لخّصلي

روى عاصم بن عمر التميمي: "حَمينا يوم أرماتٍ حِمانا، وبعض القوم أولى بالجمال". وأرمام: جبل في ديار باهلة بن أعصر، أو وادّ يصبّ في التلسبوت من ديار بني أسد، أو وادّ بين الحاجر وفيد. ويوم أرمام من أيام العرب، كما ذكر الراعي في شعره. وفي كتاب متعة الأديب: أرمام موضع وراء فيد بين الحاجر وفيد، وهو وادّ. ذكر أزمانيل في أرميل، باعتباره لغة فيه. أرمُ خاست (بضمّ الألف وفتح الخاء أو سكونها): كورتان بطبرستان. إدم: حجارة تُنصب في المفازة علماً، وجمعه آرام وأروم، وهو اسم جبل من جبال حسمى بين أيلة وتيه بني إسرائيل. كتب النبي ﷺ لبني جعال أن لهم إرماً لا يُجلّها أحد عليهم. إرم ذات العماد: إرم عاد، يُضاف ولا يُضاف، كما في قوله تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ". اختلف في إرم ذات العماد: مدينة اندرسَت، أو الإسكندرية، أو دمشق. ذكرها البحتري في شعره. روى آخرون أنها باليمن بين حضرموت وصنعاء، من بناء سداد بن عاد، الذي سمع بالجنة فأراد أن يتخذ مدينة على صورتها. وكلّ بذلك مائة رجل من وكلائه، وأمرهم بجمع الذهب والفضة والجواهر من كل مكان. بنيت المدينة من جواهر ثمينة، وأجري فيها وادٍ من تحت الأرض. طولها وعرضها عشرة فراسخ، وبها ثلاثمائة ألف قصر. بنى لنفسه قصراً منيفاً، وجعل ارتفاع البيوت ثلاثمائة ذراع، وسور المدينة ثلاثمائة ذراع، وأبراجاً عالية. مكث في بنائها خمسمائة عام. أرسل الله هوداً عليه السلام لينذره، فلم يرتدع، فأتاه العذاب، فمات هو وأصحابه، واندثرت المدينة. لم يدخلها بعد ذلك إلا عبد الله بن قلابة في أيام معاوية، وجاء بجواهر منها. أخبر كعب الأحبار معاوية أنها إرم ذات العماد، ووصف صفة من يدخلها. وجدوا حفيرة شداد، وبيتاً منقوراً في الجبل، ورجلًا فيه مكتوباً عليه أشعاراً تُخبر عن شداد بن عاد وعصيانه للهود.

وقال عاصم بن عمر و التميمي :
حَمَينا ، يومَ أرماتٍ ، حِمانا ، وبعض القوم أَولى بالجِمَالِ
أَرْمامٌ : اسم جبل في ديار باهلة بن أَعْصُر ؛ وقيل :
أرمام وادٍ يصب في التَّلسبُوت من ديار بني أَسد؛ وقيل:
أَرمام واد بين الحاجر وفيد . ويوم أَرمام من أَيام العرب ؛ قال الراعي :
تبصَّر خليلي ! هل ترى من ظعائنٍ تجاوزن ملحوباً ، فقلْن مُتالِعا جَواعِل أَرمام شمالاً ، وتارة عيناً ، فقطّعْنَ الوهاد الدّوافعا
وفي كتاب متعة الأديب : أَرمام موضع وراء فيد ، بين الحاجر وفيد ، وهو واد ؛ وقال نصر : أزمام ، بالزاي المعجمة، وادبين فيد والمدينة على طريق الجادة، بينه وبين فيد دون أربعين ميلا .
أَزمانِيلُ : ذكر في أَرميل ، لأنه لغة فيه .
أُرَمُ حاسْت : بضم أَوله، وفتح ثانيه ، ورواه بعضهم بسكون ثانيه ؛ وخاست بالخاء المعجمة ، وسين مهملة ساكنة ، يلتقي معها ساكنان ، والتاءُ فوقها نقطتان :
أَرَمُ خاست الأعلى، وأرَمُ خاست الأسفل : كورَتان
بطبرستان ؟ وقال أَبو سعد أَبو الفتح خسرو بن حمزة ابن وندرين بن أبي جعفر الأدمي القزويني سكن
أرَمَ : بلدة عند سارية مازندران له معرفة بالأدب .
إِدَمّ : بالكسر ، ثم الفتح ، والإدم في أَصل اللغة حجارة تُنصب في المفازة عَلَماً ، والجمع آرام وأرُوم مثل ضلع وأَضلاع وضُلوع : وهو اسمُ علم لجبل من جبال حسمى من ديار جُذام بين أيْلة وتيه بني إسرائيل ، وهو جبل عال عظيم العلو ، يزعم أهل البادية أن فيه كروماً وصنوبراً .
وكان النبي ، صلى اللّٰه عليه وسلم ، قد كتب لبني جعال بن ربيعة بن زيد الجذاميين ، أن لهم إرماً ، لا يجلها أحد عليهم لغلبهم عليها ، ولا يجاقتهم ، فمن حاقتهم فلا حق له ، وحَقتُهُم حق" .
إِرَمُ ذَات العِمَادِ : وهي إرَمُ عاد ، يُضاف ولا يُضاف ، أعني في قوله ، عز وجل : ألم ترَ كيف فعل ربك بعاد إدَم ذات العماد. فمن أضاف لم يَحرف إرَمَ ، لأنه يجعله اسم أمّهم ، أو اسم بلدة ، ومن لم يُضيف" جعل إدم اسمهُ ولم يصرفه ، لأنه جعل عاداً اسم أبيهم . وإدم اسم القبيلة ، وجعله بدلاً منه .
وقال بعضهم : إرَمُ لا ينصرف للتعريف والتأنيث ، لأنه اسم قبيلة ، فعلى هذا يكون التقدير : إرمُ صاحب ذاتِ العماد ، لأن ذاتَ العماد مدينة .
وقيل : ذات العماد وصف ، كما تقول المدينة ذاتُ الملك . وقيل : إدم مدينة ، فعلى هذا يكون التقدير بعادٍ صاحب إرَمّ . ويُقْرا بعادِ إرَم ذات العماد، الجر" على الإضافة ، فهذا إعرابُها . ثم اختلفَ فيها من جعلها مدينة، فمنهم من قال : هي أرض كانت واندَرَسَتْ ، فهي لا "تعرّف . ومنهم من قال : هي الاسكندرية ، وأكثرهم يقولون: هي دمشق؛ وكذلك قال مشيب بن يزيد بن النعمان بن بشير :
لولا التي عَلِقَتْني من علائتها ، لم تمس لي إرَمٌ داراً ولا وطنا
قالوا : أراد دمشق ؛ وإياها أراد البحتري بقوله :
إليك رحلتنا العيس من أرض بابل، لَجُودُ بها سَمْتَ الدّبور ونهتدي فكم جَزَعَت" مِن وَهْدَة بعد وهَدَةٍ، وكم قَطَعَت من فَدقَد بعد فدفدٍ طَلَبْنَك من أمّ العراق نتوازعاً بنا ، وقصور الشام منك بجرمه
155
إلى ارَم ذاتِ العمادِ ، وإنتّها لموضعُ قصدي ، مُرجفاً ، وتعمّدِي
وحكى الزمخشري أن إرم بلد منه الإسكندرية .
وروى آخرون أن إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد ، باليمن بين حضرموت وصنعاء ، من بناء سداد بن عاد ، وَرَوَوا أن سداد بن عاد كان جبّاراً ، ولما سمع بالجنة وما أعدّ اللّٰه فيها لأولياته من قصور الذهب والفضة والمساكن التي تجري من تحتها الأنهار ، والغُرَف التي من فوقها غُرَفُ ، قال لكبرائه : إني متخذٌ في الأرض مدينة على صفة الجنة ، فوكلَ بذلك مائة رجل من وكلائه وقهارمته ، تحت يد كل رجل منهم أَلف من الأعوان ، وأَمرهم أَن يطلبوا فضاء فلاة من أرض اليمن ، ويختاروا أطيبها تربة ، ومكنهم من الأموال ، ومثل لهم كيف يعملون، وكنب إلى عُمَاله الثلاثة : غانم بن عُلوان ، والضحَّاك ابن عُلوان، والوليد بن الريّان ، يأمرهم أن يكتبوا إلى عمّالهم في آفاق بُلدانهم أن يجمعوا جميع ما في أرضهم من الذهب ، والفضة ، والدرّ ، والياقوت ، والمسك ، والعنبر ، والزعفران ، فيوجهوا به إليه .
ثم وجه إلى جميع المعادن ، فاستخرج ما فيها من الذهب والفضة . ثم وجه عماله الثلاثة الى الغواصين إلى البحار ، فاستخرجوا الجواهر ، فجمعوا منها أمثال الجبال ، وحُيل جميع ذلك إلى سْدّاد .
ثم وجهوا الحفارين إلى معادن الياقوت ، والزبرجد ، وسائر الجواهر ، فاستخرجوا منها أمراً عظيماً . فأمر بالذهب ، فضُرب أَمثال اللين . ثم بنى بذلك تلك المدينة ، وأمر بالدر ، والياقوت ، والجزع ، والزبرجد، والعقيق ، فقُصّصَ به حيطانها ، وجعل لها غُرَفاً من فوقها غُرَفٌ، معمّدُ جميع ذلك بأساطين الزبوجد، والجزع ، والياقوت . ثم أجرى تحت المدينة وادياً ، ساقه إليها من تحت الأرض أربعين فرسخاً ، كهيئة القناة العظيمة . ثم أمر فأجري من ذلك الوادي سواق في تلك الكك ، والشرارع ، والأزقة ، تجري بالماء الصافي . وأمر بجافتي" ذلك النهر وجميع لراقي ، فطلييت بالذهب الأحمر ، وجُعِلَ حصاه
أنواع الجواهر : الأحمر ، والأصفر، والأخضر ، فنصب على حافتي النهر والسواقي أَشجاراً ، من الذهب ، مشمرة . وجعل ثمرها من تلك اليواقيت، والجواهر ، وجعل طول المدينة انني عشر فرسخاً ، وعرضها مثل ذلك . وصيّر صورها عالياً مشرفاً ، وبنى فيها ثلاثائة ألف قصر ، مفصّصاً بواطنُها وظواهرُها بأصناف الجواهر . ثم بنى لنفه في وسط المدينة ، على شاطىء ذلك النهر ، قصراً منيفاً عالياً يُشرف على تلك القصور كلها . وجعل بابها يشرعُ إلى الوادي ، بمكان رحيب واسع . ونصب عليه مِصْرَاعين من ذهب ، فصّصَين بأنواع اليواقيت . وأمر باتخاذ بنادق من سكِ وزعفران ، فألقِيَتْ في تلك الشوارع والطرقات . وجعل ارتفاع تلك البيوت ، في جميع المدينة، ثلاثمائة ذراع في الهراء . وجمل السور مرتفعاً ثلاثمائة ذراع مفصّصاً خارجه وداخله بأنواع ليواقيت وظرائف الجواهر . ثم بنى خارج سور المدينة أكماً يدور ثلاثائة ألف منظرة بلين الذهب والفضة عالية مرتفعة في السماء ، محدقة بسور المدينة ، لينزلها جنوده ؛ ومكث في بنائها خمسمائة عام. وإن اللّٰه تعالى أحب أن يتخذ الحُجّة عليه ، وعلى جنوده بالرسالة والُّعاء إلى التوبة والإنابة ، فانتَجَب
لما أراه ف الوا بن أم
هود بن خالد بن الخُلُود بن العاص بن عمليق 156 ابن إدم بن سام بن نوح، عليه السلام. وقال أبو المندر.
هو هود بن الخلود بن عاد بن إرم بن سام بن نوح، عليه السلام ؛ وقيل غير ذلك ولسْنا بصَدَده . ثم إن هوداً ، عليه السلام، أَناه فدعاه إلى اللّٰه تعالى وأمره بالإيمان ، والإقرار بربُوبية اللّٰه ، عز وجل ، ووحدانيته ، فتَمَادَى في الكُفر والطلغيان، وذلك حين تمّ لملكه سبعمائة سنة . فأنذَرَه هود بالعذاب، وحَذّرَه وخَرّفَه زوال ملكه ، فلم يرتدع عما كان عليه ، ولم يجب" هوداً إلى ما دعاه إليه . ووافاه الموكلون ببناء المدينة ، وأخبروه بالفراغ منها. فعزم على الحروج إليها في جنوده ، فخرج في ثلامائة ألف من حرّسه وشاكريّته ومواليه ، وسار نحوها ، وخلف على ملكه بحضرموت وسائر أرض العرب ابنه مرتد بن تشداد . وكان مرتد، فيما يقال، مؤمناً بسود ، عليه السلام ، فلما قرب شداد من المدينة ، وانتهى إلى مرحلة منها ، جاءت صيحةٌ من السماء ، فمات هر وأصحابه أجمعون ، حتى لم يَبْقَ منهم خير ، ومات جميع من كان بالمدينة من الفعلة ، والصّناع ، والوكلاء ، والقهارمة ، وبقيت" خلاة ، لا أَنيَ بها. وساخت المدينة في الأرض ، فلم يدخلها بعد ذلك أحد ، إلا رجل واحد في ايام معاوية ، يقال له: عبد اللّٰه بن قلابة ، فإنه ذكر في قصة طويلة تلخيصها : أنه خرج من صعاء في بغاء إيل له فلّت ، فأقضى به السيْرُ إلى مدينة -مفتُها كا ذكرنا، وأخذ منها سيئاً من بنادق المسك، والكافور، وشيئاً من الياقوت. وقصد إلى معاوية بالشام ، وأخبره بذلك ، وأراه الجواهر والبنادق . وكان قد اصفر" وغيّرته الأزمنة ، فأرسل معاوية إلى كعب الأحبار،
" وسأله عن ذلك ؛ فقال : هذه إرمُ ذات العماد التي ذكرها اللّٰه ، عز وجل ، في كتابه . بناها سداد ابن عاد، وقيل : سداد بن عمليق بن عويج بن عامر ابن إدم ؛ وقيل في نسبه غير ذلك . ولا سبيل إلى دخولها ، ولا يدخلها إلا رجل واحد صفَتُه كذا.
ووَصَفَ صفة عبد اللّٰه بن قلابة ؛ فقال معاوية : يا عبد اللّٰه ! أَما أَنت فقد أَحسْتَ في نُصْحنا ، ولكن ما لا سبيل إليه ، لا حيلة فيه . وأمر له بجائزة فانصرف . ويقال : إنهم وقعوا على حفيرة شداد بحضرموت ، فإذا بيت في الجبل منقور ، مائة ذراع في أربعين ذراعاً ، وفي صدره مريران عظمان من ذهب ، على أحدهما رجل عظيم الجسم ، وعند رأسه لوح فيه مكتوب :
إعتير يا أها المف
رور بالعمر المديدِ
أَنا شُدادُ بن عاد ، صاحب الحصن المشيد
وأَخر القوّة والبا
ساء والملك الحشيد
دَان أَهل الأرض طُرا
لي من خَرف وعيدي فأتى هود ، وكنّا في ضلال ، قبل هرد فدعانا ، لو
أَجَبنا
• ، إلى الأمر الرشيد
فَعَصَيْنَاه
ونادَى
ما لكم ، هل من محيد