لخّصلي

بعد الحرب لعالمية الأولى ونتيجة لتزايد احتمالات العثور على النفط في المنطقة بدأ تفكير الحكومة البريطانية يتغير تجاه الإمارات وأخذت في التدخل في الشؤون الداخلية بهدف استغلال الثروة الجديدة وذلك من خلال عقد سلسلة من اتفاقيات التنقيب عن النفط وقد تطلب ذلك تنظيم الشوؤن الداخلية للإمارات وتقديم خطط تنموية وجلب خبرات من الخارج. غير أن بريطانيا لم تتمكن من اتخاذ خطوات جدية لتنفيذ هذه السياسة إلا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، عندكا تولت وزارة الخارجية مسئولية شؤون المنطقة عام 1947 بعد استقلال الهند. وكانت أولى هذه الخطوات رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في الإمارات وإعادة تنظيم الهيئات الإدارية ودعم فكرة إقامة اتحاد فيدرالي يضم جميع حكام الإمارات،واقترح في نوفمبر 1950تكوين مجلس يضم جميع حكام الإمارات، يعقد جلساته كل ثلاثة أشهر؛ لبحث القضايا ذات الإهتمام المشترك برئاسة المعتمد السياسي الإنجليزي في دبي، بهدف دفع عجلة التطوير والبناء ؛ لتتماشى مع التغييرات السريعة التي تشهدها المنطقة. وخلال السنوات الثلاث الأولى من عمر المجلس لم يحدث أي تقدم ولم تكن هناك نتائج ملموسة . ومع نهاية الخمسينيات ازداد الاهتمام بالقضايا المطروحة في المجلس إذ تم الاتفاق على إنشاء لجان مهمتها وضع خطط تنموية طويلة المدى شملت قطاعات الصحة، والتعليم ،والزراعة ،وغيرها. وقد أنشئت لجنة التعليم في مايو من عام 1953تم افتتاح أول مدرسة في الشارقة ،تبعها افتتاح عدد من المدارس في أبوظبي،ودبي وبقية الإمارات؛ لذلك عمدت الإدارة البريطانية إلى مراقبة النشاط السياسي للمعلمين العرب الذين نشطوا في نشر الفكر القومي العربي بين طلاب المنطقة، وفي إطار هذا التوجه قامت بافتتاح مدرسة زراعية في رأس الخيمة 1957، ومدرسة صناعية في الشارقة عام 1958. كما ثقامت بتنفيذ برنامج لتدريب المدرسين من أبناء الإمارات وذلك لإحلالهم محل المدرسين العرب بشكل تدريجي.وقد واجهت اللجنة كثيرا من المشاكل والصعاب ،كان من أهمها عدم توافر التمويل المادي، وغياب عنصر التنسيق بين الإمارات. كما تم إنشاء لجنة صحية في مايو 1958, كان هدفها تطوير الخدمات الصحية، ورفع مستوى الوعي الصحي ،والرعاية الصحية لدى أبناء الإمارات وتولى مهمة هذه اللجنة آنذاك الدكتور قاسم الجميلي. وقد استطاعت اللجنة إنشاء مراكز صحية صغير في جميع إمارات الدولة. كما قامت بالإشراف على تطوير مستشفى آل مكتوم في دبي،الذي افتتح بشكل رسمي عام 195،وتولت حكومة دبي مسؤلية إدارته ،وتحمل كافة مصاريفه ،وسمي عام 1952 بإسم مستشفى آل مكتوم ، فكان أول مستشفى يقدم خدمات صحية لكافة الإمارات . وسبق ذلك افتتاح أول بنك أبوابه في الإمارات في شهر اكتوبر 1946(البنك البريطاني في الشرق الأوسط) في مدينة دبي، وفي عام 1963تأسس بنك دبي الوطني ،تبعه بعد ذلك إنشاء عدد من البنوك في بقية الإمارات ،وقدا ساعد ذلك على تشجيع الإستثمار ،وساهم في نمو الإقتصاد بشكل متسارع.وفي عام 1959 أنشئت شركة كهرباء دبي ،وبدأت محركاتها بالعمل في يونيو عام 1961،وتم افتتاح مطار دبي الدولي عام 1960 . ومنذ منتصف الستينيات بدأت جامعة الدول العربية في إبداء المزيد من الاهتمام بالإمارات بسبب التطوارات الإقليمية في المنطقة، وتنامي القوة الإيرانية في الخليج العربي؛ فتم إرسال بعثة برئاسة الأمين العم للجامعة، وأجد مساعديه،وممثلين عن المملكة العربية السعودية ،والكويت،والعراق،في أكتوبر عام 1964.