لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (التلخيص باستخدام خوارزمية التجزئة)

بداية العصور التاريخية ( أو عصر بداية الأسرات والعصر العتيق – في أوائل القرن الـ ۳۲ ق.
يبدأ احتساب العصور التاريخية لكل شعب قديم ببداية اهتدائه الى استخدام أشكال وعلامات كتابية محددة في تسجيل شئون تاريخه ( أهم أحداثه وأعماله ومعارفه وعلومه وعقائده و آدابه ومعاملاته ) وقد تقترن هذه البداية الكتابية بأحد اعتبارین آخرین أو كليهما ،
كما حددتها بعض المراجع التاريخية الحديثة بسنة ۲۲٠٠ او ۳۱۰۰ مثلا بغير دليل صريح ) و آثرنا اطلاق توقيت بدايتها بأواخر الألف الرابعة قبل الميلاد أو على أحسن تقدير بأوائل القرن الـ ۳۲ ق .
ثم طريقة أخرى تصويرية أو تصورية تطورت في مراحل متوالية يمكن القول عنها في ايجاز شديد انها بدأت بصور مادية ،
وأخيرا بلغت غاية تطورها بابتداع أشكال أخرى متنوعة يعبر كل شكل منها عن حرف واحد من أربعة وعشرين حرفا هجائيا ،
وهى أشكال حروف لم تعرف بقية الكتابات القديمة التالية أمثالها الا بعد قرون طويلة وسجلت الكتابة المصرية حين اكتمالها مع بداية عصورها التاريخية بخطين جمعا بين الصور المادية والمقاطع الصوتية والمخصصات والحروف الهجائية معا بناء على اكمال كل منها للآخر ،
وظل أول الخطين يتميز بالتصوير المتقن وطابع الزخرف ‏f‏ و تنقش به النصوص التقليدية على الأحجار والأخشاب والمعادن بينما اتجه الخط الثاني الى اختصار الصور في أشكال سريعة الأداء وسجلت بها بقية الشئون اليومية والمدنية على صفحات البردى والجلود وقطع الفخار ولخاف الأحجار .
ويمكن تقريب الفارق بين هذين الخطين تجاوزا الى الفارق الحالي بين خطوط اللافتات والكتب المطبوعة وخط الرقعة اليدوى السريع .
من نظم الحكم والادارة في عصر بداية الأسرات :
سبق التنويه باعتبار هذا العصر بداية للعصور التاريخية على اساس بدء وجود المصادر الخطية بين آثاره واستقرار الوحدة.
وربما أضيفت الى هذه التسميات أيضا تسمية العصر الثني » التي خصصها له المؤرخ المصرى مانيتون نسبة الى مدينة ( ثنى ) التي يبدو أنها كانت مسقط رأس أوائل ملوكه أو مقر دفنهم وتعاقب خلال هذا العصر ملوك الأسرتين الأوليين من الأسر المصرية الحاكمة .
بدأت أولاهما بالملك ( نعرمر » الذي يحتمل أنه تلقب بلقب « عحا » أى المحارب اعتزازا بجهوده العسكرية في توطيد حكمه ،
وهكذا تركزت السلطات العليا للدولة في قصره الذى يسمى ( برعو » أو « بر نيسو » وعرف كل ملك بثلاثة القاب في هذا العصر وهى : اللقب الحوري الذي يؤكد صلته بالمعبود حور رب الدولة ويعتبره وريثه الذي يحكم باسمه ويتجسد شخصيته .
ثم ( اللقب النيسوبيتي » الذي يؤكد صلته أيضا بالشعارين المقدسين القديمين لكل من الوجهين فلفظ غير أن القول بمثل هذه السلطات الرسمية شبه المطلقة لرأس الحكى المصرى القديم،
بل ما زال هذا هو حال لغة الصحافة المعاصرة حين تتحدث مثلا عن سياسة البيت الأبيض الأمريكي وتعنى بها سياسة رئيس الولايات المتحدة أو كبار مستشاريه ومع مر الزمن وربما منذ أواسط الدولة الحديثة في مصر القديمة جرى العرف على اطلاق لفظ « برعو » على كل ملك مصرى الى جانب اسمه الشخصى ،
وذلك الى جانب الغرض العملى من توزيع مسئولية الاشراف على موارد ومصارف البلاد الواسعة بين ادارتين ماليتين كبيرتين واعتمدت موارد بيتي المال هذين على تحصيل الضرائب العينية التي كانت تدور حول نسبة العشر من كافة مصادرها 4 ثم الانفاق منها على مشروعات الدولة والملك ومرتبات مختلف الموظفين،
فضلا عن المطالب العسكرية والدينية و تميز من اجراءات العصر الرئيسية رصد ارتفاع فيضانات النيل عاما فعاما واجراء احصاء كبير كل عامين للسكان أو للمزروعات أو للمواشى .
أما من حيث عاصمة العصر فقد تركزت السلطات العليا في مدينة انب حج » أي مدينة الجدار الأبيض أو السور الأبيض وهي التي اشتهرت فيما بعد باسم ( منف ( تيمنا باسم هرم الملك ببي الأول أكبر ملوك عصر الأسرة السادسة .
وبذلك جف ما حولها وأصبح النيل يحميها من الشرق وفرعه يحميها من الغرب والقناة الجديدة تحميها من الشمال .
وانما سوروها كذلك بسور أو أسوار من كل جوانبها ما خلا ناحية الجنوب التي واجهت الصعيد ونسب كهنة منف الألوهية الكبرى الى معبودهم « بتاح » الذي قد يعنى اسمه معنى الخالق أو الصانع أو الفتاح .
وكان من أوائل المعبودات المصرية التي صورت بصورة بشرية كاملة منذ ما قبل الأسرات وشاركه بعض الأهمية في منطقته المعبود سكر ) الذي اعتبر من رعاة الحرث والزراعة ورعاة الموتى ،
في جبانة منف التي نسبت اليه فى اسمها الشائع وهو سقارة وتعمد كبار كهنة منف أن يكفلوا لعاصمتهم زعامة الفكر والعقيدة الى جانب ما توافر لها من زعامة السياسة والادارة ،
وعملوا على اقناع الناس بأنه كان لاله مدينتهم ( بتاح » الأثر الأصيل الأول فى خلق الوجود والموجودات ،
وهكذا خرج فقهاءانب حج أو منف بمذهب خاص بقيت له نسخة متأخرة الزمن سجلت على لوحة حجرية في عهد الملك شاباكا في نهاية القرن الثامن ق.
فرد خلق الوجود وما احتواه الى قدرة عاقلة مدبرة آمرة تمثلت في المعبود الأكبر بتاح الذي أوجد نفسه بنفسه وأبدع الوجود ومعبوداته وناسه وحيواناته وديدانه عن قصد منه ورغبة .
واقتربوا بذلك الى حد ما من قول التنزيل الحكيم ( اذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون ) ولم يعتبروا ربهم خالقا فحسب وانما اعتبروه مشرعا وعادلا أيضا .
وبرروا ذلكبأنه خلقهم من نفسه وتعهدهم وأمر بعبادتهم والاهتمام بمعابدهم باعتبارهم صورا منه امتازت أهم مقابر سقارة ) فى عصر بداية الأسرات ) بضخامتها النسبية وبقاء أغلب أجزائها اللبنية العلوية ،
وتضمنت حجرات قليلة منحوتة في الصخر حول حجرة الدفن تحت سطح الأرض وحجرات أخرى كثيرة داخل بناء المصطبة فوق سطح الأرض .
و تعاقبت فى واجهاتها الأربع دخلات أو مشكاوات رأسية تفاوتت في اتساعها وفى مدى اتقان بنائها من مصطبة الى أخرى .
وظهر تجديد مهم فى مصطبة رجل يدعى نبت كا » حيث بنى جزؤها العلوى على هيئة مسطح افقى متسع تؤدى اليه درجات متعاقبة طويلة ضيقة من جهاته الأربع مما جعل المقبرة على هيئة المصطبة المدرجة .
ثم ظهر تجديدان آخران في بناء المصطبة لتدعيم جوانبها وحماية المدخل المؤدى الى جزئها الأسفل حيث توجد حجرة الدفن ونفذ ذلك ببناء اضافة لبنية احاطت بالمصطبة من كل جهاتها الأربع ولكنها قلت ارتفاعا عنها وأزادت سمك أسافل جدرانها .


النص الأصلي

بداية العصور التاريخية ( أو عصر بداية الأسرات والعصر العتيق – في أوائل القرن الـ ۳۲ ق.م ) :
يبدأ احتساب العصور التاريخية لكل شعب قديم ببداية اهتدائه الى استخدام أشكال وعلامات كتابية محددة في تسجيل شئون تاريخه ( أهم أحداثه وأعماله ومعارفه وعلومه وعقائده و آدابه ومعاملاته ) وقد تقترن هذه البداية الكتابية بأحد اعتبارین آخرین أو كليهما ، وهما اصطباغ حضارة هذا الشعب بصبغة قومية متجانسة ، وائتلاف وطنه في تنظيم سياسي مستقر يناسبه . وهكذا أصبحت بداية العصور التاريخية لكل شعب قديم بداية اعتبارية تخصه بذاته ، وقد يختلف توقيتها في قليل أو كثير عن توقيت أمثالها لدى سواه من الشعوب وتوافرت الاعتبارات الثلاثة لمصر القديمة فعلا منذ أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد ، وعن طريقها سبق تاريخها تواريخ كل من عاصرها من الشعوب .
ولم يكن من الطبيعي أن تشيع الكتابة المصرية القديمة وتكتمل عناصرها فجأة أو في وقت قصير . وانما المتوقع أن تكون قدتعددت تجاربها ومراحلها حتى استقرت قواعدها على اساس سليم . وتقديرا لهذا الأمر الواقع تحاشينا تحديد معرفة هذه الكتابة المصرية بسنة معينة . كما حددتها بعض المراجع التاريخية الحديثة بسنة ۲۲٠٠ او ۳۱۰۰ مثلا بغير دليل صريح ) و آثرنا اطلاق توقيت بدايتها بأواخر الألف الرابعة قبل الميلاد أو على أحسن تقدير بأوائل القرن الـ ۳۲ ق . م . وظهرت أولا طريقتين طريقة تخطيطية لم يقدر لها الشيوع وبقيت محددة بمناسبات وظروف خاصة ، ثم طريقة أخرى تصويرية أو تصورية تطورت في مراحل متوالية يمكن القول عنها في ايجاز شديد انها بدأت بصور مادية ، ثم اضيفت اليها أشكال مادية أيضا لمقاطع صوتية ومخصصات تفيد في تحديد معاني الكلمات . وأخيرا بلغت غاية تطورها بابتداع أشكال أخرى متنوعة يعبر كل شكل منها عن حرف واحد من أربعة وعشرين حرفا هجائيا ، وهى أشكال حروف لم تعرف بقية الكتابات القديمة التالية أمثالها الا بعد قرون طويلة وسجلت الكتابة المصرية حين اكتمالها مع بداية عصورها التاريخية بخطين جمعا بين الصور المادية والمقاطع الصوتية والمخصصات والحروف الهجائية معا بناء على اكمال كل منها للآخر ، أو بناء على روح المحافظة التي اشتهرت مصر القديمة بها والتي دعت الى الاحتفاظ بالقديم الى جانب الجديد ، في كل وجه من وجوه حضارتها .
وظل أول الخطين يتميز بالتصوير المتقن وطابع الزخرف ‏f‏ و تنقش به النصوص التقليدية على الأحجار والأخشاب والمعادن بينما اتجه الخط الثاني الى اختصار الصور في أشكال سريعة الأداء وسجلت بها بقية الشئون اليومية والمدنية على صفحات البردى والجلود وقطع الفخار ولخاف الأحجار .ويمكن تقريب الفارق بين هذين الخطين تجاوزا الى الفارق الحالي بين خطوط اللافتات والكتب المطبوعة وخط الرقعة اليدوى السريع .. وأطلق المؤرخون الاغريق فيما بعد ذلك بقرون طويلة اسم الخط الهيروغليفي أى الخط المقدس على الخط الأول واسم الخط الهيراطى أى الكهوني على الخط الثاني . ثم جد في العصور المتأخرة من تاريخ مصر القديم خط ثالث كتب به منذ القرن الثامن ق . م ، وكان أكثر ايجازا فى تخطيطاته وصوره من سابقيه. وأطلق الاغريق عليه اسم الخط الديموطى بمعنى الخط العام أو كتابة الجمهور . كما جد بعد ذلك خط رابع مع دخول المسيحية الى مصر وهو الخط القبطى الذي استعار أغلب أشكال حروفه من أشكال الحروف اليونانية .
كتبت الكتابة المصرية القديمة ونقشت على ما ناسب خطوطها واغراضها من سطوح الأحجار والفخار والأخشاب والمعادن والأبنوس والعاج، بمصنوعاتها وفنونها المختلفة كما سلف القول عنها و تميزت على كل الكتابات القديمة التي ظهرت بعدها بكتابتها بالمداد والأقلام على صفحات البردي التي انفردت مصر بتصنيعها منذ أوائل عصورها التاريخية ، وكانت ابتكارا معجزا بالنسبة لزمانها وواكبت معرفة الكتابة وتصنيع البردى خطوة أخرى لابتداع رموز حسابية مفردة عبرت عن العشرات ومضاعفاتها حتى المليون ، وأدى استخدامها الى سهولة تسجيل المجاميع العددية الكبيرة في وحدات متصلة مرتبة يسيرة الأداء .
من نظم الحكم والادارة في عصر بداية الأسرات :
سبق التنويه باعتبار هذا العصر بداية للعصور التاريخية على اساس بدء وجود المصادر الخطية بين آثاره واستقرار الوحدة.. السياسية والحضارية على أسس ثابتة في أيامه ثم تسميته عصر بداية الأسرات » باعتباره أول عصر يمكن تأكيد توارث العرش فيه بين ملوك يرتبطون مع بعضهم البعض بروابط الدم والنسب
وكذا اسم (( العصر العتيق ( للاشارة الى قدمه البعيد وسبقه للدولة القديمة . وربما أضيفت الى هذه التسميات أيضا تسمية العصر الثني » التي خصصها له المؤرخ المصرى مانيتون نسبة الى مدينة ( ثنى ) التي يبدو أنها كانت مسقط رأس أوائل ملوكه أو مقر دفنهم وتعاقب خلال هذا العصر ملوك الأسرتين الأوليين من الأسر المصرية الحاكمة . بدأت أولاهما بالملك ( نعرمر » الذي يحتمل أنه تلقب بلقب « عحا » أى المحارب اعتزازا بجهوده العسكرية في توطيد حكمه ، كما تلقب أخيرا بلقب ( منى ) بمعنى المثبت او الراعي أو الخالد ، تنويها بنجاحه في تثبيت ملكه ورعايته له وخلود اسمه فيه . ثم تتابع بعده ستة ملوك من أسرته عرفوا ، وواجي ، ووديمو ، وعجاب ، ، وسمرخت بأسماء : جر ، على التوالي ، وقای عا ، وتتابع بعد هؤلاء ملوك الأسرة الثانية وكانوا ثمانية على أقل تقدير ، عرفوا على التتابع بأسماء : حوتب سخموى ، و نبی رع ، و نی نثر ، و بر ابسن ، وونج ، وسنج ، وخع سخم ، وضع سخموی الملك :
كان الملك المصرى منذ عصر بداية الأسرات هو رأس الدولة قولا وعملا . فهو رأس السلطات التشريعية والعسكرية والتنفيذية ، كما أنه رأس الكهنوت وله حق ادعاء البنوة والوراثة الشرعية لآلهة الدولة الكبار ، وهكذا تركزت السلطات العليا للدولة في قصره الذى يسمى ( برعو » أو « بر نيسو » وعرف كل ملك بثلاثة القاب في هذا العصر وهى : اللقب الحوري الذي يؤكد صلته بالمعبود حور رب الدولة ويعتبره وريثه الذي يحكم باسمه ويتجسد شخصيته . ( واللقب النبتى » الذى يؤكد صلته بالربتين الحاميتين القديمتين للدلتا والصعيد . ثم ( اللقب النيسوبيتي » الذي يؤكد صلته أيضا بالشعارين المقدسين القديمين لكل من الوجهين فلفظ غير أن القول بمثل هذه السلطات الرسمية شبه المطلقة لرأس الحكى المصرى القديم، ليس من الحتم أن يبرر ما أصبح تعبير الفرعون » و « الفراعنة » يوسم به أحيانا في بعض المراجع القديمة والحديثة أيضا من تأله وتجبر وسلطة غاشمة
فرعون » لم يكن فى بدايته غير لقب اداری اصطلاحي كتب في صورته المصرية القديمة ( برعو » بمعنى البيت العالي أو القصر العظيم ، أي قصر الحكم المركزى الرئيسى فى الدولة . ثم امتد مدلول لفظ « برعو » فأصبح يطلق على القصر والملك الذي يقيم به وذلك بما يشبه الى حد ما ما أصبح عليه الحال خلال العصر. العثماني بعد عشرات القرون من التعبير بلفظ « الباب العالي » عن قصر السلطنة، وتجاوزا بالتالي عن السلطان نفسه . بل ما زال هذا هو حال لغة الصحافة المعاصرة حين تتحدث مثلا عن سياسة البيت الأبيض الأمريكي وتعنى بها سياسة رئيس الولايات المتحدة أو كبار مستشاريه ومع مر الزمن وربما منذ أواسط الدولة الحديثة في مصر القديمة جرى العرف على اطلاق لفظ « برعو » على كل ملك مصرى الى جانب اسمه الشخصى ، أو كناية عنه ..
وذلك كما شاع فيما بعد ايضا اطلاق لقب ( قيصر » على كل حاكمأعلى للرومان والبيزنطيين . وكما شاع كذلك بين العرب من اطلاق لقب كسرى على اكثر من ملك من ملوك الفرس ، واطلاق لقب النجاشي على أكثر من ملك من ملوك الحبشة .. وحرفت النصوص العبرية لفظ « برعو " المصرى الى ( فرعو » بناء على اختلاط نطق الباء بنطق الفاء فى بعض اللغات القديمة . ثم أضافت اللغة العربية اليه نونا أخيرة وهكذا لم يكن لفظ " فرعون » أو جمعه ( فراعنة » ، يدل بالضرورة على تجبر الحاكم الأعلى المصرى أو يدل على جنس أو شعب بكل أفراده . واذا كان ( الفرعون » المصرى الذي عاصر موسى عليه السلام قد وصف في التوراة والقرآن الكريم بصفات التجبر والتأله والطغيان، فلابد من التسليم بكل ما وصف به ولكن دون ضرورة بطبيعة الحال الى تعميم صفاته تلك على كل الفراعنة » أو كل الملوك المصريين ، وذلك لأن الحكام في كل مجتمع وكل زمان ، ایا ما كانت ألقابهم ، قد يتعاقب منهم العادل والظالم، والمؤمن والكافر ، والصالح والطالح . وهكذا كان شأن الملوك المصريين . وهكذا أيضا ما كان من المنطق اطلاق لفظ الفراعنة » على كل المصريين ، وان كانوا جزءا منهم فمن المسلم به أن تسمية القياصرة مثلا لم تعمم على كل الرومان أو الروم ، وأن تسمية الأكاسرة لم تعمم على كل الفرس ، وانما على ملوكهم كان عصر بداية الأسرات عصر تكوين بالنسبة الأوضاع الادارة التنفيذية العليا ، بمعنى أنه كان محدود المطالب بما يناسب عصره ، وبمعنى أن تنظيماته على الرغم من بساطتها اصبحت أساسا لكثير مما أتى بعدها . وكان من ذلك أن استخدم هذا العصر بيتين للمال سمى أحدهما البيت الأبيض أو بيت الفضة .واختص بضرائب الصعيد ودخله وخرجه ، وسمى الآخر البيت الأحمر وقد اختص بضرائب الوجه البحرى ودخله وخرجه . وقد يفسر ازدواج هذين البيتين برغبة الحفاظ على كيانهما الذي كانا عليه قبل توحيد مصر مع بداية عصر الأسرة الأولى ، وبالتالي رغبة الاحتفاظ للوجه البحرى بشخصية اسمية ترضى أهله وتنسيهم أنهم ذايوا في وحدة البلاد تحت رئاسة زعماء الصعيد . وذلك الى جانب الغرض العملى من توزيع مسئولية الاشراف على موارد ومصارف البلاد الواسعة بين ادارتين ماليتين كبيرتين واعتمدت موارد بيتي المال هذين على تحصيل الضرائب العينية التي كانت تدور حول نسبة العشر من كافة مصادرها 4 ثم الانفاق منها على مشروعات الدولة والملك ومرتبات مختلف الموظفين، فضلا عن المطالب العسكرية والدينية و تميز من اجراءات العصر الرئيسية رصد ارتفاع فيضانات النيل عاما فعاما واجراء احصاء كبير كل عامين للسكان أو للمزروعات أو للمواشى . وكذا تنظيم الاشراف على شئون الرى والزراعة .. وتعددت لكل هذا مراتب الموظفين من كبار البلاط الملكي وحملة الأختام الرسمية وحكام الأقاليم ورجال بيتي المال وفروعهما ، ورؤساء الكتاب ومن اليهم ، فضلا عمن كانوا يعملون تحت رئاساتهم في كل أنحاء الدولة . :
أما من حيث عاصمة العصر فقد تركزت السلطات العليا في مدينة انب حج » أي مدينة الجدار الأبيض أو السور الأبيض وهي التي اشتهرت فيما بعد باسم ( منف ( تيمنا باسم هرم الملك ببي الأول أكبر ملوك عصر الأسرة السادسة . وكانت تقع غرب النيل حيث تقوم بلدة ميت رهينة الحالية وما حولها في محافظة الجيزةالى الجنوبي الغربي من مدينة القاهرة . وكان العامل الرئيسي في اختيار موقعها هو توسطه النسبى بين نهاية الوجه القبلى وبداية الوجه البحرى . وكان المؤرخ هيرودوت قد رد انشاءها إلى الملك منى ونسب اليه انه عمل فى سبيل انشائها على تحويل مجرى النيل عنها . وذاك أمر يصعب تصور تنفيذه بالنسبة لامكانيات عصره ، وأقرب منه الى الواقع ما افترضه الباحث كورت زيته من أن أحد فروع النيل كان يطغى على منطقتها ويجعل
أرضها أشبة بالجزيرة الطافية أو الأرض الناهضة . ولهذا عمل مهندسو عهد الملك منى على تحويل فرع النيل هذا ( وليس النيل نفسه ) الى غربها ، ثم شقوا قناة جديدة في شمالها ، وبذلك جف ما حولها وأصبح النيل يحميها من الشرق وفرعه يحميها من الغرب والقناة الجديدة تحميها من الشمال . ولم يكتفوا لها بهذه الحماية المائية الطبيعية الناجعة ، وانما سوروها كذلك بسور أو أسوار من كل جوانبها ما خلا ناحية الجنوب التي واجهت الصعيد ونسب كهنة منف الألوهية الكبرى الى معبودهم « بتاح » الذي قد يعنى اسمه معنى الخالق أو الصانع أو الفتاح . وكان من أوائل المعبودات المصرية التي صورت بصورة بشرية كاملة منذ ما قبل الأسرات وشاركه بعض الأهمية في منطقته المعبود سكر ) الذي اعتبر من رعاة الحرث والزراعة ورعاة الموتى ، وكان .. في جبانة منف التي نسبت اليه فى اسمها الشائع وهو سقارة وتعمد كبار كهنة منف أن يكفلوا لعاصمتهم زعامة الفكر والعقيدة الى جانب ما توافر لها من زعامة السياسة والادارة ، وعملوا على اقناع الناس بأنه كان لاله مدينتهم ( بتاح » الأثر الأصيل الأول فى خلق الوجود والموجودات ، بما يسبق أثر الاله آتوم رب عين شمس وبقية تاسوعه المقدس . وهكذا خرج فقهاءانب حج أو منف بمذهب خاص بقيت له نسخة متأخرة الزمن سجلت على لوحة حجرية في عهد الملك شاباكا في نهاية القرن الثامن ق.م ، تجديدا لنص قديم كان قد كتب على الجلد أو البردى وأوشكت الأرضة أن تقضى عليه . واشتهر هذا المذهب باسم مذهب ( منف » واصطبغ بالمعنوية أكثر من المادية ، فرد خلق الوجود وما احتواه الى قدرة عاقلة مدبرة آمرة تمثلت في المعبود الأكبر بتاح الذي أوجد نفسه بنفسه وأبدع الوجود ومعبوداته وناسه وحيواناته وديدانه عن قصد منه ورغبة . وكان سبيله الى الخلق كله هو سبيل القلب واللسان . أي الفكر والكلمة فكرة تدبرها قلبه أو عقله وأصدرها لسانه فكان من أمر الخلق ما كان . وكان لفظ القلب يعنى فى اللغة المصرية القديمة ما يدل عليه مثله في اللغة العربية من معانى العقل والقلب والفكر والارادة والضمير ، في حين يعنى لفظ اللسان أداة النطق والأمر والكلام وعن سبيل القلب واللسان ، أو الفكر والكلمة ، بدأ سعى الأرجل وحركات الأذرع وخلجات الأعضاء، وصدرت الشرائع وتهيأت الموارد ، وتعينت العبادات ، وحق الأمان الأهل السلام وحق العقاب على أهل الآثام . وهكذا اتجه فقهاء انب حج أو منف بفكرة الخلق والخالق في مذهبهم هذا الى التجريد والمعنوية ، وعدلوا بها عن مادية التجسيد في مثل مذهب عين شمس ، وأوشكوا بهذا أن يرهصوا ببعض ما أكدته الكتب السماوية نفسها ، حين ردوا الخلق الى القلب واللسان بمعنى الارادة والأمر ، واقتربوا بذلك الى حد ما من قول التنزيل الحكيم ( اذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون ) ولم يعتبروا ربهم خالقا فحسب وانما اعتبروه مشرعا وعادلا أيضا . ولم يفسد عليهم سمو تفكيرهم الا أنهم اعترفوا بوجود أرباب كثيرين الى جانبه ، وبرروا ذلكبأنه خلقهم من نفسه وتعهدهم وأمر بعبادتهم والاهتمام بمعابدهم باعتبارهم صورا منه امتازت أهم مقابر سقارة ) فى عصر بداية الأسرات ) بضخامتها النسبية وبقاء أغلب أجزائها اللبنية العلوية ، وتضمنت حجرات قليلة منحوتة في الصخر حول حجرة الدفن تحت سطح الأرض وحجرات أخرى كثيرة داخل بناء المصطبة فوق سطح الأرض . و تعاقبت فى واجهاتها الأربع دخلات أو مشكاوات رأسية تفاوتت في اتساعها وفى مدى اتقان بنائها من مصطبة الى أخرى .
وكان يحيط بكل واحدة منها سوران ، ويستخدم ما بين السورين لأداء الشعائر وتقديم القرابين واجتماع الأهل في المواسم الدينية والنقليدية . وظهر تجديد مهم فى مصطبة رجل يدعى نبت كا » حيث بنى جزؤها العلوى على هيئة مسطح افقى متسع تؤدى اليه درجات متعاقبة طويلة ضيقة من جهاته الأربع مما جعل المقبرة على هيئة المصطبة المدرجة . ثم ظهر تجديدان آخران في بناء المصطبة لتدعيم جوانبها وحماية المدخل المؤدى الى جزئها الأسفل حيث توجد حجرة الدفن ونفذ ذلك ببناء اضافة لبنية احاطت بالمصطبة من كل جهاتها الأربع ولكنها قلت ارتفاعا عنها وأزادت سمك أسافل جدرانها . ثم ببناء اضافة جديدة تعتمد على الاضافة الأولى من كل جوانبها وتقل ارتفاعا عنها . ولما أدت الاضافتان غرضهما العملى ، اتضح لهما غرض آخر فنى ، وهو اظهار المصطبة ذات المسطح الواحد بمظهر المصطبة المدرجة ذات السطوح الثلاثة أو ذات الدرجات الثلاث وذلك مما أصبح أساسا فيما بعد لفكرة الهرم المدرج ، ودليلا آخر على اتصال حلقات الحضارة والتطور من عصر الى عصر


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Milk fresh from...

Milk fresh from the cow is virtually a sterile product. All post-milking handling must maintain the ...

أحكام التجارةا ...

أحكام التجارةا ينبغي للمكلف أن يتعلم أحكام التجارة التي يتعاطاها، بل ألة 1):صا(م� جيب عليه ذلك إذا ك...

A Day at a Hors...

A Day at a Horse Riding Club Last week, I went with my family to a horse riding club. At first, I w...

In DNA sequence...

In DNA sequence evidence, scientists observe similarities and differences between dog DNA and that o...

صدر قانون حماية...

صدر قانون حماية المخطوط العماني بالمرسوم السلطاني 77/70 الذي ساهم بالتعريف بالمخطوط ونشر الوعي بضرور...

السحر من أكبر ا...

السحر من أكبر الكبائر، ويحصل بخضوع الساحر للشياطين التي لا تعينه على سحره حتى يكفر بالله تعالى، ولما...

في 31 يوليو 201...

في 31 يوليو 2018 في ريو دي جانيرو في الاجتماع العالمي للمرأة في الرياضيات والذي يعقد في اليوم الذي...

توفر بلاد المغر...

توفر بلاد المغرب على عدة مقومات طبيعية من تضاريس ومناخ ملائم ووفرة المياه التي أدت إلى تنوع الإنتاج ...

ومنذ ذلك الحين،...

ومنذ ذلك الحين، شهدت دولة الإمارات نموا وتطورًا هائلاً في مختلف المجالات، وتسعى جاهدة لتنويع اقتصاده...

من خلال تاريخ م...

من خلال تاريخ مقاطعة العرب للشركات الداعمة للاحتلال، أُجبرت الكثير من الشركات سابقًا على سحب استثمار...

Le travail dans...

Le travail dans le secteur hospitalier oblige l'infirmier à prendre plusieurs postures dangereuses s...

تصحيح النية وال...

تصحيح النية والقصد في المعاملات المالية : بأن الغاية من المعاملات الحصول على الكسب الطيب ليعين الإنس...