لخّصلي

أولا التعرف على العواطف:

تعلم كيفية التعرف على مشاعرك وتأثيرها على حياتك هو الخطوة الأولى نحو السيطرة على ردود الفعل العاطفية ذات الشدة العالية. غالبًا ما يقضي الناس حياتهم دون إيلاء اهتمام كبير لكيف يشعرون. ونتيجة لذلك، يحدث الكثير من الأمور الهامة داخلهم التي لا يعلمون عنها كثيرًا. ونفس الأمر ينطبق على الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في التحكم في عواطفهم القوية، ولكن يحدث ذلك بطريقة مختلفة. غالبًا ما يدرك الأشخاص الذين يواجهون هذه المشكلة موجة العواطف المحزنة التي تغمرهم (مثل الحزن، والغضب، والذنب، والعار، وما إلى ذلك)، ولكن بحلول الوقت الذي يدركون فيه تلك الموجة، يكون الأمر متأخرًا جدًا للقيام بأي شيء بشأنها.
للتحكم في ردود الفعل العاطفية القوية، يتطلب الأمر أولاً إبطاء العملية العاطفية بحيث يمكن فحصها. وبعد ذلك، بعد فحصها، يمكنك اتخاذ قرارات صحية. سيساعدك هذا التمرين في بدء هذه العملية من خلال فحص حالة عاطفية حدثت في الماضي. سيتطلب منك أن تكون صادقًا مع نفسك قدر الإمكان
هدف هذا التمرين هو اكتشاف العواطف التي كنت تشعر بها (سواء العواطف الرئيسية أو الثانوية) ثم معرفة كيف أثرت تلك العواطف على أفعالك ومشاعرك فيما بعد. دعونا ننظر إلى مثال. لينج كانت تعاني من عواطف قوية كثيرًا وكانت تفقد السيطرة عليها في كثير من الأحيان. في إحدى المرات، عادت إلى المنزل من العمل ووجدت زوجها مخمورًا على الأريكة مرة أخرى. رفض الذهاب للعلاج النفسي ولم يعتبر نفسه مدمنًا، لذا رفض الانضمام إلى اجتماعات الأنونيموس للمدمنين على الكحول. شعرت لينج على الفور بالغضب، فبدأت في الصراخ على زوجها، وتسميته "مخمورًا لا قيمة له". ولكنها بقيت هناك بدون مناقشة أو حركة. كانت ترغب في ضربه، ولكنها لم تفعل ذلك. بعد بضع دقائق، بدأت لينج تشعر باليأس والخجل أيضًا. كانت قد حاولت كل شيء لمساعدة زوجها، ولكن لم يبدو أن أي شيء يعمل. لم تشعر أنها يمكنها البقاء في زواجها لفترة أطول، ولكنها أيضًا لم تؤمن بالطلاق. ذهبت لينج إلى الحمام وأغلقت الباب خلفها. فكرت في قتل نفسها، لإنهاء الألم الذي كانت تشعر به. ولكن في النهاية، أخرجت مشرطًا وبدأت في قطع ساقها بشكل كافٍ لجعل نفسها تنزف. في تلك الليلة، نسيت لينج أن تضبط منبهها بسبب اضطرابها، لذا فاتت عليها الساعات الأولى من العمل وتلقت تحذيرًا من مديرها.

ماذا حدث؟ هذه هي فرصتك لوصف الوضع الذي أدى إلى عواطفك.

في هذا المثال، عادت لينج إلى المنزل ووجدت زوجها مخمورًا مرة أخرى، ورفض الحصول على مساعدة أو الحديث عن مشكلته.

لماذا تعتقد أن هذا الوضع حدث؟ هذه هي الفرصة لتحديد الأسباب المحتملة للوضع الخاص بك. هذه خطوة مهمة لأن المعنى الذي تعطيه للحدث غالبًا ما يحدد رد فعلك العاطفي لهذا الحدث.

على سبيل المثال، إذا كنت تعتقد أن شخصًا قد أذاكك عمدًا، ستتفاعل بشكل مختلف تمامًا عما إذا كنت تعتقد أن شخصًا قد أذاكك عن طريق الصدفة. في هذا المثال، يعتقد لينج أن زوجها مدمن على الكحول ويكرهها ويندم على الزواج منها في المقام الأول، لذا فقد أعطى حياته فقط لتؤلمها.

3- كيف أثر هذا الوضع على مشاعرك، عاطفياً وجسديًا؟ حاول تحديد العواطف الرئيسية والثانوية إذا أمكن. ستستغرق مهارة التعرف على عواطفك وقتًا، ولكن ستكون جهدك جديرًا بذلك. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في العثور على كلمات لوصف مشاعرك، انظر إلى قائمة العواطف الشائعة في الفصل 3. كما حاول تحديد كيف كنت تشعر جسديًا. العواطف والإحساسات الجسدية، خاصة التوتر العضلي، مرتبطة بشكل قوي. في هذا المثال، العاطفة الرئيسية لـ لينغ هي الغضب (بعد رؤية زوجها في حالة سكر)، ثم تشعر بالعواطف الثانوية لليأس والعار. جسديًا، تلاحظ أن جميع عضلات وجهها وذراعيها تصبح متوترة للغاية، وتشعر بالغثيان.

ماذا كنتَ ترغب في القيام به نتيجةً لمشاعرك؟ هذا السؤال مهم جدًا لأنه يحدد رغباتك. غالبًا ما يكون لدى الشخص الذي يشعر بالمشاعر الكثيرة الرغبة في قول أو فعل شيء درامي أو مؤلم أو خطير للغاية. ومع ذلك، لا يقوم الشخص دائمًا بفعل هذه الأشياء؛ في بعض الأحيان، تكون الرغبات مجرد أفكار واندفاعات. عندما تبدأ في ملاحظة ما ترغب في القيام به وتقارنه بما تقوم به فعليًا، يمكن أن تكون النتائج مصدر أمل. إذا كنت قادرًا على التحكم في بعض الرغبات، فربما يكون هناك فرص جيدة للتحكم في رغبات أخرى أيضًا. في هذا المثال، كانت لدى لينغ رغبة في القيام بشيئين كانا خطرين للغاية وفادحين: ضرب زوجها وقتل نفسها لإنهاء ألمها. لحسن الحظ، لم تقم بأي منهما، مما أعطاها الأمل فيما بعد بأنها قد تستطيع التحكم في رغبات أخرى أيضًا.

ماذا فعلتَ وقلتَ؟ هنا حيث تحدد ما قمت به فعلًا نتيجةً لمشاعرك. في هذا المثال، تقوم لينغ بإغلاق نفسها في الحمام وتبدأ في تشويه نفسها. كما تصرخ في وجه زوجها وتسميه "سكيرًا لا قيمة له".

كيف أثرت مشاعرك وأفعالك عليك لاحقًا؟ هنا يمكنك تحديد عواقب الأمد الطويل لما شعرت به وفعلته. في مثال لينغ، تفوت عليها فترة النوم في اليوم التالي للعمل لأنها نسيت ضبط المنبه، وتتعرض للعقوبة من قبل رئيسها، مما يعرض وظيفتها للخطر