لخّصلي

تمت المحاولات الأولى لبناء جسور تعاون بين الوفد والأحرار الدستوريين من وراء ظهر النحاس، ثم سوى الأمر وحل مكرم محل الغرابلي. وشكلت لجنة الاتصال على جانب الأحرار الدستوريين من محمد حسين هيكل ومحمد علي علوبة وقررت اللجنة أن يسافر زعماء الحزبين إلى طنطا بالقطار حيث ارتأت أن "دعوة الشعب إلى المقاومة لن تستمر بدون أن يتقدمه الزعماء، ويروي (هيكل واقعة جر القطار على النحو التالي: . وبقينا نحن بالقطار حتى ولى النهار وأقبل الليل فتحرك بنا على مهل) ؛ تروي عفاف لطفي السيد - كشاهدة عيان هذه المرة - مشهداً مكتملاً المقدمات الثاني في الوفد بسبب فكرة الوزارة القومية فتقول بالنص كلما كان من المنتظر أن يلقى النحاس خطاباً شعبياً كانت تصرف مبالغ من المال المصفقين مأجورين يقاطعون الخطبة باستمرار. وفي بعض الأحيان قد تدفع به زعامته الشعبية إذا ما وجد الأصوات المأجورة تقاطع خطابه إلى أن يصبح في الجماهير قائلاً: آخرس یا ابن الكلب انت وهوه". بل إن مراسلاته الرسمية إلى حكومته في ذلك الوقت. وحيث فشل هيكل في إقناع مكرم عبيد بالفكرة ذهب متحمساً إلى عدلي يكن في بيته محاولاً أن يحرضه لكي يتدخل بنفسه لإقناع النحاس بالفكرة، أوتظن أني أجد الفرصة للأخذ والرد معه - أي النحاس - حين تلتقى إنه يلبث حين يراني أن يقص على تعلق الجماهير به أني ذهب وحيث سار فالمظاهرات تهتف باسمه والنسوة يزغردن حين مروره، فإذا حاول الإنسان مناقشته عاد إلى حديثه عن الجماهير وتعلقها به معتبرا ذلك الحجة القاطعة على أن رأيه هو الحق الذي لا محيد عنه ؛ دخل السجن في نفس التوقيت حيث تمت محاكمته في ۱۹ ديسمبر وحكم عليه بالسجن لمدة 9 أشهر قضاها كاملة وأفرج عنه يوم 8 يوليو ١٩٣١ وجاء في حيثيات الحكم أنه . من حيث أن المتهم قد كتب بتاريخ 9 سبتمبر ۱۹۳۰ ما يأتي: إعتقادي أن هذه الأزمة هي أزمة الرجعية والرجعيين والمحكمة قد رأت أن كلمة الرجعية وتعيينها على هذا النحو يصرفها مباشرة إلى جلالة الملك. وشكلت هذه الانتخابات سابقة واضحة لتدخل الإدارة عنفًا وقسوة وقسراً لتزييف الانتخابات النيابية، فإن البستاني في بيته أخبره بأنه أدلى بصوته عشر مرات تحت أسماء مختلفة،كان ظهور النبيل عباس حليم قد بدأ في أفق الحركة العمالية منذ عامين تقريبا، وينتمي إلى جماعة الأمراء الذين كان يرأسهم الأمير عمر طوسون ولا يخفون سخطهم على القصر. وفي ١٧ ديسمبر ۱۹۳۰ حدث انقلاب في اتحاد العمال استولى بموجبه عباس حليم على الاتحاد وقاد اجتماعاً ضد فؤاد الأول ؛ بالرغم من اشتداد الضائقة الاقتصادية فإن الحكومة - كما يقول (الرافعي) - أمعنت في استعمال القسوة في تحصيل الضرائب، بينما كان كبار الملاك يتفننون في التقرب إلى المندوب السامي البريطاني فقد أقام له - كما يقول د. ووفق رواية محمد زكي عبد القادر فإن صالح الملوم (وكانت أسرته تملك عام ۱٩١٤ مساحة ۸۰۰ فدان وصلت عام ١٩٥٢ الى ٢٦٠٣ فدانا اتصل به تليفونيا من مغاغة وسأله وهو مضطرب عما إذا كان (جورج لويد) سيخلع من منصبه فلما أجابه بأنه باق، لقد هبط الثمن النقدي المحصول القطن من ٧٤ مليون عام ۱۹۲۸ - ۲۹ إلى ۳۲ مليون عام ۱۹۲۹ - ٣٠ إلى ۲۲ مليون فقط عام ۱۹۳۰ - ۳۱ وانعكس ذلك على السلع المستوردة التي تأثرت جدا بأسعار القطن الذي يمثل % من الصادرات المصرية في ذلك الوقت ويسبب الارتباط بين الجنيه المصري والجنيه الإنجليزي والعودة لنظام الاسترليني أصبح ميزان مصر التجاري عرضة إلى الاهتزاز الشديد، وحين كلف رئيس الوزراء إسماعيل صدقي وكيل وزارة المالية (أحمد باشا عبد الوهاب بإعداد تقرير عن أسباب ارتفاع الأسعار بشكل فاحش، وهكذا سجل بوليس القاهرة في تقارير العام تسع حوادث إضراب من عمال الشركات وجديد من حوادث إضراب طلاب المدارس. اتهم ۱۷ متهما بإحراز قنابل بدون مسوغ - قطع أسلاك ومواسير مصلحة التليفونات - الشروع في تعطيل قطارات السكك الحديد - قطع من القاهرة والوجه القبلي - فك مسامير قضبان السكك الحديد.