لخّصلي

خدمة تلخيص النصوص العربية أونلاين،قم بتلخيص نصوصك بضغطة واحدة من خلال هذه الخدمة

نتيجة التلخيص (50%)

فقد يكون في الكلام كتابة، قال ابن عبد ربه في عقده في باب الكناية والتعريض (١) . وقد كنى الله تعالى في كتابه عن الجماع بالملامسة وعن الحدث بالغائط . ودخل الربيع بن زياد على النعمان بن المنذر وبه وَضَحٌ ، فقال : ما هذا البياض بك؟ فقال : سيف الله جلاه ودخل حارثة بن بدر على زياد، فقال له زياد : ما هذا الأثر الذي في وجهك؟ قال : ركبت فرسي الأشقر فجمح بي فقال : أما أنك لو ركبت الأشهب لما فعل ذلك. فكنى حارثة بالأشقر عن النبيذ، وكنى زياد بالأشهب عن اللبن. وقال معاوية للأحنف ابن قيس أخبرني عن قول الشاعر : إذا ما مات ميت من تميم فسرَّك أن يعيش فجيء بـزاد بخبز أو بتمر أو بسمن أو الشيء الـمـلـفـف بـالـبـجـاد تراه يطوف في الآفاق حرصاً ليأكل رأس لقمان بن عاد ما هذا الشيء الملفف في البجاد ؟ قال الأحنف : السخينة يا أمير المؤمنين . وهل ننسى ونحن نتكلم عن الكناية قول عمر ابن أبي ربيعة : أيها المنكح الثريا سهيلاً عمرك الله ! كيف يلتقيان؟ هي شامية، إذا استقل، والقطع الأدبية، عليه أن يسعى لتذليلها بالوسائل نفسها التي يتذرع بها لفهم الغامض من ظاهر النص : عليه بمطالعة النص كله أولاً، ثم بمراجعة مؤلفات المؤلف الأخرى، فأقوال الزملاء المعاصرين. في محل وقوعها . بقي علينا قبل اختتام هذا الباب أن نعترف بفضل علماء التفسير في هذا المضمار . فإن الأسس التي اتبعوها في أصول التفسير علمية صحيحة . قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية في رسالته في أصول التفسير (1) ما نصه : فإن قال قائل : فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن . وما اختصر من مكان، وقال تعالى : ﴿ وَأَنزَلْنَا ﴾ [النحل : ٤٤]، وقال تعالى : ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل : ٦٤] ، ولهذا قال رسول الله ﷺ : «إلا أني أوتيت القرآن ومثله معه. والسنة أيضاً تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لأنها تتلى كما يتلى، وقد استدل الإمام الشافعي وغيره من الأئمة على ذلك بادلة كثيرة، ليس هذا موضع ذلك. الصحيح، أنبأنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال : قال عبد الله يعني ابن مسعود : والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناوله المطايا لأتيته، وقال الأعمش أيضاً عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن، ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس ابـن عـم رسول الله ﷺ وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله ﷺ له حيث قال : ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»، ترجمان القرآن ابن عباس، ثم رواه عن يحيى بن داود عن إسحاق الأزرق عن سفيان عن الأعمش عن مسلم بن صبيح أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود أنه قال : نعم الترجمان للقرآن ابن عباس، فهذا إسناد صحيح إلى ابن مسعود أنه قال عن ابن عباس هذه العبارة، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية سورة النور ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله ﷺ حيث قال : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . وتجوز حكايته لما تقدم وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني، ويأتي عن المفسرين خلاف، بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون (۱) كلبهم، وتعيين البعض الذي ضرب به المقتول (۱) . ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى إلى غير ذلك مما أبهمه (۲) الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه، تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم، وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلاً لرده كما ردهما ثم أرشد إلى أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا ( يطول ) النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته فيشتغل به عن الأهم، فأما من حكى خلافاً في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها؛ أو يحكي الخلاف، ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال ؛ فهو ناقص أيضاً. فإن صحح غير الصحيح عامداً فقد تعمد الكذب أو جاهلاً فقد أخطأ، حاصلها إلى قول أو قولين معنى، فقد ضيع الزمان وأكثر مما (١) ليس ويرجع بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور والله الموفق للصواب . إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير، كما قال محمد بن إسحاق، حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وبه إلى الترمذي قال : حدثنا الحسين بن مهدي البصري، حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش . ولهذا كان سفيان الثوري يقول : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك - وكسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري ومسروق بن الأجدع وسعيد بن المسيب وأبي العالية والربيع وابن أنس وقتادة والضحاك بن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم، فليتفطن اللبيب لذلك. أما إذا أجمعوا على الشيء، فلا (١) يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، أو السنة، أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك . فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، حدثنا مؤمل حدثنا سفيان، حدثنا عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ : ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار»، حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي، حدثني حسان بن هلال، قال : حدثنا سهيل أخو حزم القطعي، قال الترمذي : هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل ابن أبي حزم، وأما الذي روى عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن، وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا : أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر، وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر، لكن يكون أخف جرماً ممن أخطأ، والله أعلم. وهكذا سمى الله تعالى القذفة كاذبين فقال : فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَذِبُونَ ﴾ [النور : ١٣]، فالقاذف كاذب، ولو كان قد قذف من زنى في نفس الأمر، وتكلف ما لا علم له به. والله أعلم. ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما روى شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر قال : قال أبو بكر الصديق : أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : حدثنا محمود بن يزيد عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله : ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ وَايَتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [عبس: ٣١]، إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم (۱) ، وقال أبو عبيد أيضاً حدثنا يزيد عن حميد عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر : « وفاكهة وأبا » فقال : هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ثم رجع إلى نفسه فقال : إن هذا لهو التكلف يا عمر ، حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال : كنا عند عمر بن الخطاب، فقال ما الأب ثم قال : إن هذا لهو التكلف فما عليك أن لا تدريه، وقال ابن جرير : حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن عباس ( أنه ) سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى أن يقول فيها، إسناده صحيح، وقال أبو عبيد الله : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال : سأل رجل ابن عباس عن يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ) السجدة: 5]، فقال ابن عباس فما : يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج : ٤] ، فقال الرجل : إنما سألتك لتحدثني، فقال ابن عباس : هما يومان ذكرهما الله في كتابه . فكره أن يقول کتاب الله فيك ما لا إبراهيم آية من يعلم، وقال : ابن جرير حدثني يعقوب بن (١) ، وقال ابن شوذب : حدثني يزيد ابن أبي يزيد قال : كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام وكان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأنه لم يسمع ، وقال ابن جرير حدثني أحمد بن عبده العنبي، حدثنا عبيد الله بن عمر قال : لقد أدركت فقهاء المدينة، منهم سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع الديلمي (۳)، ، وقال : وقال أبو عبيد : حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن هشام بن عروة . قال ما سمعت أبي تأول آية من كتاب الله قط، فقال : ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل من القرآن، وقال أبو عبيد : حدثنا معاذ عن ابن عون عن عبيد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال : إذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده. حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه. وقال شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال : قال الشعبي : والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله، فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به،


النص الأصلي

وقد يلمس المؤرخ غموضاً أو نقصاً أو تناقضاً في المعنى، إذا هو استمسك بظاهر النص . فقد يكون في الكلام كتابة، أو مجاز أو استعارة، أو تشبيه، أو هزل، أو مداعبة، أو تلميح، أو تعريض، وما إلى ذلك . قال ابن عبد ربه في عقده في باب الكناية والتعريض (١) .


وقد كنى الله تعالى في كتابه عن الجماع بالملامسة وعن الحدث بالغائط ... وقال تعالى : ﴿وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلَى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ [ طه : ٢٢] فكنى عن البرص. ودخل الربيع بن زياد على النعمان بن المنذر وبه وَضَحٌ ، فقال : ما هذا البياض بك؟ فقال : سيف الله جلاه ودخل حارثة بن بدر على زياد، وفي وجهه أثر، فقال له زياد : ما هذا الأثر الذي في وجهك؟ قال : ركبت فرسي الأشقر فجمح بي فقال : أما أنك لو ركبت الأشهب لما فعل ذلك. فكنى حارثة بالأشقر عن النبيذ، وكنى زياد بالأشهب عن اللبن. وقال معاوية للأحنف ابن قيس أخبرني عن


قول الشاعر :


إذا ما مات ميت من تميم فسرَّك أن يعيش فجيء بـزاد بخبز أو بتمر أو بسمن أو الشيء الـمـلـفـف بـالـبـجـاد تراه يطوف في الآفاق حرصاً ليأكل رأس لقمان بن عاد


ما هذا الشيء الملفف في البجاد ؟ قال الأحنف : السخينة يا أمير المؤمنين . قال معاوية واحدة بأخرى والبادي أظلم . والسخينة طعام كانت تعمله قريش من دقيق وهو الحريرة فكانت تسب به » .


وهل ننسى ونحن نتكلم عن الكناية قول عمر ابن أبي ربيعة : أيها المنكح الثريا سهيلاً عمرك الله ! كيف يلتقيان؟


هي شامية، إذا ما استقلت وسهيل، إذا استقل، يماني ويجدر بالمؤرخ العربي، بعد مطالعة القرآن ودرس حكمه وأحكامه، أن يدرس رسالة الفخر الرازي نهاية الإيجاز في دراية الإعجاز»، فيلم ببعض ما كان يجول في عقول السلف من هذا القبيل. فهنالك فصول متتابعة في الكناية وضروبها، والتجنيس وأنواعه، والسجع، والتضمين والترصيع، والمجاز والتشبيه والاعتذار والاستعارة، والمطابقة، والمقابلة، والمزاوجة والاعتراض، والالتفات والاقتباس والتلميح، واللف والنشر، والتعديد، والإبهام، وتجاهل العارف، والإغراق، والجمع، والتفريق، والتقسيم. ومثل هذا يكثر في النصوص الدينية والمراسلات الشخصية، والقطع الأدبية، فعلى المؤرخ المدقق أن


يستعد لمثل هذه المفاجآت اللغوية، ويتهيأ لها .


وحيث يعترض المؤرخ مثل هذه العقبات، عليه أن يسعى لتذليلها بالوسائل نفسها التي يتذرع بها لفهم الغامض من ظاهر النص : عليه بمطالعة النص كله أولاً، ثم بمراجعة مؤلفات المؤلف الأخرى، فأقوال الزملاء المعاصرين. ويجدر به أن يترزن في مثل هذه المواقف فلا يتوقع الكناية مثلاً في غير محلها ولا يغفل عنها


في محل وقوعها .


بقي علينا قبل اختتام هذا الباب أن نعترف بفضل علماء التفسير في هذا المضمار . فإن الأسس التي اتبعوها في أصول التفسير علمية صحيحة .


قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية في رسالته في أصول التفسير (1) ما نصه :


فإن قال قائل : فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب أن أصح الطرق في ذلك أن يفسر القرآن بالقرآن . فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر، وما اختصر من مكان، فقد بسط في موضع آخر ـ فإن أعياك ذلك فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي : كل ما حكم به رسول الله ﷺ فهو بما (۱) فيه من القرآن قال الله تعالى : ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَنكَ اللَّهُ وَلَا تَكُن لِلْخَابِنِينَ خَصِيمًا ) [النساء : ١٠٥]، وقال تعالى : ﴿ وَأَنزَلْنَا ﴾ [النحل : ٤٤]، وقال تعالى : ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ [النحل : ٦٤] ، ولهذا قال رسول الله ﷺ : «إلا أني أوتيت القرآن ومثله معه. يعني السنة، والسنة أيضاً تنزل عليه بالوحي كما ينزل القرآن لأنها تتلى كما يتلى، وقد استدل الإمام الشافعي وغيره من الأئمة على ذلك بادلة كثيرة، ليس هذا موضع ذلك. والغرض أنك تطلب تفسير القرآن منه فإن لم تجده في السنة كما قال رسول الله ﷺ لمعاذ حين بعثه إلى اليمن بم تحكم؟ (قال) : بكتاب الله . قال : فإن لم تجد؟ قال: بسنة رسول الله. قال : فإن لم تجد قال : اجتهد رأيي قال : فضرب رسول الله الله في صدره وقال : الحمد الذي وفق (رسول) رسول الله لما يرضي رسول الله وهذا الحديث في المساند والسنن بإسناد جيد القرآن والأحوال التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم. الصحيح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين مثل (۱) عبد الله بن مسعود قال الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، حدثنا أبو كريب قال : أنبأنا جابر بن نوح، أنبأنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال : قال عبد الله يعني ابن مسعود : والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناوله المطايا لأتيته، وقال الأعمش أيضاً عن أبي وائل عن ابن مسعود قال : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن، ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس ابـن عـم رسول الله ﷺ وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله ﷺ له حيث قال : ( اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل»، وقال ابن جرير، حدثنا محمد بن بشار أنبأنا وكيع أنبأنا سفيان عن الأعمش عن مسلم ( عن مسروق قال ) قال عبد الله يعني ابن مسعود : نعم . ترجمان القرآن ابن عباس، ثم رواه عن يحيى بن داود عن إسحاق الأزرق عن سفيان عن الأعمش عن مسلم بن صبيح أبي الضحى عن مسروق عن ابن مسعود أنه قال : نعم الترجمان للقرآن ابن عباس، ثم رواه عن بندار عن جعفر بن عون عن الأعمش به كذلك، فهذا إسناد صحيح إلى ابن مسعود أنه قال عن ابن عباس هذه العبارة، وقد مات ابن مسعود في سنة ثلاث وثلاثين على الصحيح وعمر بعده ابن عباس ستاً وثلاثين سنة فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود ؟ وقال الأعمش عن أبي وائل : استخلف علي عبد الله بن عباس على الموسم، فخطب الناس، فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية سورة النور


ففسرهما تفسيراً لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا . وهذا غالب ما يرويه إسماعيل بن عبد الرحمن السندي الكبير في تفسير عن هذين الرجلين ابن مسعود وابن عباس، ولكن في بعض الأحيان، ينقل عنهم ما يحكونه من أقاويل أهل الكتاب التي أباحها رسول الله ﷺ حيث قال : بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل، ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . رواه البخاري عن عبد الله بن عمر ولهذا كان عبد الله بن عمر، قد أصاب يوم اليرموك زاملتين من كتب أهل الكتاب فكان يحدث منهما بما فهمه من هذا الحديث من الإذن في ذلك، ولكن هذه الأحاديث الإسرائيلية تذكر للاستشهاد لا للاعتقاد، فإنها على ثلاثة أقسام، أحدها : ما علمنا صحته مما بأيدينا مما نشهد له بالصدق فذاك صحيح، والثاني : ما علمنا كذبه بما عندنا مما يخالفه والثالث ما هو مسكوت عنه لا من هذا القبيل، ولا من هذا القبيل، فلا نؤمن به ولا نكذبه، وتجوز حكايته لما تقدم وغالب ذلك مما لا فائدة فيه تعود إلى أمر ديني، ولهذا تختلف علماء أهل الكتاب في مثل هذا كثيراً، ويأتي عن المفسرين خلاف، بسبب ذلك، كما يذكرون في مثل هذا أسماء أصحاب الكهف، ولون (۱) كلبهم، وعدتهم، وعصا موسى من أي الشجر كانت وأسماء الطيور التي أحياها الله لإبراهيم، وتعيين البعض الذي ضرب به المقتول (۱) . من البقرة، ونوع الشجرة التي كلم الله منها موسى إلى غير ذلك مما أبهمه (۲) الله في القرآن مما لا فائدة في تعيينه، تعود على المكلفين في دنياهم ولا دينهم، ولكن نقل الخلاف عنهم في ذلك جائز كما قال تعالى : ﴿ سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءُ ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴾ [الكهف : ۲۲] ، فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال ضعف القولين الأولين، وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلاً لرده كما ردهما ثم أرشد إلى أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فيقال في مثل هذا : قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس ممن اطلعه الله عليه فلهذا قال : فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَهِرًا أي لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك، فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن ينبه على الصحيح منها، ويبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا ( يطول ) النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته فيشتغل به عن الأهم، فأما من حكى خلافاً في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها؛ فهو ناقص إذ قد يكون الصواب في الذي تركه، أو يحكي الخلاف، ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال ؛ فهو ناقص أيضاً. فإن صحح غير الصحيح عامداً فقد تعمد الكذب أو جاهلاً فقد أخطأ، كذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالاً متعددة لفظاً، حاصلها إلى قول أو قولين معنى، فقد ضيع الزمان وأكثر مما (١) ليس ويرجع


بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور والله الموفق للصواب . إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير، كما قال محمد بن إسحاق، حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها، وبه إلى الترمذي قال : حدثنا الحسين بن مهدي البصري، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة ( قال ) : ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئاً، وبه إليه قال : حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان بن عيينة عن الأعمش . قال : قال مجاهد : لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود لم أحتج أن أسأل ابن عباس عن كثير من القرآن مما سألت، وقال ابن جرير : حدثنا أبو كريب قال (۲) : حدثنا طلق بن غنام عن عثمان الملكي عن أبي مليكة قال : رأيت مجاهداً سأل (ابن عباس) عن تفسير القرآن ومعه الواحه فقال ابن عباس : اكتب حتى سأله عن التفسير كله، ولهذا كان سفيان الثوري يقول : إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك - وكسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري ومسروق بن الأجدع وسعيد بن المسيب وأبي العالية والربيع وابن أنس وقتادة والضحاك بن مزاحم وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم، فتذكر أقوالهم في الآية فيقع في عباراتهم تباين في الألفاظ يحسبها من لا علم عنده اختلافاً فيحكيها أقوالاً وليس كذلك فإن منهم من يعبر عن الشيء بلازمه أو نظيره، ومنهم من ينص على الشيء بعينه، والكل بمعنى واحد في كثير من الأماكن، فليتفطن اللبيب لذلك. والله الهادي . وقال شعبة بن الحجاج وغيره: أقوال التابعين في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير؟ يعني أنها لا تكون حجة على غيرهم ممن خالفهم وهذا صحيح، أما إذا أجمعوا على الشيء، فلا (١) يرتاب في كونه حجة، فإن اختلفوا فلا يكون قول بعضهم حجة على بعض، ولا على من بعدهم، ويرجع في ذلك إلى لغة القرآن، أو السنة، أو عموم لغة العرب أو أقوال الصحابة في ذلك .


فأما تفسير القرآن بمجرد الرأي فحرام، حدثنا مؤمل حدثنا سفيان، حدثنا عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ : ( من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار»، حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ : «من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار ، وبه إلى الترمذي قال : حدثنا عبد بن حميد، حدثني حسان بن هلال، قال : حدثنا سهيل أخو حزم القطعي، قال : حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب قال قال رسول الله ﷺ : من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ» . قال الترمذي : هذا حديث غريب، وقد تكلم بعض أهل الحديث في سهيل ابن أبي حزم، وهكذا روی بعض أهل العلم عن (1) أصحاب النبي ﷺله وغيرهم أنهم شددوا في أن يفسر القرآن بغير علم، وأما الذي روى عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم أنهم فسروا القرآن فليس الظن بهم أنهم قالوا في القرآن، وفسروه بغير علم، أو من قبل أنفسهم، وقد روي عنهم ما يدل على ما قلنا : أنهم لم يقولوا من قبل أنفسهم بغير علم، فمن قال في القرآن برأيه فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أمر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر، لكان قد أخطأ لأنه لم يأت الأمر من بابه كمن حكم بين الناس على جهل، فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب في نفس الأمر، لكن يكون أخف جرماً ممن أخطأ، والله أعلم. وهكذا سمى الله تعالى القذفة كاذبين فقال : فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَذِبُونَ ﴾ [النور : ١٣]، فالقاذف كاذب، ولو كان قد قذف من زنى في نفس الأمر، لأنه أخبر بما لا يحل له الأخبار به، وتكلف ما لا علم له به. والله أعلم. ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به كما روى شعبة عن سليمان عن عبد الله بن مرة عن أبي معمر قال : قال أبو بكر الصديق : أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله ما لم أعلم، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام : حدثنا محمود بن يزيد عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر الصديق سئل عن قوله : ﴿وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ وَايَتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴾ [عبس: ٣١]، فقال : أي سماء تظلني وأي أرض تقلني، إن أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم (۱) ، وقال أبو عبيد أيضاً حدثنا يزيد عن حميد عن أنس أن عمر بن الخطاب قرأ على المنبر : « وفاكهة وأبا » فقال : هذه الفاكهة قد عرفناها فما الأب ثم رجع إلى نفسه فقال : إن هذا لهو التكلف يا عمر ، وقال عبد بن حميد، حدثنا سليمان بن حرب، قال : حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال : كنا عند عمر بن الخطاب، وفي ظهر قميصه أربع رقاع فقرأ : وفاكهة وأباً»، فقال ما الأب ثم قال : إن هذا لهو التكلف فما عليك أن لا تدريه، وهذا هو كله محمول على أنهما ـ رضي الله عنهما ـ إنما أرادا استكشاف علم كيفية الأب، وإلا فكونه نبتاً من الأرض ظاهر لا يجهل لقوله تعالى : يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَنَتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ يَتَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانَا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُنْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [عبس : ۲۷ - ۳۰] ، وقال ابن جرير : حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال : حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن عباس ( أنه ) سئل عن آية لو سئل عنها بعضكم لقال فيها فأبى أن يقول فيها، إسناده صحيح، وقال أبو عبيد الله : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال : سأل رجل ابن عباس عن يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ ) السجدة: 5]، فقال ابن عباس فما : يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ [المعارج : ٤] ، فقال الرجل : إنما سألتك لتحدثني، فقال ابن عباس : هما يومان ذكرهما الله في كتابه . الله أعلم بهما، فكره أن يقول کتاب الله فيك ما لا إبراهيم آية من يعلم، وقال : ابن جرير حدثني يعقوب بن (١) ، حدثنا ابن علية عن مهدي بن ميمون عن الوليد بن (۲) مسلم قال : جاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبد الله، فسأله عن القرآن فقال : احرج عليك إن كنت مسلماً لما قمت عني أو قال إن تجالسني، وقال مالك عن يحيى بن سعيد بن المسيب أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن قال إنا لا نقول في القرآن شيئاً، وقال الليث عن يحيى بن سعيد بن المسيب أنه كان لا يتكلم إلا في المعلوم من القرآن، وقال شعبة عن عمرو بن مرة قال سأل رجل سعيد بن المسيب عن آية من القرآن فقال : لا تسألني عن القرآن وسل من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شيء يعني عكرمة، وقال ابن شوذب : حدثني يزيد ابن أبي يزيد قال : كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام وكان أعلم الناس فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأنه لم يسمع ، وقال ابن جرير حدثني أحمد بن عبده العنبي، حدثنا عبيد الله بن عمر قال : لقد أدركت فقهاء المدينة، وأنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع الديلمي (۳)، ، وقال : وقال أبو عبيد : حدثنا عبد الله بن صالح عن الليث عن هشام بن عروة . قال ما سمعت أبي تأول آية من كتاب الله قط، وقال أيوب وابن عون وهشام الدستوائي عن محمد بن سيرين قال : سألت عبيدة السلماني عن آية من القرآن . فقال : ذهب الذين كانوا يعلمون فيما أنزل من القرآن، فاتق الله وعليك بالسداد، وقال أبو عبيد : حدثنا معاذ عن ابن عون عن عبيد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال : إذا حدثت عن الله فقف حتى تنظر ما قبله وما بعده. حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه. وقال شعبة عن


عبد الله بن أبي السفر قال : قال الشعبي : والله ما من آية إلا وقد سألت عنها ولكنها الرواية عن الله، وقال أبو عبيد الله : حدثنا هشيم أنبأنا عمر بن أبي زائدة عن الشعبي عن مسروق قال : اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله .


فهذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به، فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعاً، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير ولا منافاة لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد فإنما كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه لقوله تعالى : لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ [آل عمران : ۱۸۷]، ولما جاء في الحديث المروي من طرق : من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار، وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار، حدثنا مؤمل، حدثنا سفيان عن أبي الزناد قال : قال ابن عباس : التفسير على أربعة أوجه : وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله، والله سبحانه وتعالى أعلم .


تلخيص النصوص العربية والإنجليزية أونلاين

تلخيص النصوص آلياً

تلخيص النصوص العربية والإنجليزية اليا باستخدام الخوارزميات الإحصائية وترتيب وأهمية الجمل في النص

تحميل التلخيص

يمكنك تحميل ناتج التلخيص بأكثر من صيغة متوفرة مثل PDF أو ملفات Word أو حتي نصوص عادية

رابط دائم

يمكنك مشاركة رابط التلخيص بسهولة حيث يحتفظ الموقع بالتلخيص لإمكانية الإطلاع عليه في أي وقت ومن أي جهاز ماعدا الملخصات الخاصة

مميزات أخري

نعمل علي العديد من الإضافات والمميزات لتسهيل عملية التلخيص وتحسينها


آخر التلخيصات

Lakhasly. (2024...

Lakhasly. (2024). وتكمن أهمية جودة الخدمة بالنسبة للمؤسسات التي تهدف إلى تحقيق النجاح والاستقرار. Re...

‏ Management Te...

‏ Management Team: A workshop supervisor, knowledgeable carpenters, finishers, an administrative ass...

تسجيل مدخلات ال...

تسجيل مدخلات الزراعة العضوية (اسمدة عضوية ومخصبات حيوية ومبيدات عضوية (حشرية-امراض-حشائش) ومبيدات حي...

My overall expe...

My overall experience was good, but I felt like they discharged me too quickly. One night wasn't eno...

- لموافقة المست...

- لموافقة المستنيرة*: سيتم الحصول على موافقة مستنيرة من جميع المشاركين قبل بدء البحث. - *السرية*: سي...

تعزيز الصورة ال...

تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة العربية السعودية بوصفها نموذجًا عالميًا في ترسيخ القيم الإنسانية ونشر...

وصف الرئيس الأم...

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الثلاثاء، الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بأنها "مأساوية"، متعه...

Mears (2014) A ...

Mears (2014) A system of justice that could both punish and rehabilitate juvenile criminals was the ...

تراجع مكانة الق...

تراجع مكانة القضية الفلسطينية في السياسة الدولية فرض على الجزائر تحديات كبيرة، لكنه لم يغيّر من ثواب...

أيقونة الكوميدي...

أيقونة الكوميديا والدراما بقيمة 100 مليون دولار. قابل عادل إمام ولد عام 1940 في المنصورة، مصر، وبدأ ...

أتقدم إلى سموكم...

أتقدم إلى سموكم الكريم أنا المواطن / أسامة سلطان خلف الله الحارثي، السجل المدني رقم/١٧٣٧٣٨٣ ، بهذا ا...

[1] الحمد لله ...

[1] الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا أخذه ورسوله صلى ...