانس الحقوق هو شرط للالتحاق بوظيفة محامي
   الاستقراء الناقص عند أرسطو
   ١. هو نوع من الاستقراء يقوم على أساس فحص عينة من ظاهرة معينة ٢. ينتقل منها إلى التعميم على كل الحالات المشابهة لتلك العينة 3. مثاال : إذا أراد عالم الكيمياء معرفة تأثير الحرارة على المعادن فانه يجرى تجربة على عينة من المعادن ثم يصل إلى حكم عام بأن كل المعادن تتمدد بالحرارة
   نقد الاستقراء التام عند أرسطو
   في الاستقراء التام لا توجد قفزة استقرائية وهو الانتقال من المعلوم إلى المجهول ٢. لا مجال للحديث عن تعميم استقرائي حقيقي وهو الانتقال من المعلوم إلى المجهول . الاستقراء التام مستحيل إذا كانت الفئة التي نتحدث عنها لا تشمل أعداد لا يمكن
   فحص كل واحدة منها على حدة مثل حبات الرمال
   المنهج العلمي عند فرنسيس بيكون
   الجانب السلبي الهدام في منهج فرنسيس بيكون
   أوهام الجنس البشرى
   ١. هي الأخطاء التي يقع فيها النوع الإنساني كله وموجودة في تركيب في العقل الإنساني ٢. العقل الإنساني لا يقبل التجارب التي لا ترضي هواه أو توافق غروره 3. التسرع في إصدار الأحكام والتوصل إلي أحكام عامة دون أساس متين ٤. تبني رأي لمجرد لشهرته دون معرفة ما يؤيده أوما يعارضه
   أوهام الكهف
   . هي الأخطاء اء التي تنشأ من التكوين الخاص لكل فرد من الناحية البدنية والذهنية ٢. تمثل أوهام الكهف نقاط الضعف البشرية في كل شخص على حده


2. لكل فرد شخصية خاصة به كالمستوي الثقافي وطبيعة المهنة والبيئة الاجتماعية لكل فرد كهف يعيش في داخله فالبعض يعجب بالقديم والبعض الأخر يعجب بالجديد
   . هي
   أوهام السوق
   الأخطاء اء التي يقع فيها الفرد نتيجة غموض اللغة أو الاستخدام الخاطئ للغة
   ٢. تعجز اللغة عن تحقيق وظيفتها وهي التعبير الصادق عن ما يدور في الذهن 3. الإنسان هو الذي وضع اللغة وهو قادر أن يستخدمها كما يشاء
   ٤
   . يرى بيكون أن أوهام السوق هي أكثر الأوهام إثارة للمتاعب أوهام المسرح


3. هذه الأخطاء ليست فطرية لكنها تنشأ عن طريق التأثر بنظريات القدماء ٢. الإنسان يتأثر بالمشاهير ويسلم بآرائهم دون نقدها أوالشك فيها 3. الإنسان كأنه متفرج في مسرح يشاهد الممثلين دون أن يفعل شيئا ٤. الناس في كل زمان ومكان يقعون تحت تأثير الآراء المشهور

الجانب الايجابي في منهج فرانسيس بيكون
١. الملاحظة وجمع المعلومات للظاهرة موضوع البحث
٢ . ترتيب المعلومات في ثلاث قوائم هي : أ - قائمة الحضور: هي التي تحضر فيها الظاهرة
ب- قائمة الغياب: هي التي تغيب فيها الظاهرة ج - قائمة التفاوت في الدرجة : هي التي تتفاوت فيها الظاهرة
.. تحليل البيانات الواردة بالقوائم
٤. تفسير الظاهرة (القانون)
ه . مثال تطبيقي
• وضع بيكون مثال لتوضيح منهجه الاستقرائي وهو بحث ظاهرة الحرارة . وضع بيكون في قائمة الحضور الحالات التي تظهر فيها الحرارة مثل الشمس
• وضع بيكون في قائمة الغياب الحالات التي لا تظهر فيها الحرارة مثل القمر
. وضع بيكون في قائمة التفاوت الحالات التي تظهر فيها الحرارة بدرجات متفاوتة مثل حرارة الشمس في أوقات مختلفة من النهار وتوصل بيكون إلى أن الحركة هي سبب الحرارة
تعقيب على منهج بيكون
١ . رأى بيكون أن الاستقراء هو أهم وسيلة للكشف والاختراع
٢. رأى بيكون أن الاستقراء هو الانتقال من الوقائع الجزئية إلى التعميمات العامة ٣. يعتبر بيكون له فضل السبق والريادة والإعلاء من شان المنهج التجريبي ٤. اغفل بيكون خطوة فرض الفروض رغم أهميتها كمرحلة أساسية في الوصول إلى القانون ه . تعتمد طريقة الاستبعاد عند بيكون على الحالات السلبية التي تنفى الحالات الايجابية
٦ . الحالات السلبية المعارضة أهم في البحث العلمي من الحالات الايجابية المؤيدة
خطوات المنهج الاستقرائى التجريبي (التقليدي)
الملاحظة العلمية الفرض العلمى التجربة العلمية القانون العلمي
1 - الملاحظة
المشاهدة الدقيقة لظاهرة معينة يوجه فيها الباحث حواسة أو أدواته نحو فحص جزئيات الظواهر المدروسة للكشف عن صفاتها فهي تعد تدخلاً ايجابياً من جانب العقل لإدراك الصلات بين الظواهر التي تعجز العمليات الحسية عن ادراكها . الملاحظة = العقل + الحواس
۲- شروط الملاحظة العلمية:

1. الأمان: وتعنى توافر قدر من الأمان والطمأنينة للملاحظة حتى تكون ملاحظة دقيقة.
   ٢. التهيئة النفسية : يجب أن يكون الملاحظ مهيئاً ومستعداً للملاحظة حتى لا يخطأ. القابلية للتكرار : يجب أن تكون الظاهرة قابلة للتكرار حتى تصبح الملاحظة دقيقة. ٤. الشمول: يجب أن تكون الملاحظة لجميع جوانب الظاهرة دون إغفال أى جانب قد يؤدى للخطأ. ه. الموضوعية: تحقيق الموضوعية في الملاحظة حيث يلاحظ الباحث الظاهرة كما هي موجودة في الواقع وأن يسجل ما يشاهد بأمانة.


2. الدقة والضبط : استخدام الأجهزة والآلات مثل الميكروسكوب والتليسكوب والتأكد من صلاحيتها قبل الاستخدام لتصبح الملاحظة دقيقة.
   ٢- الفرض العلمي
   هو تفسير مؤقت للظاهرة التي يقوم بها الباحث وهذا يعنى أن الفرض هو الخطوة الأساسية نحو وضع
   القانون.
   أهمية الفرض العلمى :

1. القدرة على الابتكار : فإن صياغة الفرض العلمى هو دليل على قدرة الباحث على التخيل العلمي وعلى جانب الابتكار والكشف في العلم.
   ٢ الخبرة والتمرس فالباحث المتمرس يستطيع بخبرته الطويلة التي اكتسبها وبحسه العلمي وملاحظته التي جمعها أن يتخيل الفرض العلمي.

شروط الفرض العلمى :
1- أن يكون واقعيا: أن يبدأ الفرض من الملاحظات ولا يكون مجرد تخيلات.
٢- أن يكون قابلاً للتحقيق التجريبي: بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وإلا كان متناقضاً معها كان من العبث أثبات صدقه أو يلاحظ أن هذا الشرط من الحقائق التي كنا نسلم بها. عدم التمسك بالفروض الخاطئة: ينبغى على الباحث ألا يتمسك بالفرض إذا لم يثبت من صحته وأن يكون مستعداً للتخلى عنه أو تعديله في حالة مخالفته للواقع.
التجربة والتحقق من صحة الفروض :
مجموعة الإجراءات المصطنعة على جزئيات الظاهرة بحيث تصبح هذه الجزئيات في وضع يخالف الظروف التي يصعب تحقيقها فى الظروف الطبيعية وذلك عن طريقين :
تحويل التركيب الخاص بها . تعديل الظروف التي توجد فيها حتى نتمكن من الكشف عن القوانين التي تحكمها فالتجربة بهذا المعني تعتبر ملاحظة مستثارة لأن الباحث في الملاحظة يراقب و يسجل الظاهرة دون أن يغير فيها . لكنه في التجربة يلاحظ الظاهرة التي يدرسها و يعدها بإرادتة بهدف
التفسير
شروط التجربة العلمية :
1 - الشمول : الاهتمام بكل ما يتكشف عن التجربة من نقاط كبيرة وصغيرة.
-۲

• الفهم والإدراك : أن يتفهم القائم على التجربة الطرق الفنية التي يستخدمها وأن يدرك حدودها ولا يتعداها. - الحذر : أن يكون العالم حذر من نتائج التجربة فلا يرفض الفرض لمجرد أن التجربة لم تستطع إثبات صحته لأن التجريب قد يكون هو الخاطئ لا الفرض وهنا يقال أن التجربة ليست معصومة من الخطأ.
  رابعاً : القانون العلمي :
  —
  إذا تحقيق الفرض عن طريق الملاحظات والتجارب فإنه يصبح التفسير النهائي للظاهرة
  موضوع البحث العلمي ويكون لدينا قانون علمي.


• وهو المرحلة النهائية في البحث العلمي والهدف من كل العمليات السابقة.

( مثال تطبيقي على مراحل الاستقرار التقليدي )
• يضرب لنا عالم الفسيولوجيا الفرنسي كلود برنار ) ۱۸۱۲. ۱۸۷۸ م ) في كتابة عن الطب التجريبي مثالاً
يوضح معني الملاحظات والتجارب والفروض العلمية
. ذات
يوم أحضرت أرانب من السوق وحين وضعتها على منضدة المختبر تبولت
. فلاحظت بالصدقة إن بولها صاف وحمضي ولفت انتباهي ما لاحظته لان بول الأرانب يكون عادة مكدر اللون وغير حمضي . باعتبار أنها حيوانات تأكل الأعشاب في حين أن بول الحيوانات التي تأكل اللحوم يكون كما هو معلوم صافياً وحمضياً .
• وقد قادتني ملاحظتي للحموضة في بول الأرانب إلى تصور أن هذه الحيوانات قد أخضعت لنظام غذائي يناسب الحيوانات أكلة اللحوم .
• فافترضت ان من الأرجح أنها تذق الطعام منذ فترة طويلة وأنها تحولت بفعل الإمساك الطويل عن الأكل إلى حيوانات لاحمة تأكل من دمها لكي تعيش
•
• ولم أجد امراً أيسر من التحقق بواسطة التجربة من صحة هذه الفكرة المفترضة او هذا الفرض فقدمت طعاماً من العشب للأرانب
•
• وبعد بضع ساعات لاحظت أن بولها اخذ يتكدر وأصبح غير حمضي ثم أخضعت نفس الأرانب للامساك عن الطعام وبعد مرور أربع وعشرين ساعة أو ست وثلاثين ساعة على أقصي تقدير عاد بول الأرانب مرة أخرى إلى الصفاء والحموضة الشديدة ثم تحول من جديد الى بول مضطرب اللون وغير حمضي حين قدمت لها عشباً .
• وكررت هذه التجربة البسيطة مرات عديدة فكنت احصل دوما على نفس النتيجة وكررت هذه التجربة على الخيول وهي كذلك حيوانات عاشبة بولها مكدر اللون وغير حمضي فاكتشفت إن إمساكها عن الطعام ينتج حموضة مفاجئة فى بولها وزيادة مهمة نسبيا فى مادة الاوريا وهي مادة بلورية توجد في بول الحيوانات التي تتغذي على اللحوم الى درجة انها كانت تتبلر احيانا بشكل تلقائي في البول بعد برودته • وهكذا استنتجت على اثر تجاربي الى هذه القضية العامة التي لم تكن معروفة حينها ومؤداها ان كل الحيوانات تتغذي باللحم عند امساكها عن الطعام بحيث يصبح بول الحيوانات العاشبة مشابها لبول الحيوانات التي
تتغذي على اللحوم.