لخّصلي

قــال : ًزعمــوا أن أرضــا تــسمى كــذا ، وكــان فیــه شجرة عظیمة كثیرة الغـصون فیهـا وكـر ألـف مـن الغربـان ، وقــال ملــك الغربـان لمــا أرى مــا وقــع : إني أخاف علیكم الكرة من البوم. فقــال الأول نرحــل ، نــدفع لهــم ، وقــال الاربــع تــرك أوطاننــا والاطــصبار علــى الغربــة ، وقــال الخــامس : نتــشاور فیمــا بیننــا ثــم نتشاور معهم. قــال الملــك للخــامس هــل تعلــم ســبب العــداوة بیننــا ، قالوا نملك الیوم ، دخـل بیـنهم غـارب ، وأقلها عقولا ، وأشـدها غـضبا ، وأقلهـا رحمـة ، وضـرب لهـم ًمثل الفیلة والأارنب والعین القمریة وكان یعیش حولهـا الأارنـب ، فقال ملكهم وأشار فیروز الأرنب على الملك ، وطلب منه أن یبعثه مع نفـر إلـى ملـك الفیلــة ، وقــال : إن القمـر أرســلني إلیـــكٕ أنـــك اغتـــررت بقوتـــك وشـــربت مـــاء العـــین ، وانـــي أتقـــدم إلیـــك وأنـــذرك ألا تـــأتي فأعــشي بــصرك ، فلمــا شــرب الفیل بخرطومه من الماء وجد الماء یرتعد ویرتج ، قـال : الأرنـب أنـه ویأمرك ألا تأتي فامتنعت الفیلة. وقال الغارب المستشار – الوزیر – ًًاضربوني واختبئوا ، وجاءت الیوم لم یجدوا أحدا وسمعوا أنینا فسأله ملك البوم وعرف أنه وزیر ملك الغربان ، وقال : ضربوني لما اشرت علیهم أن یعرضوا الفدیـة ویطلبـوا الــصلح ، قــال ملــك الیــوم لوزارئــه مــاذا تــرون فــي هــذا ؟ قــال أحــدهم : اقتلــه ، الآخر لا تقتله وهو ضعیف ، وضرب له – للملك – الوزیر الأول الذي أشار بقتله مثل النجار وامأرته لما بلغه أنها تخونه فأبلغها أنه مسافر ، ورجع من باب ونام تحت السریر وكانت مع عیـشقها فـوق ّالسریر ، وعندما طلب الغارب الوزیر المخـادع أن یحرقـوه – الیـوم – ثـم أدعـو ربـي أن یحـولني بومـا فـانتقم مـن الغربـان ، فقــال لـه الـوزیر الـذي أمــر بقتلـه وهـل تـدري إن احترقــت أن تعود روحك الشریر فیك ، ودعا االله أن تكون جاریـة جمیلـة فكانـت ًًً، فقالت الریح الجبل هو أقوى مني فإني لا أسـتطیع أن احركـه ، قـال : الفأر الذي ینقبني ، فهذا مثلك أیها المخادع أن تعود لأصـلك وتتـزوج غاربـة وتكـون ضـدناه ، ونبـت ریـشه وأكرمنه ، وأمنوا مكره وأخبـروه أنهـم یجـتمعن هـذا النهـار بكهـف بالجبـل ، لا یظفـــر بمثلـــه إلا القلیـــل ، ولا ینـــال إلا بـــالحزم ،

طلب الملك المثل من الفیلسوف ، كیف العداوة وكیف یصنع الملك إذا أتاه شيء من عدوه.
قــال : ًزعمــوا أن أرضــا تــسمى كــذا ، وكــان حــولاه جبــل عظــیم محــیط بهــا ، وكــان فیــه شجرة عظیمة كثیرة الغـصون فیهـا وكـر ألـف مـن الغربـان ، فخـرج ملـك البـوم وللعـداوة بیـنهم ووقــع علــیهم وأكثـر فــیهم القتــل والجـارح ، وقــال ملــك الغربـان لمــا أرى مــا وقــع :
إني أخاف علیكم الكرة من البوم.
وكــان فــي الغربــان خمــسة ذوو رفعــة وعلــم ونظــر فــي الأمــور وحــسن الــأري والحیــل ، فقــال الأول نرحــل ، وقــال الثــاني نحــاربهم ونــستعد ، وقــال الثالــث ، نــدفع لهــم ، وقــال الاربــع تــرك أوطاننــا والاطــصبار علــى الغربــة ، وقــال الخــامس : نتــشاور فیمــا بیننــا ثــم
نتشاور معهم.
قــال الملــك للخــامس هــل تعلــم ســبب العــداوة بیننــا ، قــال : كــان جماعــة مــن الطیــر لــم ًیجدوا ملكا ، قالوا نملك الیوم ، دخـل بیـنهم غـارب ، وقـال : لـو أن الطیـر كلهـا فقـدت وفقد الطاووس والبط والحمـام والكركـي ، لمـا اضـطررتن إلـى تملیـك البـوم أقـبح الطیـر ًًًًمنظار ، وأسوءها مخبار ، وأقلها عقولا ، وأشـدها غـضبا ، وأقلهـا رحمـة ، وضـرب لهـم ًمثل الفیلة والأارنب والعین القمریة وكان یعیش حولهـا الأارنـب ، وأهلكـوا كثیـار مـنهم ، فقال ملكهم وأشار فیروز الأرنب على الملك ، وطلب منه أن یبعثه مع نفـر إلـى ملـك الفیلــة ، وأخبــره الملــك أنــه موافــق وأنــه بالرســول یعــرف قــدر وعقــل المرســل ، وذهــب الأرنـب ووقــف علـى تــل ، ونـادى علــى ملـك الفیلــة باسـمه ، وقــال : إن القمـر أرســلني إلیـــكٕ أنـــك اغتـــررت بقوتـــك وشـــربت مـــاء العـــین ، وانـــي أتقـــدم إلیـــك وأنـــذرك ألا تـــأتي فأعــشي بــصرك ، ویــأمرك القمــر أن تــأتي إلیــه هــذه اللیلــة وكانــت قمریــة ، فلمــا شــرب الفیل بخرطومه من الماء وجد الماء یرتعد ویرتج ، فسأل الأرنـب ، قـال : الأرنـب أنـه

غضبان علیك ، ویأمرك ألا تأتي فامتنعت الفیلة. وقال الغارب المستشار – الوزیر –
ًًاضربوني واختبئوا ، وجاءت الیوم لم یجدوا أحدا وسمعوا أنینا فسأله ملك البوم وعرف أنه وزیر ملك الغربان ، وقال : ضربوني لما اشرت علیهم أن یعرضوا الفدیـة ویطلبـوا الــصلح ، قــال ملــك الیــوم لوزارئــه مــاذا تــرون فــي هــذا ؟ قــال أحــدهم : اقتلــه ، وقــال
الآخر لا تقتله وهو ضعیف ، وقال الثالث : أرجو أن تستبیقیه وتحسن إلیه.
وضرب له – للملك – الوزیر الأول الذي أشار بقتله مثل النجار وامأرته لما بلغه أنها تخونه فأبلغها أنه مسافر ، ورجع من باب ونام تحت السریر وكانت مع عیـشقها فـوق ّالسریر ، وقالت لصاحبها اسـألني وألـح علـي مـن أحـب إلیـك أنـا أم زوجـك ؟ فقـال بـل زوجي هو الأخ والأب والحبیب ، فنام زوجها تحت السریر وأصبح یخدمها بخـدعتها. وعندما طلب الغارب الوزیر المخـادع أن یحرقـوه – الیـوم – ثـم أدعـو ربـي أن یحـولني بومـا فـانتقم مـن الغربـان ، فقــال لـه الـوزیر الـذي أمــر بقتلـه وهـل تـدري إن احترقــت أن تعود روحك الشریر فیك ، كالحدأة التي مرت علـى ناسـك علـى شـاطئ البحـر فوقعـت منها درصة ، فأخذها الناس ولفها في ردنة ، ودعا االله أن تكون جاریـة جمیلـة فكانـت ًًً، وبعد مـا كبـرت ، سـألها أن یزوجهـا فقالـت زوجنـي لرجـل قویـا شـدیدا منیعـا ، فـذهب إلى الشمس قالت السحاب فإنه یحجبني ، ذهب للسحاب فقال الریح هو أقـوى منـي ، فقالت الریح الجبل هو أقوى مني فإني لا أسـتطیع أن احركـه ، ذهـب للجبـال ، قـال : الفأر الذي ینقبني ، فقال لها : أدعو علیك وتتحولین فـأرى وأزوجـت الفـأر فرضـیت ، فهذا مثلك أیها المخادع أن تعود لأصـلك وتتـزوج غاربـة وتكـون ضـدناه ، ونبـت ریـشه وأكرمنه ، وأمنوا مكره وأخبـروه أنهـم یجـتمعن هـذا النهـار بكهـف بالجبـل ، وعنـد الجبـل ارع یرعى غنم ، فأجمعوا الحطب وآتي أنا بالنـار مـن الارعـي ورفرفـوا بـأجنحتكم تقـوى ٍالنار فمن خرج من البوم احترق وهلكت البوم عن آخرهم وعماد الغربان إلـى أوطـانهم بحیلة وشر الغارب. ًوقال الغارب الوزیر لم أر فیهم عاقلا إلا الوزیر الذي أشار بقتلي ولــم یــستمعوا لــه ، وقــال ملــك الغربــان : لا ینبغــي للملــك أن یغفــل عــن أمــره فإنــه أمــر جـــسیم ، لا یظفـــر بمثلـــه إلا القلیـــل ، ولا ینـــال إلا بـــالحزم ، وهـــو خفیـــف الاســـتقارر ،
كالقرد الذي لا یستقر ساعة.
وقد كان السبب في ترجمة كلیلة ودمنـة مـن الهندیـة إلـى الفارسـیة أن برزویـه أتـى آنـو شروان ، وقال : أیهـا الملـك إنـي قـأرت فـي كتـاب هنـدي أن فـي جبـال الهنـد عـشبا إذا ُركــب منــه دواء فنثــر علــى میــت ارتــد حیــا ، فجهــزه وأرســله فــأتى بالكتــاب